لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-11, 10:58 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


4_ الأرث .... والحل الوحيد

يا له من جو شاعري حالم! خرير المياه , زقزقة العصافير , تموّج الظلال و.... وجودها بين ذراعيه القويتين! نسيت أمتعاضها وكرهها له , وتخيلت نفسها فجأة بطلة أحدى قصص الفروسية والغرام, أنقذها الفارس الشجاع من النهر الذي كان يتحول الى قبر, وها هو الآن ينطلق بها على صهوة حصانه الى القصر .... حيث ستكافئه على حسن صنيعه.
ولكن قوة تنفس منقذها الوسيم جعلتها تفيق من أحلام اليقظة , وتنتبه الى أن الطريق لم تعد مستوية , هل ستجرح شعوره وكبرياءه أذا أقترحت عليه النزول عن دراجته والسير مسافة قصيرة لحين عبورهما هذا المرتفع الصغير؟ سيعتبر كلامها تحديا لرجولته وقوته ,و.... لقد تأخرت كعادتها في أتخاذ القرار المناسب , أذ تجاوزا مراحل الصعود وتحولت الطريق الى الأنحدار.
كبح بيار الدراجة فجأة, فأرتجّت بين ساعديه وصدره ,وشعرت بأنحباس أنفاسها , سألته عنا حدث
فأجابها بهدوء:
" كنا ننطلق بسرعة كبيرة , كادت تشكل بعض الخطر علينا".
" هل أشكل عبئا ثقيلا على الدراجة؟".
" أنت؟ لا يا عزيزتي , فأنت خفيفة كالريشة".
منتديات ليلاس
لم تعلق على جملته , فبدأ يدندن لحنا حزينا تصورت أنه مألوف لديها الى حد , سألته عن النغم الذي يردده , فقال:
"أنها أغنية قديمة تتحدث عن نبع صاف , تذكرتها عندما شاهدتك قرب النهر".
هل يعقل أن يكون هذا الرجل القاسي , رقيق القلب والمشاعر أحيانا؟ دفعها الفضول الى معرفة المزيد عن هذه الأغنية.... وعنه
فقالت له:
" أخبرني كلماتها من فضلك".
"المقطع الأول فقط , عندما ستسمعين كلماته , ستعرفين لماذا تذكرت الأغنية".
ردد لها الكلمات بهدوء , فأحست أيلاين أن ما من ترجمة لها ستعطيها حقها وتحافظ على رقتها وجمالها ,ومع أنها ليست ضليعة في أي من اللغتين , ألا أن المعنى الحقيقي لهذا الشعر العذب لم يفتها أطلاقا, أبتسمت ضمنا , وهي تفسر الكلمات الحلوة لنفسها:
" عندما كنت واقفا قرب النبع الصافي , شعرت بأغراء الماء الذي لا يقاوم , لبيت الدعوة صاغرا مسرورا , ونزلت اليه لأسبح".
لاحظ بيار أنها تحاول التمعن بكلمات الأغنية
فسألها:
" هل وجدت مطلع الأغنية ملائما لما حدث؟".
" نعم , أعتقد ذلك , هل تذكر مقاطع أخرى من الأغنية؟".
" نعم , ولكنها ليست عن الماء أو السباحة".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 11:00 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" عما تتحدث أذن".
" عن حب مضى , يقول آخر بيت في الأغنية( أحببتك منذ زمن طويل, ولن أنساك أبدا)".
أغرورقت عيناها بالدموع , فلم تعد ترى أي شيء بوضوح , الأشجار , النهر , الطريق ,أصبحت كلها صورة مشوهة , ملطخة.... وحزينة , لو أنه يعني هذه الكلمات التي يغنيها لها الآن! لو أنه على الأقل كتبها في تلك الرسالة ,التي طالبها فيها بالعودة , لكانت عادت اليه على جناح السرعة! لو أنه يحبها .... ولكنه لم ولن يحبها أبدا, لقد أحب دائما أمرأة أسمها سولانج.... ولا يزال ...وسيظل يحبها حتى آخر يوم في حياته
قالت له بصوت منخفض:
" أغنية جميلة ,ولكنها حزينة".
منتديات ليلاس
" أنها حقا حزينة , ولكن الندم بأستمرار على علاقة حب مضت وأنتهت , من شأنه أدخال الحزن والأسى الى قلب الأنسان.... وأضاعة وقته وهدر طاقته".
" وأنت لن تقبل بحدوث أمر كهذا , أليس كذلك؟".
" طبعا لا! فأنا رجل عملي , وأؤمن بضرورة أتخاذ الأجراءات اللازمة لمواجهة مثل هذه المشاكل".
ولكنه لم يتخذ أي أجراءات , عندما تركته قبل حوالي تسعة أشهر , أذن , فهو يشير الى علاقته مع سولانج , فما أن ظهر حبه القديم , حتى سارع الى أتخاذ الخطوات الضرورية ... عوضا عن أضاعة وقته وطاقته في الندم على قرار الزواج , ويبدو أن قسم الأخلاص والوفاء لها مدى الحياة , لم يكن يعني له أي شيء على الأطلاق.
ومع ذلك , فقد ذكرت أمه هذا الصباح أنه حزين , لماذا؟ أي شيء يحزنه أذن, أن لم يكن نادما على فقدان حبه القديم؟ عقدت أيلاين جبينها فجأة , وهي تتذكر كلام بيار عن الليلة التي أمضاها في باريس ... وكيفية ملاحقته لها دون أقدامه على محاولة تجاوزها وأيقافها , لو لم تنزلق سيارتها الى تلك القناة , لما كان حذرها من موقف خالها أتجاهها ... وكانتى ستعود الى لندن وقد حرمت من الأرث بسبب رفضها المصالحة مع زوجها.
ألا يثبت ذلك كله أن حزنه ناجم عن حضورها الى شامبورتن؟ لا يريد عودتها , ولكنه لا يوافق على الطلاق , لماذا؟ الجواب بسيط للغاية , ومزعج الى درجة مذهلة , فهو يحاول أبعادها الى لندن كي تخلو الساحة مع حبيبته ,ويعارض الطلاق كيلا تفوته فرصة المشاركة في وراثة شامبورتن.

أوقف بيار الدراجة فجأة , فتوقفت هي بدورها ... ولو مؤقتا ... عن التفكير بتلك الأمور السوداء المزعجة , تطلعت حولها , فشاهدت الرصيف الخشبي الذي أنطلقت منه قبل بعض الوقت ,من المؤكد أن بيار سيطالبها بالنزول , فيما ظل ممسكا بالدراجة:
" أجلسي على المقعد مكاني ,لأدفعك بقية الطريق".
تأملت وجهه بسرعة , فبدا كعادته قناعا يحجب أفكاره ومشاعره عن الآخرين , لم تلاحظ سوى التململ والتأفف , وكأنه يعتبرها عبئا ثقيلا ومصدر أزعاج.... أو بالأحرى عقبة كبيرة يريد التخلص منها , مع أنه غير قادر على ذلك , قالت له:
" بيار , أعرف أن لديك أعمالا كثيرة و....".
" لا تضيعي وقتي ,أذن , بالنقاش والجدال , على أي حال , أنا ذاهب الى البيت".
" يمكنني ركوب الدراجة بمفردي".
" ألا تلاحظين أن الدراجة كبيرة جدا , وأن الواستين مسننتان؟ ألا تعلمين أننا قد نتوصل الى نوع من الحل الوسط , أذا حاولت التوقف عن معارضتي في أي شيء أريده أو أطلبه".
" حل وسط؟ أوه , أشك كثيرا في أحتمال توصلنا الى حل وسط في أي موضوع كان , فأنت أنسان بعيد كل البعد عن المرونة والليونة ".
" وأنت تتغيرين وتتبدلين بأستمرار , يجب على أحدنا أن يظل مستقر على رأي ما , هيا , أجلسي على مقعد الدراجة , فلدي أعمال كثيرة يجب أنجازها قبل موعد الغداء".
منتديات ليلاس
تأملت أيلاين الدراجة والدواستين والطريق, فتأكدت من صحة كلامه , أنه على حق , كعادته! اللعنة عليه , وعلى غطرسته! ستضطر للرضوخ مرة أخرى! جلست على مقعد الدراجة وأمسكت بقميصه , كيلا تهوي الى الوراء , وما أن وصلا الى باحة القصر , حتى ظهرت أمامهما السيارة الحمراء الصغيرة , نزلت أيلاين عن الدراجة وقالت لبيار:
"أوه ! نسيت أن أخبرك عن الرينو!".
" تصورت ذلك , ماذا ستفعلين بها؟".
" ماذا سأفعل بها؟ ماذا تعني؟".
" أما أن تحتفظي بها وتتحملي نفقات أستئجارها الباهظة , وأما أن تعيديها الى الشركة ,وهذه مسؤولية أخرى يتحتم عليك أتخاذ قرار بشأنها , يا أيلاين؟".
" هل يوجد فرع لهذه الشركة في المناطق المجاورة؟".
" لا أعرف , فأنا لا أستأجر سيارات , ألم تسألي مكتب المطار عن ذلك؟".
" لا , لم أفكر.......... ".
قاطعها بلهجة ساخرة:
" أنت لا تفكرين أبدا ".
" آه منك ومن ملاحظاتك اللاذعة الجارحة! كنت أتوقع عودني الى لندن صباح الأثنين , وبالتالي أعادة السيارة بعد ظهر غد الى باريس".
" ألن تفعلي ذلك؟".
" طبعا لا! قلت أنني سأبقى هنا الى أن يصبح وجودي غير ضروري , سأظل في شامبورتن , طالما أن خالي أرمون لا يزال على قيد الحياة".
" وماذا ستفعلين بعد وفاته؟".
" لا أدري , فثمة أشياء....أرجوك يا بيار , أن تفهم موقفي , لست قادرة بعد على أتخاذ أي قرار منطقي ومعقول , بالنسبة لموضوع البقاء هنا بصفة دائمة , فهناك أمور عديدة بحاجة الى الدرس والتحليل , قبل التوصل الى مثل هذا القرار".
"حسب معرفتي بك , فأنت غير قادرة أطلاقا على أتخاذ أي نوع من القرارات المنطقية المناسبة , لا يصدر عنك في أي قضية , حقيقة كانت أم من صنع خيالك , سوى ردود فعل عاطفية وأندفاعية متهورة , فعلت ذلك قبل تسعة أشهر , وأقدمت على خطوة مماثلة , عندما قفزت من الزورق , لا تحاولي مناقشتي الآن , فنحن لسنا في المكان والزمان الصحيحين لبحث هذه الأمور , أنت بحاجة للأغتسال ولثياب جافة ,وأنا أريد مقابلة دان سميث".
أحست فجأة برغبة قوية لملاطفته , ولأقناعه بأنها ليست دائما أنانية لا تفكر ألا بنفسها....كما يحلو له وصفها بأستمرار
قالت له:
" بيار , أنا آسفة لأزعاجك هذا االصباح ... وشكرا جزيلا على أيصالي الى هنا".
أستدار نحوها ليقول شيئا ولكن مارجريت خرجت في تلك اللحظة من الباب الكبير وسألتها بأستغراب بالغ:
" آه , أيلاين , ماذا فعلت بنفسك ؟ ماذا حدث لك؟".
أخبرتها عما حدث معها في النهر , فأنّبتها مارجريت قائلة بحدة:
" يا لك من فتاة متهورة طائشة , توقع نفسها في ورطة بعد أخرى كطفلة صغيرة ! حان الوقت يا عزيزتي , لتنضجي وتصبحي شابة راشدة , أوه ,وما هذه الرائحة الكريهة التي تفوح منك أشبه برائحة المستنقعات ! أصعدي فورا الى غرفتك وأخلعي هذه الثياب الوسخة , ثم أحضريها الى غرفة الغسيل لتنظفها لك ماري , هيا أسرعي! أستيقظ أرمون قبل قليل , وهو يريد التحدث اليك".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 11:03 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نفذت أيلاين تعليمات السيدة المسنة بسرعة ودقة , ودونما أي أعتراض أو تعليق , ولما ذ.... كما شاهدته في اليوم السابق ,ولكنه أبتسم لها عندما حيّته
وقال بصوته المتعب الضعيف:
" عدت أخيرا , أيتها الحبيبة , كان قرارك خطأ كبيرا , ولكنك عدت الآن وستبقين , أليس كذلك؟".
تطلعت أيلاين بدهشة وذهول نحو مارجريت
فهمست في أذنها:
"لقد نسي أنك حضرت أمس , لا تعتبي عليه كثيرا , فذاكرته لم تعد قوية أطلاقا , سيكرر لك الأقوال ذاتها بضع مرات , فكوني طويلة الباب معه".
ضغطت أيلاين برفق وحنان على اليد المرتعشة التي مدها لمصافحتها
وقالت له:
" نعم , سأبقى , يا خالي , سألبقى معك".
" ومع بيار ,مع زوجك , على المرأة أن تبقى دائما مع زوجها , أنا أعترض جدا على ما يسمى الزواج العصري , وعلى التقلبات المذهلة التي تحدث خلاله , وأعترض أيضا التي تدّعي بأنها زوجة عصرية متحررة , هل تسمعين يا أيلاين؟ لا تعجبني أبدا المرأة التي تتخلى عن زوجها فجأة , بمجرد أكتشافها أن الزواج لا يقتصر على تبادل العناق أو الحب ....بل أنه أيضا مسؤوليات وواجبات ومشاركة , أريد أن أسمع منك الآن أنك ستبقين معه , ولن تتركيه أبدا".
" سأبقى معه , يا خالي".
منتديات ليلاس
تنهد الرجل المريض , ثم أغمض عينيه , وتمتم قائلا:
" عظيم , عظيم , يمكنني الآن أن أموت مطمئن البال مرتاح الضمير , كنت قلقا جدا عليك , يا أبنتي , بحيث أنني بدأت التفكير جديا بتغيير وصيتي مرة أخرى".
فتح عينيه وركز نظراته الضعيفة عليها , مضى الى القول:
" أرى ألآن شعرك الأشقر الجميل يلمع تحت أشعة الشمس الذهبية , أنت صبية جميلة , ولكنك عنيدة جدا كجدتك , أصرت رحمها الله , على أن تكون شامبورتن لك دزن سواك , قلت لها مرات عديدة أن فتاة صغيرة مثلك لا تقدر على أدارة القصر والممتلكات , بما في ذلك الكروم والبساتين والمعمل".
أغمض عينيه مرة أخرى , وتابع قائلا بصوت ضعيف هامس:
" ليست لديك , أيتها الحبيبة , القوة والخبرة الكافيتان لتحمل هذه المسؤولية الضخمة بمفردك , أنت بحاجة الى شخص مثل بيار , فهو رجل قدير وطيب , ولهذا السبب , فقد أعددت الترتيبات اللازمة".
" أي ترتيبات , يا خالي؟".
" زواجك من بيار , أقدمت على تلك الخطوة , لأنني وجدتها الحل الأفضل ... أو بالأحرى الحل الوحيد , لم أتمكن من الزواج من مارجريت , الى أن تجاوزنا سن الأنجاب , وعليه , كان زواجك من بيار الحل الوحيد ... الحل الوحيد....".

أنتظرت أيلاين بضع لحظات حتى تأكد لها نوم الرجل العجوز , فسحبت يدها بتمهل من يده وتوجهت نحو النافذة للتحدث مع مارجريت, كانت السيدة الهادئة منهمكة في تطريز أحدى قطع القماش , وكأنها ليست مهتمة أطلاقا بما يجري حولها , وقفت أيلاين قربها , وراحت تتأمل النهر المشع وضفتيه الخضراوين .... وتفكر بموضوع زواجها , لقد ثبت لها الآن ,وبشكل قاطع وحاسم , أن زواجها من بيار جاء كنتيجة لترتيبات وتدابير معدة سلفا ,ولكن , هل يعقل أن يكون أرمون قد أقدم على هذه الخطوة الهامة دون تشجيع من السيدة الحكيمة؟
قالت لها:
" عاد الخال أرمون الى النوم مجددا ".
" سينام قريبا الى الأبد".
منتديات ليلاس
ثم تنهدت وأضافت قائلة بصوت هامس :
" آه , يا حبيبي المسكين! كم عانيت وتألمت في حياتك , وكم كانت السعادة الحقيقية بعيدة عنك معظم حياتك!".
تأملتها أيلاين بضع لحظات ,فيما كان رأسها يضج بأسئلة لا بد يوما من توجيهها وسماع أجابات صريحة عنها , لماذا لا تسألها الآن؟ قالت لها:
" أبلغني بيار هذا الصباح أن والده غرق في النهر , فكيف وقعت تلك الحادثة؟".
نظرت اليها مارجريت بدهشة , وسألتها:
" هل تذكرين جان؟".
" قليلا جدا , لم يكن يأتي كثيرا الى القصر ,أليس كذلك؟".
" صحيح , وكان يأتي عادة للتحدث مع أرمون في أمور تتعلق بالعمل , ولكنني متأكدة من أنك شاهدت جان أكثر من مرة في بساتين شامبورتن".
" ربما , ألا يشبهه بيار الى حد ما؟".
" نعم , فالبنية ذاتها , وكذلك المنكبان العريضان والصدر الواسع والرجلان القويتان , ولكن ملامح الوجهين مختلفة بشكل واضح ".
" أذكر جيدا أنه لم يكن يتحدث ألي أبدا".
" كان صريحا مع نفسه ومع الآخرين , لم يكن يحب جدتك , ومما لا شك فيه أنه كان يعتبرك صورة مصغرة عنها".
" أوه! لماذا لم يكن يحبها؟".
أبتسمت مارجريت بطريقة غامضة , وقالت:
" سمعها مرة تتحدث معي بفظاظة بالغة ,فقرر ألا يغفر لها أبدا , كان عنيفا في أستقلاليته وأعتماده على الذات , وشرسا في دفاعه عن حق كل أنسان بالحرية والكرامة , لم يحب ألانور أطلاقا , لأنها كانت تعتبر عائلة سان فيران أرفع وأرقى من أي عائلة أخرى , لمجرد أنها عائلة عريقة تعيش في شامبورتن منذ مئات السنين".

" وعلى الرغم من ذلك , فهو لم يرفض العمل مع الخال أرمون!".
" آه , كانت تلك مسألة مختلفة تماما".
ثم تنهدت مارجريت , وأضافت قائلة:
" كان غرقه قضاء وقدرا , ففي فصل الربيع من كل سنة , عندما تبدأ الثلوج بالذوبان , يرتفع منسوب المياه في النهر وتتدفق كميات كبيرة في الحقول والبساتين المجاورة , وقبل خمسة عشر عاما , حدث فيضان رهيب وأجتاحت المياه كافة أنحاء القرية بنسبة لم تشهد له المنطقة مثيلا من قبل , هب جان وبعض الرجال الأقوياء للعمل على أنقاذ الناس من بيوتهم التي أجتاحتها السيول , وقع طفل من أحدى النوافذ الى السيل الجارف و فأستنجدت الأم بجان لأنقاذ الصغير , أخرج معظم جسمه من النافذة في محاولة يائسة للأمساك بالطفل ,ولكنه هوى وراءه فجرفهما السيل و... توفيا".
شحب وجه أيلاين تأثرا , وقالت بلهجة صادقة لا تعرف التكلف:
"يا للهول والفظاعة! لا شك في أنك حزنت كثيرا".
" طبعا , فقد كان جان رجلا طيبا للغاية ... وكنا سعيدين جدا ".
" قيل لي مرة .... أنك تزوجته , لأنك وجدت الأمر مناسبا وملائما".
لم تكن تود توجيه سؤال كهذا الى مارجريت , وبخاصة أثناء التحدث عن موضوع حساس جدا كحادثة الغرق ,ولكن اللسان كان أسرع من العقل و... سبق السيف العذل أجابتها مارجريت بلهجة عادية أذهلتها:
" طبعا ,طبعا , أردت أن اعيش معه وأكون بقربه طوال الوقت , ولم يكن لدي بالتالي أي حل أكثر ملائمة من الزواج , هكذا كانت تقضب التقاليد والعادات في أيامنا , أيتها العزيزة ... أما اليوم , فالأمور مختلفة".
" هل كنت تحبينه؟".
منتديات ليلاس
" الحب؟ أوه, أيلاين , ما هو الحب؟ نظريات , أفكار , آراء؟ هل هو تجاذب مغناطيسي قوي بين ضدين ؟ هل هو أستعداد للغفران وتناسي الأخطاء , وتقبل التغييرات؟ أنت لديك رأيك وتفسيرك , وأنا أيضا لدي نظرة معينة بالنسبة الى هذا الموضوع البالغ الحساسية , وحسب وجهة نظري , فقد كنت أحب جان.... وكنا سعيدين معا ومع أوىدنا الثلاثة ... بيار وشقيقتيه".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 11:04 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تطلعت أيلاين مرة أخرى نحو النهر , وهي تحاول أيجاد الشجاعة الكافية لتوجيه السؤال التالي
تنهدت بصوت منخفض وقالت لها:
"خالتي مارجريت , أعذريني على هذا السؤال الشخصي جدا ... ولكنني أريد معرفة الجواب بصراحة , حسب وجهة نظرك عن الحب , هل تحبين أيضا خالي أرمون؟".
" بالتأكيد يا عزيزتي , وهل أسهر على راحته وأعتني به على هذا النحو لو لم أكن أحبه؟".
"لا... لا أعتقد ذلك ,ولكن... هل كنت تحبينه قبل جان ؟".
تأملتها مارجريت بهدوء وجدية , ثم قالت لها:
" أحضري كرسيا وأجلسي قربي , فقد حان الوقت على ما يبدو للتحدث اليك بصراحة , "ولأزالة بعض الأشكالات العالقة في ذهنك ربما بسبب جدتك".
"لا, لا , كنت أعني شخصا آخر , لم تقل لي جدتي أي شيء عنك , وقد سمعت هذه الأقوال من شخص ألتقيته بعد زواجي من بيار".
أحضرت كرسيا وجلست قرب السيدة المسنة
ثم مضت الى القول:
" أنا لا أعرف ألا القليل القليل عنك, يا خالتي , كنت طفلة صغيرة لا تعرف الكثير عن الناس ,وفي الصيف الماضي....".
منتديات ليلاس
توقفت عن متابعة جملتها , لأنها أمضت طوال الصيف والخريف الماضيين غارقة في الحب حتى أذنيها .... صماء عمياء عما يدور حولها , قالت لها مارجريت بنعومة:
" يبدو أنني مضطرة لأطلاعك على كل شيء منذ البداية , عندما عملت لفترة كممرضة في أحد المستشفيات في بواتيه , ألتقيت أرمون أثناء تلك الفترة , حيث أمضى بعض الوقت في قسم الجراحة الذي كنت أعمل فيه , توطدت بينننا عرى الصداقة , ودعاني لدى مغادرته المستشفى بعد عمليته الجراحية الى زيارته في شامبورتن , سمعت الكثير قبل ذلك عن القصر والعائلة العريقة التي تتوارثه جيلا بعد جيل , فشعرت بأعتزاز كبير وسعادة فائقة , ولكن أبي وأمي تضايقا كثيرا , لأن أرمون كان عازبا يقيم بمفرده.... ويكبرني بسنوات عدة ... ولأننا أيضا من طائفتين مختلفتين"
وتابعت:
" أتيت مرة الى القصر , فألتقيت ألانور وزوجها البريطاني وأبنها الصغير ... والدك , شعرت على الفور أنها ليست موافقة على صداقتنا , ولما حضرت في المرة التالية , أوضحت لي أنني شابة غير مرغوب فيها بالنسبة الى عائلة سان فيران ... نظرا للفوارق والطائفية , تأثرت الى حد ما , بحيث أنني رفضت الدعوة التي وجهها أرمون لي خلال الأسبوع ذاته ... والدعوات اللاحقة , وفيما كنت أغادر المستشفى ظهر أحد الأيام , فوجئت به ينتظرني في سيارته ,طلب مني مرافقته في نزهة قصيرة , فلم أمانع , وعندما علي الزواج , رفضت".
" أوه ! لماذا؟".
" تعرفت خلال فترة الأنقطاع عن زيارته على شخص آخر أعجبني أكثر من أرمون , لأنه كان مختلفا عنه.... أقوى منه.... أكثر حيوية".
"جان دوروشيه؟".
" نعم , كان جان الأبن الأصغر لرجل يملك مساحات لابأس بها من الحقول والبساتين , ولكنها أصغر بكثير منة شامبورتن , كان أفراد عائلة دوروشيه معروفين بحيويتهم ونشاطهم , وبخبرتهم الواسعة في المجالات الزراعية , طلب مني جان بعد فترة معينة الزواج منه , فقبلت دون تردد وعقد قراننا في بلدتي... قبل أربعين عاما تماما".
" وماذا فعل خالي أرمون؟".

" بعث لنا هدية عرس رائعة ,ولكنه لم يقل شيئا لبعض الوقت , كان يواجه مصاعب جمة في كرومه وبساتينه , لأنه لم يكن نشيطا أو متمرسا بما فيه الكفاية لأدارة أعماله بنفسه, بدأ مستوى الأنتاج والنوعية يتدنى بسرعة كبيرة , بحيث بدا أن المستوى العالمي الذي توصلت اليه عائلته منذ حوالي مئتي عام سينهار الى الحضيض, وعند ذلك , أتصل أرمون بجان وطلب منه تولي أدارة شامبورتن".
" هل شعرت بالسرور نتيجة لذلك؟".
"نعم , لأجل جان , كان ذلك أعترافا واضحا بقدراته , وتحولا جذريا في أوضاعه المالية , فمع أنه ورث نصف ممتلكات والده , ألا أن المساحة كلها لم تكن كافية لسد أحتياجات عائلتين كبيرتين , أحتفظ بنصيبه من بساتين دوروشيه , وأنتقل الى شامبورتن للعمل فيها , خصص لنا أرمون بيتا صغيرا , حيث ولد بيار وشقيقتاه ,وبعد مرور بضع سنين على أقامتنا هنا , طلب مني أرمون أن أعمل كمدبرة لمنزله , وفي السنة الخامسة والعشرين لزواجنا , توفي جان غرقا .... كما تعلمين , لم أترك عملي هنا .... ولما عرض علي الزواج منه بعد أنقضاء ثلاثة أعوام على وفاة جان , ترددت قليلا ثم وافقت , ظل مخلصا لي طوال الوقت , حتى بعد زواجي من رجل آخر , لم يحب أحدا غيري خلال تلك الفترة التي أمتدت أكثر من ربع قرن , وشعرت بالتالي أن علي منحه بعض السعادة مقابل هذا الوفاء الرائع والنادر".
تأثرت أيلاين بهذه القصة العاطفية الرقيقة , وبأخلاص خالها المتفاني للمرأة التي أحبها منذ البداية , قالت لمارجريت بصوت رقيق ناعم:
" أشكرك كثيرا على أبلاغي هذه التفاصيل كلها , فالشخص الذي أطلعني على القصة كان مخطئا تماما.... قالت لي أنك تزوجت جان لتكوني قرب أرمون ,ولكن هذا الكلام ليس صحيحا , لأن جان لم يكن يعلم هنا عندما تزوجتما...".
" العكس هو الصحيح , يا حببتي , فمن بين الأسباب التي حدت بأرمون ليطلب من جان الأنتقال الى شامبورتن وتولي أدارة أعمالها , رغبته في رؤيتي بين الحين والآخر , لم أعرف هذه الحقيقة ألا عندما أخبرني أياها أرمون بنفسه , بعد مضي سنوات على أنتقالنا الى هنا , فالتي أخبرتك خلاف ذلك , لا بد أنها تعمدت الكذب لتشويه سمعتي والحط من قدري وكرامتي أمامك".
عصف الأحمرار بوجنتي أيلاين الشاحبتين , لأنها لم تتمكن من أخفاء ردود فعلها على تلك الملاحظة الصحيحة والذكية , أحنت رأسها خجلا
فضحكت مارجريت فجأة وقالت:
" كم أتمنى معرفة السبب الذي حمل تلك المخلوقة على الألاء بهذه المعلومات الكاذبة والمضللة , لد تأكد لي منذ بداية حديثنا , أن الشخص المقصود هو أمرأة تسعى الى الأنتقام ... لأنها تعرضت للأنتقاد, للتأنيب, وأكثر من ذلك كله ... للرفض".
منتديات ليلاس
ضحكت مارجريت ثانية عندما شاهدت الدهشة والأستغراب في عيني أيلاين , ومضت الى القول:
" لا تقلقي , يا عزيزتي , فأنا لست عالمة بأمور الغيب أو قادرة على قراءة أفكار الآخرين ,كل ما في الأمر أنني خبيرة الى حد ما بعقلية الناس وتصرفاتهم , ألم تكن سولانج بورجيه هي التي حدثتك عني؟".
هزت أيرأسها أيلاين بذهول بالغ, ولم تتمكن للمرة الثالثة على التوالي من الرد أو التعليق على كلام مارجريت , لم تضحك السيدة الهادئة هذه المرة , ولكنها تنهدت بأنقباض وقالت:
" كنت أخشى ذلك, وكان من واجبي تحذيرك منها في حينه أقلقتني محاولاتها للتقرب منك ومصادقتك , ولكنك بدوت سعيدة مع بيار... وتصورت أن الحب سيحميك منها".
ظهر الأرهاق بجلاء في وجه مارجريت وعينيها , فأحست أيلاين بوخز الضمير أتجاه حماتها... وبرغبة قوية في التفكير بعض الشيء عن التفكير بها بمثل تلك الطريقة المشينة
قالت لها بصدق وأخلاص:
" أنت متعبة جدا , يا خالتي مارجريت , لماذا لا تأخذين الآن قسطا وافرا من الراحة , فيما أذهب أنا للجلوس في غرفة الخال أرمون , أخبريني فقط عن الخطوات المطلوبة , أذا أستيقظ وأراد شيئا".
" شكرا لك يا أيلاين , على هذا الأقتراح الكريم, أنا حقا منهكة الجسم والأعصاب , بسبب سهري طوال اللليلة الفائتة وسأقبل أقتراحك بكل سرور , أذا وعدتني بأيقاظي في حال حدوث أي تطورات غيرعادية".
" أعدك بذلك".
" أذا أستيقظ , أجلسي على حافة سريره ... أصغي اليه... أمسكي يده... أظهري له أنك مهتمة به وتحبينه , أبلغيني فورا أذا شعرت بأنه متألم , أو على الأقل أطلعي الممرضة الأخرى التي تنام الآن في الغرفة المجاورة , سأطلب من جاك أحضار طعامك الى غرفة أرمون, أوه, أيلاين, ستشعرين بالضجر والملل وأنت جالسة لا تفعلين شيئا .... ساعة بعد ساعة".



 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 11:07 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أبتسمت أيلاين , وقالت لها بصراحة:
" هذا ما أتوقعه, ولكنني أعتقد أن الوقت قد حان كي أبدأ أنا في مساعدة الآخرين".
بادرتها مارجريت األأبتسامة بأحلى منها
ثم قبلتها وقالت:
" أنت هنا ,ونحن سعداء بوجودك ... نحن جميعا , أيتها الحبيبة , وآمل من صميم قلبي في أن يكون كلامك لخالك عن البقاء , جديا ونابعا من القلب, فهذا هو بيتك , يا عزيزتي ".
أخذت مجلتين وذهبت الى غرفة خالها ,ولكنها لم تتمكن من ركيز عقلها أو أهتمامها على أي من الموضوعات الشيقة والمثيرة فيهما , أحضر لها جاك طعام الغداء بعد حوالي نصف ساعة , فتناولته بشيء من العصبية... وهي تفكر بأقوال تلك المرأة الخبيثة اللعينة سولانج, دخل بيار حوالي الواحدة والنصف
ووقف قرب سرير الرجل المريض ثم قال:
" يبدو مرتاحا كثيرا في نومه , وكأن جميع مشكله قد حلت أخيرا...وبخاصة عندما أبلغته أنك باقية بصورة نهائية".
منتديات ليلاس
" أنت لا تريدني أن أبقى , أليس كذلك؟لم تكن أبدا راغبا في عودتي".
" وماذا يحملك على هذا الأعتقاد؟".
"لم تأت لمقابلتي في المطار".
"ماذا دهاك يا أيلاين ؟ ألم أخبرك عن سبب التأخير؟ كنت مع صديق قديم خدمت وأياه عامين كاملين في الجندية , فطالت سهرتنا عن غير قصد ونحن نستعيد ذكريات الماضي".
" حاولت الأستفسار منك عن سبب عدم تجاوزك سيارتي وأيقافي , فأجبتني بلهجة غامضة , فما علاقة السهرة الطويلة حتى الفجر , بعدم تجاوزي...مع أنك كنت قادرا تماما على ذلك؟".
"ها قد عدت ثانية , أيتها العزيزة ,الى تصرفاتك السابقة , تتخيلين بعض الأمور , ثم تتخذين مواقف وقرارات معينة... بناء على هذه التخيلات".
"هذا غير حيح أطلاقا , فأنا لا أريد معرفة الحقيقة , أنت لا تريدني هنا , وترفض مع ذلك البحث في موضوع الطلاق ,لماذا تتهرب ذائما من الخوض في هذه المسألة , على الرغم من أصراري المتزايد لمعرفة السبب الحقيقي لهذه التصرفات المتناقضة؟".

" أهدأي , فسوف تزعجين خالك ,هل تعتبرين أن غرفة أرمون هي المكان الصحيح لبحث مشاكلنا الزوجية؟".
هبت واقفة وهي تتمتم بكلمات مبهمة , ثم توجهت نحو النافذة , لحق بها بيار , وسألها عن قرارها فيما يتعلق بالسيارة الصغيرة المستأجرة , هزت كتفيها ولم تجبه , فقال لها بلهجة مرحة يغلب عليها طابع السخرية:
" سأساعدك في أتخاذ القرار المناسب , يوجد فرع للشركة في أنجولام , وقال لي مديره قبل قليل أنه مستعد لأرسال السيارة غدا الى باريس مع أحد موظفيه ... أذا كنت راغبة في أخذها له بعد ظهر اليوم".
" هل أنت مصمم على أن أتخلى عنها؟".
" أنا مجرد فلاح مقتصد لا يحب التبذير , ويحاول فقط أقناعك بتوفير بعض النفقات غير الضرورية , فأنت لست بحاجة الى هذه السيارة أثناء أقامتك هنا , أذ توجد سيارات أخرى يمكنك أستخدامها في أي وقت ولأي غرض ... حتى أذا أردت الهرب مجددا , وعليه, فهدفي مادي بحت".

"لا أقدر على الذهاب الى أنجولام هذا اليوم , لأنني وعدت الخالة مارجريت بالبقاء مع خالي حتى تتمكن هي من النوم بعض الوقت".
" لا بأس , سآخذ السيارة نيابة عنك , على أي حال , كنت أنوي الذهاب الى أنجولام بعد ظهر اليوم".
" كيف ستعود أذن , بعد أن تترك السيارة هناك؟".
" أوه, أنك تفكرين أحيانا على ما يبدو! لا تقلقي , فسوف أتدبر أمري ... هذا أذا أردت العودة الليلة , أما أذا قررت البقاء هناك خلال الليل , فلن أعود ألا في وقت متأخر من قبل ظهر غد بسبب العطلة الأسبوعية , هل سوي الأمر أذن؟".
لم تهمها السيارة ونفقاتها , بقدر ما همها موضوع بقائه أثناء الليل في أنجولام ,هل سيمضي الليلة في شقة سولانج؟ اللعنة!
قالت له متمتمة:
" نعم , أعتقد ذلك".
" آمل في أن تقضي وقتا طيبا مع مريضك, وشكرا لك على مساعدة أمي , سأراك في وقت لاحق ".
" في وقت لاحق؟ ستعود الليلة أذن؟".
منتديات ليلاس
أستدار نحوها بعد خروجه من الباب ونظر اليها بتحد, قائلا بصوت رقيق ناعم:
" وهل يهمك أذا عدت الليلة أو لم أعد؟ كنت واضحة جدا معي عندما قلت لي أنك تفضلين النوم على أنفراد , الى اللقاء , يا زوجتي العزيزة".
فتحت الباب الذي أغلقه وراءه بهدوء ,وهي تشعر برغبة جامحة في اللحاق به , ولكن.... ماذا ستقول له عندئذ : ل ستعترف له بأنها مهتمة كثيرا بأمر عودته هذه الليلة , وبأنها لا تريد النوم وحدها؟ هل يمكنها الأفصاح له عن أستعدادها التام لأستضافته في ذلك السرير المزدوج , وللقيام بأي شيء للحيلولة دون تمضية الليل مع سولانج؟ أوه , يا لهذه الغيرة القاتلة التي تثبت بشكل قاطع... أنها.... تحبه ,وتريده أن يبادلها هذا الحب!
دخل حياتها قبل سنة , وتملكها بصورة تامة... قلبا وروحا وجسما , وها هو الآن , وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على وصولها , يعيد الكرة , هل فشلت جميع محاولاتها خلال الأشهر التسعة الماضية لنسيانه , وطرده من حياتها.... وقلبها؟ تصورت أنها نجحت في ذلك وأصبحت على وشك التعلق برجل آخر , ولكن ساعات قليلة معه أحبطت كافة المحاولات والجهود لمقاومة سيطرته وهيمنته عليها!
" أيلاين ؟ هل لا تزالين هنا؟".
" نعم , خالي".
" عظيم , أن سعيد ببقائك هنا , ثمة أشياء كثيرة أريد أطلاعك عليها , وبخاصة وصيتي".
" لا تتعب نفسك أبدا , يا خالي, بالتحدث عن موضوع كهذا ".
"بلى , يا عزيزتي , فمن الضروري جدا أبلاغك كافة التفاصيل , أريدك أن تبقى هنا مع بيار... وتظلي زوجته , أذا هجرته مرة أخرى أو طلقته , ستفشل خطتي .... وستتحول شامبورتن الى أيد غريبة , أيلاين , أنا أعتمد عليك , أريدك أن تبقي هنا وتحافظي على تقاليد عائلتنا , ولكنك لن تتمكني من ذلك وحدك ودون مساعدة بيار".
" أرجوك يا خالي, لا ترهق جسمك وأعصابك , دعني أتحدث اليك وأخبرك عن عملي , فسوف يسرك ذلك الى درجة كبيرة , يقول تشارلز أنني أصبحت خبيرة في المجالات الزراعية , ولدي معلومات وافرة وواقية في حقل التسويق وأدارة الأعمال".
منتديات ليلاس
" أنا سعيد جدا , يا حبيبتي , فهذه دماء سان فيراان التي تجري في عروقك , ولكنه يتحتم عليك ... عليكما أنت وبيار, أنجاب طفل... ر, أطفال عدة , لو بقيت هنا , يا أبنتي , لكنت الآن في مرحلة متقدمة من الحمل ... وكنت سأشاهد حلمي يتحقق أمام عيني .... وقبل ماتي , لن أفهم أبدا سبب هجرك لبيار , لا أفهم أساليب شابات هذا العصر , ولكنك عدت وستبقين , وأذا كان بيار من تلك الطينة من الرجال , التي أعتقد جازما أنه منها , فلن يدعك تتركينه مرة أخرى , أبقي معه , لتنجبي وريثا لشامبورتن".
تنهد بحسرة ومرارة وأرتجفت يده الضعيفة الممسكة بيدها
ثم أضاف بلهجة حزينة مؤثرة:
" كنت أتمنى من صميم قلبي أن أحمل طفلكما الأول على الأقل بين ذراعي , وأضمه الى صدري بنفس المحبة والحنان اللذين أكنهما لك , ولكنني أعرف الآن أنني لن أكون هنا عندما يولد ذلك الطفل الحبيب".
أحست أيلاين برغبة في البكاء , ها هو خالها المحتضر ينتظر منها ردا أيجابيا , ولكنها لم تتمكن من ألزام نفسها بوعد كهذا



 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اطياف بلا وجوه, dangerous pretence, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية