لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-11, 09:07 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" كما تعلمين , ذهبت في أواخر الخريف الماضي لحضور أحد المؤتمرات الهامة , وعند أنتهاء المؤتمر , توجهت الى أنجولام لزيارة محترف فني صغير وشراء أحدى اللوحات المعروضة فيه , كنت أنوي تقديمها لك كهدية بمناسبة عيد ميلادك , حضرت سولانج الى المحترف أثناء وجودي فيه , فطلبت منها أبداء رأيها الفني في اللوحة التي أخترتها , قالت لي عندئذ أنها أنهت لتوها لوحة عن السفن الشراعية الصغيرة في المرفأ الصغير لبلدة لاروشيل , تذكرت فورا مدى أعجابك بالسفن , عندما زرنا تلك البلدة خلال رحلة شهر العسل , ذهبت الى محترفها لألقاء نظرة على لوحتها , وأمضيت هناك بعض الوقت في شرب القهوة وتبادل الأحاديث... وهذا أمر طبيعي للغاية , لأننا كنا في فترة ما صديقين.".
قاطعته أيلاين بلهجة جافة , قائلة:
" أكثر من صديقين ... كنتما عاشقين".
عقد جبينه ونظر اليها شرزا , ثم أمسك بمعصمها وقال لها مهددا متوعدا بصوت هادىء:
" ألا تريدين سماع بقية كلامي؟".
منتديات ليلاس
هزت رأسها بسرعة , وحاولت تخليص معصمها من قبضته ولكن أصابعه القوية ضغطت على المعصم الضعيف , فيما كان يمضي الى القول:
" لا أنكر أظلاقا أنني أقمت معها علاقة عاطفية , ولكن ذلك حدث قبل سنوات عديدة , لم تدم تلك العلاقة طويلا , ولم تترك في نفسي بتاتا أي أثر كبير أو صغير , أما سولانج , فكانت كما هي الآن... متحررة وطموحة وذات أستقلالية ملحوظة , ذهبت الى باريس لتتعلم الرسم , ففقدنا كل أتصال , لم أرها أو أسمع منها شيئا لمدة عشر سنوات , ألى أن أتت الى شامبورتن في الخريف الماضي".
هز كتفيه وكأن حديثه عن سولانج أنتهى عند هذا الحد ,ثم أضاف قائلا:
" لنعد الى قصة اللوحة الفنية , أعجبتني , فأشتريتها وأحضرتها الى البيت , وأذا كنت لا تصدقين كلامي , فأنظري في الجزء الثالث من هذه الخزانة , لا تزال قابعة في مكانها , بأنتظار تقديمها لك ... ربما في عيد ميلادك المقبل , أذا كنت لا تزالين هنا في ذلك الوقت, ومما لا شك فيه أنني نسيت القفازين والقداحة مع سولانج , نظرا لأستعجالي في العودة الى البيت".
حامت بعض فراشات الليل حول النور , فمد بيار مده وأطفأه , غرقت الغرفة مرة أخرى في ظلام لا ينيره سوى ضوء القمر الذي تتسلل أشعته الفضية بخجل عبر الأشجار وأغصانها ,وفي الخارج , أهداها العصفور السعيد آخر أغنياته الرقيقة الحالمة... فحل صمت مرهق, لم يقطعه الا صوت بيار الهادىء:
" هل تصدقينني؟".
أحست أيلاين بأنفاسه الدافئة تدغدغ وجنتيها ,وبيده تتحرك برقة وحنان من معصمها حتى مرفقها , شعرت بتيار حار يندفع من ذراعها الى بقية أنحاء جسمها , حذرها عقلها فورا من التمادي , فالرجل يستغل مجددا قدرته على أثارة مشاعرها لتحقيق أغراضه والوصول الى أهدافه , ألم يتبع نفس الأسلوب في العام الماضي , لأقناعها بالزواج منه ؟ ألا يحاول الآن خداها بالطريقة نفسها , لكي تقبل بالبقاء زوجة له؟
قالت له ببرودة:
" ولكن سولانج أخبرتني أنك لا تزال تحبها ,وأنك زرتها مرات عديدة منذ عودتها".
منتديات ليلاس
علق بيار على هذا الأتهام , بنبرة تحمل في طياتها شيئا من المرارة :
ط كانت تكذب, لماذا؟ الله أعلم".
"ليس من السهل علي أبدا معرفة من منكما يقول الحقيقة , قالت لي شيئا , وأنت تقول شيئا آخر ,وعليه , فقد تكون أنت أيضا تكذب".
أمسك بكتفيها وراح يهزها بعنف بالغ , فيما كان الشرر يتطاير من عينيه , قال لها ,وقد أستشاط غضبا:
" لماذا أكذب عليك ؟ أخبريني لماذا؟".
خافت مما قد يقدم عليه في ثورة غضبه العارمة هذه , فحاولت التخلص منه وهي تقول له بصوت ضعيف مرتجف:
" بيار , أرجوك , أتركني".
