كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
"أين أصبح رسمك ؟" وقف آلان إلى جانبها ، يتفحص القماش باندهاش .
"ستنجح لو كانت مجرد تمرين دراسي ... أو علاج ." ثم أضافت بصوت خافت : "لكنها لا تعبر عما في داخلي ... لا شيء مما أريد التعبير عنه . كالعادة ... ناقصة ."
"أعتقد أنك تقسين على نفسك ." قال آلان :"ستتحسنين بعد أن تأكلي . الجوع يجعل الإنسان يائسآ."
تقدم من الطاولة وأخذ سكينآ ."وأخيرآ وجدتها . لقد بحثت عنها في كل مكان ."
"إني آسفة ." قالت ، فيما شعرت بقلبها ينبض بالإثارة وهو إلى جانبها : " آلان ، أرجوك أن تبقى في مكانك للحظة ... كما أنت ؟"
نظر حوله ، وارتفع حاجباه :" لماذا ؟" ضحك عندما رآها تضع بعض الخطوط العريضة على قماشها ."هل أنت جدية ؟"
"أكثر من أي وقت ." كان في صوتها الحاح ." قف هناك فقط و لا تتحرك ، أرجوك."
عرفت آلان لماذا الصورة كانت تبدو فارغة . لأن آلان لم يكن فيها . حاولت أن تستثنيه منها جسديآ ، وحاولت بدل ذلك أن تفرض شخصيته وحيويته من دون حضوره الفعلي .
حينما وقف آلان قرب الطاولة ، اتضح لها كل شيء .
منتديات ليلاس
لكن لاحظت بعد ذلك أنها أرادت أن ترسمه ، منذ اللحظة التي رأته فيها في لاودن. كانت هذه أحد الأشياء التي خطرت على بالها . وربما ستكون فرصتها الوحيدة لأن تفعل ذلك .
كانت ترسم وتحتسي ، بين الحين والآخر حساءها البارد بناءً على طلبه . جعلته يتخذ أوضاعآ فتية ، وقوفآ أحيانآ وجلوسآ أحيانآ أخرى . كان يبدو فرحآ، لكن مرتبكآ بالتأكيد ، ومع ذلك استجاب لها .
"اسمحي لي أن أشتري هذه التحفة الفنية بعد أن تنتهي منها ." قال ، وهو يقطع الطماطم إلى شرائح صغيرة :" إني أرفض أن يراني زملائي ، وموضفو شركة دي كورسي في هذا الوضع الحميم ."
"لا تتحرك ... أدر رأسك قليلآ . هذا رائع . والآن ، إثبت في مكانك ."
تنهد :" حاضر يا حبيبتي . أنت مجنونة ، هل تعرفين ذلك ؟"
ربما ، فكرت فيليبا . ولكنني أشعر فجأة بالنشاط ، وأنا متأكدة بأنني سأنجح .
كان آلان طوال الوقت ، حتى في فابريس ، يجول بينها وبين الصورة التي كانت تحاول أن تنقلها إلى لوحة . حاولت كثيرآ أن تقاوم وأن تطرده من مخيلتها ، لكنها عرفت الآن أن عليها أن ترسمه وتجعله النقطة الأساسية في لوحتها على الأقل .
ربما ستستطيع بهذه الطريقة أن تتخلص منه إلى الأبد .
حاولت العمل بنوع من اليأس على وضع اللمسات الأخيرة ، وآلان جالس ، ووجهه الداكن مصمم على إنجاح مهمته كما ، رأته في الليلة السابقة .
مر الوقت بسرعة ، ولم تلاحظ ذلك حتى قال أخيرآ :" يا عزيزتي ، بعيدآ عن هذا التشنج الذي أحاول أن أتحمله من أجل الفن ، ما لم أتحرك بسرعة ، لن يكون هناك عشاءٌ."
|