يقولون بأن أسوأ المخاوف هي التي تصنع منا عُظماء ,
أنت الأن أفظع المخاوف التي تنبت تحت قدمي, خوف لذيذ بـ نصف إبتسامة
خوف يُعلمني كيف أكون عظيمة حين أتهشم , و متواضعة حين أكبر كثيراً
[
العتمة السابعة ]
داخل قصر [ الجد ] .
فيصل و أذنه على الجوال : أمي لا تناقشيني بـ هالأمور .
أنتِ عارفة أني قلت كلمتي وموب مُتراجع عنها
أم فيصل : يافيصل أنا من حقي أفرح فيك , لاتقتل فرحتي
فيصل : يمة خلاص , حنين تدرس وأنا موب فاضي !
أم فيصل بدمعة : أنت تبي تفضحني قدام الخليقة , أيش بتقول الناس عنا
, مسوين زواج سكاتي , بكرة أنا جاية على أول طائرة
وماتدخل ببنت الناس إلين نسوي لك زواج يوم الخميس يعني بعد يومين !
فيصل بحزم : يمة أنتِ ليه موب راضية تفهميني , حنين بتعيش معاي كأي زوجين
بس الزواج و حفلة و فستان ما يلزمنا , !
أم فيصل : أنا قلت كلمتي وإذا أنت موب ولدي ألويها ,
أنت ناوي تفشلني قدام الخليقة
فيصل بقلة صبر : خلاص يمة سوي الي تبيه , يالله مع السلامة
رمى الجوال بعيداً , وتنفس بغضب
وقال بهمس أشبه بصوت الإختناق:
ما باقي إلا هالبزر الي جذورها شيطان تلبس فستان وتبي حفل !
أكيد هي الي دقت على أمي و قامت تتدلع !
وبعصبية خرج من جناحه تجاه جناحها المُخصصة لها و لأختها !
ماهي لحظات حتى وصل الى المكان المنشود
دفع الباب الذي كان مردوداً
رأها تعبث بجهازها الحديث لأن الأخر كسره حمد لها !
أقترب منها حتى صار أمامها
بينما كانت عيناها غارقتان بالجهاز الذي بين أصابعها
مسك يدها العابثة فصرخت
ثم وضع يده القوية على ذراعها الصغيرة و بيده الآخرى سحب الجهاز منها
وقال بحدة : باقي تصيييعي
أرتبكت لأول مرة فيصل يكون بهذا القرب , تشعر كما لو أنها تحترق
قال بصوت مرتفع وهو ينفث صوت أنفاسه الحارقة على خدها :
من وين لكِ الجوال ,الي أعرفه أن حمد كسر جوالكِ
قالت بتوجع وصدمه من وجوده : أتركني , يدي تعورني !
صرخ : أقولكِ من وين لك هالجوال يا زفت !
هلعت فقالت بدمعة : جدي أشتري لي من زمان ,
فشد على ذراعها حتى تأوهت بشدة و وضع الجوال بين عيناها
وقال بحدة : ناظري الجوال ,
أما هي أربكتها الحركة , فـ أغمضت عينها
فصرخ : أقولكِ ناظري الجوال , ماتسمعي !
أرتعدت وفتحت عيناها بينما كان هو يدفع بالجوال بشكل مائل
لما بين عيناها فأخذت تبكي !
قال : وقفي بكاء منتِ بزر , سويت جرائمكِ , وتبكي مثل الأطفال !
وحط الجوال بيدها وقرب من أذنها , ولأن شعرها قصير نوعا ما ,
تحرك بـ الهواء الذي خرج من فمه وهو يقول بصوت أقرب للهمس :
أرمي الجوال !
رفعت عينها ببكاء وهزت رأسها , ثم رمت الجوال على السرير بجانبها
فـ أقترب من السرير ورفع الجوال وقال بصرآآآخ وهو يشد شعرها :
يا حقيــــــــرة أرمي الجوال بأقوى ماعندكِ على الجدار
فمن شدة الألم رمت الجوال بأقوى ما أوتيت , ثم فجأة شعرت أن يده
أنزاحت من خصلاتها المتمردة وسمعت صوت تهشم !
قال وهو يبتسم : شفتِ هالجوال كيف مصيره صار فتات,
بيكون مصيركِ كذا و أشد , بخليكِ ترمي نفسكِ في أقرب حفرة من الألم !
وأقترب منها وقال وهو يلوي ذراعها وبغضب :
والله والله لو شفت جوال في يدكِ , خلعت ذراعكِ من مكانها
ويومين و تكوني جاهزة للعرس , أنا ودي ما أشوف رقعة وجهكِ
ولا أعمل زواج لان الي مثلكِ مايستاهل إلا المزبلة ,
لكن كل ذا لأجل أمي و العائلة , هالعائلة الي سودتِ وجيههم بفعايلكِ
ثم رماها على السرير خرج وهو غاضب !
حنين :
الحيوان دخل مثل الإعصار ماقدرت أركز بشيء
آآآخ ذراعي , علامات أصابعه على ذراعي
الله يشيله ويفكني منه , و زيادة عليه أجبرني أرمي جوالي الأي فون
الي توه من أسبوعين جدي جاب لي هدية !
مُت من الخوف من صوته وماكنت قادرة أتحمل الألم
فكان لازم أنصاع له , أبليس ما تهنيت بجوالي
وقال شو الزواج بعد يومين ,
ليه ما أقولهم السالفة و أفك عُمري !
ياربي وأقسم هالفيصل مُسبب لي حالة رعب الله يشيله
اصابع أيدي ترتجف , عساه يارب وهو رايح الشركة
تجي سيارة وتنزع رقبته : آميـــــــن !
الله يقلعه بسببه ماشفت سعود من يوم جاء !
وينك ياسعود تشوف حنينك المُدللـه شو عمل فيها أخوك الحقير !
.........
في الجهة الأخرى
حمد : من شهر وأنا كُل مادقيت عليك أزوركِ نزلتِ المُلحق تستقبليني ليه ؟!
العمة ب، إرتباك : لا مافي شيء بس تعرف ياوليدي هاليومين جبت عمال مكافحة الحشرات
وأنت يا حسرتي عندك ربوه وكتمة وما أقدر أضيق صدرك !
حمد بتأمل : و لو أني أفهم عيونكِ ومتأكد أنه ماهو هذا السبب بس بعديها هالمرة لكِ
العمة هند على وجه السرعة : إلا ما أشوفك تجيب جود هاليومين
حمد بإبتسامة : وصرتِ تعرفين تصرفين يمة, بس ماعليه بتغاضى عن السالفة
يا الشيخة هند هالجود مخليها هاليومين برعاية نوف رغم أنهن ما يطقن بعض ,
تعرفي حنان وموب رأسها شيء ماهي وجه مسؤلية
هند بحزن : وحنين , ليه تحرم هالبنية منها كثير متعلقة فيها
حمد بغضب : بس ياعمتي لا تجيبي لي سيرة هالحقيرة ,
ما أبيها تلمس بنتي أبد , مب ناقصني حنين أخرى تسود وجهي
هند بألم : الله يهديك , ويصلح حالك و حالنا
وماهي إلا لحظات و سمعوا صوت أنثى ناعم وحاد ,
الأنثى بنعومة : يا هندوووه وينك ؟؟ حسبي الله على إبليسكِ , و ين أختفيتِ ؟!
أرتبكت العمة هند أشد الإرتباك أم حمد فتح عيناه بتعجب
وبعصبية : عمتي مين هذه طويلة اللسان , لا يكون وحده من شغالتكِ ,
و الله أكسر رأسها ,
العمة : لا ياوليدي , هذه جارتي تمزح معاي ,
بتعجب : جارتكِ , و لسانها أسود , !
العمة هند وهي توقف : ياوليدي أشفيك اليوم تحقق معي , أحد مُسلطك علي
خلاص الحين توكل على الله ورائي أشغال .
حمد ويوقف قدامها : ياسلام شو أشغالكِ أنا موب جايب لك بدل الشغالة إثنين أنتِ
شغلتكِ تجلسي مثل الأميرة وتحكمي وتأمري !
العمة بحنان : الله يخليكِ ياولدي , صدق أنت أحب الناس إلي ,
و أنا فعلاً أميرة بس قصدي أني بروح أطبخ تعرفني ما أحب طبخ الشغالات
حمد وهو يبوس يدها : الله لا يحرمني منكِ ومن طيبتكِ لولاك كُنت أختنق
العمة وهي تربت على كتفه وتودعه وبعينها دمعة :
ولا منك ومن برك بي !
خرج حتى جلس على مقعد سيارته و تأمل فلتها
يبدو وكأنه بيت صغير بالمقارنة مع قصر جده
كيف عاشت هذه الطيبة داخل جدران هذا المنزل المُهتري !
كيف أحتملت حماقات زوجها المُتكررة في الدخول بصفقات فاشلة
فـ ديونه تُغرقه حتى أخمص قدميه !
وهذا الأيام لا يعجبني مزاجها , أشعر أنها مرهقة كما لو أنها
نحلة داؤبه لا تستريح , برغم أنني جلبت لها خادمتين
هُناك سر ما , يجب أن أفهمه , عيناها تُخبرني بذلك !
.......
في ذات المكان وبعد لحظات /
أحلام بتكبر : يا عجوز وين أختفيتِ , ليه تارك المطبخ وتربعتِ عند حبيب قلبكِ
العمة هند : يا بنتي هذا وليدي حمد جاء يسلم عليه , لاتحرمني منه بعد
أحلام بعصبية : حرموا عليكِ الولد , أنا من صباح قلت لكِ جاييني صحباتي
و أبي من أيدكِ الحلوة أكل يفتح النفس ,
العمة هند بخضوع : إن شاء الله يا بنتي من عيوني ,
أحلام بقرف : وع شو بنتي , أنتِ لو فيك عيال كنت بمثابة حفيدتكِ من كبركِ ياعجوز
أمتلئت عين هند بالدمع !
أحلام : أووووف بدأينا بالتمثيلات صح أني أحزن عليكِ , بس ايش اسوي
تنرفزيني , أنتِ بس لو تسمعي كلامي من أول ما أصرخ عليكِ
والحين أبيك تدخلي المطبخ وتسوووي كل شيء , مرقوق , جريش
كبسة , السلطة , وصحنين حلى , !
رفعت هند رأسها بضعف : بس يا بنتي , ما أقدر على هذا كله لوحدي
قربت أحلام منها ومسكت طرف جلبياتها وقالت :
نعم نعم , عيدي كلامكِ , هذا الي ناقص تبي الخدمات يساعدنكِ
وانت تعرفي أني ما أحب طبخ الشغالات ولا أطيق ريحتهن
ثم هالشغالات وراءهن أشغال القضاء , سوي شغلكِ وأنتِ ساكتة !
هند بألم : إن شاء الله
وقبل أن تترك أحلام هند الواقفة بألم في مكانها ,
قالت لها : هيا وين سرحتِ , روحي المطبخ قبل لا يجوووا زميلاتي
ولاتنسي تجهزي لنا دلة القهوة مع التمرية الي أشترتها بالصباح
شفتِ كيف رحمتكِ , اشتريت تمرية من محل الحلويات كل ذا لأجل ماأتعبك
هند وهي تهز رأسها بوجع : جزاك الله خير ماقصرتي !
لا تتعجبوا من حالي
أحلام هي جحيمي , طبينتي , التعويذة التي القاءها زوجي في حضني
تعويذة تبلغ من الجمال ما يفتك ومن الأخلاق أسوأها
المطبخ هي مسؤلياتي التي أرهقتني بها أحلام التي لديها شهية مفتوحة بدون إبتلاع
تتدلل بأكلات أعرفها ولا أعرفها رغم أن مصير نصف الأكل حاوية القمامة
وليس هذا فحسب إنما تنظيم ملابسها من مسؤلياتي
مُرهقة جداً , فأنا لست طفلة صغيرة أفلح في القيام بواجبات بأسرع وقت ممكن
ولست مطحنة أؤادي دوري بكمال أحتاج لوقت أكثر مما يلزم
أرجلي تتمزق فأنا أعاني هشاشة العظام يالله رحمتك من جحيمها !
لا تسألوني لماذا صبرت عليها أو أصبر
الحق | فؤجئت بها أمامي حين جلبها زوجي لمنزلنا وقدمها على أنها زوجته
أردت أن أحمل ثيابي وحاجياتي حتى أذهب إلى أهلي
وماحصل أن أحلام طرقت باب غرفتي أثناء ترتيبي لحقيبتي و أخبرتني
أن زوجي يحبني بشدة وأنها مجرد رحم يحمل إبنه
وأنها حين تُنجب الطفل ستترك الطفل بيني وبين زوجي فأكون أمه !
فرصة أصبح أُما دون أن أنجب لذلك أُدللها أشد الدلال
لكن ما يؤسفني أنها لاتجعل زوجي يقترب منها !
والأن لا قدرة لدي للإحتمال , بسبب تماديها معي ,
أريد أن أخبر أهلي لكن لديهم ما يُثقل كاهلهم
ولن أزيد عليهم , لذا قررت الصمت حتى تنجب أحلام إبني !
...............
[
قصر الجد ]
آسيل بإنكار: خطتك فاشلة ماهي داخلة مزاجي , ومايصير نسويها
محمد بمكر : يا هبلة ركزي معاي , أنا أبيكِ تنادي حنان لغرفتكِ بأي حُجة
ثم تعملي نفسكِ أنك بتروحي تجيب لها عصير وأكون أنا داخل الغرفة !
آسيل بخوف : يا محمد , مايصير وربي , حنان بنت عمي وهي مالها ذنب
محمد بصوت واطيء : قصري صوتكِ أنتِ ليه ماتفهمي , حنين سرقت فيصل منكِ
وحنان فرصتنا إننا ننتقم أنا أبي أفضحهم فضيحة ماحصلت , !
آسيل على وشك البكاء : لا لا لا لا أنا ماني مشاركة معاك !
محمد وهو يضربها على رأسها : أووووص ولا كلمة , بتنفذي الي قلته لكِ
وإلا ترى ما يحصلكِ خيـر !
آسيل بتردد : بس توعدني ماتسوي لها شيء
محمد بكذب : أوعدكِ !
محمد
هه , بل سأفعل كُل شيء يجعلها لاتستطيع أن ترفع رأسها عالياً !
سألقن حمد وحنين و فيصل درس و أجردهم من قراراتهم اللعينة
أرجوكم لا تلقوا كراهيتكم علي ففكرة الإنتقام منهم جميعاً
سيكون عن طريق تلويث حنان بدون زواج !
وهذا حق لي وحدي بما أنهم أذوا صغيرتي آسيل !
ومنها : أمتع نظري و جسدي بخطيبتي العزيزة حنان