بدأت تأكل :
" الطعام لذيذ يا زوي".
" حضر لمشاهدة الرواية التي أمثل فيها ثم دعاني لتناول القهوة , أنه شاب لطيف , أليس كذلك؟ يفيد الزواج من طبيب يا فرنسيس... سيكون في خدمتك دائما حتى لو كانت رجلك هي التي
تؤلمك ".
" أنه طبيب مختص بالقلب يا زوي".
" أعرف ذلك يا غبية ولكنني كنت أمزح, أعتقد أنه يهتم بك كونه أتصل بعد كل هذه الأسابيع".
لم تجب فرنسيس عن تساؤلات صديقتها الملحة.
وجدت نفسها تحاول نسيان حوادث كورنوال وأبعادها عن تفكيرها ,ولكن الليدي رافنسكار أتصلت بها هاتفيا بعد عودتها الى لندن ودعتها لتناول الشاي.
وحين ذهبت لزيارتها كانت فرنسيس سعيدة وهي تستمع الى الليدي تتكلم بحماس عن أبنها وأعماله , أنتظرت فرنسيس أن يحضر فيلكي فجأة .... تمنت لو يفعل ولكنه لم يفعل.
أتصل بها فيلكس في منتصف الأسبوع التالي ......لم تصدق سمعها , وبعد أن أنتهى من المجاملات تابع حديثه قائلا:
" لقد طلبت مني والدتي أن أتصل بك وأدعوك لسهرة عائلية السبت المقبل , ستحضر شقيقتي جاسيكا وزوجها من أدنبرة بالطائرة في زيارة قصيرة ,والدتي تريدك أن تعرفي اليها , الحفلة صغيرة وغير رسمية , هل يمكنك الحضور؟".
ترددت فرنسيس , كانت تعرف أن من واجبها أن تعتذر ولكنها وجدت نفسها تقبل الدعوة مسرورة.
" هل تصغرك يا فيلكس؟".
" أنها شقيقتي التوأم , أعتقدت أنك تعرفين ذلك".
" يا ألهي , من أين لي أن أعرف ؟ أنت لم تذكر ذلك من قبل وكذلك والدتك".
" حسنا , سأمر عليك في السابعة مساء السبت , وحتى ذلك الحين أودعك".
وضعت فرنسيس السماعة ووقفت قرب النافذة تحاول أن تشرح عواطفها , كان عليها أن تعتذر , اللقاءات بينهما لن تجعل أمر الأبتعادعن فيلكس سهلا , لماذا تشعر برابطة قوية تشدها اليه؟ ما هي هذه الرابطة؟ لا , لا يمكن أن تعترف بأن الحب هو الذي يربطها به.
منتديات ليلاس
أقنعت فرنسيس نفسها بأن لقاءها به سيكون اللقاء الأخير , لقد وضح فيلكس لها نوع علاقتهما , يمكنها أن تدخل حياته كرفيقة سفر فقط , يمكنها أن تقبل عرضه أو ترفضه.....سترفضه حتما.
رن جرس الباب حوالي السادسة مساء السبت , ربما فيلكس قدم مبكرا , أسرعت وفتحت الباب لترحب بمقدمه , حبست أنفاسها وهي ترى الواقف أمامها.
" أهلا فرنسيس........".
" مارك! مارك لوكاس , ما الذي جاء بك الى هنا؟".
حاولت أن تبتسم , جذبته الى داخل الشقة:
" مارك , تسرني رؤيتك , تبدو على أحسن حال , دعني آخذ معطفك , أجلس".
كانت تثرثر كثيرا , المفاجأة أذهلتها , تذكرت شكسبير وما حصل معها.
كان مارك يتفحصها عن كثب وهو يجلس , قال:
" لم تتغيري يا فرنسيس أبدا...... بل أنت الآن أجمل مما كنت عليه منذ سنة , ولكنك لا زلت على لطفك وأنسانيتك , أعتقدت أنه ربما تغلقين الباب في وجهي".
" كيف حالك ؟ لقد قرأت عنك في الصحف , قرأت عن أعمالك الناجحة في أدنبرة , هل أنت سعيد بالأدوار الكلاسيكية التي تقوم بتمثيلها؟".
هز رأسه موافقا.
" نعم , ذهابي الى أدنبرة كان خطوة نافعة ليس فقط من أجل عملي... هل أغضبتك زيارتي لك؟".
" أبدا".
" حضرت بنفسي لأرى أنك على ما يرام وأنني لم أتسبب في تدمير مستقبلك المهني , هل أنت حقا سعيدة يا فرنسيس؟".
تنهدت فرنسيس وتنفست بعمق:
" كل شيء يسير على ما يرام , أنا بخير يا مارك , منذ عودتي من شيشستر وأنا أعمل دون أنقطاع , لقد أنهيت الآن مسلسلا تلفزيونيا , هناك فرصة جديدة أمامي لمسرحية برنارد شو في ليدز ".
أبتسمت مرتاحة :
" لا تهتم لأمري أرجوك , أنا بخير".
" يسعدني بل يريحني أن أعرف هذه الحقيقة".
أخرج علبة سكائره وقدم لها سيكارة :
" شكرا , أنا لا أدخن , كيف حال ميدج؟".
" أنها بخير , تعيش الآن كما ترغب , يمكنها أن ترافقني في عملي في أدنبرة أو أن تبقى في منزل حديث في باريس , أنها سعيدة ".
ضحك ضحكة قصيرة:
" أنها تنتظر مولودا وتكاد تطير من فرحتها , هي متحمسة جدا كأنه لم يسبق لأمرأة أن حملت من قبل".
" أوه يا مارك , كم أنا سعيدة لسعادتكما , تهاني القلبية".
أبتسم أبتسامة ما كرة وقال:
" لا أعتقد أنني سأنجح بدور الأب؟".
" هراء , ستكون خير أب.... متى تتنتظر المولود؟".
" في رأس السنة الجديدة , لقد تأكدنا من الحمل منذ فترة وجيزة , الفكرة لا تزال جديدة علينا ".
وسحب نفسا من سيكارته وأكمل بطريقة جدية :
" أشكرك يا فرنسيس , كنت أشعر بالذنب لما فعلته معك".
" يمكنك الآن أن ترتاح , أنا سعيدة كما ترى وأعمل بنجاح , ما حصل لنا في شيشستر كان غيمة صيف وأعدك بأن أذكرها بحنان دون كراهية أو بغض".
" أشكرك يا فرنسيس , علي أن الآن أن أذهب".