لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


155 - أنشودة البحيرة - آبرا تايلور - روايات عبير القديمة ( كاملة )

155- أنشودة البحيرة -آبرا تايلور - روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-11, 09:02 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Newsuae 155 - أنشودة البحيرة - آبرا تايلور - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

155- أنشودة البحيرة -آبرا تايلور - روايات عبير القديمة

الملخص




في البداية ظنت ديللي ايفريت بكل براءة أنها ستكون سعيدة بدورها الجديد في حياة شاعر مشهور تطارده المعجبات .قبلت أن تكون الملهمة التي يكتب لها قصائد الحب , والخطيبة التي تحميه من المتطفلين وترعاه في نوبات يأسه المتكررة , ولكن كل هذا تغير عندما مات الشاعر رايس مورغان في ظروف غريبة مبهمة ,ووجدت نفسها تقبل دعوة لزيارة أمه العمياء في قصرها العتيق , وأبنها البكر راوول أستقبلها ببرود شديد يقرب من الأتهام كأنه يعرف أسرارها الدفينة . أنها الأن في قلب الهضبة المركزية بفرنسا ,في ضيافة عائلة لاتعرفها , قريبا من بحيرة لها حكاية يتهامس بها القرويون , والحب والقدر لغزاها الأساسيان . ولماذا قبلت بهذه الدعوة ؟ منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 26-05-11, 09:03 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- الملهمة



" عليك أن تتزوجي عملك".
هذا ما قاله لها عمها قبل أربع سنوات , عندما عرض على ديللي أيفريت أن تعمل معه في دار النشر التي يملكها , وها هو يعود الآن الى تكرار قوله هذا قبل أن يرسلها الى فرنسا , لتأدية مهمة غريبة الى حد ما.
وبما أنها كانت قد تزوجت عملها فعلا , فقد قلبت أن تعيش كذبة ولمدة سنة كاملة أمام الرأي العام , كذبة جعلتها تربط أسمها بأسم ذلك الشخص المعروف جدا رايس مورغان , كذبة أعتقدت أنها تستطيع أن تنساها بعد موت هذا الشخص.
أنها ترتجف عندما تستعيد ذكرى هذه الأشهر ألصعبة , أو لربما وبكل بساطة كان ذلك بسبب الرياح التي تهب على رصيف المحطة , لأن الهواء ما زال باردا في أواخر الربيع , وهي ترتدي معطفا خفيفا من الصوف الذهبي اللون مما يضفي على شعرها الأشقر أنعكاسا نحاسيا , ولم تستطع أن تحتمل الجو المعبأ بالدخان في صالة الأنتظار , لأن القطار الذي أقلها الى هنا , هذه الزاوية الواقعة الى الشمال الشرقي من الهضبة المركزية , كان قد وصل قبل موعده المحدد ببضع دقائق.
قرية سان جوست كانت معلقة في الجبل الذي يبعد قليلا عن المحطة , لكن البيوت مرصوفة الواحدة تلو الأخرى , معتمة , مما أعطى ديللي أنطباعا بأنها أمتداد طبيعي لأرض بركانية.
منتديات ليلاس
رايس تحدث عن الهضبة المركزية في بعض الأحيان في أعماله , وأمام الهضبة الجبلية شعرت ديللي وكأنها شاهدتها من قبل , مع أنها لم تزرها سابقا على الأطلاق , أنها تعرف هذه البلاد بفضل قصائد رايس مورغان حيث أنها موطن أمه.
وأحست ديللي بأن شبح رايس يراقبها , ويبتسم لها بصمت , كما كان يفعل أحيانا , بوجهه الجميل الذي تغطي جزءا منه خصلة شعر سوداء طويلة.
رايس مورغان الذي كان عليها أن تدّعي بأنها خطيبته , لماذا قبلت أن تلعب هذا الدور؟ عمها كان عائلتها الوحيدة , ولم تنجذب ديللي الى خوض المغامرات التي لا مستقبل لها والتي ترضي أبناء جيلها من الشباب , وبالنتيجة تزوجت عملها لأنهاكانت تعشقه , ومن ناحية أخرى , لترد الجميل لعمها الذي تولى رعايتها بعد موت أهلها وهي طفلة صغيرة.
رايس مورغان أحد الكتاب الرئيسيين في السلسلة التي تديرها ديللي التي سحرت بأعماله ومؤلفاته , أما بالنسبة اليه فقد كان سعيدا لأنه يستطيع الأعتماد على أحكامها , وظلت علاقتهما أفلاطونية , بعد عدة محاولات غزلية بدون أقتناع كبير من طرف رايس.
وفي الحقيقة , رايس لم يكن بحاجة على الأطلاق أن يغازل ديللي , ولا اللواتي يقعن تحت سحر جاذبيته بشكل مؤكد , لأنه كان محاطا دائما بمجموعة من المعجبات اللواتي يتشوقن الى أن يحظين بأعجابه , فشعره الغزلي جعله مشهورا جدا , وعرف عنه بأنه محب لا يقارن , وأنه هو نفسه ثمرة حب أم فرنسية وأب أنكليزي.
عم ديللي واتته الفكرة بأن يعلن خطوبة أبنة أخيه الى رايس مورغان , لكي يحميه من نفسه , ولكي يحارب سمعته كغاو للنساء , وحضور ديللي مجموعة من المحاضرات التي نظمت عبر الولايات المتحدة الأميركية لرايس , جنبه بعض هذه الشائعات , ديللي كانت مترددة أتجاه فكرة عمها , لكن رايس وجد أن هذه المسرحية تتناسب مع مزاجه لأنها سمحت له بأن يبعد النساء اللواتي يضايقنه دون أن تمنعه من الأهتمام باللواتي يكترث لهن.
كل شيء سار كما كان متوقعا , صحبة ديللي أحبطت معظم المعجبات برايس لكن الأشياء بدأت تسوء بأقترابها من نهاية اللعبة التي أنتهت بمأساة.
بالنسبة لديللي , موت الشاعر مورغان وضع نهاية لدورها كخطيبة , أخفت هذه الحقيقة حتى عن أمه , التي كتبت الى ولفريد أيفريت لكي تدعو أبنة أخيه للأقامة في قصرها في الهضبة المركزية , لتطلع على مجموعة القصائد وبعض الوثائق غير المنشورة كان قد أرسلها رايس في بحر السنة الى قصر أمه التي لم تكن راضية بدورها عن أرسال هذه المواد الى أنكلترا , وأنها ستسعد بالتعرف الى خطيبة أبنها.
" أرفض رفضا قاطعا".
هذا ما صرّحت به لعمها قبل أسبوعين.
" ألا تقيم وزنا لما ستفكر بي أمه؟ يبدو أنك نسيت أنني أنا من أهداها مجموعته الشعرية الأخيرة والتي كتبها بجرأة لم يكتب بها من قبل".
" نحن جميعا نعرف أنك لم تكوني ملهمته , ولكنه وجد فيك تجديدا بعد كل النساء الأخريات , ولقد ساعدته كثيرا ليضع الكتاب بالشكل المطلوب , ولهذا السبب أهداك أياه".
" ولكن والدته تجهل هذا , وهي تتصور أسبابا أخرى , وأنا متأكدة من أنها تنظر اليّ كمستهترة".
" أوجيني دوبريان آخر شخص يمكن أن يصدم بمثل هذا , أن مغامراتها مع والد رايس كانت شببا في تغيير يوميات ذلك العصر ! لقد كانت الحدث الأكثر شهره على مدى عقد, رغم أن تلك الفترة شهدت كثيرا من الأحداث المهمة , تصوري الأثر: الممثلة الفرنسية الأكثر شهرة تهجر زوجها وأبنها الفتي ولا سيما مهنتها من أجل علاقة حب مع مؤلف درامي لا يملك قرشا , بالأضافة الى أن أصله ينتمي الى منطقة الغال , لا بالتأكيد , أنها لن تفكر بأنك فتاة طائشة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-05-11, 09:04 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" وباقي العائلة؟".
" أنها تعيش وحدها في القصر , ولم تخرج منه منذ سنوات , أقبلي يا ديللي وسيكون ذلك عملا طيبا منك لأنها وحيدة وستسعد بالتعرف الى الفتاة التي أحبها أبنها.
" الفتاة التي تتصور بأنها كانت حبيبة أبنها".
صححت ديللي كلام عمها , وأنتهت بأن تقبل المهمة.
"الآنسة أيفريت؟".
هذا االسؤال أخرج ديللي من تأملها , وألتفتت مبتسمة , على أعتبار أن هذا هو سائق مضيفتها , رجل طويل القامة , نظر اليها بخشونة , متفحصا أياها بعينين سوداوين حادتين بلون صخور البازلت.
" هل أنت في خدمة السيدة دوبريان؟".
لم يجب , بل أكتفى بالنظر الى ثيابها الأنيقة بعين ناقدة , الثياب التي أعتبرتها مشرفة للقاء أوجيني دوبريان , ثم تمعن في حقيبتي السفر الكبيرتين , مما يعني أنها تفكر بأقامة طويلة في القصر لكي تدقق في وثائق رايس.
هذا الأستقبال البارد أقلق ديللي , وبذلت كل ما في وسعها لتتغلب على أرتباكها , متفحصة ذلك الشاب الذي أرسل لأستقبالها , هناك شيء في وجهه يشبه الجبال المنتصبة خلفه , شيء من البدائية , من الخشونة كان مظهره كأرض مليئة بالحصى , عقد ناتئة , خدود غائرة , شعر طويل يتراقص في الهواء , رجل يبدو في الخامسة والثلاثين من العمر , أي يكبرها بعشر سنوات , وبما أنه لم يجب على سؤالها فلا شك أنه لا يعرف الأنكليزية.
كررت السؤال بالفرنسية:
" هل أنت في خدمة السيدة دوبريان؟".
" تعالي معي".
أخذ الحقيبة الأكبر حجما وسار على أمتداد الرصيف دون أن يبدي أهتماما.
ثارت ديللي لأنه ترك لها الأمتعة الثقيلة , أضافة الى حقيبة السفر الأخرى وحقيبة يدها.
تمتمت وهي تتبعه بصعوبة:
" لو كان يعمل لدي لطردته , من المؤكد أنه من الصعب التعاقد مع سائق يلائم هذا المكان المتراجع البعيد في منطقة الأفيرن من الهضبة المركزية , ولكن لماذا تتساهل السيدة دوبريان مع مثل هذه التصرفات اللامبالية؟".
يرتدي سروالا لا شكل له سترة جلدية شبه بالية , وبشكله هذا يبدو أنه شخص مؤهل ليقوم بعدة أعمال! وأملت ديللي أن لا ينطق سلوكه هذا على كل خدم القصر , لأنه أذا كان هو المثال فستقضي بضعة أسابيع متعبة.
كان يمشي بخطوات كبيرة مما أضطر ديللي أن تركض لكي تلحق به , تزحلقت ولوت رجلها , ألتفت اليها أثناء توقفه أمام معرض سيارات الرينو ولم يبد أستعدادا لمساعدتها , تقدمت بهدوء , وحاولت أن تظهر سخطها وأن لا تعرج , منزعجة من كونها لم تنتعل حذاء أسهل للمشي.
وعندما وصلت الى السيارة , كان قد نفّد الحقائب في الصندوق , ولا يزال يمسك بالباب منتظرا أن تأخذ مكانها في المقعد الأمامي.
وهذا ما كانت ستفعله بشكل أعتيادي مكتفية بهز كتفيها أمام هذه الوقاحة , ولكن موقفه هذا أخرجها عن طورها.
" سأجلس في الخلف".
هذا ما قالته ناسية أنه لا يفهم الأنكليزية.
لم يجب , وكان يمكنها أن تكرر ما قالته بالفرنسية , ولكنها كانت منفعلة جدا فألقت بحقيبتها على المقعد الأمامي وفتحت بعصبية الباب الخلفي وصعدت.
أغلق السائق الباب الأمامي دون أن يتحمل عناء أغلاق الباب الخلفي , وجلس الى مقود السيارة وأحست ديللي بالأهانة فأغلقت الباب الخلفي بكل قواها , ووضعت حقيبة يدها على المقعد بعد أن أزاحت غطاء قديما ثم جلست في الزاوية المعاكسة للسائق , ظل الرجل ثابتا في مكانه , يداه متشنجتان على المقود وكان يبذل مجهودا كبيرا ليحافظ على هدوئه , هل سببت له أحراجا بتكلمها بالأنكليزية؟ هل يعتقد بأنها ستعتذر له ؟ وأذا كان الأمر كذلك فلينتظر..
طال الأنتظار , وأصبح الموقف مخزيا , وحاولت ديللي أن تستعيد في ذاكرتها تعبيرا بالفرنسية لتعطيه الأمر بالأنطلاق , ولكنها لم توفق.
" أنا جاهزة ".
هذا ما أنتهت الى قوله.
وبدون أي كلمة أدار المحرك وأنطلق , ولاحظت ديللي يديه الناعمتين اللتين لا علاقة لهما ببقية مظهره , ولكي يكمل المناورة ألتفت اليها وحدجها بنظرة سيئة .
وفكرت ديللي أن تشطوه الى السيدة دوبريان ثم تخلت عن الفكرة لأنها لا تود أن تفتتح أقامتها في القصر بطريقة غير ظريفة , وقررت أن تنتقم لنفسها بطريقة غير مؤذية أرضاء لذاتها.
" أنت شخص فظ , وقح ومبتذل".
هذا ما قالته بالأنكليزية وهي تلفظ كل مقطع بعناية وبنبرة ناعمة.
لقد كان رد فعلها طفوليت , ولكنه خفف عنها بعض الشيء.
أجتازت العربة سان جوست , وبدا المكان وكأنه يخرج مباشرة من العصور الوسطى , وكأن السائق هو الآخر خرج من صفحات كتاب عن تاريخ العصور الوسطى كأحد أسيادها القساة , أو بالأحرى عليها أن تتخيله كقروي يحرس بضع عنزات أو نائما في خيمته مع الحيوانات.
أجتازت العربة الجدران , فالطريق يتسلق الجبل محاطا بخشب السنديان من اليمين وبالمراعي المنحدرة حتى النهر من اليسار , وفجأة تركوا الطريق المعبدة ليسلكوا طريقا ضيقة تتعرج بين الصخور.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-05-11, 09:07 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد قليل , لمحت ديللي عن بعد كتلة معتمة لقصرمعلق على طرف تلة وكان الفضول أقوى من مشاعرها فتوجهت الى السائق مختارة كلماتها بعناية بحيث لا تترك له مجالا في النهاية ليسخر من فريستها.
" هل هذا هو القصر الذي في الأعلى؟".
" يبدو أنه لا يفوتك شيء".
أجابها بالأنكليزية وبلهجة ساخرة , علت الحمرة وجهها , أنه أذن متمكن من الأنكليزية.
" أنا آسفة لأنني نعتّك بالوقاحة , ولكن لماذا لم تقل لي أنك تتكلم الأنكليزية؟".
" ولماذا أقول لك؟".
" يبدو لي أن هذا أمر طبيعي! أو على الأقل لأعفيتني من الأحساس بأنني كنت مضحكة".
أجابها بجلافة:
" أنت تتدبرين أمورك بشكل جيد ولا حاجة لمساعدتي ".
" من أنت تماما؟ لا أعتقد أنك السائق, وألا لما سمحت لنفسك بأن تكلمني بهذه الطريقة".
لم يجب , وبعد لحظة صمت , عادت الى الحديث.
" هل تعمل في القصر أم لا ؟".
" في بعض الأحيان".
" ماذا تفعل؟".
" هل هذا يهمك؟".
هذا الصد أذهل ديللي , كيف يجرؤ هذا الرجل أن يبدي قلة أدب الى هذا الحد؟ ولم أخطىء بأن أصفه بالوقاحة , ومع ذلك قدمت أعتذاري.
ديللي لم تكن طيلة حياتها تلك المرأة التي تتحمل أي أهانة دون أن تردها , وأرغمت نفسها أن تحافظ على هدوئها , ولكنها عاودت الهجوم.
" بالتأكيد , هذا يهمني , لأنني سأقيم بعض الوقت في القصر , وبالتالي سأحتك بكل الأشخاص , هل فهمت , حتى ولو كنت لا تعكل بشكل دائم فيه , أنا لا أهتم بشكل خاص بنشاطاتك , لكنني متمسكة بأن أتجنبك في أي حال من الأحوال , وهذا ما لا أحبه , أن أشكو سلوكك هذا الى السيدة دوبريان".
" وكذلك أنا أيضا".
أحست ديللي بأنها ستختنق من الأنفعال لدى سماعها هذه الجملة الحمقاء , كما لاحظت مجددا أن الرجل كان متوترا , فعقد أصابعه كانت بيضاء من جراء ضغطها على مقود السيارة , وبدا لها أنه هو أيضا يبذل مجهودا كبيرا لكي لا ينفجر من الأنفعال.
منتديات ليلاس
لماذا يكرهها الى هذا الحد؟ من هو هذا الشخص المتعجرف؟ أنها متأكدة الآن من أنه ليس السائق , هل هو مدير أعمال السيدة دوبريان ؟ لا أنه فظ جدا لكي يشغل منصبا كهذا , ويوحي مظهره بأنه يقضي معظم وقته في الهواء الطلق , أذن ماذا يمكن أن يكون مكانه في القصر؟ وقررت ديللي أن تثير وقاحته.
" هل أنت دائما على هذه الدرجة من الوقاحة؟ لا أعتقد أنك تجرؤ أن تسلك هذا السلوك مع سيدتك , فالسيدة دوبريان لن تتساهل بذلك , وبصراحة أن سلوكك هذا غير مقبول وغير مفهوم".
أجابها بنبرة حادة:
" يا آنسة , بما أنك لست سيدتي والأمل ضعيف في أن تصبحي ذلك , فكل ما يمكن أن تفكري به لا يهمني على الأطلاق".
هذا الجواب ذو المعنيين جعلها تحمر حتى جذور شعرها وعضت على شفتيها لتمنع نفسها من الأجابة.
لا تزال ديللي ترتجف سخطا , ولكنها تجاهلت تلك الوقاحة , وركزت أنتباهها على القصر , لقد أصبح واضحا أمامها الآن , أنه قصر معلق على الصخور وكأنه خرج منها , مبني من نوع من الأحجار الغامقة كمعظم القصور في هذا القسم من الهضبة المركزية , قاتم ومتين , محصن بأربعة أبراج مثلثة السطوح , يسيطر عليها الوادي بكتلته الثقيلة.
وأخيرا عندما وصلا الى القصر , كانت ديللي قد أستعادت هدوءها تقريا , فمشطت شعرها , وضعت قليلا من أحمر الشفاه , ولمسة لون على خديها وبضع قطرات من العطر , وها هي الآن جاهزة لمقابلة السيدة دوبريان.
في الباحة توقفت العربة ولحس الحظ قريبا من السلم الكبير , تمتم السائق ثم خرج ولف حول السيارة , وتخيلت أنه سيفتح لها الباب , ولكنه فتح الصندوق وسحب الحقيبة ووضع متاعها أمام باب المسكن وهي لا تزال جالسة في مكانها , وأسفت لكونها قبلت مهمة حساسة كهذه دون أن تستدرك الصعوبات التي ستواجهها.
فتحت بوابة القصر وخرجت منها سيدة بدينة ترتدي السواد مع مريلة بيضاء , وبأبتسامة عريضة هبطت الدرجات ومدت لها ذراعها.
" الآنسة أيفريت , أهلا وسهلا بك , أنا أرنستين المسؤولة عن قصر السيدة دوبريان , أن سيدتي تترصد صوت السيارة , لقد تأخرت , يبدو أنك أنتظرت طويلا في المحطة؟".
" أنتظرت قليلا ولكن لا أهمية لذلك فأنا سعيدة بوصولي ومسرورة جدا بالتعرف اليك يا أرنستين".
" من المؤكد أنك كتعبة بعد هذا السفر الطويل , غرفتك جاهزة , وأعتقد أنك تريدين أن تغتسلي ؟ وبالتالي سأصحبك الى السيدة ".
أستقبلتها المسؤولة بحفاوة أعادت اليها هدوءها , وكان الرجل قد أختفى مع أمتعتها , وأن كانت تفضل أن تنقلها بنفسها بدلا من أن تقابل هذا الشخص الفظ في غرفتها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-05-11, 09:11 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان المدخل واسعا , يسبح في النور على عكس ما أعتقدت ديللي من أنه سيكون معتما , فأمام السلم الحجري الكبير هناك نافذة واسعة مفتوحة في الجدران دون أن تزيل عنه طابع العصور الوسطى , جمال المكان قطع أنفاسها , ولم تستطع أن تكتم حماسها:
" يا لها من عظمة وبهاء".
أبتسمت أرنستين وأنبرت تتلو تاريخ القصر بكبرياء المالكين , وبعد أن أحتازتا الصالة وصعدتا درجات السلم توقفت ديللي لتستعيد أنفاسها , ولمحت من النافذة جزءا من الباحة والحديقة , شجرات الورد ما زالت محمية من الجليد بمساحة من القصب , وأدهشتها الجدران التي تحيط بالباحة , هنا أيضا مساحة كبيرة من الأزهار كانت متفتحة , والسكن أجريت عليه تعديلات أساسية , لكن المهندسين امعماريين كانوا قد أخذوا بعين الأعتبار المحافظة على الشكل الخارجي بطابعه الوسيطي.
" أرى أن السيدة دوبريان أجرت تحسينات عديدة , وبذوق كبير , يبدو أنها تحب أن تحيط نفسها بالأشياء الجميلة ".
أرنستين نظرت اليها نظرة أستجوابية وقالت:
" هل حدثك السيد رايس كثيرا عن أمه؟".
" نعم يا أرنستين بالتأكيد !".
ولم تشأ ديللي أن تعترف بالحقيقة فهو لم يحدثها قط عن أمه .
" هذا صحيح فالسيدة كانت دائما الجمال".
ثم تنهدت وأضافت:
" ولا تزال".
وتابعت المسؤولة صعودها قبل أن تتمكن ديللي من أستجوابها عن معنى هذه الملاحظة , ثم سارت في ممر طويل مزين بالسجاد القديم يصور مشاهد الصيد , وفي نهايته فتحت بابا لتدخل ديللي.
" ها أنت في منزلك".
ديللي لم تصدق عينيها , الغرفة فسيحة والنوافذ مفتوحة على الباحة , وأمام الحائط ينتصب سرير بقوائم على طراز المنطقة , مغطى بالحرير الأصفر , وعلى طاولة وضعت مجموعة من الأزهار بأنسجام جميل , والأرض مفروشة بسجاد سميك من الصوف الذهبي , وهناك باب يفتح على حمام حديث وفاخر.
" هل أنت مسرورة".
" نعم , الغرفة رائعة , يبدو أنها مريحة جدا".
فارقتها الأبتسامة عندما شاهدت أمتعتها بجانب الخزانة , أذن لقد جاء الى هنا ويعرف أن هذه هي غرفتها , ومن جديد عاودها السؤال:
" من يكون هذا الرجل بالتحديد؟".
وفكرت أن تسأل أرنستين , لكن شيئا منعها , ستنتهي بأن تعرف ذلك , أن طرح السؤال على أرنستين سيكون مضايقة لها , وستتساءل لماذا لم يذهب السائق الى المحطة , وهذا يمكن أن يثير فضولها وقد يعرضها لطرح أسئلة مثيلة ليست على أستعدد لأن تجيب عليها , كيف ستشرح لأرنستين التنافر المتبادل وهي نفسها لا تعرف الأسباب؟
تنازلت ديللي عن أندفاعها , وطلبت مفتاح الغرفة من أرنستين:
" ها هو يا آنستي".
قالتها وهي تسحب مفتاح الغرفة من مجموعة تحملها حول رقبتها كعقد طويل.
" ولكن ليس من الضروري الأغلاق بالمفتاح , فأنت في أمان تام هنا , على كل حال , أذا كنت مصؤة على ذلك .... سأمر لأصحبك الى السيدة , هل تكفيك نصف ساعة لتحضري نفسك ؟ لأنه بعد ذلك سيحين موعد تناول العشاء".
" شكرا يا أرنستين , هذا مناسب لي تماما".
أدارت ديللي المفتاح في القفل بعد ذهاب أرنستين , وفوجئت بأنها تغني وهي تبدل ملابسها , ونسيت ألم رجلها , وجربت خطوات راقصة وهي ترمي ثيابها في كل الأتجاهات مع أنها منظمة الى درجة لا متناهية , موقع القصر رائع , والغرفة مريحة , وهي شغوفة بالعمل الذي ينتظرها.
كانت درجة حرارة المياه جيدة , وكل ما في الحمام يتمتع برائحة عطرة لطيفة , وتمددت في المغطس لتمحي آثار تعب السفر , وعندما تذكرت أرنستين أسرعت في الخروج من الحمام .
أي فستان ستختار؟ لفت حولها منشفة صفرا , وبدأت تفتش في حقيبتها , وقرع الباب
لقد جاءت أرنستين , أدارت قفل الباب وفتحته على مصراعيه.
أنه......هو , صوّب نظراته الى عينيها ثم أدارها في أرجاء الغرفة , وأخيرا عاد ليتفحصها من رأسها الى أخمص قدميها بتأن آسر مما جعلها تحمر وتتضايق من كونها غير قادرة على أن تكتم أنفعالها.
" أنت ! ماذا تفعل هنا؟".
أمسكت منشفة الحمام بيد مرتجفة محاولة أن تستعيد أحترامها .
" لقد نسيت الحقيبة في العربة , ولن تتخيلي بأن هناك شيئا آخر يمكن أن يجذبني الى غرفتك؟".
قبت نظره عليها بطريقة وقحة وظلت ديللي غير قادرة على الكلام ولكنها لم تحوّل نظرها رافضة أن تظهر له مقدار الأهانة , وشعرت بأنها قصيرة جدا بالنسبة الى قامته المنتصبة أمامها.
بدا لها مختلفا , أنه الآن أكثر طولا وأكثر تمدنا , وأعتبرت أن هذا التحول كان بسبب الملابس التي يرتديها , قميص بيج من الحرير , ربطة عنق بلون أزرق سماوي معقودة بشكل رائع ,وبدلة من المخمل الكحلي الغامق ذات تفصيل جميل جدا.
وتحت هذا الغلاف المطمئن , أحست بالطبيعة الحقيقية لمحدثها , بدائية بركانية وخطرة..... ولا تزال تجهل من هو .
" شكرا , ضعها هنا".
قالتها بلهجة آمرة وهي تشير بأستخفاف الى مكان قرب الباب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
abra taylor, أبرا تايلور, أنشودة, أنشودة البحيرة, بحيرة الرجل الضائع, دار الكتاب العربي, lost mountain, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية