" وهل أنتهت علاقتك بمارك لوكاس كليّا؟".
نظرت فرنسيس عبر النافذة وسرحت بأفكارها تفكر بمارك.
" أن كنت تفضلين أن لا أتكلم في شؤونك الخاصة.....".
" لا يهمني يا زوي , لقد أنتهى كل شيء بيننا منذ أسابيع , ستة أشهر تكفي لمعالجة جراح الحب.....".
" الحمد لله , أنا أعرف ما قاسيت.... ولكنني مرتاحة جدا لبعدك عنه".
" لم يكن لي خيار في الأمر , كان لا بد أن أقطع علاقتي به وأهرب بعيدا عنه , كانت تجربة مؤلمة بالنسبة الي , ومن الآن فصاعدا سأبتعد ما أستطعت عن الرجال وسأعمل جاهدة لأحقق النجاح في عملي ومهنتي , تفكيري سيقتصر على هذا المجال دون غيره".
" وهل سيسمحون لك بذلك؟ ثم أنك لست من النوع الذي يفضل حياة العوانس , مشكلتك أنك تجذبين اليك الشباب الطائش... وأنت تحتاجين الى رجل قوي مسيطر , رجل يستطيع أن يجادلك كمنافس لك ولديه القدرة للسيطرة عليك , لقد قلت لك مرارا أن الرجال لا يحبون النساء القديرات المتفوقات والناجحات , قدرة المرأة في النضال تقتل شتلة الحب وتمتيها , أعرف أنك فتاة أستقلالية وحرة التصرف والرأي ولكن هذا الدور في الحياة بغيض , تحتاجين لرجل يستطيع أن يتخذ قرارا بسرعة ويشجعك على أن تكوني السيدة الصغيرة... رجل بمستوى ذكائك تحترمينه وتستندين اليه".
" وأين أجده؟".
" أنه في كل مكان .... فقط تأكدي أنه لا يمثل عليك هذا الدور تمثيلا".
"ولكنني لا ألتقي في حياتي العملية ألا الممثلين ... وأنا أكره الرجل المسيطر , وجوده قربي يزعجني , ولكنك لا تؤمنين بالحب ؟".
" أستطيع أن أتزوج لأجل المال ... أما أنت فأنا واثقة بأنك لا تستطيعين ذلك , والآن بت أخاف عليك من الوقوع في الحب من جديد ,ستة أشهر فترة طويلة بالنسبة الى شابة صحيحة تضع قلبها في ثلاجة.... والآن أخاف أن تخسري قلبك من جديد لشخص تافه".
" لم يكن مارك بالرجل التافه".
" لا , ولكنه كان متزوجا , كان أمر زواجه لا يقلقه أبدا , لو لم يكتشف أنك فتاة عفيفة لم تكن علاقته بك لتقلقه أبدا... هل تشربين قهوة؟".
هزت فرنسيس رأسها موافقة , دخلت زوي الى المطبخ لتحضر القهوة لهما.
تذكرت فرنسيس لقاءهما الأول بصديقتها زوي في معهد التمثيل منذ ست سنوات , زوي ألكسندر الشابة السمراء النحيلة , الطويلة القامة والتي تكبرها بسنتين فقط , فتاة ذكية وودودة , بادلتها الود وتبنتها في المعهد ودعتها لزيارة عائلتها بعد أن أكتشفت أنها وحيدة في العالم , كان آل ألكسندر يعرفون معنى الوحدة , لقد نزحوا عن فرصوفيا ولجؤوا الى أنكلترا , رحبوا بفرنسيس وأحبوها كمحبتهم لأبنتهم, قالت زوي:
" أتصلت والدتي هاتفيا هذا المساء , أخبرتها عن تجربة الأداء وهي تتمنى لك النجاح وتنتظر رؤيتك على شاشة التلفزيون قريبا".
" أذا حصلت على الدور".
" ولماذا التشاؤم ؟ هل هناك أي شيء أجهله؟ لقد قمت بالتجربة خير قيام , ثم.....".
" فيلكس ..... هذا الرجل , يجب أن أعرفه , ما شكله؟ هل هو وسيم؟".
" هذا يتوقف.......".
" ماذا؟ هل يحظى بقبولك؟ هل لديه جاذبية بحق السماء؟".
ضحكت فرنسيس:
" نعم , لديه جاذبية , أنه طويل وأسمر وشديد الجاذبية , وأعتقد أنه محاط بالفتيات ... لا يجد صعوبة في أيجاد رفيقة , هل هذا يشفي غليلك؟".
" هذا يشفي غليلي.... هل يروقك أنت يا فرنسيس؟".
" نعم يا زوي , وهذا ما يقلقني, أعتقد أن شعوري غير متبادل , أرجوك أن تحفظي نظراتك اللائمة بعيدا عني".
" وكيف عرفت ذلك؟".
" لقد سمعته".
" ماذا سمعت؟".
" حين عدت لأجلب قفازي... كان الباب مفتوحا وسمعت توم دبفريل يطري قراءتي ويمدح جمال شعري ولونه وشكلي....ولكن الممثل المغرور قال يخاطب توم ديفريل ساخرا , أن لون شعري هو بفعل الصباغ , وأن عليه أن لا يتأثر بنظرات العيون الزرقاء الساحرة...".
ثم أكمل حديثه بأنني لست سوى كتلة متاعب بالنسبة اليه".
" أنه متعصب , أنه ممثل مغرور أناني , أرجو أن لا تقيمي أية علاقة معه .... دعي غيرك يهتم بجنونه , أبتعدي عن الممثلين أرجوك". نظرت الى ساعتها:
" يا ألهي , حان وقت عملي وعلي أن أسرع".
" وكيف يسير العرض؟".
" على أحسن حال , لا أصدق أننا نعرض المسرحية منذ ثمانية أشهر ولا يزال شباك التذاكر يسجل حضورا تاما".
منتديات ليلاس
وبعد أن غادرت زوي الى عملها عادت فرنسيس الى أفكارها وأمكانية العمل في التلفزيون , تساءلت , لماذا كان تعليق فيلكس بهذه الخشونة , وتمنت أن لا يأخذ توم ملاحظاته بعين الأعتبار ... أنها تحتاج للعمل والحماس العاطفي قبل أن تموت الحياة بداخلها .... وجع رأسها مميت منذ تركت شيشستر وتشعر بأنه بدأ يزايلها ويخرج من أطرافها , ربما فصل الربيع يعمل سحره الخاص وكذلك دور ماري ترويت مشجع ومثير لعواطفها الساكنة , خاصة أن لعب هذا الرجل المتغطرس دور بتروت أمامها.