كاتب الموضوع :
أحلآمي كبيرة
المنتدى :
القصص المكتمله
البارت الخامس للحبايب
الجــــ جروح من عبق الماضي ــزء الــخــامـــس
يا ممنى حياتي .. بالسحاب :
وين غيث المحبه .. ما هما..?
اجدبت بالحشا .. [ أرض العذآ آ آ ب ]
واشتكت من تجافيك السما..!
- كيف ترضى عليّ .. طول الغياب..?!
وانت حبك جرى مجرى الدما ..!
//
\\
//
لم يعير إياد جود أي اهتمام .. لملم بعض الأوراق وهم بالخروج
جود بابتسامة : أممممممم لك حق ما ترد .. ليش أنك ما تعودت أحد يكسر كبريائك وغرورك
إياد رمقها بنظرة غريبة ثم ولى ذاهبا دون أن ينطق بأي كلمة ..
جود وقفت أمامه وتمتمت بشموخ : لحظة يا دكتور إياد .. فيه كلمة بغيت أناقشك فيها .. ما أحب أبدا أسمعها
إياد والتعجب يكسوا ملامحه .............................!!!!
جود بألم : دكتور إياد الكل يعرف أنا بنت من .. ومن يكون بابا تركي .. بس ولا مره تجرأت ودخلت أبوي في أي شيء يحصلي .. تعودت أحل مشاكلي بنفسي .. وشغل الواسطات ما أحبه .. لأنه أبوي أهم خصلة زرعها فيني هي الأعتماد على النفس .. وإذا عصبيتك إتجاهي اليوم عشان هذا الموضوع أنا عالجته بطريقتي ..آمممممم راح تسال كيف صح !! لما خليتك تطلع أخر واحد من القاعة .. أثبت لك جود إيش قادرة تسوي .. أحرجتك بذكائي .. مو بفلوس أبوي وبمنصبه .. ويا ريت الكلام اللي قلته ما يتكرر .. هذا كل اللي عندي .. ويا ليت تحطه حلقه فأذنك .. عن إذنك ..
أستغرب أياد مما قالته جود فما يسمعه من شباب وشابات الجامعة شي مختلف تماما ..
ولكن جود فعلا أثبتت له كلامها بعد ما حدث اليوم .. تألم قليلا لآنه أحرجها .. ولكنه كان أسعد لأنها أخذت حقها منه كاملا .. ابتسم ابتسامة بسيطة ثم توجه نحو مكتبه .......
:
:
أنهت لمياء محاضراتها .. ثم جلست علي كرسي قريب من شجرة ضخمة .. أخرجت كراستها وبدأت ترسم .. فلقد كان الرسم بالنسبة لها شغف وحياه .. وبمجرد أن رأتها جود توجهت نحوها لتطمئن عليها
جود بابتسامه : كيفها الحلوة
لمياء بمجرد أن شاهدت جود تملكتها السعادة فاحتضنتها بحب : هلا جود كيفك .. انا بخير نشكر الله
جود وهي تغمز للمياء : لا ما شاء الله اليوم الظاهر النفسية عالي العال .. عسى فيه أخبار تسر
لمياء قاطعتها بنوع من الأرتياح : ايه تطمني كل الأخبار تسر إن شاء الله
جود وهي تطبع قبلة على خدها : عسى دوم إن شاء الله .. طيب وش رايك أعزمك عشان ناخذ ونعطي مع بعض
لمياء بابتسامة : والله ودي يا جود ... بس تشوفيني مشغولة بالرسم
جود بابتسامه : وليه نسينا أنك فنانة لا وصاحبة ريشة مبدعة .. وأكيد جدولك مزدحم ..
لمياء قاطعتها سريعا : ههههه مشكورة جود من ذوقك بس عاد مو لهـذي الدرجة ؟!
جود : لا حبيبتي لهذي الدرجة وأكثر .. سكتت قليلا ثم تمتمت بجدية .. لمياء وش رايك أكلم ابوي عنك .. يعني فالشركة عندهم قسم يشجع المواهب وودي يعرضون لوحاتك .. بكذا أنتي راح تبدعي أكثر
لمياء : هههههههههههه لا تبالغي يا جود .. ترى فني على قدي
جود : لا يا شيخه .. الكل في الجامعة يتكلمون عنك .. خلي التواضع عنك
لمياء : مشكووره يا جود .. بس أوعدك أول ما احس نفسي أني قادرة راح أخليك تعرضي لوحاتي
جود : لا كلامك ما عجبني .. أنا عندي حل يناسبك ..
لمياء : أتحفينا ..
جود بابتسامه : ابيك ترسميني .. وعلى حسب الرسمة بخلي بابا يحدد الموهبة .. إيش رايك
لمياء تحترم جود كثيرا .. فأفعالها دائما نابعة عن طيبتها فتمتمت بكل حب : من عيوني الغاليه راح أرسمك
جود بابتسامه : خلاص أتفقنا . عاد هاه ما أوصيك ودي تطلع صورتي حلوه ولا أذبحك
لمياء : ههههههه طيب طيب .. راح احط فيها كل مجهودي
جود بحب : خلاص راح نشوف .. المهم بخليك .. بسير أتصل بـ بابا
لمياء : على راحتك حبيبتي ..
:
:
خلود والخوف يتملكها : ها أماني الساعة كم راح تروحي للشركة
أماني وهي ممسكة بالمرآة وتضع بعض أحمر الشفاه على شفتيها تمتمت بثقة : الساعة خمسة طبعا .. تركي فديت روحه قالي أقدر أداوم من اليوم
خلود وهي تفرك أصابعها بطريقة غريبة : وأفرضي جود قررت تزور أبوها وشافتك
أماني قاطعتها بسخرية : ههههه لا تخافي أنا حاسبة حساب هــ الشي ..
خلود والحيرة تتملكها : كيف ..!!
أماني : جود من الساعة خمسه لحد الساعة سبعة تكون عند ألكسندر ..
خلود : إيه صح شلون نسيت هـ الشي ..!! جود متعلقة حيل بألكسندر
أماني : وتعلقها هذا يكبر يوم بعد يوم .. والمهمة كذا تصير سهلة علي .. وتركي شوي شوي بيطيح في شباكي
خلود : طيب تتوقعي تركي يحتفظ بصورة للعنود
أماني : خلود أنا متأكدة من هـ الشي .. جود تقول ولا مره شافت أمها .. على حسب ما أوهمها أبوها انه كل صور أمها أحترقت .. عشان كذا ما عنده أي صورة للذكرى في بيتهم .. بس في الشركة أنا متأكدة صورة العنود موجودة
خلود : أهم شي تتصرفي بحذر .. حصولك على الصورة راح يسهل عليك المهمه كثير
أماني : تطمني راح اسوي كل اللي يلزم .. يلا خلينا نروح نشوف جود .. أخاف تشك في شيء
:
:
خرج سعد لشراء بعض الأغراض التي طلبتها نور ..وأستغلت نور عدم وجود سعد في المنزل للاتصال بحبيها المجهول
.........: هلا والله بالغوالي
نور بحب : هلا حياتي كيفك
....: مشتاق لك بالحيل .. وودي أشوفك
نور بابتسامه : حبيبي أنا هيئت كل شيء .. وأول ما تحصل فرصة .. تجي عمان على طول .!
.........: يعني لو جيت ما راح تتعذرين بزوجك
نور وهي تضحك تمتمت بسخرية : ههههههههه لا تخاف حبيبي .. زوجي خليته في جيبي الحين
...: خلاص عيل قلت لك كلها أسبوعين وراح تحصليني عندك
نور قاطعتها بألم : بس أسبوعين كثير ...!!
........: ما عليه حبيبتي .. راح تمر بسرعة .. أهم شيء أشوووووفك ..!! حدي حدي حدي مشتاق لك
وقبل أن تنطق نور بأي كلمة صدمت بدخول سعد وأغلقت هاتفها ووضعته خلف ضهرها وتوجهت نحو سعد
وتمتمت بحب : هاه حبيبي رجعت ...
سعد بابتسامه : إية حبيبتي .. رحت جمعيه قريبة وخذيت كل الأغراض اللي ناقصة ..
نور : طيب حبيبي ممكن تخليهم في المطبخ .. حاسة بتعب شوي
سعد بابتسامة : سلامة قلبك من التعب .. خلاص ثواني وراجع
استغلت نور هذه الفرصة لأخفاء هاتفها .. فوضعته في أحدى الدواليب وأحكمت إقفالها
سعد بحب : كل الأغراض صاروا في المطبخ ..
نور بحب : مشكووور حبيبي أسمح لي تعبتك
سعد وهو يطبع قبلة على جبينها .: لا يا الغالية تعبك راحة ..
نور وهي تمسح على خده تمتمت بحب : كرمال هـ العيون الحلوة راح أسوي لك أحلى وجبه .. ثواني بس
سعد وهو يشدها من يديها حتى تلاقت عينيه بعينيها تمتم بحب : أحبــــــك يا نور أحبك
نور وهي تحاول أن تشتت أنظارها تمتمت بتوتر : أنا بعد أحبــــك .. سكتت قليلا ثم تمتمت بابتسامه ممكن اروح الحين
سعد وهو يقترب منها أكثر ويشتم رائحة العطر التي تفوح منها : لا يا نور ما أبي شيء من الدنيا غيرك .. خليك قريبة مني كذا .. ولا تبعدين عني ولا خطوة .. نور أنا من غيرك أضيع .. تكفين لا تتركيني
نور وهي تطلق زفره تمتمت بصوت منخفض : هذا وقت رومنسياتك ......!!
