كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حاولت أن تتتكلم ، لكن بدا عقلها وكأنه توقف عن العمل . كان قريبآ جدآ منها، فكرت وهي شبه مخدّرة . كان في صوته رنة تختلف عن الطريقة التي كان ينظر بها إليها ، الابتسامة في عينيه ....
شعرت بإثارة غير مألوف ، جمّدت شفتيها وهزت كيانها . وجدت نفسها تتساءل بجنون ، كيف سيكون الأمر لو أنها استسلمت له بملء إرادتها ... ومنحته من دون قيود كل ما يطلبه منها . وفي المقابل ستعرف كل شيء ... كما عرفت ماري لور ...
اجتاحتها هذه الفكرة كمطر غامر بارد نقلها من عالم الخيال إلى عالم الواقع ، وهي تتذكر ما مر بها من أحداث اليوم .
إنه يريد ماري لور لا هي . لا بدّ أنه تألم كثيرآ عندما رأى عشيقته ، وها هو الآن يصب غضبه على الفتاة ، التي جعلها شريكته في أسخف صفقة زواج . لأنها امرأته، ومتاحة له ، وبإمكانه أن يستغلها لساعة أو لساعتين حتى يجد متعة حسية مؤقتة . هذا آخر ما تستطيع تحمله ، وهي بحاجة لأن تتذكر ذلك .
منتديات ليلاس
أنا ، فكرت فيليبا وهي ترتجف ، ربما قد سمحت بذلك . ربما سمحت لفضولي أن يقودني إلى خيانة نفسي ومبادئي . لأنه بالنسبة لي قد لا ينتهي الأمر عند ذلك الحد . بدلآ من ذلك قد تكون بداية .
لم تستطع التفكير من شدة الخوف و الرفض .
سمعت نفسها تقول بلطف و حزم :" أتمنى أن تتركني في سلام كما وعدت . لست بديلة لعشيقتك ، يا آلان ."
تجمد في مكانه ، وهو ينظر إليها . بدا وجهه خاليآ من أي تعبير .
"لست بحاجة إلى من يذكرني ." قال بقسوة :" كما أنك لا تشبهينها على الإطلاق ."
افترضت أنها استحقت تعبيره ، لكن الألم سرى في جسدها على الرغم من ذلك . وجدها جذابة ليلة البارحة ، ولكن بمقارنتها مع جمال ماري لور المدمر ، ليس لديها الكثير لتقدمه له ، ماعدا ربما بعض القيم الشخصية .
"قبل أن اتركك لعزلتك ، يا زوجتي العزيزة ، يجب أن أخبرك عن السبب الذي دعاني إلى المجيء إلى هنا . لقد اتصلت بالعيادة لأطمئن على صحة والدك . لا يستطيع الأطباء أن يؤكدوا فعالية العلاج في الوقت الحاضر ، ولكنهم يودون أن تعرفي أنهم متفائلون ."
منتديات ليلاس
حدقت فيليبا إلى السجادة ، وعيناها تترقرقان بالدموع . "شكرآ ." كان صوتها لطيفآ .
"لا شكر على الواجب ." قال آلان بتهذيب :" من المفيد أن نتذكر تمامآ لماذا نحن هنا في هذه اللحظة . وسيكون الأمر سخيفآ إذا توقعنا من بعضنا البعض أكثر مما يمليه اتفاقنا علينا ."
"سخيف جدآ ." حاولت أن تبقي صوتها جامدآ .
"إذآ كل واحد منا يعرف حدوده ." شعرت بالخوف يسري في عروقها ."لكن افهمي هذا ، صفقتنا ستستمر . عليك أن تحذري من مخالفة أوامري في المستقبل، لست بحاجة إلى أي تعهد شفهي حتى أجبرك على إطاعتي ولن أتردد في فرض ذلك في هذه الغرفة أو حتى أمام الناس إذا أعتقدت أن الأمر ضروري ."
أسندت فيليبا نفسها على المزينة وأصابعها تمسك بحافتها المنحوتة بإحكام وقلبها يخفق بسرعة ." لن أنسى ." قالت على نحو فظ .
ابتسم لها آلان ."حسنآ ، إذآ أتمنى لك ليلة سعيدة ."
راقبته وهو يخرج من غرفتها ويغلق الباب وراءه .
لا ، لن تنسى أبدآ ، فكرت . لقد مُنحت وقتآ إضافيآ ، هذا كل ما في الأمر . لا يمكنها أن تهرب من العقد الذي وقعته مع آلان دي كورسي . يجب أن تتحمل نتائجه أيضآ .
حدقت إلى السرير بجسد مرتعش .
نهاية الفصل الرابع
|