أغلقت الباب وراءه ووضعت المزلاج بأحكام , ستذهب لتغلق نافذة المطبخ وتنزل الستائر قبل أن يدخل بيته ويراها من هناك.
لم تنتبه هيلين ألا بعد مضي وقت طويل الى ملاحظته عن المدرسة الداخلية , ترى كيف علم بذلك؟
لم تره أبدا نهار الثلاثاء , كان قد وجد المفتاح ودسه تحت بابها صباح اليوم التالي , أمسكت المفتاح في يدها لحظة يملأها شعور غريب مرتبك وهي تتخيل جيك يبحث عنه بين الأعشاب .منتديات ليلاس
ذهبت الى القرية وأرسلت الرسالة الى الخال فيليب , رأت سيرينا والطفلين – ثرثرت معها قليلا ثم ذهبت الى بيت بيل آملة أن تراه , فقد كانت مصممة على الذهاب الى الجزيرة , وقد قررت أن تذهب بمفردها أن رفض بيل ذلك لسبب ما , نعم ستكتشف كيف يعمل المركب وستأخذه بنفسها , طبعا كانت تعرف أستحالة ذلك لكن هذا ما فعله بها جيك لوغان , أثار جنونها وأستعدادها للقيام بالمستحيل فقط .... لتريه! وجدت بيل في حديقة البيت الكبيرة جالسا في الظل وبيده كأس من الشراب المثلّج.
قبل أن تصل اليه أخبرتها هانا بأبتسامة مشرقة:
" أنه متحمس للرحلة كثيرا , مثلك تماما , لقد أثرت أهتمامه".
" شكرا يا هانا".
وأحست هيلين بالأثارة , قريبا سترى الجزيرة , متأكدة من ذلك وتحسه في عظامها , رفع بيل كأسه وسألها:
" أتريدين واحدة؟".
" لا شكرا يا بيل , جئت لأرى ما قررت بالنسبة الى الجزيرة".
" سآخذك , سيكون جيك غائبا عن القرية يومي الخميس والجمعة , عندئذ نذهب , نملأها بالوقود يوم الخميس ونذهب باكرا صباح الجمعة".
" شكرا.... شكرا يا بيل".
وأحست أن بأمكانها معانقته الآن.
" أنتظري وأشكريني عندما نعود , كم سأشعر بالراحةعندها".
" لا تهتم يا بيل , سأخبره أنا بنفسي , سأقول له أنني أنا أقنعتك بالذهاب , وليلمني.... وفي أي حال فهو يلومني على كل شيء لذلك لن ألاحظ الفرق".
أطلق بيل ضحكة عالية :
" هل تبقين معنا لوقت الغداء؟".
" أتمنى ذلك , في الواقع كنت أود دعوتك أنت وهانا لتناول الطعام عندي , لأرد بعض ضيافتكما ما رأيك؟".
" طبعا , ذلك لطف منك لكن علي أستشارة هانا فهي المدير هنا كما تعلمين".
وتم ترتيب ذلك , فقد رحبت هانا بالفكرة وتحمست لها , بعد غداء خفيف معهما ذهبت هيلين الى مخزن القرية لشراء بعض الأطعمة , هذه المرة كان معها كتيب صغير بالمصطلحات البرتغالية مفتوح على صفحة الأطعمة , قضت هيلين ساعات في تحضير الطعام للثلاثة , هيلين تحب تحضير الطعام خصوصا هنا مع كل تلك الخضار الطازجة المتنوعة , أعدت بعض الأصناف الجانبية ثم الصحن الرئيسي المكون من الخضار واللحم والأرز.
وصلا الساعة الثامنة وبقيا معها حتى الحادية عشرة , قبل وصولهما بقليل أدارت هيلين أحدى الأسطوانات التي وجدتها في مجموعة والدها قضت هيلين وقتا ممتعا في التفرج على مجموعة الأسطوانات وفرحت جدا عندما أكتشفت الكثير مما تتذوقه من الموسيقى عند والدها , أضاءت بعض الشموع ووضعتها في منتصف الطاولة مما أضفى جوا جميلا على المكان.
" ما أجمل هذا يا هيلين".
قال بيل عندما دخل ونظر الى هانا التي أبتسمت موافقة وهي تخلع شالها الأسود المطرز عن كتفيها , كانت تلبس ثوبا طويلا من القماش الأزرق الناعم وكانت تبدو أجمل من العادة , هكذا كرت هيلين لنفسها.
" حقا كل شيء جميل , أهنئك يا هيلين , نحن لا نخرج كثيرا وأظنني سأتمتع بهذه السهرة".
وضحكت , وبدأت السهرة بالضحك وأستمرت مرحة حتى النهاية , كانت الليلة دافئة والنوافذ مفتوحة لأستقبال النسيم المنعش.
شكرا لله.... لا أحد في البيت امجاور فهو غارق في الظلام , وتنفست هيلين بأرتياح , طبعا لا خوف من مجيئه للسهر معهم , لكنها تصورت أن وجوده قريبا سيكون مزعجا قليلا , خصوصا أن كانت سيرينا معه , ربما كانا معا في الخارج , وأنزعجت هيلين من الفكرة , كانت في المطبخ تحضر فاكهة الأناناس لتقديمها للضيفين , فقط لو تستطيع تجاهله , لكنه ليس بالرجل الذي يمكن تجاهل وجوده.
أخذت الأناناس الى غرفة الجلوس والأبتسامة على وجهها , لن تدع التفكير به يفسد عليها السهرة .... أبدا.
بعد ذهابهما بقيت ساهرة تفكر , ثلاثة أيام فقط ثم تذهب الى الجزيرة , كم هي متشوقة لرؤيتها خصوصا بعد أن رفض جيك أن يأخذها.
بيل كم هو رجل طيب وواضح ويعتمد عليه , وكذلك هانا أخته , وسيرينا , نعم سيرينا لقد أحبتها هيلين كثيرا ويظهر أن الشعور متبادل , لكن غريب! كيف لم يؤثر عليها جيك , فهو يأمرها دائما ويقرر تصرفاتها وهي تطيع , لكن لم لا يحاول أبعادها عن هيلين؟ كل مرة تلتقي بها هيلين في الطريق تتوقع أن تتهرب منها سيرينا , وعندها تعرف هيلين السبب , أخيرا غلبها النوم ورأت حلما جميلا , رأت نفسها على جزيرة صغيرة مثل جزيرة الشمس هذه لكن أجمل...