لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-11, 03:12 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5_بانتظار قراره.





كانت الأميرة غريبة الأطوار , بل من أكثر الناس الذين شاهدتهم أليدا في حياتها غرابة.
ويشهد على ذلك شعرها المجعد ذو اللون البرتقالي الشاذ,
المكوم على قمة رأسها بشكل غير منسق.. إضافة إلى أن سلوكها بدا مهيناً ,
وهي تنظر عبر أنفها المستقيم المتغطرس إلى مايس تلوح له بإصبع نحيل وهي تراقب
الجمع المنسحب نحو الشاطئ :
_أيها الولد الشقي .. لقد أقمت حفلة لم تدعني إليها .
أجاب مايس متهجماً :
_الأصح أنها حفلة بن .
_سوف أكلمة ... تايثي ؟تايثي ! أين كوكو ؟
_إنه هنا أمي .
مدت تايثي يدها إلى السيارة تسحب منها حيواناً أليفاً ذا وجه كروي صغير يرفرف بعينيه.
قالت الأميرة بصوت متأوه ,تمد ذراعيها المعروقين .
_تعال إلى ماما حبيبي .
قفز القرد نحو الأميرة وحط بارتياح على كتفها . وشبك أصابعه في إحدى
خصل شعرها ..أما أليدا فوقفت تنظر بغرابة إلى هذا المنظر غير المألوف .. لكنها
سرعان ما لاحظت أن تصرف مايس وتايثي كان عادياً .
ربما هما معتادان على غطرسة هذه الطبقة الاجتماعية .. لكن الأفضل لها العودة إلى عملها .
كانت تتجه نحو المنزل حين نادها مايس :
_أليدا , هلا تلطفتِ بإرشاد الأميرة وتايثي إلى قاعة الرقص الكبرى ؟ إنهما هنا لإجراء الترتيبات
النهائية لحفلة جمعية الرفق بالحيوان الراقصة .
ثم ابتعد بسرعة يملؤه السرور لإبعاده هذا الهم عن كاهله .. غير أن تايثي كانت تحدق إليه بانزعاج
واضح لبقائها في رفقة أمها ..
ابتسمت أليدا لهما قائلة :
_من هنا , أرجوكما .
منتديات ليلاس

سارت الأميرة خلفها وتايثي في أعقابهما كارهة .. فتحت أليدا باباً عريضاً يؤدي إلى قاعة الرقص الكبيرة
وتنحن جانباً لتدخلها الأميرة وابنتها .
بدت الأميرة لا تعي أبداً جمال القاعة وبدأت على الفور قياس مكان الاستقبال بخطواتها .وقالت بعناد:
_سينتهي صف الاستقبال هنا .
وأشارت بطرف أصابع قدميها إلى خط وهمي , وأكملت :
_سنستقبل المدعوين أنا, وأنتِ ,وتايثي , ومايس , وبن ..ثم رئيسة جمعية الرفق بالحيوان .. و..
قاطعتها تايثي بخبث :
_يقول بن إنه لن يحضر الحفلة .. فهو يكره الرقص المدروس والعشاء الرسمي .
نظرت إليها الأميرة :
_ كلام سخيف .. سيأتي .. فهو سيرغب في رؤيتك هذا المساء
وإلا فلن أحدد له المقابلة مع الحاكم إذا لم يحضر .
_لكن مايس سيكون هنا .
_طبعاً ..لن يختلف مايس .. ستكون الحفلة فرصة رائعة لإظهار صورة في الصحف .. والآن جاء دور الزينة.
لقد وعد منسق الزهور بنباتات خضراء مع باقات زهور صفراء وبيضاء تفصلها عشرة أقدام
عن بعضها .. أيبدو هذا جذاباً لكِ عزيزتي ؟
_اجل أمي .
وتفحصت أظافرها إظهاراً للسأم .. ثم قاست المسافة التي ينبغي أن تفصل الطاولات عن بعضها البعض ,
وتفحصت منصة الفرقة الموسيقية ,ثم قالت :
_أستطيع القول أن الحفلة ستكون جيدة .. الحفلات الراقصة في زانادو عادة تكون ناجحة .
حسناً هل نذهب تايثي ,عزيزتي ؟
لم يكن سؤالاً .. بل أمراً ..مما جعل تايثي ترمق أمها بنظرة كراهية قبل أن تلحق بها .
التفتت الأميرة إلى أليدا الوقفة عند الباب الأمامي قائلة :
_أعتقد أن مايس طلب منكِ حضور الحفلة .أستعدي في الساعة الثامنة تمامً.. يمكنك
المساعدة في الإرشاد إلى المقاعد وأشياء أخرى مماثلة .
أكملت طريقها لتحشر نفسها في سيارة تايثي وهي تقول :
_حقاً عزيزتي .. إذا كنتِ ستوصليني دائماً فأنا أصر على أن تقودي "الرولز"
هذه السيارات الصغيرة لا بأس بها لكم أنتم الشباب ..لكن ..
صاحت أليدا وقد تذكرت أمراً هاماً :
_انتظري لحظة ! متى الحفلة ؟
ولأنها صرفت تفكيرها عن أليدا , كان على الأميرة أن تبقى شاردة الذهن للحظات قبل
أن تعي من هي أليدا , ثم قالت بازدراء :


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 12-03-11, 03:14 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 




_يوم السبت بالطبع .
وقبل أن تتمكن أليدا من قول شيء آخر كانت تايثي قد انطلقت بالسيارة مسرعة .
ورأت أليدا رأس كوكو الصغير يطل من النافذة الخلفية .
السبت ..! هذا يصادف غداً !
اقتحمت أليدا مكتب مايس .. فرفع رأسه مجفلاً :
_قالت الأميرة إن علي حضور الحفلة الراقصة .. والحفلة تقام مساء الغد ! فهل يفترض حقاً أن أحضرها ؟
_وهل نسيت دعوتك ؟طبعاً أريدك هناك !
اعترفت :
_لكنني لا أملك لباساً أرتديه , عدا عن كوني لا أعرف أحداً من المدعوين .. لذلك أفضل البقاء
في غرفتي وحيدة .
رد بحزم :
_ قطعاً لا .. هذه ليست حجة كافية , أرتدي ذلك الفستان الأحمر الجميل الذي أرتديته ليلة
أمس .. وجدي لك زهرة خباز أخرى ضعيها خلف أذنك
كان تأثيرها ساحراً تماماً .
تنهدت :
_ أوه .. لا أريد ارتداء الثوب ذاته .. مع أنني أحب أن أرى قاعة الرقص
تعج بالراقصين .. أنا واثقة أنها ستكون جميلة .
قال دونما اكتراث :
_خذي إجازة في الغد إذا أحببتِ واشتري فستاناً آخر ..واحتفظي لي برقصة
أو اثنتين .. هل ستفعلين ؟
ابتسم لها حاسماً الجدل حول الموضوع ,فقابلته بابتسامة حائرة قبل أن تخرج .. بالنسبة إليه حضور الحفلة
راقصة في زانادو لا تأتي أكثر من مرة في العمر .
وجدت أليدا مارغريت في المطبخ تقطع الخضار .. أخبرتها بما حدث ,
واعترفت لها أنها لا تدري ماذا سترتدي .
أجابت مارغريت :
_أنت أنسه أليدا ستبدين جميلة بغض النظر عما ترتدين .
_ توقفي عن الإطراء مارغريت.. لو كنت تايثي اوربيرت تراولي , فلماذا أرتدي ؟
منتديات ليلاس

رفعت مارغريت عينيها إلى السماء :
_شكراً لله أنك لستِ هي .. على أي حال من المتوقع أن تكون السيدات في أوج أنافتهن.
فجدي لنفسك فستاناً جميلاً , وسيتكفل سحرك الطبيعي بما تبقى .
وهي تستدير لتغادر , استدركت مارغريت :
_هل أفدم العشاء على صينية في غرفتك ؟ لن ينزل السيد مايس على العشاء الليلة
ولقد طلب العشاء باكراً في مكتبة .
سرحت أفكار أليدا نحو بن محاولة معرفة ما يفعله .. ثم تذكرت الأصدقاء الذين
دعاهم إلى كابينة بعد المظاهرة , وساءلت عما إذا كان لا يزال مشغولاً بهم . وأحست للحظة
بغصة حادة من الندم لأنها لم تقبل دعوته , وقالت :
_ سأكل في غرفتي مارغريت .. إلا إذا ..لا .. أحضري لي صينية .
بعد وجبة الطعام المنفردة في غرفتها , تقدمت بتكاسل إلى النافذة ,ووقفت تتأمل المحيط ..
لم تكن العتمة سادت بعد , والمد قادم .. كان الشاطئ هادئاً ,لا أثر لحفلة
في الكابينة .. لا شك أن ضيوف بن رحلوا إلى بيوتهم .
في هذه الأثناء , وصلت سيارة تايثي الحمراء مسرعة , وأطلقت الزمور عالياً .
صرت إطار السيارة وهي تقف مسببة خلفها غمامة من الغبار جعلت أليدا تتراجع إلى الخلف الستائر الرقيقة .
صاحت تايثي , وهي تطل برأسها من نافذة السيارة :
_مايس ! ماي..يس !
نظرت أليدا حولها ..لم تجد أثر لمايس .فكرت في الرد على تايثي ,لكنها قررت التزام الصمت .
قفزت تايثي من السيارة , ورفعت نفسها على حافة الباب تنادي مجدداً :مايس!
أخيراً انفتح الباب الأمامي ,وخاطبت تايثي مارغريت :
_مارغريت ..أخبري مايس إنني هنا .
ثم أضافت متسرعة :
_لا .. لا أريد الدخول .قولي له فقط إنني هنا .. أسرعي !
أخيراً سمعت أليدا صوت مايس المتعجب :
_تايثي !ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت ؟
رمت شعرها إلى جانب واحد :
_جئت أصطحبك إلى المرقص ليلي جديد ..هيا بنا.
رد باقتضاب :
_لدي عمل .. ثم نحن لسنا على موعد .
_أوه ..هيا..مفسد الملذات ..لأنت جاد أكثر من اللازم في العمل ..وتحتاج إلى القليل من المرح .
انزلقت في جلستها على مقدمة سيارتها .. ورأت أليدا مايس يبتسم لتايثي ..
ابتسم لها مجدداً , إشارة إلى أنه يحتمل نزوة طفلة مزعجة .وقال :
_تايثي .. أنا أجري بعض الحسابات التي يجب أن تنتهي هذا الأسبوع .. وليس لدي وقت ..
_سخيف ! ماذا تعني بليس لديك وقت ؟ كنت تجد دوماً الوقت اللازم لمرافقتي ,أتذكر ؟تعال .
مررت يدها على عنقه .
_ألا تريد أن تعرف ماذا قالت لي أمي بشأن تحديد موعد لبن مع الحاكم لبحث أمور زانادو ؟
قد تتمكن من إقناعي بقول كل شيء .
نظر مايس إلى المنزل ,ثم إلى تايثي ..والحيرة تتملك أفكاره.
_لماذا ترغبين في إخباري مثل هذه الأمور ؟ظننتك في صف بن
أرخت رأسها إلى الوراء وضحكت :
_أنا إلى الجانب "تايثي" على الأرجح ..والآن ..هل أنت قادم أم لا ؟
_حسناً .. أنا قادم .
فتحت تايثي الباب :
_أنت ستقود السيارة .. ممكن ؟
جلس خلف المقود وهو يقول :
_مع ذلك يجب أن نعود باكراً .. تعرفين أنني لا أستطيع أن أجاريك في الرقص .
أطلقت تايثي ضحكة غير مؤدبة بينما أدار مايس المحرك .. وكانت أليدا لا تزال واقفة
خلف النافذة تراقب ما يجري بصمت ,وتساءلت حائرة عندما
رأت تايثي تضع يدها بلهفة فوق ذراع مايس :
خلف من تسعى تايثي ؟.. بن أم مايس ؟ إنها مقتنعة أن بن لا يحب تايثي مطلقاً.
لكن مايس ,أين هو دوره في هذه الأحجية ؟هل تسمح تايثي لنفسها ببعض العبث الذي لا ضير فيه, أم أن مزاجها
أكثر جدية ؟ أحست أليدا بالغضب يغلي في عروقها لتفكيرها أن تايثي تستغل
زانادو لعميق الخلاف أكثر بين الأخويين .. بإمكانها هكذا كسب أحدهما
حتماً . . لكنها ستدمر زانادو .


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 12-03-11, 03:15 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 




ناداها صوت البحر الهادئ ملطفاً من حدة غضبها . فتشت عن ثوب سباحتها وارتدته ثم
أخذت روب البحر وأسرعت نحو الشاطئ .
تقدمت إلى البحر حافية القدمين مستمتعة بتسلل الرمال بين أصابعها .. لم يذكرها المحيط بصراعها
السيء مع التيار ..فتابعت طريقها مطمئنة بين الأمواج المتكسرة بنعومة .
تمددت على ظهرها مستكينة , تاركة المياه المالحة تطفو بها إلى السطح , أحست بالتوتر يتلاشى من جسدها.
حين غاصت الشمس نهائياً وراء أبراج القصر , تركت المحيط بأسف , لتأخذ روبها وتضعه
على كتفها .. وبينما هي تبحث عن حذائها سمعت صوت بن آتياً من ناحية الكابينة :
_يجب أن تكوني أكثر حذراً عندما تسبحين في المحيط .
حاولت أن تضحك بخفة , لكنها كانت مجفلة , وخرجت الضحكة مخنوقة قليلاً..وسألت :
_منذ متى وأنت تتجسس علي ؟
_أنا لا أتجسس , بل أراقب . وأحذرك أنه شوهدت أسماك القرش في مكان قريب من هنا.. لم تسمعي بذلك ؟
_لا .. لم أكن أعرف .. لكنها لا تزعج السباحين .. أليس كذلك ؟
_أحياناً فقط .. لكن من الحكمة أن تكوني حذرة ؟,خاصة وأننا نعرف بوجودها .. راقبي وجود مثلث
مروحي يشق الماء ,إذا شاهدت واحداً ,أخرجي بسرعة .. فأنا لن أكون موجوداً دائماً لأنقذك .
_هل ينبغي أن تذكرني دوماً بما جرى ؟ ألن تتركني أنسى ..أستطيع تدبير أموري جيداً
في المحيط .. شكراً لك !
ابتسم ساخراً :
_أنا واثق من ذلك .
كان هناك بقعة قطران سوداء ملتصقة في أسفل قدمها .. حاولت إزالتها دون جدوى ..فقال بن :
_تأتي هذه البقع من السف المارة بعيداً , ويحملها الموج إلى الشواطئ .. لدى بعض "التربنتين" في الداخل
وهو الدواء الوحيد للخلاص منها .. هل ترغبين في الدخول لإزالتها ؟
_ظننت أن أصدقائك مازالوا هنا .. أو أنك ذهبت إلى البلدة .
أشار إليها لتلحق به :
_ لا .. لا يوجد أحد هنا .. أدخلي .
جلست على كرسي خشبي مرتفع , بينما جاء بعلبة التربنتين وقطعة قماش .. سألته وهي تمسح القطران
بالقماشة المبللة بالتربنتين .
_ أنت لست مولعاً بحياة الليل ؟
_ليس كثيراً .. أفضل تبادل الحديث مع الناس لأعرافهم حق المعرفة .. وهذا لا يتحقق في السهرات الصاخبة .
وقفت أليدا بعد تنظيف قدمها تسير إلى الغرفة التي تحتوي على الرسوم .. أرادت أن تسأله عن عمله
منتديات ليلاس

لكن العديد من الرسامين ممن تعرفهم ,لا يستهويهم الحديث عن أعمالهم .. وبدا لها أنه لن يرغب
في هذا الأمر .كانت الغرفة مظلمة .. وتساءلت عما إذا كان بالإمكان أن تضيء المصباح.
قال بن من خلفها :
_هيا ,افعلي .
أدارت الزر , ونظرت حولها باهتمام بالغ لتجد عدة لوحات مغطاة فوق منصاتها , ما عدا
واحدة مواجهة للنور القادم من النافذة الشمالية .ز تقدمت أليدا لتتفحصها .
كانت رسماً للشاطئ في الصباح الباكر , والشمس المتعددة الألوان منخفضة في الأفق .. كانت الكرة المنيرة
ترتفع فوق البحر يرقرق بنعومة نحو الشاطئ وردي .. كان ارسم يثير في النفس إحساساً بالشاطئ
في اللحظة التي تلي تماماً شروق الشمس .. ووقفت أليدا فاقدة القدرة على النطق معجبة
بما ترى .
تقدم بن منها ليقف ويراقب ردة فعلها . كانت متأثرة بالرسم إلى حد الذهول لدرجة مرت بلحظات
أطبق فيها الصمت على المشهد :
_بن .. هذا جميل جداً .. أنت فعلاً تملك موهبة رائعة .
_أنا مسرور برأيك هذا.
_هل لي أن أرى الأخريات ؟
_كلها في مراحل مختلفة .
رفع الغطاء عن منصة قريبة , كانت منظراً بحرياً آخر أذاب فيه إحساسه المرهف بالجمال ,
لكنه لم يكن قد اكتمل .. وقال :
_وهناك هذه اللوحة .
وأرها منظراً ليلياً للبحر.. وأشار إلى لوحات أخرى على الأرض .
_هذه تنتظر تركيب إطار لها .. سأقيم عرضاً منفرداً في معرض محلي في الشهر القادم .
تمتمت أليدا :
_شاهدت الكثير من اللوحات الرائعة طوال حياتي ..واستطيع أن أقول لك إن هذه مميزة .
ابتسم لها :
_ظننتني مجرد متشرد على الشاطئ .. صحيح ؟
_لم يكن لدي أية فكرة بالتأكيد .
هز كتفيه :
_الرسم هو حياتي .. لا أستطيع العيش دونه وكل شيء آخر ثانوي .. ماعدا زانادو طبعاً.
تطلعت أليدا حولها في الغرفة بحثاً عن شي ما .. لكنها لم تجد ما كنت تسعى إليه .. وقالت مؤنبة :
_بن .. ليس هنالك لوحة واحدة لزانادو .
_أشعر أنني قريب جداً منه ولا أستطيع أن أرسمه .. لأنني أريد أن ألتقط فيه الروح .. لا أريد الكلام
في هذا .. فلنتكلم في موضوع آخر .
لكن أليدا رفضت التخلي عن الموضوع :
_لا .. إذا كان لأحد أن يرسم زانادو فيجب أن يكون أنت , لأنك تحبه .. وإذا كان سيتهدم فهذا
سبب يكفي لأن تبدأ برسمه .. قبل فوات الأوان .
قال بخشونة :
_سيبقى هنالك صور فوتوغرافية له .. أنا الآن لا أرسم سوى مناظر البحر .
جادلته بعناد :
_لا ينبغي أن تقيد نفسك في هذا الإطار إذا أن لديك موهبة واضحة ..على أي حال ,ألا ترسم الناس والحيوانات ؟
_أنا أتناغم أكثر مع الشاطئ في هذه المرحلة في حياتي , ولهذا السبب ,كما أعتقد , أحب أن أرسمه..رسم
الناس صعب علي .. أستطيع التقاط إحساس منظر الأرض أو البحر .. أتعمق فيه لأصل
إلى قليله .. ليس الأمر بمثل هذه السهولة مع الناس .. لا يمكن لأحد الوصول إلى قلب بشر .
اعترضت أليدا :
_أوه .. لا بن , أنا واثقة أن هذا غير صحيح .. فأنت لم تجرب بعد .


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 12-03-11, 03:16 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 




رد متهجماً :
_أتعتقدين أنني لم أجرب ؟ لقد جربت . أوه .. كم جربت .. دون نجاح .. إن الكثيرين ممن حاولت
رسمهم لم يبدوا حقيقيين أبداً .. بدوا لي متخشبين وكأنهم دمى ,أو"المانيكان" في واجهة محل ..أنا
لا أملك موهبة رسم الناس كبشر .
قالت أليدا بنعومة :
_ربما لم تحاول أن تسير الغور , وتكتفي بالنظر إلى السطح .
حدق إليها للحظات وعيناه الزرقاوان تخرقان روحها .. وقال باختصار :
_ربما أنتِ محقة .
توقعت ان تطلب منها الرحيل بعد جدالها في موضوع لا يريحه . لكنه لم يقل شيئاً .. كانت
تحس بحرارة وجوده بقربها , واستذكرت ما كان يقصده "بعمل لم ينته بعد" ساعة قالها على ممتن
"كوبلاخان" لكي تخفي ارتباكها ,جالت في الغرفة تمرر أصابعها فوق المنحوتة الخشبية
غير المكتملة فوق الطاولة , ثم عادت على غرفة الجلوس تتفحص عدة أصداف معقدة فوق رف المدفأة ..
أخيراً قالت :
_قل لي بن .. كيف تربيت ؟ أنت بالتأكيد لم تعش في بالم بيتش طوال طفولتك ؟
هز بن رأسه :
_لا .. كان زانادوا لقضاء فرص الربيع بعد الانتهاء من المدرسة الداخلية .
وأحياناً لقضاء عيد الميلاد .. وأمضيت معظم شبابي في مدارس مختلفة أتنقل من واحدة إلى أخرى .
كانت حياة صعبة .
فكرت أليدا بطفولتها .. فمع أنها تربت وحيدة مع أبيها إلا أنه كان يقضي وقتاُ طويلاً معها ,
ولم يرسلها أبداً إلى مدارس داخلية أو إلى أقارب لهما .. وقالت :
_ أستطيع تصور ذلك
تابع بن :
_أمي كانت امرأة لا تستقر أبداً .. كانت ثروتها لتوفير المظاهر الملكية لنفسها .. كانت
حياتها جولة متصلة من الحفلات .. أما أنا ومايس فقد كنا أمراً ثانوياً بالنسبة إليها .. ومرت علينا
أوقات تعيسة جداً .
_لطالما ظننت أن العائلات الثرية توفر لأولادها كل ما يتمون لكن أعتقد أن هذا الأمر
لا ينطبق عليك .
_لقد نلت كل الأشياء المادية ألتي أردتها .. أفضل الألعاب .. الثياب الأنيقة الباهظة الثمن ..السيارات
السريعة من كل صنف ووصف .. إلى درجة أنني لم اعد أجد متعة أو السلوى في ذلك كله ..
كل ما كنت أريده حقاً هو أن أسعد بوجود أمي إلى جانبي لتمنحني بعضاً من حنانها ..
لكن هذا لم يحدث أبداً .. أخيراً تركت كل شيء ورائي وانتقلت للسكن هنا .. وانغمست في
رسوماتي .. كما ترين أصبحت حاجاتي بسيطة جداً الآن .
قالت أليدا مفكرة :
_ أنا أسفه لطفولتك التعسية بن .. لكنك الآن وقد كبرت وأصبحت تعيش حياتك الخاصة ..
تغيرت نظرتك إلى الحياة , أليس كذلك ؟
هز رأسه إيجابياً , ثم ضحك وبدا محرجاً وكأنه أدرك فجأة أنه كشف الكثير عن نفسه :
_ستحضرين حفلة لرقص غداً, أليس كذلك ؟
_اجل .. في الواقع علمت بإقامتها اليوم فقط حين قالت لي الأميرة إن علي أن أكون حاضرة
وذكرت أنك لن تحضر فهل هذا صحيح ؟
تهجم وجه بن , ووقف ليسير نحو النافذة , ينظر ساهماً إلى الليل في الخارج
ثم استدار ليرد بهدوء :
_بالطبع سأكون موجوداً .. لقد تأكدت الأميرة من هذا .
_لقد وعدتك بموعد مع الحاكم إذا حضرت الحفلة .
_وكيف عرفتِ هذا ؟
_سمعت الأميرة تخبر لتايثي ساعة كانتا تلقيان نظرة على قاعة الرقص .. ولم أكن أعرف أنه سر .
_سر ؟ لا .. من المستحيل أن تصان الأسرار هنا ..
كانت كلماته لاذعة كالسوط .. فردت أليدا :
_على أي حال , لست من ينشر الأخبار .. لقد خرجت تايثي مع مايس الليلة , وأخر ما سمعته
منها هو أنها تريد إعلامه عن أخبار الموعد مع الحاكم .. وقد بدا مايس مهتماً بذلك .
قال بمرارة :
_لا شك أنه سيهتم .. وكان يجب أن أخمن أن تايثي ستلعب بي ضد مايس ..المسكينة , الغبية ..
لم تصدق أليدا ما تسمع :
_بكل تأكيد لن تضيع شفقتك عليها ! كنت أظنها صديقتك .. لكنها لا تتصرف كصديقة .
_أنت لا تفهمين أليدا .. لقد عرفت تايثي منذ كانت طفلة وساعدتها في حل مشاكلها , والآن تتملكها هذه
الفكرة المجنونة أنها تحبني .. ومفهومها عم الحب وماهيته لا يعدو تصور أمها الأميرة عنه.
وهي تستسلم إلى مثل هذه النزوات .. أوه .. لا مجال لتفسير نفسية تايثي ذلك .. وما ارجوه هو
ألا تفسد الفرص أمام بقاء زانادو .
فكرت أليدا بمساعدة بن لتفادي أي ضرر قد توقعه تايثي بقضيته .


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 12-03-11, 03:18 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 




واضح أنه لا يعرف أن أحد الشركاء في مؤسسة كاونت , جورج سايلور , أصيب
في حادثة تزلج قبل ان يوقع عقد البيع.. فهل تخبره ؟ أم أنها في هذا ستصبح مذنبة في الانحياز
لأخ ضد أخيه ؟ إنها لا تزال موظفة عند مايس ويجب أن تكون لديها ولاء الموقف نحوه ..لكن
ماذا عن مشاعرها الخاصة ورغبتها في الحفاظ على زانادو ؟ أليس لهذا قيمة ؟
استدارت على بن .. من السهل جداً أن تنقل إليه خبر إصابة جورج سايلور .. لا يتطلب الأمر
أكثر من بضع كلمات قد يستفيد منها بن في التأخير ..
لكن بن كان يتابع كلامه , وبدت كلماته واثقة مصممة :
_لا يهمني ما ستقوله له عن موعدي مع الحاكم .. لا يستطيع مايس فعل شيء . لو أن المقابلة لن تتم قبل
الأسبوع القادم .. ثم إن مايس ليس الوحيد القادر على التعامل مع أصحاب مؤسسة كاونت ..
لقد تحدثت إلى ديفد تاكر اليوم ، ولم يؤكد , او ينفي ما إذا كان شريكة جورج سايلور ,
قد وقع عقد البيع أم لا . لقد حاولت الاتصال بسايلور وسأبقى أحاول إلى أن أصل إليه !
تنهدت أليدا ارتياحاً .. وسرها أن بن يسير في الطريق الصحيح .. وقررت الاستمرار
في الصمت على الأقل في الوقت الراهن .لكن ما قاله بن تالياً أثار غضبها :
_لذا إذا كنت من زمرة مايس أليدا , أذهبي وقولي له هذا .. وأكد لك أنني لا اكترث سواء
أخبرته أم لا ,لأنني سأعمل جاهداً كي يبقى زانادو سالماً !
أجفلت أليدا للعداء البادي على وجهه :
_ماذا دعوتني ؟ من "زمرته" ؟
_اجل .. هذا ما أدعو به الفتيات اللواتي يأتين إلى هنا لرؤية أخي .
_وهل تفعل الفتيات هذا حقاً ؟ أعني يلاحقن مايس ؟
_اجل .. مايس عضو بارز في المجتمع .. وتعرفين هذا.. وهذا المنزل مشهور وقابلته ..لكن
وبما انه نادراً ما يتواجد هنا فأنا من ألتقي بهن وأبعدهن .
منتديات ليلاس

قالت أليدا بغضب وقد بدأت تدرك ما يلمح إليه :
_بالتأكيد أنت لا تعتقد أنني حاولت إغراق نفسي لمجرد الدخول إلى زانادو .
هز كتفيه بغير اكتراث مجيباً :
_ من يدري ؟ إنها خطة عبقرية ..تصورتك رأيتني أسير على الشاطئ وظننتني مايس , فتظاهرتِ بالغرق.
لكنني وقفت انظ إليك حتى نادني صوت داخلي : هيه! ماذا لو كانت تغرق فعلاً ؟ ثم قفزت
في المركب وأسرعت لأنقذك .. كان يجب أن أتركك تغرقين .
صدمت أليدا وجرحت لاتهامه :
_إذن لهذه عاملتني بكراهية ! أنت لم تثق أبداً بدوافعي !
_أضيفي أنك كنت بحاجة للعمل , فهذا ما جعل ارتيابي مضاعفاً .. ثم هناك فكرة تراودني أن مايس
زرعك أمامي لأنقذك من المحيط كي نصبح صديقين , وهذا ما يمكنك من تقديم التقارير
له عن كل ما أخبئه من خطط لإنقاذ زانادو .. هل الأمر على هذه الصورة أليدا ؟
_... أيها . . أيها ..
لم تستطيع التفوه بتعب كربه بما يكفي ليوضح له رأيها فيه .. وضربت الأرض بقدمها مصدرة صوتاً خفيفاً.
_نعليك عزيزتي ..
قدمهما إليها انحناءة ساخرة .
_ربما لو ارتديتهما , لتمكنت من التعبير عن نفسك بشكل أفضل .
وازنت نفسها بغضب على حافة المقعد الذي جلست عليه ليلة الإنقاذ , وارتدت نعليها بينما
كن بن يراقبها .. ثم قال :
_لدينا عمل لم ينته أليدا .. هل تذكرين ؟
نظرت إليه بذهول, فابتسم وقال :
_أكاد أعتقد أنك لستِ من النوع الذي ينضم إلى " الزمرة".. لكن كيف أكون واثقاً ؟
مد يده على يدها المترددة ليضعها على كتفة .. ويلف ذراعه حول خصرها , ثم قرب فمه من إذنها ليهمس :
_كيف يكمن أن أكون واثقاً ؟
أغمضت عينيها وتركت نفسها تنجرف إلى دوامة المشاعر التي أطلقتها كلماته ..كل ما جرى
بينهما بالإمكان أن تنساه وهي بين ذراعية .
أحست بالحيرة حين أبعد نفسه عنها وقال بهدوء بعيداً عن أي ضغينة :
_ لم أقرر بشأنك بعد أليدا ..
شعرت بالغيظ يتصاعد داخلها , وفتحت فمها لتحتج لكنه وضع إصبعه على شفتيها , وهز
رأسه محذراً .. انتزعت نفسها منه غاضبة ، ووقفت وإحدى يديها على مقبض الباب .
قالت والارتعاش ظاهر في صوتها :
_أنا ذاهبة الآن .
رد ببرود :
_أجل أليدا .. أذهبي .. لكن لا تبتعدي كثيراً .
فخرجت وقد صفقت الباب وراءها إشارة إلى غضبها الشديد .

* * *

إنتهى الجزء

 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, على باب الدمع
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية