كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
صعدت جوليا الى غرفتها فوضعت مشترياتها ثم تاقت الى تعليق فستانها الجديد الذى ما ان القت عليه نظرة ثانية حتى نسيت عقدة الذنب التى شعرت بها عندما اشترته . فجاة لمحت نفسها فى المرآة فتسمرت فى مكانها ، فقد نسيت كل شئ عن شعرها الكثيف : ستبدى ليديا دهشتها دون شك . خرجت الى الشرفة لتتامل الانوار المتلالئة على الخليج . واخذت تتعجب كيف انه فى لحظة من اللحظات كانت الشمس مشعة ، وفى اللحظة الاخرى كانت المظلمة المخملية تسود المكان كعباءة محلاة بالجواهر المرصعة بالنجوم . فجاة لمحت احد محبى الطائرات الورقية ، يلف خيطانه فوق الرصيف الموازييكى ، على بعد قليل من الفندق . فحملت محفظة نقودها ومفتاحها ، وركضت الى المصعد ومنه الى الخارج ... كان الطيار الصغير الاسمر البشرة سعيدا جدا لبيعها ثلاثة طيارات ملونة ارادت ان تشتريها من اجل الصبيان الثلاثة ... وقالت لنفسها بحزم ، هذا يكفى جوليا لقد بت مدينة لبيرس بثروة . اذن ما من مزيد من المشتريات . ولكن ، من يعلم متى ستزور مكانا رائعا كهذا مرة اخرى ؟
جاءها خادم الغرف يحمل ابريق شاى كبيرا ، ودهشت لرؤية الحليب الساخن الذى قدم معه . جلست براحة تحتسى عدة فناجين على الشرفة ، تتمتع بالمنظر الرائع الممتد امامها وتصغى الى هدير البحر الدائم . ارادت الليلة ان تمهل نفسها الوقت الذى تريد وليتحل الرجلان بالصبر فلا باس ان خالفت عادات الانكليز فى المواعيد . ورغم نيتها بالتاخير قدر المستطاع وصلت فى التاسعة والربع ، وكانت قبل ذلك قد استحمت وتعطرت وتزينت بعناية فائقة ثم تاملت صورتها فى المرآة وهى فى فستانها البسيط الرشيق الصغير . مع ان الفستان كان بدون حمالات للكتف الا ان الوشاح الشفاف كان يستر كتفيها وصولا الى عنقها . كان الفستان يسترسل على جسدها ويتطاير بحرية مع كل حركة تقوم بها ... مرت جوليا المزهوة بشئ من التحول الجذرى ... فحاذرى ان تعودى فى منتصف الليل الى بيتك سندريلا ... وضحكت ثم التقطت حقيبتها الصغيرة وخرجت لتنضم الى بيرس وغاستون 0
منتديات ليلاس
ترددت جوليا قليلا امام مدخل المقهى ، ثم اختفت وراء شتلة مطاط ضخمة . كان الرجلان غارقين فى النقاش ، وبدا بيرس اشد اسمرارا من السابق بعد قضائه الظهيرة تحت اشعة الشمس ، وقد ابراز اسمراره بذلته البيضاء التى سبق ان ارتداها فى حفلة ليديا . كان الفرنسى الاصغر حجما يؤمى بيديه للتركيز على نقطة ما فى حديثه . بدا فى غاية الاناقة بسترته السوداء وبسرواله الابيض . رات جوليا بيرس ينظر الى ساعته ، ثم ينظر بنفاذ صبر الى المدخل ، ولكن حالما لمحها تغيرت تعابير وجهه وعمها الدفء فسارع بين الناس المحتشدين اليها والابتسامة تلوح على وجهه وقد تركتها هذه الابتسامة مخطوفة الانفاس 0
قالت بتوتر : لقد قصصت شعرى ... ايعجبك ؟
سحب نفسا عميقا : تبدين ... احاول ان اجد كلمة مناسبة ، ولكن ربما ليس هناك من كلمة محددة تناسب صورتك ... ساكتفى بالساحرة ، خاطفة الانفاس ، الخلابة والمذهلة ... وهذا غيض من فيض . فلننضم الى غاستون ... لم قصصت شعرك ؟
منتديات ليلاس
شبكت ذراعها بذراعه بمرح 0
-الطقس حار ، وقد سبب لى شعرى متاعب انا بغنى عنها فاحسست فجاة برغبة فى التغيير ، ايعجبك ؟
-فاتن جدا . لكننى سافتقد الى تلك الضفيرة الكبيرة التى كانت تسترسل على ظهرك 0
عندما انضما الى غاستون ، رفع يدها الى شفتيه : بيل جوليا ... كوم فوزيت شارمان ! ما هذا الفستان البهيج ! لقد امضيت وقتا ناجحا بعد الظهر ، اليس كذلك ؟
ضحكت جوليا ثم ارتشفت قليلا من عصير الاناناس والصودا الذى اعطاها اياه بيرس : لقد اصبت بوصفك اياه بالناجح 0
|