"لا, لن تهربي مني مرة أخرى, ستقولين لي الآن رأيك بصراحة,عما سأجنيه من كذبي عليك بشأن سولانج".

هل يعرف أنه كان يحبس أنفاسها بصورة نهائية؟ هل يعرف أيضا أن جسمها بدأ يتجاوب مع عواطفها , حتى على الرغم من محاولاتها اليائسة للسيطرة عليه؟ همست بصوت متهدج متقطع:
" أنت... أنت قلت لي بنفسك, أنك تحاول الأبقاء على زواجنا سليما معافى".
" أين العيب في ذلك؟ أشرح لك موضوعا , كان بالأمكان شرحه بسهولة ويسر في العام الماضي... وبالتالي توفير مشاكل كنا بغنى عنها , أخبرك الحقيقة , فترفضين تصديقي , لماذا؟ لماذا؟".
قالت له متهمة:
" لأنك تعرف محتوى وصية خالي ... لأنك لم تتزوجني ألا بعدما رشاك!".
" يا للبلاهة! أنت تعانين من الأوهام , أيتها الحبيبة".
أطبقت عينيها بقوة لتمتنع عن التجاوب مع الدعوة التي توجهها اليها نظراته... وأنفاسه الحارة.
" مسكين قلبك, كيف يخفق بعصبية وأنفعال! أنت خائفة , ويحق لك ذلك, فأكثر من أمرأة تعرضت لللخنق , بسبب أمور تقل أهمية عن موضوع عدم الثقة بالزوج , ولكنني أعرف الأساليب التي تجعلك تصرين على عدم تصديق كلامي... أنت تريدين عذرا لأنهاء زواجنا, هربت في العام الماضي , عندما أكتشفت أنك لا تحبين البقاء معي كزوجة , وجاءت أكاذيب سولانج عني لتمنحك العذر المطلوب, لتعودي الى لندن... الى ذلك الرجل المدعو جيرالد , كنت تعرفينه قبلي , أليس كذلك؟".
أحست بالأرتياح عندما نهض وجلس قربها
قالت له بلهجة حاولت تضمينها بعض ما تبقى في نفسها من عنفوان:
" نعم , كنت أعرف جيرالد قبل لقائنا في الصيف الماضي... فهو يعمل في شركة أبن عمي تشارلز , بعد طلاقه من زوجته , بدأ يأتي الى أشلي أكثر من مرة في الأسبوع , دعاني ... دعاني مرات عديدة الى رحلات بحرية وركوب الخيل , ومنافسته في كرة المضرب , أو حضور حفلات موسيقية ومسرحيات".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 09:08 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" يبدو أنه من طبقة بريطانية رفيعة ومثقفة, ويناسب ذوقك ومزاجك على الأرجح أكثر من مزارع فرنسي عادي ,قارنت بيننا , ففاز علي دون أي صعوبة ,وكانت النتيجة الحتمية لذلك أنك هجرتني .... آملة في أرغامي على منحك الطلاق".
لاحظت أيلاين فورا أنه أستغل الفرصة مجددا وبدأ يلقي اللوم عليها , عوضا عن الأقرار بذنبه والأعتذار عن الخطأ
قالت له بأنفعال:
" لا, أوه لا, لم يكن هذا هو السبب , أنا لم أتركك بسبب جيرالد".
" لماذا تركتني أذن ؟ لماذا ذهبت قبل التحدث اليّ أولا؟ بربك, يا أيلاين , ألا يمكنك أعطاء سبب منطقي واحد لمغادرتك فرنسا قبل منحي فرصة لأيضاح الأمور؟".
أفلتت يدها من قبضته التي لم تعد قوية عليها , ثم رفعتها ويدها الأخرى الى وجهها لأخفاء معالم الألم والحزن والأسى , تذكرت الألم الذي شعرت به في شقة سولانج ... الألم الناجم عن سقوط الأوهام , وأنهيار الأحلام , وتحطيم الثقة , صرّحت باكية :
" لا أعرف , لا أقدر علىتفسير مشاعري".
قال لها هامسا:
" آه! كم أنت بيضاء وصافية , كالقمر... وناصعة الياض وباردة , كالثلج".
" أتركني ... أرجوك".
منتديات ليلاس
لن تقوى على المقاومة , ضمها اليه , ثم قال لها بلهجة ماكرة خبيثة:
" لم تشعري أذن بأي رغبة أتجاه ذلك اللندني المثقف , ألا عندما كنت بعيدة عني...".
" لم أشعر أتجاهه أبدا بأي رغبة ! لا أريده أطلاقا! لا أعرف ماذا أريد!".
" أما أنا فأعرف ماذا أريد , يا حبيبتي".
سمعت ضحكة خفيفة متباهية , فتحول الشوق الى سخط والحنان الى غضب , أحست بالأشمئزاز الشديد من أفتراضه المتغطرس, بأنها ستذوب الآن بين يديه , صرخت به غاضبة , وهي تضرب كفيها بيديها:
"أتركني! أتركني! كم أكرهك! سأذهب الى الغرفة الأخرى ".
" لا, لن تذهبي , ستشعرين بالبرد والوحدة , أنت الآن باردة على الرغم من الدفء جمّدت الكراهية دمك , وحوّلك الى البغض الى قطعة من الثلج".
"بيار , أرجوك , لا....".
توقف أحتجاجها عند هذا الحد , أنه على حق , فهي تكره البرودة والجفاف والوحدة , شعرت في بداية الأمر بشيء من الخجل والتردد , ولم يعد يهمها في تلك اللحظات السعيدة سوى وجودها معه كجزء لا يتجزأ منه... قلبا وروحا.
أستيقظت أيلاين صباح اليوم التالي عندما أحست بيد باردة تلامس كتفيها , أخترقت الذكريات الحلوة لما حدث, في الليلة الفائتة , الغيوم الملبدة للنعاس الذي لا يزال يشل عقلها وتفكيرها , ومع ذلك , أحست ببرودة وتأكد لها أن بيار لم يعد قربها.
" أيلاين , أستيقظي".
ليس هذا الصوت صوته ,ولا اليد الباردة التي لامست كتفها مرة أخرى يده ,أنها مارجريت! أمسكت بالغطاء , وهبت جالسة في السرير , شاهدت مارجريت مرتدية كامل ثيابها , فسألتها بقلق ولهفة:
" أوه, أين بيار؟".
" أضطررت لأيقاظه قبل بعض الوقت , لكي يذهب لأحضار الأي مارتين".
أوه! أستدعاء الكاهن في مثل هذا الوقت المبكر , معناه تدهور جديّ في الوضع الصحي للخال أرمون!سألتها أيلاين بصوت خائف متردد:
" هل ساءت أحوال الخال أرمون الى هذه الدرجة؟".
" أتمنى لك العمر الطويل يا حبيبتي , توفي خالك بهدوء ودون عذاب , قبل بضع دقائق".
ثم وضعت يدها على رأس أيلاين , وأضافت بلهجة تكشف مدى السيطرة القوية التي تمارسها على أعصابها:
" لا تحزني كثيرا , فهو لم يكن يريد ذلك لك, كانت الوفاة بالنسبة اليه راحة كبرى, وقد أتيت أنت في الوقت المناسب لأدخال بعض السعادة الى قلبه , هل من الممكن أن تنزلي بعد قليل لتناول فطور الصباح؟ أنه يوم الأجازة الأسبوعية لماري, ولا أحب كذلك أرهاق جاك وزوجته بأمور كهذه, سأحتاج الى مساعدتك , أيتها الحبيبة , أذ علينا أعداد الترتيبات الخاصة بالجنازة".
" أوه, لا تقلقي , يا خالتي , فسوف أساعدك".
" شكرا , يا حبيبتي , كنت أعرف أن بأمكاني الأعتماد عليك عند الحاجة".
قفزت أيلاين من السرير , بمجرد خروج مارغريت من الغرفة , وتوجهت فورا الى االحمام , وبعد بضع دقائق , أرتدت ثيابا عادية ووقفت أمام النافذة تسرح شعرها أستعدادا للنزول الى قاعة الطعام , تذكرت فجأة أنها ذهبت وبيار صباح يوم أحد كهذا من العام الماضي , لجمع نوع من الفطر الذهبي اللون الشهي الطعم , وأنها وعدته قبل عودتهما ظهرا ... بالزواج منه.
وما هي ألا لحظات وجيزة , حتى جذبت أنتباهها حركة خفيفة في باحة القصر , شاهدت الكاهن وبيار يتوجهان نحو السيارة المتوقفة قرب البركة الصغيرة , أنتفض قلبها بين أضلعها , بمجرد رؤيتها بيار , وأرتفعت يدها حركة لا شعورية الى عنقها ... لتتحسس المكان الذي أطبقت عليه أصابعه أمس بقوة بالغة , سمعت صوت صدى يتردد في رأسها ... أنت خائفة , أنت خائفة! أرتعش جسمها كورقة في مهب الريح, وهي تتذكر كافة الأمور التي حدثت......
فتح بيار الباب الأمامي للكاهن الوقور , ثم أستدار حول السيارة وتطلع نحو باب البرج , حبست أيلاين أنفاسها , متمنية لو أنه يرفع نظرها نحوها لتبتسم له وتحيه , ولكنه قال بضع كلمات لم تسمعها لشخص ما يقف داخل الباب , ثم جلس وراء المقود وأنطلق بسيارته بعيدا عن القصر, أحست بخيبة أمل مريرة , تحولت خلال لحظات وجيزة الى سخط وغضب........
لم يجد بيار , مرة أخرى , أي صعوبة تذطر في حملها على التجاوب معه بمثل تلك الطريقة المذهلة ,تعمد في الليلة الماضية أن يشعرها بأنه يحبها ويريدها ....ويجعلها تنسلى شكها وأرتيابها , لماذا , أوه لماذا أفسحت له هذا المجال ؟ لماذا سمحت بحدوث الشيء الوحيد , الذي أرادت تجنبه أكثر من غيره؟ لم تحل بعد أي من المشاكل العالقة.....
صحيح أنه شرب لها سبب وجود قفازيه وقداحته في شقة سولانج , ولكنها لا تزال تشك كثيرا في الهدف الكامن وراء ذلك الأيضاح أو التبرير , من المؤكد أنه يحاول الأبقاء على زواجهما قائما , لأن ذلك وحده يضمن له مشاركتها في وراثة شامبورتن.
تناولت فطورها ,وذهبت الى قاعة المكتبة لمقابلة مارجريت ومعرفة الخطوات التي يتحتم عليها القيام بها , أعطتها السيدة , التي ترملت للمرة الثانية , قائمة بأسماء الأشخاص الذين يجب أبلاغهم بوفاة أرمون ... وقالت:
" ستكون جنازة عادية وبسيطة , حسب رغبته , أطلبي من الذين يريدون أحضار أكاليل زهور , تحويل ثمنها الى جمعيات خيرية , يجب التأكد أيضا من الأتصال بالسيد أميل لوجيه المستشار القانوني لأرمون , بشأن الوصية ... لأن كافة الأوراق والوثائق موجودة في مكتبه.
وقفت مارجريت أستعدادا لمغادرة المكتبة , ثم تنهدت وقالت:
" أتمنى أن أمون في يوم , لا يكون حارا الى هذه الدرجة!".
أمضت أيلاين ما يقرب من ثلاث ساعات للأتصال بأثني عشر شخصا فقط , وذلك لوجود معظمهم خارج بيوتهم , دقت مارجريت الباب , وقال لها:
" تعالي لنتناول الغداء , أيتها العزيزة".
" أوه , نعم , شكرا , لم أكن أتصور أبدا مدى الصعوبة في أجراء عدد محدود من المكالمات الهاتفية , سبعة أشخاص موجودون أما على الشواطىء , وأما في حدائق عامة أو في نواد للتسلية والترفيه ,ولكن من يلومهم على ذلك , فهو يوم عطلة جميل رائع!".
"أعتقد أنك أنت أيضا تتمنين القيام بنزهة في الغابة القريبة , ربما ستجدين فترة كافية لذلك , في وقت ما بعد ظهر اليوم".
لاحظت أيلاين لدى دخولها قاعة الطعام , أن المائدة معدة لشخصين فقط , تساءلت ضمنا , وللمرة العاشرة هذا الصباح , عن مكان وجود بيار , ماذا يفعل الآن , وقد أعاد الكاهن قبل ثلاث ساعات؟ الى أين ذهب؟ ومتى سيعود؟
سألت مارجريت بلهجة حاولت أظهارها طبيعية وعادية:
" ألن يتناول بيار معنا طعام الغداء؟".
"لا, فقد ذهب الى بلفين , ألم يخبرك بذلك؟".
منتديات ليلاس
أوه, بلفين هي ممتلكات عائلة دوروشيه الواقعة على بعد خمسين كيلومترا الى الشرق من شامبورتن.... والقريبة الى حد ما من أنجولام, أنها تلك المنطقة الصغيرة المزدهرة , التي ورث بيار حصة والده منها وعمل فيها بعض الوقت مع وريث النصف الآخر....أبن عمه شارل ....قبل تولي مهمة والده جان دوروشيه في أدارة ممتلكات شامبورتن , ردت أيلاين على سؤال السيدة المسنة , بصوت هادىء يخفي وراءه أنزعاجا وتوترا بالغين:
" لا , لم يخبرني , هل قال لك متى سيعود؟".
" صباح بعد غد, أن شاء الله , هذا هو وقت العمل الجاد , كما تعلمين".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 09:09 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم أبتسمت وأضافت قائلة:
" لم يكت ليذهب في مثل هذه الظروف , لولا وجودك هنا اليوم لمساعدتي , أراحه كثيرا كونك معي , فأحس بأنه قادر على الذهاب للأهتمام بعمله".
قطبت أيلاين حاجبيها , فيما كان جاك المتزن الرصين يأخذ صحن الحساء الفارغ ويضع مكانه صحنا عليه شريحة كبيرة من اللحم المشوي على الجمر , ومعها مجموعة مختارة من الخضار والمقبلات الشهية , ثمة لغز غامض يجب حله , ولكن.... كيف ستفعل ذلك دون الكشف عن جهلها التام فيما يتعلق بأعمال بيار؟ حللت الموضوع بسرعة ,ثم قررت في نهاية الأمر أنتهاج أسلوب الصدق والصراحة , قالت بعفوية بريئة:
" لا أفهم شيئا بعد, يا خالتي , فما هو عمل بيار في بلفين , طالما أن أبن عمه شارل هو الذي يشرف على كل شيء هناك؟".
منتديات ليلاس
" هكذا كانت الأمور في السابق , يا عزيزتي ,كما تعلمين لم يكن شارل أبدا مهتما بالحقول والبساتين ... كما أنه لم يدرس الزراعة أثناء وجوده في الكلية , مثلما فعل بيار , وفي الربيع الماضي تمكن بيار من شراء حصة أبن عمه في بلفين .... مستخدما المبلغ الذي توفر لديه خلال عمله هنا في شامبورتن , أنه الآن المالك الوحيد لبلفين , وكان يعيش فيها طوال الأشهر الستة الماضية ".
تذكرت أيلاين فجأة قول بيار لها , أن ثمة أشياء كثيرة لا تعرفها , قالت لمارجريت بصوت ضعيف:
"" أوه , لم أكن أعرف ذلك , لم يخبرني بيار شيئا عن هذا الموضوع".
" ربما ظن أنك لست مهتمة بهذا الأمر , عندما أقترحت عليه صباح اليوم أن يأخذك معه الى بلفين , قال لي أن مصالحتك معه كانت مجرد أدعاء لا يهدف ألا الى أدخال بعض السرور الى قلب رجل يرقد على فراش الموت.... وأنها أنتهت بوفاة أرمون , أشكرك من صميم قلبي , أيتها العزيزة , على مساندتي في كذبتي البيضاء البريئة , أنا لست نادمة عليها , فقد ساعدته كثيرا على مغادرة هذه الدنيا بسلام وطمأنينة".
شعرت أيلاين بالألم الحاد ينخر عظامها ويجمد الدماء في عروقها , ولكنها بذلت جهودا مضنية ومحاولات شبه يائسة بتقليد هدوء مارجريت وبرودة أعصابها , تظاهرت بأنها لا تزال تتمتع بذلك الطعام الشهي , على الرغم من المرارة المفاجئة في فمها... وقلبها, يا للغباء! كم كانت سخيفة وحمقاء , عندما نسيت أتفاقهما على تلك المصالحة الوهمية المزيفة! قالت لها بتهذيب مصطنع:
" كان هذا أقل ما يمكنني القيام به , أتجاه خالي الحبيب".
ولكن بيار كان يتصرف أمس , وكأنه لا يزال المسؤول الأول عن بساتين شامبورتن وكرومها ومعملها... أو هكذا تصورت , هزت رأسها ,وقالت:
" ألم يعد بيار يعملفي خدمة... أعني... في شامبورتن؟".
" لا, يا عزيزتي , فقد ترك الشركة في نهاية الشتاء الماضي , عندما أنتهت فترة العمل المتفق عليها , حل محله في هذه الوظيفة شاب أسمه جان بونيون , ألم تقابلي جان بعد؟".
" لا , لم أقابله".
"جان شاب لطيف وطيب جدا , وهو يعيش حاليا مع زوجته أنيت وولديه في البيت الصغير ذاته الذي عشنا نحن فيه فترة طويلة , لا يزال بيار بالطبع يحب شامبورتن ... وفي كل مرة يأتي لزيارتي وتمضية بضعة أيام معي , يقوم بجولات في كافة أنحاء المنطقة كما كان يفعل في السابق , أوه , تبدو عليك مظاهر الدهشة والحيرة".
" نعم, تحدثت قبل لحظات عن شركة , فماذا عنيت بذلك؟".
"شركة سان فيران , طبعا , التي تملك الأراضي في شامبورتن والمعمل القريب من أنجولام".
"ولكنني.... ولكنني كنت أتصور أن الخال أرمون يملك شامبورتن!".
" كشريك فقط , أيتها الحبيبة , تأسست الشركة في ذلك الوقت الذي حدثتك عنه , عندما بدأ وضع الأنتاج والنوعية في التدهور... عندما أدرك أرمون أنه غير قادر على أنقاذ شامبورتن بمفرده , أقيمت الشركة آنذاك , لأدارة العمل من ألفه حتى يائه... أبتداء من الزرع وأنتهاء بتسويق المنتجات ,ويتولى رئاسة الشركة الآن رجل يدعى ميشال موريه وهو أحد الأشخاص الذين طلبت منك الأتصال بهم".
" أوه , لم أعرف ذلك , ستعتقدين بالتأكيد أنني غبية جدا لجهلي كافة هذه الأمور".
" لا, يا عزيزتي , فأنت صغيرة السن وحديثة العهد بعالم التجارة ومشاكلها وتعقيداتها , ويقع الخطأ الأساسي في هذا المجال على أرمون , رحمه الله, لأنه لم يطلعك على أي شيء من هذه الأمور الهامة , كان يفضل التحدث أليك عن الفن والموسيقى , وأعادة صياغة قصص الحب والفروسية حسب مزاجه ووفقا لما يشتهيه , لم يهتم كثيرا بالأرض وبالتجارة , وخصص كل وقته وماله للقصر الذي أحبه فوق كل شيء , وعلي, فلن أستغرب أطلاقا أذا تبين لنا من وصيته أنه مدين للشركة بمبالغ طائلة ... وأن ما من أحد سيرث شيئا يذكر ,هل تمكنت من الأتصال بمحاميه , أميل لوجيه؟".
منتديات ليلاس
"لا , لم أتمكن بعد, ولكن.... أذا كان الوضع المادي على هذا النحو السيء , فماذا ستفعلين يا خالتي مارجريت؟".
" لدي خطة كاملة لمجابهة هذا الأحتمال , يا عزيزتي , سأعود الى لاروشيل , حيث ولدت وترعرعت , أشتقت كثيرا الى البحر, بسبب السنوات الطويلة التي عشتها بعيدة عنه, أنا لا أتوقع شيئا على الأطلاق من وصية أرمون ,ولكن ذلك لا يقلقني , فقد ترك لي زوجي الأول جان دوروشيه ما يكفيني ,وسأشتري شقة في لاروشيل تشرف على البحر ... وعلى السفن الشراعية الصغيرة والكبيرة التي تدخل المرفأ القديم وتخرج منه ,وسأكون أيضا قرب أبنتي الكبرى , جانيت , آمل جدا في أن تتمكني يا أيلاين , من زيارتي هناك بين الحين والآخر".
أنها... تأمل فقط, ولا تتوقع كأي حماة زيارة كنتها لها! كما أنها لم تشمل بيار في تلك الزيارة! شكرتها أيلاين بتهذيب , ووعدتها بتحقيق ذلك , أستأذنتها مارجريت بالذهاب الى النوم , نظرا للأرهاق الشديد الذي تشعر به , ثم طلبت منها برقة ونعومة أستئناف الأتصالات الهاتفية ,وعدتها أيلاين خيرا , فهزت رأسها وقالت:
"حسنا , ولكنني لا أريدك أن ترهقي نفسك كثيرا , أنت متعبة وشاحبة الوجه".

نهاية الفصل الخامس


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 09:27 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


6_عاصفة في جرح عميق

لاحظت أيلاين بعد ثلاث مكالمات هاتفية, أنها لا تعرف ما أذا كان هؤلاء الأشخاص سيحضرون الجنازة أم لا, فهي شاردة الذهن , وغير قادرة على التركيز والأصغاء بصورة طبيعية.
كان عقلها يضج بالمعلومات المذهلة التي زودتها بها مارجريت أثناء الغداء , فشعرت برغبة قوية في الأختلاء بنفسها في مكان هادىء...
لتحلل بتمعن وروية معنى هذه الأمور ومدى تأثيرها على حياتها ومستقبلها , قفزت من كرسيها بأندفاعها المعهود , وخرجت الى الشرفة المطلة على الحديقة والغابة والنهر, هل تبقى هنا , أم تذهب الى مكان آخر ؟ لماذا لا تذهب الى الغابة ...فسكونها ممتع , وجمال طبيعتها أخاذ ,وبرودة جوها رائعة!
منتديات ليلاس
جلست في الظل تصغي الى ضجيج الصمت ,وتفكر بما قاله لها بيار(ثمة أشياء كثيرة لا تعرفينها , يا أيلاين! وعوضا عن الأستفسار عن الأمور التي تجهلينها تسارعين الى تصور أفتراضات مجنونة ثم تقنعين نفسك بأنك أكتشفت الحقيقة , لم تهتمي بما فيه الكفاية , وهذا هو سبب أحجامك عن توجيه الأسئلة....).
راحت كلماته القاسية وأنتقاداته الجارحة تتردد في رأسها , كضربات المطارق ووخز الأبر, صحيح أنها لم تهتم بشكل كاف , ولكن ليس بالطريقة التي أوحى بها , لم تهتم بعمله , بماله , بطموحاته أو حتى بموضوع الأرث , لم تكن راغبة في معرفة أي شيء عن هذه الأمور , ولم تكن تعيرها أي أهتمام على الأطلاق , وعندما سمعت أقوال سولانج وشاهدت الأثبات بأم العين , قررت الأبتعاد عنه نهائيا بدلا من مواجهته وتوجيه أسئلة لن تؤدي ألا الى ب الزيت على النار.
ربما تصرفت كفتاة مراهقة , وليس كشابة ناضجة راشدة , ولكنها أقدمت على تلك الخطوة البالغة الأهمية , عندما شعرت بتعرض أحترامها الذاتي للتحقير والأذلال , رفضت منحه فرصة لتبرير مواقفه ,خوفا على أحلام الحب والسعادة التي نسجت خيةطها حول علاقتهما ... وخشية تأكدها من أنها ليست حقا المرأة الوحيدة في حياته.
أحست فجأة بالدماء الحارة تندفع بسرعة الى رأسها ووجنتيها , فقد تذكرت الليلة الفائتة وتفاصيلها وقارنتها بما جرى في هذه الغابة بالذات قبل عام من الآن , علمت آنذاك , وللمرة الأولى في حياتها , معنى الأثارة الحقيقية ... ولكنه أذهلها بأبتعاده عنها فجأة , وبقوله لها:
"لا , لا أقدر".
" هل تعني أنني.... لا أعجبك ... بما فيه الكفاية؟".
أدار وجهه نحوها وتأملها طويلا , قبل أن يضع مرفقه على الأرض قربها وويقول:
" لا , لا أعني ذلك أبدا , ولكنني لا أقدر ما لم نتزوج".
لم تصدق أذنيها ! فقد تمنت دائما من صميم قلبها أن يأتي يوم , يهتم بها رجل ما الى درجة كافية , بحيث يطالبها بالزواج قبل أي شيء آخر , ولكنها لم تكن لتحلم أبدا , بأن بيار سيكون هذا الرجل .فهو أول رجل أحبته , وأول من فتح عينيها على روعة الحب.
حدقت به لحظات طويلة ثم غمرتها سعادة فائقة وبهجة عارمة , سألته بلهفة وأرتباك:
" حقا, يا بيار؟".
" حقا يا أيلاين, لماذا تشككين في كلامي؟".
" لأنني أعرف أنه كان لديك عدد كبير من... الصديقات".
" هل تعرفين ذلك حقا؟ ومن أخبرك؟".
" شارلوت سوريل!".
منتديات ليلاس
"هل تبحثين حياتي العاطفية مع خادمة القصر؟".
"لا , ولكنها تحب التحدث عنك ... لأنها مغرمة بك , أنت رجل وسيم جدا , يا صديقي العزيز , ولست بحاجة لمن يخبرك ذلك , كما أنك تتمتع بخصائص معينة تجذب النساء اليك, بصورة مذهلة".
" وكذلك الخادمات المراهقات , على ما يبدو".
ثم أبتسم , وأضاف قائلا:
" أخبريني , لماذا تجعلك معرفتك هذه الحقيقة , عن كثرة الصديقات في السابق , تشككين في رغبتي بالزواج منك؟".
أحمر وجهها خجلا , وقالت بعد تردد:
" أنا لست جملة جدا ... كما أنه ليست لدي أي خبرة حقيقية... أعني , أنني لم أرتبط... بأي رجل من قبل".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 09:29 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أخفت وجهها فجأة تحت ذراعه , وأضاف قائلة بصوت هامس :
" لا , لا أعرف الكثير ....عن الحب و...".
ظل صامتا بعض الوقت ,وهو يلعب بخصلات شعرها الطويل وأنحنى فوقها قائلا برقة ونعومة:
" أنت بالنسبة اليّ شابة جميلة للغاية , وأنا معجب بشعرك الذهبي وعينيك السوداوين وبشرتك البيضاء الرائعة".
ثم هز كتفيه , ومضى الى القول:
"أما بصدد الأمور الأخرى , فأنا سعيد حقا لأنك لست خبيرة في العلاقات العاطفية , وربما يهمك أن تعرفي , يا صغيرتي , أن ما من أمرأة عرفتها يمكنها منافستك في أي مضمار ... وهذا هو سبب أقدامي على طلب يدك ,ولكن... لماذا تبكين , يا حبيبتي؟ هل آذيتك بشكل أو بآخر؟".
منتديات ليلاس
" لا, أوه ... لا أبدا , هذه دموع الفرح والسعادة".
أحست بأرتعاش جميل , وهو يجفف الدموع التي أنهمرت على خديها , وبعد دقائق طويلة , ساعدها على الوقوف وقال لها.... فيما أنطلقا عائدين الى القصر بأيد متشابكة:
" حسنا , أذا كنت سعيدة , فأنا كذلك".
تذكرت أيلاين وهي سابحة في بحر الأحلام والذكريات , مدى سرور أرمون لدى سماعه نبأ قرارهما بالزواج... والتحفظ الذي أبدته مارجريت , وأصر خالها آنذاك على زواج تقليدي بدلا من الزواج المدني, مع أنه لم يكن يهمها أبدا كيف وأين تتزوج ... لم تكن مهتمة ألا بوجودها مع بيار , وبمعرفتها أنه لها ,وأدركت الآن أن حبها له كان تملكا كاملا ... وأنانيا.... أعمى عينيها عما يجري حولها ,ولم تلاحظ , ألا في حديثها مع سولانج , أن بار لم يقل لها أبدا أنه يحبها !
لم يقل ذلك أيضا في الليلة الماضية! فالزواج بالنسبة اليه مصلحة أو ترتيبات معينة , تمنحه بعض الحقوق التي لا يتردد أطلاقا في المطالبة بها ساعة تسنح له الفرصة... تماما كما حدث في الليلة الفائتة.
ولكنها أعترفت لنفسها بأنها هي أيضا أرادت وتاقت الى قربه , وبأن الأمس أدخل الى قلبها السعادة المفرحة ذاتها التي شعرت بها عندما تزوجا ,ومع ذلك, لا تزال الشكوك تراودها بأنه يتعمد أستغلال هذه العلاقة لأبعاد الشبهات عنه وعن تصرفاته , مسكينة أنت يا أيلاين! كنت تشعرين بالوحدة الباردة , فأفسحت له المجال... وأقنعت نفسك بأن المصالحة حقيقية وليست مجرد أدعاء.
أوه ,كم بدت مختلفة تماما عندما تركت لندن صباح أول أمس! تصورت أن لديها قوة أرادة كافية , لمقاومة هيمنته وتسلطه عليها , ولكنها كانت تدرك ضمنا مدى خطورة أي لقاء معه , ولهذا السبب وحده ظلت بعيدة عنه طوال تسعة أشهر , يا له من رجل شرير , لا تعرف التخلص منه! ألم يقل لها في أول لقاء بينهما بعد ذلك الفراق الطويل , أن شرير تعرفه أفضل من آخر تجهله ؟ أليس هذا الكلام أيجاء واضحا ,بأن الأبقاء على زواجهما أفضل لها من الطلاق والزواج من رجل آخر؟
لا, لا تريد حقا الزواج من شخص آخر ! فحتى جيرالد , المرشح الأفضل لمنصب الزوج الثاني في حال حدوث الطلاق, لا يعني لها شيئا بالمقارنة مع بيار , لم تتضايق أبدا عندما سمعت أن جيرالد أخذ لوسي معه في رحلة بحرية , مع ما قد تؤدي اليه مثل هذه الرحلات ,ولكنها تشعر بغيرة مؤذية قاتلة , كما هو حالها الآن, أذا أقام بيار علاقة مع أي أمرأة أخرى ... وهذه هي مشكلتها الكبرى.
هل يمكنها البقاء زوجة له, وهي تعرف بصورة شبه مؤكدة أن أمرأة مثل سولانج ستكون دائما موجودة في مكان ما من حياته؟ هل يمكنها ذلك, وهي تعلم علم اليقين بأنه ليس على أستعداد أبدا للكشف لها عن كل شيء يتعلق به؟ لم يتزوجها بدافع الحب ,ولكن نتيجة رشوة من خالها... الذي أراد تحقيق حلمه المجنون بولادة طفل يجمع بين دماء سان فيران وحبيبته مارجريت دوروشيه!
طفل! توقفت أيلاين فجأة في طريق عودتها الى القصر, ووضعت يدها على بطنها ... وكأنها توقعت أكتشاف أنتفاج مفاجىء فوري ! تسارعت ضربات قلبها وجف اللعاب في فمها , فيما خيم عليها شعور غريب من الهلع والرعب.
لم يكن لديها! وقت كاف للتفكير بالنتائج المحتملة والمضاعفات المرتقبة! تصرفا كحبيبين ,دونما أي تفكير بالتطورات اللاحقة , هل ستفي بوعدها لخالها , رغما عن أرادتها ورغبتها؟ هل ستلد في الربيع المقبل؟
توترت أعصابها كثيرا , بحيث لم تعد قادرة على تحمل الضغوطات النفسية والعاطفية.... فأخذت تركض نحو القصر بأقصى سرعتها , صعدت الى الشرفة , صعدت الى الشرفة على مهل , وهي تحاول ألتقاط أنفاسها وتجفيف العرق المتصبب من جبينها , سمعت رنين الهاتف في قاعة المكتبة فأندفعت نحو تلك الحجرة القريبة بسرعة فائقة , رفعت السماعة , وقالت لاهثة من شدة التعب:
"نعم!".
" أسعدت صباحا , يا سيدة دوروشيه, أميل لوجيه هنا , أرجو أولا تقبل تعازيّ الحارة بوفاة السيد سان فيران".
منتديات ليلاس
شكرته أيلاين , فمضى الى القول:
" أتصور أنك حاولت الأتصال بي في وقت سابق, أليس كذلك؟".
"نعم, أقترحت علي حماتي , السيدة سان فيران , أن أتصل بك لأنك المسؤول قانونيا عن وصية خالي".
" صحيح يا سيدتي , أمامي الآن نسخة من الوصية... ومع أنني لست معتادا على قراءة محتويات وصية ألا وجها لوجه , ولكنني أعتقد أنك تودين معرفة ما أذا كانت تنص على أي تدابير معينة بالنسبة للجنازة".
أرتبكت أيلاين ,وقالت له متلعثمة:
" أوه.... آه نعم ... أرجوك".
" يفترض بي التوجه الى شامبورتن للقيام بهذه المهمة , ولكن, بما أن اليوم عطلة أسبوعية وعندنا ضيوف سيمضون نهاية الأسبوع بكاملها, فسوف أستميحك عذرا لتأجيل حضوري حتى صباح غد, آمل في مقابلتكم جميعا... أنت والسيدة سان فيران وزوجك وكافة العاملين في القصر , لأن الوصية تنص على ذلك, وقد طلب السيد سان فيران أن يوارى جثمانه في مدافن العائلة , في مقبرة سان أوغسطين , كما طلب عدم أحضار أكاليل زهور , وتحويل ثمنها عوضا عن ذلك الى جمعيات خيرية , هذا كل ما في الأمر, بالنسبة للجنازة , ما هو أفضل وقت لديكم , غدا صباحا , كي أحضر مع الأوراق والوثائق؟".
" الحادية عشرة؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اطياف بلا وجوه, dangerous pretence, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية