إقتحام :
يقولوا: بأن الذنوب تلقي بصاحبها لتهلكة
فأي ذنب أقترفته في حقك يا صديقي كي تُلقي بي
من أسوارك العاجية إلى أرض الهلاك !
أي الذنوب أرتكبتها بحضرتك جعلتك تضمر كُل النوايا السوداء
وتشق فوق صدرك مدينة القسوة
أي الذنوب أفتعلتها بجوارك كي توجعني
بغرس نصل إتهاماتك في صدري السقيم بفضلك !
[ عُتمة الثانية ]
حينما تخفق القلوب الموجوعة وهي محملة
بالحقد , والسخط , و رغبة الإنتقام
تستحيل لسواد فتطمس معالم الرأفة , ولا يلئتم الجرح إلا بالجرح !
قبل 7 ساعات من الأحداث الأخيرة
مشت وهي تترنح يُمنة ويسرة في أكبر مجمعات جدة ,
تلتفت بجنون في مجمع خالي إلا من عماله , مُمسكة بغطاء وجهها بشدة ,
بعد أن تركت تلك الأخرى المنهارة في السيارة
سابقت خطاءها في هذا المكان العام وهي بحشمتها
وكُل ماتشعر به :
أنها بلا ثياب محشورة في مكان رخيص !
أتجهت حيث مكان اللقاء , في مقهى
رأته من بعيد يُشير إليها , فهلعت , أردت التراجع
لكن صديقتها الخائنة الحقيرة أخبرتها أنه من لديه ما تريد
لمحته من بعيد , الشخص ليس بغريب كأنها رأته ,
ثيابه بيضاء عكس قلبه هذا مافكرت فيه , حاد الملامح , وسيم جداً ,
ذو بُنية جسديه ,أبيض البشررة
مُتكأ على طاولة المقهى يغمز بعينه و يُشير إليها ,
عبدالرحمن : آووه أخيراً شرفتي يا حنين
هي بهلع و بغصة : هات الصور
عبدالرحمن بضحكة ساخرة وهو يقترب بلمعة حقيرة في عينه
: لا لا يا عمري ياحنين , مايصير تجينا طائرة ,
ماتبي تشربي شيء
أشارت برأسها مع شهقة صغيرة ب، لا
عبدالرحمن بلذة وعيونه على جسدها وبتأكيد: وأخيراً نوف صارت تخاف !
تراجعت نوف إلى الخلف و أنكمشت خوفاً منه كيف
عرف إسمها وهي التي أتت بدل حنين الصغيرة التي ترتجف ,
نفضت من عقلها نظراته
والتي أشعرتها بأنها أمام رجل يغتصبها بنظره
والدمع يستوطن خدها : أنت شو تبي هات الصور , حنا ماسوينا لك شيء , ليه تبي تأذينا
أقترب منها بعد أن أستنفر كُل الخُبث لفمه وبصوت أشبه بصوت الضياع
وبعد أن بصق بجوار قدمها و بـ إحتقار :
والله يا نوف لو أبيكِ كان من زمان وصلت لكِ
وشفتِ هالعز الي فيك كان متناثر على الأرض وبإرادتكِ
لكن الي أبيه منكِ , حنين !
وصرخ فيها : فينها ...... ؟؟؟
ارتعدت بهلع : أنا حنين
عبدالرحمن بصرآخ : كذاااااااابة و سحب غطوتها
رفعت يدها لتهديه كف , فمسك يدها بقوة حتى ألمها
وقال بسخرية : لالا ما أتفقنا على كذا ,
شهقت وبكت سريعاً
أما هو فـ لمعت عيناه :
ما أجملها , وردية , خالصة , صافية , لا يشوبها شيء
يا الله يا عبدالرحمن هل ستخنع عند وجهها ,
هل تتلاشى حُجرات قلبك و تتقلص لبعضها أمام هذه الفتنة
هل ستفقد توازنك أمام هذا الشمع
كأن عيناها نبيذ والنبيذ مُسكر ,
وحرام علي قُربها , !
لا تستغربوا لا أعرف عن الجمال شيئا ,
لكني لم أرى في حياتي جمالاً كـ جمالها,
لكن نوف ليست ما أريد , !
أقترب من أذنها وبهمس:
أنتِ حلوة بحق , لكن أنا أبي حنين , بس درس لكِ ولحنين ولكذبكِ
شوفي شو أسوي
رفع جواله في وجهها والتي كان فيها صورة حنين
و عمل : إرسآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآل !
هه تافهة
تحسب أنها بتخدعني هي و حنين , عرفتها من أول ما جاء نظري عليها
صحيح ما بان شيء منها حتى عيونها ,
لكنه مايخفى علي شيء أبد ,
تبوني أقول لكم عنها ,
هذه نوف عمرها 26 هي غرور العائلة و كبر سنها خلاها في موقع تقدر توقف
وتكاسر رجال العائلة
هي اللبؤة الشرسة في عيلة [ آل الوليد ]
هي الوحيدة الي خلت رؤسسسهم بـ الأرض
تبيوا تعرفوا ليه .!
أسألوها , أكيد راح تقولكم كُل شيء , بس بقولكم
بإختصار هي وجه نحس
وفوق كذا نوف الوحيدة
الي خالفت أعرافهم , صحيح فعلها ماهو عيب و لاحرام
بس بشرررع [ آل الوليد ] الحُرمة مالها إلا البيت
إلا نوووف من خمس سنين بدأت تراسل مجلات أدبية وتكتب فيها
في البداية عرفوا الجميع و أول من رفع راية الحرب عليها فيييصل
ثم تبعه حمد وهي أقنعتهم أنها بطلت تكتب
بهمهة وتحدي وهو يراقبها تتخبط سريعاً في مشيتها وهي راحلة
ويشم أصابع يده التي علقت فيها رائحتها وحتى إن لم يشمها من قرب :
لكن على ميييييييييييييييين يا نوف , على [ آل الوليد ] ألعبي لعبتكِ
موب على ولد صقــر
والله جابكِ لعندي أنتِ وحنين و ضربتين في خاصرة الوليد
بس بس بس
سمعت صوت لعناتكم عليه ومتأكد بأنكم تكرهوني وما يهمني
فـ أنا أعتـــرف بأني خبيث و أكثـــر !
...............
في مكان آخر بالقرب قليلاً في حارة صغيرة بـ أحياء جدة :
صالح بصرآخ دخل غرفتها وركلها بقدمه وهي نايمة على الأرض :
قومي لا بارك الله فيكِ ولا في الساعة الي شفناكِ فيها
نظفي المجلس جايينا ضيوف
عبير التي دخلت بعده برجاء : يا صالح أتركها حيلها مهدود من الصباح وهي تشتغل
صالح وضع أصابعه في فمها حتى كادت تستفرغ : أوووص ولا كلمة ,
أما الجوهرة حركت رأسها بنعم وحملت جسدها سريعاً إلى المجلس !
عبير ببكاء : يا صالح هذه مالها إلا الله وهذه بنتي
صالح مسك شعرها وهمس : أنا ما قلت لكِ ولا صوت
مو كافي رضيت لك بـ بنت الحرام تجلس ببيتنا لأجل أمومتكِ الفائضة
والحين تبيها تسكن ببلاش
رمها في الأرض وقال بصوت عالي :
حسبي الله عليكِ وعلى بنت الحرام , ما أستفدنا منكم شيء
وأخذت عبير تكمل بُكاءها ,
[ بيت صالح عمر ]
صالح رجال غيرته الدنيا فصار طماع كُل همه فلوس ,
متزوج من عبير من سنين عن حُب
مالهم لا ولد ولا تلد ,
عبير : زوجة صالح , في بداية زواجهم حملت و بسبب ضُعف بنيتها
ولدت في الشهر السابع جلس الولد اسبوع ثم مات ومن بعدها ماحملت
وهي حالتها حالة ,فهجرته وأهملت بيتها , لاتهتم بأكله ولا لبسه
فكرهها صالح أشد الكره
بعد شهر من موت أبنها وفي ليلة من الليالي سمعت طرق شديد على الباب
صحت زوجها ماصحى فقامت فتحت الباب ولقت : طفل ملفوف بكوفل ,
صرخت وصحى أبو صالح شاف الطفل وزوجته ماسكته
اعجبه المنظر من زمان ماشاف حبيبته تبتسم ,
فحاول يبلغ عن الطفل , التي أتضح انها طفلة
لكن زوجته حاولت كم مرة أنها تنتحر كلما بيوديها لمركز الشرطة .
في زمن أخر :
عبيرتنزل لرجول صالح : أبوس رجلك يا صالح لا توديها
ربي خذ منا طفل , وأعطانا هالطفلة , لا تأخذها
صالح بُحب : يا عبير مايصير هذه ماهي بنتنا , ولازم نبلغ عنها
عبير ببكاء هستري : لا بنتي وانا أرضعتها وأهلها ما يبوها , والله والله ياصالح
لو وديتها أذبح روحي , ومررت السكين على يدها
فتقطر كم قطرة دم
صالح بخوف سحب السكين : أستغفر الله يابنت خلاص اهدأي ما راح اوديها
ومرت الأيام وعبير
و سمت البنت الجوهرة واخذت البنت تكبر شيء فشيئا
وصالح يكرهها أكثر لأنه شافها وجه نحس من يوم دخلت حياته
وهو في خسائر وحالته المادية من سيء إلى أسوأ
وفوق كذا ,, مسسسسسسسستحيل تكون بنته
هذه بنت الحرام !
الجوهرة 20 , بدون أم ولا أب , وهي كانت تظن أن عبير وصالح امها وابوها
وكانت تستغرب من معاملة صالح لها , بس ماشكت بيوم أنهم ماهم اهلها
ويوم كان عمرها 13 سمعتهم يتهاوشوا بسببها ومن يومها عرفت و واجهتهم
وراح نعرف عنها أكثر مع الأحداث
...............
بـ أحياء لا يأتي عليه الليل إلا ويطوف على جدرانها و أسطحها
نجوم من نوع آخر , حي تتكاثر فيه الأنوار
و كأنه لم يأتي عليه الليل , و صف واحد من قصور وقفت عاتية
تدهس سُكان الأحياء البعيدة
خط من القصور توهمك بأن المحظوظيين فقط هُم من ينالوا هذا المكان
وتحديداً بمجلس القصر ,
بعد أن جاءه إتصال من جده
دخل المكان و انتبه إلى ذلك الواقف بغرور أمام كُرسي جده
فـ أشتعل غيضاً ,
بينما الآخر أبتسم بسخرية , فـ أنقض الأولى على الآخر
فيصل بجنون وهو يسدد لكمات له : يا كلب يا حقير , موتك بيدي ,
حدفنك بهالمكان ولا أحد درى عنك, والله لأذبحك وأشرب من دمك
بينما أتسعت إبتسامته وهو يتلقى على وجهه عدة ضربات وحين شعر
أن الدم بدأ يخرج من أنفه وأمتزج رائحة الدم في فمه مع إبتسامته,
دفع فيصل بعيداً عنه ثم اعتدل و قهقهه ساخراً
الجد أبو جارح بحزم : يكفي يا فيييصل , ما تشوف وضعنا كيف !
وقف فيصل على قدميه بعد أن ألتقط أنفاسه المحمومة
وهو يتأمل ذلك الواقف أمامه
نعم يكرهه و لم يكره أحداً بقدره , يتمنى لو أن يده لا تحوي أصابع
إنما سكاكين ليغرسها دفعة واحدة في صدر ذلك الحقير ,
أما هو فهذا ما تمنى مُشاهدته من دهور
مُشاهدة الحُصن وهو ينهار ,
مُشاهدة رائحة الخنوع وهي تصدر من هؤلاء الذين أمامه
مُشاهدة الصاعقة وهي تشطر هذا المغرور فيصل نصفان
مُشاهدة الشرارة وهي تخترق جدران هذا المكان وتحوله لبركان !
نعم هم من أطلقوا الشرارة الأولى , أما أنا من حقي أن أحول إتجاه الشرارة إليهم
فكم من المرات كُنت في هذا الموقف
موقف المنقض على الساخر
والأن أنا وحدي من أسخر , أنا وحدي من أتحكم , أنا وحدي من أُصدر الأوامر !
وُهم عليهم السمع والطاعة , وهه فييييييييييييصل اليوم لا شيء
أبو جارح بحكمة وهو يركز نظرة للأرض :
آمر يا ولد صقر , شو المطلوب منا !
يالله لم أرى جدي في هذا المنظر قط , مُنتكس الرأس
يطلب من هذا التافه أن يأمره , يالله أي قدر جرنا لمثل هذا الحثالة
و الله أقسم بأني أتمنى أن أموت مئة مرة ولا أشاهد
إنكسار جدي ,
أرفع أرجوك يا جدي رأسك من أجلي , من أجل أبناءك
من أجل حبيبك فهد ,من أجل غرور نوف من أجل روح حمد
من أجل مُدللتك حنين
آوووه حنين الحقيرة هي سبب كُل هذا !
أقسم سأذيقها المُر حتى تختتتتتتتتتتنق
أما هو فـ الإبتسامة تشق وجهه
يعشق بشدة أن يُناديها الأخرون بـ إبن صقر على جده
نعم فهو ابن جده لا ابن أبيه !
عبدالرحمن بثبات بعد أن ركز نظرة في أبو جارح : حنين !