كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
"ليست مستعدة أبدآ ." قال بسخرية ." إنها تتمنى ذلك . ووتوقع مني أن اتصرف معها كحبيب متيم ... وأن أفسر لها غيابي عنها كل لحظة حتى أوفر عليها الدموع ، الغيرة و الانفعال . لن أحتمل ذلك أبدآ ."
" أستطيع تصور الأمر ." قالت فيليبا بنفور :" اخشى أنه ليس من المفترض أن أطرح عليك أسئلة كثيرة ؟"
"اسألي ما تشائين ، يا عزيزتي ." رمقها بنظرة مبهمة . "لكن لا تلوميني إذا لم تعجبك الأجوبة ."
دفع بكرسيه إلى الوراء ثم وقف ." لدينا يوم حافل بالأعمال . سأتصل بالمحامي ، ثم بمصرفي في لندن ، ليتخذا التدابير اللازمة المتعلقة بعلاج والدك ." دار حول الطاولة ، ثم توقف وهو ينظر إليها بابتسامة ." أتمنى ألا تهربي بالمال ، يا عزيزتي. لأن هذا لن يفرحني أبدآ ."
"سوف أفي بوعدي ." رفعت فيليبا ذقنها بتحدٍ. "علينا ... أن نثق ببعضنا البعض ،يا مسيو ."
"هكذا يبدو . هل سنختم جلستنا بالطريقة العادية ؟"
منتديات ليلاس
سمحت لأصابعه بأن تطوق أصابعها ، وذهلت عندما وجدت نفسها تنساق إليه قبل أن تستطيع المقاومة . وضع آلان ذراعيه حولها بإحكام . شعرت بضغط ذراعيه القاسيتين على كتفيها .
حاولت بيأس إبعاده عنها ، لكنه منعها . لقد أخطأت عندما سمحت لنفسها بالتفكير فيه كرجل أعمال جذاب .
شعرت بقوة عضلاته الحديدية . ومع ذلك كانت كلماته تلاطف أذنينها ببطء و برضى تام .
فقالت بصوت أجشّ ، عندما استطاعت أن تتكلم :"ما كان يجب أن تفعل ذلك ."
"معك حق ." وافقها وهو يمرر يده على ذقنه بأسف .
"عليك أن تتذكر وعدك بعدم ... مضايقتي . وبمنحي بعض الوقت ."
رفع آلان حاجبيه ." كل هذه الجلبة من أجل ترحيب بسيط ! ماذا لو قبلتك..." ابتسم لها ." تعالي أريدك بقربي و أنا أحلق ، بعدها سأريك الفرق ."
"كلا ." تراجعت خطوة إلى الوراء . وهي مدركة أنها تلهث ، وأنه لاحظ ذلك . "يجب أن أذهب وأتكلم مع أبي و طبيبه ... لأزف لهما الأخبار الحسنة ... ولأقوم بالترتيبات اللازمة ."
لم يحاول آلان أن يؤخرها ." كيف سأتصل بك ؟"
"سأكون في لاودن . دعتني مونيكا للبقاء معها ... حتى يحين موعد الزفاف ."
أومأ برأسه ." إذآ سأراك هناك ، اورفوار ."
حتى نلتقي ثانية ، فكرت فيليبا عندما وجدت نفسها في الرواق و بأمان ، بعد أن أغلق الباب بينهما . وقفت للحظة ، لتسمح لدقات قلبها بأن تخفف من حدتها . لم تكن واثقة من أنها تريد أن تلتقي بشخص مزعج مثل آلان دي كورسي مرة ثانية ، وخاصة في مثل ظروفها .
اتمنى لو أنه ودعني من دون أن يعانقني ، فكرت فيليبا .
* * *
منتديات ليلاس
بعد أسبوع ، غادر والدها إلى أميركا برفقة ممرضة خاصة . اختلقت له قصة وهمية بأن المال ترك في صندوق تقاعد الشركة و أهمل تسجيله . لم تكن واثقة من أنه صدقها ، ولو كان في صحة جيدة لقام ببعض التحريات . بدا سعيدآ جدآ لدرجة أنه لم يستجوبها بدقة ، وكانت شاكرة لذلك . تزوجت فيليبا آلان دي كورسي بعد ثلاثة أيام من رحيل والدها .
مرت أيام تلك الفترة بلمحة بصر . استكانت فيليبا بعض الشيء ، وسمحت للأحداث بأن تأخذ مجراها بنوع من السلبية ، لم تكن من طبيعتها .
شعرت وكأنها في حلم وأن كل ما يحدث حولها بعيد الشبه تمامآ عن الواقع . جربت الثياب بشرود تام .راقبت مزين الشعر وهو يقص شعرها الطيع والأملس على نحو قصير جدآ ليجعله أكثر اشراقآ ، استمعت إلى كلام مونيكا المزعج من دون أن تفقه كلمة واحدة مما قالته .
اصطدمت بالواقع أخيرآ ، عندما وجدت نفسها على متن طائرة متوجهة إلى باريس بفستان صوفي أنيق كهرماني اللون اختارته لها مونيكا . حدقت بخاتم زواجها الذهبي، وحاولت أن تتذكر شعورها عندما وضعه آلان في إصبعها قبل بضع ساعات.
كانت مخدرة ، فكرت فيليبا . ومازالت حتى هذه اللحظة .
لكنها لن تضطر إلى تحمل شهر عسل . سيستغنيان عن هذا التقليد في في الوقت الحاضر ، هذا ماقاله آلان لها ، لأنه أمضى وقتآ طويلآ في لندن . إذآ هما ذاهبان مباشرة إلى شقته الباريسية .
"أتمنى ألا تجديها مملة ."
منتديات ليلاس
"آه ، لا ." تمتمت فيليبا وهي تحاول جاهدة إخفاء ارتباكها . سيكون الوضع محرجآ بعد أن تشاركه سقفآ واحدآ . لن تستطيع تحمل فكرة وجودهما وحيدين في جناح عرائس مع كل ما يتضمنه من واجبات . كان آلان يعرف ما يدور في رأسها ، لكنه لم يقل شيئآ ، بل اكتفى بالابتسام لها بين الحين و الآخر بشكل تهكمي .
وضعت يدها على عنقها تتلمس عقد اللؤلؤ الذي قدمه لها آلان كهدية الزواج .
"رائع !" صرخت مونيكا عندما كانت تساعد فيليبا على تغيير ملابسها .
"نعم ... لكنه ألا يرمز إلى الدموع ؟" شعرت فيليبا بالانزعاج بينما كانت مونيكا تثبت المشبك .
"كلا ، يا عزيزتي ، إذا كنت واعية تمامآ ." حملت ابتسامة مونيكا معنى الحسد بعيدآ عن أي حقد . " تمتعي بهذه الغنيمة ، مدام دي كورسي . لأنك ربما لن تجدي غيرها ."
أضافت بسخرية ثم نظرت إلى ساعتها ." علينا أن نسرع . زوجك ينتظرك ."
زوجك . اختلست فيليبا النظر إلى هذه الظاهرة غير المتوقعة و المثيرة التي تجلس إلى جانبها ، يبدو أنه منهمك في قراءة مجموعة من الأوراق ، يحتفظ بها عادة في حقيبته الجلدية .
لا تعرف إذا كان عليها أن تشعر بالسعادة أم بالحزن لانهماكه عنها . ثم رأت أن تصرفه ، حتى لو لم يكن إطراء لها ، فإنه بالتأكيد مريح . على الأقل لن تضطر إلى مسايرته .
في خلال الأيام العشرة الماضية كانت ترى آلان يوميآ تقريبآ ، ولكنها لم تعرفه أفضل مما فعلت في أول أمسية لهما عندما توجهت إلى المكتبة في لاودن .
|