لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


78 - القرصان - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )

78 - القرصان -ماري ويبرلي- روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-11, 07:47 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 78 - القرصان - ماري ويبرلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

78 - القرصان -ماري ويبرلي- روايات عبير القديمة

الملخص



الفارق بين المدينة و الارض العراء كالفارق بين الحلم و الواقع بالنسة الى من لم يذهب في حياته الى أامكنة بدائية ما زالت تحافظ على عذريتها.
...لذلك عندما ذهبت هيلين لترى ما تركه والدها الفنان الراحل في جزيرته البعيدة , وهي لم تعرفه ولم تره ابداً , وجدت عالماً ساحراً ينتظرها , لكن رجلا يدعى جيك لوغان كان لها بالمرصاد , سمعته السيئة و شكله الرهيب و علاقته الغامضة بوالدها , جعلت رحلتهاقاسية و دفعهتا الى الفرار من الجزيرة .. عائده الى لندن
منتديات ليلاس

... لكن القرصان لا يتركها تهنأ في عملها كعارضة ازياء , بل يظهر في لندن ليقول شيئاً ... ماذا يريد منها , ومن هو هذا الرجل القاسي ؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 30-03-11, 07:48 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- الأشاعة


أختفت بلدة سانتوس وسط ضباب كثيف , أشاحت هيلين كاربنتر بنظرها عن النافذة لتنظر أمامها , أنها حقا في الطريق الى هناك! ولأول مرة منذ أن غادرت أنكلترا تفكر هيلين بما هي مقدمة عليه , ولأول مرة أيضا تشعر ببعض الخوف.
" لم يبق الكثير , ساعة واحدة فقط ونكون هناك".
جاء الصوت أنكليزيا جدا وعلى ما يظهر في محاولة لأن يبدو لطيفا.
أدارت هيلين رأسها الى محدثتها فأذا هي أمرأة شقراء جالسة قبالتها الى النافذة الأخرى , وأبتسمت.
" أنها المرة الأولى التي أجيء فيها الى هنا , أحس ببعض الوحشة فحسب".
" أفهم شعورك".
منتديات ليلاس

قالت هذا وقامت من مكانها وأتت لتجلس الى جانب هيلين , أمرأة في حوال الأربعين, تلبس ثوبا بسيطا من الحرير الطبيعي الزاهي الألوان , وهيلين خبيرة بالثياب , فثوب هذه المرأة كلّف كثيرا بدون شك!
" أتسمحين لي بالجلوس هنا؟ هذا يجعل الحديث بيننا أسهل , أنني رأيت المنظر مرات كثيرة".
قالت هذا مبتسمة ثم تنفست بعمق.
" أتسكنين في الجزيرة؟".
أستفسرت هيلين :
" أعيش فيها منذ خمس عشرة سنة , أسمي مارشا روس".
" هيلين كاربنتر".
قالت هيلين بهدوء منتظرة ردة فعل المرأة لسماع هذا الأسم , وحدث ما توقعت , مرت لحظة صمت ثم قالت المرأة:
" كاربنتر ؟ هل تكونين ...؟".
لحظة صمت أخرى .
" هل تكونين قريبة روبيرت كاربنتر؟".
" نعم , أبنته".
" يا ألهي ! ارجو المعذرة".
ووضعت يدها السمراء النحيلة للحظة على ذراع هيلين العارية.
" كان صديقا طيبا , طبعا ... أنت تعلمين".
" نعم , أعرف , مات منذ ثلاثة أشهر , لهذا أنا هنا, أنه ترك لي بعض ... الأشياء".
أضطربت هيلين قليلا , لكن سرعان ما أستعادت سيطرتها على نفسها , يجب أن لا تخبر شخصا غريبا , مهما كان لطيفا , أنها لم تعرف أن لها والدا يعيش هنا , كل ما عرفته من أمها أن والدها مات عندما كانت طفلة صغيرة , ولما عرفت منذ شهر كانت المفاجأة مضاعفة , ليس فقط لمعرفة أن لها والدا عاش تسعة عشر عاما في جزيرة كبيرة قرب الشاطىء البرازيلي تدعى ( جزيرة الشمس) , لكن أن تعرف بموته في الوقت الذي عرفت فيه بوجوده , أنه أمر لا يحتمل.
عرفت بالأمر منذ أسابيع هناك في ذلك المكتب الهادىء في أحد شوارع لندن الجميلة في مكتب المحامي , وسمعت شيئا آخر مفاجئا أذ قال لها المحامي بنبرات جافة :
" ترك لك والدك نصف ممتلكاته , البيت الذي كان يسكنه , القارب , وجزيرة أسمها...".
وبدأ المحامي العجوز يقلب الأوراق بين يديه:
" آه.... ها هي .... ( الها داس تورمينتاس).... باللغة البرتغالية ... يعني .... جزيرة العواصف".
" جزيرة؟".
كانت المفاجئة كبيرة , لم تقدر هيلين أن تستوعب ذلك , جزيرة ... رجل لم تره من قبل , رجل ظنته ميتا من زمان .... يترك لها جزيرة؟
" آنسة كاربنتر , المضيفة تسألك أن كنت تريدين بعض القهوة؟".
كلام المرأة الجالسة الى جانب هيلين أعادها الى الحاضر , فأبتسمت قائلة:
" المعذرة ... نعم , من فضلك".
مرت لحظة صمت بعد ذهاب المضيفة , كانت الطائرة صغيرة , ثمانية ركاب فقط , وهيلين ومارشا كانتا تجلسلن في المؤخرة.
" من المحزن جدا أنك لم تأتي ألا عندما...".

أنتبهت مارشا أنها ربما تعدت حدود اللياقة , شعرت هيلين بالمضايقة , لكنها لم تظهر شئا , لقد تعلمت ذلك في مدرسة جنيف الداخلية أنها مهما كانت منزعجة أو متألمة , لدرجة الدموع , يجب أن لا تظهر شيئا من ذلك ألأي كان.
" نعم.... أعرف , أخبرني المحامي أن علي أن أرى شخصا يدعى السيد لوغان".
من الواضح أن هيلين تغير الموضوع , ومن الواضح أيضا ردة الفعل الغريبة التي صدرت عن المرأة عند ذكر الرجل , لم تكن منتظرة.
" طبعا , طبعا".
قالت مارشا بنبرة أنزعاج:
" ما الأمر؟ ؟ هل هو غائب عن الجزيرة؟".
صدرت ضحكة جافة وقصيرة عن المرأة التي قالت :
" أوه , أنه هناك , جيك لوغان بالطبع هناك!".
وأدارت مارشا رأسها لتنظر مباشرة الى هيلين:
"هل أخبرك المحامي أي شيء عن لوغان هذا؟".
لا بد أن هناك شيئا غامضا , وهيلين أرادت أن تعرف ما هو , فقالت ببطء:
" فقط أنه يمتلك النصف الآخر من الميراث".
" يا ألهي!".
تلك اللحظة جاءت المضيفة بالقهوة , نظرت هيلين الى مكعبات السكر الموضوعة في الصحن , لم تكن تريد أن تخبرها أشياء خاصة كهذه , لكن شيئا ما في هذه المرأة جعلها تفعل .
" المعذرة".
قالت مارشا وأبتسمت لهيلين , لكن الغضب كان ظاهرا في عينيها.
" ليس هذا من شأني ... ولكن هذا الرجل لوغان ... كلنا أحببنا والدك وكنا نحترمه , لكن ما لم أستطع فهمه هو كيف سمح لهذا الرجل أن يؤثر عليه بالشكل الذي فعل؟ أكره أن أقول هذا عن رجل ميت , لكن ربما من الأفضل أن أخبرك كل شيء الآن , جيك لوغان رجل منحط , سمعته سيئة جدا خاصة فيما يتعلق بالنساء... وبرغم هذا كله كان والدك يحبه......".
توقفت مارشا عن الكلام لتشرب بعض القهوة ربما تعطيها القوة.....
" والآن ها هو يستولي على النصف.......".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-03-11, 07:49 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تطلعت الى هيلين بحزن .
" كم أنا آسفة من أجلك يا عزيزتي! أنتبهي , سيحاول أن يحصل على النصف الآخر منك , ولا أظنه يهتم كثيرا بالطرق التي يسلكها".
بقيت هيلين صامتة , ثم هزت رأسها , أمر لا يصدق وهمست:
" لم أكن أحلم....".
ثم أستطردت:
"أعتدى على فتاة من الجزيرة منذ سنتين تدعى سيرينا ... كانت في الخامسة عشرة من عمرها حينئذ".
قالت هيلين بهدوء:
" ما أبشع ذلك ! المسكينة ...".
منتديات ليلاس

" لها طفل منه يدعى توبي , طفل جميل عمره سنتان , يعيشان مع أختها المتزوجة , رباه كيف كانت سيرينا تلحق بجيك أينما ذهب كجرو صغير , كم أحبته , المسكينة......".
كانت الصدمة كبيرة , ولم تعد هيلين تهتم بأخفاء مشاعرها , أستدارت الى المرأة الجالسة بجانبها قائلة:
" غير معقول , تصورت هذا الرجل , لوغان , من عمر والدي , كنت أتشوق لملاقاته وسماع حديثه هن......".
أضطرب صوتها قليلا .... لكنها أكملت:
" عن والدي".
وهزت رأسها بخيبة أمل.
قالت مارشا ببعض الرقة:
" ما كان يجب أن أباغتك هكذا , لكن .... عندما ذكرت جيك لوغان .... هه! أحسست أنه علي أن أحذرك منه .... تحذير أمرأة لأمرأة ... تفهمين قصدي !".
" أنا شاكرة لك أهتمامك , لا بأس ".
وأخذت هيلين قطعة بسكويت من الصحن أمامها وبدأت تقضمها , كم تمنت في أعماقها لو لم تسمع شيئا عن هذا المدعو لوغان , أحيانا .... من الأفضل أن تبقى بعض الأشياء مجهولة.
" هل ينتظرك أحد عند المدرج؟".
" لا أدري ... كنت أظن أنه ربما السيد لوغان...".
صمتت لحظة وبلعت ريقها بصعوبة :
" ما شكله ؟".
زمت المرأة شفتيها بشدة.
" ستعرفين عندما ترينه! أسمر , طويل , له جسم رياضي , مع أن نوع الحياة التي يعيشها تجعل الأنسان لا يتوقع ... في كل حال أظن أن بعض النساء يجدنه جذابا , تعرفين ما أعني".
وأرتعشت قليلا ونظرت اليها هيلين بسرعة ومرت برأسها لمحة شك عميقة.
" لا أحد يعرف الكثير عن الرجل , ولا حتى من أين جاء , ربما كان والدك يعرف , لهجته أسترالية بعض الشيء , لكنني أراهن أن به دما أجنبيا , قد يكون برازيليا , من يدري؟".
ونظرت الى هيلين بحدة:
" كان لأبيك صديق آخر , بيل أنز ... هل سمعت به؟".
" نعم , ذكره المحامي , هل هو...؟".
وتوقفت هيلين , لا تدري بما تتابع , لكن مارشا روس ضحكت , وكأنها حزرت:
" لا عليك , بيل رجل طيب , غريب بعض الشيء , ضخم ومندفع , لكنه مستقيم جدا , يعيش مع أخته هانا , أن أحبتك كنت محظوظة وألا.....".
وأبتسمت أبتسامة تحمل معاني كثيرة.
" آه , هكذا أذن".
قالت هيلين بلطف , على الأقل هناك من تستطيع الركون اليه , لكن فكرة غريبة خطرت ببالها , لماذا؟ أذا كان جيك لوغان سيء السمعة بهذا الشكل , وبيل أنز بهذه الطيبة , لماذا ترك والدها نصف ممتلكاته لجيك ولم يتركها لبيل؟
أحست هيلين بالأرهاق , رمت رأسها الى الوراء وأغمضت عينيها وهي تهمس بلهجة أعتذار:
" أشعر بحاجة لبعض النوم".
" أعرف , حاولي أن تستريحي بضع دقائق".
قالت مارشا وهي تراقب وجه هيلين , عيناها الواسعتان بلونهما الأزرق الرمادي مغمضتان , رموشها حريرية طويلة , كم هي جميلة وجذابة ملامح وجهها , شفتاها ممتلئتان وناعمتان , جسمها كله أنوثة , شعرها الذهبي مرفوع بشكل جذاب , أخذت مارشا نفسا عميقا , ترى كيف ستكون ردة فعل لوغان لكل هذا الجمال ؟ لكن الأهم كيف ستكون ردة فعل أبنة روبيرت كاربنتر هذه؟
ألقت مارشا رأسها الى الوراء وأغمضت عينيها , نعم سيكون الأمر مثيرا , في كل حال فهذه الأنكليزية تبدو قادرة على الأهتمام بنفسها , هناك برودة ما.... شيء لا يقال حول هذه الأنكليزية , وأحست مارشا بما يشبه الطعنة في قلبها , كأنه الندم على شيء مضى , عضت على شفتها , ربما كان من الأفضل أن تنتهي هذه الرحلة بسرعة.
لم يكن هناك مطار كبير , ولا حتى صغير , كل ما كان هناك مدرج واحد في نهاية الجزيرة , حيث أزيلت الأشجار , والى جانبه سقيفة مطلية باللون الأبيض , تقف خارجه السيارات , ورجل... كان الرجل يراقب هبوط الطائرة ويحمي عينيه من حرارة الشمس بيده , رأت هيلين الرجل وأحتارت فمن يكون , رجل كبير ممتلىء , شعره أسود وبشرته بيضاء , كان يدخن غليونا , تطلعت مارشا من النافذة وأشارت الى الرجل:
" أنه بيل , جاء لملاقاتك , لا حاجة ك الى سيارة أجرة الآن".
قالت هذا وضحكت.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-03-11, 07:51 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد دقائق , وبينما كانت المرأتان تنزلان السلم الخشبي , تقدم الرجل لملاقاتهما وركز على هيلين عينين زرقاوين:
" آنسة كاربنتر , بيل أنز".
وصافحها بيدين ضخمتين يغطيهما شعر كثيف , ثم أستدار الى مارشا.
" هل نوصلك الى البيت؟".
" كم أنت لطيف يا بيل, شكرا , سأحضر حقائبي".
وبينما كانت تستدير لتذهب , نظر بيل الى هيلين وغمز بعينيه:
" سنخلصك من هذه الحرارة قريبا , أختي حضّرت لنا العشاء , ستأتين الى بيتنا , طبعا".
كان متحمسا جدا فأبتسمت له هيلين.
" شكرا يا سيد أنز , لطفا منك أن تأتي لملاقاتي".
" لا تسمني السيد أنز , أنا بيل وأنت هيلين , لا رسميات على هذه الجزيرة , أرجوك , أنه أقل ما يمكنني فعله , فأنت غريبة هنا كما وأن جيك........".
وتوقف بيل عن الكلام فجأة لأن مارشا وصلت تلك اللحظة , تساءلت هيلين في نفسها عما كان يريد قوله , لكنها لم تتمكن من التفكير بوضوح فالحرارة كانت لا تطاق لدرجة لدرجة أحست معها وكأن ثوبها الأبيض الخفيف مصنوع من الفرو السميك , أحست هيلين بالأرض الرملية تهتز وتتراقص تحت أقدامها وهم في الطريق الى سيارة اللاندوفر المتوقفة خلف السقيفة يتبعهم الصبي الأسود حاملا الحقائب , السماء كانت شديدة الزرقة بلمعان معدني غريب قطعته فراشة وأندفعت في الهواء وأخذت تدور في ألق ذهبي وأحمر.
منتديات ليلاس

تنفست هيلين بعمق وقالت:
" لم أتصور أبدا شيئا كهذا , أنه مكان جميل.....".
" لكنك ما رأيت شيئا بعد , أنتظري لتري الجزيرة بكاملها , عندها ستقولين ما أجملها بحق".
بيل فخور بجزيرة الشمس : رأت هيلين ذلك بوضوح , كما رأته مارشا , التي تطلعت الى هيلين وأبتسمت.
صعدوا الى اللاندروفر وأنطلقوا على طريق وعرة , خلفهم بدا المسافرون الآخرون وكأنهم نقطة صغيرة تبتعد شيئا فشيئا والى جانبهم على الطريق أندفعت سيارة أجرة كبيرة وقديمة بشكل واضح.
أذن هذا هو المكان , هنا عاش الرجل الذي ما عرفته هيلين , وما عرفت عنه شيئا , هنا عاش تسعة عشر عاما , فكّرت هيلين بأمتعاض وربما بحزن بأمها التي تقضي عطلتها الآن في برمودا , هيلينا كار الممثلة المشهورة عالميا , والتي تزوجت عدة مرات , ولسبب لا يعرفه غيرها , أخبرت هيلين أن والدها ميت , هيلينا التي تقضي الآن شهر عسل مع زوجها الخامس , الآخر على اللائحة , لا تعرف أين هي أبنتها في هذا الوقت , وربما هي لا تهتم , أنها متألقة وجميلة , لا تعترف بأن عمرها أكثر من واحد وثلاثين عاما , وتتحاشى أن يعرف أحد أن لها بنتا عمرها عشرون سنة لذلك نادرا ما أجتمعتا.
تطلعت هيلين بسرعة من النافذة , أنقبض وجهها وأحست أنها من دون معين , عندما كانت طفلة حصلت هيلين على كل ما يتمناه الأطفال , عدا الشيء الوحيد المهم , بل ربما الأهم من كل الأشياء الأخرى في الحياة: الحب , الأجازات التي كانت تأخذها من المدارس الداخلية المترفة كانت تقضيها كلها مع الأقرباء , ( لأن أمها مشغولة كثيرا) , بلعت هيلين ريقها بصعوبة , الخال فيليب هو من أحبته أكثر من الجميع , أستدارت الى بيل متذكرة قائلة:
" يجب أن أرسل برقية الى أحد الأقرباء".
" سنتوقف عند مكتب البريد , لن يأخذ الأمر أكثر من دقيقة".
كانت الأشجار كثيفة على جانبي الطريق الأصفر المغبر , لم تمر بهم أية سيارة غير سيارة الأجرة القديمة , وصبي على دراجته يتبعه كلب يسيران بتراخ شديد , هناك رقعة برتقالية اللون جذبت أنتباه هيلين , فتطلعت لترى شجيرات صغيرة ذات ورق قاتم كثيف تحمل ثمر البرتقال , برتقال! هذه أول مرة ترى فيها البرتقال على الشجر , من قبل رأته فقط ملفوفا بالورق مصفوفا في دكان البقالة , فجأة توضحت الأشياء في عيني هيلين , أنها حقا هنا , على هذه الجزيرة الأستوائية قرب الشاطىء البرازيلي , بعيدة آلاف الأميال عن بيتها , بيتها! هل عرفت بيتا في حياتها ؟ هل سيكون لها بيت يوما ما ؟ بيت تذهب اليه لتجد فيه من يحبها وينتظر عودتها؟ من أين لها أن تعرف! طبعا كان الخال فيليب دائما يرحب بها عندما يكون دوره في أستقبالها , الخال فيليب شقيق أمها الأكبر , كم كان محبا! عكس أخته , وكم قضت معه هيلين أوقاتا سعيدة , ومنذ أن كبرت وهي تلتجىء اليه للنصح لا لأنها التي ما عرفتها جيدا .
" ها هو بيتك يا مارشا , جاهزة؟".
" نعم ,شكرا يا بيل , ما رأيك في النزول لتناول بعض الشراب؟".
" لا , شكرا , من الأفضل أن لا نتوقف , هانا تنتظرنا وقد حضّرت العشاء , وأنت تعرفين....".
فقالت مارشا ضاحكة:
" أعرف".
وبدأت اللاندروفر تبطىء وسط تلك الأشجار , ثم توقفت كليا مما أتاح لهيلين أن تلقي نظرة سريعة على البناء الأبيض المنخفض بكل تلك الخضرة." هل هناك بيوت أخرى؟".
سألت هيلين مندهشة:
" بضع عشرات , لكن عليك أولا أن تجدي طريقك وسط الأشجار لتصلي أليها".
أجابها بيل:
" مع السلامة , مارشا ".
" مع السلامة , شكرا لتوصيلي , أنا سعيدة بمعرفتك يا هيلين , أرجو أن تقومي بزيارتي قريبا".
" شكرا , سأفعل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-03-11, 07:52 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

راقبها الأثنان تختفي في الممر ثم تابعا السير , بعد أنطلاق اللاندروفر قال بيل :
" هل أخبرتك مارشا أي شيء عن هذا المكان؟".
وعرفت هيلين بغريزتها ما يرمي اليه بيل بسؤاله , فوجدت الأمر في منتهى الغرابة وأجابته بحذر:
" القليل , أخبرتني أنها كانت تحب والدي ".
" هذا صحيح , ولوغان؟ ماذا قالت عنه؟".
لقد عرفت أنه سيسأل ولم تفاجأ فلماذا تسارعت دقات قلبها ؟
" أنها لا .... تحبه كثيرا".
منتديات ليلاس

أنفجر بيل بضحكة عالية هزت السيارة:
" كم هي مهذبة الطريقة التي تصوغين بها ردك يا آنستي , أنها تمقته , كذلك أختي , وأكون لك شاكرا أذا أمتنعت عن ذكر أسمه في بيتنا هذه الليلة".
تكرهه أمرأتان بهذا العنف , كيف أذن تحوم النساء حوله؟ هذا ما فكرت به هيلين وحيّرها.
" وأنت هل تمقته أنت أيضا".
سألت هيلين بهدوء , ربما كان من الأفضل معرفة ذلك أيضا من الآن.
" أنا ؟ لا أبدا , علاقتي به جيدة , لكن......".
ونظر اليها بحدة وقد عقد حاجبيه الكثين...
" أنه رجل لا يمكن تجاهله , وربما وجدت له حضورا طاغيا , لكن أن عاملته بالطريقة الصحيحة لن يكون هناك ما تخشيه".
ترى ماذا يعني بمعاملته بالطريقة الصحيحة , فكرت هيلين بأمتعاض , في كل حال ليس بنيتها ألا أن تكون مهذبة معه مهما كان هذا صعبا , أخلاقياته أو عدمها لا تعنيها , رغم هذا لا بد من الأعتراف أن مفاصلها ترتعد من الخوف عند التفكير بلحظة اللقاء مع هذا الرجل , فقط لو كان بيل الرجل الذي عليها أن تراه من أجل قضية الأرث , لأحست بالراحة وكأنها تعرفه من زمن طويل , لكنها سرعان ما نسيت أفكارها هذه عندما رأت البيوت أمامها والطرقات المتقاطعة من غير تنظيم والعنزة التي كانت تجتاز الطريق أمام اللاندروفر والأولاد على دراجاتهم .... وأمرأة سمينة تربط رأسها بمنديل وتجلس الى جانب الطريق في ظل شجر النخيل العالي , أمامها سلة مليئة بالموز...
" أنها أكبر قرية , هناك قريتان صغيرتان , وتجمع للهبييين قريب من هنا , لكن هذه هي المركز الرئيسي للجزيرة".
قال بيل هذا وتطلع الى هيلين ليرى ردة فعلها , في هذا الوقت كانا قد توقفا أمام بناء خشبي تكتظ واجهاته الزجاجية بالثياب والطعام المعلب , وأدوات الزينة:
" أنه رائع .... وكأنني في حلم , أن يكون والدي عاش هنا كل تلك السنوات , ولم...".
توقفت وتنهدت بعمق:
" أخبرني كيف كان !".
" رجلا طيبا , وصديقا وفيا".
فقالت ببساطة:
" لو عرفت أنه كان هنا لأتيت من قبل".
قال بلطف :
" حقا , يا ألهي لم أكن أتصور......".
" أخبرتني أمي وأنا صغيرة أن والدي مات عندما ولدت , لا أدري لماذا , كانت لها أسبابها , لكنني لا أقدر.... لا أقدر......".
كانت هيلين على حافة الأنهيار , وضع بيل يده على ذراعها بلطف:
" هيا... هيا... ألا تريدين أرسال البرقية ؟ هذا السفر الطويل كان مرهقا بدون شك , أنت بحاجة الى ليلة من الراحة والنوم العميق , وغدا صباحا سترين كل شيء أجمل وأفضل , وعندها....".
أكمل كلامه وهو ينزل من اللاندروفر ويسحب غليونه من جيبه ويسير مع هيلين الى مكتب البريد الصغير المظلم .
" شكرا , لا أستطيع أن آكل أكثر مما أكلت , حقا".
وأبتسمت هيلين للمرأة الجالسة بجانبها والخالية من أية مسحة جمال , أنها هانا أخت بيل تقارب منتصف العمر على ما يبدو , أستقبلت هيلين بشيء من الحذر والخشونة , لكن هيلين وعن قصد منها أرادت أن تكسب هذه المرأة الى جانبها , خصوصا بعد الذي قالته مارشا عنها .... وصممت أن لا تفعل أو تقول ما قد يؤذي أو يزعج هذه المرأة , الى جانب ذلك فعندها سبب آخر أعمق من ذلك , بيل رجل طيب , وقد يصبح صديقا لها , لذلك يجب أن تحبها هانا , أخته , كي لا يكون الأمر صعبا , أبتسمت هيلين أبتسامة حلوة ودافئة لهذه المرأة الصغيرة النحيلة , عكس أخيها تماما , وأجابت على كل أسئلتها بهدوء ولطف , وبدأ الثلج بينهما يذوب , والآن....
" أنها أطيب سلطة فاكهة ذقتها في حياتي!".
قالت لهانا أنز , وكان ما قالته صحيحا , هذا المزيج من الموز الناضج الطازج , والأناناس والبرتقال لذيذ جدا , والكريما الموضوعة فوقه بكرم..
" قهوة أذن".
وعلت وجه هانا أبتسامة هادئة فظهر في وجهها شيء جعل هيلين ترى فيه مسحة جمال كانت هناك ذات يوم مضى , وأضافت مؤكدة:
" بلى أرجوك".
" عليّ أن أذهب لأجد بيتي الجديد , لم أقصد أن أبقى , أرجو أن لا أكون أخذت الكثير من وقتكما".
" لا أبدا ليس هناك الكثير لنفعل هنا , ودائما نرحب بوجه جديد ".
قالت هانا ذلك وهي تسكب القهوة السوداء من أناء صيني أخضر جميل.

" مع الكريم ؟".
" أجل , شكرا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, القرصان, دار الكتاب العربي, جزيرة الشمس, logan's island, mary wibberley, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158904.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ظ‚ط±طµط§ظ† ظ…ط§ط±ظٹ ظˆظٹط¨ط±ظ„ظٹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 20-08-14 06:41 PM


الساعة الآن 02:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية