لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-11, 11:42 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" تابع يا راوول صف لي الباقي , كل الباقي".
الباقي لا حاجة للتوقف عنده".
رجتها ديللي بيأس:
" أرجوك يا سيدة دوبريان".
" سامحيني يا عزيزتي , نتوقف هنا أذا كنت مصرة على ذلك".
قالت ذلك بصوت ناعم لكن خيبة الألم أظهرت تجاعيد وجهها أكثر , ترددت ديللي لحظة قبل أن تعود لترضي والدة رايس.
" لا , لنتابع , لدي أنطباع بأنني فراشة معلقة على الحائط".
" لكن فراشة جميلة حسبما أسمع".
ولاحظت أن السيدة أستعادت مرحها:
" ومن بعد أذنك , راوول سيتابع".
" قامتها طويلة , طويلة جدا حسب ذوقي".
( بالفعل أنها لخسارة) قالت لنفسها وهي تدير وجهها نحوه , والآن فهمت أنه حتى هذه اللحظة كان يتحاشى نظرتها تماما.
" أنها أنحف من أن تكون واحدة من شخصيات لوحاتتيتيان , دون أن نتحدث عن روبنس , وبتعابير وجهها تجعلك بالأحرى تفكرين بلوحات مودلياني , ويمكن أن تحل محلها , لكنها ربما أكثر , كيف أقول .... مغرية , متحدية".
أجبرت ديللي نفسها أن تبتسم , أنه هو الذي يظهر نفسه مغريا ومتحديا , ولكنها قررت ألا تبدي رد فعل , مع أنها تساءلت لماذا يكرهها راوول الى هذا الحد؟
" ولننتقل الآن الى يديها , الأظافر تدل على صحة جيدة وطلية بشكل خفيف , الأصابع نحيفة طويلة , لكنها ليست رشيقة بما فيه الكفاية بالنسبة لطبيعة فنية , وليست مستديرة كما يجب بالنسبة لعقل عملي , تكشف أنفعالاتها , لقد تعلمت أن تتحكم في حركات ذقنها وفمها ولكن ليس بحركات يديها".
وكانت ديللي تلعب بعصبية بقطعة خبز , فتوقفت حالا.
" الفستان , أختارته بمهارة , مخمل أخضر , لطيف جدا , شكل الأكمام من العصور الوسطى مع نهايات من الدانتيل , أنها لبارعة جدا لمسة البراءة هذه....".
قالت في سرها ( ليذهب الى الجحيم بألغازه).
" فتحة الصدر كبيرة وعميقة مفصلة على شكل مربع وهي أقل براءة من الأكمام , العنق شديد البياض لا يحمل عقدا , والتنورة واسعة فيها كثير من الأنوثة مع حذاء بكعب عال".
أبتسمت السيدة العجوز برضى.
" القميص ضيق جدا على الصدر".
علت الحمرة وجه ديللي , وومضت عيناها غضبا.
" يجب أن نضيف بأنها تنرفز بسرعة , يا له من طبع ".
لفظ هذه الجملة الأخيرة بصوت خفيف ولكنه يوحي بأنه كان يغلي غضبا وبحركة مخيفة أطفأ سيكارته في المنفضة.
صرخت السيدة وهي تصفق:
" رائع , فتاة جميلة تماما كما يتمناها قلبي".
" ليست جميلة تماما".
بهذه الملحوظة قاطعها أبنها بلهجة صارمة.
" راوول , أرجوك".
قاطعته السيدة العجوز دون أن تخفي أنفعالاتها , ثم ألتفتت الى ديللي.
" أرجو أن تسامحي راوول يا عزيزتي , فأن له أحيانا بعض السلوك الخشن , لكن بالنسبة الي فأنت كنّتي".
ألتفتت ديللي الى راوول ورمته بنظرة قاتلة:
" شكرا يا سيدتي , وهذا ما يشرفني".
" أترى يا راوول كم هي عاقلة , ديللي أنك من العائلة, تجاهلي أبني , يسره أن يظهر بمظهر الوقح ,ولكنه من المؤكد أنسان مستقيم وشريف ولا يمكن أن يكذب , لقد أحببت الوصف الذس رسمه لي عنك وأرجو منك أن تناديني أوجيني".
وبشكل واضح كانت السيدة مسرورة جدا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:45 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- حادث مع العدو


شعاع من الشمس أيقظ ديللي , فأستدارت وغرست رأسها في المخدة , ولكنها لم تستطع النوم , فغادرت السرير الناعم متأسفة , وأرتدت روب دوشامبر من المخمل الأحمر ,ثم أقتربت من النافذة , لقد أمطرت في الليل وعادت الى الجو شفافيته , النهار سيكون جميلا , مثاليا لأكتشاف الضواحي , لكن ديللي لم تنس أنها موجودة هنا في مونبيردو لعطلة دراسية .
وما كاد النهار يطلع حتى تساءلت ديللي أذا كان أستيقظ أحد في القصر , الجواب أتاها من الباحة , حيث شاهدت رجلا يمر بثياب العمل , أحدى ذراعيه ملفوفة بقطعة قماش , وتحت الأخرى حمل أدوات متنوعة للحديقة , وباليد السليمة بدأ يزيح القش والقصب الذي يحمي شجيرات الورد , مما يبشر بقدوم الصيف.
نشفت ديللي نفسها بعدما أغتسلت بسرعة ثم فتحت الخزانة التي كانت قد رتبت فيها ثيابها مساء البارحة قبل أن تنام , وأخرجت منها تنورة خضراء من المخمل المضلع وكنزة سميكة من الصوف الأصفر , أرتدت ملابسها وتفحصت نفسها في المرآة الكبيرة الموجودة جانب الخزانة , فالطريقة التي أنتقد بها راوول شكلها أثارتها مجددا وأعجبتها الصورة المنعكسة الآن في المرآة , وبحركة حازمة نضدت الكنزة السميكة في الخزانة وأخرجت أخرى رقيقة جدا ولبستها , ستريه أذا كان شكلها على غير ما يرام , ولكنها في الحقيقة عندما نظرت الى نفسها مجددا في المرآة شعرت بنوع من الخجل , لأن تفاصيل جسمها كانت مكشوفة جدا.
وفي الصالة ألتقت بأرنستين وأقترحت عليها , لكي لا تغيّر عادات القصر , أن تتناول أفطارها فيما بعد بصحبة السيدة دوبريان.
منتديات ليلاس
" بشكل عام السيدة لا تنزل ألا في وقت متأخر , يمكنك أن تتناولي طعامك الآن , كما يفعل السيد راوول أحيانا".
" هل أستطيع أن أتناول طعامي في المطبخ ؟ لأنني أود أن أراه".
سألت أرنستين بدهشة:
" المطبخ؟ بالتأكيد , سأصحبك اليه يا آنستي ولكنك ستتناولين طعامك في الغرفة الصغيرة المخصصة لذلك".
المطبخ كان واسعا يحتوي على مجموعات من الأدوات المطبخية النحاسية البراقة المعلقة على الجدار على شكل خطوط جميلة , وفي آخره مدفأة كبيرة جدا تتسع لشواء بقرة كاملة , وفي الوسط طاولة أثرية , والى اليسار فرن مع مجموعة الأدوات المطبخية الحديثة , والى اليمين مجموعة من الخزائن والأبواب تقود الى القبو.
كانت هناك سيدة بدينة مشغولة بتقطيع الخضار , ترتدي فستانا قديما أسود اللون مع مريلة بيضاء خرجت لتوها من تحت المكواة , ألتفتت نحو ديللي بوجه عابس :
" أقدم لك ماري آنج يا آنسة , أنها متحيزة جدا لطبخها".
وجهت اليها ديللي أبتسامة.
" يمكنك أن تطمئني يا ماري آنج فأنا سيئة من هذه الناحية , ولكنني أتذوق الطبخ الجيد ولم أحضر الى هنا ألا لأهنئك".
أشرق وجه ماري آنج العابس بعد أن خرجت ديللي وآرنستين .
" حتى أنا شخصيا , لا أجرؤ أن أتدخل في وجبات الطعام , فهذه الحقوق محفوظة لها فقط".
سألت ديللي وهي تتناول طعامها:
" من هو هذا الرجل الذي شاهدته في الحديقة؟".
" أنه غاسبار , السائق والبستاني الذي كان على السيد راوول أن يحدثك عنه , لقد وقع في اللحظة التي كان عليه فيها أن يأتي الى المحطة لأستقبالك , ولحسن الحظ لم تكن النتائج خطيرة , ولكن توجب على السيد راوول أن يقود الرينو القديمة التي لا يحب قيادتها , لأن أمتعتك لا تتسع لها سيارته الخاصة".
وبعد أن أنهت طعام الأفطار عادت الى المهمة التي أتت من أجلها.
" السيد رايس أرسل الى القصر في بحر هذه السنة مجموعة من الوثائق والمخطوطات , هل أنت على علم بذلك؟".
أجابت ـأرنستين بأشارة من رأسها وألقت على ديللي نظرة حادة ( أنها هي الأخرى قرأت كتاب رايس الأخير ) قالت لنفسها ( هذا مؤكد , فهي التي تقرأ بصوت مسموع للسيدة دوبريان).
" أود أن أطّلع عليها , هل يمكنك أن تقولي لي أين هي موجودة؟".
" لا يا آنسة , أنا آسفة لا يمكن , فالمفتاح لدى السيد راوول".
" وأين يمكني أن أجد السيد راوول؟".
" لا أعرف متى يعود , لقد ذهب باكرا هذا الصباح بسيارته".
أحست ديللي بالسخط مجددا , راوول يعرف تماما أنها أت الى هنا لتتفحص أوراق رايس , كان بأمكانه على الأقل أن يترك المفتاح تحت تصرفها....
الطقس جميل , ولماذا أنتظر شخصا قد لا يعود ألا في المساء؟ ولماذا لا أنسى قليلا العمل وأستغل هذا اليوم للتنزه؟ صعدت الى غرفتها , أنتعلت حذاء سهلا للمشي ونزلت الى الباحة , الشمس كانت أكثر حرارة من البارحة وكذلك الكتلة المظلمة للقصر بدت أكثر بهجة , شعرت ديللي بأنها أستعادت مرحها ونسيت ألم رجلها , الطريق المليئة بالحصى ما زالت رطبة ومليئة بأعشاش الدجاج , وعلى جانب المنحدر ما زالت تجري السواقي الصغيرة , وفي الجو زقزقة العصافير وتغريد الطيور المستمر , لقد فجروا الصخرو ليفتحوا طريقا ضيقة ترابية عند المنعطف محاطة بجدران من الكلس حيث نمت بعض النباتات والأعشاب , ولكن هذه الطريق سيئة بعد أن حفرتها السيارات ولا تصلح للمشي ألا في الوسط , وفكرت ديللي أن تستغل النفق لتسير فيه لأن الشمس لا يمكن أن تدخل اليه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:47 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة أخترق الصمت ضجيج محرك سيارة تتقدم مسرعة.
لم تعد ديللي تتذكر أذا كانت الطريق طويلة أم لا , وقررت أن تعود مسرعة علّها , أذا حالفها الحظ , تستطيع أن تصل آخر الممر الخطر قبل وصول السيارة.
وبينما هي تسير مسرعة لم تنتبه الى وجود حجر كبير فوقعت ولوت رجلها من جديد , وسمعت تبديل سرعة السيارة مرتين متتاليتين خلفها وعلى مقربة منها مع صوت أزيز المحرك , الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن تفعله هو أنها تسلقت قاعدة جدار صخري , وتمسكت تحزمة من الأعشاب , محاولة أن ترتفع قدر الأمكان عن الطريق لتفسح مكانا لمرور السيارة, التي مرت بأقصى سرعة , ثم توقفت في حركة متعرجة مع فرملة صاخبة , وفي هذه اللحظة الحرجة تزحلقت وسقطت على الأرض ساحبة معها التراب والحصى , خفق قلبها وبصعوبة أستعادت أنفاسها , كانت مستلقية على ظهرها , التنورة فوق الركبتين , ألقت نظرة على السيارة التي كادت أن تقتلها , متوقعة أن ترى الرينو , ولكنها رأت سيارة سبور , وقبل أن ينزل السائق عرفت أنه سيكون راوول , هرع اليها بوجه يقطر غضبا:
" مجنونة , كنت ستقتلين نفسك".
أنتصب أمامها ولكنه لم يبد أي حركة لمساعدتها.
صرخت:
" أنت الذي تقود كالمجنون".
وحاولت أن تنفض الحصى التي أنزلقت تحت ثيابها الممزقة , وتابعت بالنبرة ذاتها:
" مجنون! أين يمكنني , حسب رأيك , أن أحتمي عندما تظهر كالصاروخ؟".
" كان عليك أن تتعلمي كيف تستخدمين عينيك".
وبأشارة من يده دلّها على صدع في الجدار الصخري على الطرف الآخر من الطريق يختفي وراء حزمة من النباتات .
" هنا يوجد طريق طويل يعرف الأنسان النبيه أن يحتمي به لدى سماعه صوت أقتراب سارة".
نهضت ديللي وهي ما تزال تضطرب من فكرة ما كان سيحدث لها , وتفحصت نفسها , تمزقت تنورتها المليئة بالوحل , أما معطفها الوحيد الذي أحضرته معها من أنكلترا فكان سليما , وفردة حذائها كانت قد سقطت من رجلها أثناء تعلّقها بالجدار وراحت ضحية تحت عجلات السيارة , أخذتها ووضعتها أمامه:
" هل تجد أن هذا كل ما يقال؟ كان يمكن أن أكون أنا مكان الحذاء.......".
" على كل حال الخسارة ليست فادحة ,وأنا سعيد بأن هذا أقصى ما حصل لأن هذا الحادث كان سيسبب لي أزعاجات كثيرة , تعالي , سأوصلك الى القصر , يبدو لي , أنك تسرّين بلوي رجلك...".
وهكذا شهد سقوطها للمرة الثانية , بعد أن رأى سقوطها البارحة ليلا , تقدم وأخذها من ذراعها , أبتعدت كالملسوعة ومشت نحو السيارة وهي تعرج:
( أنه لمن الصعب أن نبدو محترمين بفردة حذاء واحدة ). هذا ما قالته في نفسها.
قهقه راوول ضاحكا , وعاودها أحساس البارحة بأنها أهل لأرتكاب جريمة , أنه المسؤول وهو يسخر من حالتها , أبدا لا يمكن أن تكره شخصا هكذا , تركها وجلس بهدوء خلف مقود السيارة دون أن يهتم بها , وأنتظر أن تلحق به وتفتح باب السيارة لنفسها , وقبل أن تجلس أدار المحرك , ولم تكد تغلق الباب حتى أنطلق بكل قوته وطارت السيارة مما جعل ديللي ترتمي علىالمقعد.
" أنت تلعب لعبة الذكر المتسلط الواثق من نفسه , هل تعتقد أنك دائما على حق؟".
" هذا صحيح جدا , أنا أوافقك ولو لمرة واحدة".
أجابها وهو يتجاوز بمنتهى النظام منعطفا صعبا.
صرّت ديللي على أسنانها لأنها تعرف أن عليها أن تصمت الآن , وتفحصت السيارة:
سيارة سبور ماركة بورش فيها عدة سرعات ومجهز بمقاعد عميقة لتسند الجسم , وكانت مناسبة جدا لطريقته في القيادة.
وفي باحة القصر كان غاسبار يصلّح الرينو القديمة بيده السليمة , والغطاء مرفوع الى الأعلى , توقف راوول وخرج من السيارة دون أن يضيف أي كلمة , ثم أنحنى داخل السيارة وأخذ حزمة كهربائية كانت موجودة وراء مقعده وأبتعد , وفقدت ديللي صوابها من الغضب , ألا يعرف كلمة أعتذار , يا له من شخص وقح , غادرت بدورها البورش وأقتربت من الرجلين وهي تمسك فردة الحذاء.
نهض غاسبار ورفع قبعته أحتراما لها , قبعة قديمة من الجلد تغطي أذنيه , أبتسمت له , بادلها الأبتسامة وألتفت نحو معلمه وكأنه يسأله ماذا عليه أن يفعل , ولكن راوول لم يقل شيئا بل أنكب على العمل فورا متابعا تجاهله الكامل لوجود ديللي.
" يمكنك على الأقل أن تعرفنا ببعض".
" غاسبار هذه دليلة".
كانت الشتيمة مركزة تماما , نهض غاسبار مجددا ورفع قبعته وثناها بعصبية بين يديه ولم يعد يعرف كيف يخفي حيرته.
" الآنسة أيفريت".
هذا ما أنتهى غاسبار الى قوله.
أبتسمت له بمودة قبل أن تتوجه الى راوول.
" أنا بحاجة لأن أرى الوثائق".
كانت لهجتها حازمة , ولكن راوول تابع أنشغاله بتصليح السيارة:
" عفوا؟".
قالها بعد فترة طويلة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:50 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أخرج رأسه من تحت غطاء السيارة ورمقها بنظرة ساخرة:
" منذ قليل لم أشعر أنك بحاجة اليها بهذه السرعة , كانت لديك رغبة بنزهة صباحية".
" وبما أنني عدت بفضلك , فأرجو أن أحصل عليها".
نهض واقفا وهز كتفيه.
" غاسبار , حاول أن تتابع العمل بدوني , سأعود بعد لحظات".
وعندما وصلا الى الصالة أسرعت أرنستين وأخذت المعطف من يدها.
" هل سررت يا آنستي بالجولة؟ عليك أن تبدلي ثيابك".
أرنستين على حق , ندمت ديللي لأنها ألحت بالحصول على المفتاح , كان من الأفضل أن تغتسل وتبدل ثيابها لتعدل شكلها , ولكن راوول كان ينتظر أمام باب المكتب بنفاذ صبر.
خلعت الفردة الثانية من حذائها وألتحقت به حافية القدمين.
أدخلها وأغلق الباب وجلس خلف مكتب كبير من خشب السنديان , الجدران مغطاة بالكتب , وعلى السجادة وتحت السلم كومة من المؤلفات , وفي زاوية من الغرفة كنبة جلدية حول طاولة منخفضة حديثة بلون رمادي.
ظلت دللي واقفة بينما كان راوول يبحث في جارور المكتب , وفي النهاية سحب مغلفا صغيرا وأخرج منه مفتاحين , وضع واحدا في جيبه , وأقترب منها وبيده الثاني.
مدت يدها , لكنه قذف بالمفتاح في الهواء ثم ألتقطه بمهارة.
" ألا تعتقدين أنه من الأفضل أن يكون شكلك أكثر ترتيبا؟".
خجلت ديللي من هذه الملاحظة بالمقدار الذي كانت خجلة فيه من حساسيتها الخاصة.
" سأفعل ذلك عندما أريد , أعطني المفتاح".
" هل يمكنك أن تلفظي جملة لو سمحت؟".
ثم أبتسم ووضع المفتاح في جيبه.
" لنبدأ بالأوامر , أو أنت بحاجة الى حمام , ثم الى تبديل ثيابك , فأنت لست جميلة أبدا على هذا الحال".
" كما وصفت عيوبي البارحة".
كانت ديللي تشتعل غضبا ولكنها تبذل ما في وسعها لكي لا تفجر هذا الغضب بشكل واضح.
" البارحة , أرتكبت أخطاء.... يبدو لي".
وكانت عينا راوول مركزتين على تقاطيعها التي أبرزتها البلوزة الرقيقة.
تلاحقت أنفاس ديللي بماذا فكرت هذا الصباح أثناء أرتداء ملابس ؟ ) قالت في سرها وأرتعشت من جراء هذه النظرات كما لو أنه يمد يده ليلمسها , لم يحرؤ شخص أبدا أن يتفحصها بهذه الطريقة الملحاحة , وفجأة شعرت بمرارة وقررت ألا تقاوم.
" لو تترك لي المفتاح الآن لن أزعجك بعد ذلك".
أمرها بلهجة قاسية:
" عودي بعد نصف ساعة , سأكون أنتهيت من العمل مع غاسبار وسأصحبك بنفسي الى الصالة حيث وثائق رايس".
منتديات ليلاس
وبعد عشرين دقيقة كانت ديللي قد أخذت حماما وبدلت ملابسها , أرتدت سروالا من الجينز وقميصا قطنيا ذا مربعات صغيرة حمراء وبيضاء بأكمام طويلة وأنتعلت حذاء رياضيا ولمّت شعرها المبلل وعقدته على شكل ذيل حصان , ولم تعد تمتلك شيئا من كمال المرأة ,وكما توقعت لم يكن راوول في مكتبه بل ما زال منحنيا على محرك السيارة مع غاسبار , ولكنه كان قد بدّل ثيابه هو الآخر , أرتدى سروالا من المخمل المضلع باللون الأزرق الفاتح وقميصا رقيقا بلون أزرق غامق مما ساعده على أبراز عرض أكتافه.
وعندما تقدمت نهض ومسح يديه بقطعة قماش ثم تفحصها ويداه على خصره:
" هكذا أفضل , يجب أن أقرّ بذلك".
قالت بعصبية:
" يمكنني أن أقول عنك الشيء نفسه".
" ولكن بعض النساء بحاجة الى بعض التحسينات أكثر من غيرهن".
كانت لهجته لاذعة كعينيه , وفكرت ديللي بأنها لن تصل الى شيء أذا ما حاولت أن تكون مثله وتجابه واحدة بواحدة.
تابع تحديقه بنظرة باردة ساخرة ( هذا العدو مشكوك بأمره(, هذا ما فكرت به ديللي.( ولكن لا بد أن لديه نقطة ضعف ), وهكذا قررت أن تغير أسلوب التعامل معه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:53 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- أنت قتلته


كل الوثائق التي أرسلها رايس خلال السنوات الماضية كانت متراكمة ومجمعة في غرفة من غرف أحد الأبراج , هذا القسم من القصر الذي حافظ على طابع القرون الوسطى ولم تجر عليه أية تحسنات.
الغرفة كانت بسيطة تحتوي على بعض الكراسي الخشبية , طاولة كبيرة عليها لمبة وأكداس من الكرتون ومغلفات كبيرة .
أرتعدت ديللي عندما فكرت بالساعات الطوال التي عليها أن تقضيها في هذا المكان المظلم.
دخل راوول وأنار الضوء الذي لا يضيء ألا جزءا من المكتب , حيث وضعت بعض المغلفات التي تحمل طوابع عشرات البلدان , جلس على زاوية الطاولة وكتف يديه على صدره وتفحص المكان.
" يلزمك المزيد من الأضاءة ".
" نعم لمبة أخرى ستكون مفيدة".
أجابت ديللي وهي تقترب ورسمت أبتسامة على شفتيها وأضافت:
" لو سمحت".
" ستحصلين على ذلك".
" هل لديك آلة كاتبة يمكنني أستخدامها؟".
" سنحصل على واحدة".
كانت ديللي مأخوذة بحركة ساق راوول التي كانت تمر بالتعاقب بين الظل والنور , وهو يهزها على طرف الطاولة , ويبدو أنه لا يستعجل ذهابه , وكالمعتاد كبحت ديللي ثورتها من هذا الوضع اللامبالي وقالت بسخرية:
" هذا لطيف جدا من ناحيتك".
ظل وجهه بدون أنفعال وتابع يتأملها بعينين باردتين.
قال لها بلهجة باردة جدا:
" هل أنت بحاجة الى شيء آخر؟".
" أوراق , كثير من الأوراق , أقلام , ممحاة , مصنفات , وما شابه هذه الأشياء وأيضا أذا سمحت....".
" نعم؟".
" مفتاح الغرفة".
قالتها وأطرقت.
أخرج المفتاح من جيبه , مدت يدها لتأخذه , لكنه أمسكها:
" أذا سمحت".
أبتسم بسخرية:
" أفضلك أيضا بشكل آخر".
فقدت صوتها للحظة ثم أرتبكت من شدة الغضب , كيف يمكن أن يطالها بهذه السهولة؟".
" عندما تنفعلين تتلاءمين مع نفسك , لكن كمخادعة...".
هز كتفيه وألقى المفتاح بأهمال على الطاولة.
" ..... أنت بالتأكيد كارثة".
فقدت ديللي صوابها , وبدأت تضرب الأرض برجلها من شدة الأنفعال.
" أخرج , أخرج حالا قبل.... قبل أن.......".
وأختنقت الكلمات في حلقها:
" هل ترين..... الطبع غلب التطبع".
" آمرك أن تخرج".
" سأخرج بعد أن أنتهي من قول ما لدي , وليس قبل ذلك".
" لم يكن لدينا شيء لنقوله , أتركني وحدي".
" وحدك مع ذكرياتك؟".
وأشار الى الكرتون المغبر لمنضد على طرف الحائط.
" ذكرياتي....كما تسميها لا تعني سواي".
صوته أصبح أكثر ثسوة , شبه مهدد , نهض وأقترب منها :
" هناك أشياء لا تعرفينها , هل تفهمين يا آنسة أيفريت؟".
" الى ماذا تريد أن تتوصل؟".
كان قد تقدم حتى كاد يلامسها , كانت يداها نديتين .
" ما يتعلق بأنتحار رايس".
تلقت الجملة كالصاعقة ,خفق قلبها بشدة .
سألت وعلى أساريرها علامات الدهشة:
" أنتحار؟".
" لا تتظاهري بالبراءة".
" لا أعرف عن أي شيء تتحدث".
شحب لونها , وشعرت وكأن كابوسا يجثم على صدرها , أو أنها تشارك في تمثيا مسرحية سريالية".
أخذ مغلفا من الطاولة , تعرفت ديللي الى خط رايس وطوابع الولايات المتحدة الأميركية.
" رسالته الأخيرة".
قال راوول هذه الجملة مشددا على كل حرف , وسحب من المغلق ورقة رسائل مطوية , عليها في الأعلى طابع الفندق .
" عندما وصلت هذه الرسالة كان رايس قد مات , ولا يفهم منها أنك لا تعرفين".
نشف حلق ديللي , فكل هذا لا صحة له ونظرت الى راوول.
" أن هذا ينقصه البرهان".
" أقرأي بنفسك".
ألقى الرسالة على الطاولة , وأنتابتها الرغبة في الأنقضاض عليها وتمزيقها , وتابعت التحديق به دون حراك.
" لا ؟ لا تريدين , أذا كنت تخافين من الحقيقة , سأذكّرك بها , رايس كتب هذه الرسالة بدون أدتى شك قبل تلك.... تلك السهرة الأخيرة , لقد قصّ علينا كل شيء .. كل شيء هنا".
( يا ألهي ما الذي قصه عليهم رايس؟) تساءلت ديللي وهي تستعيد ذكرى الأيام الأخيرة , كم تعبت من أسلوب حياة رايس , بحثت عنه في الحانات , في الفنادق وفي كل الأماكن التي يمكن أن يرتادها , كانت مفعمة بالقلق لأنها تعرف أن عمها يعتمد عليها لمنع رايس من أرتكاب الحماقات.
قالت بصوت هادىء غير مصدق:
" ماذا قال لك؟".
أستعاد راوول الرسالة وتفحصها سريعا وقرأ مقطعا:
" الله يشهد أنها ستفقدني عقلي".
" أنا؟ هل يذكر أسمي؟".
" ليس من الضروري , ولكن من الواضح أنك المعنية , يحدد ( خطيبتي ) , ويشرح كل التفاصيل الكريهة , ويحكي كيف تعذبينه".
" أعذّبه؟".
" من الواضح , أنك كنت غير وفية له وبشكل حقير".
" ولكن........ بالتأكيد يعني تلك الطالبة ذات الشعر الأسود التي كان مفتونا بها , واحدة تدعى سالي".
صرخ قاطعا عليها حبل أفكارها:
" لا تنكري أنك كنت معه في شيكاغو".
" لا , لكن......".
" لا تنكري أنك كنت خطيبته".
" لا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
abra taylor, أبرا تايلور, أنشودة, أنشودة البحيرة, بحيرة الرجل الضائع, دار الكتاب العربي, lost mountain, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية