لم يكن الصباح في زانادو, بعد تلك الحفلة الليلة , يختلف عما يكون في لأي منزل أخر ..حيث
كان فريق التنظيف يدور في قاعة الرقص الكبيرة ,وفي المطبخ كانت مارغريت تعيد الأواني
والأدوات المتكومة إلى فوق رأسها , إلى ماكنها.
راقبت أليدا الفوضى , ويداها على خصرها :
_هل هناك فرصة لتناول الفطور ؟ أم هذا مستحيل ؟
نزلت مارغريت عن مقعد خشبي مرتفع ,ومسحت يديها بمئزرها :
_الفطور .. اجل .. ولكن لست أردي أين ستأكلين .
صمتت قليلاً مفكرة ثم ابتسمت :
_لدي فكرة .. أخرجي في نزهة .. أجل ؟
_سأذهب في نزهة .. أجل! في الواقع لم أر من بالم بيتش شيئاً يذكر .. ربما أجد دراجة هنا ..؟
_يحتفظ كالب بدراجة في الكاراج للسيد بن .. بإمكانك استخدامها .. لماذا لا تذهبين
إلى الكاراج لتتفحصيها , بينما أحضر لك سلة نزهات ؟
وجدت الدراجة خفيفة الوزن ,سريعة , اعجبتها كثيراً .وعادت لتجد مارغريت تقفل
حاوية صغيرة , هكذا اندفعت بعيداُ عن زانادو متجهة إلى ممر الدراجات الشهير في بالم بيتش .
مرت بصف طويل من المباني المرتفعة .. كان رياضيو الصباح يركضون في ممر
للمشاة ملحق بالشاطئ .. حين اقتربت من الجسر الذي يقطع "لايك وارث"رأت أن ممر الدراجات
المعبد , يسير بمحاذاة المياه الزرقاء الساكنة.
لم يكن هناك راكبو دراجات غيرها في الممر .. وهذا ما جعلها تستمتع أكثر في جولتها ..كان الجو عابقاً
برائحة الملح , والشمس تلسع ظهرها , توقفت عند مقعد خشبي مواجهة الخليج.
أعجبها المكان بهدوئه وخلوه من البشر , فاختارته لتناول فيه فطورها , وقررت أن تجلس
على الأرض وتضع الطعام على المقعد الخشبي .
فتحت السلة لتجد قطعة قماش رقيقة مضلعة فرشتها فوق المقعد .. ثم وزعت الطعام فوقها,
وصبت عصير برتقال طازج من إبريق عازل .
منتديات ليلاس
بعد الوجبة الفطور أحست بالشبع والارتياح , فأغمضت عينيها وأسندت ظهرها إلى المقعد , تنعم دفء الشمس.
قال لها صوت :
_آه .. أنت أفضل حلاً الآن كما أرى .
فتحت عينيها .. وجدت رجلاً مسناً بهالة شعر بيضاء ينحني أمامها .. لم تجد صعوبة في تذكره ,
إنه تشارلز والترايت الذي حاول مساعدتها ليلة أمس في الحفلة , صديق زانادو كما قال بن .
ابتسمت له بارتباك ورفعت يدها تغطي عينيها من وهج الشمس .
قال :
_ أتسمحين لي بالانضمام إليك ؟ أنا أمارس المشي الصباحية .. لكنني أحياناً أتوقف لأرتاح .
_اجل .. تفضل .. يجب أن أسألك الصفح عن تصرفي غير اللائق ليلة أمس .. لاشك
أنني بدوت مثل ساندريلا الهاربة من الحفلة الراقصة .
ضحك الرجل المسن :
_ربما .. ثم إنني أرسلت الأمير الوسيم ليفتش عنك .. فهل وجدك ؟
ردت بخفة :
_أجل ,لكن الحذاء الزجاجي لم يناسب قدمي وابتسم تشارلز والترايت :
_أرى أنك لست جميلة فقط .. بل جريئة كذلك .. من الأفضل لبن أن يجد حذاء زجاجياً آخر
يناسبك .. آه.. كدت أنسى بما أننا لم نتعارف رسمياً يجب أن أقدم نفسي ..
أنا تشارلز والترايت .. وانت كما عرفت أليدا برايس .
_أنا سعيدة للفرصة المتاحة لي لأظهر لك أنني لست حمقاء طائشة كما بدوت بالأمس .
_كان معك كل الحق في ذلك الإحساس , فالأميرة غالباً ما تتمادى في الاستهتار بمشاعر الأخرين
لم تعلق فقد قررت تبني أسلوب بن في تجاهل سلاطة لسان الأميرة .. وأكمل تشارلز :
_أرجو ألا تعممي حكمك على الأميرة ليشملنا جميعاً , واعلمي أن معظمنا أشخاص طيبون
في بالم بيتش .ز اخبريني أليدا , ألديك وقت فراغ هذا الصباح ؟ أريدك أن تأتي معي إلى منزلي .
أعجبت أليدا تشارلز .. وظنت أنه من الممتع حقاً قضاء بعض الوقت معه ,
لكن من الممكن أن يحتاجوا إلى مساعدتها في زانادو ..
فبدأت تقول مترددة :
_حسناً .. انا ..
_لاطفي رجلاُ مسناً أليدا .. ثم إن لدي شيء مثير للاهتمام أريك إياه .