15ـ انها الحقيقة!
كانت جين وحدها في المعرض عندما دخل اليكس هانتر. مضت لحظة ظنتته فيها ديميتري، فانتفض قلبها اذ لم تسمع منه خبراً منذ عودتها من اليونان منذ ستة اسابيع. ورغم انها حدثت نفسها بان هذا المتوقع، الا ان انها لم تستطع ان تحول دون ان تتمنى لو يتصل بها. كما انها حاولت ان تتصل يالفيلا في كاليثي، لتطمئن الى انه بخير بعد انفجار السفينة، لكنها لم تستطع قط ان تتجاوز انجلينا. وكانت واثقة من ان والدة ديمتيري امرت انجلينا بالا تحول اتصالاتها الى زوجها. وبعد محاولتين من دون جواب، فقدت جين الامل. ولم تعد الصحف تذكر الموضوع، فلم يعد امامها سوى ان تفترض ان ديميتري واخاه عادا سالمين.
لم تر اليكس منذ عودتها، وهذا بقرار منها. ورغم انها قالت له انها لا تريد ان تراه مرة اخرى، لم يستسلم.
كان قد اتهمها بانها قد خدعته لأنها جعلته يعتقد ان لديهما مستقبلا معا، بينما كلل ما سعت اليه في الحقيقة هو ان تثير غيرة زوجها، وهذه التهمة لم تكن صحيحة ابدا. لكن جين قررت الا تبرر تصرفاتها له، وان تتركه يعتقد ما يشاء.
منتديات ليلاس
اذا ما توقعت منه ان يتوقف عن زيارتها، فقد خاب املها. وهو هنا الآن من دون موعد سابق مع اولغا في الواقع، كانت مخدومتها قد غادرت منذ اكثر من ساعة، وهي تشكو من صداع.
وفي هذه اللحظة، تمنت لو انها اخذت بنصيخة اولغا واقفلت المعرض باكرا.
فقد قال: "انت تجهدين نفسك في العمل بالنسبة الى امراة في وضعك".
فمنذ علمت ان مساعدتها حامل، اخذت ترعاها بشكل رائع رغم انها لم توافق على عدم اخبار الاب بالحمل وكانت جين تنوي اقفال المعرض، لكن عينيها وقعتا على صناديق الشحن التي وصلت ذلك الصباح. فقررت قضاء ساعة اخرى مع اللوحات الزيتية قبل اقفال المعرض.
وها هي الآن تتمنى لو انها لم تفعل. لم تكن خائفة من اليكس، لكنها تفضل ان تلقاه في مكان عام. يا ليت اولغا هنا! وسرها انها تحمل لوح تثبيت الاوراق فهو يغطي انتفاخ بطنها بحيث لا يراه.
اغضبها ان تسمح له ان يرهبها بهذه الطريقة، وكان هذا باديا في حديثها: "مرحبا يا اليكس اذا جئت لترى اولغا، فقد خرجت منذ دقائق".
هز اليكس كتفيه من دون اكثرات. كان رجلا طويلا بعض الشيء، لكنه نحيل بارز العظام، ما جعل جعل بنيته لا تتلاءم مع سترته الكحلية وقال: "هذا غير مهم. لا اريد ان ارى اولغا".
فكبتت آهة: "آه، يا اليكس..."
ـ لم انس انك اخبرتني بانك لا تريدين رؤيتي مرة اخرى...
ـ لم اقل هذا بالضيط. اظن فقط ان علينا الا نخرج سوية. كنت اظننا صديقين، لكن يبدو انك اردت شيئا آخر.
قال على الفور: "انت ايضاً، وذلك قبل ان تذهبي لرؤية زوجك السابق".
فتنهدت جبن وقالت تصحح له كلامه من دون ان تعلم بالضبط لما تزعج نفسها: "لم يصبح زوجي السابق بعد".
الا تتلقى اي خبر من محامي ديميتري لا يعني ان اجراات الطلاق توقفت. وتابعت تقول: "اسمع يا اليكس، علاقتي بديميتري لم تتغير".
نظر اليها غير مصدق: "ولم لا نستمر في رؤية بعضنا البعض اذن؟ ظننتك تكنين لي المودة فقد امضينا اوقاتاً جميلة مع بعضنا".
ـ هذا صحيح.
لم تكن تريد هذا النقاش كله فشبكت ذراعيها على صدرها وقالت: "الامر فقط...حسنا...الا تظن انك لن تتمكن من الادعاء باننا سنبقى دوما صديقين؟"/
فقال عابسا: "لم يكن هذا يهمك من قبل".
قالت بتعاسة: "كان هذا قبل ان تعبر لي عن شعورك نحوي".
وكان اللوح يخزها في بطنها قومته قبل ان تتابع: "لم اكن انوي قط ان اؤلمك يا اليكس. صدقني"
ـ لكنك فعلت ذلك.
وتحرك بقلق، ثم، ومن دون انذار، اختطف اللوح من قبضتيها وهو يهتف: "بالله عليك، الا يمكنك ان تضعي من يدك ها الشيء اللعين اثناء حديثنا؟"
والقى بالوح الى الارض فانزلق بعيدا على الارض الخشبية المصقولة. اخذ ينظر اليه و كذلك فعلت جين انما لسببين مختلفين بدا اليكس وكأنه يحاول تمالك نفسه، بينما شعرت جين بانها مكشوفة تماما الآن
كانت ترتدي سروالا من الكتان وبلوزة وردية تتسع تدريجيا حتى خصرها. ولطالما كانت جين تحيفة ما جعل انتفلخ بطنها يبدو جليا الآن.
وبدا ان اليكس لاحظ ذلك لأن عينيه تسمرتا على بطنها كما جعلها تشعر بالارتياك. كان هذا آخر ما تحتاجه وتمنت لو يخرج ويتركها وحدها.
سألها اخيرا بحيرة: "هل انت حامل؟"
ثم اضاف بشيء من المرارة: "اراهن على ان ديميتري يعلم بالامر".
ـ انه لا يعلم.
وتملكها الغضب، وسارت الى اللوح تلتقطه: "على كل حال، هذا امر لا يخصك يا اليكس، ومن الافضل ان تذهب".
فقطب حاجبيه: "الم تخبري ديميتري انه سيصبح اباً؟".
ـ هل قلت ان هذا هذا الطفل ابن ديميتري؟
ـ لكني افترضت فقط...
ـ انت تفترض اموراً كثيرة. لم لا تفعل ما طلبته منك وتخرج؟
لم يتحرك وسألها: "ماذا ستفعلين بهذا الشأن؟"
لم تصدق وقاحته: عفوا؟ اظن ان هذا من شاني، اليس كذلك؟"
ـ حسنا، هل ستتزوجين والد الطفل؟ انه ابن ديميتري. اليس كذلك؟
فشهقت: "ليس لديك الحق في ان تتدخل".
ـ افترض انك لن تتزوجي مرة اخرى.
ـ انا متزوجة. وكما قلت من قبل، انت تفترض امورا كثيرا والآن، ارجوك، اريد ان اقفل المعرض واريد ان تخرج.
اقتري منها قليلا وقال: :لا تتصرفي بهذا الشكل، يا جين. انا اريد ان اساعدك وحسب...فامرك يهمني وسابقى كذلك حتى لو خنتني مع رجل آخر".
ـ انا لم اخنك.
وتمنت ان يدخل احد ليقطع عليهما هذا الحديث: "اليكس، هذا غباء. انا آسفة اذا ظننت اني خدعتك لكن هذا الحديث لن يغير الامور".
لم يعد يبعد عنها سوى خطوات: "يمكنك ان تتزوجيني بدلا منه. واظن ان بامكاني ان اكون ابا جيدا. الاطفال بحاجة الى آباء، الا توافقيني؟"
فتملكها الذعر: "لكنني لا احبك، يا اليكس"
ـ انا اعرف ذلك.
ـ اذن...
ـ انا احبك.
ـ لا...
ـ لطالما احببتك منذ اول مرة جئت فيها الى هنا لاراجع حسابات السدة ايفانوفيتش، وهي تعرف شعوري. لقد اخبرتني كم كان زوجك نذلا معك. قالت ان علي ان اتحلى بالصبر فقط وانك، عاجلا ام آجلا، ستدركين انني لست مثله.
آه، انها اولغا!
اغمضت جين عينيها لحظة، متمنية لو ان مخدومتها هنا. يبدو ان الحديث الذي ذكره اليكس حدث منذ فترة.ليت اولغت هنا! وعادت تقول: "انا آسفة...اقدر لك هذه المجاملة، يا اليكس ... صدقني لكني لا استطيع ان اتزوجك".
ـ لماذا لا تستطيعين؟.
ـ انت تعرف لماذا.
هز راسه: "لا. لا اظنك فكرت في الامر بما يكفي. اعرف انك الآن لا تحبيني ولكن امنحيني فرصة، سيكون امامنا سنوات لكي.."
قالت بحزم: "لا، يا اليكس".
لكنه اقترب منها اكثر ليضع يديه على كتفيها.
ـ هيا، يا جين. امنحيني فرصة، ودعيني اريك كم ستكون الامور حسنة.
ـ كلا ، يا اليكس.
منتديات ليلاس
وشعرت بالخوف. بدا واضحا انها لا تؤثر فيه ومهما قالت قهو لن يصغي اليها.
قال وهو يمر بيديه على ذراعيها ما جعل جسمها يقشعر: "لا اظن ان وضعك الحالي يعجبك. سواء كنت مطلقة او عزباء، ما من رجال كثر يقبلون بامرأة مع طفل من رجل آخر".
واحنى راسه: "دعيني اهتم بك، يا جين. انت تعلمين انك تريدين ذلك".
ـ كلا، لا اريد يا اليكس. ارجوك.
وضغطت يديها على صدره تدفعه، وسقط اللوح بيتهما: :عليك ان تدعني اذهب!"
رد عليها بحدة وهو يزداد اقترابا منها ليسمرها على لوحة زيتية من عهد آخر قياصرة روسيا: "ليس علي ان افعل شيئا".
جرح اطار اللوحة الذهبية ظهرها فيما تابع يقول: "يمكنني ان افعل ما اريد... من ذا الذي يمنعني؟"
ـ اليكس. بالله عليك!
وبدأت تفقد الامل. اطار اللوحة الذي يجرح ظهرها، واللوح الذي ينقر كاحلها جعلاها عاجزة بشكل لم تعرفه من قبل. وخطرت لها فكرة فرفعت قدمها ثم ركلت اللوح بشدة نحو ساق اليكس.
شتم واسترخت قبضتاه لحظة فاغتنمت الفرصة ودفعته بعيدا عنها، ثم ركضت نحو الباب لاهثة. الصوت المميز للباب وهو يفتح جعلها تقف. كان الوقت عصرا واشعة الشمس التي تدخل من الستائر تركت وجه الزائر في الظل. كل ما كانت جين واثقة منه هو انه لامرأة.
اول ما خطر لها هو ان اولغا عادت.
ـ الحمد لله انك هنا.
وتقدمت منها وهي تترنح: "ارجوك! اجعلي اليكس يتركني وشأني"..
ـ اليكس؟
في البداية لم يكن الصوت مالوفاً. واغمضت جين عينيها لحظة، آملة الا تكون قد جعلت من نفسها موضع سخرية احد زيائن اولغا الهامين، ثم عادت فتحت عينيها بعد ان ادركت انها تعرف تلك اللكنة ... لانت ادونيدس من بين كل الناس وقفت هناك تحدق فيها. بدت نحيفة ورشيقة ثوب عاجي اللون.