كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قررت أن تستكشف معالم الشقة بمفردها من دون حضور مدام جيسكار البارد إلى جانبها . وجدت المكان متزمتآ وكئيبآ . ذكّرها ديكوره الأنيق بفخامة لاودن الأثرية .
ليس مريحآ على الإطلاق ، فكرت فيليبا وهي تسمع طقطقة حذائها على الأرض المصقولة . بدت الستائر و الأثاث وكأنها تحذرها من لمسها . وجدت نفسها تتساءل عن الوقت الذي أمضاه آلان هنا .
لكن هناك لمسة مألوفة أضفت سعادة روحية على جو البيت ... لوحة كيفين لجسر مونتاسكو المعلقة فوق المدفأة الرخامية الرائعة في غرفة الصالون . وقفت ويداها وراء ظهرها تحملق بها . أحبت الوقت الذي أمضياه في مونتاسكو .
تنهدت بصمت وهي تتذكر السقوف الناتئة على التلال المنحدرة نحو النهر ، وبرج القصر المدمر الذي يعلو الممر الضيق . لقد استأجرا بيتآ في أعلى القرية ، تحيط به أشجار عالية . تاقت للعودة إلى الماضي ، وإلى رؤية البيت وهو يسبح بين الغيوم . حين كان كيفين يرسم ، كانت هي تقوم ببعض الأعمال المنزلية ، ثم تتجول في السوق الصغيرة و المبهجة لتحضر بعض الوجبات الرائعة و الغريبة لكليهما . لكن والدها لم يتذمر أبدآ ، فكرت و الابتسامة ترتجف على شفتيها .
عندما استدارت وهي تصلي بصمت من أجل شفاء والدها ، لاحظت الساعة الرائعة التي احتلت موقعآ فخورآ على رف الموقد .
منتديات ليلاس
يبدو أن آلان لا يستعجل العودة . ليس لأنها تريد تريده بقربها ، بالطبع ، لكنها ذكرت نفسها بسرعة أنه كان بإمكانه أن يساعدها أكثر حتى تتكيف مع محيطها الجديد . ألم يلاحظ كم كانت تشعر بالغربة و الوحدة ؟ سألت نفسها باستياء .
حاولت مشاهدة التلفاز ، ولكنها وجدت أنه يتطلب تركيزآ يفوق قدرتها ، ومعرفة أشمل باللغة الفرنسية ، وقد ادركت ذلك بصعوبة . عليها أن تخضع لتدريب كثيف في اللغة قبل أن تقوم هي وآلان بأية مهمات اجتماعية ، مع أنها لاتتخيل نفسها تقوم بدور المضيفة في محيطهم المرعب .
على الرغم من تسريحة شعرها الحديثة وثوبها الجديد ، مازالت غريبة عن محيطها. كانت فكرة بائسة و غريبة ، تقلص حلقها فجأة .
منتديات ليلاس
آه ، كلا ، قالت لنفسها بحزم . لن تبدئي بالبكاء . أنت متعبة فقط بعد هذا اليوم الحافل . الأفضل أن تأوي إلى الفراش ...
وفي الصباح ستتمكنين من المحافظة على دورك في هذه الاتفاقية وامتلاك اسلوب هذه الحياة الجديدة .
كانت في طريقها عبر الرواق العريض عندما رن جرس الهاتف . ترددت للحظة ، قد يظهر آل جيسكار ويظنون انها تتعدى على حقوقهم ، لكن عندما استمر رنينه ولم يرد أحد ، رفعت السماعة بحذر شديد .
"آلان ؟" كان صوت امرأة ناعمآ ، دافئآ وأبح ." هذا أنا ، يا حبيبي ."
شعرت فيليبا للحظة وكأنها تحولت إلى حجر . لكن لماذا هي تفاجأت ؟ لم يكتم آلان عنها نزعاته . وبسبب ذلك هي موجودة هنا . لكنها لم تتوقع هذه المواجهة بهذه السرعة .
قالت باقتضاب "السيد دي كورسي ليس موجودآ ، مدام ."
"ومن أنت ؟" بدا صوتها خليعآ .
"زوجته ." قالت فيليبا ، ثم أعادت السماعة إلى مكانها .
|