لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-11, 10:02 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعلى كل حال , قبل بلوغ داني الخامسة ودخوله المدرسة ليس هناك مجال لمواجهة هذه الأمكانية , فقرارات لوجان غير قابلة للأستئناف , حتى في حياة تيري كان هو الآمر الناهي , فهو المسؤول عن النواحي الأدارية والتجارية , وتحت أدارته تطورت الشركة بشكل ملموس , أما نيري فكان هو المخترع والمبتكر مع أن لوجان لم يكن جاهلا في الأمور التقنية , لقد قام بتجارب عديدة ومهمة في حقل الطيران وأثبت مقدرته في تصليح أي محرك لوحده ولكنه يعترف دائما بتفوّق تيري في هذا المجال.
" سأقوم بتحضير االقهوة".
قالها وهو يستعيد الصينية الفارغة.
" شكرا يا لوجان( قالت رينا بعد عودته) أنك لطيف جدا معنا".
" أليس كذلك؟".
قالها بنبرة تهكمية , وتابع:
" ولسوء الحظ تتعاملين معي بقسوة , وهذا مؤسف بالنسبة لي".
" لماذا تقول هذا الكلام ؟".
سألته وهي تشرب فنجان القهوة اللذيذة والمنشطة.
" صحيح".
ما زال يجلس الى جانبها ويضغط بكوعه على المسند ويتفحصها بعينين حادتين , أدارت رينا وجهها.
" آسفة أن أبدو جاحدة الى هذا الحد ,ولكنني مستقلة تماما , وهذا كل ما في الأمر".
" الموضوع ليس هنا ( قال بنفاذ صبر) لا أريد عرفانا بالجميل".
" ماذا تريد أذن؟".
بقي لوجان صامتا لفترة ثم تمتم:
" تطرحين علي سؤالا مهما وحساسا ...".
وعندما رفعت رينا رأسها فوجئت بالتعبير الغريب التأملي المرتسم على وجه لوجان , وأحست بثقل الصمت , وأضطربت من جراء نظرته الحادة , فحاولت أن تكسر هذا الضغط الرهيب:
" ولكنك لن تجرؤ على القيام بمحاولات للتقرب؟".
تابع تحديقه بها دون أن يرف له جفن ,وكأنه يختار كلماته بدقة ووضوح وقال:
" هل قللت يوما من أحترامي لك يا رينا؟".
أجابت بعد لحظة تردد:
" لا".
" وهل تأسفين لأنني لم أفعل...".
لمعت عيناها غضبا وصرخت:
" لا".
أمسك ذقنها بخشونة وكأنه يريد أن يجبرها على رؤية نظرة عينيه المتفرستين الثاقبتين.
" برأيك , الى متى يمكن أن تستمر صداقتنا الجميلة النقية على هذا المنوال يا رينا؟".
" أنت ديق تيري ولست صديقي".
وبحركة دفعته عنها , وشد يدها من جديد:
" تيري مات منذ أكثر من عام ولا نزال نتقابل في معظم الأحيان".
" فقط بسبب زعمك الأحساس بالواجب المفروض أتجاهنا".
شد أصابعه على يدها بعنف فقالت:
" أنت تؤلمني".
تركها فورا وتابع بهدوء وكنه يحلم:
" بجسب رأيك , أليس هناك سبب آخر يجعلني أسهر عليك وعلى دان؟".
" أنت تحب دان كثيرا وأنا أعرف ذلك".
سألها مداعبا:
" وماعري أتجاهك ألا تعرفينها أيضا؟".
" لا".
قالتها بعدم مبالاة وهي تنهض , قطب حاجبيه وصرخ:
" في هذه الحالة , لدي الوقت الكافي لأحصل على أمنياتي".
وفجأة وبحركة غير متوقعة شدّها اليه وحاولت رينا أن تدفعه وتتخلص منه لكنه حاصرها بذراعيه في طوق محكم.
دار رأسها وتوقفت لحظة عن المقاومة , وأحست كأنها مسلوبة الأرادة من هذا التصرف غير المتوقع , ورغم عدم تعاطفها مع هذا الأندفاع المتوقد , أحست بنوع من الحرارة تسيل في عروقها وتخترقها , ونتيجة لألحاح لوجان وقوته أحست برغبة عنيفة ومجنونة في أن تتجاوب مع أنفعالاته , وضعفت الى درجة أنها نسيت كل مقاومة ثم ما لبثت أن أستعادت نفسها بسرعة , وتخلصت منه وهي تصرخ وبصوت مخنوق:
" لا .... لا يا لوجان... أرجوك".
لكن يده القوية أمسكتها مجددا من رقبتها كما في السابق , تصدّت له هذه المرة وعندما تركها صفعته صفعة مدوية تركت بصماتها أثرا واضحا على خده البرونزي , وبعد لحظة لمع الغضب في عينيه ثم تراجع الى الوراء وأنفجر ضاحكا:
" يا لهذه الطباع! ( صرخ) هل تريدين أن تعبري لي عن مشاعرك أتجاهي؟".
" تماما". ( قالتها بصوت متحشرج وهي ترتجف غضبا) وـنذرك بألا تعاود ذلك أطلاقا , أمنعك من أن تلمسني , لقد كنت دائما بالنسبة اليّ شخصا لا يحتمل , هل تسمعني ؟ والآن , أخرج ".
نظر اليها لوجان بسخرية:
" وماذا ستفعلين ؟ ستظلين وفية لذكرى تيري حتى نهاية حياتك؟ لا يمكن أن تدفني نفسك حية وأنت في الرابعة والعشرين من عمرك يا رينا, فكري بالليالي التي قضيتها طيلة العام الماضي , باردة وحيدة , هذا لا يمكن أن يسامر الى الأبد".
" مرة أخرى أقول لك أخرج".
" عليك أن تتخذي قرارا بأن تعيشي حياتك من جديد.........".
قاطعته بعصبية :
" ليس معك على الأطلاق".
أرتجف لوجان وتابع :
" على كل حال , وليس مع أي شخص آخر , تيري مات يا رينا , لا تقاومي أهواء نفسك".
ودون أن يترك لها مجالا لتحسب أبعاد كلامه أستدار مسرعا بأتجاه الباب , وبعد أن خرج أغلقه بعنف ,وبقيت وحيدة تتخبط بأفكارها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 10:03 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- شوكة في اليد


" أنه الطقس الخاص بمنطقة وايكاتو".
تمتمت رينا وهي تفتح ستائر غرفة نومها على سماء رمادية وضباب كثيف ورطب يغطي الحديقة , أرتجفت وهي تشد الروب دوشامبر الأصفر على جسمها , لم تكن مغرمة بهذا اللون بشكل خاص ولكنها أشترته تلبية لرغبة داني الذي قال لها ( بهذا اللون ستشبهين الشمس) , مع أن الشمس نادرا ما تشرق في حياتهما منذ وفاة تيري , الصدمة الشنيعة لغيابه بدأت تزول شيئا فشيئا ولكن الشقاء ما يزال مهيمنا.
يا له من طقس كئيب , وهذا النوع من الضباب يستمر عادة حتى فترة الظهيرة , الطقس الجليدي أفضل منه لأن الشمس على الأقل تشرق والسماء تصفو , وكان بأمكان داني أن يجلس على شرفة المنزل....
ولأول مرة منذ بداية مرضه نام بعمق على عكس رينا التي نامت بشكل قلق ومتقلب.
كانت تفكر طيلة الليل بحادث السهرة عندما أخذها لوجان بشكل مفاجىء بين ذراعيه , ونجح في أن يوقط فيها الرغبات المتراكمة الكامنة , كل ما تتمناه ألا تكون قد أرتبكت أي نوع من أنواع الخيانة.... وشكرت الله لأن لحظات الضعف التي مرت بها لم تستمر طويلا , وأستطاعت أن تتحكم بأنفعالاتها , وعلى كل حال يجب أن لا تعلق أهمية كبيرة على هذا التجاوب البحت مع رجل , لأن هذا طبيعي جدا بعد سنة كاملة من الوحدة... أنها تتألم بشدة من كونها لم تعد مع زوجها الذي تحبه , لكن تيري لم يعد له وجود , وأذا كان أحساسها يمكن أن يقبل رجلا أخر فأن قلبها بالتأكيد سيرفضه رفضا قاطعا , توجهت الى المطبخ لتحضر كأسا من الشاي.
