نظرت أليدا حولها بذهول , ونسيت عضلاتها المتألمة . رأت اناساً من طبقات
مختلفة :بعضهم رث الملابس مثل الفتاة التي بدأت الأغنية ,
والعض الأخر ذوو ملابس أنيقة مثل معلمة المدرسة الواقفة عند السلم تغني مع الآخرين ..و..
أصحيح ما ترى ؟ اجل هذا بن قطعاً يستند دونما اكتراث إلى النافورة يرمقها بنظرات ساخراة.
تقدم مايس غاضباً وقبضتاه مشدودتان ليسأل بن :
_ما لذي يحصل هنا ؟
رد ببراءة مصطنعة :
_هؤلاء بعض من أصدقائي .. طلبت منهم الحضور فلبوا دعوتي مسرورين .. ألا ترى ذلك ؟
شاهدت أليدا المتقدمة ببطء حطاً أبيض يتكون حول فم مايس وهو يرغي ويزبد :
_سأطلب اعتقالهم لتعديهم على أملاك خاصة , سأرسلهم جميعاً إلى السجن .
ابتسم بن واثقاً من نفسه :
_لن تقدر على ذلك يا أخي الكبير .. إنهم ضيوفي .. وأنا دعوتهم , أم انك نسيت أن نصيبي من الأملاك يعادل نصيبك ؟
تقدم مايس خطوة إلى الأمام : أيها ..
لكن كلامه انقطع بوصول سيارة فان كبيرة شقت طريقها بين الجموع لتقف أمام المنزل
وراقبها بن باهتمام ومايس بغضب .. كان مكتوب عليها : تلفزيون بالم بيتش.
قفز رجل قصير يحمل بيده مايكروفوناً من السيارة , تبعه رجلان يحملان آلتي تصوير على كتفهما.
منتديات ليلاس
تقدم المذيع إلى المعلمة المدرسة الأنيقة ليسألها :
_ ما هو شعورك نحو مصير زانادو ؟
كورت المرأة شفتيها :
_ أظنه مصيراً رهيباً ما يخططون لهذا المعلم الحضاري .
ثم أتجه المذيع إلى صبي طويل الشعر عرف عن نفسه بأنه تلميذ ثانوي :
_إنه أمر سيء جداً هدم هذا الجمال القديم .
بينما كان المذيع يشق طريقه عبر الجموع ينقل التعليقات من هذا وذاك .. استدارت أليدا
إلى النافورة قرب بن .. الذي سألها بنعومة :
_أتريدين الانضمام إلى مظاهرتنا أليدا ؟
استدارت إليه ساخطة :
_بكل تأكيد لا ! لا أستطيع أن أصور ..
قاطعت نفسها لرؤيته المزح الدافئ في عينيه وأكملت بارتباك :
_حسناً .. أعني ..
وأحست بالإحباط .
_اعترفي أليدا .. أنت توافقيننا الرأي .. أليس كذلك ؟
_تعرف أنني أوافق .. لكن الأمر ..
_ مايس ؟
_أوه .. لا يهم !
حارت أليدا في أمرها , فهي تؤيد المظاهرة وتتمنى الانضمام إلى المحتجين ,هذا من ناحية ,
ومن ناحية الأخرى هي تشعر بالتعاطف مع مايس الغاضب جداً مما جرى حتى وإن لم تكن توافق
على خطته فيما يخص زانادو .
وقف مايس صامتاً .. شفتاه مضمومتان بازدراء..نظر بن إلى المتظاهرين الذين كانوا
يتبادلون التهاني لجذبهم الاهتمام إلى زانادو, وقفز فجأة إلى حافة البركة يصيح :
_انتبهوا .. أنتم مدعون لتناول العصير البارد في منزلي ..دعونا نذهب !
تصاعد تهليل مجنون من الجموع , حتى معلمة المدرسة , ساروا فرحين نحو الكابينة.
قال بن مستدركاً :
_أنتِ مدعوة كذلك أليدا , إذا شئتِ أن تأتي .
ارتبكت ,ممزقة بين مايس الواقف بغضب وإلى الجموع وهي تتحرك مبتعدة. وبين بن .. في تلك اللحظة
استدارت فيراري حمراء حول الزاوية لتوقف بسرعة .ما إن رأت أليدا شعر السائق الأشقر الملوح من أشعة الشمس حتى عرفته حالاً
تمتم مايس مابين أسنانه :
_اوه.. عظيم .. هذا ما أنا بحاجة إليه تماماً
ترجلت من السيارة فتاة نحيلة الجسد , رشيقة القوام , أنيقة المظهر ..وتقدم مايس على مضض
لمساعدة الراكبة الأخرى الأقل رشاقة ,والتي تحاول إخراج نفسها من المقعد الأمامي
العميق .
همست أليدا وكأنما تهمس نفسها :
_هذه تايثي ..لكن من المرأة لأخرى ؟
قال بن بابتسامة خبيثة وهو يستدير ليلحق بأصدقائه :
_إنها أمها .. الم تلتقي بها بعد ؟إنها الأميرة !
انتهى الجزء
* * *
08-03-11, 04:21 AM
جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
العرض العادي