سعد وهو يضمها إلى صدره ويمسح على شعرها بحب : حبي لك يكبر يوم عن يوم
نور وهي تضع يديها خلف ظهره تمتمت بصوت منخفض : وأنا كل يوم صرت اكرهك أكثر ..
سعد : نور قلتي شيء
نور قاطعته بحب : ما قلت غير الله لا يحرمني منك حياتي ..
:
:
المملكــــة العربية السعوديـــة
//
\\
::
لم يتبقى على انتهاء الدوام سواء ساعة واحده .. وأصرت راما على مدرستها أن تقضيها مع ليان .. وافقت المدرسة بعد بكاء ونواح من قبل راما وأخذتها عند ليان .. كانت ليان سعيدة بوجود راما بقربها .. كان شيء اقوى عنها يجعلها متمسكة براما .. وتتمنى لو تقضي معها وقت اكثر .. وبمجرد أن سمعوا رنين الجرس وهو يعلن عن موعد إنتهاء الدوام الرسمي .. تضايقت ليان وكذلك راما
راما وهي تبدا بالصراخ : ما ودي أروح ودي أتم معاك
ليان بحب وهي تمسح على شعرها : راما حبيبتي ما يصير كذا .. الدوام إنتهى خلاص .. ولازم نرجع لبيوتنا
راما وهي تبكي بشدة : طيب خذيني معك للبيت
ليان بتوتر : راما بس حبيبتي .. قطعتي قلبي .. والله ودي بس ما يصير
راما تقاطعها : طيب ليش ما يصير
ليان بتوتر : لأنه ما يصير
راما : طيب قوليلي ليش ..!! أنا ودي اروح معاك .. انتي مو بس استاذتي أنتي زي ماما
ليان بمجرد أن تفوهت راما بهذه الكلمات ضمتها لصدرها وتمت بحب : طيب حبيبتي إسمعي كلام ماما وروحي البيت .. بابا أكيد مشتاق لك وينتظرك براء ..
راما وهي تمسح الدموع التي تراكمت على خديها : طيب تعالي إنتي معنا البيت ..
ليان رغم صغر سن راما إلا أنها أحرجتها ولم تستطع أن تجيبها
راما : أكيد بابا هو اللي ما يخليك بس أنا راح أروح واتكلم معاه ..
انطلقت راما بسرعة بعد أن انهت كلامها .. حاولت ليان اللحاق بها ولكن دون جدوى .. ارتدت عباءتها ثم همت بالخروج .. ولكن صوت صراخ راما من بعيد أوقفها
راما : ماما ليان .. ماما ليان
ليان بمجرد أن سمعت هذه الكلمات توترت وتوجهت مباشرة نحو راما وتمتمت بحب : أنتي ما روحتي
راما : لا ما روحت ..
ليان : طيب ليش
راما : بابا قولها ليش ..!!
ليان شعرت بالتوتر وبالأحراج .. أحست كأن راما أخبرته بالحوار الذي دار بينهم
هيثم بابتسامه : كيفك أستاذة ليان
ليان بخجل : الحمد لله أنا زينه
راما تتدخل : بابا قولها تجي معنا ..
هيثم وهو يمعن النظر بليان وهي تخفض رأسها خجلا : راما حبيبتي ما يصير ..
راما : ليش ما يصير .. أنته بابا .. وليان ماما
هيثم : أنا أسف استاذه ليان .. راما صغيره وماهي واعية باللي تقوله ..
ليان بخجل : لا عادي حصل خير .. دير بالك عليها .. أنا مضطرة أروح .. عن أذنكم .. مع السلامة راما
هيثم بعد تردد طويل : أستاذة ليان
ليان بعد ان كانت متوجهة نحو السيارة توقفت بمجرد أن سمعت صوت هيثم لتعرف ما عنده
هيثم : اللي تتمناه راما .. أنا بعد ودي يصير .. ويمكن أكثر عنها
هنا توقف الزمن بالنسبة لليان .. شعرت وكأنها عاجزة عن الحراك .. لم تستطع تصديق ما تفوه به هيثم منذ لحظات .. تمنت ان يكرر ما قاله مرات ومرات .. حتى تستطيع أذناها أن تصدق .. ولا شعوريا توجهت نحو السيارة دون أن تعير هيثم أي أهتمام .. فصدمتها هي من كانت تتحكم بها ..
هيثم شعر بالاستياء .فلقد أدرك أنه تفوه بكلمات ليس بمكانها المناسب .. وهذا ما أحرج ليان شعر بالضيق .. وقليلا من
الغضب تملكه .. صعد إلى سيارته .. وكل فكره مع ليان .. والموقف السخيف الذي وضعها فيه
راما وهي تبكي : بابا وين ليان ..
هيثم بغضب : راما خلاص يكفي .. يكفي .. سكوتها يعني أنها ما تبيني
راما : لا ليان تحبني .. بس إنت ما تبيها .. انا ابا ليان
هيثم : سامحيني يا ليان .. بس والله خلاص .. حبك بقلبي صار يكبر يوم عن يوم .. مو قادر أعيش لحظة وانا بعيد عنك .. الحياه من قبلك كانت عذاب .. بس بعد ما شفتك حسيت أنها حياتي توها أبتدت .. يا ترى تحبيني مثل ما أحبك
::
::
أما ليان هي الأخرى كانت غارقة في بحر افكارها : آآآآآه يا هيثم وأخيرا ملكت الجرأة وصارحتني باللي بداخلك .. حتى لو كانت بطريقة غير مباشرة .. بس كلامك بأنك تبيني أكون معاك هذا معناته أنك تحبني مثل ما احبك يا هيثم
::
هيثم والألم يتملكه : وحتى لو كنتي تحبيني .. راح ترضي تاخذي رجل مطلق وعنده بنت عمرها ست سنين
::
ليان والأفكار تأخذها يمنة ويسرى : حتى لو أنا وافقت يا ترى بابا راح يوافق .. أنا بنته الوحيدة .. ما ضنتي راح يرضى يزوجني هيثم .. راح يحط قدامي الف سبب وسبب يخلي هـ الزواج ما يصير ..
::
هيثم : لو كانت تحبني من جد .. راح تنسي كل هـ العوائق وتفكر فيني كهيـثم بدون ما تلتفت لماضي
::
ليان والدمعة ارتسمت على خدها : أحبك يا هيثم والله أحبك .. بس كل خوفي من أبوي .. يا رب ساعدني
::
هيثم وهو يضغط على البنزين بقوة : انا ما صدقت أني أحصلك .. ومستحيل أفرط في شعره من راسك .. إنتي لي انا وبس يا ليان .. محد له حق فيك غيـــــري .. ولا أحد راح يحبك كثر ما أحبك حتى بنتي راما
::
ليان وهي تمسح دمعتها : حتى لو ما كنت من نصيبك .. تأكد يا هيثم أنه مستحيل يدخل في قلبي غيرك
::
هيثم وهو ياخذ نفس عميق ويتمتم بتعب : أحبك يا ليان
ليان وهي تهمس بينها وبين نفسها : أحبك يا هيثم ..
::
::
انتهى دوام رائد ثم توجه مباشرة إلى جامعة ميس حتى يقلها إلى المنزل
ميس كانت تنتظر مع نجود وسندس أمام البوابة ..
نجود وهي تتحاشى النظر إلى سندس تمتمت بابتسامه وهي تطبع قبلة على خدها : يلا ميس أنا لازم أسير
ميس بابتسامة وهي تضم نجود لصدرها : طيب حبيبتي .. نشوفك على خير
توجهت نجود نحو سندس وتمتمت بتوتر : خلينا نشوفك سندس
سندس تجاهلت نجود وتوجهت نحو ميس وتمتمت بغرور ممزوج ببعض الدلع : ميس شوفي رائد تأخر كثير
شعرت نجود بالألم وتملكتها رغبة جامحة للبكاء وتمتمت بينها وبين نفسها : لا يا نجود لا تخلي وحده مثل سندس تستفزك .. رائد خلاص طلع من حياتك .. لازم تكوني قوية ولا تخليه نقطة ضعف الكل يحاول يستغلها عشان يجرحك
ميس وهي محدقة بنجود تمتمت بتوتر : دقايق ويكون موجود .. إلا إنتي ليش ما خليتي أخوك خالد يمر عليك
نجود شعرت ببعض الراحة من رد ميس .. فلقد أقينت تماما إنها تحاول معالجة ما ضيعته سندس
سندس تمتمت بكبرياء : هههه إيش اسوي في ناس أصروا علي أروح معهم وفهمك كفاية .. تمتمت بأخر كلمه وهي تغمز بإحدى عينيها ..
وجهت سندس صفعة أخرى لنجود .. فأصبحت ضعيفة منهكة .. بالكاد استطاعت أن تتمالك نفسها وتمتمت بألم ودمعه سقطت من عينيها من دون أن تشعر : آآه يا رائد ليش ودك تجرحني كذا .. مو كافي حرمتني منك .. فيه شيء أصعب من كذا .. والحين تخلي سندس صديقة عمري تستفزني بهالشكل .. يا رب ساعدني .. انا لازم أتخطى هـ الشي
إذا ما واجهت قدري راح أتعب كثير .. وراح أأخلي الكره في ملعب سندس عشان كل ما تشوفني تضايقني بتصرفاتها
::
ميس هي ايضا تملكها بعض الشك .. هل يعقل أن يكون رائد هو من طلب من سندس .. ولما لا ..!! لو لم يكن مغرم بها لما تجاهل نجود من اجل أن يتزوج بـ سندس .. لم تستطع ميس النطق بأي كلمة وأكتفت بالسكوت
سكوت ميس جعل نجود تتأذى أكثر .. فسكوتها يؤكد كل ما قالته سندس فتمتمت بتعب : عن إذنكم
ميس بألم : نجـــــــــــود ..!!
نجود لم تستطع أن تتحمل أكثر .. انفجرت بالبكاء .. لم تعير ميس أي اهتمام . ظلت تمشي بخطوات متسارعة حتى لا يكتشف أحد أمرها ....... فـ يتعقد الموضوع اكثر
رائد كان ينظر إلى ساعته وتمتم بغضب : هذي وينها ..!! أحسن شيء أنزل أشوف وش عندها وليش تأخرت
ترجل من سيارتها وكان نظرة مركز على ساعته .. نجود هي الأخرى لم تكن تشعر بما أمامها .. فاصطدمت به
رائد وعيناه مركزة على الأرض : عذريني أختي ما شفتك
نجود بمجرد أن سمعت صوت رائد .. شعرت برعشة غريبة تكسو جسدها .. خفقات قلبها أصبحت متسارعة ..
كم تمنت أن تسترق ولو نظرة واحدة .. أحست بأنها مشتاقة له كثيرا .. فلقد اعتادت كل صباح أن يبدا نهارها برؤية وجهه .. امتلكت قليل من الجرأة .. ونظرت له بتمعن كان رائد ما زال خافضا رأسه .. شعرت نجود بالفخر من تصرفه .. فهذا هو رائد الذي أحبته .. بمجرد رؤيتها له نست كل ما قالته سندس منذ لحظات .. ونست أن عيناها ما زالت تدمع .. فرائد بالنسبة لها كـ الفانوس السحري .. يحول دائما حياتها فرحا .. كانت تتمنى أن تصرخ في وجهه وتبوح له بحبها .. تمنت أن تسأله هل يحبها مثل ما تحبه هي .. أسئلة كثيرة اختلطت في ذهنها جعلت فكرها مشتت
::
تعجب رائد من تصرفها .. فلقد أعتذر منها ولكنها ظلت ساكتة دون أن تنطق بأي كلمة .. فرفع رأسه قليلا وتفاجا مما يراه .. كانت نجود هي الشخص الذي أصطدم به .. وجهها شاحبا وكأنها لم تنام الليل بأكمله .. عيناها متورمتان وتميل إلى اللون الأحمر .. لم يتعود أن يرى في تلك العينين الحزن .. كان دائما الأمل يكسوا ملامحهم .. وكلها لحظات حتى فاق من سباته وتمتم بخوف : نجود خيـــر فيك شي .!!
نجود ظلت تحدق به وتبكي بحرقة ولم تستطع أن تنطق ولو بحرف واحد
رائد والخوف يسيطر عليه : نجود وش فيك .. طيحتي قلبي .. عسى ما شر
نجود نطقت لا شعوريا : تخاف علي يا رائد ...........!!
رائد يقاطعها بكل ثقة : أكيد أخاف عليك ..
ابتسمت نجود ابتسامة شاحبة ثم توجهت نحو السيارة التي اعتادت أن تقلها للمنزل
رائد لم يفهم سر تلك الابتسامة الشاحبة التي انبعثت من بين شفتي نجود .. ولم يكن يدرك ما الذي حدث هل كان حقيقة أو حلم .. ولكن صوت سندس الناعم جعلته يتخلص من كل هذه التساؤلات
سندس بحب : رائد وينك صار لنا ساعة ندور عليك
رائد وهو يمعن النظر في سندس وتمتم لا شعوريا : نجود .. نجود شفتها تبكي .. عسى ما شر
شعرت سندس بالغضب ثم تمتمت : ما فيها شيء .. بس دلع بنات
ميس بتوتر وهي تشده من يده : رائد الله يخليك مو وقته .. خلنا نروح البيت
رائد : ميس نجود صار لها كذا يوم مو على بعضها .. فيه شيء مخبيته علي
ميس وهي تصك على أسنانها تمتمت بصوت منخفض : رائد إذا أنت مو منتبه خطيبتك موجوده معنا .. أركد
صعدت سندس إلى السيارة وكل تفكيرها مشغول بما تفوه به رائد وتمتمت بحقد : طيب يا نجود أوريك .. الظاهر كلام مصعب كله صح ... لكن مو مشكلة راح اخلي أخوي خالد يعجل موضوع زواجي من رائد وبعدها راح اتفاهم معك
::
::
سلطنــــة عمــــــــــآن
//
\\
أخذت تجمع كتبها المتناثرة .. ووضعتهم في حقيبتها .. ثم أخرجت مفتاح سيارتها كانت ممسكة بعلبة مشروب غازي
ظلت تمشي وهي تضع سماعات في أذنيها وتستمع لموسيقى بت هوفن .. حتى وصلت لمواقف السيارات .. ثم شعرت أن علبتها أصبحت فارغة .. ابتسمت وقررت أن تصنع قليل من الجنون التي اعتادت أن تصنعه ثم تهرب
وضعت العلبة أمام قدميها ثم ركلتها بقوة .. ومشت بكل شموووووخ .. صعدت إلى سيارتها وأطفأت الموسيقى
وما هي إلا للحظات وسمعت طرقات خفيفة على زجاج النافذة .. وعندما حدقت في الشخص جيد عرفته وتمتمت بثقة : خير فيه شيء ثاني ما قلته .. وودك تقوله
أخرج إياد علبة المشروب ووضعه أمام عينيها وتمتم بغضب : إنتي اللي رميتي هذي
جود بمجرد أن شاهدت علبة المشروب توترت ولكنها سرعان ما أخفته تمتمت بثقة : لا مو أنا ......!! ليش ..!!
إياد بغضب : بس أنا شفتك
جود قاطعته بثقة : دام أنك شفتني ليش تسأل ..
أنزل إياد رأسه قليلا وتمتم بغضب : وش له هـ الحركات .. كانت عيني بتروح بسبتك
ألقت جود نظرة سريعة على عينيه ووجدت فيها بعضا من الاحمرار فانفجرت ضاحكة : يعني أنت كليتها هـ المرة
إياد قاطعها بغضب : وش اللي أفهمه من كلامك
جود وهي تشد شعرها للوراء تمتمت بتذمر : وليه الظاهر ما راح نخلص اليوم .. المهم دكتوري الفاضل ما كنت أقصد
إياد تملكه غضب شديد بسبب برود أعصابها وتمتم بقهر : ووين أصرفها هذي ..
جود قاطعته وابتسامه صغيره رسمت على شفتيها : في البنك المركزي .. مالك مكان غيره
إياد نفذ صبره وأنفجر غاضبا : ترى مو فاضي حق استهبالك هذا ..!!
جود قاطعته سريعا : دكتور إياد لو سمحت ممكن تبعد عن طريقي .. وراي خط طويل .. وبابا ينتظرني
إياد حب أن يتلاعب بأعصابها قليلا ثم تمتم بثقة : راح أبعد عن طريقك .. بس بشرط
جود وعيناها تتسع : وش شروطك بعد ..!!
إياد بابتسامه عريضــة : أسوي فيك نفس اللي سويتيه فيني بالضبط .. ومد لها بعلبة المشروب ..
جود وعيناها يسيطر عليهم الذهول : لا أنت أكيد مو صاحي ..
إياد بقليل من الجدية : كان بالأول شرط بس الحين راح يكون أمر .. يلا أشوف أنزلي من السيارة
جود بقليل من الثقة : ماني نازلة طيب
إياد بغضب: جود مالها داعي هـ الحركات .. وإنزلي بالطيب أخير لك
جود بثقة : قتلك ما راح أنزل ...
إياد وهو يشدها من يدها : راح تنزلين غصبا عليك
جود بتوتر : دكتور إياد لحظة.. راح أنزل .. بس لما يروح دكتور أسامه .. ليش أنه واقف وراك
شعر إياد بالتوتر والتفت إلى الوراء ولم يجد احد وأستغلت جود الفرصة لتحريك سيارتها وتهرب
إياد بغضب وهو ينظر إلى جود وهي تبتعد : طيب يا جود أنا أوريك ..
جود ظلت تضحك بشكل غريب : ههههههههههههه حسبالك أنا هينه .. غيرك ما قدر علي .. وأنته بعد ما راح تقدر
ما راح تقدر يا إياد تمتمت بهذه العبارة وهي تصرخ بحماس
::
::
وصلت ميساء للمنزل وكان التعب واضح على ملامحها .. بمجرد دخولها للمنزل قبلت رأس والديها
بو سعد : هلا والله بميساء .. هلا بشيخة البنات
أم سعد والخوف يكسو ملامحها : ميساء وش فيك يا بنيتي ..!! ملامح وجهك مو على بعضها
ميساء بتعب : تعبانه ماما حاسة نفسي مصدعه
بو سعد : الصبح كنتي زينه وش صار عليك
ميساء : ما أدري بابا فجأة حسيت بصداع غريب .. بس الحين صرت أحسن
ام سعد : خليني عيل أقوم أسوي لك شوربة
ميساء وهي تقبل يد والدتها : مشكورة الغالية .. لا تعبي نفسك برقد شوي وبصير تمام
بوسعد : ما عليك منها يأ أم سعد .. وقومي سويلها .. لا شربت شيء من تحت أيدك أكيد راح تصير زينه
ميساء بابتسامه : الله يخليكم لي يا رب
دخلت لمياء إلى المنزل.. واستغرب الجميع من وصولها المبكر
أم سعد والخوف يتملكها : لمياء عسى ما شر يا بنيتي
لمياء وهي تقبل رأس والدتها : لا يمه لا تشغلين بالك .. بس لغوا محاضرة الساعة 3 ورجعت
بو سعد : زين يا بنيتي .. كافي ميسوه تعبانه
لمياء بخوف : ميساء عسى ما شر حبيبتي
ميساء بصوت منخفض : لا تخافي .. سبب صداعي معروف .. وأمي فهمتها هي وطايره
لمياء وهي تضحك : ههههههههههه الله يعينك ..
بوسعد : وش فيكم تتوشون
لمياء : ولا شي يبه .. يلا عن أذنكم ببدل ملابسي وراجعه
ميساء : خذيني معاك .. أنا بعد أبا ابدل ملابسي
بوسعد بابتسامه : عسى الله يطول بعمري عشان اشوفهن أحلى عرايس وتقر عيني بشوفة عيالهم
أم سعد : راح تشوفهم يا سعود .. بأذن الله ..
::
::
وصل تركي للمنزل مبكرا وظل يراجع بعض من الأوراق المهمة .. لاجتماع الغد وقاطعه أتصال من رقم غريب
تركي بجدية وشموخ : مساكم الله بالخير
..... بحب ودلع : مساك الله بالنور
تركي بمجرد أن ظهر صوت فتاه أنتابه بعض من التوتر وتمتم بثقة : منو عندي ..؟؟!!
.......: أفا تركي ما عرفتني ..
تركي والحيرة تتملكه : لا والله ما عرفتك
...: أنا شمس الصباح .. وقمر المساء .. أنا نجمه ضايعه بين السحاب .. ومحد يعرف طريقها غيرك
هزت هذه العبارة تركي .. وأخذته لبعيــــد
العنود بحب : أفا تركي ما عرفت صوتي ..!!
تركي وهو يحاول استفزازها : لا .. صوتك أول مره أسمعه
العنود بحب : أنا شمس الصباح .. وقمر المساء .. أنا نجمه ضايعه بين السحاب .. ومحد يعرف طريقها غيرك
تركي بحب وكأنه يكلم العنود وليس أماني : أها هذي هي حبيبتي .. وهذي كلمة السر اللي بينا
.... : عفوا أستاذ تركي
أنتبه تركي بأنه زل بالكلام وتمتم بجدية : من وين لك هـ العبارة
......: ليش ..!! ما دريت أنه هـ العبارة خاصة فيك ..!!
تركي بتوتر : ما علينا .. من عندي
... أنا أماني بغيت أسالك متى أقدر أداوم
تركي بجدية : فتلك يا اماني الساعة 5 تقدري تداومي .. والساعة 7 تخلصي
أماني : طيب ... اشوفك بعدين
أغلق تركي سماعة الهاتف وتمتم باستغراب : غريبه هـ البنت .. تصرفاتها وكلامها شبه كلام العنود بالضبط .. وش عرفها بعبارة أنا شمس الصباح .. وقمر المساء .. أنا نجمه ضايعه بين السحاب .. هذي كلمة كانت بيني وبين العنود .. حتى بنتي جود ما تعرف عنها أي شيء .. أأأه يا أماني أحس فيه وراك سر كبير
أما أماني فكانت أحلامها تأخذها لبعيــد : آآآآه يا تركي .. اليوم بتشك بأسلوبي وباكر راح تموت علي .. صبرك علي بس .. للحين بادية بس بالخفيف .. بس لا اشتغلت معاك راح أكتشف أسرار أكثر واكثر وأستغلها لمصلحتي الخاصة
ثم سرحت بفكرها قليلا وهي تسترجع بعض الذكريات
أماني وعيناها مركزة على غرفة تركي : خلود هذي فرصة ولازم أدخل .. ضروري أعرف عن العنود كل شيء
خلود وهي تشدها من يديها تمتمت بغضب : طيب وش تبين بحياة العنود .. أنتي تقدري توقعيه في شباكك بدون حيل
أماني قاطعتها سريعا : إيه أقدر بس عند واحد غير تركي .. العنود هذي ساحرته .. مخليته ما يشوف غيرها
خلود قاطعتها بخوف : بس أفرضي جود حست بشيء !! ساعتها إيش راح يكون موقفنا ..
أماني وعيناها مركزة على الأسطبل من خلف النافذة تمتمت بدهاء : أنا عندي فكرة
تمتمت بهذه الكلمات ثم توجهت مباشرة إلى جود .........
أماني : جود حبيبتي خلود خاطرها تشوف الكسندر وش رايك تاخذيها .. أنا بروح دورة المياه وبعدها ألحقكم
جود وهي تضع كأس العصير جانبا تمتمت بسعادة : بس كذا .. من عيوني .. يلا خلود خلينا نروح .. وأنتي اماني لا ضيعتي علمي مايا وهي راح تجيبك صوبنا طيب
أماني بابتسامه عريضة : طيب حبيبتي ..
بمجرد أن غادرت جود وخلود المنزل توجهت أماني مباشرة إلى غرفة تركي .. فتحت الباب ودخلت بهدوء ..
ظلت تتأمل زوايا الغرفة بدقه .. دهشت من ذوقه الرفيع .. قلبت عيناها يمنه ويسرى بحثا عن ما يساعدها .. شاهدت بعض الدواليب مصفوفه فوق بعضها .. توجهت نحوها .. ولكنها وجدتها مغلقة .. ظلت تفتح الأدراج .. وتقلب في الأوراق علها تجد ما يسهل عليها مهمتها .. أحست للحظة أن الوقت بداء يدركها .. سمعت صوت خطوات تقترب
فرمت بنفسها تحت السرير وهي ترتجف خوفا من أن يكشف أحدا امرها .. كان الداخل هو تركي .. تعجب من تناثر الأوراق ثم تمتم بتذمر : كم مره أقولهم لحد يجي صوب أغراضي بس محد يفهم .. وش هـ الحالة !!
جلس بالقرب من تلك الدواليب المصفوفة فوق بعضها وظل يمسح عليها بحب وتمتم بألم : هذا اللي بقالي منك يا العنود .. مجرد أوراق وذكريات .. كل لحظة عشتها معاك كتبتها وخليتها بهـ الدولاب .. يمكن الله يجمعني معاك فيوم
غضبت أماني مما تمتم به تركي .. ولكنها أصبحت متأكدة بأن ما تحتاج إليه موجود في تلك الدواليب
فتح أول دولاب وأخرج منه قرابة عشر مذكرات .. سقط أحداهم سهوا بالقرب من أماني فسحبته دون أن يشعر تركي .. تركي سمع صوت طرقات على الباب فجمع تلك المذكرات بسرعة غريبة ثم أعادها مكانها وأحكم أغلاقها ثم تمتم بصوت أجش : خير من هناك
مايا قاطعته بابتسامه : أستاذ تركي الغداء جاهز
تركي تمتم بتذمر : مايا من اللي دخل هنا وخربط أغراضي كذا .. كم مره لازم اقول هـ الغرفة ممنوع أحد يدخلها
مايا : أنا اللي رتبت الغرفة وبعدها ما فيه أحد دخل
تركي : الأوراق اللي كانت مبعثرة في كل مكان من بعثرها كذا .. المهم ذي المرة عديتها بس مره ثانيه راح أحاسبك
مايا بأقتناع : طيب أستاذ تركي .. أستأذن أنا
تركي تناول أحدى فوطة من مكان قريب ثم ذهب للاستحمام .. استغلت أماني دخوله .. فهربت سريعا إلى خارج المنزل .. كانت ترتعش بطريقة غريبة .. ضمت دفتر المذكرات إلى صدرها وتمتمت بخوف : أوف شوي وكنا راح ننكشف
قامت بتقليب الصفحات ودهشت من الحقائق التي وجدت بداخلها وتمتمت بسعادة : والله وطحت يا تركي ..
قاطعها صوت هاتفها .. فتمتمت بحماس : هلا خلود .. أسمعي حصلت على كنز.!! أتركي كل شيء وتعالي البيت عندي
أماني وهي تستفيق من سباتها وجدت نفسها وهي تحتضن تلك المذكرة فتمتمت بسعادة : ما تعرفي شكثر وجودك راح يغير أشياء كثيرة بحياتي ..!!
::
::
<ul class="vbseo_share_body"><li class="share_header">
<li class="right"><li class="left"><li class="right"><li class="left"><li class="right"></ul>
::
::
وصلت جود للمنزل وهي تضحك بطريقة غريبه.. توجه تركي نحوها وتمتم بخوف : جود إيش فيك .. أنهبلتي
جود وهي تطبع قبلة على خد والدها : لا بابا .. بس تقدر تقول مستانسة بالحيل
تركي بابتسامه : مقلب جديد صح ..
جود وهي تضحك بشكل جنوني : هههه ما يفوتك شيء .. لا وازيدك من الشعر بيت أحلى وأروع مقلب .!!
تركي بحب : طيب لحد ما يجهزون الغداء تعالي خبريني باللي صاير معاك
جود وهي تضع رأسها بصدر والدها : طيب يا أحلى بابا
جلسا في منضدة قريبة وحكت جود كل ما حدث لها مع دكتورها أياد .. وكيف استعادت ثقتها بنفسها بعد أن أهدرها
تركي بشموخ : أيه يا بابا دايما ابيك كذا ..!! ما ودي أي أحد يقلل من قيمتك
جود بحب : تربيتك يا أغلى أنسان في دنيتي
تركي : طيب يا جود وش رايك أتكلم معاه
جود والخوف يغطي ملامحها : لا بابا .. إذا تكلمت معاه راح نثبت له عكس اللي قلته له .. وبعدين أنا تصرفت
تركي وهو يحاول أن يخفي غيضه : بس اللي سواه فيك غلط .. أنا بنتي تتهزاء قدام الكل
جود وهي تمسح على خده بحب : بابا انا جود بنت العنود .. تربيتك وما ينخاف علي
تركي وابتسامه بسيطة تظهر على شفتيه : يا عمري .. شبه أمك بالضبط
جود وهي تحاول أن تخفي الحزن الذي يسكن بين عينيها : بابا تقدر توصف لي شكل ماما ..!!
تركي : ليش يا جود
جود بحزن : بابا صار لي 21 سنه وانا راسمة صورتها بخيالي .. بس ودي أشوف شكلها الحقيقي
تركي بألم : آآآه يا جود .. أنا بودي هـ الشي أكثر عنك .. بس نفس ما قتلك بيتنا أحترق وكل شيء فيه راح
جود بابتسامة أمل : أنا بس ابيك توصف لي شكلها .. وخلى الباقي علي .. راح أجيب صورتها بنفسي
تركي والحيرة تبدو على ملامح وجهه : جود إنتي وش اللي ناويه عليه بالضبط
جود تقاطعه بجدية : لحظة بجيب ورقة وقلم .. عشان ما أحرجك طيب
تركي يقاطعها : جود وش فيك يا ابنيتي
بحثت جود عن ورقة خارجية ولكنها لم تجد ولم يكن أمامها سوى دفتر صغير موجود بداخل حقيبتها .. تناولته دون ان تدرك ما بداخلة .. وماذا يعني لها !! فسعادتها بأن ترى وجه أمها كان أكبر من ذلك كله .. أخذته وسلمته لوالدها ..
أمسك تركي بذلك الدفتر الصغير وأخذ يقلبه يمنى ويسرى
جود قاطعته سريعا : يلا أكتب كل شيء عن ماما .. وأنا ببدل ملابسي وراح ارجع لك على طول طيب
ابتسم تركي لها وهو يهز رأسه بالإيجاب .. وكأنه موافق على ما تقول
::
فتح أول صفحه فشــدته وظل يقرأ ما فيها بتمعن .. كانت مجرد مخربشات قلم تخط به جود .. حتى تتذكر كل لحظات حياتها .. الخط لم يكن واضحا .. ولكنه أستطاع أن يقرا عبارة (( رجل غريب يدخل حياتي ))
كان يبدو من الخط بأن جود كتبته عندما كانت صغيره .. وبالكاد تجيد الكتابة ..
انتقل للصفحة الثانية .. ووجد فيها عبارة كتب عليها عام 1995 ومكتوب أسفلها .. رجل يغير حياتي
أنذهل تركي من هذه الأرقام الغريبة .. وبدأت تدور في رأسه افكار عديده .. ظل يقلب الصفحات .. وكانت أخر صفحه بتاريخ 2006 ونحت بداخلها (( جود تتخذ قرار حياتها وتحقق حلم ذلك الرجل الغريب )) فأصبحت رياضية ماهرة
تركي بداء الخوف يسري بداخله .. ودارت في رأسه الكثير من الأفكار .. ما سر هذه الأرقام .. ومن هو الرجل الذي تقصده جود .. هل يوجد رجل في حياتها غيري .... ثم أعاد النظر في الصفحة الأولى ووجدها بتاريخ 1994 يوم أن كانت جود في عمر السادسة .. فأبعد الشك عن رأسه ..فهل يعقل لفتاة في مثل سنها أن تتعرف على رجل .. فقرر أن يسألها ريثما تنزل .. قلب الصفحات وأنتزع منها ورقة وبداء يصف حبيبته العنود بدقة متناهية ..
::
بعد أن أنهت حمامها البارد شعرت بالانتعاش قليلا .. وركزت نظرها على طاولة صغيره .. وقد وضعت عليها
حقيبتها .. كأنت الحقيبة مفتوحه .. أحست جود وكأن شيء ثمينا سقط منها سهوا وفجأة أتسعت عيناها .. وصرخت لا شعوريا وهي تقلب أنظارها في زوايا الغرفة : وين راح ...!! وين خليته .. أخاف نسيته في الجامعة .
هرع تركي إليها والخوف يتملكه وتمتم بخوف : جود حبيبتي أيش صاير ..!! صوتك واصل لين عندي
جود وعيناها غارقتان بالدموع : بابا قطعه من روحي حافظت عليها 20 سنه ضاعت .. الصبح لما طلعت خليته داخل شنطتي .. ولما رجعت أشوفه الحين ما حصلته .. أخاف يكون طاح علي في الجامعة بدون ما أحس
تركي بخوف : طيب إيش هذا اللي تتكلمين عنه ..!!
جود كادت أن تنطق ولكنها سكتت فجأة .. فتذكرت أن كل ما يجول في تلك الوريقات الصغيرة هي سر يجمعها مع ذلك الرجل .. كانت موهمه نفسها أنها ستراه مجددا .. لتخبره أنها حققت كل ما تمناه لها
تعجب تركي من سكوتها المفاجئ وتمتم بألم : جود إيش فيك
جود كانت خافضة رأسها وهي تبكي بألم .. كيف ضيعت شيء ثمين كهذا .. ولكن بمجرد أن رفعت ناظريها قليلا شاهدت والدها وهو ممسكا به ويحتضنه بين يديه .. وبحركة لا إرادية انتزعته منه بقوه .
::.
:
المملكة العربية السعودية .. وتحديدا في منزل رائد
//
\\
كان رائد غارقا في بنيات أفكاره .. ويستعيد كل ما حدث له مع نجود هذا اليوم .. كم تمنى أن يعرف سبب بكائها .. وما سبب رد سندس عليه بتلك الطريقة القاسية .. هل يمكن أن تكون معتقدة بأنه واقع في حب نجود أيضا .. كل هذه الأفكار جعلت رأسه يكاد ينفجر وتمتم بغضب ممزوج بتعب: أووف وش اللي قاعد يصير فيك يا رائد ..كافي وفوق على نفسك ميس كانت تقف خلفة مباشرة وتمتمت بتعب : إنته فعلا لازم تفوق على نفسك
رائد وهو يأخذ نفس عميق : آآآآآآآآآآآآآه يا ميس حاس نفسي ضايع
ميس بألم : رائد اليوم خطبتك على سندس المفروض تفرح ..
رائد : ومن قالك اني ماني بفرحان
ميس بحزن : شرودك ..!! الضيقة اللي انت حاس فيها ..
رائد وهو يشد شعره إلى الخلف : ميس تتوقعين أني تسرعت بموضوع زواجي من سندس
ميس بالم : ايه رائد تسرعت .. وإذا ما كنت تحب سندس هذي راح تكون مصيبه ..!!
رائد بتعب : هههههه دامني بشوفها 24 ساعه شي طبيعي أني أحبها
ميس : ممكن هـ الشي .؟. في حاله وحده بس
رائد بتعجب : وأللي هي .!!!
ميس : إذا كان قلبك للحين فاضي .. ومحد ملكة وسيطر عليه ..
رائد قاطعها بجدية : بس انا قلبي فاضي .. ومحد في حياتي .. وأنتي عارفة زين أني مو راعي هـ الحركات
ميس بابتسامه : هههه عسى يكون اللي في بالك صح .. وأطلع أنا الغلطانه
ام رائد وهي تزغرد : واخيرا واخيرا يا رائد راح أشوفك معرس ..... وش رايك نحدد معهم كل شيء اليوم
ميس والخوف يتملكها : ماما أنتي من صدقك .. عطيهم وقت يتعرفون على بعض بالأول
ام رائد تقاطعها بغضب : جب إنتي ولا كلمة ..!! وش يتعرفون على بعض وين عايشين أحنا
ميس : يمه نحن صرنا في القرن الواحد والعشرين .. مش فزمانكم .. يعني كل شيء تغير
ام رائد : ميسوه اشوف طلع لك لسان .. وقمتي تعقدي مقارنات مالها أي داعي
رائد بتعب : يمه الله يخليك هدي نفسك .. وكل اللي تبيه راح يصير .. إذا ودك نملك الليلة مو مشكلة
ميس وعينها تتسع تمتمت بذهول : رائد إنته أنهبلت
ام رائد : سمعيني ميسوه .. دام راسي يشم الهواء ما راح أزوج ولدي وحده ما معروف أصلها
كان كلام أم رائد مثل الصاعقة على أذني ميس ورائد
رائد والحيرة تتملكه : يمه من تقصدين بكلامك
ام رائد بتوتر : ها ..!! ولا شيء .. بس العصبية تسوي سوايا .. انا بسير المطبخ
ميس وقد نحت في عينها الخوف تمتمت وهي تنظر إلى رائد : رائد وش اللي صاير
رائد وأنظاره تتبع والدته : خليك هنا .. وانا راح أفهم كل السالفة ..
أم رائد بتوتر : يا ربي وش اللي قلته أنا .. غيرتي من اهتمام رائد بنجود راح تخليني أفضح سرها ..
قاطعها رائد بجدية : يمه ممكن تفهميني أيش اللي صاير
ام رائد بتوتر : هاه ..!! وش اللي تبا تفهمه بعد .. رائد اليوم راح نخطب لك سندس مالك شغل بنجود
رائد : يمه إنتي تعرفين شكثر تعنيلي نجود
أم رائد : يوم تعني لك هـ الكثر ..!! وشحقة ما رحت وخطبتها
رائد : يعني إذا كانت تعني لي لازم أتزوجها ........!! تفكير غريب ..
أم رائد : رائد أنا مب فاضية حق سوالفك هذي .. ترى الشغل لفوق راسي
رائد قاطعها بجدية : ما راح أخليك إلا لحد ما تفهميني السالفة
::
::
وصلت ليان إلى المنزل بعد خط سير طويل .. لم تتوقف عيناها عن البكاء .. فخوفها من الغد وترها .. وقفت امام البوابة ومسحت دموعها التي لطخت خدها .. وأخذت نفس عميق ثم همت بالدخول .. وأوقفها صوت من بعيد
.....: ليان ...!!
ليان وعيناها بدت تتسع : أنت ....!! أيش اللي جابك
.......: ليان إيش فيكي .. وش سبب هـ الدموع
ليان تمتمت بغضب : وأنته إيش يخصك
....: أفا يا ليان .. ما توقعت اسمع منك هـ الكلام
ليان قاطعته بغضب : إسمعني يا ولد الناس .. لا أنا من ثوبك ولا إنته من ثوبي
....: وشلون ماهوب من ثوبك .. نسيتي إني أصير ولد خالتك
ليان بتعب : إسمعني يا أمجد أنته ولد خالتي على عيني وراسي .. بس ما راح أسمح لك تدخل في حياتي فاهم
أمجد بابتسامة : ليان وش فيك علي .. ترى أنا تعبت من كثر ما أصارحك بحبي لك .. وأنا ابيك على سنه الله ورسوله
ليان : وانا ما أحبك .. ولا أطيق حتى شوفتك .. وترى الزواج مب بالغصب
أمجد بسخرية :مو على كيفك يا شاطرة .. انا الحين توظفت .. ووظيفة مرموقة .. وما ضنتي أبوك راح يرفض هالمره
ليان بابتسامة ساخرة : هههههه المشكلة مش فالوظيفة ..!! المشكلة فيك إنت
أمجد وهو يمسح على شعره بحب : وش فيني انا ..!! مملوح وش زيني
ليان والغضب يتملكها : اللهم طولك يا روح
أمجد بجدية : ليان حطيها حلقة في إذنك .!! راح تصيرين زوجتي بالطيب ولا بالغصب
ليان بثقة : طيب يا ولد الخالة .. راح نشوف .. عن اذنك
أمجد بغضب : للحين ما خلصت كلامي
ليان تقاطعه بثقة ممزوجة بسخرية : ما ودي أضيَع وقتي الثمين عند واحد سخيف مثلك
أمجد : ليش مو مالي عينك ..!!
ليان بشموخ : أيه وما راح تمليها أبد ..!! باااااي يا حلو
أمجد يقاطعها بسخرية : أها يعني أكيد هيثم هو الوحيد اللي مالي عينك
بمجرد أن نطق أمجد أسم هيثم .. وقفت ليان في مكانها وتوقف معها كل شي .. ودارت في بالها تساؤلات عدة .. كيف عرف أمجد بموضوع هيثم .. هل كان يراقبني .. ماذا لو أخبر أمجد والدي بما يحدث ... حتما ستحل على رأسي كارثة
أمجد وهو يقطع بنيات أفكارها : وش فيها الحلوه .. أكل الفار لسانك
ليان وهي تحاول أن تخفي الغضب والقهر الذي يتملكها : سمعني يا أمجد أنت تجاوزت حدودك كثير
أمجد : ليش وش اللي سويته .. إنتي بنت خالتي ومن حقي أخاف عليك
ليان : وأنا ما ودي تخاف علي .. أنا بنت واعية وعارفة كيف أتصرف
أمجد : ههههههههههه ولو كنتي واعيه تخلين واحد مثل هيثم يدق باب بيتكم وتطلعي تشوفيه بكل وقاحة
ليان وهي تحاول أن تخفي الخوف الذي صار يسري بجسدها : قتلك ما يخصك .. عن اذنك
تمتمت بهذه الكلمات ودخلت إلى المنزل وأغلقت الباب في وجه أمجد بقوة .. وهذا ما جعل أمجد يفور غضبا
أمجد : طيب يا ليان .. راح أوريك من يصير امجد .. وأما هيثم راح أعرف أتصرف معاه
::
::
أمجد شاب متهور وهو أبن خالتها .. وحيد أمه وابيه .. ورزقهم الله بأمجد بعد سنين طويلة من العلاج والعذاب .. وهذا ما جعله الفتى المدلل لدى والدية .. تقدم لليان أكثر من مرة ولكن والدها كان يرفضها بحجة أنه شاب مدلل ويعتمد على والدة في كل شيء .... يرغب في ليان ليس حبا بها .. بل لأنها صدته .. وهو لم يتعود أن يرفض له أحد اي طلب
::
دخلت إلى المنزل بسرعة وحمدت الله كثيرا أنها لم تجد إحدى والديها في طريقها .. توجهت إلى غرفتها وأحكمت أغلاقها .. ثم أبعدت حجابها وعباءتها التي ترتديها .. وجلست على سريرها والخوف والحزن يكسو ملامحها
ليان : آآآآآآآآآآآه يا ليان الظاهر تنتظرك أيام سوداء .. من وين طلع لي أمجد . أنا ما صدقت أنه أبتعد ونساني .. هذا أيش فيه ما يحس .. قلت له أكثر من مره ما أبيك .. بس الظاهر هـ المرة ناوي على الشر .. وبعدين وش اللي عرفة بموضوعي مع هيثم .. معقوله كان ..........!! لا لا مستحيل .. لو كان يراقبني كنت حسيت فيه .. لا أكيد كان يراقبني ولا وش عرفه انه هيثم جاء لحد بيتنا .. أو يمكن امجد مر بيتنا بالصدفة وشاف هيثم .. سكتت قليلا ثم شدت شعرها للوراء وتمتمت بألم .. مستحيل أعيش عند واحد مثل أمجد .. بين أبوي وابوه شراكة في كل راس المال .. أخاف عمي بو أمجد يجبر أبوي انه يزوجني ولده .. لكن أنا مستحيل أسمح لهالشي يصير .. لكن إذا ما تزوجت من أمجد .. ابوي صعب أنه يزوجني من هيثم .. المشكلة لو كان بس مطلق يمكن راح يفهم ويقدر وضعه .. بس كونه عنده بنت هذا يعقد الامور أكثر.. يا ربي وش اسوي في هـ المصيبة .. ما فيه حل غير أني أوقف في وجه ابوي وأجبره .. بس بابا يعتبرني مثال للبنت المخلصة البارة .. اللي ما تنزل راسها الأرض .. يا الله .. وش الحل .. انا ما أبي غير هيثم ..!!
:
:
وصل هيثم إلى المنزل والتعب والحزن يكسو ملامح وجهه .. راما كانت غاضبة من والدها وفور وصولها توجهت إلى غرفتها مباشرة .. أما هيثم فلقد استند على منضده قريبة وسرح بفكرة إلى مستقبل يكسوه الغموض
هيثم : يا ترى وش اللي ينتظرك يا هيثم .. لما فكرت تحب ما فكرت تحب غير بنت بو بندر .. بو بندر اللي ذاع صيته في كل مكان .. وانا إنسان على قد حالي .. أكيد ما راح يقبل بشخص مثلي يزوجة بنته .. لا ومطلق وعندي بنت..
طبيعي أي ابو يتمنى لبنته ألأفضل .. بس والله أنا أحبها .. وما ضنتي فيه أحد راح يحب ليان أكثر مني .. وش فيها يعني لو طلقت زوجتي .. هي ما قدرت تستحمل حالتي الاجتماعية .. كانت عايشة في العز .. بس أنا ما قدرت أعيشها في العز اللي كانت غارقة فيه .. أنا ما باقيلي إلا كم شهر واترفع .. وراح تعتدل أموري .. مستحيل أفرط في شعره منك يا ليان .. الحب ما يعرف فقير وغني .. وأنا لما حبيتك كنت عارف من هي ليان وكيف تفكر .. أكيد الماديات اخر همها
قاطعته رغد وهي تصرخ بصوتٍ عال : هيثم وش فيك ما ترد علي ...!!
هيثم بتوتر : رغد إنتي هنا
رغد وهي تضحك : لا هناك .. هههههههههههههههه
هيثم بتعب : تكفين رغد اللي فيني كافيني .. مو وقت مصخرتك
رغد وهي تجلس ببطيء لأنها حامل في شهرها الأخير : إيش فيك يا خوي
هيثم تمتم سريعا : ليان .........!!
رغد بحزن : صارحتها بمشاعرك طيب
هيثم بألم : لمحت لها وأتمنى تكون فهمت
رغد بابتسامه : هيثم يا ترى هذا حب ولا تعاطف
هيثم بغضب : إيش قصدك ..!!
رغد : ههههه وش فيك قلبت علي .. هيثم انته ما صار لك إلا كم سنه من طلقت زوجتك .. يمكن أفكارك بعدها ملخبطة
هيثم بغضب : لا تقارني ليان بوحدة مغرورة ومجنونة مثل حور
رغد بحب : بس حور تحبك .. ولا تنسى أنك تزوجتها عن حب
هيثم بغضب وهو يضغط على يده بقوة : وهذا أسواء شيء سويته بحياتي .. أنبهرت بجمالها .. بشخصيتها القوية .. بس طلعت شخص مخالف تماما من اللي رسمته في بالي .. ليان غير يا رغد وبالحيل غيــر
رغد : هههههههه طيب طيب يا خوي .. بلاك عصبت كذا !!
هيثم : ما ودي تقارنين ليان بوحده قلبها قاسي مثل حور . . من يوم ما طلقتها ما فكرت ترفع سماعة التلفون وتسأل عن بنتها .. بنتها اللي مالها غيرها يا رغد .. وكل هذا عشان إيش .. ما تبي شي يذكرها بالأيام اللي عاشتها معاي
::
كانت تستمع لحوار رغد وهيثم بدقة متناهية .. وما هي إلا لحظات حتى خرجت تجر كرسيها بصعوبه وتمتمت بحب : هيثم أنسى حور وعيش حياتك يا ولدي .. وبعدين بنتك تحبها بالحيل
هيثم بتعب : بس يا ترى هي راح ترضى تكمل حياتها معاي
رغد بثقة : وليش إن شاء الله .. رجال مليح وش زينك ..
أم هيثم بجدية : شوف يا هيثم .. إذا أنته معزم أنا من اليوم مستعده أكلم أهلها
هيثم وعيناه بدت تتسع : من صدقك يمه
أم هيثم : إيه من صدقي ..!! إنته ولدي الوحيد وسعادتك عندي بالدنيا
رغد وهي تشعر بالفرح : ونااااسه بيصير عندنا عرس
هيثم بحزن : انا خايف أهلها يرفضوني .. لا تنسوا ليان وحيدة أمها , وأبوها
أم هيثم : طيب وش المانع
هيثم والحزن بداء يظهر على ملامحه وتمتم بصعوبة : المانع هو أني مطلق وعندي بنت
أم هيثم : بس راما متعلقة في ليان بالحيل
هيثم : بس باكر لا خطبتها .. راما ما راح يكون لها دخل بكل اللي قاعد يصير
أم هيثم : إسمعني هيثم لا عزمت بلغني .. وخلي الباقي علي
هيثم وهو يطلق زفرة طويله ..: ودي يا يمه من اليوم تصير معاي
قاطعته رغد بابتسامة : أثقل يا خوي
هيثم : وشلون أثقل وهي مشتتة فكري ..
أم هيثم : طيب باكر كلمها ورد لي خبر .. نحن نخطب وإلا فيها فيها
هيثم بتعب : طيب يمه إللي يريحك .. عن إذنكم
أبتسمت أم هيثم إبتسامة كانت تحمل الكثير من الغموض وهذا ما حير رغد
رغد : يمه إيش فيك .. أحسك ناويه على شيء
أم هيثم : باكر راح تفهمين أللي يدور براسي ..
::
:
:
وفي أحدى المنازل الفخمة .. والخدم يحيطون بطاولة الطعام من كل جانب تمتم بغرور : يبه متى راح تخطب لي ليان
بو أمجد : هههههه بلاك مستعجل أركد يا ولد
أم أمجد : الحين اتصل على أمها وأحجزها لك ..
أمجد وهو يدعي الحزن : تتوقعون ابوها راح يرضى يزوجني
بو أمجد : هه وليش ما يرضى .. كان عذره أنك ما تشتغل .. وهذا أنت صرت ماسك منصب كبير فالشركة ..
أمجد نهض من مكانه وطبع قبلة على رأس والدة وتمتم بخبث : الله لا يحرمني منك يا الغالي
أم أمجد : بطل عنك العيارة ويلا قوم كلك لقمة .. وليان غصبا عليها راح توافق عليك .
أمجد وفكره سارح لبعيد : والله وطحتي بين إيديني يا ليان ........!!
::
::
سندس كانت تشعر بالضيق .. فأصرار رائد على شقيقته ميس ليعرف ما الذي جعل نجود مكسورة هكذا وترها
سندس وهي تضغط على يديها بقوة : وش سر أهتمام رائد بنجود ..!! طول الطريق وهو يصر على ميس تعلمه أيش فيها .. وأشوى أنها عرفت تتصرف وما فضحتني .. أأه يا رائد إذا نجود تهمك هـ الكثر ليش ودك تتزوجني أنا .. يا ترى أيش السر .. حاسة راسي بينفجر .. خايفة أتزوجك يا رائد وبعدها تورطني معاك .. تعيشني فأمل وتصدمني بعدين
أم خالد بحب : سندس وش فيك حبيبتي
سندس بتوتر : يمه إنتي هنا
أم خالد : ههههه كل هذا عشان خطبتك اليوم ..
سندس وهي تحاول أن تخفي حزنها : تقدري تقولي كذا .. خايفه بالحيل يمه
أم خالد : يا بنيتي من أيش خايفه .. رائد ما منه خوف .. مو كافي أنك راح تكونين قربي
سندس وهي ترتمي بصدر والدتها : وهذا اللي مريحني كثير يا ماما
أم خالد وهي تمسح على رأسها بحب : شيلي الخوف من راسك .. وريحي لك كم ساعه عشان العصر نروح السوق
سندس : السوق ..!! ليش ماما
أم خالد : وش له بعد .!! يعني معقولة عروس وما تلبس بدلة جديده .. ودي اليوم تطلعين قمر
سندس : بس ماما تعرفيني أنا دلخه .. ما لي شغل بهألأمور
ام خالد : ههههههه ايه عشان كذا سلوى راح تروح معاك
سندس وهي تطبع قبلة على خد والدتها : ربي لا يحرمني منك يا أغلى ما في الوجود
ام خالد : الله يفرحني بشوفة عيالك
سندس : أن شاء الله راح تشوفيهم .. وراح تربيهم بهالأيدين الحلوة
أم خالد : الله يفرحني فيك وفي أخوك مصعب
سندس : لا تخافي يمه .!! لا تزوجت مصعب أكيد راح يتزوج
أم خالد : أممممم الظاهر فيه سر خاشته علي
سندس : بصراحه ماما شكل مصعب راسم على نجود
أم خالد بمجرد أن تفوهت سندس بهذه الكلمات كأن صاعقة نزلت عليها وعجزت عن التفوه بأي كلمة
سندس والحيرة تتملكها : يمه إيش فيك ..!!
أم خالد : هاه ..!! لا ولا شيء .. راح أخليك الحين
سندس : يا ربي وش فيها يمه تغيرت كذا .. يا ترى شو السر ..!! شكلها ما ودها تزوج نجود لمصعب
::
::
دخلت أم خالد إلى غرفتها وكان كل جسدها يرتعش .. مسكت صورة زوجها وتمتمت بألم : علمني الحين وش السواه .!
مصعب وده يتزوج بـنجود .. لا يا ابو خالد دامه راسي يشم الهواء هـ الزواج ما راح يتم .. زواجهم راح يكون جريمه .. جريمة تسترنا عليها أنا وأنت طول هـ السنين .. بس أكيد راح يجي يوم وتنكشف كل أوراقنا وساعتها ما راح أقدر أسوي شيء .. اللي بغيتك تعرفه .. أنه مصعب أمانة خليتها عندي .. وراح أراعي هـ الأمانة لحد ما ترجع لأصحابها
وساعتها لو فكر يتزوج بنجود أكيد ما راح أمنعه .. لأنه ساعتها بس راح تتضح للـكل كل الحقيقة ..
::
::
سلط،نــــــــــــة عمـــ,،،،ــان
//
\\
::
كان الذهول يسيطر على ملامحها .. شفتاها بدأت بالأرتعاش .. طأطأت رأسها وأبتعدت عن والدها قليلا
تركي والذهول هو الأخر مسيطر عليه : جود إيش فيك .. وش سر هـ المفكرة
جود وهي تحتضن المفكرة بقوة تمتمت بصوت مرتفع : ولا شيء بابا !! ممكن تخلاني لحالي شوي
تركي وهو يقترب منها قليلا : بس شكل المفكرة قديمة بالحيل .. وكأنها كانت معاك من زمان
جود وهي تبكي بحرقة : بابا خلني لحالي الحين .. ولا هديت شوي راح أفهمك بكل شيء
تركي وهو يحاول أن يخفي غضبة : سمعيني يا جود مالي طلعه من هنا لحد ما أعرف وش سر هـ المفكرة
جود بصوت منخفض : وش السر يعني ..!! عادي مجرد كلمات بسيطة ما تتعدى الخمس أو الأربع جمل
تركي قاطعها بجدية : جود بس الكلام كأن يدل على ماضي .. ماضي عشتيه لحالك .. عشتيه بعيد عني
جود والخوف بداء يسيطر عليها : أيش قصدك يا بابا
تركي بحزن : من متى بينا اسرار يا جود
جود قررت أن تتصرف بسرعة .. تذكرت أن هناك صورة لجدها في تلك المفكرة الصغيرة أخرجتها وتوجهت نحو والدها وتمتمت بثقة : بابا كل إللي أنكتب هنا كتبته لجدي والدليل صورته داخل المفكرة
تركي والحيرة تتملكه وهو ينظر إلى صورة والدة : جدك !!
جود : تمنيت أعيش هـ الأحساس ولو لمره وحده .. عشان كذا رسمت لي عالم ثاني وقررت اعيش فيه .. أنا خبيت هـ المفكرة بس عشان ما أجرحك يا بابا .. أنا من لي غيرك .. ما ودي أجرحك بأي كلمه من غير قصد .. حسيت وكأنه جدي سواء فيك شيء وخلاك مجروح .. والجرح هذا جالس يعذبك لين اليوم ..!!
تركي وهو يضمها لصدره ويمسح على شعرها المبلل : خلاص يا جود هدي نفسك
جود وهي تبكي بحرقة وتمتمت بصعوبة : بابا صدقني .. جدي هو الرجال الغريب
تركي وهو يداعب خدها : خلاص يا جود مصدقك .. هدي نفسك
جود بحزن : بابا ممكن أجلس لحالي شوي
تركي بابتسامة : طيب يا بابا .. أنتظرك لا تتأخرين .. خرج تركي من غرفة جود وهو يشعر بألم كبير في صدره وكأن جود غرست خنجرا فيه .. كان الكثير من التساؤلات تدور في رأسه .. ما الذي يجعل جود تفكر بجدها .. مع انه لم
يحدثها عنه سوى مرات قليله .. وهو هو واحظ على ملامحي بأن والدي جرحني .. ام هل يمكن أن يكون هناك سر أخر تخفيه عني .. جلس في كرسي قريب وأسند رأسه على الطاولة والحزن يتملكه وتمتم بألم : آآآآآآآآآه يا جود كبرتي وصارت اسرارك تكبر معاك .. يا ترى من هذا الرجل الغريب .. معقولة يكون أبوي .. لا لا مستحيل .. الموضوع أكبر عن كذا .. بس صورة أبوي .. تثبت كل كلمه قالتها .. أخاف أكون ظلمتها .. أنا أنجبرت اخلي جود تعيش الحياه أللي أنا ابيها .. كان ودي تصير نسخة ثانيه من العنود .. معقولة كل هالأفكار تولدت بداخلها نتيجة ضغوطي عليها .. يعني تقمصت شخصية امها ..يا ألله حاس راسي راح ينفجــــر
::
جلست على سريرها ووضعت دفتر مذكراتها الصغير جانبا .. شدت شعرها للوراء وكانها غاضبه من نفسها ..
ثم تمتمت بألم : آآآآآآه يا جود الظاهر هـ السر راح يخليك تتعودين ع الكذب .. صرت أكذب على بابا في اليوم ألف مره .. بابا اللي طول عمره تهمه مصلحتي .. فضلت واحد دخل بحياتي لسنوات بسيطة عليه .. بس هذا مش مجرد شخص .. هذا رسم حياتي كلها .. يمكن بابا رسم ملامحي الخارجية .. بس هـ الأنسان صقل كل شيء بداخلي .. كيف بقدر أحط عيني بعين ابوي وانا أحس نفسي أني كذبت عليه .. لا يا جود إنتي قوية .. ولازم تظلي كذا .. هذا حلم ولازم يتحقق .. وبكره بابا أكيد راح يعرف .. أكيد راح تجي اللحظة المناسبة وأصارحه بكل شيء صار عندي .. ولين ذاك اليوم أتمنى يا بابا أنك تعذرني .. لأني حاليا ما أقدر افضح سر هـ الرجال قبل لا اشوفه وأفهم منه إيش انا بالنسبة له
::
أما لمياء كانت مشغولة بالتفكير بما قالته لها جود .. فحلم حياتها أن ترى رسوماتها النور .. ظلت تتأمل كل رسمه نحتتها بيديها وتمسح عليها بكل حب .. دارت الكثير من التساؤلات في فكرها .. وكان من بينها .. معقولة جود تكلم أبوها عني . بس لا فشله ما يصير .. المفروض المعرض يكون من تعبي ومجهودي أنا .. لا ليش أعقد الامور هي حبت تساعد .. أنا ما جبرتها على شيء .. المهم كل اللي لازم افكر فيه الحين رسمتي لملامح جود .. لازم تكون حسب طبيعتها .. هادية وغامضة في نفس الوقت .. وطيبه وقاسية .. أوقات هـ البنت تحيرني .. بس الأكيد ان قلبها ابيض
::
مر الوقت سريعا .. أنتظر تركي طويلا أمام سفرة الطعام منتظرا جود علها تنزل ولكن دون جدوى .. ظلت جود حبيسة في غرفتها .. بعدها شعر بالضيق وقرر التوجه إلى الشركة .. كانت جود تراقبه من بعيد .. وحزنت على حال والدها .. فلقد رأت الحزن والألم يكسوا ملامحه وهذا ما آلامها أكثر .. فعادت إلى سريرها وظلت تبكي بحرقة
وصل تركي إلى الشركة وكانت أماني تنتظره في أبهى حلة لها .. أندهش من جمالها ولكنه سرعان ما تجاهله
أماني بحب : أستاذ تركي يسعد مساك
تركي وهو يحاول أن يخفي بعض ملامح الغضب والحزن المسيطرة عليه : هلا أماني مساك اسعد
أماني بدلع : امممم صار لي ساعه أنتظر هنا .. ومحد تكرم وقالي وين مكتبي
تركي بابتسامة شاحبة : الظاهر جاية مبكر .. بس مو مشكلة الحين يجي السكرتير ويخبرك عن مكتبك
أماني بدلع : طيب أستاذ تركي أنا ودي أصير سكرتيرتك ..
تركي وهو مندهش من جرأتها تمتم بغضب : لا والله من بدايتها شروط وأوامر
لم تتوقع أماني ردة فعل تركي أن تكون هكذا .. فطأطأت برأسها وحاولت أن تكبت دمعتها
تركي مزاجه لم يكن يسمح له بأن يناقشها .. فتوجه نحو مكتبه وأغلق الباب خلفه
شعرت أماني بالغيض وتمتمت بحقد : طيب يا تركي أوريك .. يا أنا يا أنت
::
المملكـــــة العربية السعــودية .. الساعة التــــاسعة مساء
كانت عائلة أم خالد تترقب قدوم رائد وعائلته بشوق كبير .. خصوصا سندس التي لم يتبقى لها سوى خطوات بسيطة لتحقيق حلمها .. فكانت أكثر اشتياقا من غيرها لحضور رائد .. مصعب أيضا كان سعيدا بعض الشي لان رائد أخيرا سيتيح له الطريق أمام نجود .. وخالد طوال الوقت كانت أنظاره مركزة على مصعب وابتسامته الغريبة الغامضة
:
رائد رغم أنه كان متحمسا في البداية .. لكن سرعان ما زال هذا الحماس .. شعر أنه لم يتبقى سوى دقائق بسيطة ليقنع نفسه بأن نجود لا تعني له أي شءي .. وتعلقه بها كان مجرد شفقة على حالها .. كانت الكثير من الأفكار تدور في رأسه .. ولكن هناك شيء غريب يشده لها ..كان يرغب في رؤيتها ولو لثواني معدودة .. كان يريد أن يطمئن قلبه على حالها .. أخذ هاتفه وولى خارجا عله يستطيع أن يبعد هذه الأفكار من رأسه ..
:
نجود هي الأخرى لم يكن حالها أحسن من حال رائد .. بل كانت تقاسي اشد العذاب .. فاليوم ستخسر رائد وللأبد .. وما يؤلمها أكثر.. لن يكون لها الحق بالاحتفاظ بهذا الحب .. شعرت بان احتفاظها به سيجعلها تخون صديقتها سندس .. شعرت بأنها تكاد تختنق .. وتوجهت نحو النافذة لتستنشق بعض الهواء .. وبمجرد أن فتحتها تصلب كل جزء في جسدها .. دقات قلبها كادت تخرج من مكانها .. جسدها بداء بـ التعرق .. هل يعقل أن يكون هو .. دققت النظر فيه
جيدا .. حتى تأكدت من شكوكها .. كان رائد بداخل سيارته يسند رأسه على الكرسي وأنظاره موجه نحو نافذة نجود
كانت سعيدة وحزينه بنفس الوقت .. عجزت أن تفهم ماذا يدور في رأس رائد .. هل يرغب في التلاعب بها فقط
أما رائد بمجرد أن رأى نجود تطل من النافذة .. ترجل من سيارته ووقف أمامها .. كان يريد أن يطمئن قلبه الصغير عليها .. حاول أن يرى ملامح وجهها ولكن الظلام الدامس حال دون ذلك ..
نجود لم تتحمل هذا .. شعرت بأن رائد يتلاعب بها .. نزلت دمعة من عينيها وأغلقت النافذة بقوة
بمجرد أن سمع صوت النافذة تغلق شعر وكأن قلبه أنقبض .. أحس بالألم .. دمعة عينه .. لم يفهم ما السبب الذي جعل قلبة ينقبض هكذا.. تجاهل كل هذا وفكر بخطوبته من سندس .. فلقد أتخذ قراره ولا يحق له أن يتراجع الآن ..
|