كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء التاسع و العشرون-الأخير
(أقفال و مفاتيحها!2!)
جود،،،
خرجت من الجامعة و أنا مدري بايش حاسة..وثيقتي في يدي..خلاص خلصت..خلصت يا ناس خلصت!!
قابلت كم بنت و كم أستاذة باركولي..انبسطت بصراحة بمباركتهم ليا على التخرج و الولادة..و رغم البسطة دي كنت خايفة..من الفضاوة..أنا ما أقدر أعيش بس على شغل البيت و حاجات أهل البيت..ما أقدر!!
علي وصل مع سعود و خديجة إلي كانت على كرسي الأطفال ورا..دخلت للسيارة و جلست بصمت فقال علي:ايش..مقبول؟!
التفت بغضب:اسم الله عليا..ممتاز عالي..بس مو مرتبة شرف!!
-و زعلانة عشان مرتبة الشرف؟!
-لأ..بس..مدري..قولي مبروك!!
-مبروك..بس هدّي..ليه معصبة؟!
انفجرت أبكي:ايش أسوي دحين بعد ما اتخرجت؟!، علي أنا ما أقدر أقعد في البيت كده..لازم أشتغل..ما أقدر..ما رح أتحمل..أنا ما أحب القعدة و الفضاوة ما أحب..
مادري ايش إلي هيجني..يمكن لإني طول الطريق للجامعة و أنا أفكر و حتى و أنا أستلم الوثيقة و أصورها و أختم نسخها قاعدة أفكر بأشياء مرعبة!!
علي عصب مني:أنا اتخرجت بجيد جداً خرجت من الجامعة أصرخ زي المجنون و إنتي تبكين..بدل ما تحمدين ربك إلي اتخرجتي بنسبة عالية مع إنه عندك ولد وكنتي حامل..استغفر الله على ذول الآوادم..
-مالي شغل..تشوفلي أي شغلة في أي مكان..أنا ما أتحمل..ما أتحمل..
-والله..و أنا أقول نروح ذحين نتغدى و نفرح بتخرجك..تجيني تبكي..مالت عليكي!!
مسحت دموعي:وين نتغدى؟!
-مافي..خلاص بطلت!!
رجعت أبكي:لااااااااااااا...
-خلاص خلاص أمزح..بنتغدى..
-فين؟!
-في بلدي..
-مابغا!!
ضحك:والله إنك غبية يا جود..قولي فين تبغي؟!
-لا تسبني..
-فين تبغي؟!
سعود:ماكدونالدز!!
قلت بطفش:مابغا..طفشتنا بماك إنتا..
علي:طب قولي ايش تبغي؟!
-أي شي ما أعرفو..وديني محل ما قد رحتو..
-بس مالي شغل لو ما عجبك..
-عادي.."التفت لورا"..سعود هات بوسة..أمك اتخرجت!!
-ايوة و قاعدة تصرخ فيا كمان!!
ابتسمت:هههه.معليه عندي حالة نفسية حبيبي..اتحملني!!
قرب مني سعود و باسني:مبروك..وريني وثيقة..
مديت الكيس إلي حطيت فيه أوراقي لو:بس انتبه لا تتناثر منك!!
************************************************** ********
جود،،،
كنت حاطة خديجة على فرشتها في الأرض، كانت صاحية و سعود قاعد عندها يلعب معاها..كان فيه فلم قديم لويني الدبدوب..أول فلم لو..و كنت قاعدة أحكي سعود عن حكايتو و كيف إنهم كانوا فاهمين إنو المدرسة مكان فيه وحوش و ظلام و استغليتها فرصة:و ترى على السنة الجاية..كده يسير في ألعابك..تخاف عليك عشان حتروح المدرسة!!
-من جد؟!
-ايوة..
-طيب ماما إنتي سرتي سنة أولى؟!
-أكيد!!
-ايش سويتي؟!
ضحكت:نمت..
-نمتي؟!
-ايوة..كنت سهرانة عارف مع مين؟!
-مين؟!
-مع عمو سعود و عمو أحمد..جا عمك أحمد عندنا و قعدوا يلعبوا معايا واحد طش و موية تلج و كلو..
قال بفخر:أنا بعدين ألعب مع خديجة و نكسر كل شي في البيت..
سويت نفسي مفجوعة:يا ساتر عالنية!!
ضحك قبل ما يسأل:طيب حروح المدرسة إلي جمب البيت؟!
-لا حبيبي..واحد صاحب بابا في الشغل قلو على مدرسة تانية حلوة و الأساتذة فيها طيبين و الأولاد مؤدبين..
-طيب..ماما مابغا أروح سنة أولى..بروح الجامعة زيك..
ضحكت:لسة قدامك 12 سنة قبل الجامعة..لا تستعجل..
-طيب الجامعة حلوة..
-و حتى المدرسة حلوة..تروح و تلاقي أصحاب قدك، تلعب معاهم و تتكلم..مرة حلو!!
-طيب..بس لمن أجي تقعدي في البيت..
-ليه ما تبغاني أشتغل؟!
-لأ..ولا أجي معاكي زي في الجامعة..
-استحليتها يعني..هااا؟!
ابتسم لي ابتسامة عريضة فضحكت و قمت أشوف الغدا...
************************************************** ********
جرة،،،
أمسك علي بآلة التصوير منادياً:"جود!"، فنظرت إليه متبسمة فقال:لأ..اوقفي..عشان لبسك يبان..
وقفت و ابتسمت و هي تتساءل عن سبب اهتمام علي المفاجئ بالتصوير!، التقط الصورة و هو يضحك:ذا الفستان ما كان ضيق عليكي!!
أشارت إلى سرير خديجة:بنتك ولا جسمي؟!
-بنتي!!
-و جسمي..
-حلو زي ما هوا..
-ايوة..خليك عاقل..
لبس شماغه و قال بينما كان يعدله:البخور فين؟!
نظرت جود إليه مستغربة..كان قد ارتدى ثوب العيد و شماغاً جديداً!..
قالت:ايش عندك إنتا اليوم..أوكي عزيمة و كبيرة بس مو لدي الدرجة!!
-أهل أبوية جايين..أمي تقول إننا ما نشوفهم كثير فلازم نكون بأحسن شكل!!
-هدا الكلام ليا أنا..هما أهلك..أنا إلي لازم أكون بأحسن شكل دايماً و كمان هادي أول طلة ليا بعد الولادة.."صرخت بحماس"..صح..صبغت شعري!!
-محد شافك صح؟!
-لأ بس قلتلهم..
-طب يلا عشان اتأخرنا..الأولاد جاهزين؟!
-ايوة خلاص من أول!!
وقفت و لبست عباءتها..حملت خديجة ثم خرجوا..
كان هذا يحصل بينما كان العم سعود جالساً على إحدى مقاعد الصالة في بيت أبو أحمد..دخلت والدته للمجلس الداخلي أما هو فطُلب منه أن ينتظر لتخرج صفاء كي يتمكن من الجلوس مع الجميع..لوهلة..شعر بالذنب لكنه _و على أية حال_ أخفض رأسه حالما سمع وقع أقدامٍ قوية..مر السواد مسرعاً و صعد للأعلى..وقف متوجهاً للمجلس:السلام عليكم..
ردوا عليه السلام..سلم على رأس عمه و عمته ثم اتجه لأحلام..قبل خدها و هو يسألها عن حالها ثم جلس إلى جوارها:طيب..جود متى رح تجي؟!
سأل و هو ينظر لعمته التي قالت:مادري..علي قال بيدق عليا لا وصلوا..
رن جوال أم أحمد فقالت:وصلوا..
أحلام:طب أطفي النور؟!
العم سعود:ليش؟!
-عشان..نفاجئ جود..
الجدة:يا الله سترك..بتفجعون بنتي؟!
أم أحمد:قومي طفي لا تفتنا صفاء و لو إني أشك إن جود رح تفهمها!!
وبالفعل كانوا قد وصلوا..قال علي:انزلوا!!
جود:ليه..فين رايح؟!
-بس بركن السيارة بعيد عشان سيايير أعمامي!!
-آه..
سعود:أنا بقعد مع بابا!!
نزلت حاملة خديجة و دخلت للمنزل..كان الباب مفتوحاً..
اتجهت لمجلس النساء الداخلي الواسع، فتحت بابه فلفحتها البرودة، وقعت عيناها على الإضاءة الصغيرة الموجودة في جهاز التكييف، قالت بلهجة الخائف المستعجب:بسم الله علينا!!
عادت للصالة و جلست فيها و هي تنظر حولها، أين أهل البيت؟!
رفعت رأسها عندما شعرت بدخول سعود و علي الذي صرخ:ايش تسوي هنا؟!
-مدري..وين أهلك..رحت مجلس الحريم،لقيت اللمبة مطفية..رجعت..مدري ايشبي خفت!!
اغتاظ منها:ليش ما تولعي النور؟!
سألت بانزعاج و زعل:ليش تصرخ عليا..ايش سويتلك أنا؟!
خرج العم سعود من جهة المجلس:جود حبيبي تعالي ولعي النور..
فزت:من فين طالع إنتا كمان؟!
قال و هو يحاول جاهداً ألا يضحك:جود روحي ولعي النور!!
قالت و هي على وشك البكاء:والله لو ما تقولولي ايش فيه..
أمسك العم سعود بيدها، أوقفها و هو يقول:الله الله على الصبغة و القصة..تعالي تعالي!!
دخل العم سعود للمجلس و هو لا يزال ممسكاً بيدها، أضاء المكان فرأتهم جميعاً و قد وقفوا ضاحكين..قد فهمت الآن!!
ضرب علي رأسها بخفة:إنتي وجه مفاجآت إنتي؟!
أبعدت يده و هي تشعر بالحرج و السعادة في نفس الوقت!!
عمها و عمتها، أحلام و لينة..جدتها أيضاً كانت هناك لكن بغطائها..ضحكت جود من غطاء جدتها، كانت قد اكتفت بلف جزءٍ من وشاحها على وجهها، كان وشاحها من ذاك القماش القديم الخفيف المخرم..سلمت عليهم واحداً واحداً و هي تشعر بالحياء لسبب..هي ذاتها..تجهله!!
أم أحمد:والله أنا قلت الحركات ذي مي لجود..بس البنات الله يهديهم!!
همس عمها أبو أحمد و هو ينحني لها للسلام:هذه أفكار صفاء..
حكت رأسها بحرج:لا بس خفت عشان اللمبة الحمرا إلي في المكيف كان شكلها يفجع مع الظلام!!
العم سعود:فاكرة لمن حسبناها عين جني؟!
قالت:يحقلنا عمو..كان في داك المكيف لمبتين..وحدة حمرا و وحدة خضرا!!
جلست و جلس إلى جوارها علي و سعود، قال عمها أبو أحمد:نعيماً..
ابتسمت:الله ينعم عليك!!
-لماذا؟!
-عشان..الله ينعم على الكل !!
-لم قصصتي شعرك و لم صبغتيه؟!
-ها؟؟!!
علي:هيا أجيبي الآن..
قالت ببساطة:علي طلبني..قال إنو يبغاني أغير شي فغيرت!!
علي:شوف الكذابة!!
العم سعود:طب حلو..
ابتسمت لعمها:عيونك الحلوة!!
أم أحمد:حلو..سيبيكي من علي و أبوه!!
أبو أحمد:أتريدينها أن تسيبني مني يا أم أحمد..أهكذا العشرة؟!
عمتي:ايوة هكذا!!
ضحكت جود:حلوة ايوة هكذا..
أشار العم سعود لجود بأن تذهب لجدتها فذهبت و جلست إلى جوارها، كان في حضنها كيس صغيرة، مدته الجدة لها و هي تقول:إن ما رضيلك علي بالشغل كلميني..عصاتي أشغلها..
ضحكت و هي تقبل رأسها:لا ما يحتاج أنا عندي عصاياتي الخاصة!!
علي:ارحميني يا أم عصي إنتي..
وقفت لينة بعد هذا و اتجهت لجود و مدت لها هدية:أنا غلفت الهدية..
ابتسمت جود بصدق و هي تحضنها:يا حياتي إنتي..شكراً..
العم سعود:أنا مع أمي..
أحلام:و أنا مع سعود!!
عمو:صح زوجتي معايا كمان!!
قالت جود باستلطاف عفوي:ويه..فديتو إلي عندو زوجة!!
قطب العم سعود حاجبيه و هو يبتسم ابتسامته الجانبية..ابتسمت جود:هيهي..معليه..
وقف سعود بعد ذلك و تقدم من أمه..احتنضنها بقوة:مبروك يا آنسة ماما..
-ههه..حبيبي..الله يبارك فيك..
قدم إليها هدية فقال علي:تعالي هنا..سلمتي عليهم كلهم إلا أنا!!
وقفت جود، ذهبت لعلي و قبلته على عجل و استحياء ثم عادت بسرعة لمكانها قرب جدتها..
علي:هيا..شردت!!
ضحك من كان هناك..تجاهلت جود نظرة علي لها و هي تتظاهر بأنها غير خجلة البتة!!
وقف العم سعود:طب أنا أروح دحين..
جود:ليه؟!
-عشان أحمد برة و أهلو بيدخلوا و بالداخل فيه شخص حاقد عليا فيستحسن أخرج..
عمي:اقعد يا رجال..قاعدة مع أحمد..ما عليها خلاف!!
ابتسم عمو:لا عشان أحمد كمان..
أحلام:سعود..أوصلك للباب؟!
ابتسم العم سعود بحلاوة:تعالي..
خرج الاثنان من الغرفة فقال علي بنعومة:سعود..أوصلك للباب؟!، ياااااي..
تنهدت جود براحة واضحة فقال علي:نفسك حبيبتي..لا يخلص..
جود:ياخي خليني..
علي:ما شفت وحدة تنبسط بزوجة أبوها زيك..
تبسمت جود:شكراً لإنك قلت أبوها..و بدل ما تتريق قول ما شاء الله..
قالت الجدة بضيق:ما يبغى يذكر الله على ولدي..
علي:ايوة طبعاً ما بذكر الله..ناسية ايش سوى فيني أيام الملكة..ولا خلينا من إلي سواه..إنتي يا جود ايش سويتي..والله أغلس عليهم..أنا ما عشت أيام الخطوبة و الملكة هما كمان ما يعيشوها..
أم أحمد بغضب:علي..قول كلام طيب..بدل ما تدعي لأختك تتكلم عنها كأنها عدوتك ما تبغالها الفرحة..
قال سعود و هو يهز رأسه:بابا ولد مو كويس..
نظر علي لابنه:نعم؟؟؟!!
ابتعد سعود عن أبيه ثم قال:أمزح..حروح أنادي صفاء..
و خرج سعود من المجلس، توقف عند الباب الفاصل بين المجالس و باقي البيت..كان هذا الباب قريباً من الباب المؤدي لفناء المنزل..قريباً من الباب الذي توقف عنده العم سعود و أحلام التي قالت و هي تتكتف:ما جيت عشان كذة أنا..
ابتسم العم سعود و رفع إحدى حاجبيه:أجل ليش جيتي؟!
-جيت عشان أوصلك للباب..عشان عيب تمشي لبرة لحالك..
أشار بسبابة يسراه على خده الأيسر و قال بجدية:لو سمحتي..دحين بسرعة..
تحمحم سعود محاولاً مجاراة والده عندما مشى عبر الباب الفاصل وتابع طريقه للأعلى دون أن ينظر إليهما..ضحك العم سعود:شوف الولد..
أخفت ابتسامتها و كادت أن تنطق إلا أنه أمسك بذقنها، قبل خدها الأيمن فالأيسر، ابتعد للخلف قليلاً ثم قال بابتسامة و هو يشير بيده:ادخلي و قفلي الباب..
ثم ذهب لحيثما مجالس الرجال كانت..لم فجأة يشعر بأن صدره أوسع و أكبر؟!، تساءل لكن أحمد الذي وقف مرحباً منعه حتى..من التفكير في إجابة..
دخلت صفاء هائجة:أوكي..الله يسعدها و الحمدلله سارت أختي متزوجة بس إني أتحبس في بيتنا..هذا شي أنا ما أرضاه..
و لم تنتظر رداً بل نظرت لعلي:عليوووووه اطلع برة..مرة أحمد بتدخل..
وقف متململاً:أففففف..
قفزت صفاء بحماسة لجود:هييييييييييي..صبغتي.."شدت صفاء ما كان على كتف جود من الشعر"..مررررة حلو..ما شاء الله يجنن..
-آآي..طيب حلو..لا تشديه..
تركت صفاء شعر جود ثم قالت و هي تتنهد بصدق:مدري..بس أحس لمن أشوف شي و يعجبني أسير أبغى أقطعه..
قالت جود و هي تجلس _فقد وقفت لتسلم على صفاء_:أخت علي..
جلست صفاء و قالت بفخر:شوفي..ترى الفكرة فكرتي و التجهيزات كلها أنا سويتها بس ماما قعدت تقول:أكيد تبغى عمها معاها في لحظة زي ذي..طبعاً أنا قلت خليه يجي عادي بس أفكاري ما تتنفذ إلا بوجودي لكنهم ضربوا بكلامي عرض الحايط و سووا إلي في راسهم و نفذوا أفكاري في عدم تواجدي!!
الجدة و هي تنظر بدونية لصفاء:لا إله إلا الله..العقل زينة!!
صفاء:أنا ما حرد!!
جود:لا يا شيخة!!
دخلت زوجة أحمد و ابنتها رؤى..باركتا لجود ثم جلستا في الوقت الذي قالت فيه الجدة لأبي أحمد:هيا يا ولدي قم اخرج..تعبت من الغطا..كتمني!!
بدت الصدمة واضحة على وجه أبي أحمد و هو يقف بكبرياء قائلاً:إن شاء الله..آسفين..تعبناك!!
وخرج، فقالت زوجته:هيا يالله..الناس بيجوا..
جود:عمات علي؟!
ابتسمت:و أهلك كمان؟!
جود باستنكار:ايش؟!
أحلام:علي اقترح الحفلة فقال بابا ليش ما نناديهم؟!
تبسمت جود بسعادة:من جد علي؟!
أم أحمد:قال إنك كنتي مكتئبة و طفشانة فطلب إنا نسويلك شي!!
شعرت جودبالامتنان الشديد لزوجها، لقد كانت _بالفعل_ في حاجة لجوٍ جميل كهذا..
قالت جود:صح أنا سويت مناحة..مرة خفت و حسيت بالفضاوة!!
أحلام:الحمدلله..أحد حيحس بإحساسي!!
أم رؤى:أنا كنت على وشك أكتئب بس أمي الله يسعدها اشتغلتني دورات..من وحدة للثانية!!
أحلام:بابا ما يقتنع بالدورات..يقول يمديكم تتعلموا أي شي من النت!!
-لا أمي كانت تبغاني أخرج و أبوية ما عنده فكرة الشغل فما كنت حنبسط لو اتعلمت في البيت!!
جود:أكره الدورات!!
أم رؤى:بالعكس..تبان نتيجتها بعدين..عارفة مرة أخذت دورة علمونا فيها مهارات كتابة تقارير العمل..طبعاً شي أنا مالي فيه..متى نفذت إلي أخذتو؟!، مرة مرض أحمد و كانوا طالبين منو تقارير..أعطاني معلومات و أعطاني واحد مسويه من أول و قال:يلا..سوي زي هذا..بكرة أصحى الصباح ألاقيه جاهز!!
صفاء:أخواني مفترين على فكرة..و زوجاتهم ساكتين لهم!!
الجدة:داموا راضيين..وش دخلك؟!
صفاء:جدة إنتي ايش فيكي عليا اليوم؟!
-صجيتيني..صراخ من يوم ما شفتك..حتى سلام ما سلمتي!!
-إلا سلمت أول..
أم أحمد:قومي طب سلمي ذحين..
وقفت صفاء، ثم قبلت رأس الجدة، عادت لمكانها و هي تقول لجود:والله لأطلع حرتي في أولادك!!
-جربي و شوفي..!!
رن الجرس معلناً وصول أهل أبي أحمد و بعدهم أهل أمه، تم استقبالهم و قُدم لهم ما لزم تقديمه، و بعد حوالي الربع ساعة رن الجرس ليعلن وصول عائلة جود..الأمر الذي أوقفها بحماسة لتذهب لاستقبالهم، لا تدري لم ينشرح صدرها كل ما تواجدوا معها في نفس المكان أمام أسرة علي؛ و كأنما ذاك الجزء الذي نقص أمامهم في يومٍ من الأيام عاد للامتلاء، لكنها _و رغم ذلك_ لا تظهر هذه المشاعر؛ تخاف أن ينفروا من قبولها و نسيانها السريع لكل ما مضى!!
صافحت سارة جود ثم احتضنتها:مبرووووك..هادي مني و من أخواتي..
أخذت جود الكيس الكبير الحجم من سارة التي مدته لها بابتسامة واسعة:أوه.ثانك يو..هادي ليا؟!
دقتني صفاء:يا هبلة..إنتي خريجة فرنسي..قولي ميغسي جداً..
ضحكت جود:ميغسي جداً..
ابتسمت سارة:عفواً..
قالت جود و هي تنظر لداخل الكيس:ينفع أفتحها دحين؟!
صفاء:لأ يا جود..اثقلي..خلاص هاتيها أطلعها غرفتي..
نظرت جود لصفاء:ههه..دا بعدك..والله ما تطلعيها غرفتك..برسل سعود يحطها في السيارة!!
صفاء:حرام عليكي يا جود..بس هدية وحدة أعطيني!!
-مافي..هادايايا..
-لسوف أنتقمن منك..
-انتقمني زي ما تبغي..امشي نقعد..واقفين زي الهبل!!
و ذهبن جود و صفاء و سارة مع من كن معهن و جلسن عند إحدى الزوايا بما أن المجلس كان ممتلأً بالنساء!!
كانت سارة تتحدث مع صفاء عن أمرٍ ما بينما كانت جود تنظر إليها بابتسامة شجنة..ليتها فقط تستطيع التدخل في ذاك الأمر الذي تحدثت فيه مع علي..
حسنٌ..لا بأس..ستفعل ما بوسعها..ستدعو..ستدعو لها بكل خير..ثم..ثم سيكون أمراً رائعاً إذا ما تزوجت سارة؛ ستنفصل و تستقر و تتمكن من التواصل معها بالزيارات و المقابلات..و يا لسعادتك يا جود إذا ما تحقق ذلك..
سألت العمة صفية:ها يا جود..ايش ناوية تسوي بعد التخرج..بتقعدي في البيت؟!
جود و هي تنظر إلى عمتها:مادري والله..بس نفسي أقعد مع خديجة لين تكبر شوية..
-ليش ما في بالك الشغل؟!
-والله لو لقيت شي يناسب الوقت و الظروف ليه لأ؟!
خلود:أتوقع تلاقي شغل في السفارة السعودية الفرنسية..ذحين سايرين يوظفوا السعوديات بسرعة..
هزت جود رأسها:حلو الإنسان يتكلم مع أهل اللغة إلي اتعلمها..
منى:هاجري فرنسا..سيري سفيرة هناك..
همست صفاء:ذحين علي يطلع من تحت الأرض يفقعها و ينزل..خخخخخ..
ابتسمت لمنى:تجي معايا؟!، ما عندي واحد من محارمي حيرضى يسيب شغلو و يسافر معايا..
مها:إلا..زوج صحبتي ترك شغلو هنا و راح معاها برة..هيا تدرس و هوا يتمشى..
قالت زوجة أبي جود:ليه؟!، هيا تروح و ما عندها شي طيب..بتنشغل بالبيت..بالأسواق..بس رجال يروح و ما عندُه شي..صعبة!!
و بهذا بدأت المتواجدات بالنقاش..الأمر الذي سمح لجود بالتسلل للخارج لتطمأن على خديجة النائمة التي وكلت منورة بالبقاء عندها في غرفة صفاء..دخلت للغرفة بهدوء فوجدت منورة حاملة خديجة الباكية تحاول تهدئتها، قالت و هي تجلس على السرير و تأخذ ابنتها من منورة:صحيت من أول؟!
-قبل شوية..
نظرت جود لخديجة التي توقفت عن البكاء و هي تشهق شهقات صغيرة متقطعة:شكلها جيعانة.."نظرت لمنورة و ابتسمت"..خلاص منورة حبيبتي أنا بقعد عندها..انزلي تحت لو تبغي..
-جود..أنا ما قلتيلك..زوجة أخوية فيه بيبي بنت..
قالت جود بسعادة:بالله؟!، أية إلي اتزوج قبل سنتين؟!
-ايوة..
-مو قلتي إنو زوجتو ما تخلف؟!
-هيا مسكينة أول كل ما يجي بيبي يروح، سبعة شهور..في بيبي خمسة شهور..زي كده..بعدين أمي سوت لها علاج من غير ما يعرف أخوية، هوا يقول علاج عند دكتور مافي شيخ و لا حريم..
-آآه يعني زي الطب الشعبي؟!
-ايوة..أنا قلتي لها..سمي خديجة عشان زي بنتك..
ضحكت جود:طيب رضيت؟!
-ايوة..عشان زوجة الرسول..
ابتسمت:ما شاء الله عليها..بس لازم أشوفها خديجة..ما دام اسمها زي بنتي لازم أعرفها..
-ليش ما تروحي اندونيسا..دحين إجازة..والله تجي عندنا في البيت..عادي مو لازم فندق..
ابتسمت:إنتي قلتي بتروحي إجازة صح؟!
-إن شاء الله..بس أمي ما يبغى..زعلانة..
-ما عليكي..جدة أنا حفهمها..إنتي خلاص تبغي تروحي عشان أهلك و زوجك و أولادك..روحي الله معاكي..
-بس إجازة..كم شهر..أول أنا أروح ما تقول شي..
-هيا تحبك..حتى يمكن أكتر مننا..بس خلاص وعد..أنا رح أكلمها لكي..
-شكراااا..
ابتسمت:عفواً..
و خرجت منورة من الغرفة..فبدأت جود بإرضاع ابنتها، نظرت إليها، كانت خديجة تتنفس بسرعة و ترضع بنهم، قالت بعطف:حياتي أنا..آسفة انشغلت عنك اليوم..
طُرق الباب..كانت أحلام، تراجعت:أوه سوري..
ابتسمت:ههه..عادي حبيبي تعالي بس جيبيلي شرشف من الصندوق..
أغلقت أحلام الباب حالما دخلت، فتحت صندوق شراشف الصلاة و أخرجت واحداً، غطت جود به نفسها فجلست أحلام إلى جوارها:حبيبتي..شكلها حيعانة..
-يا الله..مرة انشغلت اليوم..لو مو سعود يحب يرضعها و يستأذن كل ما جا يرضعها كان من جد ما أكلت..
-سويلك جدول و لا حطي منبه..عارفة أمي أول ما ولدت لينا كانت تنسى لإنو مرت فترة قبل آخر بيبي فسارت مسوية جدول و تحط صحات عليه..
-أمك و تنسى عشان مرت فترة..أنا أنسى ليه؟!
-ترى تعتبري اتأخرتي في ثاني بيبي..
-خمسة سنين..يقدروا يتلاحقوا..
-ممم..ايوة صح..آآآه أقولك جود..
-نعم..
-أبغى..أبغى أطلب منك خدمة..
-خدمة؟!، خير..ايش فيه؟!
-أبغى أشوف تقسيمة البيت بالتفصيل..سعود وصفلي إياه بس ما كان وصفه واضح..و أنا كلها كم مرة إلي جيتها..أبغى أشوفه من جوة..و عندنا عيب لو رحت بيت خطيبي فترة الملكة..
-كلنا عندنا دا عيب..بس إنتي سُكيتي تعالي..ترى المستأجر إلي قدامنا أقل من شهر و يخرج..خلي عمو أحمد يحدد موعد مع عمو سعود و روحي شوفيه عشان تحددي كل غرفة في ايش حتستخدميها..بعدين لازم تكوني صورة..غصباً عنكم حتجددوا بويات و أرضيات..الرجال إلي ساكن فيها أولادوا لا حول و لا قوة إلا بالله يخربوا كل شي..
-يعني مرة وصخة؟!
-لا..ما حتكون بداك السوء..لإنو عمو يشترط على كل مستأجر إنو يسوي تنظيف و يتكفل بكل خراب قبل ما يخرج أو يدفع..و مكتوب دا الشرط في العقد..
-و يلتزموا؟!
-بعضهم و بعضهم لأ..بس الرجال دا طيب فأتوقع يلتزم..
-إن شاء الله..
تبسمت جود:بس كده؟!
-ايوة..
قطبت جود حاجبيها بابتسامة:ليش أحس فيه شي تاني؟!
تنهدت أحلام:بصراحة طفشت..
-من ايه؟!
-نعسانة بس ماما حتوريني شغلي لو نمت فقلتلها إني بطلع أناديكي..
-آآآه..اتعشي و نامي..
-و متى حينحط العشا؟!
مددت أحلام ظهرها على السرير و هي تتابع:حرااااام..صاحية من ثمانية الصبح..
-و ايش إلي مصحيكي تمنية؟!، هدا صيف يا أمي..
-ما أحب أسهر..
قالت جود و هي تبعد خديجة عن ثديها:أحلام خدي خديجة شوية..
عادت أحلام للجلوس و تناولت خديجة من جود التي وقفت متجهة للتسريحة لتهندم شكلها..التفت لأحلام بعدما انتهت:يلا..
وقفت أحلام:يلا
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بعد العشاء و بعد ذهاب أغلب من تواجد اتصل العم سعود على جود، أجابت:أهلاً..
-وسهلاً..كيفَ حالكِ؟!
-الحمدلله بخير..ماذا عن حالك؟!
-طيبة و الحمدلله..يقولك يا ستي أبوكي و أخوانك يبغوا يسلموا عليكي..
-طيييب..كيف أجيلكم؟!
-اطلعي للصالة تلاقيني و تلاقي محارمك..ما شاء الله ترانا كثيرين..
-ما شاء الله لا تحسدكم..بس فعلاً أنا دايماً أقول إنو عندي مجموعة محارم متكاملة و من بعد رامي إلي طلعلي فجأة كملت..
-ههه..موجود تراه.."أخفض صوته"..و زعلان منك..
-ليييه؟!
-تعالي و اسألي بنفسك..باي.
و انتهت المكالمة، وقفت جود، كانت خديجة تنتقل من يد لأخرى بين الجميع..كانت جود تشعر بالسعادة كلما سمعت إحداهن تمتدحها، كانت مع جدتها الآن، اتجهت جود إليها:هاتيها جدة عنك..بابا و أخواني في الصالة بروح أسلم عليهم و آخدها معايا..
همست الجدة لجود و هي تأخذ خديجة منها:لا سلمتي على أبوك حطيها في حثلو..سامعة؟!
هزت جود رأسها:إن شاء الله..
خرجت من الغرفة و دخلت للصالة بابتسامة:السلام عليكم..
ردوا السلام عليها، اتجهت مباشرة لوالدها، انحنت له و هي تمسك بخديجة:كيفك بابا؟!
-الحمدلله بخير..
فعلت ما أمرته به جدتها و هي تقول بعفوية أتقنت افتعالها:بابا خليها معاك شوية..
سلمت على البقية و عندما وصلت لرامي الذي قال بضيق طفولي:ليش تقوليلي ما تبغي حفلة و تخلي أهل زوجك يسوولك؟!
جود بصدق:ما كنت أدري..
العم سعود:شفت..قلتلك؟!
تكتف:المفروض أهلك يسوولك حفلة مو أهل زوجك..
دخل أبو أحمد و علي الذي قال:سووا محد قلكم لأ..
العم سعود:أحمد راح؟!
أبو أحمد:نعم..
جلسا فجلست جود و هي تقول:والله ما كنت أدري..أصلاً انفجعت في البداية..
ضحك العم سعود و هو يقول لأخيه سعيد:هات هات خديجة..
شعرت جود بالاطمئنان..أنبت نفسها لشعورها هذا، فلم كانت خائفة على خديجة و هي في حضن جدها؟!، و لم هذا الشعور و العلاقات في تحسن..هي حتى لم تشعر بهذه المشاعر في أيام سعود!
أقد يكون لنظرات والدها الغاضبة؟!، ربما..أجابت نفسها ثم أكدت لذاتها:"إلا..قاعد يطالع فيا معصب"..لم تكن تتوهم فقد كان بالفعل ينظر بغضب و انزعاج إليها..لم..ما الأمر يا ترى؟!
"جود!!.."
انقطع حبل أفكارها و رفعت رأسها لأبيها:نعم!!
-ايش مسوية في شكلك إنتي؟!
كان يسألها بجدية أخافتها، قالت بتوتر:ايش..ايش سويت؟!
-ليه قاصة شعرك و صابغتُه..أذية بس؟!
جود بعدم فهم:هااااا..؟؟؟!!!
-تبغي تستفزيني يعني؟!
جود باستغراب:أستفزك..بشعري؟!.."سألت ببراءة و صدق"..ليش إنتا أصلاً ايش دخلك في شعري؟!
-نعم؟!
-قصدي..قصدي هوا ما يأثر عليك..يعني..يعني إنتا مو عاجبك دحين..أول أحلى؟!
قطب أبو عبدالرحمن حاجبيه، استهدى بربه، تنهد ثم قال:ايوة..الطويل عليكي أحلى..
جود:يعني مو حلو شكلي دحين؟!
-لأ..
كان والد جود قد فقد أي رغبة في الكلام..و إن كان قد بدأ بالميل إليها كابنة في الفترة الأخيرة فمظهرها الآن سيبعده كل البعد عنها، و يزيد الطين بلة اقتناعه بأنها غيرت من شكلها فقط لاستفزازه!
و ليته يسأل نفسه، كيف تدري أنها بهذا تستفزه ما دامت لم ترها قبلاً، كيف يتوقع هذا الرجل من جود بأن تعرف إن كانت بهذا اللون أو بهذه القصة أو بتلك النظرة تزيد من شبهها بأمها..و ما أدراها هي أنه بعد لم يتخلص من أمرِ الشبه المنطقي حصوله..ما أدراها؟!
علي:لا بالعكس..مرة يجنن..مرة حلو..جود مررررة شكلك حلو..مرة تجنني..
احمر وجه جود خجلاً و تحمحمت..قال العم سعود منهياً هذا الحوار:التغيير حلو..
عبدالإله:الصرعة مي حلوة..
نظرت جود لعبدالإله باستنكار:مني مصروعة..
-و أحد قالك إنك مصروعة؟!
-إنتا!
-لأ..أنا بس قلت إن الصرعة مو حلوة!
-طيب!!، قصدك عليا!!
-والله..إلي على راسو بطحة يحسس عليها!!
-ما على راسي بطحة!!
-مثل..مثل ما ينفهم بالمعنى الحرفي!!
-طيب حتى ردي..ما ينفهم بالمعنى الحرفي..
عبالرحمن بصدق:ايشبكم؟!،مرة سخيفين..يا الله!!
ضحكت جود، فقال عبدالإله:سبك..تضحكي ليه؟!
-ههه..طيب من جد..من جد والله مرة حوارنا سخيف!!
لم يجب عبدالإله حتى بنظرة، فهمس علي:حركات بنات!!
كتمت جود ضحكتها التي اختفت إذ رأت عبدالإله يحمل خديجة بتوتر شديد و هو يقول للعم سعود الذي أجبره على حملها:ما أقدر، حتطيح، مرة صغيرة!
علي:و حلوة!
نظرت جود لعلي بابتسامة ثم راقبت عبدالإله الذي غضب فجأة:فتحت عينها!
علي:شي طبيعي تفتح عينها، مهي إنسانة يعني؟!
جود:خلاص قامت!
علي:انفجعت مسكينة!!
العم سعود:علي..روقنا الله يخليك!!
جود:غنيلها عشان ترجع تنام!
عبدالإله و هو يمد خديجة لعمه سعود:لا والله؟!
بضعٌ من السنين و بالتأكيد ستجري الأحاديث بصورة ألطف، لن تصمد الجروح و الآلام طويلاً أمام الزمن، ستبرئ، شاءت أم أبت، فالقلب من الكره و الحقد يفسد، و العقل لهما يرفض!
و بالتأكيد لا تخيب نظرةُ عاقل إذا ما نظر إلى أشخاصٍ طيبين كهؤلاء، عائلة لطيفة، أفرادها مترددون عن الاجتماع أكثر _أدباً_ لا مللاً..و الأكيد، أن هذه "الجمعة" لن تكون بلا جدوى، فالليل ما زال في أوله و الصيف في بدايته، يُسمح للصغار بالسهر و للكبار بالسمر
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
عند الباب المؤدي لفناء المنزل توقفت أحلام:نعم..
ابتسم العم سعود:نعم؟!
-آآم..إنت قلت تبغاني..
-أبغاكي عند الباب..يعني أبغى أودعك..
-آه..
ثم صمتا..
العم سعود:أحلام!!
قالت بضحكة:هااا؟!
فتح ذراعيه لها، ثم احتضنها بلطف:حتوحشيني لين ما أشوفك المرة الجاية..
تخشبت أحلام لثوانٍ، لا هي ابتعدت و لا هي تفاعلت معه!
تسارع نبض قلبها، لم يسبق و أن كان سعود بهذا القرب منها من قبل، ازدردت ريقها عندما شعرت بقبلة و همسة قبل أن يختفي!
أُغلق الباب، هزت رأسها ثم اتجهت للداخل من جهة غرفة الجلوس الخاصة بالعائلة، ثم للأعلى حيث غرفتها..
قال علي من خلف الباب المؤدي للمجالس:حتوحشيني لين ما أشوفك المرة الجاية..
جود بغضب:لا تتريق!!
علي:عمك قليل أدب..
-مو قليل أدب، زوجتو، و بعدين مالك شغل، خليهم ينبسطوا، قول ما شاء الله..
-ايوة.هما خليهم ينبسطوا، أما أنا مسكين، و لا حتى رسالة ما ترسلي..و لمن رديتي عليا حولتيني على إشهار..
-يا ربيييييييي..ماسكها عليا من يوم ما اتزوجتني، قلتلك ألف مرة احنا حالة خاصة..
قال علي متظاهراً بالبكاء:والله إني مسكين، جيت بسوي نفسي أحب نسيت إني بدوي حبيت بدوية!
-قلتلك ألف مرة البدو هما إلي يعيشوا في الصحرا..احنا مدنيين!
-مو هذا موضوعنا..مالي شغل..اليوم اليوم ترسليلي رسالة كننا محنا متزوجين!
-خلاص شوف..الأسبوع الجاي نلعب لعبة المخطوبين، و نقعد نرسل رسايل و نسوي خطط عشان نتقابل!
-تمام، و آخر الأسبوع نرتب خرجة بالسر من ورا أهلنا!
-ايوة..بس لا أشوفك تجيني الغرفة، ترانا مخطوبين!
-لاااا..
رفعت جود أكتافها:خلاص مخطوبين..
و عادت لحيث الجميع جلسوا، ضرب علي الأرض بقدمه:كلبة!أوريك أنا!!
************************************************** ********
جرة،،،
ضغط علي بشدة على جواله عندما سمع صوته:ألووو..
تحمحم:أيوة السلام عليكم..
-وعليكم السلام..هلا والله..كييييف حالك؟!
-الحمدلله بخير، إنت أخبارك، كيف الإجازة؟!
-عادي، زي الجن، نايمين نهار و قايمين ليل!!
-هذا أيام زمان، ذحين ما يمديني أسهر، لإن الليل هوا الوقت الوحيد إلي تكون فيه خديجة نايمة و سعود هاجد!
-ههههه..مسكين إنتا، ياخي صح السهر يتعب بس فيه لذة، أحلى شي إنك تنام في الوقت إلي تروح فيه الشغل!
سكت علي لثواني قبل أن يقول:المهم عبدالرب، أنا متصل أبغاك في موضوع..
-خير إن شاء الله..
-عن إلي صار في البر و..
قاطعه عبدالرب:ما صار شي، و ما دام فتحت الموضوع أنا إلي آسف، ما كان لازم آخذ راحتي و كأن محد موجود إلا احنا، و معاك حق تعصب علي، ما يحقلي أتكلم عن وحدة ببساطة و بأعلى صوتي!
-عبدالرب أنا ما فتحت الموضوع عشان أسمع هذا الكلام، كل إلي كنت أبغا أقولك هوا إني آسف لإني رفضت أساعدك و أوقف معاك، بس أنا ما رفضت و عصبت عبط أو من غير سبب، أنا وضعي معاهم ما يساعدني أساعدك، ممكن بس لإنك صاحبي يرفضونك، أنا بس كنت أبغى أقولك، إذا البنت في بالك لا توقف بسببي، كمل الموضوع مع أهلك، إنت ما قلت إن أخواتك إلي شافوها، روح على هذا الأساس، تدري أنا ما دخلت بيت عمي إلا مرتين و في المرتين خرجت بمصيبة و مو سهل عليا أكلمك عن أشياء تخصني حتى أهلي ما يعرفونها بس عشانك و عشان ما أبغاك تشيل في خاطرك مني..
-والله مني زعلان و لا أفكر أزعل، و لا يمكن يوم أفكر أحرجك بطلب أنا عارف إن مالك قدرة عليه.."ضحك عبدالرب بخفة"..أنا زعلت لإني اتفشلت من نفسي!
-هههه، لا لعد تتفشل من نفسك، اسمع، أنا معد حفتح هذا الموضوع مرة ثانية لكن اوعدني إنك ما توقف بسببي و إذا سويت أي شي بشرني!
-ولا يهمك..بإذن الله أول واحد يدري بأي شي يصير إنت..
ابتسم علي:إن شاء الله..
-تأمرني على شيء؟!
-سلامتك..
-الله يسلمك..مع السلامة..
-في أمان الله..
قطع علي الاتصال و تنهد بقوة..
-سلامتك من الآه..العشا يستناك!
نظر لجود فقالت:أي شي تبغى تقولو على السفرة!
-تسكتيني..هااا؟!
ضحكت:وي!، طب جيعانة و ولدي جيعان، تعال يلا..
وقف و هو يهمس لربه:"يا رب تمم.."
************************************************** ********
في إحدى الأحياء..في بيتٍ غط أفراده في نومٍ مسائيّ مناسبٍ لإجازة الصيف..كان مستيقظاً..هو و والدته التي قالت:يعني إنت ايش شفت منها..ايش إلي عجبك و لفتك فيها؟!
محمد بتردد:مادري، أنا شفتها و الصراحة هيا حلوة و..مثقفة و مؤدبة أكيد
-هيا البنت حبوبة..بس مثقفة مادري عنها..
-أول شي زي ما قلتلك حسبتني أخوها..و كانت مرجوجة فمرة اتضايقت و قرفتني الصراحة بس في طلعة البر سمعتها تتكلم..طبعاً ما شفتها عرفتها من الصوت..كانت تتكلم باحترام و طريقة مرتبة..فاستنتجت إن الهبل إلي سوته يوم ملكة أخت علي كان من توترها و خجلها..يمكنها من النوع إلي يخرف لمن يخجل..و هذي خصلة جيدة..يعني هيا عفوية..تتصرف على سجيتها..
سألت أم محمد نفسها بتفكير:صفاء محترمة؟!
كان تساؤلها مسموعاً، فقال محمد:أمي إنتي شفتيها..ايش رايك فيها؟!
-البنت جميلة و أهلها طيبين..و هيا حبوبة و نفسها حلوة..
-طب في قعدتك معاها..كيف حسيتها..عاقلة..رزينة و توزن الكلام؟!
-لا عاقلة و رزينة اسم الله عليها..
-ايوة أمي..إنتي عارفتني..أنا ما أبغى وحدة هبلة زي الهبلات إلي عندي في البيت..أنا الغباء و الرجة ما أتحملها..
ابتسمت:لالا اطمن..أصلاً أول ما شفتها علطول فكرت فيك..سبحان الله إنتا و هيا..كأنها انخلقت لك..بس لحد ذحين ما قلتلي، ايش إلي حطها في بالك؟!
-ولا شي، أنا موضوع الزواج في بالي من كم شهر و على أساس إني حأعتمد على اختيارك كليا، بس لمن شفتها قلت ليش ما أسألك عنها، قدني خلاص شفتها و بعدين أهل علي أحسهم ما شاء الله محترمين و الواحد ما يلاقي زيهم في أي محل..
-في هذي معاك حق، بس خليني أنا أستخير و إنتا..
قاطعها:استخرت قبل ما أكلمك!
ابتسمت:طب ما يضرك لو استخرت مرة ثانية، بعدين أبوك لازم يعرف، حيمتحني لو ما قلتلو..
ضحك بخفة:طب يا أمي لازم تقوليلو..
-أخاف ما يصير نصيب و يتأثر، ترى صاير إنتا شغله الشاغل!
ابتسم، قبل رأسها ثم وقف فقالت:بتنام؟!
-ما أظن بيجيني نوم..بشوفلي أي حاجة أسويها!!
وقفت:طيب..أنا بروح أتمدد شوية..صحيني أول ما يأذن المغرب..لا تخليني نايمة..سامع؟!
-إن شاء الله!!
اتجهت لغرفتها و هي تفكر:"إنت اخترت..مو أنا!!"
لطالما كانت خائفة من اختياره، هي ترى بأن من العقلانية ألا تكون زوجته عاقلة معقدة فيما يخص الأخلاق و التنظيم مثله..ضحكت بخفة و هي تغلق باب غرفتها:"والله ما يجيب راسك إلا صفاء.."..
************************************************** ********
جود،،،
كنت قاعدة أكلم عمو و كان قاعد يسألني عن القاعات و المعازيم..حبيبي هوا..متحمس يجهز للزواج!!
قلت بعد ما خلص كلامو:خلاص ولا يهمك..أنا أدور و أسأل..إنتا قلتلي تبغوه بعد كم؟!
-مادري..بس أقل من سنة و أكثر من ثلاثة شهور..هذا إلي فهمتو من كلام أحلام!!
-خلاص أنا أصلاً أبغى أكلمها و يسير أشوف..المهم عمو..زي ما قلتلك..
-ايش؟!
-أول شي..طبعاً العزيمة إلي سارت مرة حمستني للحياة و بعدت حالة الطفش إلي عندي بس..سار شي مرة حلو..تخيل..أخواتي جابولي هدية!!
-حلوووو..
-والله اتحمست..حتى كل وحدة كاتبتلي شي..أقرألك؟!
-براحتك!!
-شوف..أخواتي كاتبين كلام عادي..إنو الله يوفقك و مبروك و الذي منه بس سارة..تخيل ايش كاتبتلي؟!
-ايش؟!
-اسمع.."و أخيراً من حقي أن أمارس دور الأخت معكِ علناً..و أخيراً من حقي أن أجسد مشاعري في هدية أو سلام أو اتصال أو حتى قبلة دون أن أخشى حساباً في نهاية اليوم..كنت أدعو لأعيش لحظات كهذه طويلاً..و ها هو إلهي يحقق لي رغبتي..لم يخذلني و لم يخذلك و لن..سارة"..ايش رايك..مو مرة سويت بالله؟!
-يا شيخة الله يسعدها..من صغرها و هيا تطالع فيكي بنظرات..كانت تقولي:أنا أحب ألعب معاها بس هيا ما تحب تلعب..
-كنت أخاف يفشلوني لو طلبت ألعب معاهم..بس والله كنت ألعب عادي!!
-أهم شي..إنو كل شي عدى و انتهى..و أهم شي إنو بإذن الله أولادك حيكبروا و فيه أهل أم و أهل أب..هوا سعود الوحيد إلي لحق شوية هبل لكن إن شاء الله حينسى مع الوقت!!
-إن شاء الله..و فاتك عبدالإله..كاتب:"عبدالإله..أخوك الأكبر"، و كأني ما أدري إنو أخوية!!
ضحك:ما عليكي..أبله دا..عبدالرحمن ايش كتب؟!
-والله يا عمو كاتب كلام عبيط..ما أعتقد حينبسط لو قرأتوا لك.
تابعت:ما علينا..المهم..أبغاك كده في يوم..تنطلي البيت تفاجأني لإنو واحشتني القعدة معاك فوق ما تتخيل!!
-الله..دايماً تحسسيني إني واحد خطير..فلتة زماني و الكل يبغاني!!
ضحكت:حلوة..فلتة زماني و الكل يبغاني..كيف جبتها دي؟!
ضحك:أعجبك أنا..
ضحكت و أنا أفكر إنو عمو ساير منطلق أكتر من أول..مو معايا طبعاً..من زمان هوا معايا عادي بس مع الناس..من كلامو و حكاياتو أحسو ساير..مدري..شكلو و أخيراً..اقتنع إنو طبيعي!!
************************************************** ********
جرة،،،
أعادت أم أحمد سماعة الهاتف لمحلها، فقالت أحلام التي جلست إلى جوار والدتها:مين؟!
-أم محمد!
-مين أم محمد؟!
-صاحب علي..إلي في طلعة البر، فاكرتها..
-ممم..ايوة ايوة..ايش تبغى؟
-تسلم و تسأل..و تقول نفسها تمرنا يوم و ما تقطع أواصر العلاقة..
-قالت أواصر العلاقة؟؟
-لأ..أنا أتريق!!
-هههههههه..أمي من جدي أتكلم، ايش تبغى تجينا؟!
-ايش تبغى يعني؟!
كتمت أحلام ضحكتها بيديها:صفاؤووووه..؟؟..
-عندنا غيرها؟!
************************************************** ********
جود،،،
كنا في السوق، خلصنا تسوقنا بدري و طلب سعود إنو يلعب..رحنا لجهة الألعاب،شحنا بطاقة و أقنعنا سعود إنو يدخل النطنيطة لإنو وقتها طويل و أنا أبغى أجلس شوية..جلست على الطاولة و خليت عربية خديجة جمبي و رتبت الأكياس و علي راح يشتري ذرة!!
التفت أبغى أشوف علي بس ما جا..أكيد زحمة..إجازة!!
خلص وقت اللعبة و بدأ عاد الرجال المسكين يحاول يخرج الأطفال..ما عدا سعود لإنو و قبل ما تولع اللمبة الحمرا كان متأهب إنو يخرج..ضحكت..من جد التاريخ يعيد نفسو..كنت ما أعاند في الألعاب و لا أسوي أي نوع من شقاوة الأطفال برة البيت..
جاني سعود:خلصت..
-حبيبي..البطاقة لسة مليانة..تبى تلعب تاني؟!
-لأ..تعبت..أبغى أقعد عندك.."جلس"..فين بابا؟!
-راح يشتري ذرة..
قال بنبرة غريبة:ماما أنا أبغى ألعب مع خديجة!!
ابتسمت:أديها كم سنة و تجي تلعب معاك..
-بس أنا أكون سرت كبير؟!
-لا ما تكون كبير مرة..يمكن تكون عشرة سنين..احدعش!!
-كبير!!
-بس لسة تلعب..يوه..أهو بابا جا..
حط علي أكواب الذرة على الطاولة و جلس:خلصت؟!،تدخل ثاني؟!
سعود:لأ..
-ليش؟!
جات عيني من غير قصد على حرمة كبيرة تكلم بنت صغيرة عن نفس اللعبة و فز قلبي..بسم الله..مين هدي؟!، كانت وحدة كبيرة..عمرها يجي خمسين سنة أو أكتر..كانت كاشفة وجهها الشي إلي خلاني ألاحظ بشكل مزعج..تفاصيل وجهها المألوفة عندي!!
همس علي:جود جود!!
التفت:نعم..
-طالعي في الحرمة إلي ماسكة بنت صغيرة تكلمها..نسخة منك..بس إنتي صغيرة و هيا كبيرة!!
غمضت عيني..ما كنت محتاجة أحد يوافقني..التفت لجهة الحرمة و قلت و أنا أحاول ما أبين أي شي:لا تطالع فيها!!
-بلا غباء..لو حطالع فيها بطريقة وسخة ما حقولك تشوفيها..بعدين لو مي كاشفة وجهها ما كان انتبهت!!
سحبت نفس عشان أهدي قلبي..قلت:من جد تشبهني؟!
-والله تشبهك.. سبحان الله في وجهها شي..موجود في وجهك!!
سعود:يخلق من الشبه أربعين.."ابتسم"..صح ماما؟!
ابتسمت:صح حبيبي!!
علي بإصرار:هذا مو شبه..هذا دم!!
سعود:وين دم؟!
دم؟!، يمكن صح..إذا أنا لاحظت إنها تشبهني و علي لاحظ ليش ما يكون دم؟!، الحرمة دي يمكن تقربلي..يمكن تكون خالتي..بنت خالتي..بنت خالي..يمكن تكون..
أمي..
ايوة أمي..يمكن..يمكن أمي تابت و اهتدت..يمكن تكون زي ما هيا بس قاعدة تتمشى مع بنت أختها الصغيرة..يمكن تكون هدي الصغيرة حفيدتها و أنا خالتها..يمكن..يمكن ما تكون أي شي من إلي فكرت فيه..
يمكن بس..كان لازم أعرف من البداية..إنو أمي..وحدة من سكان هدي المدينة..قريبة مني أو بعيدة..أكيد إنو كان من الأفضل ليا إني ما أشوفها ولا تشوفني!!
يمكن دي الطلعة كلها..اترتبت عشان أكتشف حقيقة إني بخير من غيرها..سواءً كانت ليا علاقة بدي الإنسانة أو مالي..أكيد..أكيد أنا بخير من غير أمي..لو كانت في وجهي..أو في وجه أولادي أو في وجه زوجي..ايش كان حيكون شكلي..ما كنت حقدر أبرها..أكيد..كل إلي فيه..من يوم ما انرميت على عمي و جدتي رضيعة أبكي لحد ما خرج سعود من اللعبة..أكيد..خير..أكيد!!
صحيت من أفكاري و أنا في السيارة على صوت علي إلي قال بعطف:آسف..
-ها..؟؟!!
ابتسم بحرج:ما كان قصدي أضايقك لمن قلت دم!!
ابتسمت:لأ ما ضايقتني..و صح كلامك و لا مو صح..صدقني استفدت حاجة..عمري ما رح أنسى إنو كلمتك هيا السبب فيها!!
-ايش؟!
-ما رح أقولك!!
-جووووود قولي لا..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
جرة،،،
أسندت جود رأسها و أغمضت عينيها، قال علي:جوووود...
ابتسمت و هي لا تزال مغمضة العينين:أحبك..
-نعم؟!
-بس..أحبك..هدا هوا الشي إلي اكتشفتو..
-و دوبك عرفتي؟!
-هههه..أكيد لأ..بس..
-بس ايش؟!
لم تجبه، و لم تشعر بأي شيء إلا بيده الدافئة و هي تضغط على يدها بشدة، كانت دمعة يتيمة واحدة تلك التي تسللت لخارج عينها اليمنى..رفعت يمناها، فأوقفتها، شعر بها علي فابتسم..عليه الليلة أن يحاول جاهداً لمحو ما حصل اليوم..
انتهتـ ..
|