لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


166- الكلمة الأخيرة - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة )

166- الكلمة الأخيرة - آن ويل - روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-11, 05:49 PM   2 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 166- الكلمة الأخيرة - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

166- الكلمة الأخيرة - آن ويل - روايات عبير القديمة

الملخص


لماذا لا أتزوج هذا الرجل وأدفن نفسي معه ؟ هكذا قالت أنطونيا بعد أن مات حبها الأول .... باكو , وعاشت بعد الفاجعة مقتنعة بأن قلبها مات ,أمرأة بلا قلب بلا عاطفة تتزوج أي رجل , وما دامت ميتة فما الفرق ؟ تزوجت أنطونيا من كال الرجل الذي أحبها من أول نظرة ودخلت معه بيت الوهم , بيت النسيان, بذل كال ما في وسعه لأسعادها ألا أن أنطونيا مكبلة بالذكريات القديمة وقلبها محطم بسعادة ماضيه سرقت منها .
منتديات ليلاس
وعرف الزوج بحكاية زوجته وأكتشف بأن باكو هجرها لقاء مبلغ من المال, صارحها بالواقع المر ولكن أنطونيا لم تصدق وأعتبرته يغتال أوهامها الجميلة أنتقاما لكرامته, كانت بين حجرين .... حجر الماضي الذي عاد حاضرا .... وحجر الحاضر الذي عاشته تحلم بالماضي وهنا تحرك القلب وقال كلمته الاخيرة فأنصتت أنطونيا وتبعته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 13-05-11, 05:51 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- شرنقة الذكريات


كانت أنطونيا مارلو أبنة رجل أنكليزي قضى معظم أيام حياته في أسبانيا , وفي صبيحة يوم زواجها من الرجل الذي أعجبت به من دون أن تعشقه , جلستت في غرفة نومها تفكر في ليلة زواجها بشيء من القشعريرة المفاجئة , فحين خطبت منذ شهرين لتتزوج الشاب كال برنارد , الصناعي الأنكليزي المليء بالحيوية والنشاط , بدا لها أن هذا الزواج سيتيح لها الهرب من تعاستها المتزايدة منذ وفاة والدها الحبيب , أما الآن , وقد حان الوقت لتكرس بقية أيام حياتها لرجل لا يزال غريبا عنها , فقد أستولى عليها الشك والخوف.
كانت جالسة أمام المرآة , فيما أخذ أشهر مزين للشعر في مدينة فالتسيا يصفف لها شعرها أستعدادا لحفلة زواجها ذلك اللنهار , ورجعت بها الذاكرة الى اليوم الذي وقع فيه نظرها على الرجل الذي لم يضمها بعد الى صدره ضمة العاشق الولهان , ولكنه مع ذلك سيصبح قبل حلول الظلام زوجها الشرعي.
وعلى الرغم من أنها ولدت في فالتسيا ونشأت فيها ألا أنها أحتفظت بصفات والدها الأنكليزي , ولم ترث عن والدتها الجميلة دونا ألينا سوى عينيها الواسعتين وقامتها الهيفاء , شعرها أشقر كشعر والدها , وكذلك مزاجها , وهذا ما جعلها بعد وفاته تستصعب القيود التي كانت تفرضها على سلوكها في الحياة , أقامتها في ذلك المنزل الذي كان يخص عند ولادتها أجدادها الأسبانيين وأصبح اليوم ملك خالتها الصارمة تيا أنجيلا.
وكانت تيا أنجيلا هي التي قررت بيع المنزل الريفي فينكا دي لا فليسيدا الكائن على سفح الجبل , على مسافة ما يقارب الستين ميلا جنوبي فالنسيا , وكان هذا المنزل الذي أشتراه جون مارلو ورممه وأثثه على الطراز الأنكليزي يشيع جوا من المرح والدفء , لذا شق على أنطونيا أن تعلن خالتها عزمها على بيع ذلك المنزل الريفي الذي كان يروق لها جدا , ففيه قضت أجمل أيام حياتها , وفيه كانت تشعر بأنها تحصل على راحة التامة.
وكانت أنطونيا تشارك والدها في تفضيله الغرف المليئة بالنور , ولذلك كان صدرها يضيق بالقصر العائلي القاتم ... بينما في المنزل الريفي تشعر بأنها شخص آخر , فلا عجب أن يكون أمكان بيع ذلك المأوى الهنيء ضربة أخرى في سنة جلست لها الكثير من التعاسة والشقاء وكانت أنطونيا تعرف أن لا جدوى من مناشدة أمها الوقوف في وجه ما عزمت عليه خالتها , ذلك أن دونا الينا كانت عاجزة عن معاندة شقيقتها الكبرى ذات الأرادة الفولاذية , وداخل أنطونيا الشك في أن خالتها أنّما عزمت على ببيع المنزل الريفي نكاية بزوج شقيقتها الأنكليزي الذي لم تكن تطيقه, والذي جعلها تغار من ولاء شقيقتها له , أما الآن , فبعدما توفي أصبح بمقدورها أن تستبد بأبنته التي كانت تحظى منه بقدر زائد من الحرية , وحرص جون مارلو على أن يفسد طراز المنزل الريفي القديم , عندما أدخل عليه عدة تحسينات زادت في فخامته فضاعفت قيميته المادية , ولذلك لم يكن يقدر على شرائه ألا الأثرياء , مما جعل الأقبال عليه ضئيلا وأراح بال أنطونيا بعض الشيء.
ولكن في يوم من الأيام! أعلن خالها , وهو أرمل يدير شركة صناعية كبرى , أن صديقا له من التجار الأنكليزي يدعى كال برنارد يميل الى شراء المنزل , وأنه دعاه الى قضاء ليلة أو ليلتين , وهو في طريقه من اليكامتي الى فالنسيا.
وفي غطلة الأسبوع التي تلت , ذهبت أنطونيا الى زيارة المنزل الذي تحبه , يرافقها خالها تيو يواكين ووالدتها , وخالتها التي تكره المنزل , وأعتبرت أنطونيا أن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة.
وحين وصلوا الى المنزل في الساعة الحادية عشرة صباحا , بقيت أنطونيا هناك , بينما أكمل تيو ووالدتها طريقهما الى عيادة خادم الأسرة وهو على فراش الموت.
ولم يكن أحد يتوقع وصول السيد برنارد قبل وقت تناول طعام الغداء في الساعة الثالثة , فقررت أنطونيا قضاء بقية ساعات الصباح في السيؤ على طريق البغال التي تلف وتدور على سفح الجبل الواقع خلف المنزل , وكانت تلبس بنطالا يقي ساقيها شر الأشواك , وتحمل كيسا وضعت فيه أشياءها وبعض الزاد , مع زجاجة ماء معدني.
وفي طريق عودتها بعد ذلك بسلعتين , شعرت بالحزن وهي تفكر في والدها وفي باكو , ثم ألتقت رجلا طويل القامة , فأدركت في الحال أنه أجنبي , وبما أن الأجانب كثيرون في تلك الأنحاء فأنها أستغربت حين وقف الرجل في طريقها وحياها مصافحا وقال أنه كال برنارد.
ولو لم يكن كال برنارد طامعا في شراء المنزل لأحبته على الفور , فهو بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين ذكرها بوالدها , وكان يخيّل اليها , قبل أن تراه , أنه في عمر والدها , فأذا به في عز الشباب وله بنية رقيقة مكتنزة لا تشبه مطلقا تلك التي تميز بها معظم رجال الأعمال الأسبان الساعين وراء الغنى , ذلك أن السيد برنارد الذي لم يبلغ الأربعين من العمر لم يعد من هؤلاء الساعين , فهو وصل الى ما يريد بحيث أصبح ثمن المنزل مع كونه باهظا , في متناول يده .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:53 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأجابته أنطونيا بالأنكليزية :
" صباح الخير , يا سيد برنارد , كيف عرفت من أنا؟".
فأجابها:
" أعطاني أحدهم أوصافك , فقال أن قامتك رائعة الجمال , وشعرك أشقر , وعيناك كبركتي عسل غامق اللون , وظننت أنه يبالغ في هذا الوصف ألى أن رأيتك, ولا يمكن لهذا الوصف أن ينطبق على أكثر من فتاة واحدة في هذه الأنحاء".
فأحمرت وجنتا أنطونيا من الحياء , لا لأنها لم تكن معتادة على المديح فهي منذ طفولتها تسمع الناس يثنون على جمالها ,مع أن والدها لم يكن يحبذ العادة الأسبانية في كيل المديح للأولاد , بل لأن تلك النظرة التي رمقها بها السيد برنارد لم يسبقه الى مثلها أحد من قبل.
فقالت له بفتور:
" آسفة ألا تجد أحدا في المنزل لأستقبالك , خالي ذهب الى مكان ما في الجبال لمقابلة رجل عجوز كان يشتغل عندنا وهو الآن على فراش الموت , وأنا لم أتوقع قدومك ألا بعد حين , ولولا ذلك لما خرجت للنزهة".
فأجابها:
" أنا الذي يجب أن يعتذر على قدومي باكرا , أهيت عملي في أليكانتي بأسرع مما توقعت , فرأيت أن أقضي أطول وقت ممكن هنا في الريف قبل أستئناف سفري الى برشلونة".
وجال بنظره في تلك الأرجاء وتابع قائلا:
" هذا جزء رائع الجمال من أسبانيا , وهو كثير الخضرة كأنكلترا ".
فأجابته أنطونيا:
" نعم , وأنا أحب هذا الوادي , لا سيما في شهر شباط( فبراير) حين يزهر اللوز".
وفيما أخذ يتمتع بمرأى البراعم البيضاء الوردية على أشجار اللوز المنتشرة في الحقول الواطئة , كانت أنطونيا تنظر اليه بتأمل , فهي لم تتعرّف في حياتها كلها الى وطن والدها الأصلي , كما أنها لم تلتق ألا القليل من الأنكليز , وكان المنزل الريفي في منطقة أسبانية ذات مناخ معتدل في الشتاء , مما جعل الأقبال عليها شديدا من قبل المغتربين عن بلادهم , ولكن معظمهم كان من الذين أحيلوا على المعاش بعد بلوغهم سن الشيخوخة.
منتديات ليلاس
وفي الصيف كانت أنطونيا تستحم مع والداها في مسبحهما الخاص , أو تستقبل وأياه مركبا يحملهما الى كهوف لا يمكن الوصول اليها عن طريق الشاطىء حيث يكثر السواح , ولذلك فلم يتسن لها معرفة أحد من جيل كال برنارد وطرازه , وأعتادت أنطونيا أن تعيش بين رجال عيونهم بنية اللون أو رمادية اللون أحيانا , فلا عجب أن تجد عيني كال الزرقاوين أبرز ملامحه , وأكتشفت فيما بعد لماذا كان أنفه غريب الشكل , حين علمت أنه أصيب بلكمة في صغره , وهذا ما أكسب وجهه , أذا نظرت اليه من جانب واحد , مزيدا من الصلابة , وقلّما كان لأحد من الطبقة العليا أو الوسطى من الأسبان ذلك النوع من الوجه الذي كان سائدا لدى الغجر ومصارعي الثيران.
وفيما هذه الفكرة تخطر ببالها , ألتفت كال فجأة , فوجدها تنظر اليه بأمعان , وكان بينهما مرتفع وقف هو في أسفله , ولكنه لطول قامته بقيت عيناه أعلى من مستوى عينيها , فقال لها:
" أنت فتاة غير أعتيادية , يا آنسة مارلو!".
" أنا؟ لماذا؟".
فقال لها:
" لأنك لم تسأليني من وصفك لي ذلك الوصف الشعري , أما لديك حب الأستطلاع لتعرفي من يكون هذا المعجب بك ؟ أم أنك تعودت المديح فلم يعد يثير أهتمامك؟".
فقالت له:
" حظيت بوالدين لا يعوزهما حسن المنظر , أيها السيد برنارد , فأمي أجمل مني بكثير , وفي أية حال , أعتقد أن الذكاء أهم من جمال الوجه , فهو بخلاف الجمال يدوم طوال الحياة".
فقال موافقا:
" هذا صحيح , ولكن الجمال , ما دام باقيا , فهو يبعث البهجة في النفس أكثر من الذكاء".
فأجابت :
" ربما للآخرين , لا للذين يعنيهم الأمر , أنا أفضّل أن أكون ذكية مثل والدي الذي توفي السنة الماضية".
فقال من دون أن يظهر الأسى كما هو مألوف:
" نعم علمت بذلك".
منتديات ليلاس
ونزلا الجبل , واحدهما يتبع الآخر , وكانت أنطونيا في المقدمة , ولما وصلا الى المنزل سألته أذا كان يحب أن يتناول فنجانا من الشاي أو يريد الدخول الى غرفته أولا , فأجابها بأنه يفضل كأسا من الشراب , ثم أخذ يجول بنظراته في غرفة الأستقبال التي كانت رفوفها تغص بالكتب وجدرانها باللوحات الفنية التي حرص والد أنطونيا على أختيارها وجمعها طول حياته.
" هل تهوين القراءة , آنسة مارلو؟".
" نعم , كثيرا جدا".
" بالأنكليزية كما بالأسبانية؟".
" نعم , ولمن بالأنكليزية أكثر".
وهنا عاد الآخرون , ولم تأخذ أنطونيا بنصيب من الحديث طوال بقية النهار , وبدا لها منذ البداية أن كال برنارد أحب المنزل , وحين أقتربت الساعة العاشرة ليلا , وفيما كان الجميع يتناولون طعام العشاء , أعلن كال عن عزمه على شراء المنزل , بما فيه الأثاث وما اليه , لكي يكون صالحا للسكن في الحال.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:54 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فوافق خال أنطونيا على ذلك قائلا:
" لا حاجة لنا الى ما يحتوي المنزل من أثاث وما أليه , فهذه الأشياء أختارها صهري وهي لا تلائم ذوقنا في هذه البلاد".
فسارعت أنطونيا الى القول بأحتجاج:
" لكنني أريد الأحتفاظ بأشياء والدي".
فقالت لها أمها:
" وأين تضعينها يا عزيزتي؟ أنا على يقين أن السيد برنارد لا يمانع في أن تحتفظي لنفسك بلوحة أو لوحتين , وربما بعدد قليل من الكتب , أما أن تحتفظي بكل شيء في المنزل فهذا مستحيلّ".
وقال السيد برنارد , وكان جالسا قبالتها:
" نعم , يحق لك أن تحتفظي ببعض ما يذكرك بوالدك يا آنسة مارلو".
فقالت بصوت خافت , والدموع بدأت تتساقط على خديها:
" أشكرك على ذلك!".
ولم يكن يخطر ببالها أنها ستفتقد المنزل ومحتوياته أيضا , بل حسبت أن المحتويات ستخزّن في مكان ما الى أن يصبح لها منزلها الخاص بها , وذلك مع العلم أن هذا لن يحدث في وقت قريب , نظرا لأنتهاء علاقتها مع باكو.
وفي اليوم التالي نوت أنطونيا التغيب تاركة خالها تيو يواكين ووالدتها للأهتمام بخدمة الضيف ,ولكنها لم تكد تسير قليلا في نزهتها حتى سمعت صفيرا على مسافة منها , ولما نظرت الى الصوت شاهدت السيد برنارد يصعد الطريق مقبلا نحوها.
وحين أقترب منها سألها قائلا:
" هل تسمحين لي بمرافقتك؟".
فأجابته بلياقة:
" أهلا وسهلا , يا سيد برنارد!".
ولكن السيد برنارد كان من الفطنة بحيث لاحظ نبرة التردد في جوابها فقال لها:
" هل يزعجك حضوري , يا آنسة مارلو؟ أم أن ما يزعجك بي أنني سأحرمك من المنزل الذي تحبينه كثيرا؟".
فأجابت قائلة:
"آسفة أذا كنت أعطيتك مثل هذا الأنطباع غير الودي... من الصعب على الأنسان أن يفارق منزلا أحبه , قد يبدو ذلك سخيفا في نظرك ,ولكنني دائما شعرت بالغربة في منزل والدتي الذي في فالنسيا ,فأنا في ميولي أشبه والدي , وأشعر أنني أنكليزية أكثر مني أسبانية , على الرغم من أنني عشت هنا طوال حياتي".
" أوافقك على أنك تشبهين والدك أكثر مما تشبهين والدتك, ولكنك بلا ريب لا تشبهين معظم الفتيات الأنكليزيات اللواتي في عمرك".
" صحيح ؟ ومن أية ناحية؟".
" لك صفات لم تعد دارجة في أنكلترا هذه الأيام , من حيث اللطف والتواضع , وكلامك لا تخالطه ألفاظ نابية , ولا في تصرفاتك شيء من الوقاحة , وأكثر الظن أنك لا تزالين عذراء".
فلم تجب أنطونيا بكلمة ,ولكن أحمرار خدّيها دلّ على أن ظنه كان في محله , وفيما هما سائران زلت قدمها , فتأوهت من الألم , وحين أسرع اليها كال وكشف عن موضع الألم وجد أن الورم قد بان عليه.
وقالت أنطونيا:
" آسفة لما حدث , واللوم يقع علي".
وتطلع كال اليها وقال:
" لا , اللوم يقع عليّ لأنني أثرتك بملاحظاتي الصريحة , والآن , فكاحلك يا آنستي يحتاج الى علاج , وعلي أن أحملك الى المنزل , وبما أنني لست سوبرمان , فعليك أن تضعي ذراعيك حول عنقي وتتعلقي بي وأنت مستلقية على ظهري".
وعلى الرغم من الألم الحاد الذي كانت تشعر به , فأكثر ما أثارها هو شعره الداكن اللون القريب من وجها , ورائحة بشرته الذكية التي لا عهد لها بمثلها من قبل.
وعندما وصلا الى المنزل , وجدت أنطونيا والدتها مستسلمة للراحة , وخالها غائبا , وكان كال هو الذي عالج قدمها , فوضع عليه قطعا من الثلج وضمده بقطعة من القماش , وقال لها كال بعد حين:
" سأعود الى هنا بعد شهر , وفي غضون ذلك تكونين قررت أي أشياء تريدين الأحتفاظ بها".
وفي صباح اليوم التالي غادر كال المنزل الى برشلونة , وأنطونيا لا تزال نائمة في فراشها.
وبعد ذلك بأسبوعين جاءها أحد الخدم برزمة عليها طابع بريد أنكليزي فظنت لأول وهلة أنها مرسلة الى والدها من أحدى المكتبات التي كان يتعامل معها , ولما فتحت الرزمة وقلبت غلاف الكتاب , وهو رواية بوليسية مثيرة , قرأت هذه الجملة الموجهة اليها : بأنتظار لقائنا المقبل , حين آمل أن نكتشف أشياء أخرى تكون جامعا مشتركا بين ذوقي وذوقك , وكانت موقعة بالحرفين الأولين من أسمه , ك. ب.
وكان لقاؤهما المقبل في فالنسيا , حين دعاها كال مع أمها وخالها الى تناوا ل طعام العشاء في فندق راي دون جايم وهو أفخم فنادق المدينة , ولو أنه دعاهم الى فندق أستوريا أو ريتا فكتوريا فما قلل ذلك من سرورها , غير أن فندق راي دون جايم كان حديثا وعلى الجانب الشمالي من النهر , وفيما كانت تتناول المآكل الشهية , لم يغب عن بالها أنها عاشت فيما مضى , على مقربة من مكان جلوسها أجمل ساعات حبها الضائع.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 05:56 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت مدينة فالنسيا مقسومة الى قسمين بنهر ريو توريا الجاف والسبب في جفاف النهر هو أن مياهه تحولت الى سواقي تروي حقول الأرز وبساتين البرتقال المحيطة بالمدينة , ولم يكن من المستغرب أن ترى قطيعا من الغنم يرعى في ظلال الجسور التي كان يقوم بين أثنين منها ملعب لكرة القدم ,وكان وسط المدينة وأجمل بناياتها وآثارها التاريخية يقع على الجانب الجنوبي من المدينة , بينما أحتفظ الجانب الشمالي بالجامعة ومتحف الفنون الجميلة , وكان فرنسيسكو بنيتيز المعروف لدى الجميع بلقب باكو , يقيم مع عائلته في شقة كائنة على الجانب الشمالي قرب الميناء , وهو موضع لا تزوره عادة فتاة مثل أنطونيا , ذلك أنه كان حيا تقطنه طبقة العمال الذين حرصوا على نظافة مساكنهم وتزيين شرفاتها بأحواض الزهور , وكان الصغار الذين يلعبون في الأزقة مزعجين أحيانا , مثلهم مثل سائر الصغار في أزقة المدن كلها , وفي أيام الدراسة كانوا يلبسون ثيابهم ويسرحون شعورهم كما يجب , بحيث لا يمكن تمييزهم عن تلامذة الأحياء الثرية ألا بشيء واحد , وهو أنهم كانوا يذهبون الى مدارسهم سيرا على الأقدام , عوضا عن نقلهم بسيارات أهاليهم الفخمة التي كان يتولى قيادتها سائقون خصوصيون , وبالتالي لم يكن في مظهر باكو ما يميزه عن أبناء أصدقاء الدونا ألينا.
منتديات ليلاس
وفي ذكرى مولدها التاسع عشر , وقبل وفاة والدها جون مارلو المبكر ببضعة أشهر , ورغم معارضة تيا أنجيلا , أهداها والدها سيارة خضراء جميلة , وفيما هي تقودها في شارع يغص بالسيارات , توقف المحرك عن الدوران , مما حمل السائقين على أستعمال زماميرهم وأثارة الضجيج , وجذب جمالها أتباه المارة من الرجال فتحلقوا حول سيارتها في محاولة لمساعدتها أو لأظهار أحتجاجهم على خلو الطريق من رجال شرطة السير لمعالجة الموقف , وعبثا نجحت أنطونيا في أقناعهم بدفع سيارتها الى جانب الطريق.
ولكن شابا في مثل سنها تقدّم من بين الجماهير مقبلا اليها , وتكلم في أذنها مشيرا عليها بهدوء أن تزيح عن مقعدها وتسمح له بقيادة السيارة , ولما فعلت صعد وراء المقود وأدار المحرك بكل سهولة , وعندئذ شعرت أنطونيا بأنفراج لم تشعر به في حياتها , وخصوصا عندما قاد السيارة الى الأمام وسط الرجال المتجمهرين أمامها , فسألته وهما يقطعان أحد الجسور الكثيرة التي تصل ضفّتي النهر :
" ماذا طرأ على السيارة؟".
" عطل بسيط أوقف المحرك مؤقتا , أين كنت ذاهبة حين وقع الحادث؟".
وألتفت اليها باسما , فأدكت في الحال أنه الرجل الذي تنتظره كل حياتها! وقالت له:
" كنت ذاهبة الى البيت".
" أين هو؟".
ولما أخبرته علا جبينه شيء من العبوس , فظنت أنه أعتبر الطريق بعيدة , فقالت له:
" لا لزوم لمرافقتي الى هناك , يكفي ما أسديته لي من خدمة أشكرك عليها , وأنت الى أين كنت ذاهبا؟".
" الى مكان ما , ربما لأتناول طعام الغداء في أحد المطاعم".
ولم يكن من عادة أنطونيا أن تتحدث الى الغرباء بمثل هذه الجرأة , ولكنها هذه المرة رأت أن فرصتها سنحت وعليها أن تغتنمها , فقالت له:
" لماذا لا تتناول طعام الغداء في منزلي؟ والدتي ليست في البيت هذا النهار , ولكنني أعرف أنها تريد أن تشكرك على ما فعلته لي".
وتردد الفتى قليلا , ثم نظر اليها ثانية وقال:
" نعم , بكل سرور أقبل دعوتك!".
وكان المنزل في الحي اقديم من المدينة , حيث تكثر الأزقة الضيقة , مما حمل الفتى على زيادة الأهتمام بقيادة السيارة , وهذا أتاح لأنطونيا أن تدرسه بأمعان.
كان شعره قصيرا , فهل كان جنديا في الجيش وربما في أجازة ؟ أم أنه كان أنهى حديثا دورة خدمته العسكرية الألزامية؟ وفي أية حال لم يجعله قصر شعره أق وسامة مما هو على طبعته.
ولم يكن في بناء المنزل الخارجي المتواضع ما يفضح للغريب أن داخل تلك النوافذ المغلقة وذلك الباب المطعك الضخم , ما جعله من أفخم قصور المدينة.
وقالت أنطونيا لرفيقها:
" أكبس على الزمور فيجيء فيديريكو ويفتح لنا البوابة".
منتديات ليلاس
وكان خلف البوابة ساحة تحيط بها أسطبلات تستخدم الآن مرائب للسيارات , وفيما وراءها باحة حولها سلالم تصعد الى جوانبها , ومن هذه الجوانب تستطيع أن ترى من خلال الأبواب الزجاجية المستطيلة حديقة جميلة تتوسطها بركة ماء مرتفعة ونبع ماء فوار.
وقالت له أنطونيا وهي تقوده الى الحديقة:
" لا أعرف أسمك ".
" باكو ... أسمي باكو بنيتيز , يا سيدتي".
" أنا أنطونيا مارلو , والدي رجل أنكليزي".
وكانت العادة لدى الأسبان , حتى الذين في مقتبل العمر , أن يتصافحوا بعدما يتعارفون , وحدث أن تيا أنجلا كانت تتناول طعام الغداء خارج المنزل , وهكذا خلا لأنطونيا ورفيقها أن يتناولا طعامهما معا , بمعزل عن رقابة أحد , مما سهل عليها مجال التعارف بمزيد من السرعة . على أن باكو أدرك منذ البداية الحاجز الأجتماعي الذي يفصل بينهما , فقبل أن يودعها عائدا الى عمله كموظف في شركة, قال لها:
" أحب أن أراك ثانية , ولكنني أتقد أن والدتك لا ترحب بذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, الكلمة الأخيرة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, separate bedrooms, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161260.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط¬ط¯ط§ This thread Refback 27-08-14 05:35 PM
ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط£ط®ظٹط±ط© ط¢ظ† ظˆظٹظ„ This thread Refback 18-08-14 05:25 AM


الساعة الآن 11:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية