كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
[QUOTE=نيو فراولة;2760329]معظم اللوحات التي كانت معلقة على الجدرا , أختفت ولم يبق ألا بعضها , وعلى حاملة اللوحة رأت واحدة كبيرة , ولكن من الخلف , لا بد أنها لوحة نويل , ولمحت على الطاولة الكنزة الحمراء فأقتربت ومدت يدها لتأخذها.
" ديللي".
قفزت وكأن تيارا كهربائيا مسّها , وألتفتت لترى راوول واقفا أمام الباب والأبتسامة تعلو شفتيه , خفق قلب ديللي وتلعثمت , دخل وأغلق الباب ولم يقترب وأنما نظر اليها بعيون تلمع كالذهب.
تمتمت بخجل متحاشية نظراته:
" جئت أستعيد الكنزة".
أقترب منها بهدوء:
" ظننتك في باريس".
" كنت , وعدت منذ بضع دقائق فقط".
تابع تقدمه ثم توقف على بعد خطوات منها , رفع يده وكأنه يريد أن يمسكها ثم أنزلها وتنهد من أعماقه.
" ظننت أنني سأراك في القصر".
" نزلت لأنني سأرحل خلال ساعة".
" هل أنت متأكدة؟ لا أعتقد أنك تستطيعين السفر".
" الطبيب سمح لي بذلك".
" أذن , هكذا سترحلين؟ وبدون وداع؟".
" طلبت السماح من والدتك".
" أخبرتني بذلك البارحة".
" ظننت أن رحيلي لن يؤثر عليك , فأنت لم تكلمني على الهاتف".
" من المستحيل أن أقول لك الى اللقاء بهذه الطريقة".
" أذن سأودعك وأقدم شكري".
" شكرك؟".
" لن أنسى أنك أنقذت حياتي".
" يمكنك أن تشكري نويل لأنها لو لم تكن.......".
لم يكمل الجملة التي قالها بسخرية , وبلعت ديللي ريقها بصعوبة لأنها لا تريد أن يكون لنويل فضل عليها.
" لا بد أنك قمت بالشكر نيابة عني".
" هذا ما فعلته".
" لقد تسببت في تأخير سفرك الى باريس وأرجو أن تقبل أسفي".
" لتذهب باريس الى الجحيم".
حاولت أن تحتفظ بهدوئها وسألته بلهجة حيادية :
" كيف كان رد فعل النقاد؟".
" ليست لدي أي فكرة بهذا الشأن , الأفتتاح هذا المساء".
" أذن ستكون.....".
قال وهو يهز كتفيه:
" نعم سأكون غائبا , لا أحب يوم الأفتتاح".
" هذا ما يفسر عودتك أذن؟".
" ديللي , أنت تعرفين تماما سبب عودتي".
قالها بصوت جاد وحار لم تسمعه من قبل , أحست بقلبها يخفق بجنون , أخذها من ذراعها وجرّها نحو حامل اللوحة , حاولت أن تقاوم لأنها لا تريد أن ترى رسم نويل.
قال بصوت لطيف:
" ربما هذا يساعدك على الفهم".
فتحت عينيها متوقعة أن ترى نظرة نويل المتعجرفة ولكن اللوحة لم تكن ألا مرآة لها , أنها أمام صورتها الأصلية.
الوجه محاط بشعر أشقر يميل الى الأحمرار , أذنان صغيرتان مرسومتان بشكل جميل , العينان نفسهما التي وصفهما لأمه , رماديتان شاحبتان على مساحة كبيرة , الفم كبير بلون أحمر شاحب يفتر بشكل خفيف عن أبتسامة تخفي أسنانا عاجية جميلة , الذقن دقيقة مرفوعة.
ديللي اللوحة تلبس قميص الدانتيل , بفتحة صدر كبيرة تكشف عن رقبة جميلة تثير الأحاسيس الغافية.
تمتم راوول بصوت مخملي:
" مزيج رائع من البراءة والأثارة".
ألتفتت اليه بعينين مدهوشتين:
" تحبني , وألا لما رسمت هذه؟".
لم يكن سؤالا ولكنه كان أكتشافا.
" أعتقد أن قلبي أحبك منذ البداية , لكن كان علي أن أرسم وجهك لأكتشفك".
" لكن لم تقل لي ذلك أبدا".
كانت ديللي تضغط بيديها على صدرها لكي تخفف من ضربات قلبها المجنون.
" مع أنك كنت ترسم نويل".
" هذا صحيح".
وقف بجانبها ولم يقترب , ونظر اليها بحنان وكأنه يلامسها بعينيه .
" عند رسمها أكتشفت حقيقتها , وتوصلت الى أكتشاف ما كانت تخفيه لفترة طويلة , ولم أكمل اللوحة".
" وبالتأكيد لم تكن مسرورة لذلك؟".
" لتذهب الى الجحيم , أنها لم تكن مسرورة من مجموعة أقوال أسمعتها أياها , هل يمكن لشخص ما أن يصمت طيلة هذه الفترة , أثناء أختفائك , وهو يعرف أن سيارتك تقف بجانب.........".
قاطع نفسه وكأن الكلمات رفضت أن تخرج من حنجرة مليئة بالأنفعال.
" لكنني حسمت كل شيء في الليلة التي تعشت فيها معنا".
" والرسالة التي أرسلتها......".
" كانت المحاولة الأخيرة".
" لكن عندما أصطحبتني للعشاء عندها بدت لي....".
" كانت غيورة من جمالك... وأحست قبلي بأنني أحبك فلعبت هذا الدور لكي توهمك بأنني مغرم بها".
لا تريد ديللي أن تفكر بهذه المرأة التي تغير منها بجنون.
" نويل لم تستحوذ على قلبي أطلاقا , ولا أنكر وجود علاقة ما , وبعد كل شيء فأنا رجل......".
قالت بأبتسامة خبيثة:
" لقد صدق أحساسي".
وأخيرا كانت ديللي هي التي أقتربت من راوول:
" راوول ".
ولكنه لم يدعها تكمل , بل ضمّها بين ذراعيه بحنان وغابا في عناق حار وهو يهمس بأسمها.......
الرواية ممتازة مزيدا من التوفيق
|