لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-11, 10:15 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- نسيم الحب

وكانت أنطونيا ولورا صاعدتين الى غرف النوم , فقالت لها لورا :
" لا بد أن يكون عليّ أن لا آتي على ذكرها!".
فألتفتت اليها أنطونيا ورمقتها بنظرة لامبالية وقالت مبتسمة:
" ولماذا لا ؟ أظن أن كال يخبرني كل شيء عن ماضيه أذا سألته, ولكنني لا أفعل , فالماضي أقل شأنا من الحاضر والمستقبل".
وفي غرفة النوم الكبرى جالت لورا بنظرها وقالت:
" بما أنك لا تشغلين أية وظيفة , فلن يطول الوقت حتى تبدأي بأنشاء عائلة... هل تريدين كثيرا من الأولاد؟".
" أربعة أولاد يطفي , أبنان وأبنتان".
فحدقت اليها لورا بأستغراب وقالت:
" هل هذا حقا , كل ما تطلبينه من الحياة؟ زوج وأولاد؟".
" هم هدفي الرئيسي , لا كل هدفي , حين أخذني كال الى حضور الأوبرا! أدركت كم معرفتي بالموسيقى ضئيلة , وأنا أريد أن أتقن الطهي جيدا , وأن أتكلم الفرنسية بطلاقة.... فهل هذا يبدو لك أليفا ومضجرا؟".
ففكرت لورا قليلا قبل أن تجيب ثم قالت:
" كلا , لا يبدو لي ذلك أليفا ومضجرا على الأطلاق!".
ثم تابعت كلامها فقالت :
" ولكن النساء هذه الأيام يردن أن يشغلن وظيفة ما الى جانب كونهن زوجات!".
" لو كنت مؤهلة لأن أكون طبيبة أو مهندسة وما الى ذلك من المهن الحرة لفعلت , ولكن ماذا يضير المرأة أن تكون زوجة فتدير شؤون بيتها بحيث يشعر أهله بأنهم آمنون هانئون , وتقيم الحفلات العائلية المرحة , وترتدي أجمل الثياب , وتربي أولادها على حسن السلوك.. أليس في هذا العمل مساهمة ضخمة؟".
فقالت لها لورا:
" ولكن الأطفال يبعثون الضجر , فهم لا يتوقفون طول النهار عن طرح السؤالات السخيفة عن هذا الشيء أو ذاك , لي أصدقاء كادوا يفقدون رشدهم بسبب ذلك!".
أجابت أنطونيا:
" ولكن ذلك لا يدوم وقتا طويلا .... ثم أن المرأة في وظيفتها خارج بيتها لا بد أن تلتقي كثيرا من الصغار أزعاجا , وأن بطريقة أخرى".
" آه , نعم , هذا صحيح كل الصحة , ولكن مع ذلك , فأنا أتحمل الضجر من الكبار أكثر من الصغار , في كل حال , فسيساعدك أنت في تربية أولادك الأربعة خدم وعلى رأسهم مربية , مع أن لي صديقات لم ينجّهن الخدم ولا المربيات من مضايقة صغارهن , كما أن لي صديقات أخريات لا قدرة لهن على أستخدام من يساعدهن؟".
" ألا تساعدهن أمهاتهن أحيانا؟".
" في هذه البلاد الآن , غالبا ما تكون الأمهات مقيمات في مكان بعيد, وأذا كن مقيمات في المدينة ذاتها , فهن يعملن لتوفير ثمن السيارة والثلاجة!".
" قال لي كال أن الأنسان لا يمكنه الحصول على كل شيء في الحياة , ولذلك فعليه أن يختار ما يفضله على غيره!".
" نعم , من السهل على كال أن يبتدع النظريات , فهو رجل يستطيع الحصول على كل ما يريد!".
" ليس دائما , والمثل على ذلك الآنسة ديانا وبستر , فهي لم تقبل به زوجا لها , لأن مهنتها أهم منه في نظرها".
ندمت أنطونيا على أبداء هذه الملاحظة , ولكن بعد فوات الآوان , أذ أجابتها لورا قائلة:
" لم تقبل به زوجا لها , لا رفيق , فهو عاشرها ستة أشهر , ولعله هو الذي أنفصل عنها وأن كانت هي التي أشاعت أنها رفضته ,فما من رجل يشيع أن أمرأة ما رفضت الزواج , وعلى الأخص كال , على أنه لم ينكر الأشاعة , لأنه لم يشأ أن يهينها".
ووضعت أنطونيا حدا لهذا الحديث بدعوتها لورا الى تناول الشاي في الحديقة , ثم أنقضت بقية الزيارة في الحديث عن الأزياء , ومع أن أنطونيا نوت أن تكون حلوة المعشر مع لورا , ألا أنها أنشرحت حين فارقتها , وكان واضحا أن لورا لم تكن سعيدة في حياتها , وهذا ما جعلها رفيقة مزعجة.
منتديات ليلاس
على أن أنطونيا ألتقت بعد حين في ذلك النهار, أمرأة أقدر منها , فشعرت بالتجاوب معها في الحال , كانت تدعى فاني رانكن , وكان زوجها طوم رئيس أحدى الشركات , وصدف أن كانا أول من دعا كال وأنطونيا الى تناول طعام العشاء , ولما سألت أنطونيا كال عن رأيه فيهما , رفض وقال لها أنه يفضّل أن يتركها تكوّن بنفسها هذا الرأي.
وكان طوم وزوجته يقيمان في منزل قديم يصله بالطريق العام درب ضيق متعرج , وحين وصل كال وأنطونيا الى هناك , وجدا دراجة متوقفة الى جانب الرصيف , وفيما كان كال يوقف سيارته ويزيح الدراجة عن الطريق , خرجت فتاة في سن المراهقة من زاوية المنزل وقالت لاهثة:
" آسفة يا كال , أنه فردي اللعين , كان عليه أن يوقف دراجته في مكانها قبل أن يدخل لتناول طعام العشاء , زلكنه كثيرا ما ينسى أن يفعل ذلك!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:17 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهمت الفتاة أن تمسك الدراجة لنقلها , ولكن كال سارع الى أمساكها وقال:
" دعيني آخذها الى الكاراج , وأذهبي أنت وأنطونيا وعرّفي بنفسك....".
وأقبلت الفتاة نحو السيارة , فنزلت أنطونيا لتحيتها , ولكن الفتاة بادرتها بالقول:
" مساء الخير أيتها السيدة برنارد .... أسمي روز وأنا أصغر أخوتي , وأخشى أن تنفقي وقتا طويلا على تمييز واحدنا من الآخر , فنحن سبعة أولاد , أربعة منهم هم الكبار , والباقون هم الصغار.... وكونك قادمة من أسبانيا , يجعلك معتادة على مثل هذه العائلات الكبيرة".
" طالما تمنيت أن أنتمي الى واحدة منها , ليس لي أخوة أو أخوات , مع الأسف".
وهنا قالت لها روز بحرارة:
" ما أجمل ثوبك.......".
" شكرا".
وتعجبت أنطونيا لقرب روز من القلب , على الرغم من أن أبناء جيلها يكونون عادة متوتري الأعصاب في حضرة الغرباء , ولكن سرعان ما أتضح فيما بعد أن حسن الضيافة والمرح هما شعار عائلة رانكن , ثم تعرفت أنطونيا على فاني في المطبخ وهي تهيء طعام العشاء مع عدد من أولادها.
وكان المطبخ كبيرا بحيث أتسع لثلاث خزائن , ولكنه لم يكن كغيره من المطابخ العصرية المصفحة بالبياض , وعندما دخلت أنطونيا أستقبلتها فاني بترحاب , فأمسكت يدها بيديها الأثنتين وصافحتها بحرارة قائلة:
" يسرني أن أتعرف اليك بعد طول أنتظار , كال صديق حميم لنا , وكم كنا نحاول أن نجد فتاة تليق به , والآن وجدها بنفسه ونحن سعداء لذلك".
وبعد حين دخل كال وطوم رانكن , فصافح كال فاني والتفت الى زوجته مخاطبا طوم:
" هذه هي زوجتي يا طوم , فما رأيك فيها؟".
" كثيرون من الناس سيرون فيها ما تراه أنت يا كال , ولكنني أتساءل ماذا رأت هي فيك........".
وأرسل ضحكة عاتية وأمسك بيد أنطونيا وقال بالأنكليزية جملة منقولة عن الأسبانية:
" بيتي هو بيتك يا أنطونيا!".
فقالت له أنطونيا وهي تحاول أن تبدو مرتاحة لذراع زوجها التي كانت تطوق خصرها:
" هل تعرف أسبانيا؟".
" قليلا , مع الأسف , ولكنني آمل أن أزيد معرفتي بها.....".
وتوقف عن الكلام لأن جرس التلفون رن في مكان ما في المنزل , ثم قال لأبنه ديفي البالغ من العمر نحو أحدى عشر سنة , وكان معه بعض القشطة بالمخفقة:
" أعتني بالسيدة برنارد يا ديفي ".
فقال كال لديفي:
" شراب البرتقال لي ولزوجتي , يا ديفي , ونكون لك من الشاكرين".
وقالت فاني:
" السيد فلتشر وزوجته سيصلان الى هنا قريبا , دعونا ننتقل الى غرفة الجلوس".
وعلى الرغم من أن غرفة الجلوس تختلف من حيث الشكل عن غرفة الجلوس في المنزل الريفي , ألا أنها ذكّرت أنطونيا بها , وفي أثناء السهرة أتيح لها أن تتأمل تفاصيل الغرفة , فوجدت أن الشبه بين الغرفتين يكمن في السجاد القديم , ولكن الرائع الجمال , الذي كان يفرش الأرض , وفي رفوف الكتب واللوحات الفنية المعلقة على الجدران , وفي أواني الخزف الصينية وستائر الكتان , وكان السيد فلتشر وزوجته أصغر سنا من السيد رانكن وزوجته ,ولكنهما كانا أكبر سنا ما أنطونيا , أما السيد فلتشر , ويدعى روس , فكان من عمر كال وأما زوجته , تدعى ليلياس , فكانت على الأرجح في أواخر العشرينات من عمرها .
وفيما كان الجميع جالسين حول مائدة الطعام , سألت ليلياس أنطونيا قائلة:
" أين ذهبتما لقضاء شهر العسل , أيتها السيدة برنارد؟".
فقالت لها أنطونيا:
" أرجوك أن تناديني بأسمي الأول ..... جئنا الى لندن لقضاء شهر العسل , فعلى الرغم من أن والدي أنكليزي , ألا أنني لم أزر هذه البلاد بعد , ولذلك فضلت أن أقضي شهر العسل في التعرف على ما أمكن من المعالم الشهيرة في أنكلترا".
وكم كان دهشتها عظيمة حين رأت أن الجميع ضحكوا لكلامها , فقالت لها فاني:
" لا أظن أن كال بوجودك يأبه لأن يرى أي شيء آخر!".
فقالت أنطونيا:
" وعلى كل حال , فهنالك أسباب مختلفة جعلتنا نختصر شهر العسل رسميا , ولكن عما قريب سيكون لنا شهر عسل آخر أطول من هذا , وعندئذ سأختار أين سنقضيه".
قالت هذا الكلام ونظرت بأبتسام الى كال , وهنا قالت ليلياس لزوجها روس:
" أما نحن فلم يكن شهر عسلنا موفقا , فقد ذهبنا لقضاء أسبوعين في مكان ما في الريف , فلم يتوقف المطر طوال تلك المدة , كما أننا أصبنا بزكام حاد , فبدل أن تفوح مني رائحة النساء كانت تفوح مني رائحة الدواء".
وشعرت أنطونيا بالأرتياح حين أنتقل الحديث من الكلام عن شهر العسل ألى اكلام عن البيوت , فسألها روس أين يسكنان , ولما علم أنهما يسكنان مؤقتا في لندن , أراد أن يعرف هل تفضل السكن في الأرياف أم في لندن , فأجابت:
" لا فرق عندي , الأمر لكال".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:18 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فخاطب روس ليلياس وفاني قائلا:
" هل سمعتن هذا الكلام من زوجة حديثة العهد بالزواج؟ وأنت يا كال أغتنم هذه الفرصة وأفعل ما تريد الآن , ففرصة خضوع عروسك لأوامرك لن تطول , فبعد سنة أو سنتين تنقلب الآية وتصبح أنت خاضعا لها في كل شيء!".
فقال له كال:
" الحق عليكم في خضوعكم لزوجاتكم , لأنكم لم تأخذوا طريق الحزم منذ البداية , فالنساء مثل الخيول , يعوزهن فارس!".
وهمت ليلياس بالأجابة على هذا التحدي , فسارعت فاني الى الكلام قائلة لها:
" لا تجيبي على هذا التحدي يا ليلياس, سمعت كال يردد هذا الكلام من قبل , ولكن من قبل الأثارة لا أكثر ولا أقل , قد يكون في أعماله التجارية عنيدا حازما , ولكنني واثقة أنه في حياته الخاصة سيكون كالختاتم في خنصر أـنطونيا".
فقال كل:
" هذا غير صحيح , ولا أظن أن أنطونيا تريدني أن أكون كالخاتم في خنصرها , فالمرأة الحقيقة تأبى أن تكون مع الرجل على قدر المساواة , فهي تريده أن يقود لكي تتبع , وأن يتخذ القرارات الهامة ويترك لها القرارات الثانوية , وأن يكون هو الذي يأمر عند الضرورة وهي التي تطيع".
وقال طوم:
" هل علمت يا أنطونيا أن زوجك رجل متعصب لجنسه , قبل أن تتزوجيه , أم أن حركة التحرر النسائية لم تصل بعد الى أسبانيا؟".
وقبل أن تجيبه أنطونيا سارع كال الى القول:
" لسوء الطالع أن معظم المساوىء التي تشكو منها أوروبا الشمالية تنتشر في أسبانيا بسرعة البرق , كالعدمية والمشاكل الصناعية والأعلانات التلفزيونية التي تجعل الناس يعتقدون أن السعادة رهن بتحصيل المال وأنفاقه , وأنا لا علم لي بتأثير حركة التحرر النسائية في أسبانيا ,ولكنني أعلم أن معظم الفتيات نفحة من البراءة , وأن الشباب بفضل التجنيد الألزامي يتمتعون بالرجولة التي غالبا ما يفتقدها شباب سائر البلدان ".
وبعد الأنتهاء من تناول طعام العشاء عاد الجميع الى غرفة الجلوس التي يمكن الخروج منها ال غرفة واسعة يستعملها الأولاد عادة للرقص في الحفلات , وما أن شربوا القهوة وأخذوا يتجاذبون أطراف الأحديث , حتى نهض كال من كرسيه وذهب الى حيث وضعت الأسطوانات وسأل فاني قائلا:
" أتسمحين لي بأن أستمع الى أسطوانة؟".
" بكل تأكيد !".
فوضع الأسطوانة وأدارها وأقبل نحو أنطونيا , وكانت تصغي الى حديث بين المرأتي من دون أن تشترك فيه , وقال لها باسطا ييده :
" تعالي نرقص".
ولم تكن رقصت معه من قبل وكانت الموسيقى هادئة ناعمة فما أن دخلا حلبة الرقص حتى أحتضنها بين ذراعيه وراح يراقصها بشغف.
وعلى الرغم من كعب حذائها الطويل , فقد جعلها كال تبدو صغيرة وعاجزة أمام قوته أذا ما شاء أن يستخدمها , وهو قد لا يفعل ولكن حين قال على مائدة الطعام أن النساء بحاجة الى فارس , كان بريق القساوة لا الدعابة فحسب في عينيه , ولذلك مالت الى الظن أن فاني كانت على خطأ حين أعتقدت أنه كان ينبغي الأثارة لا أكثر ولا أقل , ولم يكن كال كالرحلين الآخرين في السهرة , فمع أنها كانت تجهل سيرتهما , ألا أنها حسبت أن أجدادهما عاشوا حياة ترف ورفاهية عشرات السنين , في حين أن الزمن الذي يفصل كال عن شظف العيش في مناجم الفحم لا يتعدى الجيلين , وشعرت أنطونيا كذلك أن الحيوية الكامنة في كال أستهلكت في الرجلين الآخرين بفعل عدة أجيال من الرخاء الموروث , فهما يوفران الرغد والحماية لذويهما ما دام العالم الذي يعيشون فيه يسير في طريقه الأعتيادية , غير أن كال كان من الرجال الذين يحتفظون بقدرتهم على توفير الحياة الكريمة للذين في عهدتهم , وأذ وجد نفسه معزولا في القفار أو في الأدغال , يبقى على قيد الحياة في حين يموت الآخرون , لأنه لا يستسلم ما بقيت فيه ذرة من القدرة على الأحتمال , ولكن , لماذا أثار رقصها معه مثل هذه الخواطر؟ وبالغ كال في تطويقها بذراعيه , ولعلمه أنها لا تقدر أن تحتج وتعترض جعل شفتيه تلامس صدغها , وبذلك ظهرا كما يجب أن يظهر عروسان في شهر العسل.
وتمتم كال في أذنها قائلا:
" يجب أن نعتاد على هذا!".
فشعرت أنطونيا بالضيق لأنه هو الذي يأخذ المبادرة دائما لأثارة غيظها فلماذا لا تحاول هي , من حين الى آخر , أغاظته والتهكم عليه , وشد كال بيده الواحدة على يدها , وأخذ يداعب بالأخرى أعلى ظهرها , ثم أتجه بها الى حيث لا يرى الجالسون في الغرفة الأخرى ما نوي أن يفعل , وهناك أخذ يلامس بأابعه عمود ظهرها الفقري من أعلى ألى أسفل , وقال لها بهدوء:
" يجب أن لا تبتدئي شيئا لست مستعدة لأنهائه!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:19 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتطلعت ونظرت في عينيه , فأذا هما تقدحان شررا كما رأتهما في ليلة عرسها , ولما حاولت أن تتراجع لم يمانع في ذلك , ولكن البريق ترك عينيه , والأبتسامة فارقت شفتيه , والى أن بلغت الأسطوانة نهايتها , كان يطوقها كما لو كان يراقص أمرأة لا صلة حميمة له بها وفي نهاية السهرة , وهما يودعان روس وزوجته فاني , قالت هذه الأخيرة لأنطونيا:
" تعالي الى زيارتي وحدك أذا شئت , قد تشعرين بالوحشة في بادىء الأمر لوجودك في بلاد لا تعرفينها جيدا , ولكن حين تجدين بيتا خاصا بك , فلن تجدي الوقت الكافي لتدبير شؤونه , كم سترين ذلك ممتعا , وأنني أرى من ثيابك التي ترتدينها أن لك ذوقا رفيعا ".
وألتفتت الى كال وتابعت كلامها قائلة:
" وجدت كنزا ثمينا يا عزيزي كال...... وأنت تستحقه".
وأنحنى كال وقبلها على خدها , وفيما هو يغادر المنزل مع أنطونيا وضع يده على كتفها , ثم فتح لها باب السيارة حين وصلا اليها , وفي طريقهما الى حيث يقيمان لزم كال الصمت ولم يشأ أن يحدثها عن السهرة , وقالت له أنطونيا:
" آسفة لأنني أغظتك ونحن نرقص".
فلم يجب , مما أثار غضبها وجعلها تنوي أن لا تتفوه بكلمة تلك الليلة , وكان بودها دخول البيت وحدها , فلا تنتظر عودته من الكاراج , ولكنها أكتشفت أن المفتاح لم يكن معها ولم تشأ أن تدق جرس الباب لتوقظ الخدم من النوم , ولما عاد وفتح لها الباب وأدخلها قبله كالعادة , أسرعت الى صعود السلم الداخلي الى غرفة النوم فناداها وطلب منها ألا تفعل , فتوقفت عند أسفل درجات السلم وألتفتت اليه بعينين متسائلتين , ولما أقترب منها , تذكرت المرة الأولى التي ألتقته فيها عل الطريق قرب المنزل الريفي في أسبانيا , وقال لها:
" أنت لم تثيري غضبي يا أنطونيا , بل جعلتني أرغب بأن تحبيني وهذه لعبة خطرة , فأياك أن تلعبيها معي , من الآن فصاعدا , ألا أذا كنت على أستعداد لتحمل العاقبة , وأذا كنت في مرة مقبلة ستستجيبين لمداعبتي لك أثناء الرقص , سأفهم من ذلك أنك ترغبينني , والآن , طابت ليتك".
وأدار ظهره وتوجه الى غرفة الجلوس وأغلق الباب وراءه , وفيما هي تصعد السلم , وجدت نفسها ترتجف من الخوف الممزوج بالأسى والغيظ , ذلك أن كال أراها جانبا من شخصيته كانت لا تشك في وجوده أحيانا , ولكنها لم تكن متأكدة منه , وهو الجانب الشرس العنيد الكامن وراء مظاهر التهذيب واللياقة فيه , فهو حين أسمعها ذلك الكلام أنما أراد أن يجعلها تدرك أنه لم يكن زوجها فحسب , بل سيدها أيضا , وأنه يقدر أن يفعل ما يشاء بها.
أولم يسألها طوم أثناء السهرة قائلا:
" هل علمت أنه متعصب لجنسه , قبل أن تتزوجيه . يا أنطونيا ؟".
كان هذا السؤال في معرض المزاح , ولكن حين قال كال عن الرجل أنه يأمر ليطاع , فأنه كان جادا في قوله لا مازحا , ولذلك خيّل لها أنها أذا طلبت منه أن يتركها وشأنها , لا يرفض فحسب , بل لا يتورع عن أخذها بالقوة المجردة , وأنما بنوع ما من أنواع العنف , مع أن أنطونيا لم تكن تجتمع كثيرا بكال ألا في الليالي , لأنشغاله بالأجتماعات والمؤتمرات , فأنه كرس يوما في الأسبوع للتجول معها في البلاد لتزداد معرفتها بها , وفي بعض الأحيان حين كان يطير الى سفرة بعيدة ليتفقد عملا من الأعمال , كان يصطحبها , ولكن كان عليها أن تسلّي نفسها أثناء أنصرافه الى قضاء مهمته , وكان كال قادرا على قيادة الطائرة بنفسه , ولكنّه قلّما فعل , مفضلا أن يقضي الوقت في مطالعة التقارير , وكانت أنطونيا تتمتع كثيرا بهذه الرحلات , لأن الطائرة كانت تطير على أرتفاع يسمح لها بأن ترى الحقول والغابات , وكانا , عند وصولهما الى المكان الذي يقصدانه , يجدان سائقا ينتظرهما مع سيارته , وكانت تنزل من السيارة في أقرب مدينة في المكان الذي كان يعمل فيه كال , وكان كال يلاقيها بعض الأحيان في مطعم ما لتناول طعام الغداء , ولكنه غالبا ما كان يتناوله في عمله , وعندئذ كانت أنطونيا تأكل طعامها وحدها في أحد المقاهي.
وكان من عادته ألا يتركها تتجول في مكان دون أن يعرف ما يستحق الأهتمام وأين يوجد , فيزودها بجميع المعلومات الخاصة بهذا الشأن , ومع أن جهازه الأداري كان يتحضيرها لها حرص على كتابتها بخط يده البارز الواضح.
وبهذه الطريقة أتيح لأنطونيا أن تشاهد في كافتنري الكاتدرائية الحديثة ذات الحجارة الوردية والسجادة التي صممها الفنان غراهام سوزرلاند ثم حيكت في فرنسا .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:03 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي مدينة بيرمنغهام زارت أنطونيا , بناء على مشورة كال المتحف الوطني فشاهدت أعمال الرسام بيرن جونز ووليم الذي سمعت بأسمه لأن البيت لذي أستأجرته هي وكال يحتوي على ورق جدران صممها ذلك الفنان , وحين كانا يتجولان معا , كانا يذهبان عادة الى داخل البلاد , وأكثر ما أثار بهجتها منظر الطبيعة في مقاطعة بكنغهام شاير لأنه جاء مطابقا لما تصورته عن أنكلترا : سوداء وبيضاء , ودروب ملتوية , وكنائس ريفية قديمة محاطة بحائط تختلف كل الأختلاف عن الحدائق القائمة والمحاطة بأسوار من الحجارة البيضاء في ضواحي القرى الأسبانية وفي أحدى المرات تناولا الطعام في أحدى تلك الحدائق , فسرّها جدا , خصوصا لأن كال لم يأت على ذكر أي شأن من شؤونه الخاصة , بل تحدث عن الصناعة وأثرها في النفس , وهو موضوع يثير أهتمامه جدا , وقد أصغت اليه بسرور شديد.
وبعدما فرغا من تناول الطعام ذهبا الى مشاهدة المنزل المعلق الذي عاشت فيه الممرضة الشهيرة فلورنس ناينتغيل برهة من الزمن , ثم أمتلكنه الدولة وجعلته مزارا يحتوي على أشياء الممرضة التي بقيت سيدة المصباح في حرب القرم بين الروس وأنكلترا , وسألت كال قائلة:
" هل علمت من قبل بعلاقة الآنسة نايتنغل بهذا المنزل؟".
" نعم , وأعتقدت أن مشاهدتك لهذا المنزل يجعل سيرة حياة الآنسة ناينتغل التي تطالعينها هذه الأيام أكثر متعة".
منتديات ليلاس
وتأثرت أنطونيا من شدة أهتمامه بها , وفي أحدى الأمسيات قال لها:
" أرجو ألا يكون عندك غدا أي أرتباط".
" كلا , لماذا؟".
" لأنني هيأت لك موعدا للغداء في الساعة الواحدة في فندق هايد بارك".
" معك؟".
" كلا ... مع خالك!".
" تيو يواكين؟ هل هو قادم الى لندن؟".
" فقط لثلاث أو أربع ساعات , قدم الى باريس لتصريف بعض الأعمال , وتلفن هذا الصباح وطلب مني أن أحجز مائدة في كان ميز , وبما أن زيارته قصيرة , فقد تفضلين تناول الطعام معه على أنفراد".
" لماذا لا يقضي الليلة عندنا؟ هل أقترحت ذلك عليه؟".
" طبعا , ولكنه لم يقتنع , أظن أنه لا يريد أزعاجنا في مطلع زواجنا...".
" هذا يذكّرني بأنه يجب أن نزور والدك يا كال!".
" سنفعل عما قريب , ولكن العائلات الأنكليزية ليست كالعائلات الأسبانية تشعر بالقرابة كشعور حميم , فوالدي لا يجتمع بي ألا لماما , ولا يشعر بالأساءة أذا أرجأنا زيارتنا له أسبوعا أو أسبوعين!".
ولم يرق ذلك لأنطونيا , وتساءلت أذا كان هو أيضا سيقف هذا الموقف مع أولاده فيما بعد , على أنها تذكرت أنه ذكر وجوب أهتمام الأب بأولاده في حديثه , مرة , عن دور الأب في حياة عائلته.
وفي كل حال , لم يكن موقفها هي من أفراد عائلتها فاترا كوقف كال من أفراد عائلته , ولذلك فأنها كادت ألا يغمض لها جفن تلك الليلة لشوقها الى رؤية خالها في يوم غد.
ولما ألتقته في مطعم الفندق بالموعد المعين , كان أول سؤال وجهه اليها هو:
" هل أنت سعيدة في أنكلترا يا أنطونيا؟ هل يوفر لك زوجك الهناء؟".
فأجابته قائلة:
" أحب أنكلترا كثيرا , ولندن مدينة رائعة , وقد ينفق الواحد سنة كاملة للتعرف الى متاحفها المتعددة وقصورها التاريخية الشهيرة , هذا فضلا عن أسواقها وبضائعها التي تثير الأعجاب".
وأسرفت أنطونيا في أمتداح لندن وسعادتها في أقامتها هناك , على أمل أن تصرف خالها عن الأستعلام منها عن سعادتها الزوجية فنجحت الى حين.
وقال لها خالها:
"يبدو أنك نسيت أنني قضيت بضع سنوات في لندن وأنا في عمر الشباب , ولكن هذا كان لخمس وعشرين سنة خلت , والحال تغيّرت اليوم كثيرا , كما في غير لندن في المدن , ففي تلك الأيام بم يكن هنالك ضجيج , مثلا , كما في هذه الأيام".
وفي أثناء الغداء نجحت أنطونيا في أبعاد الحديث عن شؤونها الخاصة , وذلك بالأكثار من الأسئلة عن أقربائها في أسبانيا وبتحريض خالها على الأسهاب في وصف حياته عندما كان يسكن في لندن.
وبعد الأنتهاء من الغداء أستقلا تاكسي الى شارع ريجنت ليشتري بعض الهدايا لأختيه.
وفي السيارة قال لأنطونيا:
" ويجب أن أشتري لك هدية أو هديتين , عزيزتي ليزداد سروري , مع العلم أن كال يحتكر اليوم هذا السرور!".
وتوقف عن الكلام ونظر اليها متفحصا , فتجنبت نظراته من دون أن تميل بوجهها عنه لئلا يشك في حقيقة أمرها مع كال.
وتابع كلامه قائلا:
" لم أجدك مزدهرة كما توقعت , ولكن ربما يكون هنالك سبب عندك , فكثير من النساء لا يكنّ في أفضل حالاتهن وهن حاملات!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, الكلمة الأخيرة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, separate bedrooms, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161260.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط¬ط¯ط§ This thread Refback 27-08-14 05:35 PM
ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط£ط®ظٹط±ط© ط¢ظ† ظˆظٹظ„ This thread Refback 18-08-14 05:25 AM


الساعة الآن 02:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية