مقهورة | مصلوبة أنا على عتبات قسوتك
أحتضر ببطء , وأتنفس من الظلام داخلك !
[ العتمة السادسة عشر ]
وقطع تفكيره , صوت طلقة نارية !
ألتفت بفزع , وكان المنظر مُربك و مُخيف
عبدالرحمن وهو يصوب مُسدسه الذي أخرجه من سيارته حين رأى إندفاع
حمد وفيصل تجاههما فـ أطلق رصاصة في الجو تخويفاً لهما :
أبعد أنت وهو والله مايردني عن إراقة دماءكم شيء , !
مسوين روحكم رجاجييل , وأنتم ماتسووا شيء , لو أنت وهو رجل بحق
واجهوني رجل برجل , ماهو تتهجموا علي أثنينكم !
فهد بفزع : الله يهديك عبدالرحمن أبعد المسدس خير لنا ولك , لاتضيع روحك وتضيعنا معاك !
عبدالرحمن بحدة : عني ماهمني شيء روحي بترخص في سبيل إنهاء حياة هذولي ,,
وألتفت جهة حمد وفيصل : تفووووو يا أعفن خلق الله !
أشتعل غيظ فيصل فتقدم خطوات , فـ أطلق عبدالرحمن رصاصة تجاهه . شهق الجميع
الجد بخووف: فيييييييييييييصل !
عبدالرحمن بثبات : هالرصاص مرت من جنبك , والله لو تقدمت نصف خطوة ,
الرصاصة الثانية مستقرها صدرك لاتحسبني ألعب معاك , والله رحمتك عشان الشيبه وإلا الأن مكانك القبر!
أجتمع الجميع حول فيصل الذي كان ذراعه ينزف . أما عبدالرحمن فركب سيارته وأنطلق
فيصل بغضب وهو يصرخ على فهد وحمد : أتركوني , ليه خليتوه يروحوا موتي بيده الكــــلب !
الجد يصرخ : حمد وفهد ودوه المستشفى الأن . الولد بيضيع من أيدينا
فيصل بعصبية : أتركوني ما أبي المستشفى أبي أذبحه!
الجد وهو يمسكه ويثبته : بس كافي فيصل , لو يصيرلك شي بمووت !
حينها هدأ قليلاً
فهد بإرتباك : يُبه لاتخاف , مُجرد إحتكاك بسيط لرصاصة , والحمدلله ماجاءت فيه
حمد بحقد : الكلب يصوب مُسدس تجاهنا . ثواني وصلهم صوت مفزوووع
سعود وهو يركض بإتجاه أخيه : فييييييييييييييييييييييييييييييييييصل انت تنزف , ايش صار !
محمد يراقب بهدوء ومبتسم وفي خاطره : يستحق ذلك .
فهد : أهدوا ياجماعة , لازم نوديه المستشفى الأن ,
فيصل وهو يروح لجهة سيارته : ما أبي المستشفى فكوني كُلها مُجرد خدش ,وعبدالرحمن موتي بيدي
محمد بتعجب : عبدالرحمن
سعود بخوف : أحد يفهمني السالفة ؟؟؟!
وبعد محاولات تمكن فهد والجد من إقناع فيصل أن يتجهوا للمستشفى !
بينما أخذ حمد يشرحا لسعود و محمد ماحصل
محمد بغضب : هالخسيس كيف يتجرأ ويسويها !
دقائق ودق هاتف حمد
حمد : أيشش ؟ ؟! متى هالكلام ! ! ..
لا حول ولا قوة إلا بالله . ؟! طيب متى !
إنا لله وإنا إليه لراجعون ؟ أوكي دقائق وأجي !
...........
[ بعد نصف ساعة ]
ضمت الأوارق إلى صدرها وهي مصدومة و لا تكاد تستوعب شيء
هذه الأوراق يعني ضياع آل الوليد !
يعني سجن مدى الحياة
ديون هائلة في عُنق أحب الناس إليها عمها : فهد
بعد ان طرق عدة مرات ولم تجب خشي إصابتها بمكروه ,
فصوتها على الجوال كان مُريب لذا أسرع بالدخول
رأها غارقة في أوراق نثرتها على سريرها
نادها لم تسمعه , أقترب منها وحمل ورقة من الأوراق التي في السرير
حينها أنتفضت , وأخذت تُلملم الأوراق على الفزع وكأنها أنتبهت الأن لوجود أحدهم
فهد :
كارثة , كل ديوني ومُصابي هُنا في هذه الأوراق كيف أتت هذه الأوراق !
ياإلهي عند قبضة من وقعت هذه الأوراق ؟؟ نوف التي لاتكاد أن تقرأ مثل هذا
إلا وتتمزق , أرق أنثى بالوجود وإن لم تظهر ذلك نوف فلذة روحي !
مسكها من عضدها وهزها بقوة : نوووف من وين جبتي الأوراق
نوف بهلع وعدم تصديق : عمي كُل هالديون بعنقك , معقولة
سألها من جديد والغضب يسكنه : من وييييين جبتيه تكلمي
نوف وعيناها غارقتان : عبدالرحمن أرسله مع أمي !
فهد بفزع : أيييييييييييش , الكلب سواها , يا فضيحتي , ابوي بيذبحني
رحت فيها ,,, هذا الملعون على ايش ناوي , كيف يرسلكِ هالأوراق !
رفعت نوف ورقة مُفردة في وجه فهد
نوف بألم : أرسل الأوراق , علشان هـ الشيء
قبض فهد على الورقة , وقرأها
فهد بعصبية : يخسأ يصير الي يبيه !
نوف بوجع : عمي مافي أمامنا إلا هالحل !
فهد بتوتر وهو يدخل أصابعه في شعره : لا نوف أنا ما أرضى أبد ..
فجأة ضمت نوف عمها , وحصل مالم يكن بالحسبان
نوف يتساقط الدمع منها كـ الشلال , تنتحب كـ الطفلة !
تلتوي في حضن عمها كـ غضن صغير يكاد يتكسر تتفتت كـ شظايا الزجاج الموهن !
نوف بشهقات مُتتالية : ما أسمح لمخلوق يأذيك ياعمي
أنت الروح الي حماني من فجائع الدنيا , أنت الوحيد الي وقفت ضدهم !
أنت الوحيد الي دعمتني وماعاملتني بشفقة , انت الي صديت كبار السن
لما تقدموا لي و وقفت بوجه أمي و أبوي وجدي !
أنت الحنان الي حصلته بعد حرمان , تبيني أتخلى عنك في هالوقت موتي ولا أتركك ياعمي
فهد /
ضميتها بين أضلاعي , وشميت روحها الشفافة وأختنقت زود
نوف بنسبة لي أُختي الي ما أنجبتها أُمي
وبنتي الي ما وهبني إياها القدر ,,
نوف الحُلم الذي كان يرودني في كُل لحظة حُزن و وحدة لأجل يزيل عني أطنان الهم والفجائع !
الوحيدة الي حسيت بحضرتها أني مُهم , وأني مُكتمل تماماً
والأن : أحس بأني إنسان حقيـر لولا مصائبي ماشفت هالدموع من عيونها بيوم !
أول مرة نوف تبكي من بعد وفاة زوجها ! أول مرة أشوف إنهيارها , طول عمرها قوية !
أول مرة أسمع شهقاتها الموجوعة ,. آآخ ليتني كُنت نسي منسي !
فهد بألم وهو يشد عليها : يكفي نوف , لاتقهريني بدموعكِ , بذبح روحي
رفعت نوف وجهها الأبيض والدمع ينسكب وبحب :
يومي قبل يومك ياعمي , جعل المرض من يقهرك ,
أرجعها من جديد لحضنه وبقهر : ليته في غيركِ يانووووف ليته بغيركِ
ليه انتِ من بين بنات العائلة , ليييييييييييه , لو كان غيركِ تحملت لكن أنتِ لاااا !.
نوف وهي تداري دمعتها وتبعد قليلاً وبـ إبتسامة مُصطنعة :
الحمدلله أن عبدالرحمن طاح فيني ولا في غيري
فهد بعصبية : لاتجيب لي سيرة هالملعووون
نوف بوجع وبدمعة : عمي أنا راضية بكل شيء , لكني خائفة على جدي !
فهد بألم : ربكِ كريم نوووف , أرجوكِ نوف لا تستجيبي لكلام عبدالرحمن
مستعد أدخل السجن مدى الحياة ولا يوصلكِ أي أذية !
نوف بحكمة : أيش الفائدة ياعمي , أنا اليوم أو بُكرة بكون عنده , ليه أعاند ؟!
ثم مو كافي على جدي فجيعة زواجي فيه , تبي تفجعه بسجنك , لا ياعمي !
نظر إليها بتأمل , في كُل مرة تكبر في قلبه وروحه ,قبلها بين عيناها وخرج !
..........
[ بفلة آل فهد ]
قضم قطعة من الكيكة ثم سعل بشدة وهو يرمي الشوكة
تحت أنظار الجوهرة التي كانت إبتسامتها باردة
أسامة :
لعننننننننننة , أحس بحشرجة في حلقي
المصيبة بلعت لقمة صغيرة من الكيكة!
قمة الغباء الي سويته أيش خلاني أبتلع هالنعمة و أنا أتعب منها
لا والهانمة فاتحة عيونها على الآخر وتبتسم أحس أن
الشغالة اللئيمة قالت لها أنه عندي حساسية من الفروالة ,
تحسبني أنه يعجزني أكل هالكيكة , والله لازم أغصب نفسي بالقوة !
أكلت لقمة وأثنين , ثم دخلت قطعة فروالة بفمي بعناد وأنا أطالع فيها
لقيتها هزأت رأسها وراحت أول ماخرجت من الباب شرقت باللقمة ,
وبعد ربع ساعة قمت أكح بالقوة لدرجة حمرت , وحسيت بإختناق في النفس
ولعنت في داخلي مريييييييم , وينها الكلبة تاركتني وهي تعرف أن الفروالة تذبحنـــــي
حسيت أحد يطبطب على ظهري , وبيده كأسه موية,
أخذت الكأسة بسرعة شربتها دفعة وحدة , رفعت بصري الزائغة
لقيت الجوهرة واقفة بطرحة الصلاة , دفعتها بعيد
أسامة بقهر : أبعد عني سببتي لي أزمة من رائحتكِ , الله يقلعكِ من اليوم الأول وأنتِ وجه المصائب
ودفعت صحن الكيكة الي طاحت على الأرض و أنكسرت
حسيت بإنتفاضت الجوهرة ثم مسكت طرف طرحة صلاتها بقرف وقلت بصوت مقهور مع تعبي :
أيش هالقرف , لايكون حظي طايح إلى هالدرجة ,
انا أسمع العروس تتزين أول يوم وأنتِ لافه روحكِ بـ هالكفن الأبيض
شوي ويدخل علينا عبدالرحمن ما أنتبه لوجود الجوهرة لأني كُنت مغطيها بجسمي الفارع
عبدالرحمن بغضب وهو يتقدم سريعاً و يصارخ حين رأى وجه أسامة المحمر:
أسامة ليه طلبت من الخادمة تعملك كيكة فروالة. عسى بس أكلتها ؟!
رفعت الجوهرة جزء من الطرحة وغطت وجهها
أنتبه عبدالرحمن لتلك الصغيرة المتدثرة بـطرحة طويلة يظهر من تحت الطرحةجزء من ملابسها الزرقاء ,
عبدالرحمن وهو يطأطأ رأسه : العذر ما أنتبهت . . . غض بصره
ثم ركز نظره لأسامة بصوت حازم : أسامة لو سمحت أبيك بغرفتي الأن !
أسامة بإبتسامة : أفا عليك يا أخوي العزيز, أشفيك أستحيت , تراها كُلها على بعضها بنت حرام
وأسمعني من بعد اليوم هالجوهرة بتجلس معانا على سفرة الطعام ومن دون غطاء
ثم نزع طرحة الصلاة منها , ففزعت وغطت وجهها بيدها
عبدالرحمن بقهر : تخسأ تقعد بنت الحرام معنا , وأستر زوجتك يا رجال !
أسامة بضحكة : زوجتي بكيفي أسترها أو ما أسترها , مالك دخل ...
ثم فجأة عادت نوبة السعال وأخذ يكح !
عبدالرحمن بخوف وهو ينظر للكيكة المبعثرة في الأرض : أسامة أنت أكلت الفروالة ...
لم يجب عليه إنما أكمل سعاله
ألتفت لتلك الحسناء التي تغطي وجهها بيدها , ودموعها تسيل من خده
عبدالرحمن وهو يأشر جهة الكيكة : يا حرمة , أسامة أكل من هالكيكة ! . لم تجبه ,
عبدالرحمن بغضب وهو يحرك ذراعها بطرف نظاراته الشمسية :
يا بنت تكلمي لاتجنيني , وين لسانكِ , ترى أسامة عنده حساسية تجاه الفروالة
هزات رأسها سريعاً بنعم ,
فتذكر أنها خرساء , و أحزنه منظر البكاء في عينها
و وجهها الأحمر التي تكسوه هالة نور , لكنه لم يكترث فكل ما يهمه الأن أسامة
الذي يعاني من مرضه , وهو مرض طفيف لا يظهر إلا حين يكثر من تناول الفروالة
مسك ذراع أسامة وخرج من المكان إلى المستشفى , وهناك تم حقنه بحقنة المُضادة للحساسية
ثم عادا للمنزل بعد غضب عبدالرحمن الشديد على حماقة أسامة !
........
[ بفلة أبو محمد ]
بالظلام الدامس كان سعود في إنتظار محمد لذهاب لبيت عمته بعد سماع خبر وفاة أبو ناصر
ممُدد بإغفاء على المقعد الأمامي متأخذ وضعية شبه النائم , وباب السيارة مفتوحة قليلاً
ثم شعر فجأة بطنين أغنية , أصلح المقعد , فإذ بـ أنثى موليه ظهرها له مُسلط عليه ضوء
ممشوقة القوام , ذات شعر غجري مموج ,
يظهر ملامحها حين تتحرك لنزع الثياب من نشارة الملابس حادة الملامح ,
ذات أنف شامخ كـ السيف , جميلة جداً حد الشهقة
تغني بصوت أشبه بالأمنية وهي تترنح وتنزع الثياب
نبض قلبه بهلع وسقط إلى قاع صدره , خاف أن يراه أحد , ماذا سيقولوا عنه !
ولم يشعر بنفسه إلا وهو يتحرك ببطىء لجهة الأنثى , حين أقترب منها
أغمض عيناها وهو يستمع إليها , ثم فجأة ألتفت إليه حين شعرت بحركة .,
صرخت , هلع سعود فمسك فمها ,
سعوود : أوووص لا يسمعنا أحد ,
أما هي فكانت عيناها زائغتان إليه وقد سقطت كومة الملابس من يدها
سعود بهمس غاضب : أنتِ ماتستحي خارجة كذا بنص الحوش بدون غطاء ,
أفرضي أحد من أصحاب محمد ينتظره و شافك, وين الشغالة ؟!
رفعت يدها سريعاً وأسقطت كفها إلى خده ,
سعود بغضب وهو يهزها : يا هبلة ترفعي يدكِ علي ,
آسيل بغضب بعد أن أبعد يده من فمها : وربي زودتها تراك , المرة الأولى وسكت لك ,
لكن الحين لأفضحك يا كلب وماني ساكتة عليك ,
سعود وهو يرد الصفعة على وجهها : هالكف قليل في حقكِ , ومرة ثانية لا عاد أشوفكِ تخرجي
هنا بدون غطاء , أو أسمع حسكِ وأنتِ تغردي مثل البلبل , يالله أدخلي داخل !
لم تستطيع الرد فالموقف كان مُخزي , و وقوفها معه في ذات المكان أكثر خزياً
جرت أقدامها لداخل الفلة ثم لغرفتهابكيت في وسادتها وهي تتذكر مافعلته بـ حنان ,
ربما هذه عقوبة من الله! أن سلط الله عليها من لحمها ودمها | سعووود !
...........
[ بـ فلة أبو ناصر رحمة الله عليه ]
حمد بحكمة : ياولد أهجد , أبوك توه ميت ولسه ما دفناه ,
وأنت حضرتك جاي تطرد حريمه بنص الليل !
ناصر بطيش شبابي : ماني دافن أبوي إلين يطلعوا من هالبيت !
حمد بحزن : شوف ياناصر أنا أول مرة أشوفك , وأدري أنك مصدوم يوم عرفت أن أبوك
متزوج حرمتين , بس حنا بعد ماندري عنكم , لذا أحسن لأبوك , وخلي هالعدة
تقضي والله حتى الشرع والمحاكم بتوقف معانا مو معك , و إن شاء الله لك الي يرضيك
ناصر على وجه السرعة : أدري تبي تخدعني صح , أصلاً خويّ قال أنكم راح تنصبوا
علينا بما أنه ما وراءنا ظهر , وبتأخذو كل أملاك أبوي , !
حمد وهو يضع يده على كتف ناصر : ياولد الحلال أشلون أقهرك وأنت يتيم
, والله قال فأما اليتيم فلا تقهر , إن شاء الله يا ناصر أول ماتخلص عدة عمتي
بنأخذها عندنا , وهالبيت الي المفروض يتقسم بالورث متنازلين عن حصة عمتي لك
ناصر بفخر : من قال أنه هالبيت لهن نصيب منه , أبوي كتبه بإسمي, وعندي أوراقه ,
بس ماكنت أدري أنه مُسكن زوجاته هنا حسبتهم مأجرين !
ذهل حمد , بينما تصنمت هند التي كانت ناكسة رأسها وتبكي
ناصر بطيش : يعني أول ماتخلص عدتهن بتأخذهن لعندك , لأني أبي أبيع الفلة ,
وأشتري عمارة ندبر مصاريفنا منه !
حمد : أيه بأخذ عمتي لبيتنا , مايلزمها شي من هالبيت ولا قاصرها شيء
ناصر بتساؤل : و الحرمة الثانية ؟!
حمد بثبات : أكيد بتروح لأهلها
قاطعتهم هند وهي تبكي : مالها أحد في الدنيا ,, عمها ومات !
ناصروهو يلتفت إلى هند : ياسلام لايكون تبيني أخذها لعندي , لا مالي دخل فيها , دبروها
حمد : ياولد تكلم بأدب هذه بحسبة أمك , ويالله خلينا نروح ندفن أبوك ,
ترى أكرم الميت دفنه , ولكل حادث حديث
ناصر بإصرار : حمد أنت وعدتني , أنا ابي البيت
حمد بقهر : اقول , أتق الله من أول أكلمك زين لأنك يتييم الأن أمشي قدامي
لا بارك الله فيكم من عيال اليوم ,, !
......
بعد ساعات
أنتشر خبـر وفاته بين الجميع
و الأرواح التي تذهب لاتعود قط , حمل جثمان أبو ناصر و تم تغسيله ثم تكفينه ثم دفنه
كان آل الوليد جميعهم حاضر رغم غضبهم من أبو ناصر
لكن حين الممات والتعزية لا أحد يلتفت لمثل هذا التفاصيل
ويتناسى كل هذا , الأهم الدعوة للميت فمهما بلغت خطاياه الأن هو عند ربه !
ولا حاجة للغضب أو الحقد ,
...........
[ بفلة أبو محمد ]
نوف بثبات : أسمع ماني مُكثره هرج , ترى الي مثلك مايسوي عندي شيء
عبدالرحمن بإبتسامة : أيه ياتوت طولي لسانكِ أكثر , المفترض الي مثلكِ بعد ما شفتي
مصائب عمكِ تأكلي تراب وتسكتي !
نوف بقهر : يا ابن الحلال فكني من شرك , ولاتدق , الي تبيه بيصير , لكن أمهلني أسبوع
ترى زوج عمتي مات وبنكون بعزاء !
عبدالرحمن : وخير لو مات ,, أنا ما أعرف هالأمور , بكرة مهلتكِ الأخيرة يا تنفذي الي قلته لكِ
يا عمكِ يترمي بالسجن رمية الكلاب !
نوف بغضب : أنت قلبك أسوود , مو كافي أطلقت رصاصة على ولد عمي وبغيت تموته
عبدالرحمن بسخرية : هه أشوف مره يهمك ولد عمكِ عسى بس حزينة عليه ..
وإلا نسيتِ هذا ولد عمكِ هو نفسه الي كسر خشمكِ لما بغيتي تكتبي بالمجلات !
شعرت بـ المفاجأة و الألم ,
نوف :
مذهولة تماماً
هذا الرجل يعرف الكثير , ويبدو بأنه كتلة من الحقارة
لم اكره أحد بقدره , لماذا في كل مرة أحاول أقتنع فيه كـ زوج
يسقط أكثر فـ أكثر !
نوف بثقة : ولد عمي لو بغى يأمر علي فله كل الحرية وأنا واجب علي طاعته ,
ويهمني أكثر من واحد حقير مثلك !
عبدالرحمن بغضب : لا ياتوتي ماهو واجب عليكِ إلا طاعتي ,ولد عمكِ نأكله التراب ولا يأمركِ
نوف بضحكة : تخسأ تذل ولد عمي , وإلا تتشطر عليه بالمسدس !
عبدالرحمن بقهر : لا أشوف صار لك مخالب من المعفن فيصل
أجل أخر مرة أسمع أسمه على لسانكِ ولو كنتِ الأن أمامي وريتكِ
منهو الحقير , وبلا فلسفة الصباح تسوي الي قلتلكِ عليه فاهمة , ونشوف
هالفيصل الي مفتخره فيه ايش يسوي !
أقفلت نوف السماعة وهي غاضبة دون أن ترد عليه !
فلا مخرج لهذا من هذا المأزق الذي حشرها أهلها فيه
شعرت بـ الإختناق من فكرة أنها : ضحية حُبها الشديد لعائلتها !
.........
[ بالفندق ]
عاد بعد أن صلى صلاة الميت ,
يشعر بتعب و إرهاق , يريد أن ينام , لكن كتفه يؤلمه
نظر إلى الشاشة مُلتفه حول ذراعه وتذكر ماحصل ودقائق حتى
أخذ يتحرك في المكان كـ الأسد الهائج , يريد إن يفتت أي شيء أمامه
لا يدري ماذا يفعل , كُل همه الأن أن يجعل صدره يبرد من هذا الغيض !
خرجت وهي مُتأنقة مُرتدية فستان إلى منتصف ساقها ذات اللون الأبيض
كانت تبدو كـ الملاك ! أوجعه منظرها , ثم أشمئز منها
أقترب منها ومسكها من شعرها وشدها : الأن ياحقيييييييرة تقول لي ,
كيف وصلت صورك للكلب عبدالرحمن , كم مره طلعتي معهاااااا !
حنين بألم : والله ماأعرفه
شد شعرها أكثر : ياحيوانه ولكِ وجه تنكري , صوركِ ياحقيرة عنده , تكلمي لا أذبحكِ
حنين بقهر وهي تبكي وتصرخ : مالك دخل فيني , أتركني ,إن شاء الله مليون مرة طلعت معه
رمها على الأرض وأخذ يرفسها : ياااااااحيوانه بعد تعترفي , أنت الموت في حقكِ قليل
أخذت تبكي بألم من ضربه حنين وقواها أنخارت :
وربي ما أعرفه يا فيصل لاتضربني , حرام عليك , بتذبحني ,
أتركني بقولك كيف وصلت صوري عنده !