لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-11, 04:25 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي تلك اللحظة رن جرس التلفون , فقفزت أنطونيا من مكانها وأنتزعت السماعة وقالت:
" أنطونيا برنارد!".
فجاءها جواب كال:
" سأكون عندك بعد نحو ساعتين!".
" هل عدت؟ آه يا كال لماذا لم تخبرني قبل الآن عن عودتك؟ كان في ودي أن أذهب للقائك , أين أنت. في المطار؟".
" كلا , في مكتبي , يجب تصريف بعض الشؤون المستعجلة حتى لا أعمل غدا , سأحاول أن أصل الى البيت قبل الخامسة ليكون أمامي متسع من الوقت للأستحمام وتغيير ثيابي قبل الخروج لتناول طعام العشاء.....".
" ولكن.......".
وقبل أن تتمكن من أخباره أن روشيو تعد له عشاء خاصا قاطعها قائلا:
" هل نسيت دعوتنا الى الحفلة؟ هذا شيء مزعج , ولكن علينا أن نلبي الدعوة , ويمكننا ألا نمكث هناك أكثر من ساعة واحدة.
وأغلق الخط كعادته حين لم يكن لديه شيء يقوله , فقالت له روشيو:
" ما الخبر يا سيدتي ؟ لماذا أراك قلقة متجهمة الوجه؟".
" لا شيء يقلق يا روشيو ....... أنما نسيت أن علينا الذهاب الى حفلة أستقبال قبل أن نتمكن من تناول عشائنا".
وبعد مضي ساعتين أو أكثر حضرت أحدى سيارات الشركة يقودها سائق خاص , ولما توقفت أمام البوابة الأمامية نزل منها كال قبل أن يتمكن السائق من فتح الباب له.
ظنت أنطونيا أنه سيأتي من المطار مباشرة , فعزمت أن تسرع نحوه وتعانقه دليلا على فرحه بعودته اليها سالما معافى , ولكن فجأة فقدت حماسها للقائه على هذا النحو.
وسار كال بأقدام ثابتة في الممر الخارجي , فرأى أنطونيا واقفة في الشباك تلوح له بيدها , ثم أسرعت الى مدخل البيت ترحب به , فقال لها معانقا:
" كيف حالك يا حلوتي!".
وأقبل ماركوس وروشيو يرحبان بسيدهما , ثم لم يلبثا أن أنسحبا تاركين كال وأنطونيا ليخلو لهما الجو , على أن كال بعد أنسحابهما لم يرافق أنطونيا الى غرفة الجلوس بل قال لها:
" الوقت أمامي ضيق , فالأفضل أن أسارع الى الأستحمام وتغيير ثيابي في الحال , ويمكننا أن نتحدث ونحن في طريقنا الى الحفلة... قولي لروشيو أن تضع لهاريسون السائق أبريقا من الشاي......".
وراقبت أنطونيا زوجها يصعد الدرج الى الطبقة العليا , فأبتسمت وألتفتت الى السائق ودعته قائلة:
" تفضل الى المطبخ".
فلو كانت العلاقة بينها وبين كال علاقة زوجية طبيعية لرافقته الى الحمام وجلست على حافة الحوض تحدثه وهو يستريح في الماء الساخن ,أما والحالة كما كانت عليه , فلم تره ألا بعد أن أستحم ولبس ثيابه ونزل الى غرفة الجلوس وعليه أمارات الراحة والهدوء , وقال لها:
" لدينا وقت لتناول فنجان من الشاي أو القهوة , فماذا تفضلين؟".
" القهوة!".
وطلبت أنطونيا من روشيو أعداد فنجانين من القهوة , ثم خاطبت كال قائلة:
" كم شعرت بالقلق عليك يا كال!".
" نعم , أنتظار الأخبار يهلك الأعصاب... وأرجو ألا أجبر على تكرار سرد ما حدث ردا على أسئلة الذين سيحضرون الحفلة , تحدثت عن هذا الأمر ما فيه الكفاية! هل أزعجك الصحافيون بأسئلتهم؟".
" هنالك قائمة قرب التلفون بأسماء اللذين أتصلوا للأطمئنان عليك!".
" سأقرأها في وقت آخر... في هذه الليلة أريد أن أنسى كل شيء..".
وألتفت فرأى المخدة التي قامت أنطونيا بتطريزها , فصاح :
" ما هذا؟".
" فاني علمتني التطريز , فساعدني ذلك على تمضية الوقت في غيابك".
وراقبته وهو يدير قرص التلفون ثم تحدث الى فاني بمودة وهو يحتسي الشاي.
ثم قال لأنطونيا بعد أن أنهى حديثه:
" حان وقت أنصرافنا ......هيا بنا يا عزيزتي!".
وكان هاريسون في السيارة يقرأ الجريدة , وحين رآهما نزل من السيارة وفتح لهما الباب الخلفي, وفي الطريق الى مكان الحفلة , قال لها كال:
" وجدت بأنتظاري في المكتب تفاصيل منزلين للبيع , وسنذهب غدا لنراهما..".
وعدا ذلك لم يدر بينهما حديث يذكر , أذ جلس كل منهما بعيدا عن الآخر كأنهما لم يكونا عريسين , وكأن أحدهما لم يرجع حيا من بين شدقي الموت , ورغبت أنطونيا الأقتراب منه وألقاء خدها على كتفه , ولكن كال كان يحدق الى الأمام وهو غارق في التفكير بأمور لا علاقة لها بها.
وحين وصلا الى مكان الحفلة , لم تر بين الحضور لأول وهلة وجها تعرفه , الى أن حانت منها ألتفاتة الى صدر القاعة فلمحت ديانا وبستر , فتساءلت هل كان كال يعلم أنها ستكون في الحفلة؟ ألهذا السبب أصر على الحضور ,مع أنه قال لها مرارا أنه يكرح الحفلات التقليدية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:26 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولقي كال , كما توقع , أناسا كثيرين همهم أن يعرفوا تفاصيل ما جرى للطائرة المخطوفة , وأقبلت ديانا نحو أنطونيا من بعيد , وكان بوسعها أن تتجاهل وجودها , ورأت أنطونيا أنه كان على ديانا أن لا تقبل نحوها لئلا يتندر الحاضرون بمرأى زوجة كال ورفيقته الابقة جنبا الى جنب , على أن ديانا لم تكن من النساء اللواتي يخطر ببالهن مثل هذه الخواطر , فهي لم تسلم على أنطونيا فحسب , بل دعتها الى الجلوس في مقعد قريب , وتساءلت أنطونيا ماذا يمكن لكال أن يفكر حين يراهما معا.
وقالت لها ديانا:
" ما أجمل ثيابك".
وكانت أنطونيا ترتدي ثيابا أنكليزية الصنع والتصميم , ألا أن حذاءها كان أسبانيا , ذلك لأنها وجدت الأحذية الأنكليزية باهظة الثمن وواسعة من الأمام فلا تنسجم مع قدمها النحياة.
وقالت لديانا:
" مهنتك صعبة جدا ... فماذا أغراك بها؟".
منتديات ليلاس
" أتخذت مهنة العمل في التلفزيون صدفة , وبعد أن درست الأدب الأنكليزي في جامعة أكسفورد وكان في نيتي أن أمتهن التدريس , غير أنني ككثيرات غيري من الفتيات الذكيات لم أحترس في معاشرة الرجال , فحصل ما حصل.... كان ذلك مصيبة آنذاك , خصوصا أنه كان علي أن أقضي الشهرين الأخيرين في الفراش , ولحسن طالعي كان والد أبني في وضع مالي يمكنه من أعالتي , ولكنني كرهت أن أكون عالة عليه , فأقترح أحد الأصدقاء عليّ أن أعمل في شركة التلفزيون , وتدرجت في هذا العمل الى أن بلغت مكانة مرموقة , وهكذا أنقلب ما أعتبرته مصيبة الى عكسها , فلي مهنة تناسبني أكثر مما كانت تناسبني مهنة التدريس , ولي أبن يشبهني في كثير من الوجوه".
" كم عمره؟".
" 14 سنة , وأنا اليوم في الخامسة والثلاثين من العمر".
وفكرت أنطونيا أن ديانا , أذن أكبر سنا من كال , وتعجبت لهذا الواقع , أذ حسبت أن ديانا لم تكن تتجاوز الثلاثين من عمرها , ذلك أن وجهها غض البشرة , لا أثر للتجاعيد فيه.
وتابعت ديانا كلامها قائلة:
" العمل في التلفزيون كالعمل في الصحافة , ولكن هنالك متعة في الظهور أمام الجمهور ... أنت , هل تخليت عن مهنة ما عندما تزوجت كال؟".
فأجابتها أنطونيا :
" كلا , كان بودي أن أتابع دراستي الجامعية ألا أن ذلك لم يرق لعائلتي!".
" وكيف قبلت بأن يمنعوك من ذلك؟ يجب أن يكون مزاجك مطواعا أكثر مما ظننت".
ومع أن ديانا نطقت بهذه الملاحظة بلباقة وخفة ظل , ألا أن نطونيا أشتمت فيها شيئا من اللؤم فقالت:
" كان ذلك مخيبا للآمال , ولكنه كما في تجربتك أنت أنقلب الى الخير , فلو ذهبت الى الجامعة , لما كنت هنا زوجة لكال".
" ومغرمة به على ما يبدو....... هذا يلائم مزاجه كل الملاءمة!".
" كل أنسان يلائمه الحب........".
" نعم , ولكن ضمن المعقول , فالمبالغة في الحب أمر خانق , غير أن كال , لا يسمح لأية أمرأة أن تتدخل في أستقلاله......فأنا أعرفه حق المعرفة .... لصداقتي مع لورا!".
" نعم..... أخبرني أنك ولورا من المؤمنات بحركة تحرير المرأة !".
" وهل حذرك من خطر تعاليمها؟".
" أعرب لي عن آرائه في هذا الموضوع ....... ولم يقل لي ماذا عليّ أن أعتقد!".
" وماذا تعتقدين؟".
" بما أنني عانيت الكبت والقمع من النساء لا من الرجال , فأنا لا أميل الى وضع الحق على الرجال في كل ما عانيت من مصاعب في الحياة".
" تقصدين أمك؟".
" كلا , أمي أمرأة طيبة القلب , ولكن لي خالة متجبرة أستبدت بأدارة البيت بعد وفاة جدتي!".
" لا بد أن خالتك تعاني من خيبة أمل , فيجب العطف عليها , فلو سمح لها بالخروج طليقة الى العالم والعمل بما هو أكثر أبداعا من أدارة الشؤون المنزلية , لما أصبحت متجبرة مستبدة... وأنا أعلم أنني لو عشت منذ نصف قرن لجن جنوني بسبب أضطراري للخضوع لمشيئة والدي الى أن يأتي من يتزوجني أو أبقى عانسا مسحوقة طول حياتي ".
" أوافق على كلامك , ولكن ليس الى حد أعتبار أدارة الشؤون المنزلية عملا لا أبداع فيه.. هل تعرفين طون رانكن وزوجته فاني؟ ".
" كلا".
" فاني رانكن لها سبعو أولاد وبيت كبير تدير شؤونه وهي أمرأة واسعة الأطلاع وحلوة المعشر الى حد بعيد , حتى أنها جعلت من كونها زوجة عملا فنيا قائما بذاته , فحين يكبر أولادها تكون أرسلت الى العالم بسبعة أشخاص مثقفين , فأذا لم يكن هذا أنجازا عظيما , فما هو الأنجاز العظيم أذن؟".
وقبل أن تتمكن ديانا من الأجابة سمعت كال يقول:
" لا بد أنك تكررين أنشودتك المفضلة يا ديانا.... ولكنك لن تستطيعي أقناع أنطونيا بآرائك .... فهي مغسولة الدماغ جيدا من أصحاب الآراء المعاكسة...".
فأجابته ديانا على الفور:
" لا أحلم بأن أكون قادرة على أقناع زوجتك يا كال , فأنت تجهل التطور الذي طرأ على آرائي , كنت ضد الزواج فيما مضى , ولكنني الآن أعترف بخطأ ذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:07 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ونهضت ديانا من مكانها ووقفت وجها لوجه أمام كال وقالت له:
" لو عشت سنواتي الماضية من جديد , لما جزمت بأن الزواج لا يلائمني , بل كنت أذا جاءني من أحب تخليت مسرورة عن مهنتي وتزوجته من دون تردد ....أما الآن ففاتني القطار".
ورمقت أنطونيا بنظرة وقالت لها:
" وداعا يا سيدة برنارد".
وفيما هي تشق طريقها وسط الجمع قال كال لأنطونيا:
" دعينا نخرج من هذا الجحيم!".
" هيا!".
ولزم كال الصمت في طريق العودة الى البيت , فتساءلت أنطونيا أذا كان نادما لأنه لم يجتهد بما فيه الكفاية لأقناع ديانا بالزواج به.
وبعد حين قالت لكال:
" هل ألتقيت أبن ديانا وبستر يا كال؟".
نظر اليها وقال:
" يا ألهي! هل أخبرتك قصة حاتها؟ نعم ألتقيت بأبتها , فوجدته فتى لا بأس به أذا قيس بوالد الذي هو نموذج أنساني تعس!".
" لماذا؟ ألأنه لم يتزوج ديانا؟".
" كان يريد أن يتزوجها على ما أظن , ولكنها هي التي رفضت , قلت ذلك عن الرجل لأنه سمح لها أن تنكر عليه رؤية ولده , فهو لا يعرف عنه شيئا ألا من التقارير!".
وفي تلك الليلة , وهي في فراشها راحت تفكر في قول ديانا لها : أنت مغرمة بكال على ما يبدو.. هذا يلائم مزاجه الى حد بعيد!".
وتساءلت أنطونيا كيف بدا لديانا ذلك؟ وأذا كان بدا لها , فلماذا لم يبد لكال؟ فهل وقعت في غرام رجل لا يهتم ألا بالمشاكل العملية؟ ثم تذكرت أحد الكتب التي وجدتها في غرفته , وهو كتاب شعر , فمن يعنى بقراءة الشعر لا يكون أنسانا عاديا..
وأنتهت أنطونيا في تفكيرها الى الجزم بأنها تحبه ولكنها لا تفهمه , ثم أغمضت عينيها لتستقبل النوم بحسرة عميقة.
حالما رأت أنطونيا المنزل المسمى مالبري لودج أدركت أنها , أذا أستطاعت أن تجعل كال يقع في غرامها – فأنها ستكون سعيدة جدا بالأقامة معه , كان منزلا قديما صغيرا , حجارته قرميدية أعاد الى ذاكرتها سفوح الجبل الكائن وراء فنكادي لافيسيدا بأسبانيا , وكان المنزل خاليا بعد أن سكنته أمرأة في الرابعة والثمانين لم تعد قادرة على تدبير شؤونه وصيانته , وعلى الرغم من حاجته الى الترميم , فأنه بدا رائع الجمال ويخيم عليه السحر , وكانت تحيط به حديقة غناء , مغطاة بالعشب الأخضر , ولا يعوزها ألا شيء من العناية لتعود الى سابق عهدها من الروعة.
منتديات ليلاس
على أن المطبخ وتوابعه لم يرق لكال , ولكن أنطونيا رأت أن هذا النقص يهون لو أخذ كال بعين الأعتبار غرفة الجلوس ذات الجدران الخشبية والنوافذ العالية , والموقدة الضخمة التي تتصدرها , وتخيلت أنطونيا في الحال تلك النوافذ وعليها ستائر طويلة الى الأرض , كما تخيلت وجود مقعدين طويلين مريحين على جانبي الموقدة , تتوسطهما سجادة شرقية , وتعلوهما هنا وهناك لوحة تمثل منظرا للريف أو البحر.
بقي عليها أن تعرف رأي كال , ألا أنها ترددت في سؤاله مخافة ألا يشاركها حماسها للمنزل , وكانا قد شاهدا منزلا قبل الظهر , فلم يبد كال رأيه فيه , ذلك المنزل أقرب الى لندن وأكثر ترتيبا من هذا المنزل .
وقالت له بعد أن فرغا من الطواف في الحديقة:
" هل نعيد النظر في داخل المنزل مرة أخرى؟".
فأجابها وكأنه أتخذ قراره ولكنه لا يمانع في تلبية طلبها :
" نعم , بكل تأكيد , فلدينا متسع من الوقت".
وفي أحدى الغرف المشمسة في الطبقة العليا قالت له:
" هذه غرفة للأطفال... آه ما أجملها!".
فبادرها قائلا:
" هل ملاحظتك هذه نظرية أم عملية؟".
فحوّلت نظرها نحو النافذة وقالت:
" حسبت أن رغبتك في أنجاب الأولاد هي أحد الأسباب التي دفعتك للزواج بي....".
" نعم , أحد الأسباب!".
وتساءلت أنطونيا عما يجول في خاطره : هل يكون أنه بعد أن عرف أن ديانا غيرت رأيها في الزواج , لم يعد مستعجلا ! بل فضل التفكير على مهل في فسخ عقد زواجه؟ فأذا كان الأمر كذلك , فلماذا جاء بها لشراء منزل؟ أم هل هو يا ترى من الرجال الذين أذا تزوجوا يحافظون على زواجهم , لا لسبب عاطفي بل لأنهم وقّعوا بأمضائهم على عقد ولا يريدون ألغاءه.
وتابعت أنطونيا تفكيرها , فقالت لنفسها:
" أذا كان كال قويا الى حد أخراج ديانا من حياته , فأنا أيضا يجب أن أكون قوية الى حد الوقوع في غرامه وأعطائه كل شيء من غير مقابل , ولكن كيف أتأكد أنه عزم على أخراجها من حياته؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:09 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبادرها كال بالقول:
" يبدو لي أنك أحببت هذا المنزل!".
" نعم , لكنه قد لا يكون المنزل الذي ترغب فيه أنت!".
"البيت , على وجه العموم , يهم المرأة أكثر مما يهم الرجل , قلت لك مرة أنني آكل أنواع الطعام , شرط أن يكون النوع الذي آكله جيد الطهي , وكذلك , فأذا كان البيت مريحا ودافئا في الشتاء وباردا في الصبف , فلا يهمني أذا كان قديما أم جديدا , أترك الأمر لك , ألا أن البيوت القديمة يصعب العناية بهها وصيانتها , ولكنها من ناحية ثانية تتمتع بموقع أفضل من البيوت الجديدة , فأذا كنت تحبين هذا المنزل, وكان وضعه على ما يرام , فهو لك!".
وبعد ذلك ببضعة أيام أخبرها كال أنه أتم شراء مالبري لودج , وقال لها:
" ولكن يجب أن ننتظر على الأقل ستة أشهر , وهو الوقت اللازم لتسييج احديقة جيدا , وأجراء بعض الأصلاحات الضرورية , ناهيك بتأثيثه وتجميله , فما أن يصبح صالحا حتى نصبح بحاجة الى غرفة الأطفال . ......هل بدأت تنظرين الى شهر العسل الثاني برحابة صدر أوسع مما نظرت الى شهر العسل الأول؟".
وعلا الأحمرار وجه أنطونيا على ذكر غرفة الأطفال , فقالت بنبرة خافتة:
" لا شك أن واحدنا يعرف الآخر الآن أكثر مما كان يعرفه عندما تزوجنا".
