لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-11, 02:02 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



ساد الصمت للحظات قبل أن يضيف وعيناه تحدقان إلى الأفق البعيد :
_لقد تحدثت مع تشارلز والترايت .
_وهل أقنعك أنني لا أتجسس عليك .. لحساب أي كان ؟
_لقد جادلني بدفاع جيد .
_لكن .. هل صدقته ؟ بن .. يجب أن أعرف .
نظر إليها بعينين حائرتين ثم بدا وكأن شيئاً في داخله ذاب , فقال :
_أريد أن أصدقه أليدا .
منتديات ليلاس

مال نحوها مستندا ً رأسه إلى ذراعها السمراء , ثم راح يتأمل بإمعان قسمات وجهها
وفي نظراته شوق عارم , ثم استقام ليحيطها بذراعيه ..
قالت بثبات :
_بن .. أعطيك كلمة صدق شريفة .. أنا لم أتجسس يوماً لمصلحة مايس .. أقسم لك .
رأت علامة التصديق بارزة في هدوء عينيه , فأغمضت عينيها تسترخي بين ذراعيه .. واستسلمت
للأحاسيس الغامرة التي أصبحت مألوفة جداً لها , وأسندت رأسها إليه , لا تريد فراقه ..وهمست :
نحن بدون خجل .. نتصرف هكذا على الشاطئ أمام أنظار
الجميع .
رفع رأسه لينظر على طول الشاطئ :
_الجميع .. في هذه الحالة , هم مجرد طائر بجع , وعدد من طيور الزمار .. أوه.. وأربعة
طيور نورس فضولية , لكن بإمكاننا الذهاب من هنا إذا كنت تريدين ذلك .
ساعدها على نفض الرمال عن منشفتها ووضع القبعة على رأسها , ابتسمت
له بغبطة وهي ترى تعبير وجه يزداد عمقاً ..ثم تلاشت بسمتها وهي تنظر إلى عينيه , وأحست
أنها تكاد تقع , تغرق رأساً على عقب في أعماقها .
أمسك يدها لحظة ثم وضعها على وجهه .. استدارا كشخص واحد وسارا يداً بيد على حافة البحر , دون
كلام تاركين وراءهما أثراً مضطرباً لأقدامهما لن تدوم أكثر من لحظات حتى يمحيه الموج.
كانا مستغرقين جداً بأفكارهما حتى أن أياً منهما لم يلاحظ العينين الخضراوين بلون البحر ,
الطافحتين بدموع الغيرة .. اللتين كانتا تلاحقان تحركهما من خلف ساتر
الرياح المكسو بأشجار النخيل .
تسلل الكابوس خلسة إلى منامها وكأنه ضباب ليلي يتفوق على كل منطق .. كان هناك مجدداً
تلك الموجه الضخمة تلوح في الأفق رمادية كالفولاذ .. وتتقلب عليها وهي تقف
إلى جانب والدها قرب الشاطئ .. كانت تحس بأصابع أعماق المحيط المقزز تشدها إلى الأسفل
فالأسفل , , وبالإحساس الخانق المألوف في حلقها .. أخذت تصيح مقاومة , وهذا ما سمح لماء البحر بالدخول
إلى رئتيها .. تملكها ذعر عظيم وآلم أعظم زاد من وطأتهما ذلك الإحساس بالخسارة الذي
انتابها حين مدت يدها دون وعي إلى يد والدها .. ولم تجد إلا السراب .
صيحتها الممزقة أيقظتها من منامها .. كانت الدموع لا تزال رطبة على خديها ومفارش السرير
مكورة بشكل فوضوي إلى جانبها .. ولزمها لحظات طويلة مرعبة لتدرك أنها سالمة في
غرفتها في زانادو .
حاولت يائسة أن تهدى روعها , دخلت الحمام متعثرة الخطى ورشت وجهها بالماء
البارد آملة أن تبعد عنها الإحساس غير المنطقي بالخوف الذي ملأ قلبها .. نظرت في المرآة
فإذا بوجه غريب مفزوع شاحب ومرهق يحدق إليها بغرابة .
لم يكن الفجر قد بزغ بعد .. إنه وقت مبكر على تناول الفطور .. فتحت الستائر قليلاً بما يكفي
لتنظر إلى كابينة بن .. لكنها لم تشاهد أية حركة على الشاطئ .. ليس أمامها سوى العودة
إلى النوم .. هكذا ملست مفارش السرير وعادت إليها تضع رأسها على يديها , تدحق إلى النور الرمادي المتسرب.
ذلك الكابوس مجدداً وهي التي ظنت انها تجاوزت خسارتها لأبيها .. ما تحتاج إليه هو بن حالاً
فهو وحده القادر على محو الإحساس بالرعب عنها ..
بعينين مغمضتين , تصورت مرة أخرى المنظر الذي شاهدته ليلة أمس , حين أراها بن ما أنجزه
في رسم صورتها قادها عبر الكابينة المظلمة إلى غرفة عمله وأدار النور ليضئ الغرفة
قرب النافذة كانت الحمالة وقماشة رسم صغيرة عليها .
رسمها بحيث يبدو غامضة متكبرة , امرأة قوية ذات شخصية فذة.. لكن عينيها
كانتا الأبرز في اللوحة كلها .. واسعتان معبرتان واثقتان مع ذلك تخفيان ألماً سرياً .
قال لها بن :
_أظنني التقطته .. ذلك البعد المراوغ الذي يجعل من هذا الرسم لوحة بدلاً من مجرد صورة
جميلة .. وبالطبع هي تحتاج إلى جهد إضافي لإتمامها .
أحست بصدمة لأنه تكمن من الدخول إلى أعماق مشاعرها قالت :
_إنها .. إنها جيدة جداً .
وفكرت , قد تكون هذه اللوحة وراء الشهرة المتوقعة لبن ..وأغرب أن تكون لي !


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 24-03-11, 02:04 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



مع ذلك , وبالرغم من قبول بن الحذر بها , فقد انتظرت ليلة أمس بدون جدوى ان يبدر منه
ما يشعرها أنها لم تعد موضع ريبة منه ..
صحيح انها أصبحت الآن تقرأ الاهتمام في عينيه وان عناقه إياها أصبح حساساً ..
لكن هذا ليس كافياً ولا يمكن أن يكون بديلاً مرضياً عن قوله "أحبك"
تلك الكلمة التي تتوق لأن تسمعها منه .. كان يساورها إحساس بأنه مازال متحفظاً تجاهها
لسبب ما يدور في ذهنه.. وإذا كان إحساسها صادقاً , ستضطر لأن تظهر له بالأقوال والأعمال
أن حبها وولاءها له ولزانادو وهما فوق الشبهات .
انتهت سلسلة الأفكار والصور التي تعاقبت على ذاكرتها , وأصبحت مستعدة للعودة إلى النوم ,لكنها
كانت تسمع عدة أصوات لتحركات في المنزل , وظنت انها سمعت صوت سيارة تغادر
الفناء الخارجي من ان الشمس لم تكد تطل من المشرق .
في الثامنة , نهضت من لسرير , ارتدت ثوب تنس وفي نيتها انها بعد عملها الصباحي ,
قد تأخذ فترة استراحة لتجرب ملعب التنس في زانادو .. وربما استطاعت لإقناع بن بلعب بضع
جولات معها .. هكذا عملت المضرب التنس قبل أن تنزل لتتناول الفطور .
لكنها تعجبت حين وصلت المقصورة ’ لترى الطاولة محضرة لشخص واحد .. ودون تردد ذهبت إلى
المطبخ وسألت مارغريت ما إذا كانت ستأكل بمفردها .
_اجل .. هذا صحح .. فقد طلب مني السيد بن أن أقول لك بأنه أسف جداً لانه لم يستطيع
وداعك .. لكنه تلقى في ساعة متأخرة من ليل أمس مكالمة هاتفية هامة ,
منتديات ليلاس

وسافر هذا الصباح إلى "تالاهاسي" في عمل ,أوصاني أن أخبرك أنه يتعلق بزنادو وستفهمين.
هزت أليدا رأسها .. ومع ذلك لم تقدر على إخفاء حيرتها , فهي تعرف أن موعده مع
الحاكم لن يحين قبل أسبوع القادم .. لذا بدا لها من الغريب ان يسافر إلى العاصمة الولاية باكراً ..
خير أم شر .. أغلقت تفكيرها عن الإمكانية الأخيرة مصممة على تجاوز الإحساس بالوحدة.. فهذا
صباح تطلعت فيه إلى رؤية بن بلهفة حتى أنها كانت تحتاج إليه..
قالت لمارغريت :
_سأحمل فطوري بنفسي إلى المقصورة .
أعطتها مدبرة المنزل صينية مليئة بالبيض والنقانق والتوست والفاكهة والقهوة .. وهذا أكثر
مما تستطيع ان تأكله .
حتى جمال الطبيعة الأخاذ الذي يضفي على الفناء المبلل بندى الصباح سحراً وروعة , لم ينجح
في تخليص أليدا من مزاجها المكتئب الذي ما برح يلازمها .. أخذت تتلاعب بطعامها وتتساءل لماذا تغير
موعد رحلة بن إلى " تالاهاسي" وفكرت كذلك برحلة مايس إلى آسبن .. كانت تعرف أن جورج سايلور
ما يزال في المتشفى .. وبكل تأكيد رحلته إلى هناك لها صلة بزانادو . نظرت أليدا إلى الموقع الرائع ..
ولأول مرة ندمت لأنها لم تقل لبن كل ما تعرفه عن تحركات مايس ,
فلو فعلت , لربما كان لزانادو فرصة أكبر للإنقاذ ..
كانت قد قررت أليدا بتصنيف الأشياء الموجودة في غرفة استقبال الطابق الأرضي .. سارت في طريق مختصر
عبر قاعة الرقص الكبرى ودخلتها للمرة الأولى منذ ليلة الحفلة .. كانت الثريات الكريستالية تلمع
تحت أشعة الشمس .. لكن بالنسبة لأليدا كانت تنظر إلى قاعة الرقص وبداخلها
إحساس حزين .. ربما لونت تجربتها التعيسة هنا مشاعرها نحو هذا المكان إلى الأبد ..
توقفت أليدا وسط باحة الرقص , محاولة استعادة الإحساس بالخفة والرشاقة اللتين أحست
بهما وهي ترقص .. مكان الفرقة الموسيقية كان فارغاً والبيانو اللماع مقفل , ولا أنغام موسيقية ناعمة ..
حاولت أن ترقص بضع خطوات منفردة , لكن مزاجها المتقلب لم يسعفها .
لا .. من المستحيل استعادة سحر تلك الأمسية .. سارت نحو الباب بكسل , ثم انحنت تلتقط
شيئاً وقع دون اكتراث وراء الطاولة .
كان مروحة صغيرة من قشر اللؤلؤ المصنع , قلبتها أليدا بحذر بين يديها .. معجبة بالتصميم
الرقيق لكل ضلع منها ..
واضح أن سيدة أضاعت هذا الشيء الثمين الجميل , وأقفلت المروحة مقررة أن تضعها في مكان
أمين , فلا شك أن من أضاعه سيعود لتفتيش عنها .
ارتفعت معنويات أليدا قليلاً حين دخلت غرفة الاستقبال الرئيسية .. كانت إحدى
اجمل الغرف في اقصر ..
أسرعت إلى النوافذ المقوسة المرتفعة , تفتح مصارعيها الخشبية لتدخل أشعة الشمس ..ثم وقفت
لحظات تنظر إلى السقف المذهب يشع نوراً فوقها .
ثم بدأت بتعداد محتويات الخزائن الإسبانية الضخمة المصنوعة من خشب الجوز القائم المحفور,
والمصقولة بحرقة وبراعة حرفيي العصور القديمة , كانت هذه الخزائن تحتوي على مجموعة
من الساعات المرصعة بالمجوهرات .. لم تدرك أن وقت الغداء قد حل
إلا بعد أن نظرت إلى ساعتها بعد وقت طويل .
كانت مارغريت تضع اللمسات الأخيرة على طبق من سندويتشات الدجاج , حين وصلت أليدا المطبخ
وقالت معتذرة لها :
_آسفة .. لقد تاخرت قليلاً اليوم في إعداد الطعام بسبب انشغالي بتنظيف القاعة بعد
حفلة الرقص الأخيرة .
قالت أليدا :
_أخشى أن يكون الزمن غافلني أنا أيضاَ .. هل تناولت غداءك ؟
فأنا لا أحب أن أكل وحدي مرة اخرى .


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 24-03-11, 02:05 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



انضمت إليها مارغريت على الطاولة المطبخ الصغيرة , واخذت أليدا تقضم السندويتش ببطء
وهي تفكر ,لا تكاد تصغي لهذر مارغريت المرح .. لكن اهتمامها ثار حين بدأت مارغريت الكلام عن مايس :
_كان عليّ ان أسرع في تحضير غداء كالب اليوم .. فقد تلقى مخابرة تدعوه لاصطحاب
السيد مايس من المطار .. بالطبع لم تكن نتوقع عودته بهذه السرعة وقد بدا غاضب , لإضافة إلى ..
قاطعتها أليدا :
_غاضب ؟ هل أخبركم عن السبب ؟
_كنت أستمع من جهاز آخر, وسمعته يقول إن رحلة آسبن لم تنجح .. وأن السيد سايلور
رفض مقابلته , والسيد مايس ليس معتاداً على أن يرفض له طلب ,, لذا عاد أدراجه مباشرة إلى المنزل .. وقد
أسرع كالب لاصطحابه , رافضاً تناول الغداء لولا إصراري على ذلك ,فهو يعلم جيداً ان السيد مايس يكون
صعب المزاج إن بقى في الطائرة دون نوم.
سألت أليدا :
_وهل مايس هنا الآن ؟
_ليس بعد .
استوعبت أليدا هذه المعلومات الجديدة وهي تنهي طعامها .. ثم قالت وهي تدفع كرسيها إلى الوراء :
_سأكون في غرفة استقبال الطابق الأرضي .
كانت واثقة ان مايس سيأتي باحثاً عنها حين يصل .. وحضرت نفسها لتقول له أن لاشي
يمكن أن يحدث بينهما .
عادت أليدا إلى مجموعة الساعات .. لكن بعد ان دونت ساعة في اللائحة مرتين وعلى سطرين مختلفين
رمت لوحة الكتابة من يدها ساخطة .. إنها بحاجة إلى الخروج ولو لقليل من الوقت
إلى الخارج المنزل .. سرعان ما فكرت بملعب التنس .. بإمكانها الخروج إلى هناك لتكيل الضربات إلى الكرة
علها تخرج شيئاً من القلق المسيطر عليها .
قبل أن تتمكن من وضع لوحة الكتابة والقلم بعيداً , قاطع حبل أفكارها رنين جرس الهاتف .. فردت عليه فوراً
قال صوت ذكري آمر :
_هل لي أن أكلم السيد راولي ؟
منتديات ليلاس

_أنا آسفة.. لكن السيد مايس ليس موجوداً.
قال الصوت بنفاد صبر :
_لا .. لا.. أريد التحدث إلى السيد بندكت راولي .. المتكلم جورج سايلور .
استفاقت أليدا :
_السيد سايلور .. بن هو الآخر ليس موجوداً الآن .. لقد سافر باكراً هذا الصباح .
سأل سايلور بلهفة :
_وهل سافر إلى "تالاهاسي"
_أجل
_عظيم .. هذا ما كنت أريد معرفة .
واضح أن المكالمة لها علاقة بزانادو .. لكن لا فكرة لديها عما يقصده جورج سايلور بكلامه .
بعد أن أقفلت السماعة .. أحست بريق أمل . إذا كان بن سينجح في لقاء جورج سايلور , فلربما هناك
فرصة لإنقاذ زانادو .. ثم إن غياب بن هذا الصباح يدل على انه كسب لنفسه موقعاً..
أخذت مضرب التنس من الزاوية التي وضعته فبها وخرجت إلى حديقة المنحوتات .. كانت
السباحة مغرية , لكن أليد استمرت تسير بتصميم نحو الملعب ,, إنها بحاجة لأن تسمع صدى الكرة
بتردد:تراك! تراك! وأن تحس بالاستغراق الكامل لكل عضلة من جسدها المتوتر لي تسديد الضربات القوية.
دفعت باب الملعب تفتحه , ثم فتحت باب الكوخ الأدوات .. كانت الرفوف فيه مليئة بالمضارب وعليه الكرات
وبالقرب من سلم المراقبة شبكة تنس , أخذت علبة كرات تنس جديدة , وعادت إلى الملعب .
أحست بالانتعاش لوجدوها خارج المنزل .. شمس بعد الطهر كانت تدفئ بشرتها
والهواء الناعم يبعث بشعرها .. بدأت تضرب الكرة نحو الجدار , ثم تلتقطها في ردة سريعة لتعيدها
مرة أخرى ..توقفت لتلتقط أنفاسها الحارة , فإذا بها تشاهد مايس ستند إلى البوابة
المنخفضة .. وابتسامة ودية على وجهه :
_مرحبا أليدا .
غمرتها مشاعر مختلطة وهي واقفة أماه زجها لوجه , بإضافة إلى أنه يبدو وسيماً جداً ..
كان واثقاً جداُ من نفسه وسعيدا ً لرؤيتها .وأحست في تلك اللحظات بعقدة ذنب تجاهه .. فبعد مساعدته إياها
ولطافته في معاملتها , لا تستطيع الترحيب به من كل قلبها .. فبالنسبة إليها لا يزال ظل آخر لقاء
يقف عائقاً بينهما .
راقبته يفتح مزلاج البوابة , ويتقدم نحوها بخطوات واثقة ويقول :
_التنس لعبة ثنائية لا متعة فيها إذا لعبها شخص منفرداً ,ما رأيك لو لعبنا دورة ؟
انتابها شعور بالسرور المؤقت كونها لن تتحدث معه أثناء اللعب .. أخذت موقعها إلى جانب الشبكة في
مواجهة مايس .
رمت الكرة في الهواء وأرسلتها .
لعب مايس التنس بعدوانية .. كما يفعل كل شيء , وحاولت أليدا أن تتفوق عليه ببراعة ,فراحت تضرب
الكرة إلى زاوية ملعبه أكثر من مرة .. لكن مايس كان دائما ً حاضر , ينتظر الكرة ويرسلها إليها دونما تعب
من فوق الشبكة . حين بدأ التعب يدرك أليدا , كان مايس لا يزال نشيطاً منتظراً ليهزمها .. وأخيراً
فاز عليها ولكن البريق في عينيه الرماديتين يشعر بانتصاره ..ولم يكن هناك شك أنه يحب الانتصار .
رأت أليدا كالب يقلم شجيرة شائكة عن بعد قبل أن تغوص في مقعد تحت أقرب مظلة..
وشاهدها كالب تنظر نحوه فرفع يده محيياً ..فردت عليه بمثل تحيته.


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 24-03-11, 02:06 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



استدارت إلى مايس لتجد علامات الإرهاق بادية في محياه لقضائه ليلة بدون نوم
على متن الطائرة , تبعها لعبة تنس أنهكت قواه , وبدت تحت عينيه خطوط لم تلحظها
أليدا من قبل , قالت له :
_ كانت لعبة جميلة , انت لاعب تنس ممتاز .
_و انت كذلك .. لقد نافستني كثيراً .
تنفست بعمق :
_ هل لديك بضع دقائق ؟ هناك موضوع نتلكم به .
تفرس فيها للحظات .. ثم جلس قربها :
_عن أي موضوع تتكلمين ؟
_عما قلته لي في حديقة المنحوتات .. أنا .. أنا اعتقد أن من الأفضل ان تبقى علاقتنا محصورة في العمل .
كتمت أنفاسها لترى ردة فعله.. نظر إليها مشدود الشفتين ثم قال ببرود :
_أوه.. وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟
_فقط أنني .. أنا ..
لكنها لم تستطيع أن تكمل .
سأل بحدو :
_وهل لهذا علاقة ببن؟
_نحن صديقان .. لكن ..
_صديقان ؟ إلى أي مدى أليدا ؟إلى مدى يكفي لأن تبقى حتى ساعة متأخرة من ليل أمس
في كابينة ؟ إلى مدى يكفي لأن تنامي اول ليلة لك في زانادو هناك ؟
شحب وجهها
_ما الفارق بالنسبة لك ؟ وكيف عرفت أين كنت ليلة أمس ؟ من كان يراقبني ؟
تذكرت عناقهما على الشاطئ في وضح النهار , وتعليقهما بأن العالم كله ينظر إليهما .. فهل
كان هناك احد يراقبهما ؟ ولماذا ؟
قال بابتسامة باردة :
_يجب أن تحذري ممن يعانقك على الشاطئ أليدا .
لم يزعجها أن مايس عرف بأمرها مع بن , فهو في النهاية سيعرف على أي حال .. لكن
منتديات ليلاس

فكرة وجود أحد يتجسس عليهما ويبلغه , أثارت سخطها تماماً .. ودفعها غضبها إلى الابتعاد مسرعة.
صاح آمر : انتظري !
وجرى خلفها , مع أنها كانت تركض بسرعة , إلا أنه أدركها قرب جدار التدريب وامسكها بقسوة.
كان وجهه شاحباً وكأن لا حياة فبه , قال : أليدا ..
كان في صوته رنة يأس .. وعيناه كأنهما شظيتنا قاسيتان ..لكنها رأت في أعماقهما الجحيم
المثلج .. حدقت إليه وقلبها يخفق عانقها بيدين قويتين قاسيتين .. تذكرت حرارة عناق بن .. لكن
حرارة عناق مايس كانت بالنسبة لها باردة كالكريستال , جامدة كالصخر ..
ولأنها لم تعد تطيق لمسته , التوت بين ذراعية وصاحت تكاد تبكي :
_دعني وشأني مايس !
شد على كتفيها مجدداً وجعلها تصيح ألماً ,نظرت حولها تستنجد بكالب , ولكنها لم تجد
له أثر .. إنها الآن وحدها مع مايس راولي , ولا احد يساعدها .
هزها بعنف :
_أليدا .. حباً بالله ! أنا لا أريد أذيتك ! أريدك ان تحبيني !
استجمعت كل قوتها , وانتزعت نفسها من قبضته .. عندها أردك كم أفزعها ,
فاستدار عنها يحاول السيطرة على نفسه ..
حين رأت نظرة الهزيمة على وجهه , تختلف تماماً عن تلك النظرة الواثقة المغرورة التي
يعرفها العالم كله عن مايس راولي , أحست بالشفقة عليه .. لاشك أنه تلقى أكثر
من ضربة قاتلة لغروره , حين رفض جورج سايلور رؤيته في آسبن بالأمس .. لقد أصابه
هذا بجرح اخترق كيانه .. ولم يعد يخفيها .. ليس وهو يبدو كما هو الآن .
قالت بلطف :
_مايس , لا تستطيع إجبار أحد أن يحبك .. وتعرف هذا وضعت أصابعها على ذراعه.. لكنها
أحست فجأة بتعب شديد إنها مرهقة إلى درجة أنها لا تستطيع الكلام مع أحد ,
ومستنزفة عاطفياً .. كان التعب يتغلغل في أوصالها حتى أصابعها وأطراف قدميها .. انحت
ببطء تلتقط مضربها , حين استقامت رأت مايس ينظر إليها .. بدا متلف الأعصاب ..
وبالرغم مما حدث تواً رق قلبها له .
فال برنة اكتئاب حزينة :
_سامحيني .. لقد تسببت فعلاَ بكارثة .. جئت إلى هنا لشيء واحد أطلبه منك .. أما الآن..
هز كتفيه , وكانت حركة تكاد تكون مسرحية وكأنه يمثل .
انتظرت أليدا بدافع الشفقة والأدب .. وثم سألت :
_ما لأمر الذي جئت تطلبه ؟
إنها لا تريد أكثر من إنهاء هذا المشهد .. هذه المرة لا تريد أن يبقى الأمر معلقاً ,لا أسباب
تجعلها تكلمه مرة أخرى .. أردات أن ينتهي أمرها مع مايس راولي , وإلى الأبد .
لكن .. حين تلكم ظنت للحظة جنون غريبة أنها لم تسمعه
جيداً .
قال بصوت وقور :
_جئت أطلب منك .. الزواج بي .


انتهى الجزء


* * *

 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
قديم 28-03-11, 12:43 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165763
المشاركات: 113
الجنس أنثى
معدل التقييم: I just عضو له عدد لاباس به من النقاطI just عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 105

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I just غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : I just المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8_ اللعب مع الموت .





حدقت أليدا غير مصدقة .. وتعاظم الأزيز المنخفض في أذنيها ليصبح هديراً ..
صفقت راحة يدها على الجدار الساخن لتدعم نفسها .. لم تكن تتوقع ما سمعت من مايس ..
في أكثر أحلامها جنوناً لم تكن تتوقع متحضرة لمثل هذا الطلب .
قالت مكافحة لتبقي صوتها ثابتاً :
_لا أصدق أنك تعني هذا .. لا يمكن أن تكون راغباً في الزواج بي .
بدأ اللون الرمادي في وجهه يتبدل إلى الأسمر الطبيعي .. وقال :
_ولكنني أعني ما أقول حقاً.
بدأت ترى مايس القديم يبرز مجدداً وهو يحس بنفسه يعود إلى السيطرة على الموقف .. مايس الهادئ
الحازم , المتكبر , عاد ليمسك زمام الأمور ثانية .
سألها :
_ماذا يجب أن أفعل لأقنعك ؟ هل يجب أن أكون متودداً قديم الطراز وأركع على ركبتي أمامك ؟
هل يجعلك هذا تصدقين أنني جاد في طلبي ؟
هزت أليدا رأسها مستنكرة .. وحاولت ان تبعد يديها عن يديه لكنه امسكها بسرعة ..لم تصدق هذا التغير المفاجئ
في مزاجه ..ليس بعدما بدر منه منذ قليل .. وكيف يمكنها أن تثق برجل يستطيع
تغير تعابير وجهه وطريقة تصرفه من الانهيار إلى الإرهاب خلال بضع دقائق .. كيف يمكنه ان يعتقد
أنها ليست الطريقة التي حشرها فيها غضباً ليعانقها رغماً عن إرادتها ؟كيف أن يفسر التمرد بأنه اهتمام ؟
جالت بنظرها مرعوبة لترى ما إذا كان كالب قد عاد إلى عمله في تهذيب الشجيرات ..لكنها لم تلمح له أثراً..
منتديات ليلاس

كان في داخلها إحساس يقنعها بعدم صوابية البقاء بمفردها مع مايس في ملعب التنس
هو بالتأكيد لا يشكل خطراً داهماً عليها ,لكنها لا تستطيع أن تنسى بسهولة القساوة الفولاذية
في عينيه ولا البأس البارد لقبضته .
قالت وقد أشاحت بنظرها بعيداً عنه :
_أحتاج إلى الوقت للتفكير مايس .. لا أستطيع اتخاذ قرار الآن بشأن الزواج بك أو عدمه.
كانت خائفة أن تقول له إنها لن تتزوجه .. كانت خائفة من إثارة غضبة مجدداً.
وضع يداً ناعمة وباردة على شعرها , فارتجفت دون إرادة منها :
_أليدا .. أنا مندهش إذ ليس من عادتك تمثيل دور العابثة .
_ليس الأمر هكذا .. يجب أن أعود إلى المنزل .. مارغريت تنتظرني .
بسيطرة قوية على النفس سارت مرفوعة الرأس عبر المرجة الخضراء الواسعة نحو المنزل .. كانت
تعرف أن مايس يراقبها لكنها لم تستدر إلى الوراء .
في غرفتها , أرادت صنبور الماء في مغطس الحمام , وتركت المياه تجري بأقصى قوة لها
كانت تدرك انها لن تستطيع غسل آثار لقائها بمايس , لكن الاستحمام جعلها تشعر
انها أفضل حالاً .. لاشك أنها سترى مايس عما قريب , وأنه سيضغط ليحصل على ردها ..
وكانت مقتنعة بجدية عرضة للزواج .. لكنها لن تعطيه فرصة .
ارتدت تنوره حمراء وبلوزه زهرية بسيطة .. بينما كانت تفكر بتناول عشائها في غرفتها , تصاعد
قرع مستعجل على الباب .
كانت مارغريت :
_آنسه أليدا .. تعالي بسرعة !
حين فتحت الباب كانت مدبرة المنزل تقف في الخارج تفرك يديها :
_مارغريت ؟ ما الخطب ؟
_إنه كوكو .. لقد أفلت .. أرجوك أن تحضري لترى إذا كان بإمكانك المساعدة .
_كوكو ؟أتعنين قرد الأميرة ؟ ما الذي يفعله في زانادو ؟
ولحقت بمارغريت مسرعة على السلم .
_جاءت الأميرة تبحث عن مروحة أضاعتها في الحفلة الراقصة إنها غالية الثمن كما تقول ..
ورافقتها الآنسة تايثي .. ثم قفز كوكو .. ولم تستطيع أليدا فهم الكثير من شرح مارغريت المتلعثم , وسمعت
زعيق الأميرة .. كانت تصيح :
_كوكو ! يا طفلي الحبيب !
وفتحت أليدا باب قاعة الرقص الكبيرة لتستوعب المنظر كانت الأميرة , بشعرها المنفوش
ذي اللون البرتقالي تقفز صعوداً ونزولاً على أرض باحة الرقص المنزلقة .. فوقها كان كوكو , وضحكة
انتصار على وجهه ,يهذر ويتأرجح من ثريا إلى أخرى .. انكمشت أليدا فزعاً حين رأت قطع
الكريستال ذات الرؤوس الحادة تتأرجح وترن بجنون .
استدارت الأميرة إلى أليدا :


 
 

 

عرض البوم صور I just   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, على باب الدمع
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية