لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-11, 08:25 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم بعد لحظة صمت قال:
" بيل يقترح أن نسحب المركب الى الشاطىء لأصلاحه هناك".
" هل ستفعل؟".
" لو أضمن سهولة أعادته الى الماء لفعلت".
" وهل يكون أصلاحه أسهل على الشاطىء؟".
سألت أي شيء , أي شيء فقط لتعود من هذا المكان بأسرع ما يمكن , أجابها:
" أجل".
" هل أستطيع أن أفعل شيئا".
سألت بحماس:
" تساعدينني في دفعها".
" سأفعل .... سأفعل".
" كم أنت متشوقة لمغادرة هذا المكان؟".
" وأنت؟".
لم يجب بل أخذ يبحث في جيوبه عن سيكارة:
" أتريدين واحدة؟".
" لا , لم يبق معك الكثير".
" لا يهم عندما تنفذ السكائر , لا أدخن".
بالطبع ربما لن يشعر بالرغبة في التدخين أيضا , لا يهمه شيء.
" حسنا , سآخذ واحدة".
لم يكن سيئا حينذاك , أشعل لها السيكارة بتهذيب , وراحا يتحدثان عن المركب وكيفية دفعه الى الشاطىء , كان الحديث ممتعا وكان هو لطيفا , غريب أمره , رغم كل وقاحته وخشونته لديه جانب متحضر , ترى من أين جاء ؟ كيف كانت طفولته؟ من يكون هذا الرجل؟
أفكار كثيرة شغلت بال هيلين الى أن أستغرقت في النوم .
أستفاقت صباح اليوم التالي على أحساس رهيب , ظنت أنها لن تستطيع الحركة بعد اليوم , رباه ما هذا , أهو مرض أستوائي , ذراعاها , رجلاها , ظهرها , جسمها كله ينبض بالألم , جسمها كله كأوتاد مشدودة , ثم تذكرت , أنه نشر الخشب في اليوم الفائت.
منتديات ليلاس

حاولت أن تجلس بدون فائدة , عضلاتها كلها متصلبة ويابسة , بدأت تضحك وتبكي , تضحك لغبائها الذي أوصلها الى هذه الحال وتبكي من الألم .
دخل جيك تلك اللحظة :
" ما بك ؟ رأيتك من النافذة".
" لا أستطيع أن أتحرك , ساعدني أرجوك".
أقترب منها , أسند ظهرها بيده وساعدها على الجلوس .
" لا أصدق أن أحدا يوصل نفسه بغباء كهذا الى هذه الحال".
" شكرا لعطفك , لكنني لم أكن أعرف أن هذا سيحصل , أم تظنني عرفت؟".
" هيا.... يجب أن نفعل شيئا وألا ستسوء حالتك".
" وماذا يمكن أن نفعل؟".
" سأحضر بعض المرهم وأدلكك به".
" لماذا لم تقترح ذلك ليلة أمس ؟".
صرخت بغضب.
" وهل كنت أعرف , لم تقولي شيئا , هل أنا قارىء أفكار؟".
" حسنا".
لم تكن هيلين قادرة على الجدال .
" هل تتكرم بأحضار المرهم لأدلك جسمي؟".
" أنت تفعلين ذلك ؟ كيف وأنت لا تقوين على الحركة ؟ ها؟".
" لا تشغل بالك , سأتدبر أمري".
" لا تكوني غبية , أنا سأفعل ذلك".
" لن تفعل".
أختفى لحظة في المطبخ ثم عاد بزجاجة مليئة بمرهم أصفر.
" أعطني أياه من فضلك".
قالت محاولة مد يدها .
" هيا خذيه ".
قال هذا مادا يده بالزجاجة بعيدا عن متناول يدها.
" أيها الوحش , تبعده عن قصد".
" أنتبهي لألفاظك أيتها الآنسة , غريب أن تستعمل آنسة مهذبة ألفاظا كهذه , لم أقصد أغاظتك , فقد أردت أن أبرهن لك أنك لن تستطيعي تحريك يديك ولا وضع المرهم على جسدك , هيا أديري ظهرك وأرفعي القميص".
تنفست بصعوبة :
" لا , أرجوك".
" أسمعي يا أمرأة , أتظنين أن لي غاية في ذلك , لا تكوني حمقاء هيا أديري ظهرك".
وضع الزجاجة على الطاولة وحمل هيلين كما يحمل طفلا , مدها على السرير وبدأ يدلك جسمها بالدواء.
أخفت هيلين وجهها تحت الوسادة وعضت شفتيها , كانت لمساته سحرية , قوية ولطيفة في الوقت ذاته , كم أحبت ذلك , لكن لن تدعه يعرف.
" أتشعرين بتحسن؟".
" أجل شكرا".
" حسنا أستريحي قليلا بينما أحلق ذقني ثم نتناول الفطور".
قال هذا وأختفى عن نظرها مغلقا باب الحمام خلفه.
حاولت هيلين مغادرة السرير , ووجدت أن الألم قد خف كثيرا , أنزلت قدميها وجلست على الحافة في اللحظة التي فتح فيها جيك باب الحمام , ألتقت عيناه بعينيها للحظة دافئة جعلت موجة عارمة من العاطفة الحارة تملأ قلب هيلين , سألها:
" أحسن؟".
" نعم , شكرا يا جيك , سأحضر الفطور".
ذهبت الى المطبخ وأبتسامة ذات معنى تعلو وجهها , أبتسامة أمرأة تعرف تأثيرها على الرجل الواقف أمامها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-04-11, 02:56 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- الحقيقة

كان نهار الأحد حارا جدا , العرق يقطر من جسم جيك ووجهه , وهو يعمل جاهدا لحفر الرمال القريبة من الشاطىء وجعلها مستوية بعض الشيء كي يتمكن من دفع المركب اليها , تمنت هيلين لو يتوقف , لكن لم تجرؤ , وجلست تراقبه , بعد قليل مدت يدها ولمست ذراعه بلطف , نظر اليها وهو يمسح العرق عن عينيه فقالت:
" سأحضر لك بعض الماء البارد من النبع , أو هل تريد قهوة؟".
" ماذا؟ ألا تريدين أن أنتهي من العمل بسرعة لتعودي؟".
منتديات ليلاس

" لكنك......".
" لكنني ماذا ؟".
قال بنفاد صبر.
" لكنك ترهق نفسك وقد تمرض".
" آه.... مثلك البارحة ... سيكون ذلك جميلا يعطيك الفرصة لتدلكيني!".
عبثا الكلام معه , مزاجه جاف وغريب اليوم , تركته هيلين وسارت بأتجاه النبع , , أنه مكانها السري الجميل , لن يعرف أحد ولا حتى هو تأثيره السحري عليها , لن يعرف أحد شيئا عن بيتها الجميل الذي تراه كلما جلست قرب النبع , نوافذه مفتوحة ليدخل صوت الماء ورائحة الزهور , جلست هيلين تحلم لآخر مرة فقد عرفت أنها لن تعود الى هنا , ليس هذا مكانها , أنه مكانه هو , عليها الهرب من المكان ومن الرجل , هذا الرجل الذي يشكل تهديدا لحياتها التي رتبتها كما أرادت , وتهديدا للجدار الذي بنته حول عواطفها وأحاسيسها.
عادت بالماء الى جيك , وشعرت بالراحة فقد أنتهى العمل تقريبا , لكن كعادته أفسد كل شيء.
" سنأكل ثم نخرج الأشياء من المركب".
" الأشياء؟ أية أشياء؟".
" الفراش , وأين تظنين أننا سننام الليلة".
" ليس في المركب؟".
" لا يا آنستي , عندما ندفع المركب الى الشاطىء لن يكون مستويا أبدا , ولن نتمكن من قضاء ليلة مريحة في داخله".
" أذن ننام على الشاطىء".
" هل لديك مكان أفضل يا آنسة ؟ لا تخشي شيئا , أؤكد لك أنك ستكونين في مأمن على الشاطىء , كما كنت في مأمن داخل المركب".
" لكن العناك التي حذرتني منها".
" أنها لا تأتي الى هنا , لا تحب الرمال".
" وأن أمطرت؟".
" أيتها البلهاء , عندها نلتجىء الى داخل المركب , سنتدبر الأمر".
لم يعجبها وصفه لا بالبلهاء , لكن لا وقت للجدال , ثم ربما كانت غبية بعض الشيء , بالطبع لن يحاول أيذاءها , كان هذا ما يزعجها.
" ليتني لم أجيء الى هنا".
" حقا؟ للأسف فات الأوان".
أحست هيلين أن الجو بدأ يتوتر , ذهبت تحضر الطعام , على الأقل ستبتعد عنه ولو قليلا , كم كانت رغبتها في رؤية هذه الجزيرة قوية , وجدتها أجمل بكثير مما توقعت , لكن هذا كل شيء , يجب أن ترحل الآن , المكان ليس مكانها , أنها واثقة من هذا كما هي واثقة من رغبة جيك لوغان في رحيلها السريع.
لا بأس , ربما كان من النوع الذي يحصل على كل ما يريد , لكن لن تدعه يعرف , ليس الآن على الأقل , كان الخال فيليب مخطئا , ربما كان عليها ألا تأتي.
تناولا الطعام على ظهر المركب , كان الطقس جميلا , طلب منها جيك أن تستعد وتتمسك جيدا لأنه سيدير المركب بأقصى سرعة لدفعه الى الشاطىء , وهكذا كان.
بدأ جيك بالعمل ثانية , وطلب منها الأبتعاد لأنه كما قال يفضل العمل وحيدا , أنزعجت هيلين من لهجته لكنها لم تكن ترغب في الجدال , ليس وهو بهذه الحالة العصبية , أبتعدت عنه وشغلت نفسها بترتيب الفراش الذي رماه عن ظهر المركب , ثم جلست وأخذت تراقبه يعمل.
غلبها النوم وبعد وقت قصير أستفاقت لتسمع جيك يقول:
" أتريدين رؤية غروب الشمس بعد عشر دقائق؟ ستكون آخر فرصة لك , أنتهيت من أصلاح المركب... تقريبا".
" حقا؟".
وقفزت واقفة:
" عظيم".
" أذن , نعود غدا".
" أجل عندما نستيقظ".
ونظر اليها بطريقة جعلت قلبها يخفق بعنف , ولتغيير الموضوع قالت بسرعة:
" سأحضر الطعام , ماذا نأكل؟.
" سأصطاد سمكة ونشويها".
بسرعة وقبل أن تتحرك هيلين خلع السروال القصير , فقد كان يلبس المايوه تحته, وركض بأتجاه الماء , راقبته هيلين يذهب , مشاعرها مضطربة , شعره الأسود , ظهره الرائع , كتفاه العريضتان , عضلاته القوية , ما أوسمه!
غطس جيك في الماء وسارت هيلين تبحث عن مكان مناسب تراقب منه غروب الشمس الذي يقال أنه رائع جدا في هذه البلاد , من الواضح طبعا أن جيك لا يريد مشاهدته معها , ربما لم يكن يريد مشاركتها تجربة رومانسية كهذه, ولم تتوقع شيئا كهذا وهو لا يستسيغ صحبتها؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-04-11, 03:23 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وجدت هيلين المكان الذي أرادته , كانت الشمس معلقة فوق الأفق , بضعة أقدام فقط , كرة حمراء مضيئة وسط زرقة السماء الصافية , أقتربت هيلين أكثر من البحر وشعرت بالأمواج تتكسر على قدميها , أخذت الشمس تقترب من خط الأفق أكثر وأكثر ويزيد لمعانها , خيوط ذهبية وأرجوانية ملأت الفضاء وكأنها تشعله بنبرة تحد أخيرة.
سرت القشعريرة في جسم هيلين , ما أجمل الذي في نهاية النهار , ثم أستدارت لتجد جيك يقف قريبا , أظلمت السماء فجأة , أرتعشت هيلين , شبح جيك في العتمة طويل وقوي وها هو يمشي نحوها.
" هل كان كما تصورته؟".
منتديات ليلاس

كان صوته دافئا هذه المرة.
" أجل , هل أصطدت سمكة؟".
لا ضرورة لمناقشة جمال الغروب معه.... رد بالأيجاب , وسارا بأتجاه المركب , كانت هيلين تتنفس بصعوبة , لا لأنها تسير بسرعة , لكن الجو حولها كان مثقلا , شعورها بوجود هذا الرجل القوي الجذاب الى جانبها , وعيها المفاجىء الى وجودها هنا على الجزيرة المنقطعة عن العالم وحدها ... معه , أه ما هذه الأفكار , أنها العتمة بدوك شك , لم تكن تعرف بعد , لكن قلبها كان يخفق بعنف , بينما كانا ينزلان درج المركب لمست ذراعه ذراع هيلين , فأبعدها بسرعة , أذن هو أيضا يشعر بالجو المتوتر.
كانت الحركة في داخل المركب صعبة فقد كان مائلا قليلا , تدبرت هيلين أمرها ووصلت الى المطبخ , سمعت جيك خلفها يضحك ويقول:
" أنه أسوأ مما تصورت , هل بأمكانك الوصول الى الخزانة وأحضار الصحون , أم أفعل أنا ذلك؟".
" بأمكاني , أين السمكة؟".
كي يدخل جيك الى المطبخ كان على هيلين أن تلتصق بالحائط لتفسح له المجال , ودون أن يعرف أحدهما كيف حصل ذلك , كان الأثنان على الأرض كومة واحدة , أحست هيلين به ملتصقا بها , ثقيلا ودافئا , شعرت بالخوف , حاولت جهدها أن تدفعه عنها:
" أنتظري قليلا".
قال ضاحكا.
" دعيني أجد قدمي أولا , لا بد أنها تحت ظهرك".
أخيرا أستطاع جيك أن يقف ويساعد هيلين.
" هل بأمكانك حفظ توازنك الآن؟".
سألها لكنه لم يبعد ذراعيه عن خصرها حتى أوصلها الى المقعد.
" أبقي جالسة , على الأقل تكونين في مأمن من السقوط هنا".
كان يلهث.
أحضر هو اطعام ثم القهوة , بعد ذلك تكلم مع بيل عبر الراديو , بدا منزعجا قليلا لكن هيلين لم تعرف السبب لأنها لم تسمع ما دار بينهما , نزلا الى الشاطىء فقد أراد جيك أن ينام باكرا ليبدأ رحلة العودة مع طلوع الفجر.
" أن لم يكن بأستطاعتك النوم الآن , أمشي قليلا فذلك يساعد".
قال بصوت منخفض ثم أضاف بعد أن رأى الفراش على الأرض:
"من الأفضل أن أبعد فراشي قليلا , قيل لي أنني أتحرك كثيرا وأنا نائم , لا أريدك أن تغسري الأمور خطأ".
كانت السخرية واضحة في لهجته , أحست هيلين بالغضب لكنها أجابت بهدوء:
" وضعت الفراش هنا فقط لأبعده عن الماء , تعرف أنني لا أرغب في النوم الى جانبك".
وأنحنت لتبعد الفراش , سبقها هو الى ذلك فأبعد فراشه وألقى بنفسه عليه.
تركته هيلين لينام وأخذت تمشي على الشاطىء , كانت مسرورة لأنها ستعود في الصباح , ولن ترى هذا المكان ثانية , لن تخبر جيك ألا في الوقت المناسب كي لا يبعث الشكوك في نفسها بطريقته الساخرة , جلست على الصخور المواجهة للبحر , ما أجمل هذا المكان , لن تنسى هذه الرحلة الغريبة أبدا.
كان جيك يغط في نومه عندما رجعت هيلين , أستلقت بهدوء على ظهرها وأخذت تراقب السماءالمليئة بالنجوم , أنه أجمل سقف يتمناه أنسان.
لم تنم جيدا , كانت أفكارها مضطربة , عندما أستفاقت لم يكن الفجر قد طلع بعد , جيك ما زال نائما , أنها آخر ساعات تقضيها على هذه الجزيرة التي لم تكن يوما ملكا لها ولن تكون , جيك يبدو وكأنه جزء من هذا المكان , أما هي فلا , مكانها هناك في المدينة الكبيرة وفي مخزن الثياب الذي يملكه خالها فيليب.
أنسلت هيلين بهدوء من فراشها , ستذهب الى البقعة المسحورة حيث النبع وحيث الحلم الجميل , بيتها الصغير بشبابيكه المفوحة على صوت الماء ورائحة الزهور , ستراه الآن في ضوء القمر وتودعه , مشت وكأنها تمشي في نومها.
سلام لذيذ ملأ قلبها عندما وصلت المكان , العش الهادىء وسط جزيرة العواصف هذه , وأبتسمت لنفسها , لقد نجحت في أخفاء متعتها وحبها لهذه الواحة عن جيك , أنه سرها الذي تنتصر به عليه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 11:30 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- المفاجأة

أنتظرت هيلين ذهاب بيل قبل أن تستسلم لبكاء مرير , سيرينا أختها! غير معقول .... لكنها الحقيقة , لم تكن صدفة أذن تلك الرابطة العفوية , الغريزية التي أحست أنها تشدها الى الفتاة اللطيفة الطيبة , سيرينا , حتى جيك نفسه والذي كانت تحسه أحيانا يقف بينها وبين سيرينا لم يستطع تغيير تلك الأحاسيس التي كانت تجذبها الى الفتاة.
في فراشها تلك الليلة , أستعادت هيلين كل شيء , لم يكن جيك الوحش الذي تصورته , ليس فيما يتعلق بسيرينا على الأقل , كان يحنو عليها ويهتم بها فقط لأنه وعد والدها بذلك , لم تنم جيدا تلك الليلة لكنها عرفت تماما ما ستفعل في الصباح التالي.
عندما أخبرها بيل أن جيك سيغيب عن الجزيرة لبضعة أيام , تشجعت هيلين وأفضت له برغبتها في الرحيل , شرحت له السبب , ليس كل السبب بالطبع فهي لن تكون حمقاء لدرجة أخباره أنها وقعت في حب الرجل الذي لا يريد ألا رحيلها.
ذهبت لزيارة هانا لأبلاغها عن رغبتها في الرحيل , تحاشت أسئلة هانا فيما يتعلق بالأملاك التي ورثتها , كل ما أفصحت عنه كان كلاما مبهما عن أمكانية بيع حصتها لجيك , لم تكن لتخبر أحدا عن خطتها الحقيقية.
يوم الثلاثاء قامت هيلين بحزم أغراضها , لم يكن لديها الكثير , الشيء الوحيد الذي ستأخذه معها من هذه الجزيرة الى جانب حاجاتها الشخصية , صورتان لوالدها أخذتهما من هانا.
قبل أن تأوي الى فراشها تلك الليلة الأخيرة كتبت رسالة قصيرة ومباشرة لجيك , ثم قامت الى صندوق حلاها وأخرجت منه سلسلة ذهبية كانت أمها قد أعطتها أياها عندما كانت هيلين طفلة.
منتديات ليلاس

قبل أن تقفل الرسالة قرأتها مرة أخيرة:
" جيك , أنا عائدة الى أنكلترا في الصباح , طلبت من المحامي في ساوباولو تحويل حصتي في الأرث اليك , آمل أن تشارك سيرينا معك بحصة منه , أحببتها كثيرا وأرغب في مساعدتها , أرجوك أن تعطيها هذه السلسلة , كنت أحتفظ بها منذ طفولتي .
هيلين كاربنتر".
أقفلت الرسالة ووضعتها تحت باب بيته .
صباح اليوم التالي ذهبت هيلين الى هانا لتودعها , كان بيل سيأخذها الى المطار الصغير حيث تطير الى ستنتوز , قبّلتها هانا قائلة:
" سأفتقدك , كنت كنسمة منعشة بيننا , ستكتبين؟".
" بالطبع! أنت أيضا يجب أن تأتي لزيارتي في لندن يا هانا , كان بودي لو أبقى أكثر لكن ... أعرف ليس هذا مكاني.....".
توقفت , أنها على وشك أن تنهار , كل هذا بسبب رجل واحد........".
أبتسمت هانا بلطف , وبرغم كل المرارة التي تحملها لجيك , كأنها فهمت , فقد ضغطت على ذراع هيلين بحنان.
" أعرف يا عزيزتي , أعرف".
في الطائرة , حاولت هيلين أن تستريح لكن أفكارها لم تسمح لها بذلك , ترى هل أستلم الخال فيليب برقيتها ؟ هل سيكون بأنتظارها في مطار لندن , أن لم يكن ستذهب الى البيت في سيارة أجرة , عليها العودة بسرعة الى بحر العمل , الى حياتها السابقة , كان مجيئها الى هذه الجزيرة يعني الجنون بعينه , لكن لا بأس , أنتهى كل شيء الآن , بعد بضعة أيام ستكون في وظيفتها ثانية ولن تسمح لأي شيء أو أي شخص بأيلامها بعد اليوم... ليس لوقت طويل على الأقل , أذا قدم لها جيك لوغان شيئا أيجابيا فهو أنه حررها من عقدتها القديمة وعدم قدرتها على الشعور بالراحة في حضور أي رجل كان.
حاولت هيلين الهروب من أفكارها , تطلعت من نافذة الطائرة الى السماء الزرقاء الصافية , لكن المرارة.... وشيئا من الحزن لم يتركاها لحظة.
كان الخال فيليب في أنتظارها على أرض المطار , وفي اللحظة التي جلسا فيها في سيارته الرولز الرمادية نظر اليها قائلا:
"هيا , أنطقي أيتها السيدة الصغيرة!".
نظرت هيلين اليه وشعور بالذنب يملأها , خالها العزيز ببزته الرمادية , وقميصه الأبيض المكوي جيدا , دائما مثال الأناقة , ودائما دعاية حيّة للمتجر الفخم الذي يملكه , لكن برغم ملابسه الأنيقة الرسمية لم يكن يوما متشنجا , في الخمسين من عمره كبير الجسم , أصلع قليلا , يمشي في الحياة بكل هدوء ورزانة مبعدا عنه كل توتر وأنزعاج متظاهرا بعدم وجود مبرر لتعقيد الحياة.
" أكتفيت من الحياة على جزيرة أستوائية , هذا كل شيء".
أجابت متصنّعة الخفّة.
" هل لي سيكارة؟".
" لا, أنت لا تدخنين , ولن تبدأي الآن, وأن كنت تظنين جوابك هذا يكفيني فأنت مخطئة يا عزيزتي , من هو أو ما هو؟ ثم بأمكاني أن أضيف أنك تتفجرين صحة وعافية , وهذا اللون البرونزي سيظهر كل العارضات بجانبك كزهور باهتة".
أبتسمت له هيلين بحياء , وأضاف قائلا:
" في أية حال ستكونين ضيفتي لبضعة أيام تخبريني خلالها كل شيء".
" ليس هناك الكثير ".
قالت هيلين وتطلعت من نافذة السيارة , رمقها خالها بنظرة قلقة لم تنتبه لها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 02:29 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في اليوم التالي , وكان يوم سبت , اليوم الذي يذهب فيه الخال فيليب لممارسة لعبة الغولف عادة , جلس في غرفة الطعام المطلّة على نهر التايمز وقبالته جلست هيلين.
" لقد قررت أن أن أبقى اليوم في البيت أحتفالا بأبنة أختي العزيزة , ربما نخرج لنتناول الغداء معا , ما رأي عزيزتي هيلين في هذا؟".
عرفت هيلين سبب رغبته في الخروج معها الى أحد المطاعم , هناك يظن أنها ستتكلم وتخبره بكل شيء , مهما يكن فلا مبرر لأبقاء كل شيء في داخلها الى الأبد.
منتديات ليلاس

أفترت شفتاها عن أبتسامة خفيفة وقالت:
" لا سبب لأن تدعوني الى الغداء في مطعم , سأخبرك بكل شيء هنا , معك حق , أشياء كثيرة حدثت ولك كل الحق في معرفتها , لكن أرجوك يا خالي......".
كانت هيلين على وشك البكاء لكنها أكملت:
" أرجوك هل يمكن أن تنسى كل شيء بعد ذلك؟ أقصد الأشياء التي سأخبرك عنها".
" يا فتاتي العزيزة".
قال والأهتمام باد على وجهه:
" أن كنت لا تريدين أخباري أو تشعرين بعدم القدرة على ذلك.... أوه... أنا لست سوى عجوز فضولي , لا بد أنه رجل ما... من يكون؟".
" جيك لوغان".
وسكبت لنفسها فنجانا من القهوة ويدها ترتجف.
" سأبدأ من الأول.... هناك الكثير الكثير".
قاما من غرفة الطعام وذهبا الى مكتبة الخال فيليب الدافئة والمليئة بالرفوف المكتظة بمختلف أنواع الكتب , هناك أخبرته بكل شيء , تقريبا كل شيء , منذ لحظة وصولها الجزيرة الى أن ودّعها بيل وأستقلت الطائرة.
بعد أن أنتهت من الحديث , نظر اليها الخال فيليب والذي كانيستمع بأنتباه شديد وبدون أية مقاطعة , وقال:
" أتعلمين ؟ لقد أحسست بشيء ما في رسالتك , وبالمناسبة أرسلت لك كل هذا قبل يومين من وصولك , يا عزيزتي لم أكن تصوّر كل هذا عندما أنهلت عليك بأسئلتي ! يا عزيزتي المسكينة".
تطلع اليها بعطف وقال :
" من الأفضل أن تنسي هذا الجيك لوغان بسرعة".
ثم قطب حاجبيه كمن يحاول تذكر شيء ما:
" لوغان – لوغان- هل قلت أنه أسترالي؟".
" لهجته توحي بذلك , ثم أظن أن بيل أو هانا ذكرا شيئا من هذا أمامي".
ورفعت هيلين يدها الى رأسها :
" وهل يهمّ ذلك؟".
وأطلقت ضحكة عصبية:
" حدسك صحيح ... أذكر عندما رأيت تلك اللقطة الفوتوغرافية وهو على مركب والدي , وظهر ك|أنه يحاول أخفاء وجهه عن الكاميرا , ظننت أنه مجرم هارب....".
وصمتت فجأة .
أنفجر الخال فيليب ضاحكا:
"هذا مثير , أحب أن أرى تلك الصورة يوما ما , لدي شعور غريب".
ورغم حيرة هيلين لم يشأ الخال فيليب الأفصاح أكثر .
عادت هيلين الى الروتين السابق لحياتها مع فرق واحد هو أن زميلاتها أكثرن من الحديث عن التغيير الذي لاحظنه فيها , ليس فقط لونها البرونزي ولا شعرها الجميل الذي أضافت اليه شمس الجزيرة لمعانا جديدا , بل كما قالت لها أحدى زميلاتها ذات يوم:
" أنه أشعاع داخلي , لمعان ما.... جديد يا عزيزتي , أخبريني كيف حصلت عليه وسأحاول أن أفعل الشيء ذاته!".
لكن بالطبع لم تسطع هيلين أخبارها أنه كله بسبب ذلك الرجل الغريب وأطواره غير العادية , لن تخبر أحدا بل لن تستطيع حتى لو رغبت في ذلك , وبرغم حماس هيلين المتجدد للعمل ألا أن الشعور الموجع بالفراغ كان يلازمها , وكانت تعرف أنها لن تقوى عليه ألا , ربما , مع مرور الوقت.
الجانب العملي في طبع هيلين مكّنها من تنظيم أوقاتها وملأها بالعمل والنشاط , فلم يبق عندها وقت للتفكير أو للتذكر , كانت تعرف أنها لن ترى جيك لوغان أبدا , طيلة حياتها , وأمام تلك المعرفة أرادت أن تبكي , لكن لا لن يبكيها أي رجل بعد اليوم , هكذا قررت.
بعد مضيّ أسبوعين على رجوعها وبينما كانت تجلس أمام المرة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها قبل مواجهة الجمهور الكبير المنتظر في الصالة , سمعت الهمس المتبادل بين العارضات , كان الجميع في حمى فاليوم حفلة عرض لأحدث أزياء جيرالد .... هرج ومرج في الداخل مثل خليّة نحل بينما كل ما يراه المدعوون هو أناقة الثياب المعروضة وسحر العارضات الجميلات.
وبالطبع في لحظة خروج العارضات الى الصالة يصبح الكلام صعبا ألا ربما كلمة هناك بينما تعود أحداهن لتخلع ثوبا وتلبس آخر , ومن الهمس الدائر عرفت هيلين أن هناك شخصا غير عادي بين الجمهور , الجمهور المكّون عادة من الكهول والعجائز , أقتربت هيلين , التي لم يكن دورها قد أتى بعد للخروج الى الصالة من أحدى زميلاتها وهي تغيّر ثوبها وسألتها:
" ماذا هناك؟".
" رجل في المقعد الخلفي ... جهة اليسار , يا الله!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, القرصان, دار الكتاب العربي, جزيرة الشمس, logan's island, mary wibberley, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158904.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ظ‚ط±طµط§ظ† ظ…ط§ط±ظٹ ظˆظٹط¨ط±ظ„ظٹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 20-08-14 06:41 PM


الساعة الآن 04:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية