4ـ دعوة مفاجئة
حسنا...انها حامل.
حاولت ان تفكر بشكل عملي، فأخذت نفساً عميقاً ثم أعادت الاختبار التي اجرته الى حقيبة يدها. انه ثالث اختبار حمل تأتي نتيجته ايجابية. ومهما حاولت ان تقنع نفسها بان هذه الاختبارات قد تخطئء، لم تستطع ان تصدق ان الخطأ قد يتككر ثلاث مرات. تباً!
كبحت دمعة وهي تتساءل كيف حدث هذا؟ عندما كانت تعيش معه لم تترك شيئا للصدفة. في البداية، اتفقا على ان انجاب الاطفال يمكنه ان بنتظر لعام او لعامين على الأقل. وبما ان جين ارادت ان تستمر في العمل، فتح لها ديميتري معرض فنون في مدينة كاليثي نفسها. وبقيت على اتصال بأولغا التي سرّها ان تتبادل اللوحات الفنية والآثار القديمة مع تلميذتها السابقة.
مضت الامور بنجاح تام. وبما انها تمتلك المعرض استطاعت ان ترافق ديميتري في رحلات العمل كلما شاءت. كانت حياة شاعرية ملأنها سعادة.
منتديات ليلاس
وفجأة، كشفت لانت انها حامل، لينهار بيتها الكرتوني فوق رأسها. ولم تستطع جين ان تغفر لديميتري لكن عزاءها الوحيد هو انها لم ترزق بأولاد يتألمون من تحطم زواج والديهما.
وتنهدت.....عندما عانفها ديميتري لم يخطر في بالها، ان تتخذ اي احتياطات لئلا تحمل .كانت تريده بقدر ما يريدها هو ايضا، وكان سهلا عليها للغاية ان تقنع نفسها بأنه لا يستغلها لهدف ما. لم تفكر في ذلك حتى اسبوعين فقط، عندما لاحظت ان عادتها الشهرية انقطعت. مضت خمسة اسابيع منذ جاء ديميتري الى شقتها تلقت بعدها اشعاراً بأنه اتصل بمحاميه يشأن الطلاق. يا الهي...ماذا ستفعل الآن؟وصول مخدومتها حعلها ترجىء المشكلة الى وقت لاحق.
كانت اولغا ايفانوفتيش في السبعين من عمرها تقريباً، لكنها دخلت مكتب جين في المعرض بحيوية الشباب.
في تنورتها الطويلة والكاب القصير الذي يموج حول قامتها الطويلة الممتلئة، راحت راحت اولغا تتنقل في انحاء المعرض بينما جين تراقبها باسمة.
مشطت أولغا باصابعها شعرها الاحمر وقالت بفروغ صبر:" هل جاء".
أجابت جين وفد أدركت على الفور من تعني أولغا بسؤالها: "جاء".
كانتا تتحدثان عن جامع مشهور للآثار القديمة أعرب عن رغبته في شراء مجموعة من البرونز احضرتها جين معها من بانكوك. وكان قد وعد بزيارة المعرض في ذلك الصباح فسألتها أولغا بلهفة: "ثم؟".
فأجابت جين بجفاء: "ثم اشتراها. انه يريد ان نرسلها الى بيته في سافولك".
ـ رائع! ستحصلين على عمولة كبيرة أيضا. لقد قمت بعمل جيد. يجب ان ارسلك في رحلة أخرى فانت بارعة في العثور على كنوز في اماكن لا يتوقعها أحد.
منحتها جين ابتسامة باهتة وقد عجزت عن التفكير في اي شيء آخر عدا نتيجة الفحص الموجودة في حقيبة يدها. وتحسست يدها بطنها غير مصدقة. هل ينمو طفل ديميتري في داخلها؟ كم سيحتاج من الوقت كي يمكن للآخرين ملاحظته وقبل ان يتملك اولغا الشك في وجود تغيير ما؟.
وشعرت أولغا بذهول جين، فجلست على زاوية المكتب وقالت لها: "تبدين شاحبة، هل تنالين قسطا كافيا من النوم؟ ام ان فتاك يبقيك مستيقظة حتى منتصف الليل؟".
ـ ليس لدي فتى يا اولغا. لطالما أخبرتك بذلك، أنا واليكس هانتر مجرد صديقين.
ـ هل يعرف هو ذلك؟
بعد ان اطمأنت اولغا الى اخبار المجموعة البرونزية تحوّل اهتمامها الى مساعدتها. ماذا ستفعل عندما تعلم ان جين حامل؟
كيف سيكون ردة فل اليكس بعد لن اخبرته ان علاقتها بديميتري انتهت؟
وسألت اولغا، تريد كسب الوقت: "آسفة لم اسمع".
ـ السيد هانتر. سألتك ان كان يعلم انك لا تكنين له سوى مشاعر الصداقة؟
ـ علاقتنا ليست جادة الى هذا الحد. اليكس يعجبني فه رفيق طيب لكننا لم نعرف البعض الا منذ وقت قصير.
فقالت اولغا باصرار: "بل منذ وقت كافٍ. انني قلقة عليك يا جين. متى ستضعين الماضي خلفك وتتلبعين حياتك؟"
ـ آه...أنا...
منتديات ليلاس
كانت جين لا تزال تبحث عن جواب عندما عادت اولغا تقول: "ألم يحن الوقت بعد للتفكير في الطلاق؟"
قوة الملاحظة عند اولغا مخيفة للغاية احياناً. وربما كان هذا ليعجبها في وقت آخر لكن ليس الآن. وهي تريد ان تحتفظ بافكارها لنفسها. وفيما اولغا تنتظر جواب جين، اخرجت من جيبها علبة سكائرها المفضلة، ووضعت سيكارة في فمها ثم أشعلتها. لم تحب جين قط رائجة السكائر،
لكنها وجدتها هذا الصباح تثير الغثيان. وشعرت بالقيء يصعد الى حلقها فاندفعت الى خارج الغرفة بعنف.
وفي الحمام الصغير أخذت تتقيأ بشدة ثم استندت الى الجدار واضعة منديلاُ ورقياً على فمها، وهي تفكر في انها لم تشعر بمثل هذا منذ وقت طويل.
ما الذي أكلته؟ لم تتناول بعض "التوست".
لم تشأ ان تتناول، وقد شعرت بوعكة حالما نزلت من الفراش.
وشعرت بغبائها فما تحس به ليس تسمماً غذائياً أو تقززاً من رائحة سجائر اولغا، با بداية القيء الصباحي. واذا كانت بحاجة الى برهان جديد عن حالتها، فهذا هو البرهان.