كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل قبل الاخير
( الفصل العاشر )
10- شعاع الحب 0
استيقظت جوليا فى الصباح التالى فجاة ، تدرك دونما سبب معروف ان شيئا خطيرا قد حدث . اضاءت مصباح غرفتها لتنظر الى الساعة ، ولكنها حبست انفاسها حالما رات عيناها بريق الاحجار الكريمة فى اصبعها ... كانت الساعة الخامسة ... فعادت لتغوص بين الوسائد ، ويدها مرفوعة امامها لتتمكن من تامل الخاتم الانيق . اطالت النظر اليه ثم راحت اولى اشعاعات السعادة الذهبية تتضاءل ، وبدات الشكوك تساورها لتحل مكان تلك السعادة 0
لقد كانت مندفعة جدا ليلة امس . ما الذى استحوذ على تفكيرها بحق الله لترمى بنفسها عارية الروح بين يدى شخص ما زال غريبا جزئيا عنها ؟ هذا دون ذكر استسلامها الكلى له ولولا ردع بيرس لنفسه فى اللحظة المناسبة لحدث ما لا تحمد عقباه . احترقت وجنتاها عندما تذكرت تلك الدقائق العاصفة ، حيث لم يكن فى العالم سوى بيرس وعناقه ، وصوته القائل لها اقوالا ستظل محفوظة فى كيانها الى الابد ... ادارت راسها تدفنه فى الوسائد 0
منتديات ليلاس
كيف سامضى فى هذا ؟ لقد كنت مستقلة فى حياتى . فترة طويلة اما الفترة التى كنت فيها زوجة لباتريك فلا تكاد تحسب فى حياتى ومن ناحية اخرى ان استطاعت لملمة شجاعتها لتقول لبيرس انها غيرت رايها فماذا يبقى عندها لتتمناه ؟ ما دام لم يجتذب اى رجل اهتمامها قبل لقائها ببيرس ، فمن المستحيل ان ينجح احد بهذا فى المستقبل ... عليها اذن ان تكيف نفسها لنعيم العزوبية السرمدى ، وللعب دور الخالة العانس الدائمة 0
ارتجفت جوليا من هذه الصورة فاغمضت عينيها وسرعان ما طالعها وجه بيرس صاحب النظرة الزرقاء المميزة التى لم ترها قبل ليلة امس ... فهمت ببطء بالضبط ما هى تلك النظرة ... انها نظرة رجل عاقد العزم ، رجل الحب ... دفع هذا الاكتشاف دموعا ساخنة الى جفنيها المغمضين ، وكان ان شقت الدموع طريقا حارا على وجنتيها 0
كيف فكرت يوما فى ان فكرة قضاء حياتها امنة فى شقة صغيرة ، وسط كتبها وتسجيلاتها ، قد تكون افضل من الزواج ببيرس . سارعت لتجد منديلا نفخت به انفها ، ثم مسحت عينيها بقوة ... لماذا القلق وهى ستسلم نفسها جسدا وروحا ؟ ولكن اليس هذا ما تفعله غالبية النساء رغم النضال الذى يقمن به من اجل تحرير المرآة ؟ اليس الزواج هو غايتهن منذ ان يعرفن ان فى الحياة جنسين ؟
منتديات ليلاس
عاد اليقين الكامل يندفع اليها بموجة دافئة مطمئنة . انسى كل شئ عن كبتك النفسى ايتها الحمقاء ... فانت محظوظة لان رجلا ذكيا محبا يريدك زوجة ، وعما قريب ستمضين ايام حياتك معه حيث لا مزيد من الشكوك او الريبة ... اركعى على ركبتيك واشكرى الله على منحك فرصة ثانية فى حياتك ... فلا تتاح لاشخاص كثيرين حتى الفرصة الاولى 0
وراحت تستحم وهى تغنى بصوت اجش ثم ارتدت ثيابها بترو ولم تلبث ان حضرت نفسها لتناول فطور لائق ... كانت ثقتها مع مرور كل دقيقة تزداد وعندما ان اوان الانطلاق الى العمل تركز اهتماها على واقع واحد مهم فى الحياة ، وهو انها بعد خمس دقائق تقريبا سترى بيرس 0
كانت نظرة واحدة من نافذة غرفة جلوسها كافية لترى السيارة السوداء الطويلة المنتظرة قرب البوابة . رمت معطفها على كتفيها ، ثم التقطت حقيبتها ، وهرعت تنزل الدرج ناسية لاول مرة الرصانة والهدوء . حثت الخطى فى الممر الخارجى واسرعت الى المقعد المجاور لمقعد بيرس فى السيارة ، ثم القت بنفسها كحمامة زاجلة بين ذراعى بيرس المنتظرتين .
بعد عناق مرضى ، ابعدها عنه ليتامل وجهها المتالق : تبدين نشيطة ومضيئة الوجه 0
-شخص ما وجد الزر الذى يضيئنى ... وانت تبدو رائعا كذلك ...احبك ... وانت تحبنى ... فلماذا لا اقول لك كم تبدو جذابا ؟
مد يده يمسك بيدها : انا لا اتذمر ... ولكننى اتمنى لو اننا فى مكان يسمح لى باكثر من امساك يدك ... ثم اننى لست معتادا على سيدات يبدين الاعجاب بى 0
تصاعد الدم الى وجهه فتناقض اللون الاحمر مع ياقه قميصه الابيض ...
كان يحاول جاهدا تركيز اهتمامه على قيادة السيارة 0
|