مشى نحوها وأمسكها من ذراعيها بلطف قائلا:
" لا أعرف كيف أستطعت أن تخدعيه من جديد ليحضر لزيارتك ولكنك لن تقدري على الأحتفاظ به , مارك يحلم بعائلة ..... وفي نهاية المطاف ستجدين نفسك المرأة الثانية في حياته , ستلعبين الدور الثاني مما لا يدعو الى الفخر".
" لا أعتقد أن بأستطاعتك أن تلعب دور الرجل المنافق في الحياة ".
" أنا لا ألهو مع المرأة المتزوجة , أبقى دائما ضمن حدود اللعبة ....... لا أجرح أحدا".
كادت فرنسيس أن تضحك عاليا وهي تقول في نفسها : لا يجرح أحدا... تركته وركضت بأتجاه الحمام ولكنه لحق بها مسرعا وأمسكها بقسوة.
" ألى أين تذهبين؟".
" ألى أي مكان بعيدا عنك , أرجو أن تغلق الباب خلفك حين تخرج من حياتي".
" ولكنني لم أنته من حديثي بعد , ستبقين حيث أنت ولو بالقوة".
حدقت به فرنسيس وقلبها في صدرها يعلو وينخفض بسرعة , رفعت رأسها بشموخ وقد أحمرت وجنتاها من الغضب.
" اأصدقك ... يا ألهي ..... فيلكس رافنسكار يقول رأيه ولو بالقوة , حسنا , بما أن لا خيار أمامي سأبقى , ولكنني لن أغفر لك فعلتك أبدا , ستندم على هذا اليوم طوال حياتك , وحين تخرج لن أراك مرة ثانية في حياتي, لا بأس".
" متى كنت ترينه؟".
" ولماذا لا تسأله؟ أم أنه لا يعرف أن شقيق زوجته يتتبع آثاره؟".
شاهدت وجهه يشتد عبوسا وأعصابه تتشنج : " طبعا هو لا يعرف..........".
" لا حاجة الى سؤاله.... أنا أعرف أن علاقتك به أنتهت منذ ذهب ليعمل في أدنبرة حيث أنضمت اليه جاسيكا".
أتسعت حدقتاها وقالت بأستغراب:
" أنت تدبرت أمر عمله في أدنبرة ".
ضحكت ضحكة ساخرة:
" هذا أمر لا أظن أن مارك سيسر لمعرفته , وماذا ستفعل الآن ؟ هل ستضربه على قفاه وتهده أن يتصرف كولد طيب ويعود راكضا الى زوجته؟ أنت شقيق يعرف واجباته العائلية".
ران صمت ثقيل وبعد دقائق قال فيلكس بجدية:
" جاسيكا لا تعرف عنك أي شيء , وأذا أجبرتني على الكلام سأخبرها , علاقتك بمارك لم تكن متسترة , لقد عرف العديد بها , أنا أغريته بالعمل في أدنبرة وهو تعلق بالطعم , الممثلون لا يفهمون الشفقة فيما يختص بمهنتهم ...... عملت جهدي أن يكون الطعم مغريا وقد علق به فورا".
أستدارت فرنسيس اليه, كان بأمكانها الآن أن تخبره أنها تركت شيشستر قبل أن يتركها مارك ..... ولكن ما الفائدة ؟ أنه لا يصدق قولها , ربما يصدق مارك ولكنها لن تطلب من مارك ذلك , لن تفسد عليه سعادته الجديدة مع عائلته ولن تجرح كبرياءه , وما يهمها رأي فيلكس بها..... أنها لا تعني له أي شيء , وهو أيضا لا يعني لها أي شيء......".
" كيف ستمنع مارك من رؤيتي؟".
" لا أنوي أن أمنعه , أنا لست غبيا , أذا كان مارك ضعيفا ليبقى على علاقته العاطفية بك فأن جاسيكا ستكون أفضل حالا بدونه , بدلا من أن تشاركها أمرأة تافهة ذات وجهين مثلك , هذه النعوت لا تروقك يا فرنسيس ولكن المرأة الأخرى تنتظر أوصافا مشينة أو ما يجرح شعورها وكبرياءها , ثم أنا لا أعتقد أن مارك سيفضلك على جاسيكا , أنه يحبها وهي تحمل أبنه ".
تكلم ببطء شديد:
" ولقد أصبحت لعبتك مكشوفة ..... وربما تجدين مارك لا ينفع".
" وماذا تقصد بقولك؟".
" أنه تهديد , عليك أن تكوني عاقلة في تصرفاتك , أن أكتشفت أنك تحاولين الأنتقال بعملك الى حيث هو , عندئذ سأجعل حياتك المهنية صعبة للغاية , هل فكرت بهذه الأمور من قبل؟".
منتديات ليلاس
مشت فرنسيس الى الطاولة القريبة منها وأخذت سيكارة وأشعلتها بيد مرتجفة , هي عادة لا تدخن ولكنها شعرت بحالة هستيرية تتملكها ورغبة في أن تضربه.
" أشكرك لأنذارك , أظن أن غضبك في عيد ميلاد والدتك يعود لهذا السبب , ظننت أنني أحاول أن أتدخل في شؤونك العائلية من أجل مارك.... وقد أرتحت حين تأكدت أنني كنت أجهل الرابطة العائلية بينكما , لقد تمكنت من أخفاء هذه الحقائق بلباقة , أنت حقا ممثل بارع , بدأت أفهم الكثير من الأمور الآن , لقد أحسست تحفظك في علاقتك بي مما أثار تحفظي وشكوكي".
" كدت تخدعينني , كدت أصدق أن المخبر قد تجنى عليك في تقاريره عنك وعن علاقتك بمارك في شيشستر".
" أليس هذا أمرا هاما جدا ؟ من يستطيع خداع مجرب خبير مثلك؟ أنا سعيدة لأنني تمكنت من خداعك , كان ذلك مسليا في بعض الأحيان ".
شعرت أنها تمادت في سخريتها:
" أرجوك أن تخرج الآن , لقد قلت ما فيه الكفاية".
" أخرج حين أنتهي ".