" هل هذا صحيح ؟ هاتان العينان العسليتان لا تعكسان كثيرا مما يكمن وراءهما....... يا لك من مخلوقة كتومة يا أنطونيا!".
" هل أنا كذلك؟ لا أدري , كنت أحسبك قادرا على قراءتي ككتاب مفتوح!".
" بعض الأحيان , ولكنني بين الحين والآخر أصل الى صفحة مطوية يصعب فتحها!".
" أذا كان الأمر كذلك , فلماذا لا تطلب مني أن أفتحها لك؟".
وقطع حديثهما رنين جرس التلفون , فلما أنهى كال المكالمة عاد الى أستئناف الحديث.
وحين أعادت أنطونيا الى ذاكرتها ما قالته , لم تتمالك من الأستنتاج أن ملاحظته عن أمكان عدم موافقته على كل أفكارها الخاصة أنما تشير الى باكو , ولكن باكو قد مات , وأما ديانا فلا تزال على قيد الحياة وفي هذه المدينة بالذات.
وفي الأسبوعين اللذين تليا , سنحت لكال أكثر من فرصة لمخابرتها بالتلفون من مكتبه ليقول لها أنه سيتأخر في المجيء الى البيت وقت العشاء , وكانت العادة في أسبانيا لا تزال تسمح للرجال بأن يقضوا وقتا قليلا مع عائلاتهم خلال الأسبوع ولكن شرط أن يصرفوا يوم الأحد كله في العناية بنسائهم وملاعبة أولادهم , ولذلك كان على أنطونيا أذا ما قضى كال ليلته خارج البيت , أن تحسب أنه قضاها في النادي يتحدث في الشؤون السياسية مع الرجال , وكانت أشترت قطعة قماش أخرى للتطريز , فساعدتها على ملء الفراغ والأنصراف الى وضع التصاميم للمنزل الجديد.
غير أنها , وقد علمت بعلاقة كال بديانا , لم تتمالك من التساؤل أذا كان تأخر كال أو غيابه مدعاة للشك والغيرة.
وفي زيارتها الثانية للمنزل الجديد برفقة المهندس الذي أستخدمه كال لمساعدتها في ترميم المنزل وتجميله , قال لها زوجها:
" لا تسمحي له بأن يحملك على فعل أي شيء لا يروق لك , فمهمته هي مساعدتك وأسداء المشورة , لا فرض ذوقه عليك ".
ولكن المهندس , في تلك الزيارة الأولى , برهن على أنه كان منزها عن الغطرسة , فبذل كل جهد لمعرفة ذوق أنطونيا وخياراتها , فكانت الساعة التي قضتها معه ممتعة أنستها ولو الى حين مشاكلها العاطفية.
ولم يمض وقت طويل حتى سافر كال الى الولايات المتحدة الأميركية في رحلة عمل.
وقبل سفره , أقترح على أنطونيا أن تزور والدتها خلال مدة غيابه , ثم يلاقيها في فالنسيا ومن هناك يذهبان الى منزلهما الريفي لقضاء بضعة أيام.
وبما أن طائرتيهما كانتا ستتركان لندن في وقت واحد تقريبا , ركبا اسيارة معا الى المطار , وفيما هما يقتربان من المطار , قال لها:
" ما بالك هادئة؟ ألا تثور أعصابك من فكرة الطيران وحدك ؟".
" كلا , أبدا".
وفي الحقيقة كانت شديدة التوتر , ولكن لا للسبب الذي ذكره كال , بل لأنها عزمت عند وداعه أن تتخذ خطوة جريئة نحو حل المشكلة القائمة بينهما.
وكانت طائرة كال ستقلع أولا , وحين أعلن عن أقلاعها قال لأنطونيا:
" أعتني بنفسك".
وكان سيكتفي من وداعها بقبلة خفيفة على وجنتها , غير أن أنطونيا طوّقته بذراعيها وأغلقت عينيها وأستسلمت.
ومع أنها لم تتوقع أن يرفض , ألا أنه لم يدر في خلدها أنه وهما في مكان عام سيتجاوب بحماسة فائقة , فلبضع دقائق وجدت نفسها تكاد تنسحق أزاء قوته.
وحين تمتم في أذنها أنه مستعد لألغاء سفرته أذا كانت قررت فجأة أنها تريده أن يبقى معها , أجابت بسرعة:
" لا , لا , دعنا نلتقي في أسبانيا كما قررنا , وحين نذهب الى منزلنا الريفي أحب...... أعني..... أريد أن تكون الأمور غير ما كانت عليه حتى الآن بيننا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:11 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأبعدها عنه تاركا يديه على كتفيها , وقال:
" هل حقا تعنين ما تقولين ؟ هل أنت واثقة من ذلك؟ لماذا اليوم؟ لماذا لم يكن ذلك البارحة؟".
" لا أعلم.... لا أعلم , يجب أن نقول وداعا الآن يا.......حبيبي!".
وحين سمع منها كلمة ( حبيبي ) لأول مرة ثار الدم في عروقه وصاح:
" ليت هذه الرحلة لم تكن .. كيف يمكنني أن أحصر أهتمامي بالمهمة التي أنا ذاهب لأجلها , حين..".
فقاطعته قائلة:
" لا , أرجوك , أريدك أن تسافر , أفضل ألا نبدأ حيا
نا الجديدة هنا في لندن , بل هناك في منزلنا الريفي حيث كنت دائما أشعر بالهناء والسعادة".
وهنا لم يجد بدا من الأنصياع لأرادتها , فودعها وسار في طريقه الى الطائرة.
كان شعورها غريبا حين عادت الى فالنسيا لتجد نفسها كأنها أجنبية في المدينة التي كانت لزمن طويل محل سكناها.
وكما توقعت , فقد أعطيت أجمل الغرف المخصصة للضيوف , وهي كناية عن غرفة جلوس , وغرفتي حمام , وغرفة نوم وتوابعها.
منتديات ليلاس
وعندما تذكرت آخر مرة أشتركت فيها مع كال في غرفة ذات سرير مزدوج , شعرت بالدم يجري حارا في عروقها عند التفكير في أنها ستعيد التجربة ذاتها.
وأول مرة أنفقت على شيء خاص بها كان شراء قميص نوم من الحرير الأخضر الفاقع , وهو أفخر من القميص الأبيض الشفاف الذي أرتدته ليلة عرسها..
ومرت أيام الأنتظار ببطء , ومع أن كال قال لها أنه لن يخاطبها بالتلفون , ألا أنها أعتقدت أن طريقة الوداع قد تحمله على تغيير رأيه هذا , ولذلك خاب أملها حين كاد يمضي الوقت من دون أن يتلفن اليها من أميركا.
وفي اليوم الثالث لوجودها في أسبانيا ذهبت الى المزين مع والدتها وهناك أخذت تقلب صفحات أحدى المجلات , فجذبت نظرها صورة بعض الناس يهبطون سلم الطائرة وكم كانت دهشتها شديدة حين عرفت من بينهم ديانا وبستر!
وحين قرأت في أسفل الصورة أن الطائرة هبطت في مطار نيويورك , شعرت بأنزعاج شديد , صحيح أن المجلة صادرة حديثا , ألا أن الصورة قد تكون أخذت منذ زمن , فهل ديانا وبستر لا تزال في نيويورك؟ وهل لهذا السبب ذهب كال الى هناك ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مصادفة؟
وفكرت أنها كانت غبية حين رفضت أن يقلع عن رحلته ويبقى معها , قد لا يكون خطط لملاقاة ديانا في نيويورك , ولكنه قد يصادفها في مكان ما , وأذا فعل فلا بد أنها ستحاول أغراءه وأثارة عواطفه لها.
وفي تلك الليلة قالت لها أمها ألينا:
" أنت تفتقدين زوجك كثيرا , عندما وصلت الى هنا كنت سعيدة ومليئة بالحيوية , والآن أراك مستوحشة في غيابه , عليك بالصبر , فلا يزال أمامك بضعة أيام من الأنتظار ... لماذا لا تطلبينه بالتلفون؟".
" أنه يقضي معظم وقته خارج الفندق يا أماه , فأذا تركت له رسالة قد يظن أن مكروها أصابني ... وكما قلت , فليس أمامي سوى بضعة أيام من الأنتظار...".
وفي الواقع لم يمض يومان حتى قيل لها , وهي راجعة من زيارة لها في الريف , أن كال وصل في غيابها.
فصاحت وقلبها يكاد يطير من شدة الخفقان:
" أين هو؟".
ولما علمت أنه مع أمها ألينا , صعدت السلم راكضة ودخلت غرفة أمها كالسهم وهي تصيح:
" كال.... كال هل عدت؟".
وألقت نفسها بيم ذراعيه , فضمها اليه , ولكنها حين نظرت الى وجهه ورأته متجهما خاليا من الأبتسامة , أدركت أن في الأمر سوءا.
وفيما هي تتراجع أنحنى وقبلها على خديها كما لو كان يقبل أمها ألينا , أو خالتها تيا أنجلا.
وقالت ألينا:
" سأترككما وحدكما..... فالسفر في الطائرة هذه الأيام متعب جدا ..... فلعلك يا كال تحب أن تستريح قليلا قبل العشاء".
وحين خرجت من الغرفة , أرتمى كال المقعد وقال:
" نعم , أشعر بالأرهاق الشديد , فالقيام بعمل يستغرق أسبوعا كاملا في أربعة أيام أمر مرهق حقا... كيف قضيت الوقت مدة غيابي؟".
" كالعادة , تحدثت مع أمي , وقمت بزيارة بعض الأصدقاء , آسفة لأنني لم أكن هنا عند وصولك".
" لا يهم , لم أتوقع أن أجدك هنا بأنتظاري , فالطقس حار جدا , سنستأنف حديثنا بعد أن أستحم.... أتسمحين؟".
" نعم بكل تأكيد , سأريك الغرفة التي خصصت لأقامتنا ".
وقادته في الممر , وعقلها يسبح في بحر من الرعب , فهذا لم يكن اللقاء الذي أنتظرته بقلق الشوق , وبدا لها أن ما حدث في مطار لندن لم يكن سوى حلم لا أساس له من الواقع.
وفي غرفة النوم ألتفتت اليه وبادرته بالقول:
" أفتقدتك كثيرا , تلك الأيام القليلة بدت لي كأنها أسابيع!".
فأجابها بتحفظ ظاهر:
" تمنيت عبثا أن آخذ قسطي من النوم وأنا في الطائرة , ولذلك فلا أظن أنني سأكون حلو المعشر قبل أن أرتاح ساعة على الأقل , آسف لذلك , والآن سأستحم وأنام قليلا , ثم ألقاك على مائدة العشاء....".
فلم يكن أمامها ألا القول:
" نعم ,كما تريد".
وفكرت أنطونيا أنه ربما كان صادقا في شعوره بالأرهاق بعد سفر أجتاز فيه الأطلسي مرتين , ولكنها في الوقت نفسه أحست أن ذلك لم يكن السبب الوحيد لتصرفه ذلك التصرف.
فمنذ أفتراقهما , لا بد أن يكون طرأ ما غيّر مزاجه نحوها , فماذا يمكن أن يطرأ في نيويورك ويكون له تأثير على زواجهما غير لقائه ديانا؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, الكلمة الأخيرة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, separate bedrooms, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161260.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط¬ط¯ط§ This thread Refback 27-08-14 05:35 PM
ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط£ط®ظٹط±ط© ط¢ظ† ظˆظٹظ„ This thread Refback 18-08-14 05:25 AM


الساعة الآن 03:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية