كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
( الفصل الثانى )
2- ارجوك لا تبكى 0
ما ان حلت الساعة السابعة والنصف من مساء ذلك اليوم حتى خلا المبنى من الموظفين فى هذا الوقت بالذات كانت جوليا تهبط الدرج المستدير ضجرة ، كانت الردهة الانيقة بمثابة قاعة استقبال ومعرض للشركة ، جدرانها مكسوة بالخشب وفى هذه الردهة نماذج خشبية ملونة لمشاريع ناجحة وعلى جانبيها اصطفت كراسى مريحة تسمح للزبائن المنتظرين برؤية مجسمات ثلاثة : مجسم لمحطة خطوط جوية ، واخر لفندق ضخم امامه مسيج جميل ، وحدائق غناء رائعة ، وثالث لمصفاة نفط بدا فيه ادق تفاصيل الانابيب 0
منتديات ليلاس
فى هذه الامسية مرت جوليا بهذا كله بدون ان تراه اقفلت الباب الكبير خلفها بالمفتاح ، وتوجهت الى موقف الباص ، لتنظر بلا مبالاة وصول الباص وصلت الى راس شارع "كلارنس" وسارت فيه بسرعة مرتجفة قليلا من برودة المساء ... ما ان دخلت المنزل الذى يحمل لوحة رقمها : 12 حتى برزت صاحبة المنزل من غرفة الجلوس ، ووجهها اللطيف طافح بالقلق : يبدو ان يومك كان متعبا جوليا ... اكان سيئا عزيزتى ؟
-سيدة هيكنز ، هذا وصف قليل عليه . اكاد اهوى ارضا ! ساخبرك كل شئ فى الغد . اما الان لا افكر الا ان اهوى فوق مقعدى 0
-ارجو ان تتناولى شيئا من الطعام اولا ! على اى حال ، لديك زائر ... لا ... لا ... ترتعبى . انها شقيقتك ، وقد ادخلتها الى جناحك منذ عشر دقائق . اما سيارتها فركنتها فى الكاراج 0
-آه ، لقد اقلقتنى للحظات ! على فكرة ، هل ترك ماكس الشاب رسالة بشان سيارتى ؟
-طبعا ! كدت انسى . سيدفع الكراج ستين جنيها فقط كما قال ... فهل يرضيك هذا ؟
-يرضينى ! هذا افضل خبر سمعته اليوم ! قد لاارى ماكس لذا اشكريه نيابة عنى وقولى له اننى ساذكره فى ادعيتى . اراك فيما بعد 0
كان باب جناحها الفوقى مفتوحا ، ورائحة تفتح الشهية تنساب من المطبخ وتناهت اليها انغام موسيقية ناعمة صدحت من المسجلة ، ورات على الطاولة المنخفضة الموجودة امام الاريكة ادوات الطعام وخبزا فرنسيا مقطعا وابريق عصير . نادت جوليا وهى تخلع معطفها : ليديا ... لقد وصلت الى البيت !
خرجت شقيقتها من المطبخ مبتسمة لجوليا المتسائلة : فكرت ان افاجئك حبيبتى ... لم نتمكن من الانفراد بانفسنا طوال نهاية الاسبوع . وحين اتصلت بك لم اجدك ، وضبت سلة ماكولات ... وها انا ذا ....
تهاوت جوليا متعبة فوق الاريكة ، تراقب شقيقتها وهى تتنقل بسرعة من المطبخ الى غرفة الجلوس 0
ليديا فى الرابعة والثلاثين وهى ما تزال بهجة للنظر ... شعرها كستنائى يتدلى مسترسلا بلا قيد على كتفيها وعيناها بنيتان كبيرتان مفعمتان بالحيوية والحب لكل شئ ، لزوجها ولاولادها ولشقيقتها ، وللحياة عامة . كان جسدها نحيلا لكنه قويم وهو يبدو رائعا مهما ارتدت وها هى ترتدى ثيابا مخملية سوداء وقميصا من الموسلين الاصفر ، وتضع فوقها مبدعة للطبخ سوداء من البلاستيك مكتوب عليها بالاحمر الفاقع "التقبيل لا يدوم ، اما الطبخ فيدوم" 0
-ليديا ... من يرعى الاطفال ؟ ولكن حتى بوجود من يرعاهم اتساءل عن سبب هذه الزيارة فلم يمر يوم على رؤيتك لى ... اضيفى الى كل هذا اننى لا اراك عادة فى غضون الاسبوع الا فى الحالات الطارئة 0
-وهذه حالة طارئة ... جئت الى البلدة لاتبضع بعد ظهر اليوم وقابلت السيدة هارتوبل ... فتناولنا الشاى معا فى ذلك المكان الخاص ، واخبرتنى كل شئ عن زوجها اعنى ما يتعلق بقلب لوفيل . يا للرجل المسكين انه مضطر للتقاعد ، وسيحل ابنه بيرس محله . كانت فى غاية القلق لانها خشيت ان تتكدرى بسبب الوضع الجديد ، وتامل ان تعتادى على العمل عند بيرس و ....
|