منتديات ليلاس
وما كادت تنتهي من تناول أفطارها حتى سمعت صوت داني الناعم يناديها , ورأته جالسا في سريره وشعره الناعم البني ينسدل على عينيه السوداوين الجميلتين , وملامح وجهه الطفولي تعكس التشابه الكبير بأبيه.
قال داني بفرح:
"أنا جائع".
غرقت رينا بالضحك وهي تجلس بجانبه على حافة السرير وتقبله بحنان:
" أنا سعيدة جدا يا عزيزي , ما رأيك أن تتناول أفطارك اليوم خارج السرير؟".
" حاضر".
قالها بلهجة حازمة.
أتجهت الى المطبخ لتحضر له وجبة غذائية عنية من الحبوب وعصير البرتقال , وأخيرا فأن داني يتماثل الى الشفاء.
وحوالي الظهيرة , أنقشع الضباب رغم البرد اقارس وقررت رينا أن تنزل الى الحديقة أثناء قيلولة داني لتعتني بمزروعاتها ولتستنشق الهواء الذي كانت تشعر بحاجة ماسة اليه , بدلت ثيابها وعقدت شعرها الى الخلف وبدأت بتقليم شجيرات الورد الرائعة التي كانت بألوانها الحمراء والصفراء والبيضاء راحة للعين والنفس , أما زهور النرجس فقد شكلت بساطا جميلا في أحدى زوايا الحديقة.
أنها بواكير الربيع , وستتولد الطبيعة من جديد , بعد أن أستمر الشتاء فترة طويلة هذا العام... وهذه المنطقة تعكس الكآبة في الفصول السيئة.
جمعت رينا الأغصان المقطوعة ونقّت النباتات الأخرى من الشوائب وذهبت لتحضر عربة وتنقل بها ما جمعته لترميه خلف المنزل.
وبينما كانت منهمكة في عملها , لم تسمع صوت السيارة التي توقفت أمام المنزل وقفزت من المفاجأة لدى سماعها صوت لوجان وبحركة عصبية غرزت شوكة في يدها بعد أن أخترقت القفاز.
صرخت وألقت ما بيدها في العربة ورفعتها لتتفحصها .
" دعيني أرى ذلك".
قالها لوجان وهو يساعدها على خلع القفاز , وبعد أن رأى الشوكة المغروسة في الجلد الرقيق تابع:
" لا تتحركي".
أمرها وهو يسحب الشوكة بيد ثابتة , عضت رينا شفتها من الألم ولم تتحرك , ولكنها سحبت يدها بسرعة عندما أنحنى لوجان ليلثم المكان الذي تتلألأ فيه نقطة دم.
نظر اليها نظرة غامضة وأضاف:
" هيا لنحاول تضميدها ".
" سأهتم بذلك لوحدي".
أجابته وهي متضايقة من أن تبدو أمامه على هذا الشكل الفوضوي المتسخ بالوحل , تبعها الى الحمام بعد أن خلعت الجزمة المطاطية , وأصرّ أن يطهّر الجرح بنفسه.
" أتتصرفين بهذا الشكل مع كل الناس , أم أن هذا التصرف خاص بي؟".
" ماذا تريد أن تقول؟".
" أقصد أستقلاليتك , هل تتعلق بي شخصيا أم مع كل الآخرين؟".
" لماذا لا تنتظرني في الصالون ؟ أود أن أغتسل وأبدل ثيابي ".
غادرها لوجان بدون أية كلمة , وفتحت رينا الماء الساخن بعد أن أغلقت الباب , وبعد عشر دقائق عادت وهي ترتدي ثوبا من الصوف وشعرها يتموج على كتفيها بحرية وتلتمع لمسة من أحمر الشفاه على فمها , ألتفت نحوها لوجان الذي يقف قرب النافذة.
قال وهو يافحصها:
" لقد أعتنيت بنفسك أكثر من اللازم".
" لأن شكلي لا يطاق , كما قلت لي البارحة".
" لا..... أنت جميلة جدا وتعرفين ذلك".
خفق قلب رينا بين ضلوعها وأسرعت بالسؤال:
" أتريد أن تشرب شيئا؟".
" لا شكرا".
أجابها بعد صمت ,وكأنه يؤكد حيرة رينا وأستعجالها في تغيير الموضوع , وتابع:
" كيف أصبحت حالة داني؟".
" أحسن.... أنه نائم الآن".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 10:05 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

"هل يمكنني أن أدعوك هذا المساء لتناول العشاء في مطعم؟".
" لا أود أن أتركه لوحده , بالأضافة الى أنني متعبة".
" ولكن يجب أن تخرجي , السيدة كريمنز ستبقى الى جانبه".
" لا".
وقف أمامها وتأمل عينيها ثم قال بهدوء:
" سترفضين في كل الأحوال , أليس كذلك؟ حاى ولو أستعاد دان صحته , وحتى لو لم تكوني مرهقة".
" أذن أجلس طالما أنك قررت البقاء على ما يبدو".
" تقترحين علي ذلك بمنّية كبيرة".
" أرجو أن تسامحني , ألا تريد فعلا فنجانا من الشاي؟".
" موافق".
أمتعضت رينا من المرارة التي أظهرها لوجان , وأحضرت قطعتين من الحلويات بالجبن , أعدتا لوجبة الغداء الى جانب الشاي , ولدى عودتها الى الصالون صعقها الحزن المخيم على وجه لوجان , كان يستند برأسه الى الخلف يتأمل السقف , وكأنه في عالم آخر , وعندما رآها نهض بخفة وكأنه يريد أن يخفي كآبته.
" يا سيدتي أن هذا لشهي جدا".
وبدأ بتناول قطعة الحلوى.
" ألم تتناول غداءك اليوم؟".
" لا , أردت أن أنهي عملي بسرعة لأخرج مبكرا...".
" لتمر الى هنا وتراني؟".
" تماما".
قالها بسخرية لطيفة , وتابع:
" بالنسبة لمساء البارحة , رينا , أنا....".
" لا تعتذر ( قاطعته فورا) لننس ذلك".
وبعد أن خيّم الصمت عاد لوجان يقول:
"لم أكن أريد أن أقدم أعتذاري".
رفعت رينا رأسها وقرأت في عينيه بريقا غريبا من الغضب.
" أذن , ليست هناك أية ضرورة للحديث لأن هذا لن يجدي".
" أهذا صحيح؟ لكن ليس بالنسبة لي على الأقل".
قالها بلهجة متحدية , تنهدت رينا وحدقت فيه بصمت وحذر:
" بالمقابل , أمنعك من زيارتنا".
قالتها وهي تؤكد على كل كلمة , عضّ لوجان شفته ورمقها بنظرة مخيفة , ونهضت رينا بعصبية , وفي هذه الأثناء أقتحم داني الغرفة وقطع الحوار بعد أن أرتمى على عنق بوجان وضرخ بغضب:
" لماذا لم يعد العم لوجان يأتي لزيارتنا يا ماما؟".
"لن تفهم ذلك يا داني".
لكن صوت لوجان طغى على صوتها:
" لا تقلق يا دان".
قال ذلك وهو يأخذ الطفل على ركبتيه وتابع:
" أمك لا تعرف السبب".
" صحيح يا ماما؟".
وعندما ترددت أجاب لوجان بدلا عنها:
" طبعا , أنها لعبة".
" أية لعبة؟".
سأل داني وهو ينقل عينيه بينهما متعجبا.
أجاب لوجان بهدوء وهو يراقب حيرة رينا :
" أنها لعبة من ألعاب الكبار".
قال داني وكأنه أكتفى بهذا الشرح:
" وأنا ؟ ألن تلعب معي؟".
" طبعا , بعد أن أشرب الشاي".
قال داني وهو يسرع بأتجاه غرفته :
" أذن سأذهب لأحضر لعبة".
وضعت رينا فنجان الشاي بأنزعاج شديد , أن أبنها متعلق جدا بالعم لوجان , ولن تجرؤ أطلاقا على منعه من دخول البيت.... ولوجان كان يعرف ذلك تماما.
قال لوجان وهو يحمل الصينية الى المطبخ:
" دعيها".
تبعته رينا وسألته وهي تملأ المغسلة بالماء:
" هل ستبقى لتناول طعام العشاء معنا؟".
" وهل هذه هدنة بيننا؟".
" هذا سيسعد داني كثيرا ( أجابت ببرود) لأنه ما زال يحس بغياب والده".
" وأنت ؟ هل ما زلت تشتاقين اليه بالمقدار نفسه؟".
أنفجرت رينا كالعاصفة:
" ماذا تظن؟".
" سامحيني على عدم لياقتي".
أعتذر لوجان ببساطة وجفاء , فأستدارت رينا بعصبية شديدة لتغسل الصحون وهي ترتجف , أقترب منها لوجان ووضع يديه على كتفيها , لكن سرعان ما أنزلهما عندما شعر أنها في ذروة الغضب والأنفعال.
" لقد عبرت بشكل سيء عما أردت قوله".
وتابع كلامه بلهجة صارمة بعض الشيء:
" فأنا لا أجهل أنك ما زلت تتألمين بقسوة , مع أنه عليك أن تواجهي الحقيقة ذات يوم, وتضعي حدا نهائيا لماضيك , حياتك لم تنته بعد يا رينا".
" داني يناديك ".
نظرت اليه وهي تسمع صوت أبنها.
" سآتي حالا يا دان ( صرخ لوجان ثم تابع بهدوء أكثر ) رينا , لا يمكنك أن تحبسي نفسك في ذكرياتك الماضية , هاربة من الحقيقة..".
وفي هذه اللحظة دخل داني الى المطبخ حاملا تحت أبطه بعض اللعب.
" نعم يا دان سآتي حالا( كرر لوجان , وعلى العتبة أستدار وأضاف) أقبل دعوتك لي على العشاء".
وبعد العشاء وبينما كانت تحضر داني للنوم , قام لوجان بغسل الأطباق , وعندما عاد تجاهلته رينا وهي تكمل قصة الجنية التي تحكيها لداني الذي طلب أن يحتضن العم لوجان قبل أن ينام.
" تصبح على خير يا دان ( قالها وهو يعبث له بشعره) أنت بحاجة للنوم وكذلك أمك".
سأله داني بأبتسامة:
" ماما؟ لماذا؟".
" لأنها متعبة يا ولدي , حاول ألا تزعجها هذه الليلة ألا في حالة ضرورية جدا".
" حاضر , أتفقنا".
نظر داني الى أمه بدقة وقال لها بصوت حنون:
" أذهبي للنوم يا ماما , يجب أن تستريحي".
" حاضر يا عزيزي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 10:06 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أطفأت النور وألتحقت بلوجان الى الصالون ,كانت القهوة جاهزة على طاولة صغيرة أمام الأريكة ,أجلسها لوجان وقدم لها القهوة وجلس بجانبها.
"كان من الأفضل ألا تتحدث مع داني بهذا الشكل , فقد يقلق ولا يجرؤ أن يزعجني حتى وأن كان بحاجة حقيقية ألي".
" أنه لمن الضروري والبديهي أن يعرف أحترام الآخرين ".
" ليس لمن في سن الرابعة , أنت تعامله وكأنه في سن الرشد".
" أنه ذكي , ويستطيع أن يفهم بعض الأشياء , رينا , أنه ليس بطفل".
" نعم , هذا صحيح".
" أذن لا يجب أن تعامليه على أنه طفل صغير , ولا تنسي أنه سيذهب الى المدرسة في العام المقبل".
أنعكس على وجه رينا شيء من الهم , وأضاف لوجان:
" أشربي قهوتك".
ثم تابع:
" أما زلت تودين العمل في مؤسستنا عندما يذهب داني الى المدرسة , وتتحررين بعض الشيء من العناية به؟".
" نعم , لا بل أنا متمسكة بالمشاركة في تغشيل المشروع".
" السؤال ليس هنا , لقد كرّس تيري بما فيه الكفاية من الوقت والجهد ليتيح لك الأستفادة من ثمار تفانيه في العمل , لقد عمل بدون مقابل في السنوات الأولى".
" وأنت كذلك".
" ولكنني أحصد بركة هذا العمل الآن , هل يلائمك العمل في مجال الطيران للقيام بالتوزيع مثلا؟".
" لا...".
" هل أنت واثقة من ذلك تماما؟".
" فقد داني والده في حادث طائرة , ولا أريده أن يتحمل أحزانا أخرى".
" لا أطلب منك أن تقومي بأعمال بهلوانية".
" ألا توجد وظيفة أخرى؟".
" بلى , بالتأكيد , ولكنني أردت أن أقدم لك عملا ذا أهمية أكثر من عمل السكرتاريا".
" أحس بالسعادة والأمان خلف المكتب , أن مستقبل داني يكلف بعض التضحيات".
قالت ذلك وقد بدت عليها مظاهر الأنزعاج.
" ومن أجله أنت مستعدة لعمل أي شيء , أليس كذلك؟".
نظرت اليه نظرة تحمل شيئا من النقد.
" بكل تأكيد , أنا أمه , ولم يعد له غيري في هذا العالم ".
" ولكن أنتبهي ألا تتجاوزي الحدود".
" لم أفهم".
" بألا تصبحي أما متعسفة , يجب ألا تبالغي في حماية أبنك لأنك بذلك ستجلبين المتاعب له ولنفسك".
" الطريقة التي أربي بها أبني يا لوجان , لا تعنيك".
قالتها وهي ترفع رأسها متحدية , وبعد فترة صمت تابع لوجان بصوت هادىء :
" سواء كان ذلك يرضيك أم لا , سأقول ما يعتمل في داخلي , تيري وأنا كنا نحب بعضنا كالأخوة وأنا متمسك بأن أكون وفيا وأمينا لوعدي له , وبالتأكيد لن أملي عليك سلوكك , ولكنني سأنبهك الى بعض الأخطاء التي أراها وذلك من قبل الواجب نحو أغلى صديق , وطبعا لا يمكنني أن أرغمك على أن توافقيني ولكنك تمتلكين قدرا من الحس والذكاء الكافيين لتأخذي في أعتبارك رأي شخص ما وتناقشيه , مع تيري كنت ستتناقشين حول تربية داني أليس كذلك؟".
" طبعا , لكنك لست تيري".
" مفهوم ( قالها بألم ) ولكنني على الأقل عرّاب هذا الطفل , ويحق لي أن أقوم بهذا الدور المهم".
" لا أنكر عليك هذه العلاقة مع داني".
" أنه لمؤسف أن تعتبري هذه مشكلة , لا بأس".
وهز كتفيه كأنه يختم الحديث:
" لا تنزعج , أني متفائلة من صدق نواياك....".
" آه........بحق السماء ( صرخ مهتاجا) جنّبيني هذا النوع من الكلام".
ثم نهضت رينا متابعة:
" أنت عملت الكثير من أجلنا.....".
" أعرف ( قاطعها لوجان ) وأنت تلحّين في أزعاجي".
عضت رينا شفتها.
" لو أستطيع أن أشكرك بطريقة أو بأخرى".
" أنك مستعدة بأي ثمن ألا تشعري بعد الآن بأنك مدينة لي , أليس كذلك؟".
سأل بخبث وبصوت يرتعش من الغضب , فأجابت:
" صحيح الى حد ما , نعم".
وفجأة أستعادت رينا في ذاكرتها مشهد الليلة الماضية , عناق لوجان , لمته , وبصورة عفوية تراجعت الى الوراء.
ولكن لوجان كان أسرع منها , أمسكها من رقبتها وشدّها نحوه وعلى وجهه تعبير ساخر مخيف.
تنهدت:
" لن تجرؤ...".
" لا.... وسأندم لذلك".
تركها ولكن قلبها ظل يخفق.
صرخ بها:
" خاب أملك؟".
قالت بأحتقار في عينيها تأهب أجرامي:
" سيسعدك جدا".
أنفجر لوجان ضاحكا :
" تصبحين على خير يا رينا , لقد أستغليت ضيافتك الطيفة أكثر من اللازم.
قالها ساخرا وهو خارج.
وفي اليوم التالي , على الرغم من المطر والبرد كان على رينا أن تخرج الى السوق بعد الظهر لشراء بعض اللوازم المنزلية , طلبت من جارتها السيدة كريمنز أن تبقى بجانب داني فترة غيابها.
السيد كريمنز أرملة في الستينات تقدم هذا النوع من الخدمات لرينا بطيبة خاطر , لكن رينا تحاول أن تحتاجها أقل ما يمكن .
كان الشارع الصغير الذي تسكنه رينايتألف من مجموعة عائلات في الأربعينات من العمر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-05-11, 10:08 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومعظم النساء لا يعملن خارج البيت , تعرفهن رينا بالأسماء , الكل حزن لوفاة تيري ولكنهن لم يكن أصدقاء حقيقيين , وذات يوم وبينما كانت رينا ترافق داني الى مركز الحضانة , تعرفت الى أحد الجارات في مثل سنها , بدأت تدعوها من وقت لآخر لشرب الشاي عندها , ما عدا هذه الزيارات القصيرة كانت لا تخرج ألا نادرا , وتتجنب دعوات العشاء والأستقبال لكي لا تشعر بالضيق من كونها وحيدة , سيما بعد أن تعرضت في بعض الأحيان لبعض المآزق , عندما كان يحاول أحد الأشخاص توصيلها الى المنزل , فقررت ألا تقبل أية دعوة بعد ذلك.
توآهو بسكانها الأليفين حيث تسكن رينا كانت عبارة عن قرية فيها معمل كبير لأنتاج الحليب لترويج منتجات مزارع المنطقة , وبعض الصناعات البدائية , مدينة هاملتون حيث يسكن لوجان تبعد عنهم حوالي الساعة , لكنهم فضلوا السكت في توآهو لقربها من معمل الطيران الخاص بالمؤسسة , بالأضافة الى أنها كانت مثالية من أجل تربية الأولاد من حيث مستوى مدارسها الممتازة , وطبيعة ريفها الجميل الذي بدأت تراه رينا الآن حزينا بعد غياب تيري.
فكرت رينا أن تنتقل الى هاملتون , لكنها تخلت عن هذه الفكرة خوفا من أن تسبب صدمة لداني بعد وفاة والده .
وعندما عادت رينا وجدت داني يأكل الفاكهة مع السيدة كريمنز , وقد أستعاد شهيته للطعام وتوردت وجنتاه .
" أنه بحالة جيدة تماما".
منتديات ليلاس
هذا ما أكدته السيدة كريمنز , كانت رينا تصغي بأنتباه الى نصائح السيد كريمنز التي لم تنجب طفلا في حياتها ولكنها مربية للعديد من الأطفال , دعت رينا السيدة لشرب الشاي وتحدثتا حول أرتفاع الأسعار وعيره , بينما كان داني مشغولا باللعب ببعض السيارات , وفجأة سألت رينا :
" هل تعتقدين أنني أم مسرفة في أمومتها؟".
أجابت الجارة بعد أن تمهل بلطف وصراحة :
" في حالتك هذه , يمكن أن تنتهي هكذا , لكن من لفت أنتباهك الى هذه النقطة؟".
" لوجان".
" آه صحيح , كان هنا مساء البارحة أليس كذلك ؟ لا تخافي , لست من الفضوليين والنمامين ولكنني رأيت السيارة عندما أخرجت زجاجة الحليب".
" وهل توافقينه في هذا القول؟".
" ليس تماما , ولكنك تقلقين كثيرا بشأنه حتى وأن حاولت ألا تظهري ذلك , وهذا سيء بالنسبة اليك , صحيح أنك أم رائعة ,ولكنك لا يمكن أن تحلي محل أبيه في نفس الوقت , وعليك أن تحذري من النتائج , كما عليك أن تتقبلي , أنك متعبة في هذه الفترة".
" كان كل شيء على ما يرام قبل هذا المرض اللعين , ولكن سأحاول أن أستريح الآن".
" ولكنك بحاجة الى .......".
قاطعتها رينا :
" مقويات".
قالت الجارة محتجة بأمتعاض :
" لا , أنت بحاجة الى قليل من المساعدة".
" ليس لدي ما أشكو منه , أعرف نساء في أسوأ من وضعي بكثير".
" مع ذلك ستكونين أسعد لو تتقاسمين العبء مع شخص ..... يلزمك زوج".
أنفجرت رينا ضاحكة بعصبية:
" أتزوج ثانية , لا يمكن , لن أجد تيري آخر أطلاقا".
" أنه لمن الخطأ أن تبحثي عن الشبيه , تركضين وراء سراب مع أن هذا العالم لا يخلو من رجل شهم ومهم , السيد ثورن مثلا".
ذهلت رينا وكادت أن تصرخ:
" لوجان.... ليس من الذبن يتزوجون".
ولكنها قالت بتردد:
" آه..... هذا الأمر مشكوك فيه".
ثم أضافت بهدوء:
" أقترحي على الأقل شخصا آخر , فقد أعيد النظر".
ولم تتوقع رينا أن تأتيها الجارة بعد عدة أيام بصحبة شاب طويل أشقر , أستقبلتهما بلطف , ثم دعاها روبرت لينتون الى العشاء يوم السبت , وبقيت السيدة كريمنز مع داني عندما ذهبت رينا مع روبرت الى هاملتون.
كان روبرت مرافقا لطيفا , ذكيا وغامضا , وبعد أن تناولا العشاء ورقصا على أنغام الموسيقى , حاولا ألا يتأخرا من أجل السيدة كريمنز.
وعلى طريق توآهو أخذ المحرك يحدث صوتا غريبا مما جعل روبرت يتوقف على جانب الطريق تحت أنظار رينا المتسائلة .
قال وقد بدا عليه الأنزعاج والخجل:
" على كل حال ليس هذا بسبب البنزين ..... ملأته اليوم ".
أبتسمت رينا ولم تشك لحظة بأن العطل مدبر , لأن روبرت , ذلك الشاب الشهم , لا يمكن أن ينحدر الى مثل موقف كهذا , أمسكت له مصباح الجيب عندما أنحنى تحت الغطاء ليكشف السبب , ثم صعد الى السيارة وأدار المحرك بعد أن أزال الغبار العالق بالمحرك وأنطلق.
هذا العطل المحرج أخّرهم حوالي الساعة , وأعتذر روبرت كثيرا عندما توقف أمام منزل رينا التي دعته أن يشرب الشاي مع السيدة كريمنز .
" أشكرك كثيرا ولن أبقى طويلا".
سبقته رينا في الدخول .
" لقد أمضيت سهرة رائعة".
همس في أذنها وهو يغازلها , وفي هذه اللحظة فتح باب الصالون , كتمت رينا أستغرابها لدى ظهور لوجان , وبمظهر شبه مذنب أزاحت يد روبرت الموضوعة بصداقة على كتفها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, dark remembrance, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نصف الحقيقة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t162128.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
168 - Article Jos This thread Refback 14-05-15 10:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© | AppsmediatamaNet This thread Refback 03-05-15 11:52 PM


الساعة الآن 02:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية