لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-11, 02:50 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الجزء الحادي عشر

(و عقدت مشاعري فعادت قوتي)




سعود،،،
"أففففففف"
رميت الجوال و أنا أتأفف...!
جود مي راضية ترد..اليوم اثنين و جود برضو مي راضية ترد..إلي يقهر إنها 24 ساعة قافلة جوالها و لو مو قافلتو ما تطنش..لااااا..تسوي بِزي..جود تبغى تقولي أنا مابغا أكلمك إنتا شخصياً لإنها لمن تتصل أمي عليها بالتلفون ترد عادي و تكلمها و أمي تقول إنها كويسة و من صوتها شكلها أحسن بس أنا أبغى أطّمن بنفسي...!
لمعت في راسي فكرة..ليش ما أتصل على جود من تلفون البيت عشان ترد و أكلمها...؟!
لكني فكرت إني كذة رح أضايقها و أنا هدفي أرضيها مو أضايقها...!
خلاص..لين ما تجي حستمر أدق عليها و سواءً ردت أو لأ أهم شي رغبتي في سماع صوتها توصلها...!
بس أنا لازم أكلم أحد فيهم..لازم...!
اتصلت على علي و حسيت نفسي حطيييييير لمن وصلني صوتو:نعم...؟!
-علي...؟!
-أيوة...!
-علي...؟!
علي بطفش:ياخي ايوة علي...!
-علي...
كنت مني عارف ايش أقول و علي ما يرحم...!
قال:سعود..تراني راد عليك قلت يمكن شي مهم أثاريك بتجرب اسمي...!
ملّيت صدري هوا و فضيتو،بعدها قلت:كيفك...؟!
-بخير..أي خدمة...؟!
الظاهر من صوت علي إنو ما حيكون كريم مرة معايا في الكلام عشان كذة جبتها من آخرها و قلت:علي متى جايين...؟!
-ماااااااااااااااااالك دخل...!
-علي قولي متى جايين...؟!
-طب..لحظة بأستأذن من جود أقولك...!
-علي بلا سخافة..متى جايين...؟!
علي كان قاعد يستعبط و يتسلى أما أنا فكنت متنرفز حدي...!
قال:الصراحة يا سعود مادري..جود ذحين تروش سعود..سعود ولدي مو إنتا..إنتبه لا تلخبط ترى ولدي ها...؟!،المهم جود قاعدة تروش سعود ولدي إلي هوا مو إنتا و ما رح ترد عليا إلا لمن تخلص..مستعد تستنى...؟!
-علي...!
قلتها بنرفزة و قهر..وقتو دا يستهبل..لا وضعي ولا وضع زوجتو يساعد...!
-لا تصرخ بعدين بصراحة أنا رديت خوفاً من إنو يكون فيه شي مهم لكن ما طلع فيه أي شي..يلا باي...!
قلت بصوت عالي:علي...!
علي:شوف سعود..أنا ما تركت شغلي و أهلي عشان ولا شي..أنا تركتهم لإن جود تعبانة مي ناقصتكم..جود ما ترد لإنها عارفة إنكم حتسدوا نفسها و هيا قاعدة تضغط على نفسها عشاني و عشان سعود...!
-نسد نفسها...؟!،محد بيسد نفسها..كل إلي نبغاه إننا نطمن عليها...!
-تطمنوا...؟!،أنا متأكد مليون بالمية إنكم حتكلموها عنكم و عن زعلها منكم و عن أبوها إلي لازم تصبر عليه..و أكيد طبعاً ما حتقدروا إنها تعبانة و حامل...!،سعود أنا جيت هنا بطلب من جود لإنها مي مستعدة تشوف خلقة واحد فيكم..يا سعود جود قعدت تترجاني لين ما رضيت نروح المدينة...!
-عارف..عارف إنها هيا إلي ما تبغانا عشان كذة قاعد أسألك متى جايين عشان أقدر أجيها...!
علي قعد يقول كلام غيض مو مفهوم..قلت:علي خلينا نتكلم بالهداوة عشان تفهمني و أفهمك...!
-طيب اسمع..جود مي قاعدة تتدلع..جود زعلانة..من جد زعلانة منكم كلكم و لمن قاطعتكم ما كانت "تـتـ..ـغلى"..قاطعتكم لإنها مي قادرة تشوف وجه ولا واحد فيكم..عشان كذة أقولك جود مو مستعدة تكلمك ذحين...!
-طب لو مو ذحين..متى..لمن يبرد كل شي و معد يسير فيه أي داعي نتكلم في الموضوع...؟!
علي كان حيرد لكني قلت:أنا مابغا يعدي الموضوع كذة..أنا أخاف تسامحنا بالظاهر لكن الزعل يقعد جوتها..أنا مابغا علاقتي معاها تسير زي علاقتها بأبوها...!
-ليش هوا أصلاً فيه علاقة بينها و بينه...؟!
-فيه..جود تأدي الواجب تجاهو لكن ما تحبو و ما يهمها و أنا ما رح أرضى إنو حالتي معاها تسير نفس حالتها مع سعيد...!
اتنهد علي:شوف سعود...إن جينا للقوة فجود أقوى مني و منك..حسب ما أنا فاهم جود متحملة طول عمرها و هاذي أول مرة تنفعل و تصرخ..تخيل...؟!،كم عمر جود ذحين..فوق العشرين سنة متحملة و إنتو ولا يوم واحد منتو قادرين تصبروا..الصراحة شي يضحك...!
سكت..كلام علي صحيح..فوق الثلاثة و العشرين سنة و جود ساكتة و احنا ساكتين عن سعيد و الكل ساكت و ما يفكر إلا في نفسو و لمن جات جود تدافع عن نفسها كلنا هبينا فوقها و لمُناها...!
قلت:طب علي متى ينفع أشوفها أو حتى أكلمها...؟!
-جود ذحين أحسن و تضحك معانا و كلو عادي لكن لو جات سيرتكم أحسها تتضايق..أفضل تتركوها على راحتها..متى ما بغت تكلمكم تكلمكم...!
سكت..مستحيل علي يفهم..مو عشان شي بس لإني أنا مستحيل أقعد أتبكبك و أترجى عشان يصدق إني متأزم من زعل جود مني رغم إني و أنا أدعي ربي و ألجألو أبكي..يعني..تعرفو كيف الواحد ينسى كل القوة قدام ربو و يظهر ضعفو...؟!
أيقظني من أفكاري صوت علي و هوا ينادي باسمي...!
-ها ها..معاك...!
-ايش قلت...؟!
-في ايش...؟!
مادري هل أصابني قدر من التناحة ولا ايش المشكلة...؟!
اتنهد علي كمان و قال:اسمع..أنا ما بكلم جود ولا حفتح معاها الموضوع لكن بذكرك بإن جود تحبك و تحب جدة و تحب عبدالرحمن و سارة أختها دايماً تتكلم عنها..و مهما حصل جود مستحيل تفرط فيك إنتا بالذات..هيا بس ذحين تعبانة و مع الحمل زاد انفعالها و تأثرها ولا ما كان سار إلي سار..جود طول عمرها تحكم عقلها ولا أنا غلطان...؟!
اتنهدت:لاوالله يا علي منتا غلطان...!
-يعني...؟!
اتنهدت للمرة المادري كم و قلت:خلاص أنا بستنى و بخليها على راحتها بس إنتا سلملي على سعود و بوسو ليا...!
ضحك علي:تصدق كأنك أمي..لسه مكلمها و تقولي بوس لي سعود...!
شوية إلا قال علي:أهوه سعوووود..تعال تعال..تعال كلم عمو...!
و وصلني صوت علي بعدها و هوا يقول:هنا بابا هنا..هوووبَّا..يلا كلم عمو...!
بعد كده وصلني صوت سعود و هوا يكلمني بحماس..فديت قلبو..لو مو عشان جود و عشاني عشانو هوا...!
الله لا يحرمني من جود و ذريتها...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

جود،،،
طالعت في الساعة..كانت 4 العصر...!
خرجت من الغرفة للصالة الصغيرة جداً وين ما كان علي و سعود قاعدين...!
جلست جمب علي و شلت سعود من عليه و حطيتو فوقي و حضنتو و بستو...!
قال و أنا أبوسو:ماما كلمت عمو...!
رفعت راسي ببطئ عن سعود و طالعت في علي إلي قال:قبل شوية اتصل و طلب يكلم سعود...!
-آآه...!
"آآه"،تظهر لا مبالاة..عارفة لكن والله حسيت بقلبي و هوا ينعصر...!
قال علي:طلب يكلمك...!
مادري علي مو حاسس بيا ولا متعمد يقول كده عشان أحن لعمو...!
ما قلت شي فقال:سألني متى حتجو قلتلو مادري بس صح جود..ترى بكرة الفجر حنحرك فجهزي الشنط...!
التفت لعلي:عارفة إنو بكرة حنروح بس أنا عندي رأي تاني...!
-خير...؟!
-مادري لو عادي نمشي دحين...؟!
-ذحين...؟!
علي كان مستنكر و متفاجئ،قلت:عشان نوصل جدة عالليل و نرتاح و تداوم إنتا بكرة و أنا كمان...!
-دوبك تتكلمي...؟!،كان من أول..أنا لاني مستعد ولا نايم بدري أمس...!
-أنا بس عشان لا ينحسبلك بكرة غياب كمان بعدين أمس ما جات عشرة إلا و احنا نايمين...!
-صح..لكني أمس ما نمت على أساس بكرة حنحرك...!
اتنهدت:طيب براحتك..سعود قوم عني...!
و قام سعود من فوقي و قمت أنا،قال علي:وين رايحة...؟!
-أبغى ألم الأشياء و أخلي إلي نحتاجو عشان بكرة بعد الفجر نمشي علطول...!
-يا أمي ارتاحي ذحين..لسه عصر...!
-لااا..أصلاً كل إلي جبناهم كم هِدمة و ملاعق و سكينتين...!
ابتسم علي:و ثلاث شُوك...!
سُعود:و جُوم بويي ماما...!
ابتسمت:و جيم بويك كمان...!
-ماما لا تشيليه علشان ألعب...!
-ما حشيلو بس حألمو مع الأشرطة في الشنطة حقتو...!
-لا ماما..أنا أعرَف..كمان أبَا ألعب...!
-يا تلعب دحين ولا حشيلو..أنا مني ناقصة حُوسة...!
و رحت لغرفة النوم و بدأت أرتب و على كل حال الأغراض ما كانت كتيرة...!
طالعت في الساعة بعد ما خلصت و ما كان باقي شي عالمغرب...!
رفعت راسي لعلي إلي دخل الغرفة و هوا يقول باستغراب:ما جهزتي...؟!
عرفت إنو يُقصد الصلاة،قلت:ما فيا حيل..استغفر الله..أحس مالي مزاج أخرج...!
-ايش إلي مالك مزاج...؟!،جود بكرة مسافرين..خلينا نروح نصلي المغرب و بعدين نقعد في التوسعة لين العِشا ناكل اسكريم...!
ابتسمت و أنا أحس بالحماس للفكرة:يووووه..زمان كنا أنا و جدة و عمو و مُنورة نسوي كده..بس كنا نقعد من العصر...!
ابتسم علي:و إن شاء الله تسووها قريب..يلا اتوضي و البسي عبايتك عشان نمشي...!
-آآآه طب الله يسعدك روح لبس سعود...!
-أنا بأتوضى...!
-طب..اتوضى و لبسو..ممكن...؟!
قال علي و هوا يتوجه للحمام:لَك تكرمي...!
ابتسمت:لَك الله يسعدك...!
قال علي من جوة الحمام:تصدقي جود..أحس دعواتك مستجابة...!
رحت وقفت عند باب الحمام:و أنا أحس...
وقفت كلام و أنا أطالع في علي إلي وقف وضوء و قعد يطالع فيا،قلت:كمل وضوءك...!
-تحسي بايش...؟!
ابتسمت:كمل وضوء قبل ما ينشف آخر عُضو وضيتو...!
كمل وضوء و هوا يقول:بايش تحسي...؟!
-أنا ما أحس..أنا متأكدة إنو I loik you
قال علي و هوا ينثر الموية من يدّو:لويك...؟!
قلت و أنا أدخل الحمام و أبدأ أتوضى:يقولك..زمان في بريطانيا كانو في القرى ينطقوا like لويك...!
-أووووه...!
بعدها قال بانفعال:ليش لويك..ليش مو لويف...؟!
-ها...؟!
-لويف يعني لوف بس على وزن لويك...!
ضحكت و أنا أنشف يدّي و أخرج:تعجبني يعني أحبك..بعدين أنا من يوم ما عرفتك و أنا أحبك...!
-شوف الكدابة...!
قلت ببطئ:تعجبني يا علي اللهجة الحجازية منك...!
-إنا لله...
كملت:و إنا إليه راجعون..ليش معصب..إنتا كل شي منك حلو..حجازي بدوي كلو واحد...!
-لا مو كلو واحد..إنتي عديتيني...!
ضحكت:عديتك...؟!،ليه هوا مرض...؟!،بعدين يلا خلينا نروح عشان ما نتأخر...!
-و سعود يختي...؟!
قلت بدلع:إنتا قلت حتلبسو...!
-مابغا دحين..زعلان...!
ابتسمت و قلت:لو مو حامل كان بستك بس صعب عليا أرفع نفسي...!
اتجه علي ليا و انحنى:نزلتلك...!
بستو على خدّو فلف وجهو عشان خدّو التاني فبستو كمان...!
شوية إلا هوا مدنق عشان أبوس راسو،قلت:لا يا شيخ..مسختها...!
ما اتحرك علي فبستو على راسو و أنا أحسب إنو بيردلي هيا زي دايماً لكنو اعتدل في وقفتو و مد يدّو من فوق بتعالي...!
انقهرت..أنا متعودة يردلي بوسة الراس دايماً...!
ضربتو على يدّو و مشيت عشان ألبس سعود...!
لكنو ضحك و وقفني:تعالي تعالي...!
وقفت مشي و اتكتفت و أنا معطيتو ظهري...!
جا من ورا يا و باسني على خدّيني الاتنين و على راسي بعدين ضربني على كتفي من ورا:روحي يا مدلعة...!
قلت و أنا أحرك كتفي إلي ضربو:مابغا..مو إنتا قلت إنتا حتلبسو..بعدين أنا لسه ما لبست و إنتا تعرف أنا قد ايش أحوس مع بطني لمن ألبس العباية...!
قال علي بابتسامة:أقول جود..روحي لبسي سعود و مالو داعي تغيري لبسك ما فيه شي و إذا عن العباية أنا بساعدك فيها زي دايماً...!
كان فيه شدة خفيييييييفة في صوت علي،قلت بدلع عشان يخف شوية:طب..طب إنتا قلتلي إنك حتلبسوا...!
علي كان يطالع فيا و أنا أتكلم..حسسني إني بيبي بابتسامتو..قلت:ليه تطالع فيا كده...؟!
ابتسم و حط يدّو على أكتافي و قال بصوت واطي:تضحكيني لمن تسيري عبيطة زي الأطفال...!
وسعت عيني ببراءة:أنا...؟!
-لا والله...؟!
بعدت عنو:خلاص حلبس سعود...!
ضحك:و أنا حجهزلك عبايتك...!
رحت لسعود و أنا أفكر إنو بيني و بين علي مافي أي حواجز..و معد أخجل منو زي في بدايات زواجنا..لكن لمن يعاملني كأني بيبي و يحسسني إني عبيطة زي ما يقول أحس بتوتر...!
مالت عليا..كم لنا مع بعض و ما أعرف أرد عليه لمن يعاملني كأني طفلة بس على كل حال هوا قد قلي إنو ينبسط مني لمن أتصرف بديك الطريقة...!
لبست سعود و لبست أنا عبايتي و ترى علي ساعدني من جد..ساعدني عشان يسكتني لإنو لو ما ساعدني كان فتنتو...!
و رحنا و صلينا و اشترينا اسكريم و قعدنا ناكلو...!
أنا علي كان جالس جمبي و سعود قدامنا...!
علي:والله يا شيخة الاسكريم هذا فن...!

)الاسكريم الفن هدا اسكريم ينباع في التوسعة (الساحة) حقت الحرم..يكون ملون..شكلو زي حق البحر لكن ملون فيه كوووول النكهات إلي ممكن تتخيلوها و طعمو..ِشي مو طبيعي..مو حلو بس يضحك و يخليك مبسوط..شي غريب!!!
يا رب تيسر لعبادك زيارة الحرمين..و نصيحة مني..لمن تروحوا أول شي تفكروا تعملوه هوا إنكم تصلوا العصر بعدين تخرجوا التوسعة و هناك اقعدوا لييييين صلاة العِشا و ادعولي ^__*(

قلت:ايوة الله..بس تصدق كان بريال سار بتلاتة دحين...!
-لااا..أول أول كان بريال..السنة إلي راحت كان بريالين..دحين بس سار بثلاثة...!
-حرمية...!
-لا حرام مساكين..أتذكر مرة سألتهم ليش رفعتوا السعر قلي واحد من الرجال إنو سعر النكهات و البسكوت ارتفع فاضطروا يرفعو...!
فجأة سمعت كلام فرنسي..رفعت راسي بحماس و طالعت في العائلة الفرنسية،قلت:علي علي..شوف فرنسيين...!
طالع علي فيهم:طيب...؟!
قلت:ايش رايك أروح أنبرش عليهم...؟!
-أقول اقظبي أرظك...!
(اقضبي أرضك)
قلت:يا ماما..العرق طلع...!
-ما أحلاكي والله رايحتلهم..منتي شايفة ولدهم ايش طوله...!
-حبيبي دولا الأجانب ضُخام..هدا تلاقيه 15 سنة...!
-15 سنة ايه..أطول مني بسم الله علينا...!
-هما كده ضُخام...!
-ما علينا..اسمعي ذي النكتة...!
-ها...
-يقولك محشش معصب جا عند زوجتو قلها:أقولك اليوم حصلتلي قصة غريبة من كُثر ما هيا غريبة ما حتصدقيني و حتقوليلي كذاب لكن إنتي الكذابة يا قليلة الأدب إنتي و أهلك..اطلعي برة إنتي طالق...!
طالعت لعلي لثواني قبل ما أفكها ضحكة...!
مسكت على بطني و أنا أحاول أكتم ضحكتي:آآه آه..حسبي الله على ابليسك يا علي..بطني...!
و كملت ضحك...!
قال علي بابتسامة واسعة:طب عندي وحدة ثانية..عندي وحدة ثانية...!
-لاااء..خلاص ما حتحمل..تبغى تولدني إنتا...!
-الله يخليكي الله يخليكي...!
ضحكت على أسلوب علي و هوا يترجى..قلت:لا خلاص الله يسعدك..والله حروح فيها...!
سكت علي لثواني قبل ما يقول:أصلاً ما حتنفع...!
طالعت في علي من جانب عيني:من إياها...؟!
-خخخخخخ...!
حاولت أكتم ابتسامتي:هيا بس...!
و قعدنا على دي الحالة..مبسوطين و مرتاحين..و أغلب الوقت قضينا و احنا نسمع هَروج سعود..مادري لو تعرفوا لكن أحلى شي عند الأم و الأب إنهم يسمعوا كلام أولادهم لإنو من كلام أولادهم ينتبهوا إنهم هما و أولادهم كبروا أو بدأوا يكبروا...!

**************************************

رجعنا الفندق بعد ما اشترينا من محل على الشارع مادري ايش اسمو بُرجرز و رحنا عالفندق و أكلنا..أنا حرصت إني ما أشرب بيبسي عشان ما ينفع حامل و برجر و بيبسي..قمة الضرر...!
بعد ما أكلنا و احنا نتفرج على "نظرة على" في الجزيرة للأطفال _و على فكرة تراه برنامج مرررة حلو_ رحنا ننام و كنا مرهقين جداً...!
حتى سعود ما قدرت أفرشلو طُراحة زي أمس..نام وسطنا أنا و علي بما إننا حاجزين غرفة زوجين بس..يعني ما فيها إلا سرير مزدوج...!
سعود و هوا نايم كان يتحرك و يتقلب لين وصل عندي..تخيلوا ايش سوى...؟!
حضن يدّي و شمني كأنو يتأكد إنو أنا أمو أو شي...!
ابتسمت و أنا شبه نايمة و مديت يدّي التانية و حطيتها على شعرو..حبيبي هوا..من يوم ما حملت و هوا معد يتحضن فيا و ينام عندي كتير زي أول..سار يحس إنو يتعبني و كمان سار يحس إنو كبير...!
و السبب الأكبر في كده هوا الناس..دحين يجيلك أخ و تسير إنتا رجال و مدري ايش...!
الله يعينو..الولد الأكبر دايماً يكبر بسرعة...!
و كنت حدخل في النومة لكن علي قرب مني و قال:جود...!
رفعت راسي و قلت بنعاس:همممم...
علي كان فاتح عينو و مركز على شي معين فيا...!
قال:السلسلة...!
طالعت في السلسلة إلي لابستها..كانت هيا ديك إلي جبلي هيا بعد شهر العسل حقنا..السلسلة إلي فيها اسمو...!
قلت و أنا أجلس:كويس فكرتني...!
و جيت بفسخها لكن علي قال:"لاااااا"،طالعت فيه مستغربة:عشان ما يسير لها شي و أنا نايمة..أخاف تنقطع...!
قال بصوت واطي:جود أنا فرحت عشان شفتها عليكي..لا تشيليها...!
فكيت السلسلة و رجعت انسدحت و طالعت في علي:الصراحة أنا أحرك يدي كتير و أنا نايمة و سعود نايم جمبي و السلسلة دي أغلى عندي من إني أفرط فيها و أنام بها.."ابتسمت و غمضت عيني"..و تراها الشي الوحيد إلي يذكرني بإني ما كنت مقدرة الكنز إلي عندي...!
ما شفت تعبير وجه علي لإني كنت مغمضة و ما فتحت لكني حسيت بيد فوقي و فوق ولدي..كانت يد..أبونا و حبيبنا و حامينا..كانت يد..رَجُلي..إلي لو ألف الدنيا كلها ما ألاقي أحد يحبني زيو...!


**************************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 02:54 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء الثاني عشر

(ما قبل عصف العواطف)





خرجت من مكتب أستاذتي و أنا مصدومة...!
معقوووووووووووووول...؟!
يا الله..أبغى أروح البيت و أقول لعلي بسرعة..لالا..حقولو في السيارة ما حستنى...!
رحت جبت سعود من الحضانة و قعدت في الكافتيريا...!
طالعت في ساعتي..كانت وحدة..بعد ساعة علي حيجي و أنا خلصت محاضراتي...!
قعدت أفطر مع سعود و أنا أفكر باللي قالتو ليا الأستاذة...!
أوكي..هدا آخر ترم ليا و أنا كنت مخططة ما أكمل عشان أفضى لسعود بما إنو بدأ يكبر و يفتح عالدنيا..كمان أبغى أبدأ أعلمو الحروف و أبغى أغرس فيه حب القراءة..لكن كلام الأستاذة خلاني أفكر شوية...!
الأستاذة عرضت عليا أسير مُعيدة و أكيد تعرفوا إنو المعيدة لازم تكمل ما جستير في مدة معينة و أنا عارفة و متأكدة إنو علي ما حيوافق سواءً لازم أكمل دراستي ولا لأ..علي ما صدق على الله أخلص البكالوريوس..مستحيل يرضالي...!
رفعت راسي لسعود إلي خلص فطور و طلبني الجيم بوي،قلتلو:ما جبتو...!
-ليش...؟!
-مافي شحن..أمس طول الليل قعدت تلعبو و ما سمعت الكلام و ما خليتو يشحن...!
قال باعتراض:أنا لعبت يوم الجمعة كده...!
-لأ..يوم السبت..أمس منتا فاكر...؟!
-ماما مو أمس...!
طالعت في سعود بعتاب:دحين أنا مو ماما...؟!،كيف ترفع صوتك عليا...؟!
سعود قعد مبرطم و منزل راسو لدقيقة قبل ما يجي و يحضني...!
حضنتو و بستو و قعدت أهديه..أشياء كتيرة اتغيرت في سعود في الفترة الأخيرة و أوضح شي تعبيرو عن النعاس..قبل كان يبكي لمن يبغى ينام..دحين سار يعابط و يعاند...!
همستلو:يلا حبيبي تقوم عشان أعطيك جوالي تلعب...؟!
رفع سعود نفسو و باسني و أخد الجوال و جلس في الكرسي إلي جمبي و قعد يلعب و أنا رجعت لتفكيري..و وسط ما أنا أفكر رن جوالي...!
أخدتو من سعود و انصدمت باسم عمو...!
جيت برجع الجوال لسعود بس بالغلط ضغطت عل زر الرد...!
لااااااء..قعدت أردد لألأ و أنا أحط الجوال على أدني...!
وصلني صوت عمو حااار عالي:جود..جود حبيبتي جود...!
الجوال كان حينكسر من شدة ضغطي عليه...!
عمو بسرعة:جود أنا مني عارف كيف رديتي بس فيه موضوع ضروري أبغى أكلمك فيه و أنا كلمت علي و وافق إني أمرك و آخذك إنتي و سعود من الجامعة...!
كلام عمو نطقني:كيف...؟!
سحب عمو نفس من كلامو الطويل المتواصل و قال:شوفي جود..دوبي مكلم علي و طلبتو و وافق..و أنا دحين قربت من الجامعة..اجهزي و تعالي معايا إنتي و سعود نروح عند أمي..أمي يا جود ميتة و تشوفك..مرة مشتاقتلك و الدمعة تطيح من عينها كل ما جات سيرتك...!
انقهرت..دحين علي وافق و خطط مع عمو و بعدين خلاني قدام الأمر الواقع...!
قلت بغيض:و متى كلمت علي و كيف وافق من غير ما يسألني...؟!
-جود حبيبي..أنا طلبتو و وافق لكن قلي أتصل أسألك...!
-تتصل تسألني...؟!،كيف و إنتا دوبك تقول إنك قريب...؟!
-خلاص إنتي ما بيضرك شي..تعالي و..علي بعدين بيجي ياخذك...!
قلت بقهر و أنا أوقف:بس عشان جدة و عشان علي ما يطق مشوار من البيت للجامعة و لا كان ما جيت و لا حتى فكرت...!
قال عمو و كأنو يسكتني و ياخدني على قد عقلي:عارف حبيبي..والله عارف..أصلاً أنا معد يهمني إلا جدة...!
اتنهدت:طب دحين إنتا برة...؟!
-ايوة اطلعي و حتلاقيني...!
فصلت من غير ما أقول مع السلامة...!
طيب يا علي طيب..هوا عارف إني ما أحب الهبل و الحركات دي..والله بس ما أبغى أكسر كلمتو و أزعلو و لا كان سويت فضيحة و ما ركبت سيارة عمو...!
لميت أشيائي و لبست العباية و خرجت من الكافتيريا و أنا ماسكة سعود بيد و باليد التانية ماسكة الجوال أتصل على علي...!
كنت أمشي متجهة للمخرج لمن علي رد:ألو...!
-علي..من جد موافق أروح مع عمو...؟!
-بسم الله علينا..سلمي أول...!
-علي بجد مني فايقتلك و زعلانة منك..كيف توافق و تتصرف من غيري...؟!
-أول شي أنا مني بزر عشان أقولك و أستشيرك عالرايحة و الجاية..ثاني شي أنا ما وافقت إلا و أنا حاس إنو هذا الشي في مصلحتك..اتعوذي من ابليس و روحي..ولا عاجبتك حالتك مع عمك...؟!
سكت..ما لقيت شي أقولو...!
قال:تبغين شي...؟!
قلت بهمس معاتب:شُكراً..علي...!
و فصلت..لكن هين..والله لوريهم الاتنين...!
خرجت من الجامعة و قلبي حسيتبو بيخرج من أضلاعي...!
أول ما شفت سيارة عمو و عمو فيها جسمي قشعر و ما قدرت أرد على سعود إلي يسأل عن سبب وجود عمو و عدم وجود علي...!
كنت مستمرة في المشي بس من جوتي التوتر و الخوف كانوا بيدفعوني لورا...!
كنت خايفة من مواجهة محتومة بيني و بين عمو رغم إنو الحق..كل الحق معايا...!
قلت لسعود يركب ورا و أنا فتحت باب المقعد الأمامي بيد مرتجفة...!
جلست و قفلت الباب...!
قلبي كان يدق و أعصابي مشدودة و كنت أحس كأنو أحد حاط حمل تقيل على راسي و عمو ما كان وضعو أحسن؛ صوتو و هوا يرد على تساؤلات سعود وضحلي قد ايش هوا مرتبك...!
حرك عمو و لمن خرجنا من المواقف قال و عينو مركزة عالطريق:كيفك جود...؟!
-كويسة...!
**دقيقة من الصمت**
قال بنبرة غريبة:كنت متوقع تسأليني كيفك...؟!
اتنهدت بدون صوت و أنا أداري دمعتي..شوفتي لعمو حركت كل مشاعري النبيلة تجاه هدا الإنسان و حسيت قد ايش أنا مشتاقتلو و قد ايش أحبو...!
عضيت على شفتي السفلى لمن حسيت بدموعي تتسلل لخارج عيوني...!
سكتنا لين وصلنا و نزلت رغم إحساسي بإني المفروض ما أنزل لكن عشان جدة..عمو قال إنها تبكيني...!
وقدام درج بوابة العمارة حسيت بصعوبة..بالعادة علي يساعدني بس دحين.. عمو ما حيقصر بس يمكن مكسوف و مو متجرء..انقطع حبل أفكاري لمن مسك عمو شنطتي:سعود تعال شيل شنطة ماما...!
و جا سعود و أعطاه عمو الشنطة و قلو يسبقنا و يطلب المصعد أما عننا فعمو مسكني و قال:يلا بسم الله...!
سميت و طلعت..ما كان بيدي حيلة..أنا أخاف أطلع درج لحالي و أنا حامل...!
و طلعنا بالمصعد و أول ما دخلت الشقة إلي اشتقتلها موت و شفت جدة في الصالة،تركت كل شي و مشيت بسرعة _أرهقتني_ لجدة،جلست جمبها و حضنتها و بكيت..بكيت زي الأطفال لمن يكتموا و يكتموا و يكتموا لكن أول ما يشوفوا أمهم يفرغوا كل شي...!
عمو أخد سعود و دخل خاصة بعد ما شاركتني جدة البكاء...!
اضطريت أوقف بُكا..رغم إني اتمنيت لو أبكي في حضن جدة لين الصبح بس خوفي عليها كان أكبر بكتيييير و أقوى من رغبتي في البُكا و التفريغ...!
توقف بُكايا ما منعني من إني أتشبث في جدة و ألصق راسي في صدرها..اشتقتلها..اشتقتلها..اشتقتلها...!
بعدتني عنها بعد مدة..الشي..إلي خلاني أشوف ملامح وجهها الحزينة...!
قالت:وينك عني...؟!،سافرتي و معد سألتي عني...؟!،أنا يا بنتي تدرين مالي غيرك يداريني..ليش خليتنِّي...؟!
مسكت يد جدة و بستها:جدة أنا ما جيت هنا إلا عشانك و لا أنا قلبي معورني من عمو و زعلانة منو...!
انفعلت جدة:و أنا ضربتُه..والله إني ضربتُه و قلتلُه إن كان جود ما رضيت أنا ما أرضى...!
جفت دموعي و أنا أقول بعدم تصديق:ضربتييييه...؟!
-أي والله يا بنتي ضربتُه و إن شاء الله ما بتطلعين إلا راضية...!
اتنهدت و أنا أقول لنفسي إني تعبت من كل شي..اتنهدت و أنا أتمنى لو كانت الأمور أبسط من كده...!
أبسط...؟!..البساطة و التعقيد..أغلب مشاكلنا كانت من التعقيد و أغلب حلولها كانت من التبسيط..ياااااه..من جد الدنيا تضحك...!
تضحك كيف إنها تغلطنا لمن نكون صح و تحسسنا إننا سوينا مصيبة و احنا ما نكون إلا ارتكبنا شي بسيييييييط و تاااافه...تضحك كيف إنها تحسس المجرم و العاصي و المفسد إنو ما يسوي شي في الوقت إلي يكون فيه يدمر حياة فرد أو أسرة أو مجتمع بكاملو...!
رفعت راسي لسعود إلي دخل الصالة و قال بشكك:ماما...!
-ها حبيبي...؟!
قرب مني و قال:ماما بابا يقول لو إنتي تبكي النونو تبكي زي لمن أنا كنت نونو أبكي..بعدين..بعدين إنتو كوووللللكم تسيروا تبكوا بعدين تزعلوا..مو كويس كده ماما...!
ابتسمت لسعود و سحبتو لحضني:حبيب ماما إنتا..أنا بس زعلت شوييييية بس أنا دحين خلاص كويسة...!
-ماما إنتي زعلانة..أنا أعرف..إنتي أول زعلانة من الزامعة..(الجامعة)..ماما إنتي الجامعة زعلتك...؟!
ضحكت عشانو نطق الجامعة صح و غلط في نفس الجملة،قلت:حبيبي الجامعة ما تزعل أحد...أنا كنت متضايقة و لمن شفت جدة بكيت..هدا كل ما في الموضوع..إنتا دحين اقعد مع جدة..أنا بدخل أكلم عمو شوية...!
و بعدت سعود عني...!
حروح لو..ايوة حروح لو و أوريه إنو الله حق بسسس..على طريقتني الخاصة...!
أعتقد إنكم طفشتو من شغلة الإصرار و العزيمة إلي تجيني فجأة و تروح فجأة لكني مضطرة أقولكم إنو إصرار غريب خلاني أقوم...!
كنت متجهة لغرفة عمو و لمن جيت بدق الباب انفتح...!
انفجعت و رجعت براسي على ورا...!
قال عمو:كنت..جايك...!
ما رديت فوسع فتحة الباب:تعالي...!
دخلت و قفل عمو الباب و جلسنا عالسرير كعادتنا..دايماً...!
جلسنا ساكتين مدة قبل ما يفاجئني عمو بإمساكو أكتافي و تقبيلو راسي و هوا يقول:أنا آسف..ما رح أفسر أو أعطي أعذار..أنا غلطت بغض النظر عن الظروف و عن الأسباب و عن ردود الفعل إلي طلعت مني و منك..أنا آسـ..ـف...!
رفعت راسي ببطئ و حطيت عيني الدامعة في عين عمو و قلت بصعوبة:أنا..أنا حسيت..حسيت إني خسرتك...!
قلت و دموعي تزيد:أنا عماتي يكرهوني..أنا مالي من عائلتي إلا إنتا و جدة..كنت حنجن لمن شفت بابا يضمك لصفو.."عليت نبرتي"..حسيت بالخطر..حسيت إني حخسرك...كمان خفت من بابا يقول شي يخسرني علي بالتالي سعود ولدي.."أشرت على نفسي و بُكايا يزيد و يعلى على صوتي"..أنا بس خُفت عشان كده اتوحشت..بس والله ما كان قصدي.."بدأت أشهق شهقات متقطعة"..والله مَـ..ما.. .. ما كان قصدي أعلي صوتي عليكم أو.. .. ..
حضني عمو عشان يهديني:عارف..والله عارف إنك ما قصدتي ولا أنا ما قصدت...!
قلت و أنا مستمرة بالبُكا إلي زاد في حضن عمو:عمو إنتا ما تعرف بابا..بابا والله يخوف..أحسو بس يبغى يخرب حياتي..عمو فيه أشياء كتير إنتا ما تعرفها..بابا في بداية زواجنا كان يقول لعلي الحمدلله رضيت تتزوجها..بابا كان بيفتري فيا قدام كل الأطفال لمن ما تكون موجود..أنا انقهرت عشان الكل يصدقو..بابا كان يسوي أشياء كتير فيا من وراك.."طالعت في عمو"..إنتا ما تصدقني صح...؟!،عمو أنا والله ما أكذب..عمو إنتا تعرفني أنا ما أكذب...أنا ما أكذب...!
شدد عمو احتضانو ليا:لا والله مصدقك يا جود لكن خلاص..الله يخليكي خلاص..لا تبكي كذة..لا تعوريلي قلبي...!
قعدت أبكي في حضن عمو و هوا كان يمسح عليا و يهديني و يذكرني بحملي...!
عمو و يدو تطلع و تنزل على ظهري:بس حبيبي بس..بس يا حبيبة أبوكي إنتي..والله يا جود ما تدري قد ايش دموعك غالية عندي..ما تدري قد ايش اشتقت لكي في حضني..اشتقت لصوتك و لكلامك..جود أنا لو غلطت عليكي في يوم هذا ما يعني إنك معد سرتي مهمة بالنسبة ليا..لأ..جود أنا أدين لكي بأشياء كثييييرة..أولها و أبسطها إنو بسبب وجودك إنتي نضجت أنا و سار عندي عقل و سرت رجال..هذا أبسط شي..غير الحب و الرضا إلي وجودك سببو ليا..إنتي لو مو موجودة في حياتي كان مداني إنسان تافه من بنت لبنت و من استراحة للتانية...!
كنت تدريجياً قاعدة أهدى..لييييين ما بعدت عن عمو و قلت و أنا أمسح دموعي:آسفة عشان رفعت صوتي عليك...!
قال عمو و هوا يمسح على وجهي:لا حبيبي..أنا إلي آسف إني ما وثقت فيكي و أياً كان إلي سويته شوية قدام إلي سواه سعيد طول عمرو معاكي بعدين حتى لو..أنا أعرف قد ايش إنتي متأذية منو...!
-الناس طاقات و قدرات و أنا صبري خَلَّص و معد فيا ديك القوة و الصبر إلي كانو فيا و أنا بنت...!
تابعت:كمان أنا انقهرت..حسيت إنو حتى لو قلت الكلام إلي قالو بابا أنا أظل حرمة كبيرة..أنا مني طفلة عشان تحاسبوني على أغلاطي و تعاقبوني عليها..أنا كبيرة و متزوجة و إذا ما كان ليا احترامي و استقلاليتي دحين فمتى...؟!،أنا لو حسيت إني غلطانة أروح بنفسي و أصحح غلطي..مو تجي إنتا أو أي أحد تاني و يجبرني أسوي إلي هوا يشوفو صح...!
أنا أعترف إنو أنا سمعت كلامك بمحض إرادتي رغم إنو علي عرض عليا ما أروح و يوقف معايا في وجهكم كلكم لكني أنا رفضت و أجبرت نفسي أروح رغم إني كنت كارهة البيت و أهلو و كارهة فكرة وجودي هناك بس سمعت كلامك عشان.."اتوقفت عن الكلام و طلعت هوا"..أنا بس كنت مابغا أكسر كلمتك كمان قعدت أفكر..كيف حتسير علاقتي معاك لو ما سمعت كلامك...؟!،خيالات كتيرة جاتني خوفتني و..
ابتسمت و أنا أهز راسي:ما..ما أعرف كيف أقولك بسسس...
نزلت راسي لثواني بعدها رفعتو:أنا انفعلت..أنا أحس إني ما كنت أنا..أنا حتى أحس مني قادرة أناقش أحد في الموضوع و في الكلام إلي قلتو عشان كده أبغى الموضوع دا يتقفل نهائياً و كل إلي يهمني إنتا..أنا بابا معد بيني و بينو شي..و أنا أصلاً مابغا يكون بيني و بينو شي..أخواتي..عارفة خسرتهم بعد ما كنت على وشك أكسبهم و عبدالرحمن مليون بالمية سحب نفسو و خرج منها و عبدالإله تلاقيه أعطاني كل حسناتو من السب و الشتم و الحش فيا...!
أنا كل دا ممكن أتجاوزو لكن إنتا مستحيل..أنا مستحيل أستغني عنك أو أسمح لأي واحد ياخدك مني..إنتا أبوية أنا و أنا بنتك غصباً عني و عنك و عن الناس و عن بابا و عن مجموعة الأوراق الغبية إلي تدرجني تحتو و تحت زوجتو...!
عمو جفنو كان يرتجف،قال بصوت مكتوم:أحياناً أتمنى أكون بنت..أبكي من غير أي إحساس بالنقص...!
-ابكي..عمرها الدموع ما ارتبطت بالضعف أو نقص الرجولة..الرسول بكي...!
-_عليه الصلاة و السلام_،بس يا جود احنا اتربينا على دي الفكرة..كل إلي تقوليه صح لكن ما عرفناه إلا نظري...!
-نظري...؟!،كل الأشياء الحلوة في الحياة نظري،العقلانية و المثالية و المنطقية..كلها أشياء نظرية أو سارت نظرية في عصرنا دا...!
ابتسم عمو:منطقية...؟!
قال بعد مدة:تصدقي في الفترة الأخيرة سرت أكرر nonsense , nonsense , nonsense...!
-nonsense...؟!،حلوة الكلمة دي..أحسها معبرة...!
-أحس حياتك على أساس حقيقتك و كل الأحداث إلي سارتلك و سارتلي..أحسها كلهاnonsense...!
ابتسمت:أحس قرفت من الكلمة..كررناها كتير...!
ابتسم عمو ابتسامة صغيرة...!
قلت:بس ايش قصدك بالأحداث إلي سارتلي...؟!
-عندك زواجك إلي كرهتيه في البداية و دحين متعلقة فيه زي الـ...كيف أقولها ذي...؟!،إنو..إنو مرة متعلقة فيه..مرة...إلا جود..إنتي لدي الدرجة مرتاحة مع علي...؟!
أخفضت بصري:علي...؟!
طالعت في عمو و ابتسمت:علي عفش و عصبي و غيور مرة و أحياناً..قروي.."ضحكت بخفة"..بسسسس أحبو..كفاية إنو محسسني إني ملكة و مافي مني اتنين و ما أأشر على شي إلا و يجيبو..ما أقول إلا و يسمع..علي يحبني أكتر مما أنا أحبو..علي.."طالعت في عمو"..ما حوقف لو بدأت..المهم إني مرتاحة معاه و أبغاك إنتا كمان ترتاح مع محروسة حتتزوجها...!
وجه عمو اتقلب...!
قلت بسرعة:عمو أوعدك ما حتحس بشي..و ما حيسير إلا واحد من اتنين..يا حالك تتحسن يا تقعد زي ما إنتا..عمو الله يخليك اسمح لي أبدأ أتصرف..و لو كلمتك في الموضوع تاني فحيكون بخير و لو ما كلمتك فاعرف إنو مافي نصيب...!
قال عمو بشدة:جود أنا مني مستعد أقعد مع وحدة تحسسني بالنقص...!
-هدي كل مشكلتك...؟!
-لأ..كمان مابغا أحرم وحدة و أعيشها معايا عذاب...!
-عمو..البنات دحين عاقلات..الوحدة سارت بس تبغى واحد كويس يضمها و يستر عليها و بعدين أنا مستحيل أورطك..لمن أفكر في وحدة مجرد تفكير حكون واثقة منها و من عقلها...!
-ليه..فيه وحدة محددة...؟!
-فيه كده وحدة...!
-جود أنا هاذي السخافات ما تعجبني...!
-مو سخافات..إنتا بس قول موافق...!
-لأ مني موافق..جود أنا ما حتزوج لعبة عشان تقوليلي فيه كده وحدة...!
-طيب آسفة إني استخدمت هدا التعبير..أنا فيه كم وحدة أعرفهم و واثقة منهم...!
بيني و بينكم..هيا وحدة لكني مابغا عمو يشك...!
وقف عمو و قال و هوا معطيني ظهرو بلا اهتمام غريب في غير محلو:سوي إلي تبغيه و أنا مالي دخل...!
-يعني موافق...؟!
التفت:جود..تعرفي لو مو مزعلك و أبغى رضاكي كان قلت لأ..لكني مضطر أقولك موافق..بس..حطي في بالك إنك ممكن تتعرضي لموقف محرج بسببي...!
قطبت حواجبي:كيف يعني...؟!
قال و هوا يرفع أكتافو:عادي..يعني ممكن فجأة أفركش كل شي بدون أي حساب أو حشمة لأحد..و شوفيني قلتلك عشان ما تزعلي مني...!
و جا بيخرج لكني وقفتو و أنا أقول بدلع مُنهي للموضوع:عمو..مو دوبنا اتراضينا..مافي hug عالطاير كده...؟!
التفت لي عمو و ابتسم..حضني و قال بحلاوة:آسف..نسيتيني بكلامك في موضوعي...!
-عارفة..مو بنتك و إنتا أبوية...!
بعدها باسني و همسلي بلطف:بس المرة الجاية أبغاكي ألين من كده...!
طالعت في عمو مستغربة فغمزلي و خرج من الغرفة و أنا مشيت وراه...!
رحنا و قعدنا في الصالة عند جدة و سعود و منورة إلي قامت للمطبخ عشان عمو...!
قال عمو بمرح:ها يا ماما..جودة و رضيت و إنتيييييييييي...؟!
طالعت جدة في عمو باحتقار:أوووووه..خيابة..والله إن ما معك إلا الخيابة...ماما..قال ماما...!
عمو اتكسح و أنا ضحكت...!
مسكين عمو..يعني هوا وين و وين لمن يستعبط...!
دق جوالي برنة وحدة..رفعتو و كان علي..الظاهر إنو خايف أكون في نص نقاش يقوم باتصالو يقاطعني...!
كنت حرجع أتصل لكن خليه يولي..أنا زعلانة منو..صح إني شايلتلو شكراً حلوة جوتي عشاني اتصالحت مع عمو لكن برضو زعلانة منو لإنو خطط مع عمو عليا من غير ما يقولي...!
رفعت راسي لعمو إلي ينادي..قلت:هلا...!
-ايشبك...؟!،مسكتي الجوال و سرحتي..مين...؟!
-ها..علي...!
-طب ارجعي دقي..خليه يجي...!
-طيب...!
تصدقوا لازم أدق...!
بكرة دوامات ولازم أرجع البيت عشان علي بكرة مداوم...!
رجعت دقيت زي الكلبة...آخخخ..والله كنت أبغى أستغل الوضع و أزعل بس للأسف...!
وصلني صوت علي ساخر:أشوفك دقيتي..مو كنك كنتي زعلانة.."قال يقلدني"..شكرا علي...!
انقهرت..علي الحيوان..لسه دوبي أمدح فيه..شكلي حسدت نفسي...!
فجأة إلا عمو نط و أخد الجوال:علي علي...!
و كان دا إلي سمعتو:
(-ايش...؟!
ضحك عمو بقوة:أقول تعال تعال..تعااااال اليوم العشا على حسابي...!
-كبسة من يد منورة تاكل أصابعك وراها...!
-ليش ايش فيها الكبسة...؟!
-إلا على حسابي..أنا مشتري كل شي...!
-تعال تعال...!
-لا حتتعشى إن شاء الله...!
ضحك:طيب حتتغدى...!
ضحك مرة تانية:علي بلا غلاسة..خلاص فطور...!
-يا أهبل فطور رمضان قصدي...!
-هيا خذها...!)
أعطاني عمو الجوال و حطيتو على أدني...!
قال علي:جود...؟!
-ايوة...
-تبغينا نتعشى عند عمك ولا لأ...؟!
حسيت علي كأنو يبغى يقولي:"أنا لسه بأستشيرك و أحترمك"...!
قلت:براحتك...!
-أنا قلت تبغينا..يعني إنتي ايش تبغي...؟!
-إنتا ايش يناسبك...؟!
-إلي يناسبك...!
-أنا أبغى إنك تجي و نقعد معاهم و نتعشى بعدين نروح البيت...!
-خلاص سار...!
ابتسمت:شكراً..يلا تعال دحين...!
-طيب بس وين بلوزتي الكروهات...؟!
-ممممم..في الغسيل...!
-يا ربييييه..ايش ألبس أنا...؟!
-البس أي شي...!
-ما فيا حيل أفكر...!
-البس جينزك العادي و البس التي شيرت السودا إلي مكتوب عليها بالدهبي...!
-طيب طيب..يلا مع السلامة...!
-مع السلامة...!
-تبغو شي و أنا جاي...؟!
قلت بصوت عالي:منورة ناقص شي...؟!
-مافي لبن..فلفل أسود...!
قلت لعلي:لبن و فلفل أسود و..شبس...!
-شبس ايش...؟!
-آآآه تسالي كاتشب و...ليز حار الله يخليك...!
-ليش اثنين..ليش الفقعة...؟!
-آآآ عشان الحار ليا و الكاتشب للبيبي...!
-حجيب حار بشرط يكون فيه جبنة سايلة و عيش عشان أسوي سندوتش...!
ضحكت:فيه فيه...!
ضحك:هَيْ يلا مع السلامة...!
-الله يسلمك...!
و قفلت...!
قال سعود:ماما أنا أبغى ليز بالبُجنة...!
-مو حلوة كثرتو..يجيب السومة...!
-إلا ماما..أبغاااااا...!
مديتلو الجوال:خد اتصل على أبوك...!
قال عمو:جود دحين إنتي من جدك..لبن و فلفل أسود...؟!
طالعت في عمو:وي عمو..لا تزعلني منك..ما فيها شي...!
-عارف بس أحس غباء..لبن..و فلفل أسود...!!!
-و شبس كمان...!
ابتسم عمو فرديتلو ابتسامتو و بعد كده دخلنا في جونا المعتاد من الكلام و الفُرجة عالتلفزيون...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

ارتمى علي عالسرير:منورة هذي..شي خطير..أحبها..تصدقي...؟!
طالعت فيه و أنا أغير و أعلق ملابسي:لا يا شيخ..كل دا عشان الكبسة...؟!،أنا أسوي زيها..أصلاً هيا إلي علمتني...!
-طالع فيا:كم لك ما سويتي كبسة لحم..والله إني اشتقت لها..ترى حلمت بها و احنا في المدينة...!
-يا سلام..جيب لحم و حسويلك كبسة...!
-مو إنتي حالفة عليا ما أدخل ذبيحة البيت قبل ما تولدي...!
قلت و أنا أتوجه للسرير و أنسدح:والله..ما فيا حيل أنا..أقطع و أنظف ومدري ايش هوا..بعدين تعال هنا..ليش ما جبتلي صدور الدجاج إلي طلبتها منّك...؟!
ضرب جبهتو:يااااااا الله..أنا حمار فتحت الموضوع ليه...!
-وي علي..ايش حيسير فيك يعني لو جبتلي إلي طلبتو منّك...؟!،ما تبغى تريحني يعني...؟!
طالع فيا:أنا نسيت و كنت مبسووووووط لإنك نسيتي الموضوع لكن دحين فكرتك...!
ابتسمت ابتسامة غريضة فقال:بس خلاص طفشتيني..قلت دحين..عارف قلت دحين...!
قلت و أنا ما زلت محافظة على ابتسامتي:و كمان قلت فكرتك...!
-بس عاد جود..مصختيها..طفشو الناس من تعليقاتك...!
قلت بطفولية:حتى إنتا ما يحبو تعليقاتك...!
سكت لثواني و هوا يطالع فيا بتأمل بعدين ابتسم و قال ببساطة:وجهك منور...!
-ها...؟!
-وجهك..منوووور...!
حطيت يدّي على خدّي:من..من جد...؟!،ليه...؟!
ابتسم:منتي عارفة ليه...؟!
طالعت في علي باستغراب،فقال و هوا يحط يدّو على خدّي:عشان كذة كنت أدعي ربي يفرجها بينك و بين عمك..كنت عارف إنكم لو اتصالحتو نفسيتك حتتحسن...!
ابتسمت و أخفضت بصري،قلت بصوت منخفض:ليه كنت وحشة...؟!
ضحك:لا اسم الله عليكي ماكنتي وحشة..بس ذحين فيكي شي غير.."تابع و هوا يأشر على قلبي"..أحس هذا مرتاح...!
ابتسمت:لو مو إنتا حولي ما كان حيرتاح..سواءً عمو صالحني ولا لأ...!
ابتسم فاتحمحمت...!
فطس علي ضحك:من جدك إنتي...؟!
-اييييش...؟!
-ايش ذا..قلك تستحي يعني...؟!
صرخت بقهر:هيي..بس كده..يعني حمحمة حقت البرستيج...!
-برستيج...؟!،الله يخلف البرستيج ضايع بينا..والله ما أحس بهبالتي إلا معاكي...!
ابتسمت:و أنا ما أحس بسخافتي إلا معاك...!
-و هبالتِك...!؟
قلت و أنا أحط يدّي على خصري:و سخافتَك إنتا كمان...!
-أنا ما عندي سخافة...!
-و أنا ما عندي هبالة...!
-لا عندك هبالة بدليل ذاك اليوم لمن كثرتي ملح في الغدا عشاني خاصمتك على ملحك القليل في الغدا إلي قبلو...!
-حتى إنتا عندك سخافة بدليل إنك خاصمتني على الملح القليل بدل ما تطلبني ملاحة و تزود الملح قد ما تبغى...!
-طب شسوي قهرتيني...؟!
-حتى إنتا قهرتني...؟!
سكتنا أنا و علي لثواني و احنا نطالع في بعض قبل ما نفكها ضحكة...!
قلت:كل واحد فينا أهبل من التاني...!
قال:و كل واحد فينا أسخف من الثاني...!
-لاااااء لو سمحت أنا سخافتي لا يضاهيني فيها أحد...!
-و أنا هبالتي و عكاستي لا تقاوم...!
سألت و أنا أعطيه نظرة:من جد...؟!
قال و هوا يرفع حواجبو و ينزلها بسرعة:ايوة ولا ايش مطيح بنات العائلة فيا غير عنادي...!
-لا والله...؟!،أصلاً وين بنات العيلة..كلهم في ديرتك...!
-اللللللمهم فيه بنات عيلة و كلهم يحبوني...!
قلت بحقد و غيرة:لأ مو كلهم يحبوك..أصلاً لمن رحت الديرة أول كلللللهم كان عندهم ذكريات مو حلوة معاك و كل شوية وحدة تجي تسألني.."قلت أقلد أصواتهم"..جود لسه علي مدري ايش..لسه يحب مدري ايش يسوي...و بلاوي تانية كتير...!
-طيب يختي ايش فيكي حقدتي..وجع..أعوذ بالله ما ينمزح معاكي...!
قلت:علي أنا لسه قاعدة أمزح...!
-لا بالله...؟!
-ايوة...!
-بغت عيونك تذبحني و تمزح أجل لو ما تمزحي...؟!
و على كده...استمر أحلى وأسخف حوار ممكن يدور بين اتنين...!

*********************************

سعود،،،
سحبت نفس و أنا أسمع "التووووووت" و أستنى سعيد يرد...!
يا رب افرجها من عندك...!
سعيد:ألووووو...
-ألو..ايوة هلا سعيد..كيفك...؟!
-الحمدلله بخير..إنتا كيفك...؟!
قلت و أنا أهز راسي لسبب ما أعرفو:كويس..كيف الأولاد و كيف أهلك و كيف مها..إن شاء الله مرتاحة...؟!
ضحك سعيد:لا مرتاحة و مبسوطة مرة...!
ابتسمت:الله يوفقها...!
سكتنا لثواني قبل ما يقول سعيد:إلا وينك عنا..من يوم الملكة ما شفناك...؟!
اعتدلت في جلستي و أنا أقول:مشاغل و ظروف و لخبطة نوم..عارف إنتا الوضع...!
قال بقلق:ليه سعود..عندك شي شاغلك...؟!
شخصياً ما عندي لكني استغليتها فرصة و قلت و أنا أتنهد:كثير أشياء شاغلتني يا سعيد...!
-خير سعود..ايش فيه...؟!
-جود يا سعيد..جود...!
-جود...؟!،ليش ايش عندها كمان...؟!
ما عجبتني نبرة سعيد أبداً لكني ما أعتقد إنو وقتو أحاسبو على نبرتو دحين...!
قلت:أنا و جود اتراضينا و كل شي سار تمام الحمدلله و انزاح الهم عني...!
-طيب...؟!
-سعيد رفعت سماعة على جود من يوم الخميس...؟!
-سعود أرجوك لا تكلمني في هذا الموضوع و اسألها هيا ذا السؤال..راحت المدينة بلا حشمة لأي أحد..سوت إلي سوته و خربت على بنتي ملكتها و فرحتها إلي ما تتكرر و خرجت...!
كان نفسي أقول:"إنتا خربت على بنتك"،لكني كنت أبغى أقنعو مو أتمشكل معاه...!
قلت:سعيد جود تعبانة و بعدين هذي أول مرة ترفع فيها صوتها...!
-أول مرة أو آخر مرة ما يهمني..أبوها و عيب عليها إلي سوتُه...!
"و هيا بنتك و أحسن منك"،برضو شي كان نفسي أقولو...!
قلت بهدوء عشان يسمع لي:سعيد المفروض تكون حاسس بها..إنتا لمن غلطت كنت تبغى من يسامحك و لقيت..كمان هيا ذحين تبغى من يسامحها...!
-بس أنا عانيت لين ما لقيت من يسامحني..لازم تعاني زي ما عانيت عشان تحس بغلطها...!
-عانيت...؟!،عانيت كم...؟!ما مر شهر إلا و جود عندنا و إنتا معانا عادي..لا و تطلبنا بكل ثقة ندخلها جوة عشان ما تشوفها...!
**كان سعيد بعد ارتكاب جرمه يطلب من أخيه الصغير بأن يدخل ابنته الرضيعة (جود) لإحدى الغرف الداخلية لأنه يكره رؤيتها...!
قال سعيد بنرفزة:طيب شهر..خليها تستنى شهر و بعدين يسير خير...!
سخافة !! ، الشي الوحيد إلي جا على بالي هوا إنو سعيد إنسان سخيف...!
-طيب ليه ما تكون أحسن منها و تروحلها و صدقني الكل حيشهد إنك الكويس و الصالح إلي تعفو عن أخطاء الناس..والله الكل حيشهد لك بكذة...!
سكت سعيد..شكلو قاعد يفكر...!
ابتسمت بسخرية..هذا إلي هام سعيد..الناس و نظرتهم..الشغلة عندو مو شغلة دين و عدل و حق..الشغلة عندو شغلة ناس و كلام و سمعة...!
قال:خلاص يا سعود..بكرة و أنا عندها و إن شاء الله إنها بتحفظ لي هذا الشي...!
قهرتني الجملة الأخيرة لكني كالعادة ما قدرت أقول لسعيد الصراحة في وجهو...!
-إن شاء الله ربي يفتح عليكم و يجمع بينكم بالخير...!
-آمين..هيا أبوية تبغى شي...؟!
-لا سلامتك...!
-الله يسلمك..مع السلامة...!
همست:"مع السلامة" و حطيت الجوال جمبي عالسرير...!
يااااااااااا الله..كلمة "أبوية" ذكرتني بإنو سعيد عمرو ما قصر معايا في شي..و كان بالفعل في أيام كثيرة زي أبوية لكن...
اتنهدت..سعيد غريب..غريب كيف إنو يقدر يكون مثال الرجل الصالح عند ناس و مع ناس ثانيين يكون مثال الرجل "الفحل".
انقطع تفكيري عن سعيد و اتجه ليا..ايش دوري...؟!،كيف لازم أساهم في هذي المشكلة...؟!
يا رب..مني عارف كيف لازم أتعامل أو _بالأصح_ أرشد جود للطريقة الصح إلي لازم تتعامل بها مع أبوها...!
أوكي..أكيد ما حغصبها تحبو أو تهتم فيه لكنها لازم تكون موجودة حوالينو...!
يعني..مثلاً تتصل عليه زي ما تتصل عليا..لا لا ما تتصل عليه زي ما تتصل عليا..بس على الأقل توريه إنها مهتمة أو تتظاهر بالاهتمام..تحسسو إنو أبوها..بكده سعيد يهجد عنها..ترى سعيد إنسان عاطفي؛بسهولة يحس إنو ضحية و بسهولة يحس إنو مذنب،رغم إنو إحساسو بإنو ضحية أكبر و المشكلة إنو لمن يحس إنو ضحية ممكن يبدأ يسوي أشياء شيطانية بس عشان يتخلص من هذا الإحساس..فعلاً شي عجيب...!
فجأة اتجه تفكيري لجود..جود مشكلتها إنها مهتمة كتير بعائلتها..أحسها تتوحش أول ما أحد يهوب ناحية علي و سعود...!
اتنهدت..أنا زمان كنت كده مع جود..بس دحين خفيت..يمكن عشني سرت أحس إنو وراها أحد غيري..رغم إنها ما تحسسني بكده..جود كل ما يسير لها شي تقولي..و بصراحة هذا شي يفرحني..جود تحسسني إني لسه مسؤول عنها..ما زالت تاخذ رأيي في أشياء حتسويها و إن كان علي وافق و كلو تمام...!
أحياناً أحاول أتخيل نفسي لو اتزوجت..هل حأحسس جود بنفس دا الإحساس ولا علاقتي بها حتسير سطحية..آه..أصلاً ما حتزوج..ليش أتعب نفسي بالخيال...؟!
إلا صح..جود اتحركت...؟!،سوت شي...؟!،أنا أعطيتها الإذن و قلتلها سوي إلي تبغيه..يا ترى ايش سوت و لو ما سوت ايش حتسوي...؟!
أنا مني مستعد..هيا كلمة رميتها بلا اهتمام بس عشان أرضي جود..لاء..لاء..مابغا أرتبط..أنا راضي بقدري و مابغا أي شي يتغير..حالتي عاجبتني..يا ليت لو جود تفهم..لكنها ما حتفهم..لإنها,,
ما تبغى تفهم...!


*********************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 02:56 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء الثالث عشر

(عصفُ العواطف)




جود،،،
كنا أنا و سعود قاعدين نتفرج أنا و أخي على سبيس توون..دوبنا خلصنا فطور و قاعدة أتفرج معاه...!
سعود كان جالس جمبي و حاط راسو على بطني و يقول:ماما بعدين أنا أسير سامي و النونو وسيم...؟!
ضحكت:طب ممكن النونو بنت...!
-عايدي..خلي اسمو وسيمة...!
قلت بعجب:ما شاء الله سعود..عرفت كيف تخليها مؤنث...!
طالع سعود فيا باستغراب فقلت و أنا أمسح على شعرو:يبعدين تدخل المدرسة و يعلموك اللغة العربية...!
تصدقوا أطفالنا أذكى أطفال...؟!..هيا بالله ايش عرفوا بالتأنيث..شوفوا هوا عرف يأنث رغم إنو مو فاهم فكرة التأنيث...!
أتذكر مرة سمعت دكتور طارق السويدان يقول:"الطفل العربي عبقري و مبدع لين 7 سنين و 7 سنين عندنا سن مدرسة"
و كان يقصد إنو مدارسنا بتدمر الأطفال و تخرب أفكارهم و تشغلهم بأشياء المفروض ما يعرفوها باسم الدين..زي عذاب جهنم و القبر..أطفال ما اتعدوا السبعة سنين يكلموهم في أشياء زي..لا الله ولا رسولو بيرضو بكده...!
من جد عندنا بيكبتوهم و يدمروا مواهبهم...!
قلت و أنا أربت على ظهر سعود عشان يقوم:سعود جيبلي جوالي...!
قام سعود و جاب الجوال و طالعت أنا في الساعة..كانت 11 قبل الظهر..يا رب يكون أحد راسل لي رسالة..طفشانة...!
اتذكرت فجأة موضوع الإعادة..ما كلمت علي أمس بسبب الروحة لجدة و عمو..بس يلا..أهو اتصالحت مع عمو...!
مدلي سعود الجوال و راح لعند التحفة إلي في دولاب التلفزيون..مادري ايش يسوي بالضبط بس كان قاعد يتفحصها و يقلبها في يدّو و ينقل بصرو بينها و بين التلفزيون...!
طالعت في الجوال..ولا مسج واحد حتى...!
تصدقوا..كنت متوقعة مسج كده حلو من عمو لكن خابت توقعاتي..بس خليني أكون صريحة..هوا أمس بحركاتو و نظراتو ليا وراني الاعتذار في أقوى حالاتو..يعني المسج ما كان حيفرق معايا مرة...!
و بما إني طفشانة ألفت مسج كتكوت و خفيف كده و رسلتو لعلي..عل و عسى يرد...!
جاني سعود بالتحفة إلي كانت على شكل سفينة و قال:ماما..وين السواق...؟!
-مافي حبيبي سواق..هدي زي اللعبة...!
قعد سعود يمشي السفينة عالكنبة جمبي بعدين طالع فيا و قال بسعادة:أنا السواااااق...!ابتسمت و ناديتو و جلس جمبي..لفيت يدّي حولو و نزلت راسي لو:إنتا تبغى تسير سواق...؟!
-مممممم..بس على شرط...؟!
-ايش...؟!
-مابغا زي رشيد أنام في البرة..أبغى أنام معاكي...!
ضحكت..سعود قصدو برشيد سواق أهل علي...!
حضنتو:اسم الله على حبيبي..إن شاء الله أشوفك دكتور في الـ..سعود إنتا ايش تبغى تسير...؟!
قال بتفكير:أنا أبغى أسيييييييير دكتور في الجوم بوي...!
-وي سعود..كيف دكتور في الجيم بوي...؟!
-يعني عادي..أسير دكتور الجوم بوي...!
-كيف يعني دكتور الجوم بوي..يعني لمن يخرب الجيم بوي تصلحو...؟!
-أممممم..ممكن بس أكتر أكتر دكتور في إلي يلعب كل الألعاب من غير ما..الماما حقتو تقولو لأ و كمان هوا يعرف كللللل الألعاب و كل شي جوة اللعبة الناس ما تعرف إنو في اللعبة الشي إلي ما يعرف و كمان محد يعرف السر..هوا سر محد يعرف السر دا إلا دكتور الجوم بوي...!
طالعت في سعود بابتسامة..سعود سار ينطق كلو صح لكن يمطمط في الكلام و يقولك بدل الجملة تلاتة...!
حضنتو و بستو:يا ربي أشوفك يوم مهندس أجهزة ألعاب...!
-ايش يعني...؟!
-يعني تشتغل مع سوني ولا تبغى مع نيتندو...؟!
طالع فيا بحواجب مقطبة:أبغى مع الجوم بوي...!
-يعني مع نيتندو...!
-ايوة خلاص مع نيدينتو...!
ابتسمت و أنا أحاول أكرر الكلمة عشان ينطقها صح:تبغى تشتغل مع نيتيندو..إنت تبغى تشتغل مع نيتيندو عشان نيتبندو هما إلي عملوا الجيم بوي...!
-ايوة..نيـ..تييييـ..ندو..نيتينننـ..دو...!
ابتسمت و هزيت راسي...!
أما سعود فاتذكر جيم بويو وراح جري يجيبو و قعد يلعب في السيب..سعود يحب يقعد في أماكن غريبة..في السيب في نص المطبخ..عادي في أي مكان عجيب تلاقيه...!
رن جوالي بنغمة رسالة..يا رب يكون علي رادد عليا...!
و بالفعل كانت من علي بس محتواها كان:
"في اختراع اسمه تستنيني لين أجي البيت و تقولي لي ذا الكلام في وجهي أما و أنا في الشغل...!"
رسلت و أنا أحس بقهر:
"كلك ذوق حبيبي"
رجع رسلي بعد دقايق:
"هههه..لا تزعلي..أنا انقهرت عشان قرأت الرسالة وروقت لكن بعدها المسؤول عني ناداني يبغاني في شغل..كان يكلمني و أنا مني معاه و آخر شي قلي:"التناحة ذي ما أبغاها هنا"..وجع يقهر..أقلدلك هوا بعدين..أحبك..بس لا تقولي لأحد *_^"
ابتسمت و حطيت الجوال على جمب و قعدت أتفرج عالتلفزيون و أنا مبتسمة...!
رن جوالي فرفعتو و اختفت ابتسامتي علطول...!
قعد يرن مدة بعدين وقف لثواني و رجع يرن...!
سحبت نفس و رديت:نعم...؟!
-السلام عليكم...!
-وعليكم السلام....!
-كيفك...؟!
-الحمدلله...!
سكت بابا لثواني بعدين قال:ما أشوفك سألتيني عن حالي...!
قلت بدون مشاعر:كييف حالك...؟!
-بخير...!
قالها بدون نفس..انقهرت..كيف يتكلم معايا بدي الطريقة..و كأنو متفضل عليا رد على سؤالي...!
كنت ساكتة و أستناه يتكلم..ما كان عندي أي استعداد علشان أبدأ الكلام...!
-أشوفك ساكتة...!
ايش يتوقع مني..أشكرو على اتصالو مثلاً...!
-جود رُدّي...!
قالها بابا بشدة استفزتني...!
كنت قاعدة أفكر في شي قوي..الكلام إلي حقولو لازم ما يكون شي عادي..لازم كلماتي تكون ما تنسي...!
بابا باستنكار:جود!!!
قلت ببطئ شديد:بابا..أحبك...!
-ها...؟!
ضحكت:اييييييييوة..ايوة أحبك..أحبك قد السما و قد البحر..أحبك حب مو طبيعي..شي فظيييييييع...!
-جُـ..جود إنتي...
بابا كان متلعثم و حالتو حالة،قلت بتعداد:أول شي نبذتني و رميتني على عمو و جدة و هناك اتربيت أحسن تربية..أنا ما أقول إنك ما كنت حتربيني لكن ما كنت حتربى بنفس قيمة الحب إلي اتربيت بها..جمعتني مع علي غصباً عني..و دحين عارفة محد حيريحني غيرو.. و بدعوتك خليتني أسقط في وقت ما كنت مستعدة فيه للأولاد..بتسببك بمشكلة بيني و بين عمو خليتو يراضيني و أجبرتو..يسمحلي أسوي إلي أبغاه..إنسان سوا كل إلي سويتو حرام ينكره..حرام ما ينحب..ولا إنتا شايف غير كده...؟!
قال بابا بتنهيدة:ما أدري يا بنتي أصدقك ولا لأ...!
أكره نبرة بابا دي..تحسس سامعها بإنو حقيييير و مو متقي الله فيه..على عكس الواقع...!
اتنهدت:إلا ما قلتلي..ليش اتصلت...؟!
-و هذا سؤال تسألينُه أبوكي...؟!
-لا بس قلقت..يعني مو متصل في دا الوقت إلا و في شي...!
-إنتي شكلك تبغي الدُغري...شوفي جود..أنا جايك ذحين...!
-نعم...؟!
-يا بنتي ما يسير..شوفي أنا بقدر ظروفك و أتجاوز و أقولك ما يسير..المفروض إنك ترحبين فيا...!
-ما يحتاج تقولي أنا أعرف الواجب لكن استغربت..إنتا فاجئتني...!
-خلاص طيب أنا جايك ذحين...!
قلت بأسلوب حاولت يكون لطيف:طب..يعني بس حتمر..لإنو أنا مني جاهزة و علي يرجع تعبان ما يقدر يشوف أحد...!
-و إن كان..في شي اسمه أسلوب...!
-آسفة..إنتا فاجئتني..كمان..علاقتي بك ما تخليني أو تخليك ترحب بيا في أي وقت...!
-قصدك نظرتك لي...!
عضيت على شفتي السفلى..كنت عارفة بابا ما حيفهم كلامي لكن ليش قلتلو..مادري...!
-طيب ما رديت عليا دحين..إنتا بغيتني في موضوع...؟!
-ايوة بكلمك في شي و بمشي...!
ابتسمت:أجل حياك الله...!
-بدري!!
و قفل،حطيت الجوال جمبي و قمت رحت لسعود إلي ما زال يلعب في السيب...!
قلت:سعود...!
-نعم...؟!
-حبيبي قوم ادخل غرفتك..جدو ذحين جاي و أبغاك تقعد في غرفتك و ما تخرج هوا يبغاني في موضوع...!
قال بملل:جدو أبوكي...؟!
-ايوة...!
وقف و قعد يبربر "يتحلطم" و هوا يدخل الغرفة:كل ما يجي إدخل الغرفة إدخل الغرفة..ليش هوا مو إدخل الغرفة؟!"
صادق سعود..بابا عمرو ما جا كزيارة اب عادية لبنتو...!
روقت الصالة و جهزت شاهي في طقم مرتب و قعدت أستنى...!
ما استنيت وقت طويل لين ما دق الجرس و قمت و قلبي يدق بقوة...!
حسيت بالغيض من نفسي..ليش أتوتر..ليش مني قوية و جامدة..ليش دقات قلبي و حرارة جسمي يخونوني في المواقف دي..ليش...؟!
فتحت الباب بعد ما اتأكدت إنو بابا و بكل غباء أخفضت بصري و أنا أقول:اتفضل...!
دخل بابا:زاد فضلك...!
قفلت الباب و أنا أسحب نفس أما بابا فجلس في الصالة قبل ما أقول _كعادتو_...!
كنت حتجه للمطبخ أجيب الشاهي و بقية الأشياء لكن بابا وقفني:جود..تعالي اجلسي...!
-الشاهي جاهز...!
-ما رح أشرب شي عندك...!
مادري هل قصد بابا يهينني أو يجرحني بجملتو دي...؟!
جلست في نفس الكنبة إلي بابا كان جالس عليها..كانت طويلة كفاية عشان يكون بيني و بينو فراغ معقول و مُريح ليا...!
إلي قطع الصمت كان أنا،قلت:ايش الموضوع إلي بغيتني فيه...؟!
طالع بابا فيا بابتسامة:ايش هذا..لا سلام ولا كلام...!
طالعت في بابا لثواني قبل ما أقول:كيفك...؟!
-بخير ما دام إنتي بخير...!
يا الله قد ايش أحب دي الجملة من علي و عمو و جدة..أحسها طالعة من قلب..أحس إني لو قلتلهم إني كويسة حيرتاحو و يسيروا من جد بخير...!
-بابا ايش الموضوع إلي بغيتني فيه...؟!
قطب حواجبو:يا بنتي إنتي ليه كذة..فيكي عجلة و قلق و علطول مربوشة...!
قلت بقهر:طبيعي بقلق..إنتا من يوم الخميس ما سألت عني..رحت المدينة و رجعت ولا كأنو شي..دحين..تتصل عليا في الصباح و تقولي ابغاكي في موضوع و ما تباني اقلق...!
-احترمي نفسك و لا ترفعي صوتك..و إنتي إلي ما اتصلتي و بعدين لا تلعبيلي دور الخايفة المفزوعة..خلاص بقولك..أنا جاي هنا أبغى أتكلم معاكي في وضعنا...!
تصدقوا ارتحت...؟!
أنا من يوم ما قلي:"أبغاكي في موضوع" و الدراما عندي شغالة..اتخيلت أحداث و أشياء زادتني قلق..لكن ما دام قال وضعنا فألف حمد و شكر...!
-شوفي جود..أنا بأتكلم و أقول لكن بشرط تسمعيني و ما تقاطعيني...!
قلت و أنا أتنهد:اتفضل...!
-أنا يا جود كنت ناوي أناقشك في فعلتك يوم الخميس لكن عمك رجاني ما أتكلم و لا أنا شايف إننا لازم نوعيكي لغلطك...!
طالعت في بابا و أطلت النظر لحد ما قال:ليش تطالعي فيا كذة..كلمة الحق ما ينزعل منها ولا إنتي شايفة غير كذة...؟!
-لا ما ينزعل منّها بس للأسف ما نقدر نقولها دايماً...!
-في هذي صادقة و معاكي حق...!
لا تتوقعو أناقشو في كلامو و أقولو نفس إلي قلتو لعمو..إلي قدامي إنسان ما يفهم..لو قلت إلي قلتو لعمو حيفتح معايا نقاش سخيف أترفع أنا عنو...!
بابا:أنا يا بنتي جايك اليوم بنفسي عشان أقولك إن إلي قاعد يسير غلط..ما ينفع أنا و إنتي نستمر كذة..الناس بدأت تتكلم و أنا مني خايف على نفسي قد مني خايف عليكي..أنا مني أناني زي ما تقولين..أنا خايف على أولادك و بيتك..أنا يا بنتي...
وقف بابا كلام و كأنو مو قادر يكمل...!
منظر بابا و نبرتو كانت مثيرة للشفقة..كنت على وشك أتعاطف معاه لكن صوت بداخِلي دوى:"كدااااااااب"...!
حاولت أتجاهل الصوت لكن ما قدرت..ما قدرت أتعاطف..ما قدرت أبدي أي ردة فعل..لكن قدرت..بس قدرت _بعد ما دققت النظر في عين بابا_ أشوف قد ايش الصدق أبعد ما يكون عن كلامو...!
شفت أشياء كتيرة وحشة في عين بابا..أشياء من زمان عارفتها و شايفتها لكن دي المرة غير..دي المرة شفتها كلها مرة وحدة الشي إلي خلاني أقول بكل ثقة و حزم:أوكي بابا..أنا ممكن أبدأ معاك صفحة جديدة لكن بشرط...
طالع فيا بابا بحواجب مقطبة،قلت:أبغى أعرف كل شي من يوم ما غلطت لحد ما حطيتني عند جدة و عمو...!
بابا انصدم و سار يتنفس بصوت مسموع...!
أما عني فما بعدت عيني عنو و أنا أستنى...!
شفايف بابا..بدأت ترتجف..وبدأ يطلع أصوات قصيرة متكرررة كأنو يبغى يقول كلمة معينة بس مو قادر...!
شوية شوية حسيت بوجه بابا يحمر..خُفت..مابغا يسير لو شي عندي و بسببي...!
قمت بسرعة و جلست جمبو..حطيت يدّي على صدرو و اليد التانية لفيتها على أكتافو و قعدت أسمي و أقرأ عليه و أهديه...!
و الحمدلله بعد مدة هدي بابا و رجع وجهو طبيعي و عضلاتو ارتخت..اتنهدت أنا براحة..لالا..لا تحسبو حب أو اهتمام..أنا في دي المواقف أحكّم إنسانيتي لا أكتر و لا أقل...!
قلت:أجيبلك شي...؟!
-موية...!
جبت لبابا موية..شربها مرة وحدة و حط الكاسة عالطاولة إلي قريبة منو...!
قلت:أحسن دحين...؟!
طالع بابا فيا بعتاب فقلت:هدا شرطي و طلبي..أنا من حقي أعرف كل شي...!
قال بابا بانفعال:ايش تبغي تعرفي أكثر من إنك بنت حرام...؟!
حسيت بدمي يفور..قلت:أول شي وطي صوتك سعود لا يسمع و يروح ينطقلي الكلمة في كل مكان..تاني شي في أشياء كتير مي واضحة لازم أفهمها...!
همس بقهر:ايش..ايش...؟!
-أمي..اسمها و أصلها و كل شي عنّها...!
-تسألي عن وحدة حقيرة ليه...؟!
-أبغى أعرف..أبغى أعرف حقيقة هدي الإنسانة إلي قلتو إني على خطاها..أبغى أعرفها أو على الأقل اسمها...!
قال بابا و هوا يتجنب يطالع فيا:أنا جاي هنا عشانك و عشاني..مو عشانها أو عشان حكايتك...!
-حكايتي هيا حكايتك هيا حكايتها...!
-لأ...!
مسكت يد بابا و قلت برجاء مستميت:بابا الله يخليك..الله يخليك قُلي..أنا مابغا منك شي غير إنك تقولي..الله يخليك...!
سحب بابا يدّو:حيفرق معاكي شي...؟!
قلت و دموعي كانت قريبة:بابا الله يخليك..الله يخليك قولي..أبغى أعرف...!
قال بشدة:جود خلاص..قلت لأ يعني لأ...!
بكيت من شدة بابا:أبغى أعرف..إذا كانت حقيرة و كلبة و بنت شوارع زي ما تقولو كيف جيت..كيف حملت بي...؟!
بابا بانفعال:اتقي الله..هذا مقدر..حتعترضي على ما كتب الله...؟!
-أنا ما أعترض..أنا أبغى أعرف..بس أبغى أعرف...!
بابا بنفاد صبر:تعرفي ايه...؟!
-أبغى أعرف كل إلي سار..حكيني الحكاية...!
-و مين إنتي عشان أكلمك في موضوع زي هذا...؟!
طالعت في بابا و قلت بحزن باكي:أنا الموضوع كلو..بابا ارحمني و ارحم حالي..قُلي..أنا تعبت..أنا أحس إنو كل إلي أعرفو غلط بِـ غلط..أحس إنو في شي ناقص و أبغى أعرفو..من حقي أعرفو...!
قال بابا بتنهيدة:أستغفرك ربي و أتوب إليك...!
طالع فيا:قد ما تبغي تعرفي قد ما أنا مابغا أقول..يا بنتي أنا أتألم لمن أتذكر..صعب عليا أتكلم..صعب...!
-أنا أواجه نفس الصعوبة..بابا إنتا لازم تتكلم..لازم تجبر نفسك تتكلم زي ما أنا جبرت نفسي من قبل على أشياء كتيرة أكره أسويها عشانك و عشان عمو...!
سحب بابا نفس و قال:حتكلم..لكن فيه تفاصيل أعتذر عن إني أقولها...!
-براحتك..المهم أفهم و يسير في شي ممكن الواحد يصدقو...!
-كان عندي شغل..المدير طلب مني أرتب ملفات ما يستأمن عليها أي أحد و أنا ما حبيت أوقف و أكمل شغل بكرة...!
كنت مسلمة كل حواسي لبابا..سمعي و بصري و فؤادي...!
-كان الوقت ليل لمن خلصت و كنت حركب سيارتي لكن...
عض بابا شفايفو و نزل راسو لتحت:وقفتني "لمى" لمن قالتلي بإنها تخاف تركب تاكسي لحالها في ذا الوقت و رجتني أوصلها...!
صدري سار يهبط و يطلع،قلت:لمى أمي...؟!
غمض بابا عينو و فتحها و هوا يهز راسو بايوة...!
قلت بتساؤل لنفسي:لمى...؟!
و كأني بحاول أثبِّت الاسم..أمي أنا..اسمها لمى...!
-ايوة لمى..لمى أو خديجة...!
طالعت في بابا باستغراب فقال:اسمها خديجة لكننا كنا نناديها لمى...!
قطبت حواجبي:ليش كانت لكم معرفة قوية بها..و مين كنا..مين تقصد...؟!
-الشركة..الكل يناديها لمى..كانت في الورق بس خديجة...!
طالعت في بابا و قلت و أنا أرجع قصتي ورا أدني:و بعدين..وصلتها و بعدين...؟!
سحب بابا نفس و قال و هوا لا زال يطالع تحت:وصلتها لشقتها و...
قاطعت بابا:شقتها...؟!،ليش مالها أهل و كيف شقتها..احنا هنا لازم محرم...!
قال بحقد:هذي وراها ناس..تسوي إلي في راسها و تضرب بالقوانين عرض الحايط...!
-طيب وراها ناس و جنية و تسوي إلي في راسها..لكن مين هذا إلي يسكن وحدة زيها في عمارتو...؟!
-لا تسأليني عن أي شي..أنا مادري..هيا دلتني على عمارة و وصلتها لها و بعدين طلبت مني..
قاطعتو:معليش..لحظة لحظة..العمارة..كانت عادية ولا...؟!
طالع بابا فيا بغضب:ايش قصدك يعني...؟!
قلت و أنا أرفع أكتافي:ما قصدي شي..بس أبغى أعرف...!
-جننتيني أبغى أعرف أبغى أعرف..العمارة ما كان فيها شي يشكك..كانت عمارة زي هذي إلي إنتي ساكنة فيها...!
بعد صمت ثواني قلت:ايوة و ايش طلبت منك...؟!
-طلبت مني أوصلها لشقتها و...
قاطعتو بهمس مصدوم:و توصلها لشقتها ليه...؟!
-قالتلي خايفة و...
-تاكل تبن خايفة..أحد قلها تتأخر عن بيتها..ايش الـ...
بابا ما صدق أوقف في صفو:فعلاً كانت حقيرة و كلبة و ماكرة و...
قلت:و بعدين..ايش سار...؟!
قال بنرفزة:سار إلي سار...!
قلت بغيض:يعني ايه سار إلي سار..يعني ايه...؟!
-إنتي غيبة..ما تفهمي...؟!
-أنا مني غبية..أبغى أعرف كيف...؟!
قال بعين اتوسعت بشكل مرعب:كيف ايش...؟!
قلت بصوت مرتجف:أوكي أنا غبية..أنا مني فاهمة..فهمني...!
أعاد التساؤل:إنتي غبية...؟!
-ايوة غبية..يلا فهمني...!
قال و هوا يحرك يدّو:طلعتها للشقة و حلفت عليا أشرب شي عشان تعب الطريق و..و..
طالعت في بابا و أنا أحس بالحزن يسيطر عليا:خلعت عبايتها...؟!
طالع بابا فيا بصدمة،قلت بصوت باكي:فتحت شعرها...؟!،اتمايلت قدامك زي الـ...
بدأت أبكي..غطيت وجهي بيدّي و قعدت أبكي...!
بابا خاف:جود بس..بس خلاص..جود اذكري ربك...!
قلت و أنا مغطية وجهي:ليه..ليه كده تسوي فيا..أنا ما سويتلك شي..ايش كان حاوجك..زوجتك ايش كان ناقصها..جمال و لا حُب ولا أخلاق...؟!،إنتا ليه كده سويت فيا..أنا..أنا ما سويتلك ولا حاجة..أنا..أنا ما..أنا...
بابا حضني فازداد بكايا...!

ما أبغاه يحضني..ما أبغاه يكون أبويا..ما أبغاه هوا..أنا أبغى عمو..أنا ما أحبو..مابغا أبوية يكون كده..مابغا هدا يكون جد أولادي..ما أبغاه يكون نسيب زوجي..ما أبغاه..أنا أبغى واحد تاني..أبغى رجال..أبغى اسمي يكون تحت اسم رجال..أبغى أحط عيني في عين كل الناس و أقول:"هدا بابا"،بكل فخر أقولها زيي زي أي وحدة شايفة في أبوها الرجل المثالي...!

تركني بابا بعد ما خف بكايا،قال:عشان كذة ما بغيت أقولك...!
مسحت دموعي و اتظاهرت بالقوة لإنو جا على بالي سؤال يحتاج قوة...!
قلت:أنا..أنا بقي عندي كم سؤال يحتاجو إجابة...!
-اسألي..معد بقي شي يتخبى...!
-آآ..هل..كنت إنتا..يعني..أبغى أعرف لو..إنتا..أول أحد..قصدي..يعني..ماما..يعني إنتا..إنتا أول شخص لها ولا...
-نعم...؟!
طالع فيا بصدمة مخلوطة بغضب و خوف:إنتي..إنتي كيف تتجرأي و تسأليني هذا السؤال..كيف...؟!..لا..لا إنتي..إنتي شي ثاني..إنتي شي مو طبيعي...!
-جاوبني..ايوة ولا لأ...!
بصراحة..ما سرت حاسة بأي شي..كنت بس أبغى أعرف و أعرف..تماماً زي المدمن..بس يبغى المخدرات من غير لا يفكر بالطريقة و الوسيلة...!
قال بابا بانفعال:مو من حقك تسأليني ذا السؤال...!
-بابا إنتا لو جاوبتني حرتاح و حفهم أشياء كتيرة أنا مني فاهمتها...!
-إنتي ايش تبغي و ايش تقصدي بالضبط...؟!
-بابا إنتا عارف كويس أنا ايش أقصد..أنا عارفة مو مفروض أحط عيني في عينك و أسألك في شي زي كده لكن وضعي و وضعك غير..بابا أرجوك جاوبني...!
-يا بنت استحي..إذا منتي محترمتني كأبوكي احترمي سني..احترمي شيبتي..احترمي ولدك إلي جوة..احترمي إلي في بطنك..احترمي نفسك وذاتك...!
-ذاتي...؟!،ذاتي تعبت من كُتر الاحترام..ذاتي تبغى تعرف ما تبغى تضايقك والسلام..ذاتي ما طلبت منّك تقول إلا..ايوة أو..لأ...!
-إنتي سألتيني و أنا من حقي أجاوبك أو ما أجاوبك...!
-طب بس هُز راسك..بس...!
-يا بنت ايش في راسك إنتي..قاعد أقولك لأ ما رح أجاوب...!
-بابا..أنا من حقي أعرف تفاصيل قصتي كاملة..جاوبني..جاوبني إنتا كده تاخد ذنبي.."تابعت بطفولية"..بابا أنا ما رح أسامحك..لو ما جاوبتني ما رح أسامحك و حيقعد دا السؤال في نفسي ليييييييين...
قاطعني بصرخة:"لأ"
فزيت من الصرخة المفاجئة فقال بابا:لأ..ارتحتي..خلاص أخذتي المعلومة إلي تبغيها ولا لسه عندك أسئلة قذرة ثانية...؟!
سكت..كنت أبغى أضيف دي المعلومة للي عندي..رغم إني كنت متوقعة الإجابة لكن لمن انقالت في وجهي و صاحبها إلي متأكد منّها صرح بها ليا حسيت بشي تاني..حسيت بها أقوى و أوسخ و أبشع...!
شي..يعور القلب...!
اتنهدت بهدوء و بطئ لكني رفعت راسي بعد ثواني و أنا أحس الإستماتة في إني أعرف ترجعلي...!
قلت بصوت واطي:طب بابا..لمن ماما حقيرة و بياعة هوى كيف جابتني..معقول ما كانت تاخد أي موانع...؟!
أخفض بابا راسو:مو هنا العجيب.."رفع راسو و صوتو"..مو هنا إلي مني قادر أصدقو..أمك في حياتها ما حملت..أمك كانت تاخذ موانع..طول عمرها..من يوم ما صاعت..المفروض تأثر عليها حتى لو وقفتها..لكنها حملت..حملت فيكي رغم كل الموانع إلي أخذتها...!
طالعت في بابا بعجب:حملت بي و هيا مداومة على حبوب تمنع الحمل...؟!
طالع بابا فيا باستغراب لمن قلت و أنا أحاول أحشرو:طب مو هيا كلبة و حقيرة..ليش ما حاولت تنزلني...؟!
-إنتي ما عندك إحساس..أنا أكره أتكلم في ذا الموضوع..أتألم و ما أحب أنسأل في ذي التفاصيل...!
-إذا كنت تتألم فأنا أتألم أكتر منّك..بابا أنا و إنتا في دا الموضوع مافي بينا خصوصية أو حساسية..جاوبني بابا جاوبني..ولا أقولك..قولي القصة كلها...!
-أقولك عن ايه؟؟!!،عن وحدة من عجايب الدنيا ولا أقولك عن عقاب ربي ليا..أقولك عن ايه ولا ايه...؟!
-قولي عن كل شي..و زي ما اعتبرتني عقاب..اعتبرني رحمة..ربي عجلك عقابك في الدنيا..ربي يبغى يطهرك من ذنبك و إنتا زعلان...؟!
كلامي كان زي البلسم بالنسبة لبابا..حسيتو لان و هدي و حيقولي على كل شي..أنا ما قلت إلي قلتو تخفيفاً عن بابا..أنا قلت إلي قلتو عشان أبغى أعرف..كوسيلة لإقناع بابا إنو يتكلم..و سواءً كان في كلامي شي من الصحة أو لأ فأنا ما يهمني..أنا بس أبغى أعرف..بس...!
طالع بابا فيا بتأثر..بابا شخصية غريبة..غير متزنة؛دحين متأثر و ممكن يقلب معايا 180 درجة للأحسن لكن بحلول الصباح يرجع يكرهني..عادي..عادي جداً...!
ابتسمت:يلا بابا حكّيني الحكاية...!
اتنهد:حملت بك...
قاطعتو:لحظة لحظة..إنت ما كنت خايف تعلم...؟!
-لأ..كانت معروفة فاجرة..و معروف عنها ما تتكلم و تتبلى إلا على إلي يصدها..أذكر مرة اتبلت على واحد و في الأخير طلع مطنشها لأنها أكبر منُّه و كمان كان متربي فما أعطاها وجه..حقدت فاتبلت..غير كذة ما تنطق بحرف...!
في نفسي..حبيت دا الشاب و بقوة..لو بابا كان زيو!!!
قلت:المهم إنتا..بعد ما غلطتوا و حملت..ليش قالت لك..المفروض تنزلني سُكّيتي و ما توجع راسها...!
قال بقرف مقهور:مو ما كانت تبغى تخسر فلوس...!
-و طبعاً إنتا أعطيتها عشان تسكتها...!
قال و هوا يهز راسو:نعم..أعطيتها لكن يوم موعد العملية انسرقت شنطتها و معاها الفلوس...!
-oh my god..و بعديييين...؟!
تعرفوا..مني حاسة بإنو دي القصة قصتي قد مني حاسة إنها قصة مثيرة تستحق الاستماع و الإنصات...!
بابا استغرب حماسي إلي في غير وقتو لكنو قال:انسرقت الفلوس فرجعت لي و طلبتني فأعطيتها...!
-أعطيتها مرة تانية...؟!،طب..بعدين..بعدين ايش سار...؟!
اتنهد:"وصلني"
طالع فيا:قالت لي أوصلها لإن السواق إلي تثق إنو ما يعلم سافر و سواق أهلها ما يرضى يوديها مكان إلا بإذن من أهلها...!
قلت باستغراب:لها أهل...؟!
-أجل...؟!
-و وينهم عنّها...؟!
-ما أعرف..كل إلي أعرفُه إنها كانت تروح مشاويرها "الوصخة" من الشغل..السواق إلي متفقة معاه يوديها من الشركة و يرجعها لها و بعدين يجي سواق أهلها و ياخذها من الشركة لبيتها...!
طالعت في بابا:هذي ما فقلبها خوف...؟!
-أمك ما في قلبها شي غير الصياعة و الشباب الصغار...!
-رجاءً لا تنسبها ليا..أنا أمي جدتي إلي ربتني..مو دي إلي ما عرفت اسمها إلا و ولدي عمرو أربعة سنين...!
كملت و أنا أنتبه لشي:بس لحظة..ما كانت تواجه مشاكل..متى كان يمديها تسوي شغلها و تروح مع داك السواق و ترجع بعدين يجيها سواق أهلها..كيف كده...؟!
سحب بابا نفس:كانت مفهمة أهلها إن شغلها يستمر لين آخر الليل...!
-و أهلها بُله..ما يفهموا...؟!
-ما أدري يا بنتي..أنا علاقتي فيها ما كانت قوية لحد إني أعرف ظروفها..لا تسأليني...!
قلت باستغراب:و إنتا كنت ماشي معاها في علاقة و إنتا ما تعرف ظروفها...؟!
-أنا بس.."انفعل"..أنا قلتلك إني غلطت مو بإرادتي..شي قدامي و...
ما اقتنعت بفكرة "مو بإرادتي" لكني اتنهدت و قلت:طيب و بعدين..وديتها ولا لأ...؟!
-وديتها..ما كان بيدي حيلة..دخلت الحارة القديمة و هناك عند العمارة إلي حتم فيها العملية اتفاجأنا بسيارات الهيئة و الشرطة و بالدكتور إلي أخذت الموعد عندُه نازل بين أيادي الشرطة..سحبت نفسي من المكان و كان كل همي أتخلص منك....!
زودت إنصاتي و قلت و في خيالي كتير احتمالات:ايوة...
سحب بابا نفس:دورت على كذة طبيب..و في كل مرة كان يطلع مانع..مرة الدكتور مسافر..مرة مريض..مرة انمسك و غيرُه كثير.."بلع ريقو و انبح صوتو"..تخيلي..تخيلي تسسسعة شهور نحاول ننزلك..نحاول..نحاول مافي فايدة.."اتوسعت عينو و بدأ يحرك يدو و هوا يتكلم"..كل مرة كان يطلع شي..تسعة شهور..تسعة شهور و احنا في دوامة محاولات فاشلة...!
قلت بعجب و عدم تصديق:تسعة شهووورر!!!؟؟؟
طالع فيا و قال بطريقة تأكيدية:تسسسعة شهور..
تابع:و حتى بعد ما ولدتك..جات لتحت بيتي و اتصلت عليا..نزلت و ما دريتبها إلا راميتك عليا..أخذتك و أخذتها و رحت لشقتها و هناك صرخت بأعلى صوتها بإنك شيطان..شيطان ما قدرت تتخلص منو لمدة تسعة شهور رغم إنها آذت نفسها بالضرب و حاولت تطيح لكن ما كانت تزبط أي حركة.."ضحك ضحكة صغيرة ساخرة"..و رغم تعب الولادة إلا إنها هددتني بتدمير حياتي..أنا خفت..كانت قد إنها تسويها،عشان كذة أخذتك و حاولت أتخلص منّك..عند البحر،عند المسجد،عند ملجأ..ما قدرت؛الناس كانو دايماً حولي،تخيلي..يوم أحد الساعة ثلاثة الليل و الناس في البحر..و إذا ما كان حولي أحد تبكين بكى عالي مو طبيعي يلم الناس من بيتها..كُنتي كنك فاهمة..كُنتي..كُنتي فعلاً شيطان صغير زي ما أمك قالت...!
كدب..مو معقول..ايش إلي قاعدة أسمعو..محاولات فاشلة لإسقاط جنين تستمر تسعة أشهر و ناس في البحر يوم الأحد الساعة تلاتة الليل!!!
طالعت في بابا:و بعدين..ايش سار..كيف وصلتني لعمو و جدة..كيف قلت لأهلك دا الخبر..و كيف أنا كبرت بعدها و كيف..قُلي..كمل القصة...!
سحب بابا نفس و نفثو و كأنو يستنى ردة فعل لكنو ما لقى إلا نظرات الإثارة و التحمس و..الفضول!
قال:ما كنت بعقلي..أخذتك و رحت لبيتي،هناك لقيت مرتي صاحية في انتظاري..هيا صحيت من يوم ما خرجت فجأة و قعدت تستناني إلين ما جيتها و إنتي في يدّي...!
مع كل كلمة تخرج من بابا كان قلبي يسرع في النبض..كنت..مسلوبة التركيز و السمع و كل شي...!
قلت:ايش سوت..كيف رحتلّها بيا..كيف اتجرأت تواجهها...؟!
-قلبت الدنيا عليا..صرخت و صحت الأولاد من صراخها و طردتني من البيت...!
-طردتك...؟!
-آآآه لأ..أنا إلي خرجت..آآ المهم المهم..أنا خرجت و منظر أولادي ما أنساه..نظراتهم كانت تذبحني و لحد الآن كل ما أطالع فيهم أشوفها..عشان كذة أنا...
قاطعت بابا لإني ما كنت أبداً مستعدة أسمع أعذار سخيفة تانية...!
قلت:بس وقتها سارة ما كانت فيه..صح...؟!
-لأ..إنتي أكبر...؟!
-ايوة أنا أكبر..المهم..و بعدين..رحت لجدة...!
-ايوة..ما كان قدامي غيرها..لقيت نفسي من غير ما أحس برة البيت..راميكي على الكرسي إلي ورا و ماشي بالسيارة لبيت أمي...!
قلت و أنا أحس بالخوف على نفسي:حاطني ورا..بيبي مولودة حاطني ورا لحالي...!
أخفض راسو:كنت أبغاكي تطيحي.."رفع راسو و قال بصوت عالي"..بس ما طحتي..قعدتي حية..ما صابك ولا جرح ولا خدش..شيطان..فعلاً شيطان...!
طالعت في بابا مصدومة،قلت بقهر:مو شيطان..إلي سلمني تسعة شهور سلمني مشوار النص ساعة...!
قال بابا من غير ما يعلق على كلامي:هناك أمي هزأتني و سخطت عليا و طردتني...!
-طب ليش اتكلمت..ليش لمن رحت لجدة قلت إني بحرام..ليش ما فهمتها إني بزواج...؟!
-مادري..أنا رحت لها من غير ما أحس..و اتكلمت بلا حساب...!
-طب ليش قلت لجدة..ليش ما اتكلمت قدام زوجتك بلا حساب...؟!
-ما أعطتني فرصة..دخلت بك و علطول صرخت و هاجت و ما جا الصباح إلا و هيا خارجة لبيت أهلها...!
-أوفف..خرجت...؟!
-طبعاً..و ربي ستر ما دريت إنُه بحرام و لا ما كان رجعت لي...!
بصراحة كبرت في عيني..فوق ما عندها مبدأ و كانت ما حترجع لو بحرام كمان يحبها..باين إنو يحبها..ولا ما كان اتكلم كده بعيون واسعة و صوت حار متحمس...!
بس كده معناتو خرجت لأهلها و سارت مشاكل أكبر مما أتصور..أجل عشان كده الناس اتكلمت و تَبَّلت ما شاء الله..و أنا كنت مستغربة؛أحسبهم اتكتموا عالموضوع..والله لو كده يحقلهم يكرهوني..قصدي مرة بابا و أخواني..أكيد حسوا إنو وجودي كان سبب لمشاكل بين أبوهم و أمهم و كان سبب لتوتر عائلة بكاملها..من جدة لأولادها لأولادهم...!
سحب بابا نفس:و هذا إلي صار..عمك هوا إلي أخذك..كان صغير و كنتي أصغر..و من يومها عاد و هوا مصدق إنُه أبوكي و إنتي بنتُه...!
-قصدك سار بابا و سرت بنتو..عمو عُمرُو ما كدب كدبة عشان يصدقها..هوا لقاني قُدامو،وحدة شبه يتيمة..شي طبيعي حيحس بالأبوة تجاهي...!
طالع بابا فيا بعتاب:أنا مني جايك عشان تزيدي حسرتي و إحساسي بالذنب...!
-لأ..لا تتحسر..صدقني..لو عشت معاك..في بيتك وسط أولادك ما كنت حتربى زي ما اتربيت عند عمي و جدتي..مو عشان شي فيك..أولادك متربين أحسن تربية..إنتا و زوجتك إلي أتوقع إنها ما كانت حتأذيني ربيتوهم..بس أنا ما كنت حتربى زيهم..زوجتك غصباً عنها ما حتقدر..حتشوف خيانتك لها فيّا..إنتا نفسك ما حتقدر..إنتا و أنا بعيدة عنك ما تطيقني كيف و أنا في بيتك...؟!
-لالا..أنا ما أكرهك...!
قلت و أنا أتنهد:ما علينا..المهم..ايش عملت بعد كده...؟!،وين رحت...؟!
-أخذوكي جدتك و عمك من هنا و أنا بدأت أصالح مرتي من هنا...!
-طب كيف كان الوضع..أنا نفسي أعرف الوضع فترة ما كنت بيبي..كيف كنتو عايشين كعائلة..كنتو عادي تتزاوروا و الحياة ماشية ولا كنتو شبه متقاطعين...؟!
-كلهم كانو عادي إلا أنا و أولادي...!
-بس كانو صُغار...!
لمن شفت نظرة بابا المستفسرة:أولادك كانو صُغار لسه...!
قال بحزن:ايوة كانو صغار و وجودك سبب لهم مشاكل أكبر منّهم بكثير...!
وجودي...؟!،ليش ما يقول فعلتو...؟!
سحبت نفس و سحب بابا كمان...!
قلت:طب بابا..تقدر توصلها...؟!
-ايش...؟!
قالها بابا باستنكار،فقلت:بابا أبغى أعرف..تقدر توصل لماما ولا لأ...؟!
وقف بابا:أنا عمري ما شفت وحدة بجراءتك..ما كفاية الأسئلة القذرة إلي أجبرتيني أجاوبك عليها..لسه كمان تبغيني أوصلها!!!
ما كنت أبغى بابا يزعل..مو حُباً فيه بس طفشت..طفشت من إنو بيني و بينو حساسية..خلاص تعبت و قرفت...!
مسكت يدُّو و أنا جالسة و قلت:بابا لو أقدر أقوم و أبوس راسك كان قمت لكن ما أقدر و ما فيا شدة..بابا لا تزعل..أنا ما كان قصدي أضايقك أو أزعلك منّي..بابا بليز لا تزعل و تخرج من بيتي زعلان...!
طالع بابا فيا لثواني بعدين انحنى:نزلتلك...!
انفجعت..أنا كنت بتكلم بس..ما عنيت ولا كلمة وحدة من إلي قلتها...!
لازم أتخذ قرار..لحد يستهين..التصرف إلي حسويه دحين حيحدد مصير علاقتنا...!
كرامتي و مشاعري ما كانو سامحين لي بسسس...

نزلت دمعة من عيني و أنا أبعد بشفاهي عن راس بابا...!
حسيت بإني سويت شي المفروض إني ما أسويه رغم إني كنت حاسة إني لازم أقبل راس بابا...!
أنا من جوتي أحس إنو ما يستاهل..أنا من جوتي أحس بحرارة..أحس بقلبي يزيد نبضو..و أحس إنو جسمي ولع..أحس كل خلية جوتي ثارت..كأنو جسمي و عقلي و عواطفي رافضين إلي سويتو بس أنا حاسة رغم صعوبتو إنو الصح..إنو...
رفعت راسي مصدومة..مسكت جبهتي و طالعت في بابا بصدمة...!
قلت بشفايف مرتجفة:بَـ .. بَـ ...
قال بشفاه مهتزة:كنت مقرر..كنت قاعد أقول..لو ما باست راسي تنسى إنها بنتي..كنت أتمنى ما تقبلي راسي..لإني.."دمعت عينو"..كل ما أشوفك أتألم..كنت أبغى عذر عشان أقاطعك بس إنتي في حياتك ما أعطيتي فرصة..أو سويتي شي ممكن آخذُه كعذز أو عيب فيكي و لمن حاولت أطلع عيب فيكي طلعت أنا الغلطان..لثواني الناس وقفت معايا لكن فجأة أمي و أخواني الاثنين و أولادي و حتى زوجتي..زوجتي إلي هيا زوجتي قالتلي:"كانت حامل..ليش خليتها تنفعل؟!"،رغم إن وجودك يضايقها إلا إنها عاتبتني...!
نزل راسو و رفعو:قبل كنت أكرهك عشانك تذكريني بماضي أسود ذحين سرت أكرهك لإنك عمرك ما غلطتي عليا و سمحتيلي ألاقي فيكي عيب...!
تابع و هوا يحرك يدّو و يتجنب يطالع فيا:دايماً كان..كان ربي معاكي ضدي...!
طالعت في بابا مستغربة و مفجوعة..ايش دا الكلام...؟!
قلت بانفعال:بابا..ربي أرحم بعبيدو من نفسهم..كيف تتكلم كده...؟!،كيف تتجرأ...؟!،هذا ربي..في كل شي لُه حكمة..اختار لي و اختار لك هدي الحياة..هذا اختيار ربي..مو اختياري أو حتى اختيارك...!
إنتا..إنتا كيف تسمح للشيطان يلعب براسك..ربي حطك في اختبار لمن مشيت أمي بمفاتنها ظاهرة..صح فشلت في الاختبار و استسلمت لهواك لكن إلي إنتا فيه دحين اختبار تاني و أنا..أطلب منك تعديه..عشان لو ما عديتو أنا حتأثر..إنتا قدامك دحين ولدي..و زوجي...زوجي حسسو إني غالية عندك حتى لو ما كنت كده في الحقيقة لإنك بكده تفيدني؛احترامو ليا حيزيد..ولدي..ولدي لو حبك أنا حعشقك..لو عشقك أنا حموت عليك..إنتا..إنتا لو بس توسع أفق عقلك شوية حتلاقي إنو كل إلي حولك يساعدك..سمعتك..أولادك..زوجتك إلي تحبك..أخوك إلي عقلو يوزن بلد..أمك إلي مهما سويت تسامحك..كل دا و منتا قادر تستقر..منتا قادر تحس بالراحة..بابا و إن كنت في أيام قاسية عليك و تجاهك و أتكلم كلام جارح أنا محتاجتك..أنا أبغى يكون عندي أم و أب..أعرف أمي فاجرة ما تشرف بس..بس أبغاها..نفسي أشوفها عشان كده سألتك لو تقدر توصلها ولا لأ..نفسي لو بس ألمحها.."دمعت عيني"..أنا..أنا ما..يعني..يعني..أمي فاجرة و توطي الراس و أبوية ما يحبني..أنا حياتي صعبة..صح أقول دايما لنفسي و للناس إني مستقرة مع عائلتي الصغيرة و مبسوطة و مني محتاجة أحد بس..بس أنا كدابة..ايوة أنا كدابة..أنا أحياناً أغار من علي..لمن يحكيني أو يحكي سعود عن هبلو أو ذكرياتو مع أمو و أبوه و مع أخوانو و أخواتو..أحس في دي الظروف ما ألاقي شي أقولو..أحس إني أبغى أتكلم بس مافي شي ينقال..ذكرياتي مع عمو ما فيها قلة أدب أو هبل..عمو كان مُربّي و مُؤدِّب..ما كان صاحب عشان يشاركني في الأشياء إلي نسويها بالدسة من ورا أهالينا...بابا أنا والله أحتاجك..حتى لو سمعت أو حسيت بالعكس..اتأكد إني..إني لسه أبغى أب و إن كان حولي رجال كثير يحسسوني إنهم آباء بس أبغى الإنسان إلي أنا قطعة منو..أبغى سعود.."بكيت"..أبغى سعود يشوفني معاك زي ما يشوف علي مع عمو سلطان..أبغاه يشوفني معاك إنتا لإنو عارف إنو إنتا أبوية الحقيقي..هوا..هوا دايماً يقولي:"عمو سعود أبوكي الكذبي و جدو إلي ما أحبو أبوكي الحقيقي"..أنا ما أبغاه يقول كده..أنا أحب عمو و هوا بابا و هوا كل شي بس..بس كمان إنتا..خلاص..خلاص لا تسير بابا..خليك عمو و خلي عمو بابا..ما عندي مشكلة بس..طفشت..خلاص طفشت..سعود كِبر و بدأ يفهم و أنا..حامل..لازم نشوفلنا صِرفة..لازم..أوكي حتى لو تكرهني..الله يخليك مثل قدام علي و سعود إنك تحبني..الله يخليك...!
غطيت وجهي بيدّيني و قعدت أبكي...!
كرهت نفسي و أنا قاعدة أترجاه..لأ أنا مو كده..مو هادي مشاعري أو يمكن ما أبغى هادي تكون مشاعري.....!
طول عمري و أنا مستقلة..طول عمري و أنا أقول إني ما أحتاج بابا لإنو عمو مكفيني و زيادة..طب ليه قاعدة دحين أترجاه..أنا حُمارة أصلاً..أترجاه ليه..أنا قوية و ما أحتاجو..أنا...
وصلني صوت بابا هادي يخفي وراه أشياء ما أعرفها:جود..جود خلاص..خلاص لا تبكي..أنا..أنا و إنتي حنبدأ صفحة جديدة مع بعض..حنسى كل إلي سويتيه ليا و حبدأ معاكي صفحة جديدة...!
رفعت راسي:و إلي سويتو إنتا...؟!
-ها...؟!،أنا....؟!
ما حعطي بابا فرصة ينكر أو شي،قلت:أنا كمان حنسى كل إلي سويتو ليا و حبدأ معاك صفحة جديدة...!
ابتسم:أجل خلاص...!
اتقدم مني و جلس جمبي:أنا حكلم عمك و حقولو على إلي سار و أنا حأوضح للكل إنو كل إلي بيني و بينك انتهى و إنو أنا و إنتي ما بينا أي شي سيء...!
هزيت راسي:لاء..لا تتحمس..خلينا واقعيين..من ثانية حتحبني و أحبك..لا طبعاً..احنا محنا بزورة أو زعلنا استمر ليوم أو يومين..بابا هذي سنين..هذي 24 سنة..لا تستهين..بابا مو مهم نحب بعض قد ماهو مهم تصفى نفوسنا..لا تتكلم أو تقول أي شي..خل يربي ييسر كل شي..أنا.."ضحكت بخفة"..أنا ربي واقف معايا عشان كده ما أبغى أي أحد يدخل أو يتصرف...!
نزل بابا راسو و قعد يستغفر على الكلام إلي قالو...!
رفع راسو:حتسيري تجي بيتي و تتكلمي عني عادي قدام الناس...؟!
قلت و أنا مقطبة حواجبي:أنا أصلاً ما أتكلم عنك قدام الناس...!
-ايوة..إنتي يا ما تتكلمي يا تقولي كلام مو كويس...!
-لا والله..يشهد ربي عليا إني ما أنطق بحرف و إذا اتكلمت ما أقول إلا كل خير..أصلاً أنا ما أعطي فرصة لأحد إنو يكلمني عنك..أو يسألني عن ماضيا...!
-المهم إن الكل يحسب إن علاقتي بكي سيئة أنا أبغى الناس ذحين تعرف إنها سارت كويسة...!
-بابا..على فكرة لسه قبل أسبوع كانت النار والعة بينا..ما يسير كده..الناس مو مهمة..في ايش حيفيدوك..كلمة كلمتين حيقولوها و ينسوا..بعدين نبقى أنا و إنتا محتارين ما بين إتباع إلي اتظاهرنا بيه و ما بين إتباع مشاعرنا و أحاسيسنا...!
-طيب..المفروض أحاسيسك تكون كلها حب و احترام ليا...!
-أوكي..حتسير لكن شوية شوية..مو كده فجأة من قعدة وحدة..الاحترام موجود موجود سواءً حبينا بعض أو كرهنا بعض..يعني..المفروض يكون موجود..لكن الحب مو علطول..العجلة مي حلوة..أوكي اتصالحنا و اتصارحنا و أنا شاكرة لك إجابتك على أسئلتي لكن هذا ما يعني إنو علاقتنا تسير وردية..كده..out of the blue..نسير مثال لعلاقة بيرفكت بين أب و بنتو...!
وقف بابا و قال بحكمة مادري من وين طالعة:الظاهر إنو مافي أمل...!
طالع فيا:أنا خارج..تبغي شي...؟!
قلت باستغراب ممزوج بصدمة:بابا!!!
-خلاص..أنا اتأكدت من شي ذحين...!
-بابا أ...
قاطعني:إنتي أضعف من إنك تنسي إلي سويتو...!
قلت بنرفزة من أسلوب بابا:الحمدلله إنك عارف إنك سويت شي...!
وسع بابا عينو بصدمة من جملتي،قال:شفتي..إنتي الحقد و الكره كبر فيكي و الظاهر إنك حتنقليه لولدك..عشان كذة أعتذر عن التقرب منُه..علاقتي بك يا جود ما رح تتعدى حدود الواجب...!
كانت صرخة على طرف لساني:"أحسن"
صرخة اندفنت بداخلي..لإنها أدركت إنها لو طلعت حتسبب إلي ما يحمد عقباه...!
وقفت و أنا أسمي...!
قلت بطريقة إنهاء حوار:إلي يريحك أنا مستعدة أسويه..المهم تكون راضي عني..إنتا والد..و رضا الوالد من رضا الله...!
اتنهد:أشوفك على خير...!
و خرج...!
جلست على الكنبة و ما كانت إلا ثواني قبل ما بكيت بصمت..مجرد دموع بدأت تتوالى على خدّي...!
مشاعري..هدرتها..بكيت و أظهرت لبابا ضعفي..اعترفتلو بحاجتي لو قبل ما أعترف لعمو و لكم و لنفسي حتى...!
آخرتها يطلعني غلطانة..حقودية و أضعف من إني أسامح..أنا لو زي ما يقول ما كان فتحتلو الباب..أنا أنقل الكره لسعود..والله العظيم أحاول قد ما أقدر ما أحسسو بشي..أشجعو لمن يحكيني عن رغد و عن بقية أولاد أختي خلود و عن تجاربو المعدودة معاهم...!
أنا ما بزرع الكره في أحد..ولا أقول لأحد عن شنايع بابا..ما حقدت لا على أخواتي و لا على بنات عماتي و لا وطيت راسهم في التراب..أنا مادري..مادري ليه محد يقدر..هل لازم أصرخ و أندب و أشقق ملابسي عشان يحسوا بألمي..يحسوا قد ايش أنا عانيت...؟!
ايش العالم دا...؟!،ايش الناس دولا...؟!
"ماما.."
رفعت راسي لسعود إلي قالها بتفحص،قرب مني:تبكي...؟!
مسحت دموعي:لا حبيبي...!
قرب مني أكتر فمديت يدّي عشان يجلس في حضني و جلس...!
حط راسو على صدري و قال و هوا ينعم بالدفا:مامي ايشبك...؟!
-ما فيا شي حبيبي..ما فيا شي...!
-ماما هوا هدا أبوكي كل شوية يجي إنتي تبكي..إنتي تبكي..ليش كده...؟!
حضنتو أكتر و دفنت راسي في رقبتو و قلت بصوت مخنوق:أنا بس متضايقة..هوا مالو دخل...!
رفع سعود راسو و قال بإصرار:لأ..أنا ما أحبو..شرير..بس يخامصك و يقولك أشياء وحشة..هوا زي النونو ما يعرف عيب..هوا مامتو ما تقولو عيب...!
شديت على سعود:خلص حبيبي خلص..هوا حُر..احنا مالنا دخل...!
رفع سعود نفسو و لف يدّو على رقبتي و قال و هوا يبوسني:طب لا تبكي..أنا أزعل لمن تبكي..لا تبكي علشان الأغبياء...!
كلام سعود غصبني أبتسم،قلت:عيب تقول كده سعود...!
-طيب خلاص لا تبكي...!
ابتسمت..سعود قال جملتو الأخيرة بنفس أسلوب علي لمن يبغى يسكتني و يبغاني أسوي إلي يبغاه...!
رفعت راسي للباب إلي انفتح فجأة..و كان..علي...!
طالعنا أنا و سعود باستغراب،قلت:وي..ايش جابك دحين...؟!
قال و هوا يقفل الباب:مافي شغل و طفشان...!
-و إنتو عادي كده سايبين...؟!
ابتسم:مو سايبين بس مافي شغل و المدير رايق فاستأذنت..قلت ما دام إنك في البيت ليش أقعد...؟!
أجبرت نفسي على الابتسام و أنا أشوف علي متجه لينا،جلس جمبي و فجأة اتغيرت ملامحو..قرب وجهو من وجهي و قال بحواجب مقطبة:جود ايشبك...؟!
رجعت براسي على ورا:ايشبي..ما بيا شي...!
-جود...؟!
-علي ما فيا شي...!
طالع في سعود:سعود أمك ايشبها...؟!
قال سعود ببساطة:عشان هدا أبوها خاصمها...!
-نعم...؟!
صرخة علي خلتني أفز،التفت لو و قلت بسرعة:بابا كعادتو قلي كلام بايخ فاتضايقت و سعود كان قاعد معايا...!
-وتردي عليه ليه...؟!
-هوا جا ما اتصل..إلا اتصل بس قلي...
قاطعني علي بعصبية:جا البيت...؟!
-ايوة جا البيت...!
-جا البيت...؟!
-ايوة...!
-جا البيت...؟!
-علي ايوة ايشبك..جا البيت...!
-جا البيت..كذة ببساطة..جا البيت...!
-و يعني جا البيت..ايش فيها...؟!
-فيها إنُه دخل بيتي و طلع و أنا مالي علم...!
-ايش يعني..تبغاني أتصل عليك و أقولك إنو بابا جا...!
-ايوة تتصلي عليا و تعطيني خبر..مو أقعد زي الأهبل..الناس داخلة و خارجة على بيتي و أنا مادري...!
-لا من جد علي..بابا كان عند العمارة و...
قاطعني:لو عند الباب..تعطيني خبر تحترمي رجال البيت الموجود..
قاطعتو بقهر:أنا محترمة بس هادا بابا لازم..
قال بشدة:لمن يكون أبوكي رجال أستأمنُه على أهلي يسير خير..هذا شي..الشي الثاني لمن أكلمك ما تقاطعيني و عدلي طريقة كلامك معايا لا تشوفي شي ما يسرك و قومي حطيلي شي آكلُه لإني جاي تعبان و طفشان و قرفان و قرفتيني إنتي زيادة...!
و قام راح للغرفة...!
أخفضت راسي..ليش أنا ناقصة..ناقصتك يا علي تخاصمني...؟!
قال سعود الصامت من يوم ما جا علي:ماما...؟!
رفعت راسي و قمت:"تعال ساعدني"،و رحت للمطبخ...!
و طول ما أنا أرتب الغدا و أسخنو كنت أستنى علي يجي يساعدني _في الفترة الأخيرة سار علي يساعدني بما إني تقلت_ لكنو ما جا،حزت في نفسي...ليش ما جا...؟!
حطيت الغدا و رسلت سعود ينادي أبوه...!
جلسنا عالسفرة ساكتين،علي..شغل التلفزيون و قعد ياكل و هوا يتفرج..أنا..كنت آكل و عيني على لُقمتي،و سعود ينقل بصرو ما بينا...!
خلصنا أكل و وقف علي:أنا داخل أنام...!
قال سعود إلي متعود يسمعو مني:تمسي على خير...!
قال علي بدون أي مشاعر واضحة:جود ما بتنامي...؟!
قلت و أنا أروق السفرة:برفع...!
-رفعي و تعالي...!
قلت من غير ما أرفع عيني:شُغل البيت متلتل و أنا ما عندي نوم...!
حسيت بنظرات علي الحاقدة قبل ما يروح للغرفة...!
بعد ما راح قال سعود:ماما ايشبو بابا...؟!
قلت و أنا أعطيه صحن خفيف عشان يوديه للمطبخ:ايشبو بابا...؟!
و وقفت و مشيت وللمطبخ ورا سعود إلي قال:إنتي زعلانة و هوا سواكي زعلانة..ما ينفع كده اتنين زعلانة...!
ابتسمت..حضنت سعود و بستو..حبيبي هوا..متعاطف معايا مرة...!
بعدتو عني:معليه حبيبي..بابا زعل لإنو بابا..بابتي أنا زعلني..هوا زعل عليا..عشاني مو مني...!
-طب ليه يخامصك..إنتي مالك شُغل.."صرخ"..هوا جا مو إنتي...!
انفجعت..في صوت سعود كان فيه قهر..شي غريب أول مرة أشوفو عليه...!
شوية إلا سعود يبكي و يحضن رجليني و يقول بقهر و صوتو مختلط بدموعو و مو واضح:كل شوية يجي تبكي بعدين بابا يزعل..يـ..يزعل و..ويخاااامصك..أنا ما أحبووو..بس أبوية و عمو..هوا أسلاً (أصلاً) غبي..أنا ما أحبو بس يقعد يطفشنا و يخليني زعلااااان...!
انصدمت..هدي مشاعر سعود تجاه بابا...؟!،سبحان الله كيف الطفل يحس..حسيت..حسيت إني..إني قاعدة أشوف نفسي زمان..كنت كده أحس..أحس إنو لمن يجوا عماتي و بابا و البقية أتضايق و أسير زعلانة...!
انقهرت..انقهرت على ولدي..أنا ما كنت أبغى سعود يعيش نفس الأحاسيس إلي أنا عشتها..ما كنت أبغاه يحس بأي توتر في أي علاقة كانت...!
سحبت نفس أحاول أهدّي فيه نفسي..ما ينفع أبكي..كفاية سعود..أنا لازم أكون أقوى..ما ينفع كلنا ضعيفين..ما ينفع...!
-تعال سعود...!
و رحنا للصالة..جلس و جلست جمبو...!
قعدت ساكتة لثواني قبل ما أقول:سعود..بابا قد قلك شي...؟!
هز راسو بلأ...!
-أبوية أنا يا سعود..أبوية أنا..إلي جا اليوم...!
هز راسو:لااااء...!
-أجل خلاص..احنا مالنا دخل..هوا يسوي إلي يبغاه و يقول إلي يبغاه..و بعدين إنتا ليه مزعل نفسك..هوا حُر..و أصلاً ما يقدر يسويلنا شي..قول ليه...؟!
ابتسمت لنظرات سعود المتسائلة و قلت:بابا معانا..هوا يعرف كل شي..احنا مالنا دخل..هوا إلي يتصرف..و إذا هذا أو غيرو عملولنا شي نقول لبابا و هوا يتصرف..بابا يعرف...!
اتنهد سعود:بس بابا يخاصم...!
-بابا يخاصم لإنو عصبي شوية و يتنرفز بسرعة بس هوا من جوتو يخاف علينا و ما يحب إنو أحد يضايقنا...!
-طـ..وي..بابا...!
التفت و لقيت علي ماشي لنا و عينو مثبتة لقدام و لمن وصلنا شال سعود و قعد مكانو و هوا يحطو فوقو..حضنو بيد و باليد التانية جذبني لصدرو...!
غمضت عيني و فتحتها و أنا أحس براحة تتسلل ليا...!
قلت بهدوء:ليه ما نمت...؟!
قال بهمس:ليه و من متى أنا أنام و أنا مزعلكم..و إنتا يا مفعوص..حسابك بعدين..آخرتها طلعت أنا إلي أزود على أمك همها...!
سعود:ايش يعني همها...؟!
-علي:اشششششششششش..لا تخرب اللحظة...!

*********************************

جرة،،،
أسند رأسه على مقود سيارته..لمَ..لمَ دائماً هكذا...؟!،لمَ لَم يرى يوماً عطفها و نضجها و جمالها الذي يتحدث عنه الجميع...؟!
"جميلة روح و شكل"،"أميرة" و غيرها الكثير الكثير من الأوصاف التي سمعها عنها..لم لا يرى هذا الجانب منها...؟!،لم تظهر الجانب الجميل منها للناس أما لأبيها لا تظهر إلا القسوة و التبلد...؟!،لم لا تفهمه...؟!،لم هي عديمة الإحساس..بل لم هي جريئة منزوعة الحياء...أي امرأةٍ هي هذه...؟!
هكذا سعيد كان يفكر...!
تركته يهيم في أفكاره بينما تسللت من الحاضر للماضي عن طريق ذكريات حُفرت داخل سعيد و سعود و الجدة و الجميع...!
ذكريات تظهر ما كان يحدث حول جود و هي محاطة بغطاءٍ أبيضٍ فوقه التفت يد عمها المراهقة...!
سأبعد التراب عن ذكرياتهم المدفونة..ذكرياتهم التي لن يعرفها أحدٌ حتى جود..فقط أنا و أنتم و أصحابها...!
(دخل سعود الذي لم يكن يتجاوز عمره الخامسة عشرة لغرفة أمه..كان يحمل الرضيعة التي لم ترضع و لن ترضع من أمها..كانت هادئة و مستكينة..تماماً كما مظهر أمه التي وضعت رأسها بين يديها صامتة...!
قال بتردد:"أمي..الجيران سألوني بنت مين إلي عندكم..ايش أقولهم؟!"
رفعت أمه رأسها فأصابه الفزع..عيناها كانتا محمرتين و ملامحها غاضبة..قالت:بقوةٍ مرعبة:"بنت سعيد..قول هذي بنت سعيد..اتزوج من ورانا و جابها..قول كذة.. "صرخت"..هذي بنت سعيد"
صرختها أيقظت الرضيعة فبكت..قالت:"خذها..خذها داخل"
سحبت سماعة الهاتف التي أمامها..اتصلت بابنها و بدون مقدمات أمرته أن يأتي و أردفت أمرها بدعوةٍ فظيعة دب الرعب بسببها في كل خلية من خلايا سعيد الذي ذهب لأمه خاضع الرأس كسير النفس...!
قالت:البنت هذي بنتك..سامع..بنتك و بنت مرتك إلي شردت لبيت أهلها و والله يا سعيد..والله لو ما تسجلها باسمك لتشوف شيٍ ما شفتُه..سامع...؟!
رفع سعيد رأسه..لا..لا يريدها..إنها قذرة..إنها نجسة..إنها..
قال:"أمي هذي مي بنتي"
"مي بنتك..أجل جايبها لي ليه..هذي بنتك و أكيد عارف"
قال بصوتٍ عالٍ يائس:"يا أمي..يا أمي تراها بنت شوارع..هذي ممكن ما تكون بنتي..أنا مع الخوف أخذتها من غير ما أعترض..يا أمي لا تورطيني..لا تخربون لي بيتي..هذي مي بنتي"
نظرت إليه بغضب..كيف لا و قلبها كان قد أخبرها بأن تلك الرضيعة هي ابنة سعيد..هكذا..شعرت بأنها منها و من صلب زوجها المُتوفّى...!
قالت بإصرار:"لا بنتك..بنتك..و حتربيها و حتضمها لكرتك..رضيت و لا ما رضيت"
قال بغضب:"اثبتيلي..طب اثبتيلي إنها بنتي و إذا أثبتيلي يسير خير"
ورقة سعيد الأخيرة الرابحة كانت جهل أمه..هو يطالبها بإثبات و هي لا تملك إلا مشاعرها..و أيُّ إثباتٍ هو هذا...؟!
ما لم يكن بحسبان الجميع هو سعود المواهق الناضج..المراهق الواعي الذي وقف جوار الباب و همس:"تحليل الـDNA"
أمهما نظرت باستغراب أما سعيد فنظر لأخيه الصغير بغضب:"إنتا ادخل جوة و مالك شغل"
حاول سعود أن يركز ناظريه على أمه:"أمي ممكن نتأكد بتحليل في المستشفى"
صرخ سعيد:"سعود يا حيوان ادخل جوة"
كرامة سعود صاحت:"مني حيوان..أمي ممكن نتأكد..ممكن"
اتجه سعيد غاضباً لسعود..أمسكه من قميصه و دفعه للخلف بقوة:"قلت لا تتدخل"
سقط سعود أرضاً و كان سعيد على وشك إفراغ غضبه به لولا صيحة أمه:"سعيد"
لسع أخاه الصغير بنظرة شذرة:"حرجعلك يا كلب"
عاد لأمه التي قالت:"كلام أخوك حيمشي..بكرة أنا و إنتا في المستشفى و لو ما جيت فانسى إني أمك و انسى هذا البيت و نصيبك منُه و انسانا كلنا و ارجع لبنات الشوارع يا ولد الشوارع..تفو عليك..يا خسارة التربية"
نظر لأمه مطولاً بغضب و حقد ثم خرج من الغرفة،و في الممر..حيث رأى سعود على وضعه لم يتغير رفعه من قميصه،قرب وجهه من وجهه و كاد أن يقول شيئاً لكنه صمت و اكتفى برميه بوحشية و خرج من المنزل...!
سعود احتضنه الجدر..ظهره آلمه لكن ليس بشدة إيلام قلبه و قلب أمه..ليس بشدة إيلام صوت بكاء الرضيعة التي لم ترضع من صدر أمها و لن ترضع...!
وقف و اتجه لغرفته حيث الرضيعة..حملها و اتجه لأمه التي احتضنته و احتضنتها باكية...!
و في الصباح كانوا في المشفى..أصر سعود على المجيء بغية حماية أمه رغم ضعفه..رغم خوفه ممن أوصلهم للمشفى..رغم خوفه من أخيه الذي رأى الوحش في عينه...!
و هكذا أصبحت جود ابنةً لسعيد و زوجته...!
هكذا أصبحت جود بالحبر ابنة سعيد و بالقلب ابنة سعود..حرفُ علةٍ كان الفرق..ربما..أخطأ الكاتب!!!

*********************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 15-02-11, 01:17 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء الرابع عشر

(سأسعى لرد الجميل)




سلمت و قعدت أستغفر و بعدين مسحت على وجهي...!
علي:ايش تسوي من أول..ساعة تستخيري !!،بعدين في ايش..ليش رافضة تقولين لي...؟!
التفت لعلي،بصراحة استخرت في موضوع عمو و في موضوع الإعادة حقي...!
قلت:استخرت لنا...!
-في ايش...؟!
-في كل شي...!
-ايش إلي في كل شي..استخارة هذي مو دعاء...!
-يوووه علي..خليني أنا و ربي...!
علي قعد يطاااااالع فيا..قلت:اييييييش؟!
-قاهرتني...!
-يا الله..ايش سويت دحين...؟!
-تقهري..دايماً لمن تكوني داسة شي أحس لكن لو أمووووت ما أعرف ايش هوا إلا لمن تبغيني أعرف...!
ابتسمت..قمت و أنا ألم السجادة و أسمي بالله عشان يعيني في حركتي...!
حطيتها على جمب و نزلت الشرشف على أكتافي و رحت جلست عالسرير...!
قلت:اطمنت على سعود إنو نايم...!
-ايوة..طول اليوم كان مهلوك و تعبان...!
-ايوة الله يصلحو..تعبني ما نام أمس إلا متأخر و صحي بدري اليوم...!
هز راسو و حاولت أنا أشغلو بأشياء تانية..أعرف علي..لو حط في بالو يعرف حيعرف و لو اتبع أسلوب معين أنا حستسلم و أقول..و أنا ما ينفع أقول..خططي كلها حتخرب و دي..حتبقى مصيبة...!

*********************************

سحبت نفس..لازم أكلم عمو و آخد موافقتو..أوكي هوا وافق..لكنو وافق عالفكرة بشكل عام و أنا لازم آخد موافقتو عالشخص...!
بصراحة خايفة و حاسة بصعوبة..عمو لو أقولو مين في بالي حيثور أكتر و حنسى أنا نهائياً إني أفاتحو في الموضوع مرة تانية...!
بس أنا لازم أتشجع..أنا أبغى الموضوع يخلص قبل ما أولد..لازم أتحرك..أوكي عمو حيرفض..أوكي ممكن يعصب و يخاصم بس أنا لازم أحاول..لو ما حاولت حكره نفسي بعد كم سنة و حلومها في اليوم مية مرة...!
بس متى أكلمو..الجوال ما ينفع..و لمن نروح علي معانا..كيف..متى يمديني أكلمو...؟!
اتنهدت..مافي إلا إني أبات عند جدة بكرة و يوم الخميس الصباح لمن الكل نايم أكلمو...!
بس علي ما حيرضى..حيقولي:"خلاص حتروحيلهم يوم الخميس..ايش لو داعي؟!"
أفففف..كل ما شي يتعدل يخرب التاني..و كل الموانع تكون حاجات سخيفة زي دي...!
لكن ايش حسوي..أكلمو و أمري لله...!
و في الليل..في الوقت إلي علي يكون فيه رايق..قلت:أمممم..علي..حبيبي...!
قال بنفس طريقتي:نعم..يا عيوني...!
اعتدلت في جلستي و قلت و أنا ألعب بشعري:آآآه..علي أنا أبى أطلب منك شي...!
-أنا أبغى أنام...!
-ايوة حبيبي..حتنام و أنا حنام و كلنا حنام و سعود حينام و احنا حنام و...
-ايوة ايوة و بعد النوم...؟!
-آآم..علي أنا أبغى توديني عند جدة عشانننن أنام عندها...!
قلت قبل ما يعلق:الله يخليك علي..الله يخليك لا تقول لأ...!
كان حيتكلم لكني قلت:بليييييييز..الله يخليك..علي حبيبي إنتا لا تردني..قُلي طيب..قلي طيب...!
طالع فيا مدة قبل ما يقول:لأ...
-لاااااااااااااااااا...
-قلت لأ يعني لأ..لو كان فيه سبب مقنع أوكيييي لكن بس كذة..طقت في راسك و بتروحي..آسف ما رح أخليكي...!
قلت بدفاع:فيه سبب..جدة..جدة أحسها مرة محتاجتني و فاقدتني و عمو أحسو يبغى يكلمني في أشياء كتيرة بس مو لاقي وقت و...
طالع فيا بنظرة:ما تبغيني أقعد معاكم يعني..أوكي أنا ممكن أحطك يوم الخميس..أسلم و أمشي !!
-لا علي مو عن كذااااا..بس..
-واحشتك القعدة عندهم يعني...؟!
-يعني..يعني ايوة و كده أبغى أقعد معاهم و...
سكت فقال علي:كلنا نشتاق لقعدة أهالينا و أيام زمان لكن ايش نسوي..لو إجازة قولي ها ممكن لكن احنا ورانا دوامات..أحطك يوم الخميس و أجيكي الجمعة و السبت أدوام..ما حرتاح كذة...!
-لالا..أنا عندي خطة أحلى..بكرة بعد العصر علطول نروح عند أهلك و بعد العِشا نمشي..تحطني عند جدة وتروح على البيت..و يوم الخميس تجوا إنتا و سعود على بيت جدة...!
-اممممممم..ما شاء الله..و لين يجي الخميس ايش نسوي أنا و سعود لحالنا...؟!
-عادي..تقعد عند أهلك..حتنبسط و ينبسطوا...!
-بصراحة إنتي وضعك موعاجبني..يا تقولين لي ايش عندك و تتيسري عند أهلك يا نامي و انسي الموضوع..ولااا تزني لا أبطل روحة الخميس بالمرة..تصبحي على خير...!
همست:و إنتا من أهلو...!
و أعطيت علي ظهري..حتسألو..ايشبو قالب؟!،أقولكم:علي حاسس إني مخبية عليه شي..أنا صح مخبية بس مو هبل..أنا فعلاً ما أقدر أقول لعلي أي شي دحين..ما أقدر..ما ينفع...!
بكيت..من غير دموع..اللهم خشمي حمر و قلبي انقبض...!
مديت يدّي..سحيت منديلة من الكوميدينة و مسحت بها خشمي..و احتفظت بها تحت البطانية بين يدّيني عند قلبي...!
حسيت بيد عند عضدي و وصلني صوت هامس:جود إنتي ليه تبغي تروحي...؟!
غمضت عيني قلك نايمة:خلاص مو لازم...!
ببطئ:ليه..تبغي..تروحي...؟!
قلت و أنا خافضة بصري:أبغى أروح...!
اتنهد:طب..نامي ذحين و و بكرة حنشوف...!
قلت:إنتا زعلان..ما حروح و إنتا مو راضي...!
لف يدّو عليا و حط راسو على مخدتي:لأ مني زعلان..نامي و الصباح رباح...!
يا رب يرضى..يا رب لمن بكرة تهديه و يرضى..يا رب...!

*********************************

كنا قاعدين في بيت أهل علي قعدة حلوة..هروج و حكايات و تريقة..أنا و عمتي و بناتها و علي أما سعود و لينا فقاعدين بعيد عننا شوية مادري في ايش يتناقشوا...!
صفاء:بس والله..أحسك ذحين غير..وجع..في زواج أحمد كنتي شايفة حالك..باين عليكي طيبة بس فيكي عنطزة...!
شهقت:أناااااا...؟!
قبل ما ترد قال علي:ايوة إنتي و لمنننن ذحين فيكي عنطزة بس كنك أخف لكن أول ما أخذتك..الله لا يبلانا..أعووووذ بالله..شايفة حالك على مادري ايش...!
أحلام:امممم..كنت أحسك لسه صغيرة و كنت أقول:حتكبر...!
التفت لعمة و أنا متوقعة إنها حتكمل سلسلة المصارحات دي...!
لكنها ابتسمت ببساطة،قلت:ايوة عمة كملي...!
علي فجأة بصوت عالي:و حتى مع أهلي كنتي ساكتة و ما تتكلمي..مسويتلي فيها الهادية..لكن في البييييت..تعالو شوفوها..وحش..مجرمة..أعوذ بالله...!
طالعت في علي:لا يا شيخ...؟!
-ايوة الله..كنتي شايفة حالك..شي لا يُطاق...!
-عمممممة..شوفي ولدك!!!
ابتسمت عمة برزانة و قالت:سيبيكي منهم..أخوان و اتجمعوا على أحد..إنتي ما كنتي مغرورة..كنتي تبغي تسمعينا و بعدين تتكلمي و اسم الله عليك ما مر شهر إلا و إنتي معانا عادي...!
حطيت يدّي على بطني:والله صادقة فيا يا عمة..هدا الكلام إلي يريح..أنا حامل...!
علي و هوا يدَّعي الدهشة:بالله..حامل...؟!
طالعت في علي بعدين في صفاء إلي قالت:هوا شوفي أنا انقهرت..يعني أعطيتك ايميلي و جوالي و ما اتصلتي ولا حتى أضفتيني..انقهرت منك..حيوانة وحدة...!
علي:بأي حق ما تضيفي أختي...؟!
سكت..اتذكرت كيف إني بعد زواج أحمد انشغلت بأشياء كتيييييرة...!
علي:جوووووووووود...!
-ها...؟!
ابتسم:وين وصلتي...؟!
-ولا محل...!
صفاء:وجع..ما لقيتي تتنحي إلا لمن اتكلمت...!
-ما تنحت !!
عمة:بنت..ايش ذا اللسان على مرة أخوكي...؟!
صفاء..اتفشلت أما أنا فضحكت:ايوة صح أنا مرة أخوكي..احترميني...!
علي:المهم..ايش كنا نقول..ايوة..ليش يا هانم جود ما تضيفي أختي...؟!
-ماااا..نسيت...!
-ليش نسيتي...؟!
-امممم..انشغلت...!
-بميييين..بيا...؟!
أديت علي _إلي الظاهر إنو فهم سبب سرحاني_ نظرة:و أنا ايش عرفني بك وقتها عشان أنشغل بك...؟!
صفاء نطت و كأنها تبغى تغير الموضوع:هي..آآآ..جود شفتي إلي رسلتلك هوا...؟!
قطبت حواجبي مستغربة من دخلتها الغلط:ايش...؟!
-رسلتلك رابط قصة...!
قطبت حواجبي أكتر:لا ما جاني شي..ليا مدة ما دخلت...!
-ليييييييييش...؟!
-البركة في أخوكي و ولدو...!
علي:ولدو مو ولدك...؟!
-إلا..بس صفاء تعالي هنا..أنا ما قلتلك ما تقري شي إلا لمن تقوليلي...؟!
-لالا هذي حلوة أنا متأكدة منها..إلي كتبتها عندها مدونة تنزل فيها مقالات و أشياء حلوة...!
-طب لو كده ارسليلي لنك بلوجّها (رابط مدونتها) ...!
-أوكي...!
علي:هانم صفاء..ما كنك قاطعتيني...؟!
كان معصب الشي إلي خلاني أضحك:دوبك تنتبه...؟!
قال و هوا يحك راسو:ما..مادري طفشان...!
و وقف و راح لسعود و لينا و قعد معاهم..قالت عمتي بهمس:ايشبه...؟!
قلت و أنا أرفع أكتافي:مادري له كم يوم طفشان و نومو ملخبط و كده...!
صفاء:مني...؟!
ابتسمت:لا حبيبي مو منك..أخوكي أحياناً عليه طلعات طفش غريبة...!
صفاء:إلا أقولك..لمن تدخلي مدونتها..
-لحظة لحظة ايش اسمها هيا...؟!
-مادري نسيت..المهم ادخلي و اقرأي المقال إلي كاتبتو عن الزواج..مرررررررة حلو..اتكلمت فيه عن فكرة إنُو بعد السنين الأولى يخلص الحب...!
-آآه..ترا عبط..الناس الطبيعين يكونوا دايماً العكس..السنين الأولى مليانة مشاكل..الزوج يكون عصبي و يتنرفز بسرعة و الزوجة مدلعة و ما تتحمل كلمة..هيا لو عدت كلو يهون...!
عمة:لا مو لذي الدرجة يا جود..هما بس يكونو دوبهم بادئين حياتهم و مو متعودين..هما يقولو إنها حلوة و ما تتعوض لإن المشاعر فيها تكون قوية و سبحان الله بكذة يسير توازن..يعني يكونون مو متعودين و مو ناضجين لكن مشاعرهم حارة و قوية فيقدرون بكم كلمة حلوة و كم وردة يتراضو...!
أحلام:و بعدين مو الحب إلي يخلص..الانـــبهااااار..يكون كل واحد طاير في الثاني..بعد كم سنة يتعودوا على بعض و يسيروا عاقلين..مو كلمة توديهم و كلمة تجيبهم...!
صفاء بسخرية و قهر:بس البنات دايماً يقولو إنو الخمسة سنين الأولى و بعدها خلاص معد يحتفلو بعيد زواجهم و لا يحبوا بعض بقوة...!
قلت:عبط زايد...!
علي من بعيد:يوووووووووه..يعني ما بقي لنا إلا شوية...!
التفت:وي..اسم الله علينا...!
عمة بغضب:علي..كم مرة أقولك ما تقول إلا الطيب...؟!
علي و هوا يسوي شي لسعود و لينا:آآآآآسف...!
قال بعد مدة:إلا ايش رايكم توقفوا ذا النقاش الهادف..طفشتوني ترا...؟!
كملنا كلام و لا كأنو قال شي فاتأفف بطفش..حبيبي هوا..الطفش باين عليه..مادري ايشبو..يبغالي أشوفو بعدين...!
قالت أحلام:بس أحس إنو الخلفة في البداية مي حلوة...!
ابتسمت:صح..مرة سمعت واحد يقول إنو مالو داعي لو ما يعرفوا بعض...!
صفاء:بس الخلفة هيا إلي تبين لو الآدمي كويس و لا لأ...!
عمة:إنتوا لا تشغلوا نفسكم بذي الأفكار..الطيب طيب من البداية و السيء سيء من البداية..ترى يبان من البداية..لو الوحدة ذكية تكتشف...!
أحلام:مو هذي المشكلة..هما ما يقدروا يكونوا أذكياء..الناس تسوي الملكة عشان يتعرفوا على بعض احنا نسويها عشان ننبسط كم شهر و يطلع كل واحد قدام الثاني بيرفكت...!
عمتي:إلا على سيرة الخلفة..كم باقيلك و تولدي...؟!
-أممم..شهرين و نص بالكثير...!
عمة بثقة:لا يا حبيبتي لأ..قولي شهرين و نص بالقليل...!
ابتسمت باستغراب:والله آخر مرة حسبت طلعت معايا كده...!
عمة:لالا...
صفاء:استحي على وجهك..أمي حاسبتلك أحسن منك...!
-عشان ولدها بعدين مو هيا إلي حتولد..يحقلها تستعجل..أنا أبغى أطول المدة...!
أحلام بضحكة:مو أول مرة تولدي !!
-مو يا حبيبتي لإني مو أول مرة أولد خايفة..لإني عارفة ايش حعيش..قبل..في سعود كنت عايشة جو مع كلام العقاد..يقول إنو المرأة تحس بمتعة لمن تولد..تستمتع بالألم يعني..و كنت مطمنة عالآآآآآخر..لين ما أكلت على راسي...!
قربت مني عمة و قالت بصوت هامس:طب كده بينك و بين نفسك..ما كنتي حاسة بمتعة..ما كنتي حاسة بأي سعادة...؟!
قلت بضحكة خافتة:إلا إلا..بس والله تعبت...!
-ايوة هوا كذة أول ولادة..صدقيني ذي المرة إن شاء الله أهون...!
صفاء:يعني يعني...
أحلام:مال أبو أمنا داعي...!
طالعت عمة في أحلام:أبو أمك الله يرحمه..بس خلاص..جود..يلا اسكتي...!
طالعت في عمة:والله أنا شُجعت على الكلام ولا ما كان اتكلمت...!
وقف علي من عند البزورة و هوا يقول:أحلى شي عندي لما جود تتهزئ...!
طالعت فيه بقهر:ما اتهزأت...!
عمة:تعال اقعد إنتا..ناقصتك و عبطك...!
جلس علي جمب عمة من الجهة التانية:الله لنا يا أم علي..كل ذا عشان ما قلتلك من بدري...؟!
قلت:ايش هوا...؟!
مدلي علي لسانو:اييييييييييييه..مالك دخل..سر بيني و بين مامي...!
مامي طلعت من علي تجيب الـ..
والله زوجي ما ينفع لو الدلع..بس فديتو كل شي منو حلو !!
عمة:مامي..مامي وقت الراحة لكن في الجد.."قلدت صوت علي"..أمي..كنك شوية و تصفقني كف...!
و قامت متوجهة للمطبخ...!
قلت باستغراب:علي ايشبها...؟!
قال بلا اهتمام:آآآ..واحد من "أصدقائي القُدامى" اتصل عالبيت و أمي ردت فقال إني ما أرد على جوالي من مدة طويييييييييلة و عاد أمي سألتني لإنها تعرف صوته صاحبي من زمان فقلتلها فزعلت ليش ما اتكلمت من أول...!
-لا يكون هذا نفسو إلي اتصل آخر الليل...؟!
قال بقرف:مادري..كيفهم..الله لا يردهم على قولك...!
قلت:بعدين منتا في مدرسة أو جامعة عشان يكون فيه مكان يجمعكم غصباً عنك..كل شي بيدك..خليهم يولو...!
-يااااا شيييخة...!
قلت:و عمة أكيد فيه شي تاني مزعلها..هيا ما تزعل من دي الأشياء...!
-بس أنا ما سويت شي...!
-مو لازم إنتا..ممكن أي شي أو حتى ممكن أشغال اتجمعت مع بعض فسارت طفشانة..عادي مو شرط تكون إنتا...!
اتنهد علي:طيب خلاص...
طالع في أخواتو:طالعي كيف يطالعو فينا...!
طالعت في صفاء و أحلام..كان باين عليهم الطفش...!
ضحكت:علي شكلنا مطفشين أمك و أخواتك...!
صفاء:ايوة..بصراحة اليوم مملين...!
أحلام:لا علي و جود من جد إنتو ما عندكم نص و نص..يا تسو لنا جو مو طبيعي يا تجيبولنا البلى..يعني معليش بس بصراحة سايرين مملين الفترة ذي...!
قلت:سويتي احنا ما سار عندنا شي إلا انتظار البيبي..يعني هوا الشي الحماسي القادم..غير كده غرقانين في روتين قاتل..يعني المفروض نجي و إنتوا تحمسونا..مو احنا...!
صفاء:مو احنا نفس الحالة..أنا كنت أدور على شي أستناه ما لقيت إلا البيبي حقك ذا...!
قلت و أنا أغمض عيني بفلسفة:العوائل المحترمة دايماً تمر بحالات زي كده...!
علي:ارحمييييييييييني...!
-طيب...
طالع علي فيا باستغراب فقلت:حرحمك...!
-آآآآه...
و على كده لين ما اتعشينا و حركنا..أنا في السيارة كنت تعبانة..أسندت اسي على ورا و أنا أحس بنفسي مكتومة..يا رب تيسر الولادة ليا يااااااااا رب...!
لفيت راسي و أنا أنادي سعود إلي كان سادح و مغمض عينو..فتحها على طول..قلت:نمت حبيبي...؟!
قال بتعب هوا كمان:شوية...
ابتسمت:هيا سمي بالرحمن بابا و نام...!
رجع سعود يغمض عينو و أنا أسندت راسي و غمضت عيني...!
علي:تدري لو سامحين للمرأة بالقيادة كان خليتك تسوقي و قسمت المشاوير بينا...!
قلت و أنا مغمضة عيني و مسترخية:لو سمحوا للحريم يسوقوا حجيب سواقة تكون كوفيرة و ماخدة الحزام الأسود في الكراتيه...!
-و كم حتعطيها إن شاء الله..3 آلاف ولا أربعة...؟!
-والله أي شي..لو حتريحني أديها أي شي...!
-و من وين إن شاء الله..اتوظفي و ادفعي من راتبك...!
عقلي صحصح لكن صوتي لأ...
قلت:إن شاء الله لمن أتوظف...!
ضحك بسخرية و هوا يلف:تخيليكي موظفة...!
رجعت أغمض عيني من غير ما أرد..عندي إحساس قوي يقولي إني حكون امرأة عاملة..مع إنو مرة حلو الوحدة تقعد في بيتها و ترتاح..لكن عندي إحساس قوي ينفي دا الشي...!
بعد مدة مادري كم هيا اكتشفت إني غفيت لمن فقت على صوت علي...!
-جود..جود..جود يلا...
قلت بنوم:هااااا...؟!
-ايش إلي ها..قومي...؟!
قلت و أنا أقوم:ايش..وصلنا...؟!
طالعت باستغراب في المكان إلي موقف فيه علي...!
علي:نمتي...؟!
التفت لعلي و أنا مقطبة حواجبي...!
ابتسم بحلاوة:انزلي و ادعيلي...!
قلت:علي من جدك...؟!
-يعني بوصلك لين هنا عشان أستفزك مثلاً...؟!
-بس إنتا كنت زعلان و متنرفز طول اليوم عشان كده و دحين...
قاطعني:خلاص انزلي إنتي ذحين...!
-علي كيف أتركك لحالك...؟!
-منتي كنتي ناوية تتركيني لحالي أمس...؟!
-بس...
-جود..لو مانزلتي حمشي و تحلمي أرجعك...!
قلت بحرج من نفسي:بس إنتا ما كنت راضي...!
قال بنفس أسلوبي:و دحين راضي..ممكن تنزلي...!
قلت بسعادة:شكراً علي...!
ابتسم:شوفي لا تبيني سعادتك و تستميتي في الامتنان..سوي نفسك منتي مبسوطة لإني عالتكة حتنرفز...!
قلت و أنا على وشك أبكي:Ali gimme a hug
-مع نفسك ذحين..يلا انزلي...!
-عليييييي...
اتلفت يمين و شمال كأنو حرامي و هوا يتأفف و بعدين حضني...!
بعد عني و قعد يتحمحم..قلت:ايش حتسوي بكرة...؟!
-أسوي أي شي..طبعاً إنتي ما تبغي سعود معاكي..صح...؟!
-آآه..خلاص اخرج إنتا و هوا كده عالظهر و مروا في الليل نتعشى مع عمو و جدة...!
اتنهد:طيب يسير خير..يلا انزلي...!
-اتصل عليا أول ما توصل و خلي سعود ينام معاك لا تنام لحالك...!
-ما أنام لحالي عشاني ولا عشان سعود...؟!
-آآآ..عشان سعود...!
-لا يا شيخة...!
ضحكت:خلاص ما دام مني موجودة خليه ينام معاك...!
ضحك:أقول انزلي انزلي...!
ابتسمت:لا من جد حبيبي..لا تخليني كده..أخاف عليكم...!
ضرب على صدرو:أنا و ولدك رجال...!
ابتسمت:مو أنا ليش أحبك إنتا و لدك إلا لإنكم رجال...!
ابتسم فقلت:طب علي تنزل معايا عشان أخاف أطلع لحالي...!
قالو هوا يوقف السيارة:طيب...!
طالع لورا:بس سعود نايم..خلاص جود اطلعي و ما عليكي خلاف إن شاء الله...آآ..أقولك بطلعك عند درج المدخل بعدين استخدمي المصعد و إذا دخلتي طمنيني...!
قلت و أنا أنزل:طيب..!
و نزلت من السيارة و استنيت علي لين ما جا و طلعني..شافني دخلت المصعد بعدين راح للسيارة..أول ما وصلت خرجت من المصعد و أنا أسمي..دقيت الجرس..وصلني صوت منورة فقلت:"جود"..دخلت وسط نظرات عمو المستغربة..ابتسمت و أنا أتصل على علي...!
قلت:دقيقة بس بطمن علـ..ايوة هلا..خلاص وصلت..طيب..أول ما توصل طمني...!
و قفلت..طالعت في عمو بابتسامة و أنا أمشيلو..سلمت فقال:ايش جابك...؟!
جلست:ايش الترحيب دا...؟!
-لا بس مو من عوايدك تجي الربوع...!
ابتسمت:جا على بالي أبات عندكم فجيت..و كمان أبغاك في موضوع...!
تابعت:آآ..اتعشيت...؟!
-محنا مسوين عشا اليوم..جيعانة ادخلي شوفيلك أي شي...!
طالعت في عمو مستغربة و أنا أفسخ عبايتي في مكاني:ايش الأخلاق هذي..وي!!
ضحك:لاااا..بس يا شيخة ما نمت الظهر مادري ليش و أحس نفسي مهدود..و يا ليت سويت شي..لا بس كذة لااااابد...!
ابتسمت و أنا أتذكر:بس إنت خِلقة أخلاقك يوم الربوع زفت...!
-يا شيخة..إلا في ايش كنتي تبغيني...؟!
-ممم..شوية مو دحين..جدة وين...؟
-جدتك تصلي و بتنام أكيد بعد ما تصلي..إلا أقولك..كويس إنك جيتي..تراها سايرة روحها في خشمها و طفشااااانة..و أنا ما أعرف ايش أسوي معاها..أحسها..أحسها ما تبغاني..يعني مو تكرهني بس تحسيها ما تحب تقعد و تهرج معايا..كذة..ما..مادري كيف...!
-طب ما تحاول تخرجها...؟!
-واللهِ أتمنى..أترجاها دايماً بس ما ترضى..كل ما أحاول أكلمها تقولي سكر و كل شوية أحتاج الحمام و معد فيني شدة..أصلاً هيا من يوم ما بطلت تخرج معايا و سارت ما تجيب أشياءها بنفسها ساءت نفسيتها...!
ابتسمت و أنا أمسح على كتف عمو:خلاص حبيبي..هدّي..لا تحرق أعصابك..إن شاء الله أنا دحين حولد و إنتا حتتزوج..يعني..تسير حركة شوية في العيلة..و إن شاء الله تفك و تتحمس..تعرف ايش..إن شاء الله لمن أجي أشتري أشياء البيبي أقولها تجي معايا و لمن إنتا تجي تشتري الدبل و زي كده نصر عليها تجي تختار...!
قال بطفش:دبل ايه يا أمي فكيني...؟!
كان نفسي أقول لعمو حتى إنتا أخلاقك سايرة زفت عشان قعدتك في البيت..لا إنتا إلي سويت عيلة و لا إنتا إلي صايع في الشوارع تسوي حركات شباب و تغير جو...!
لكن و لإني أبغى أكسبو ما حقلو كلام زي كده...!
قلت:إلا إن شاء الله..اسمع أنا بروح أشوف جدة و أسلم عليها و أشوف لو تحتاج شي و بعدين بجي و أناقشك في دا الموضوع...؟!
قال عمو بضيقة أطفال:جود تناقشيني في ايه..منتي ناقشتيني و خلصتي...؟!
ابتسمت و أنا أوقف:ناقشتك في الموضوع مو في ذات الشخص...!
-يعني إنتي محددة خلاص...؟!
-والله تقدر تقول أبغى آخد موافقتك عليها بعدين آخد موافقتها عليك...!
-و مين هيا دي...؟!
قلت بدون اهتمام و أنا أعطيه ظهري:أحلااام..شوية أروح أشوف جدة و أجيك...!
و رحت بسرعة عند جدة و قلبي يضرب ضرب مو طبيعي...!
آخر شي أتذكرو كانت دهشة عمو و نظرة الصدمة المرعبة...!
خلصت جدة صلاة و قالت على طول:جود...
ابتسمت:ايوة جدة...
و رحت و سلمت عليها..جلست جمبها و جيت بتكلم لكن صوت صفقة الباب القوية ألجمتني...!
جدة:الله وكبر "الله أكبر" ايش فيه هالولد...؟!
قلت و أنا أحاول أرقع:آآآه خسر فريقو حق الكورة...
-الله يا خسر فريقُه..عمك من متى يشجع...؟!
عضيت شفتي السفلى..أنا حمارة؛أعرف إنو جدة ما يمشي معاها الترقيع..أذكى مني و من عمو و منكم !!!
قلت و أنا أبتسم:أجل تلاقيه شاف شي نرفزو..إلا قوليلي إنتي..كيفك و ايش مسوية...!
-الحمدلله..إنتي كيف جيتي و متى و ليش ما تقولينْلي...؟!
-والله يا جدة حسيت إني مشتاقتلك و مشتاقة لعمو..كلمت علي و طلبتو و الحمدلله وافق و جابني..بكرة بيجي هوا و سعود و يتعشوا معانا...!
اتنهدت:خير..خير إن شاء الله...!
ابتسمت و أنا أحط يدي على فخدها:إلا إنتي ايشبك يا جدة..أحسك..كده تعبانة و طفشانة..ليه..ايشبك...؟!
قالت بهم بدون تردد:والله يا بنتي إني شايلة هم ذا الولد..إنتي و ربي سترها معاكي لكن سعود..والله إني ما أكلمو في زواجُه..أدري بيظيق (يزعل) عليا..لكن معد فيا صبر..أبغى أشوف ذُريتُه قبل ما أموت...!
قلت بانفعال:اسم الله عليكي جدة لا تقولين كذة..والله أزعل منك..لا تفاولي على نفسك...!
-أنا أدري..والله إني أدري إن إلي فيه وِحدة..الواحد لا كبر و ما اتزوج يعجز..عشان القلب..القلب يا بنتي إذا ما لقى الزوج يعجز و إذا عجز عِجزنا احنا...!
اتنهدت:أعرف جدة أعرف..كلامك والله صح..إنتي ادعي..ادعي بس و أنا بحاول أقنعو..والله إني إذا كلمتو يظيق كمان لكن ايش نسوي..لازم..و الحمدلله مافي أي مانع..السكن متوفر..يفضي وحدة من الشقق و خلاص و الراتب الحمدلله راتب عمي يكفي و يوفي..مافيه أي مانع...!
-صادقة والله..لكن ذحين ليش ظاق..كلمتيه إنتي...؟!
-ها..آآه ايوة حاولت أفتح معاه الموضوع..هوا..هوا وعدني حيفكر لكن مع التوتر تلقيه اتنرفز و قفل الباب بقوة و عصبية...!
-يا بنتي إنتي ليه ما تشوفين وحدة من أخوات علي..إلا كم عمرها ذيك إلي باقي ما اتزوجت..طيبة هيا..فيها خير..عمك ضعيف ما يقدر في الحريم...؟!
ما كنت أبغى أدخل الفكرة في راس جدة..أخاف تتكلم و لا تقول شي رغم إنو الكل متوقع إنها الأنسب لعمو...!
قلت:مادري..الله يكتب إلي فيه الخير..هيا جدة تبغين شي...؟!
-إن كان شي موز هبيلي...!
-إن شااااء الله...!
وقفت فقالت:و الموية..عبيلي كاستي...!
قلت و أنا أشيل كاسة جدة الخاصة إلي تتغطى:إن شاء الله...!
و رحت للمطبخ..عبيت الكاسة بموية باردة و أخدت كم حبة موز و أنا أقول:منورة كلمي عمو ينتبه للموز..شوفي الخربان كتير..حرام هذا كرتون كامل...!
-أنا قلت..لكن بابا سؤود مافي ينتبه..هدا رجال حرامي..أنا أول أروح..حيوانة..فوق كويس تحت خربان..بابا سؤود ما يفتح كرتون عشان شوف بعيونو يقول احنا مسلمين لازم أمانة..ثقة...!
-عارفة الله يصلحو عمي..يحسب كل الناس زيو...!
-أنا أقول لكن بابا ما يسمع...!
-والله ما شفتي علي..يروح يضارب على حبة الطماطم لو فيها قاااااد كده سواد يروح يضارب...!
-أحسن بنغالي كده ينفع..ناس طيبين ما ينفع...!
-صادقة و الله..هيا يلا تصبحي على خير...!
-و إنتي من أهلو..!
و رحت لجدة..قعدت معاها شوية..أكلت و أكلت معاها موز..هرجنا كده يجي حق ساعة إلا بعدين نامت و اتوكلت أنا على غرفتي و هناك أديت علي رنة..عشان لو نايم خلاص..لو صاحي يرجع يتصل و رجع اتصل...!
رديت بهدوء:ايوة...
-أهلاً..ما نمتي...؟!
كنت قدني سادحة عالسرير و مغيرة:لاااء..دوبها جدة نامت و أنا.."اتثاوبت"..أنا دوبي دخلت الغرفة..إنتا ايشبك ما نمت...؟!
-و أنا أقدر أنام من غيرك...؟!
-و إنتا راضي لأ...!
ضحك:قصدي يهمني تكوني في البيت..حتى لو منتي معايا...!
-ايوة..شغل استبداد هذا...!
-هذا اسمو حب..حب يااا جاهلة..يا عديمة الغومنصية...!
-غومنصية...؟!،ايش دا..فرنسي على بدوي..ايش يطلع هذا...؟!
-هذا اسمهُ لغة الانترنت و المنتديات..بس إنتي مالك فيها...!
-لا صدقني ليا فيها و بقوة...!
-ايوة زمان كان لكي فيها ذحين خلاص...!
-كلو منك...!
-والله..ما أحلاكي تفتحي مواضيع و تتناقشي بكل رُقي مع الأعضاء..مصصصصخرة...!
-أصلاً مو من حبي فيها..أحسها كلها نفاق..الناس الراقيين إلي فيها و أصحاب المبادئ مهم موجودين..على الواقع يختفوا مدري كيف...!
-أصلاً أحسها دقة قدييييمة..منتدى و ناس أتناقش معاهم و قوانين ألتزم فيها..يييييه..شي يجيب الطفش...!
-لا هوا حلو يكون عند الواحد منتدى يطلع فيه كل مواهبو و إبداعاتو..بعدين بصراحة فيه منتديات أنا أدخلها و أشارك فيها عشان أحمل.."بسخرية"..ضع رداً لائقاً ليظهر المحتوى...!
ضحك:طيب يختي سيبينا ذحين من المنتديات..إنتي بتنامي...؟!
-إن شاء الله..و إنتا...؟!
-بقفل منك و أنام...!
-سعود وين...؟!
-سعود يا ستي جمبي أهو..سادح و في سابع نومة...!
-حبيبي هوا..بوسلي إياه...!
-طيب...
-بوسو !!
-طيب!!
-دحين يلا...
-استغفر الله..لازم تسمعي الصوت يعني...؟!
-ايوة ايش حيضرك يعني لو بستو...؟!
-طيب طيب..
و ما سكت إلا لمن سمعت صوت بوسة...!
انشكحت...!
قال:ارتحتي يختي..شوفيني خليتيني أضعف و أحضنو..مني قادر أسيبو...!
-و فيها ايه يعني لمن تنام حاضن ولدك...؟!
-ما فيها شي..تبغي شي...!
-لا سلامتك..بس انتبه ترا إلي جمبك سعود مو أنا...!
بانفعال:يا حيوانة يا قليلة الأدب.."وطى صوتو"..والله بس ما أبغى سعود يصحى..لكن تعالي..تعالي و أنا أوريكي..قليلة أدب وحدة...!
ضحكت:هدّي هدّي ايش فيك..مزحة و طلعت...؟!
-أنا أمزح قلة أدب عادي..إنتي لأ...!
-استبدااااد...أقولك مستبد بس ما تسمع...!
-إنتي كذة تخربي صورة الطهر و الأخلاق و الحياء حقتك في عيني...!
-أوووووه..كيوت علي..كيوت..يعني أنا لسه عندي حياء قدامك..حسبت إني فاصخة الحيا أنا...؟!
-كذابة..والله لو قدامي ذحين ما نطقتي بكلمة..قلك ما أعرفك يعني...!
قلت و أنا أبغى أوقف النقاش:طيب خلاص..يلا روح نام..مع السلامة...!
قال بصوت واطي:ايييييوة..اطلعي على حقيقتك..أتحداكي ذحين تكملي النقاش..شوفي أنا رحمةً بك و رأفة..و مراعاةً للأدب العام ولا كان قليت أدبي و نزعت قناع المروءة و الشرف..يلا..يلا روحي نامي و خليكي قد مزحاتك مرة ثانية...!
-آآه..تقصد بأن هذا هو درس اليوم...!
-نعم نعم هوكذلك...!
ضحكت:تبغى شي...؟!
-لأ..تصبحي على خير...!
-و إنتا من أهلو..اتغطى كويس...!
-طااااااييييييب...!
-يلا باي...!
-سلام...!
و قفلنا...!
حطيت الجوال على الكوميدينة و أنا أبتسم بسعادة لكن سرعان ما اختفت ابتسامتي...
عمو..أسلوبي كان غلط..أنا أصلاً ما كنت ناوية أكلمو كده..لكن لمن سألني لقيت نفسي أتكلم من غير ما أحس..أنا لا اهتمامي ما كان مفتعل..حتى بسرعة رجعت اتوترت..أسلوبي كان غلط..كان المفروض أكون معاه أكلمو بهدوء و صراحة و أحاول أمتص أغضبو..كيف أرتكب دي الغلطة و أنا أكتر وحدة أعرف إنو عمو لو أحد كلمو بأدب مستحيل ما يناقشو و يتكلم معاه..أنا غبية..كيف كده أسوي..دحين الموضوع حينقفل نهائياً و ما حقدر حتى أفتح فمي...!
يا ربي..ايش دا...؟!،يا ربي لو لك حكمة وريني هيا..أنا عارفة عموحيعصب من قبل لكن قلت أحاول و طلعت كده من غير ما أحس...!
يا ربي..يا ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين..يا ربي إنتا أعلم بتعبي و بالهم إلي في قلبي..يا ربي لا تخليني لوحدي..يا ربي هدئ سر عمي..كل إلي أبغاه هوا إني أرد لو الجميل..يا ربي إنتا أعلم بالتعب إلي تعبو معايا..رباني و كبرني و حبني !!!
يا رب..ياااااا رب

*********************************

"آآآآآه..ظهري..سار لي كم يوم و أنا حاسة بالألم يزيد عليا..استغفر الله يا ربي..ايش دا..يلا هانت..راح الكتير و بقي القليل..كلها ثلاثة شهور إلا و أولد..."
طالعت في الساعة..كانت ثمانية..مع إني حاسة بتعب لكن ما فيا نوم..قمت بصعوبة و أنا حاسة نفسي مكتومة..شي جديد دا..لسه بس أمس بدأت أحس بالكتمة..مادري ليه أحس حملي في سعود كان أسهل و أهون مع إنو الكل يقول إنو أول حمل هوا أصعب حمل...!
خرجت من الغرفة للحمام..يوووووه..اتذكرت إنو ما معايا فرشتي..ما كنت جاهزة للمبيت..الله يصلحو علي لو قلي من أول..على كل حال أحمد ربي..واحد تاني كان رمى بخاطري عرض الحايط...!
فجأة جا على بالي عبدالله..لو رضيت بو كان حيسوي معايا كده...؟!،مادري ليه أحس إنو لأ..يمكن لإني حابة علي مرة و مرتاحة معاه الحمدلله..بس من جد..أحس لو رضيت بعبدالله كان قعدت في مشاكل مع أهلو حتى لو هوا يحبني و أفترض أنا إني ححبو...!
يووووووه..أنا كمان..ايش التفكير دا..خلاص بيتزوج الرجال و يفكني من إحساس الذنب و لو إني حسب حكاوي عماتي لمن يجوا و أقعد معاهم و أسمع أحسو..يعني أمو و أخواتو لمن يقعدوا يتكلموا عنو..أحسو عايش طبيعي..مالت عليه رغم إني ناسيتو و مني مهتمة لكن كنت أحس نفسي كلبة بسببو..وجع..حسيت بالذنب عالفاضي عشان واحد كان مصاب بمراهقة متأخرة..بس بالله "وش يحس فيه" لمن يتذكر...؟!
"وش يحس فيه"..أنا صح مني متعودة على دا الكلام لكن دي الجملة بالذات أحسها أحياناً معبرة و لو إني ما أزبطها لمن أقولها..هيا مي حلوة إلا من أهلها...!
أوه لحظة..ايش كل إلي فوق دا...؟!
أنا قاعدة أتهرب من التفكير في عمو و في إلي سار أمس..أو خليني أقول التخلف إلي سويتو أمس...!
اتنهدت و أنا أبدأ صلاتي على كرسي التسريحة الموجودة في غرفتي...!
قعدت أقول الأذكار و أنا في نفسي أتمنى لو إني صحيت و صليت الفجر في وقتها..كان قعدت أدعي لين الشروق..كان اتواصلت مع ربي زي العالم و الناس..كان..استغفر الله..خلاص..رحمة ربي و لطفو مو مرتبطين بقعدتي لين الشروق...!
اتنهدت و أنا أحاول أذكر نفسي بكل الأشياء إلي ربي ما خذلني فيها..طبعاً ربي ما قد خذلني..أنا قصدي في الأشياء إلي أتذكرها و يا قلها قدام إلي ما أتذكرها...!
قمت و أنا أفكر إني حسوي فطور لمن يصحو..طالعت في الساعة..جدة هادا وقتها بس عمو..عمو على حسب ما كان ينام دا الأسبوع و طول الأسبوع كان يقولي إنو ما كان يخرج من الشغل للمسجد للبيت..معناتو أكيد كان ينام كويس معناتو أكيد حيصحى اليوم بدري...!
سمعت صوت كحكحة قوية طالعة من جهة الحمام..أكيد هدا عمو..تعرفوا كيف الرجال في الحمام يكحوا و يتمضمضوا بقوة أول ما يصحوا...!
قمت من الكرسي و خرجت من الغرفة من غير ما أفك الشرشف..أحس شكل الوحدة بالشرشف يغصب الرجال إلي قدامها إنو يهدى...!
جلست على وحدة من كنبات الصالة إلي تقابل التلفزيون...!
دخل عمو بعد ثواني و طالع فيا بنظرة لاسعة سرعان ما اتحولت لطبيعية و هوا يقول:صباح الخير...!
و ارتمى عالكنبة و سحب كل الريموتات عندو...!
قلت و أنا أشوفو يشغل التلفزيون و يقلب لين ما يوصل للجزيرة الوثائقية:صباح النور...!
قلت عشان أكسر الصمت:كيفك عمو..نمت كويس أمس...؟!
-نمت...
-ارتحت...
ببساطة:لأ لكن نمت..اليوم حنام كويس...!
طنشت و ما حاولت أفكر في إلي يقصدو و أنا أقول:كنت أبغى أسألك عن..
لمن شفت نظرتو الغريبة قلت:..الللفطووور..نستنى منورة تقوم تسويه و لا تبغى أسويلك دحين...؟!
-لا ارتاحي إنتي شكلك تعبانة...!
-ايوة صح والله..بس عادي ممكن أسويلك...!
قال بصدق:لا حبيبي ارتاحي..إنتي جيعانة يعني مرة...؟!
-لا بس قلت لو إنتا تبغى...!
-أنا ما أبغى...!
قلت بتفكير:بس أصلاً أنا أبغى أتحرك..عارف..أحس نفسي مرة تقيلة و مكسلة..والله أحس حملي في سعود كان أسهل...!
قال بابتسامة:لإنو سميي..شي طبيعي يكون حملك فيه سهل و هين...!
-لا ياشيخ...
-إلا ايش ناوية تسمي البنوتة....؟!
-والله ما ححاول أفكر دحين..جدة تقول إنو الدكاترة كدابين و إنو محد يعلم الغيب..قصدها ممكن يكون ولد...!
-بس سعود اتوقعوا صح...!
-ايوة بس أنا ما حشغل نفسي دحين..كل شي من ربنا حلو..عارف أنا خايفة من ايه..خايفة من علي..علي يحب الأسماء الخفيفة حقت البنات إلي دحين و أنا ما أطيقها..أنا ما أحب إلا أسماء زمان..فاطمة رقية عائشة..إذا مرة مرة جديدة جمان شيماء أحلاااام...!
-جمان...؟!
-ايوة..مو حلو...؟!
-إلا بس أحس جمانة ألطف..هيا جمان جمع..صح...؟!
-ايوة...!
-و علي في ايش يفكر...؟!
-علي يقولك ليان لينة تالة...!
-طيب كلها حلوة دي...!
-عارفة بس فيها شي يقهر..الناس تقلبها أجنبي..عندك لينة يكتبوه بالألف و تالة و نورة و سارة...!
-طيب إنتي ايش دخلك في الناس..أهم شي بنتك تكبر و هيا عارفة و متأكدة إنو اسمها عربي و خلاص...!
-بس أحس أسماء زمان غير..تحس البنت تكبر باسم..كده ناضج و ثقيل لو معنى...!
-شوفي جود كلو يهون قدام وله و دلع و غرام...!
-ايوة الله شي يفقع القلب..بنات عندي في الجامعة مساكين مظلومين..والله وحدة معايا في كلاس مسكينة اسمها دلع و هيا بعيدة كل البعد عن الدلع..ضخخخخخمة و عفشة..و البنات قليلات أدب ماخدينها مسخرة..و هيا ضعيفة..عفشة و تهبش صح..لكنها ما تتحمل..يعني مي قوية بس فيها دفاشة...!
ضحك:أنا أعرف إنو لكل واحد نصيب من اسمو...!
-هيا تلاقيها دلعها في مشاعرها مو في تصرفاتها أو شكلها...!
-غلطة أهلها مو غلطة الناس..هما إلي أعطوا إلي حولها مجال عشان يتريقوا عليها...!
قلت بابتسامة:طب ايش في أحلام...؟!
لعمو مطلق الحرية إنو يفهم السؤال زي ما يبغى !!!
-اسمممم جميل و أصحابو أجمل لكن ما أحس إنو يناسبني ولا يناسبك...!
-هوا أنا ما أتخيل وحدة من بناتي أو بناتك يكون اسمها أحلام بس ليش ما يناسبك..ولا يناسبني كمان...؟!
سكت عمو لثواني و هوا منزل راسو بعدين رفعو و قال:كان بإمكاني أصرخ عليكي و أقفل الموضوع لكن ما أبغاكي تطلعي من هنا منتي راضية...!
جود أنا حتكلم و مأبغاكي تقاطعيني ولا..تبدي رأيك...!
سكت لثواني و هوا يطالع فيا بنظرة مؤلمة بعدين أخفض راسو و قال بحزن:
أحلام ذي أخت أحمد..أحمد صاحبي من المتوسط..تهمني راحة أخواتو و أنا ما أرضى لأحلام بواحد زيي..أبداً..مهما كانت ظروفها و مهما اتأخر سنها في الزواج..لإنها تستاهل تجيب أولاد..هيا و إلي زيها لازم يربوا لأنهم حيربوا صح لو ربوا..حرام..حرام عليا لو اتزوجتها...!
و وقف و عمو و خرج من الصالة و أنا كنت
SHOCKED
و بس ...

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 15-02-11, 01:20 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء الخامس عشر

(أنا و أبي و أصدقاؤه)




علي،،،
قفلت من جود بعد ما قلتلها إني أنا و سعود بنخرج أي مكان..حسيتها من صوتها شوية متضايقة لكنها ما أعطتني فرصة حتى أسأل ليه..عالعموم أنا ما حصر..جود لها مدة داسة عني شي..و ما دام ما تبغى تقول أحسن لها إنها ما تتوقع مني أساعدها..لإنها من البداية ما دخلتني في ذا الموضوع الخطير إلي متكتمة عليه...!
طالعت في سعود إلي أصر على اختيار ملابسه..ما كان شكلُه زي لمن جود تلبسُه..اتذكرت سيل تحذيرات جود من إنو سعود يخرج من البيت بشكل مو مرتب...!
قلت:كذة عاجبك...؟!
طاااااالع فيا سعود لمدة قبل ما يقول بنفس أسلوبي المستفز:جددددداً...
-طيب ماما قالت لازم تخرج مرتب...!
-طب أنا كده مرتب...!
-لأ منتا مرتب..حلبسك من الأشياء إلي أمك تجمعهم مع بعض...!
و مشيت متجه لغرفتو و في طريقي مسكت يده و مشيتو معايا...!
كان لين ما وصلنا لغرفتو يتكلم و يقول إنو يبغى يلبس على كيفُه...!
وقفنا قدام الدولاب يمكن فوق العشرة دقايق آخر شي اتصلت على جود تتصرف معاه..أنا ما أحب سعود لمن يتكلم و يبدي رأيه..ما عندي صبر أنا للبزورة إلي يتكلموا..أحب سعود بعد ما جود تزبطوا...!
و كان هذا إلي قالو سعود:
(-كويس..
-ايوة..إنتي رحتي و تخليني..ماما..أنا بابا ما يعرف شي في الملابس..بس يخلي شكلي مو حلو...
"أنا هنا صرخت لكن سعود أعطاني نظرة قلك يسكتني"
-ايوة ماما ايوة..
-البلوزة الحمرا مع البنطلون الأزرق...
-طب ماما أنا أبغى ألبس كده..ليش تقولي لأ...؟!
قال و هوا على وشك يبكي:طيب في البلوزة فيه في الجوة البلوزة ورقة زرقا..عادي ينفع...!
-خلاص طيب...
بزعل:أبى البنتلوووون...
-البيضا الصفرا مو حلوة...
-طيب..
باس السماعة بعدين حطها على أذنه لكن رجع و باسها بأقوى...و أنا كل إلي قدرت أسويه هوا إني أتحسر على جوالي...!
-حتى أنا أحبك..
-لا عادي البلوزة البيضا حلوة..حلوة زيك..
بخجل:ايوة يلا باي...)
و مدلي الجوال..أخذتو منه و قلت:ايوة سيد سعود..ايش قررت...؟!
-قررت..أنا إلي قررت ترا مو ماما..ماما سمعت كلامي أصلاً..أنا قلتلها أبغى البيضا..هيا قالت حاضر..ماما تسمع الكلام شاطرة...!
-و أنا...؟!
-إنتا أبداً مو شاطر...!
-سعودوه فكني من شرك و وريني وين البلوزة البيضا ذي...!
طالع فيا ببراءة و ابتسم و هوا يمد أياديه:ما أوصل..شيلني...!
حسبي الله و نعم الوكيل..أنا ما أتحمل النظرة البريئة حقت ذا الولد...!
شلتو و لمن شلتو ما قدرت..بستو و قلت و أنا أرفعو:أصلاً ولد سوسة حق مشاكل...!
-ماما تقول أنا زيك بس أعقل...!
-أمك..أمك هذي يبغالها تصفيق مجننتني..يلا جيب البلوزة..يلا...!
جاب سعود بعد عناء البلوزة و إلي طلعت في النهاية سكرية مو بيضا...!
وي..ايشبي غلس...؟!
مدلي سعود يدو:بابا لبسني...!
-البس بنفسك...!
قال بدلع:ما أعرَف...!
-لا يا شيخ..و الهبل إلي لبستو قبل شوية...؟!
قال و هوا يرفع أكتافو:نسيت كيف...!
طبعا اضطريت ألبسو..آآآه يا ذا الولد هوا و دلعه..أنا لازم أخليه رجال و عفش..والله أشوف أولاد زملائي إلي في الشغل..من سن سعود..يجوا بملابس رياضية..أقولهم كيفك أحسهم بيعطوني كف..أما ولدي..يا حليلُه..ما يطالع فيه واحد إلا و يبتسم..كلو من تربية جود..معلمتو عالأدب..الله يصلحها بس...!
حطيت يدي في يدو و قلت:نمشي...؟!
-عند فين نروح...؟!
ما كنت عارف وين أوديه بس لازم أخرجو و لازم أخرج أنا كمان..بصراحة البيت من غير جود ما فيه حياة..صح أنا ممكن أقعد عالنت أو أتفرج أي فلم لكن سعود...!
-وين تبغى تروح...؟!
-أمممم..أبغى أروح في الملاهي...!
طالعت في ساعتي..كانت لسه وحدة و نص..قلت:طيب بس مول مو ملاهي ملاهي...!
قال ببساطة:طيب...!
-وين تبغى تروح..شوف احنا أول شي نتغدى بعدين نلعب لإننا من فطرنا ما أكلنا...!
قال و احنا نخرج و نركب المصعد:لا بابا..مابغا..أول شي ألعب بعدين ناكل...
-طيب أنا جيعان...؟!
-إنتا العب معايا مو بس لحالي زي كأني لحالي ألعب...!
-على حسب..لو ما كان زحمة ممكن ألعب معاك..طب إنتا ما قلتلي ذحين..وين تبغى تروح بالضبط...؟!
-آآآ..نرووووح مول أوف أرابيا...!
-نعم يا أخوية...؟!
قالها بطريقة..والله ما كأنو سعودي...!
-لينا قالتلي كده...!
-و من علم لينا...؟!
-مادري...!
قلت و أنا أركبو السيارة و أربط حزامو:اسمو مجمع العرب...!
إلا تعالو..من سماه كذة...؟!،واللهِ هوا مول جيد و أهل جدة طالعين فيه..بس مين سماه...؟!
شغلت السيارة و جيت بمشي لكن سعود وقفني:بابا غلط...
التفت مستغرب فقال:أول شي تقوووول:سبحان الذي...
قال بعد مدة:قووووول...
-ايشبك...؟!
-قول ورايا...
-ايش أقول...؟!
-قول سبحان الذي...
-سبحان الذي..
-سخر لنا هذا و ما كُـ ـ ـ ـنا لهوووو مقـ ..مقرنين..
كملت عنو:و إنا إلى ربنا لمنقلبون...
-ايوة..
-طيب كان قلت لي تبغى تقول الدعاء...
ما رد عليا سعود لكنو اكتفى بإنو يلف وجهو و يطالع للشباك..آآخ من حركات البنات هذي..كأنو جود لمن تقعد تتدلع عليا!!
وصلنا لمجمع العرب و رحت لجهة الألعاب و قعدت أطالع في العروض..ما كنا حنحتاج شحن كثير..عبيت بمية و قلت إنها إن شاء الله بتكفي سعود...!
و بدأنا نلف..أغلب الألعاب كانت مقفلة..أوفففف..ايش المصخرة هذي..من يوم ما أعرف نفسي و ألعاب الأطفال تفتح من بدري..القطارات و الأشياء إلي تفجع هيا إلي تفتح خمسة...!
عالعموم هوا قلي إنهم شوية و يفتحوها بس يبغوا يسووا صيانة و شوية تعديلات...!
قلت:هيا سعود سمعت بنفسك..خلاص نروح ناكل أي شي و بعدين نجي نلعب...!
برطم سعود فقلت:تبغى ذرة ولا بطاطس و لا اسكـ...
سكت..لإني كنت أبغاه ياكل شي عدل..مو حلى...!
لكنو قال:اسكريم...
قلت:طيب حبيبي شوف أنا حشتري بطاطس و حشتريلك اسكريم..تاكل شوية معايا بعدين تاكل الاسكريم عشان إنتا حتلعب لازم تكون قَوي...!
-طيب بس أبغى اسكريم...!
و رحت و اشتريت من هوت آند كريسبي الحجم الكبير..لإني جيعان مرة و أبغى سعود ياكل معايا..اشتريت كمان هذا الـ الاسكريم على شكل دوائر صغيرة..سعود يحبو..يحب يقعد يحاول ياكلو دائرة دائرة...!
جلسنا على طاولة و كان سعود ياكل لقمة معايا و لقمتين من الاسكريم...!
قلت و أنا أرفع حبة بطاطس ملفوفة كده بيدي:شوف سعود شوف..مليانة كاتشب...!
-فيها شطة...!
-لا ما فيها..أنا قلت للرجال ما يحط عشانك..كلها..ترى أنا معد قادر أتحمل..مررررة أبغاها...!
قال بلا اهتمام:كلها...
قلت عشان أنرفزو و أخليه ياكل:لإنك أصلاً ما تقدر تاكلها..خايف يكون فيها شطة...
طالع فيا:إلا إلا أقدر.."فتح فمو"..أكلني...
ضحكت و أنا أدخلها في فمو بشويش عشان لا يشرق...!
بعد ما خلصنا أكل _و على فكرة أكلت معاه من الاسكريم_ قال سعود:بابا أبغى موية بعدين أبغى الحمام...!
طالعت فيه..يعجبني لمن يكون واضح و يقول إلي يبغاه بطريقة التعداد...!
قلت:"طيب نروح الحمام أول عشان نغسل"،و رحنا بالفعل عالحمام و هناك رفض سعود مساعدتي..ابتسمت و أنا أستناه عند الباب المردود..طريقته و هوا يرفض..مادري حسيتو كأنه حس إني اتعديت على خصوصياته أو شي...!
خرج و شلتو علطول عشان يوصل للمغسلة و يغسل لنفسو..طبعا ساعدتو في ذي بعد ما رفعتو للمغسلة و نشفتلو و خرجنا و اشترينا الموية و بعدها انطلقنا نلعب...!
أشرت لسعود بباي و ابتسمت لمن انتبهت إنو يناديني من أول و حاولت أركز معاه في كل مرة كان يختفي فيها و يرجع يبان لمن تنعاد اللفة من جديد..السؤال..ايش الممتع في ذي الألعاب؟!،يعني ايه يقعد يلف و يدور و يلف و يدور...؟!
كنت حاس بالطفش..و عارف نفسي لازم ألاقي شي أسويه ولا حنكد على سعود الضعيف..مو ايش أسويله..يعني لو يقعد معايا و يكلمني والله أنبسط معاه لكن لمن من لعبة للثانية أقعد أستناه...!
لو هانم جود ما راحت ما كنت حكون طفشان..والله إني غبي..لمن تكون معايا أحياناً أحس بالطفش ..مو منها..بس كذة..أحياناً أتمنى جود و سعود يبعدون عني شوية..لكن بس يبعدو أحس نفسي محتاجهم..أستوحش..من جد سخيف و مادري ايش أبغى؟!
إلا لحظة..أنا كم لي من أصحابي..يعني..حمادة و ذولا...؟!
فجأة رن جوالي..رفعتو و:"أوف..شكلي جذبتهم"
رديت:ألو...
حمادة:السلاااااااااااااام عليكوووووووووووووم
ابتسمت:و عليكم السلام..هلا..كيفك؟!
-طيب..إنتا كيفك و كيف أهلك؟
-بخير...
-آآه علي وينك..شكلك برة !
-ايوة برة...
-طب..آآه..يعني معاك أحد؟!
-كيف؟!
فجأة يطلع صوت:
(أقول بلا أدب زايد..هات..
حمادة بغضب:ياخي يمكن معاه أحد...)
قلت و أنا أأشر لسعود:أحمد ايشبك؟!
فجأة يطلع لي صوت عبود:علي..إنتا برة..طيب عرفنا..معاك حرمتك ولا لأ..نبغى نشوفك..يمدينا نجيك؟!
اتنرفزت من الأسلوب لكن سكت..أوكي..هذا الآدمي همجي خلقة و ما عندو ذوق..لكن طيب و هذا الشي إلي مصبرني...!
قلت:لأ..ما معايا إلا سعود...
قال بأدب مدري من وين جاي:طيب وينك...ممكن نجيك..عادي ما بنضايقك؟!
حسبتها خلال ثواني و قلت:أنا في مجمع العرب...
قال بصوت مضخم:حيثُ يتكدسُ أهلُ جدةـااااا.
ضحكت:لا مو لذي الدرجة زحمة...!
-المهم المهم..نبغى نجيك ذحين..و قول لسعود الغضب الساطع آآآآآتٍ...
-الساطع...؟!،امشي امشي بس الله معاك...
و فصل..و رحت أنا عند سعود..مسكتو من يده و قلت:سعود فاكر أصحابي إلي أول جو البيت؟!
-و جابولي جوم بوي أحمرة...؟!
ضحكت على الجيم بوي إلي مو راضي ينَّطق صح:ايييييوة..بيجون...!
-وين؟!
-هنا...
-هنا معانا...؟!
-ايوة...
-بس بابا إنتا تقعد معاهم بعدين أنا مين يلعب معايا...؟!
انتبهت لذي النقطة:آآآه إنتا حبيبي ما شبعت لعب...؟!
برطم سعود فقلت:طب يا سعود أنا كمان طفشان...!
سكت سعود لثواني قبل ما يقول:طب..أنا جبت الجوم بوي بس ما جبت شريط...تشتريلي؟!
طبعاً مضطر أشتريلو..آآه منو..أكره سعود لمن يبان فيه المكر و شقاوة الأطفال..طبعا مو أكرهه أكرهه بس يعني...!
قلت:و أنا أقدر أقول لأ؟!
و رحنا لمحل كذة لا هو كشك و لا هو محل..كان يبيع الكترونيات و أشياء زي كذة،أول ما دخلت قلت:عندك أشرطة جيم بوي؟!
طالع فيا الرجال لثواني بعدين قال:عندي مجموعة بسيطة؟!
-ورينا...
و رفعت سعود و جلستو على القزاز (زجاج)..طلع الرجال كذة شريط..شكلهم ما كان يحمس..يمكن مي ماشية..قلت:طب ليه كذة مغبرة و شكلها قديم؟!
-احنا معد نبيع..هذي بضاعة من زمان عندي و ما دامك تبغى اشتري..نفس الشريط مافي شي..ما رح تلاقي هنا في محل ثاني...؟!
-طيب..وريني شي كذة يناسب لولد صغير...!
سعود سحب وحدة من العلب قال:بابا هدا...
مسكت العلبة و قلبتها بيدي..كان عليها قرود شكلهم يضحك و موز في كل مكان...!
قلت:طيب..ايش فيها ذي...؟!
قال الرجال:ما فيها ولا شي..بس قرود ينقزوا و ياكلو موز..بس حلوة..حتى إنتا يمديك تلعبها..تضحك و تسلي...!
-ايوة..و بكم...؟!
-عشانك و عشان ولدك بمية و لا ترى والله هذا مو سعرو...!
-بس شريطك مغبر و باين عليه قديم..المفروض إنتا تبغى تتخلص منه...!
مسح الرجال العلبة و قال:أهوه..معد هوا مغبر...!
سعود بثقة:إلا..شكلو قديم..هدا مو بمية...!
طالع الرجال فيه و قال بابتسامة:ليش مو بمية...؟!
-علشااان هوا مو زي إلي أول جبناه...!
-كيف كان إلي جبتوه...؟!
-كان جديد..خلاص بتمانين...!
الرجال برجاء و هوا مبتسم:تسعين...؟!
-لللللللأ...
-خمسة و تمانين...؟!
سعود و هوا طفشان من زن الرجال:خلاص أقولك تمانين !!
ضحك:خلاص ولا تزعل..ثمانين ثمانين...!
طالع فيا:سمي على ولدك و حصنو..ما شاء الله حليوة و واثق...!
ابتسمت و أنا أحس بالفخر بسعود:يعني خلاص من جد ثمانين...؟!
ببساطة:ايوة..
حاسبت الرجال و طلعت..جلسنا على طاولة بعد ما اشتريت عصير منجا..جلست سعود فوقي و قعد يلعب..كنت أتفرج عليه و هوا يلعب و هوا كان يوريني و يشرحلي..اسم الله عليه..في الألعاب رهيب..حركتو سريعة و ما يحتاج وقت عشان يستنتج...!
كنت أخليه يشرب معايا..ما كان حاسس بأي شي..مشتغل عالأتوماتيك على قول جود..أقرب المصاصة منو فيشرب و عينه معلقة عالجيم بوي...!
شوية إلا رن جوالي..حطيت العصير عالطاولة و خرجت الجوال من جيبي و كان أحمد..رديت:ألو...
-أين أنت يا أخ العرب...؟!
-أنا في السوقِ...!
-السوقِ..لا إله إلا الله اسمهو المجمعوووو...!
-و إنتم وينكم...؟!
-احنا تحت...!
-كيف دخلتو...؟!
-كلمنا بنات كانوا داخلين و قالوا أوكي...!
-تستهبل إنتا و هوا...؟!
-يا سلام و إنتا كيف دخلت...؟!
-عادي أنا معايا أطفال...!
-ارحمني..حتى ما يخلوا..بس يمكن لإنك جيت بدري فمشوك..و لا تبدأ محاضرات..محمد مكفينا و عمر وجهو قالب طماطم..تقول أحد خطبوا...!
فجأة طلع صوت:"اسكت يا قليل الأدب"
أحمد:شايف شايف..قال ايش..حياوي..وجع..صوتو أعلى منو...!
ابتسمت:هوا حياوي حياوي..بس معاكم يعبر معايا ينكتم مدري ليه...!
ضحك أحمد:طيب وينك بالضبط...؟!
-أنا عند الألعاب..في الطاولات..المحل فاضي حتلاقوني علطول...!
-أوكي..ببايو إلى أن نصل إليك...!
-ههه..طيب يلا باي...!
بعد مدة سمعت اسمي..التفت:كان حمادة ينقز و ينادي و وراه البقية..ابتسمت و قلت لسعود:أهم جو...!
اتأفف سعود فقلت:بابا سعود..خليك عاقل..خلاص كمل لعب و ما بتطفش...!
أعرف إنها صعبة بالنسبة لطفل إنو يقعد و يشوف الألعاب و يتركها..لكن ايش أسوي..خلاص قاعد ألعبو من أول..خليني أنا أنبسط كمان !!
جو لين عندي فشلت سعود عني و جلستو على الكرسي و هوا ما زال يلعب..وقفت و أنا مبتسم..سلمت عليهم..بعدين جلسنا عالطاولة...!
كلهم قعدوا يطالعوا في سعود إلي مطنش أهاليهم..قلت:سعود حبيبي..قوم سلم...!
طالع فيا:بابا أبغى موية...!
شربتو موية و أنا في نفسي أتوعدوا..يلعن أبو التطنيش إلي مطنشهم هوا...!
بعد الموية عن فمو و قال و هوا يطالع فيهم:سلاكم عليكم...!
رد عبد الرب و أحمد و يوسف في نفس الوقت:و عليكم السلاكم...!
طنشهم سعود و كمل لعب..محمد ضحك أما عمر فاكتفى بابتسامة...!
قلت باستنكار:سعود..ليش ما تسلم...؟!
وقف سعود اللعبة و مدلي الجيم بوي و هوا يقول بحيرة:أبوسهم ولا بس بيدي...؟!
اتنهدت و قعدت أطالع فيه..قال:بااااابا..ايشبك...؟!
مد يوسف يدو و رفعو من فوق الطاولة بشوية صعوبة..باسو و حطوا فوقو..أخد الجيم بوي مني و قعد يلعب معاه...!
عبد الرب:هييي سعود..و احنا مالنا رب...؟!
طالع فيه سعود و قال بطفش:شوفو فوق...!
على فكرة:"سعود يكره عبود"
أحمد:يوسف والله إنتا لازم تتزوج..كنك حرمة..إحساس الأمومة عندك متفجر...!
يوسف بحقد:بلى قالولك لغم أتفجر..بعدين ايش إلي حرمة..هذا اسمو أبوبة...!
محمد:أبوبة؟!،اسكت إنتا و هوا..اسكت...!
سعود و هوا يهز يوسف من كتفو:شوف شوف..
طالع يوسف في شاشة الجيم بوي:أما..جبت حياة جديدة؟!
-ايوة علشان كملت مية موزة...!
-آآآه من قلك إنو كذة...؟!
-أنا قلتلي...!
ضحك يوسف و هوا يلف يدو حولين بطن سعود..أحسو متعلق فيه بشكل غريب...!
قال عبود:متى نتغدى...؟!
حمادة:أول نلعب بعدين نتغدى...!
محمد:تستهبل..جايبني من بيتي في عز الظهر عشان نلعب...؟!
-أجل ايش جاي تسوي...؟!
عبود بتهديد:محمد..تبغى تناقش قضايا الأمة بعيد عنا الله يخليك..أنا جاي أبغى أنبسط...!
أحمد:بعدين واحد جاي السوق لحالو مع ولدو..ايش يبغى يسوي غير إنو يلعبو...؟!
قلت:ترى عادي..مو لازم تلعبوا...!
حمادة:اسكت يا شيخ..وجع..آباء ثقيلين دم..إلا نبغى نلعب..أنا و عبود نبغى نلعب..يوسف...!
يوسف و هوا مشغول مع سعود:هااا...
-تبغى تلعب...؟!
-إذا لعبتو بلعب عادي...!
عبود:سعودوه...
-نعم...
-تبغى تلعب...؟!
سعود بلا اهتمام:اسأل بابا...!
عبود:بابا..
طالعت فيهم:براحتكم..تبغوا تلعبو قومو العبو...!
رفع يوسف راسو:عادي آخذ سعود...؟!
-حجي معاكم...!
حمادة بحماس:حتلعب...؟!
-لأ..بس حجي...!
-طيب وين الكرت...؟!
قطبت حواجبي فقال:عشان نزود عليه...!
تابع:احنا كذة دايماً..نشحن مع بعض..كل واحد يدفع خمسين...!
قلت:مالو داعي..فيه أعتقد...!
حمادة:يعني كم حيكون فيه إذا كنت إنتا من قبل قاعد تلعب سعود..يلا طلعو و كل واحد يطلع إلي عندو...!
محمد:ما رح أدفع شي..لإني ما حلعب...!
-مالت عليك إنتا..خذ عمر و فكونا...!
وقف محمد:عمر امشي نروح أي كوفي شوب...!
طلع عمر محفظتو و حط عالطاولة خمسين فقال محمد:بتلعب...؟!
-لأ...
-وليش تدفع...؟!
-حرام ما حيطلع شي لو كل واحد دفع خمسين...!
قلت:تعالو نروح معاهم..عشان بقعد مع سعود...!
ابتسم محمد:ما عليه خلاف..خليه يروح معاهم و تعال إنتا...!
حمادة بابتسامة:علي من قلك إنك ما حتلعب...؟!
عبود بابتسامة أوسع:من الحمار إلي أعطاك الإذن...؟!
طالعت فيهم فقال يوسف:إنتا و هوا بلا سماجة..سعود أبوية قوم عني عشان بنمشي نروح نلعب...!
و نزلو منو..جاني سعود و وقف عندي و شدني من كمي..دنقت فهمس في أذني:بابا يسير ألعب معاهم تاني...؟!
حمادة و عبود:ايوة يسير...!
التفت متفاجأ فلقيتهم واقفين ورايا و مبتسمين ابتسامة عرييييييييييضة..ضربهم محمد على أكتافهم بالخفيف:إنتا وهوا بلا جْنَان...!
وقفت و طلعت خمسين و حطيتها عالطاولة..التفت لسعود:خلاص تقفل الجيم بوي...؟!
-بس أكمل المرحلة...!
-اضغط ستارت و قفل الجيم بوي...!
سوى سعود إلي قلتلو عليه و مدلي هوا فقال أحمد:لا حنلعب أدفانتشر كامب..ما ينفع تشيلوا في جيوبكم أشياء...!
محمد:و طبعا ما في غير محمد حمالكم...؟!
عمر:مو مشكلة بشيل أنا معاك...!
سحب حمادة الخمسينتين إلي عالطاولة و قال و هوا يطلع خمسينة من عندو:يلا..يوسف عبود يلا...!
طلعوا الاثنين و اتوجهنا لمحل الشحن..شحن حمادة و جانا..و بسرعة عالية مشيوا زي المجانين و لمن وصلنا للعبة إلي يقولوا عليها لقيت إنها نفس اللعبة إلي مانعت إنو سعود يدخلها...!
قلت:هييي إنتا و هوا..ايش يدخلكم هناك...؟!
كانت لعبة كبيييييييييييييرة و فيها زحليقة سماوية عاااااالية و فيها طلعات و نزلات و حاجات غريبة...!
عبود:والله صادق فيه..ثقالة دم آباء...!
مسك يوسف يد سعود و حمادة مسك يدي،قال عبود:يلا حبايبي لا تخافوا..مافي شي يخوف...!
فلت يدي من حمادة:أقولك إنتا و هوا..خلونا في ساعة طيبة..ولدي ما بيدخل شي زي كذة...!
محمد بتعقل:علي الله يهديك ما فيها شي..دايما إلي أصغر من سعود يدخلوا..ما عليه خلاف إن شاء الله...!
تابع:يلا هاتو عفشكم...!
طلعوا كلهم محافظهم و جوالاتهم..قلت:عادي كذة أشياءكم تتلخبط...؟!
عمر:تبغى أشيل بس أشياءك...؟!
قلت:أخاف أحد من أهلي يتصل عليا...؟!
عبود بصدق:عادي إذا أهلتك اتصلت محمد بعدين يقولك...!
ضحك محمد:خلاص اطمنت..لو أهلتك اتصلت أنا حقولك..ولا يهمك...!
ابتسمت:"أهلتي؟!،والله لو جود تسمعني ولا تسمعهم..كان تكردفنا و تصرخ:"أنا ماليا اسم يعني..مرة مرة ما تبغوا تنادوني قولو أم سعود"،تماما زي ما سوت مع جدي..يعني..على حسب كلامها...!
قلت:أنا ما أقدر على ذي الألعاب..سعود أبوية عادي تدخل لحالك...؟!
سعود و هوا يلصق في يوسف:ايوة عادي..يوسف فيه...؟!
يوسف بعبط:أخ بس..ولدك دايماً جُملو في الصميم...!
قلت:طيب حبيبي انتبه لنفسك..و إياك تتزحلق على ذاك الشي...!
كانت الزحليقة مرعبة..أتخيل سعود ينزل منها...!
عبد الرب:سعود..لا تسمع كلام أبوك..يلا...!
حمادة:والله هيا أحلى شي...!
يوسف:بسرعة عشان يدخلنا...!
و راحوا..قلت باستغراب:ايوة الله..كيف بيدخلو..طول بعرض كل واحد فيهم ما شاء الله...!
محمد:يرشوا الرجال...!
عمر:محمد لا تقول يرشوا...!
محمد:أجل ايش هيا..يعطوه فلوس عشان يدخلهم..عشان كذة ما أرضى أدخل معاهم...!
جلسنا عالكرسي إلي قريب من اللعبة،قلت:بس طالع كيف الأهالي يطالعو..حاقدين عليهم...!
عمر:غريبة ما يشتكوا...؟!
محمد:كل إلي يجوا في ذا الوقت ناس تبغى الهدوء و ما تبغى مشاكل..و أغلبهم حريم و بنات يبغوا يجوا ينبسطوا و يتمشوا..مو زي حقون الليل...!
عمر:أنا أخواتي يجوا في زي ذا الوقت مع بنات خالاتي و زي كذة...!
-والله أنا ما سرت أجي عالظهر إلا بعد ما اتزوجت..يا شيخ قرفوا أبو أهلي..أجي أبغى ألعب ولدي..أبغى أروق مع أهلي..مافي..تحس الكل يطالع فيك...!
محمد:تحس ما عندنا فكرة إنو واحد يجي مع أهلو..يا هيا مع صحباتها و أهلها..يا هوا مع شباب يضطروا نفسهم لبنات الناس عشان يدخلوهم...!
عمر:بس احنا ذي المرة جينا شوية متأخر و لا كان دخلونا عادي...!
محمد:ايوة في الصباح عادي يدخلو...!
قلت:والله إنهم بقر..بدل ما ينشروهم برة يمنعونا يحطوهم جوة يمسكوا قليلين الأدب...!
محمد:والله صادق..
عمر:حتى الحريم سار عندهم عادي...
محمد:ايوة..أصلاً ترى الحرمة إلي كانت مع البنات هيا إلي عرضت علينا تدخلنا...!
-بالله...؟!
محمد:ايوة الله..جاتنا و قالت:تبغوا تدخلو؟!،قلنا ايوة فقالت:والله شكلكم طيبين بس اوعدوني ما تأذوا بنات الناس..عاد حمادة و عبود اتحمسوا و قعدوا يحلفوا و يوعدوا..نادت بناتها و دخلنا معاهم...!
عمر:المشكلة السكيورتي شافنا نكلمهم و خلانا ندخل عادي...!
رفعت راسي و أنا أسمع صوت سعود..لقيتو يأشر من ورا شبك من فوق و جمبو يوسف..ضحكت و سويتلو باي..فجأة جات كورة كبيرة على راس سعود..خفت عليه..ابتسم محمد:عادي الكورة لينة...!
التفت سعود وجري على أحد في الوقت إلي سمعنا فيه ضحكة عااااالية،قال عمر:هذا عبود...!
قلت بغيض:هذا عبود حيوان...!
محمد:ايشبك إنتا..ما تبغى أحد يقرب ولدك؟!،ايش بتسوي إذا دخل المدرسة..ترى الأولاد كلهم كذة عفشين..ترى سعود حالة شاذة...!
-لا تقولي..قول لأهلتي...!
ضحك محمد:ترى ما كان قصده..هوا كذة عبيط...!
ضحكت:والله صادق فيا..أنا ما عندي إلا سعود و هيا...!
عمر:بس ليش احنا كذة..ايش فيها لو قلنا أسماء حريمنا...؟!
علي:أنا عارف إني لمن أتكلم بالنكرة عن أخواتي و أمي و زوجتي غلط لكن أنا عارف و متأكد إني حلاقي تريقة و سخافة من إلي حولي..و ما حينادوني إلا بأسماءهم...!
محمد:صح كلامك..بس الواحد يبدأ بنفسو..مثلاً بتكلم أحد من أهلك في الجوال قدام رجال عادي ناديهم باسمهم..يعني شوية شوية لين ما السخيفين يحسوا بسخافتهم...!
قلت بصراحة:بس أنا بدوي و ما أتحمل..عارف نفسي و إلي حولي في الشغل و الشباب إلي يقربولي ممكن ما ينادوني إلا:يا زوج جووود يا زوج جوووود...!
ابتسم محمد:شاطر..تنفذ الكلام بسرعة...!
ضحكت بحرج:اسكت خلاص..ما انتبهت...!
قال بابتسامة:هذي آخرة الحماس في النقاش في ذي المواضيع...!
وقف عمر فجأة:أنا بقوم أشوفهم...!
و راح وقف عند سور اللعبة..قال محمد:إنا لله..أنا ما أعرف متى ذا الولد يبطل...!
-ايش فيه...؟!
-ترى قام مستحي منك...!
قلت بطفش:ييييييييييه هوا لسه..أنا المتخلف نسيت الموضوع...!
-المشكلة لو تشوف أولاد أعمامو..تعرف كيف لمن يجوك الشباب معفنين ما فيهم أخلاق و لا حيا؟!،هما كذة..مادري كيف طالع من بينهم..أصلاً حتى لمن يتعاملو معاه..كأنه بنت..الله يعينو على نفسه...!
-الحياء حلو بس هوا مرة...!
-بعدين هوا مو حياوي..هوا خجول..يعني ما يتكلم قدام الناس..أنا متفاجئ إنو اليوم اتكلم و إنتا موجود..تصدق قعد سنتين معانا ولا كأنو يعرفنا..بعدين فك معانا و سار يتكلم...!
قلت:إلا إنتوا كيف اتلاقيتو...؟!
-آآآآ..تقدر تقول إلي جمعنا حمادة و عبود...!
-آآ..يعني هما أصحاب من زمان...؟!
-من أيام الجامعة...!
-ايوة صح..إنتوا كلكم موظفين...؟!
ابتسم:دقيقة خليني أكمل..حمادة و عبود كانو أصحاب في الجامعة..حمادة أول ما اتوظف اتعرف على يوسف إلي جا يتدرب في نفس المكان إلي اتوظف فيه حمادة..اتصاحبوا الثلاثة بقوة و أنا كانت ليا معرفة بيوسف..كان هوا و أهلو جيرانا زمان..كنت تقريباً في السنة مرة أقابلو..كذة كل بداية إجازة صيف..تعرفني لئيم و ما أحب حركات الشباب و الـhanging out و زي كذة..لكن هوا دخلني فيهم..مرة أصر عليا أجي و هما موجودين..و شوية شوية صاحبتهم..بعد سنة تقريباً سرت مرة معاهم...!
-آآآآه..طب و عمر...؟!
-عمر عاد صاحبي أنا..درس معايا الابتدائي و بعدين اتفرقنا..إلي جمعنا بو كان ورطة بصراحة فكنا منها..مرة ورطنا في الحساب..كنا خارجين أنا و أخواتي و اتحممممسنا في الأكل..جينا بنحاسب..نقص يمكن خمسين ريال..جا هوا و بكل خجل مدلي خمسين..أنا انفجعت..وجهو كان مرة مألوف..نسيت موضوع الفلوس و قلتلو:أعرفك..تعرفني..طبعاً هوا مسكين حسب إني أهزأو ليش بيساعدني عشان كذة اضطريت آخذ منو الفلوس و قلتلوا برة بسحب و أرجعلك...!
-و إنتا ليه ما رحت سحبت و رجعت دفعت...؟!
-يا شيخ الفلبيني ذاك حيوان..فضحني؛ما تروح تسحب و مو راضي يخليني أسدد بالبطاقة..يقول ممنوع صاحب المحل منع...!
-وجع..المهم..و بعدين عرفت إنه صاحبك من الابتدائي...!
-ايوة..لمن رحنا عالبنك و شافني أدخل بطاقتي سألني لو كنت أدرس في المدرسة إلي كنا ندرس فيها..قلتلو ايوة قلي أنا عمر كنت صاحبك و مدري ايش..طبعاً هذا كلو و راسو في الأرض..مستحي مني و من أخواتي...!
-أووه..بس حلو ما شاء الله..يعني واحد من أيام المدرسة و محترم..أنا ما أطيق أصحابي إلي كانوا في المدرسة...!
ابتسم:و أنا زيك..لكن عمر غير..أنا نفسي بس أفكو شوية عالناس..ما شاء الله عليه تراه مثقف و أخلاقو حلوة..بس يبان دايماً غبي من خجلو...!
ضحكت:يا ليت عبد الرب يعطيه شوية...!
ابتسم و قال بصوت واطي:أقولك شي بيني و بينك..أنا و عبود ما نتفق أبداً..أوكي حبيبي و صاحبي لكن أبداً ما أتحملو و هوا يتضايق مني..يقول إني ثقيل دم...!
ابتسمت:هوا بصراحة إنتا محترم بزيادة...!
ابتسم:ايوة..شوف احنا خمسة مع بعض بس كل واحد مع أحد..عندك حمادة و عبودة مرررة أصحاب..أنا و عمر نليق لبعض..أنا ما أتحمل قلة الأدب و السماجة و عمر ما يتحمل العفاشة..فلايقين لبعض...
-ويوسف؟!
ابتسم:يوسف معانا كلنا..يوسف شخصيتو حلوة..يمشي معانا و مع المصافيق إلي قاعدين يلعبو..ينفع في الفلة و ينفع في الأدب و العلوم و الأخلاق...!
ابتسمت:ايوة بس مين صاحبو مرة...؟!
-هوا يميل لعبود و حمادة بس تقدر تدخل فيه..تراه بيموت على ولدك..حاط صورتو وول بيبر في الجوال حقو...!
-من وين له صورة ولدي...؟!
-مادري عنو..صورو زمان في المستشفى قبل ما تقوم إنتا..صورو في بيتك أول..كنت إنتا مشغول عنو..خاف تقول لأ فما قلك...!
ابتسمت باستغراب:ما كنت حقول لأ..بس هوا ليش متعلق مرة في سعود..أحس غريبة..دايماً الشباب يا ما يهتموا بالأطفال يا يكرهوهم...!
ابتسم بحزن:يوسف أصغر أخوانو..كلهم حريم و رجال كبار..أصغر أخواتو لمن اتزوجت و جابت ولد اتعلق فيه بقوة...كان هوا كمان مو كبير بس الولد سار لو حادث و هوا تقريباً بعمر سعود يوم الحادث..يومها كان تقريباً مر على موت ولد أختو سنة..أصلاً إلي انتبه للحادث عمر..لمن نزلنا كلنا شاف سعود طايح عالأرض علطول شالو و اتمسك فيه..فوق هذا.. يوسف مرة حساس..تحسوا جاي غير..عارف اتربى لوحدو..أمو و أبوه عجااايز و كبار..أخواتو إلي ربوه فجاي رهيف مرة..تحس ما كان فيه رجال في حياتو...!
-بس ما أحسه مرة غير..أحسو عادي رجال ما شاء الله و طيب..صالح يعني...!
-هوا حبيب بس مرة رهيف..مرة..تحسوا مو سعودي...!
-بالله عليك..السعوديين كلهم كذة..ما تشوف أبوك كيف يعامل أخواتك..يييه على أبوية..كان شديد معايا أنا و أحمد أخوية شدة..بس شوفوا مع أخواتي..ايش لطف و رقة..هههه..يعني والله قاعد أقول ايش هذا..كل قوتو تروح قدام أخواتي إذا اتكلموا...!
ابتسم محمد:هذا الطبيعي..أنا أحس نفسي مابغا أولاد كثير..واحد اثنين بس و الباقي بنات...!
-تفكر تتزوج...؟!
-طبعاً...
-متى...؟!
استغرب محمد أسلوبي فقلت:محد منكم متزوج إلا أنا...!
ابتسم:عندك عمر حقتو جاهزة..بس والله خايف عليه..حريم عيلتهم قوايا و هوا يا قلبي ضعيييييف..بس من كلامو الظاهر إنها تحبو..مع إنها عفشة و تردح...!
ضحكت و أنا أتذكر الحكايا إلي تحكيني هيا جود من الكتب إلي تقرأها..حكايات الحب إلي تكون فيها البنت قوية و الولد ضعيف و خواف...!
فجأة سمعت صوت بكى..التفت و كان سعود شايلو يوسف يحاول يهديه..وقفت و رحت بسرعة فقال يوسف:ما فيه شي ما فيه شي بس انفجع...!
مديت يدي و شلتو من فوق سور اللعبة:انفجع من ايه...؟!
قال سعود وسط بكاه:ولد..ولد جوة كعشني...!
-نعم...؟!
مسح محمد على راسه:كعشك ليش ايش سويتلو...؟!
-مادري..ولا شي...!
عبد الرب ملامحه فجأة اتغيرت..قال حمادة:الولد شعره خشن و منكوش و ولدك ما شاء الله شعرو حلو فكعشو...!
-يا سلام..عشانه قرد يضرب ولدي...!
يوسف:خلاص علي احنا خاصمنا الولد...!
عبد الرب قرب من سعود و مد يده لراسه و قال بتأثر:خلاص سعود..آسف...
طالعت فيه:ليش تتأسف إنتا...؟!
حمادة بسرعة:لإنو سعود من أول كان خايف من الولد و ما يبغى يلعب في نفس الجهة بس عبود قلو ما عليك و مشاه معاه بس فجأة الولد نط من وراه و كعش سعود...!
قلت بغضب:وينو ذا الحمار...؟!
يوسف:مادري..كعش ولدك و فجأة اختفى..بس ترى عبود ما قصر فيه دفو بقوة...!
قعدت أضغط على راس سعود بأطراف أصابعي:من وين شدلك شعرك...؟!
-من كل محل...!
و دفن وجهو في صدري...!
قلت و أنا أمسح على راسو:خلاص إنتو كملو لعب و أنا بهديه...!
طالع فيا سعود:لا بابا..تعال العب معايا...!
-سعود تبغى تكمل لعب و إنتا كذة...؟!
محمد:سعود راسك يعورك لمن ذحين...؟!
-لااا..بس أنا..انا انفجعت...!
ابتسم محمد:خلاص علي ادخل معاهم...!
-ايش إلي أدخل معاهم..أنا من زمان ما لعبت ذي الألعاب..ما أقدر أنطنط و أتسلق...!
حمادة:والله حماس..تعال معانا...!
سعود:بابا أبغى معاهم بس إنتا تجي...!
يوسف:تعال..إذا ما تبغى تتسلق فيه جوة مسدسات تتطلق كور..ممكن نسوي حرب الكور...!
عبدالرب:ارحمني..ولا شريط سوني...!
سعود و هوا يمسك وجهي بيدينو:بابا والله أبغى أوريلك شي...!
بعدت يدو عن وجهي و بستها و همست:سعود بس الولد كعشك...؟!
ابتسم و هوا يمسح وجهو:ايوة...
قلت و أنا أنزلو عالأرض:محمد الله يخليك جيب الموية...!
راح محمد للكرسي إلي قاعدين عليه و جاب الموية..شربت سعود و مسحت وجهو و رقبتو بالمنديل زي ما جود تسوي معاه بعد كل لعبة كان يلعبها...!
طلبني سعود موية فرجعت شربتو عشان ما أبغاه يكبكب..بعدها و هوا يقول:بابا تجي معايا...؟!
حسيت إني أبغى أدخل معاه مادري ليه..قلت و أنا أمسح شنب الموية إلي فوق شفايفو:طيب...!
انبسط سعود و قعد ينطنط..محمد كان ماسك البطاقة طلعها و رحت للرجال المسؤول عن اللعبة بعد ما دخلت سعود من فوق السور..طبعاً الرجال في البداية رفض بس عبود قال:عادي زي ما دخلتنا دخله...!
قال:كل شوية دخل دخل..أنا بعدين في مشكلة...!
قلت:أنا ما حطلع فوق بس تحت عند اللللـ...
يوسف:عند مسدسات الكور...!
الرجال كان طيب والله لإنو في النهاية استسلم و خلاني أدخل...!
دخلت اللعبة بعد ما أعطيت البطاقة لمحمد إلي راح مع عمر و جلسوا عالكرسي إلي كنا جالسين عليه..أعطيتهم طبعاً جوالي و أشيائي..حطيتها في يد عمر لحالو...!
دخلت مع سعود أول شي لمحل المسدسات..علمني سعود كيف..و بصراحة انبسطت و أنا ألعب معاهم حرب الكور على قولهم..نعبي في المسدسات الكبيرة كور..تقريباً تشيل ثلاثة أربعة كور و نبدأ نطلقها..كان حمااااس محترم..كنت مطنشهم و قاعد أطلق لسعود..كنت أحاول قد ما أقدر ما أجيب الكور عليه..على عكسه..كان يحاول يسددها و يجيبها صح في الأغلب و كان ينبسط لمن أسوي نفسي اتعورت...!
قعدنا زي المجانين نلعب و باقي الأطفال يطالعو فينا بحقد...!
قلت:سعووود..لعد تطلق عليا...!
سعود قعد يضحك و استمر يطلق عليا...!
قعدنا نلعب ليييييين أذان العصر..ما كنا حنطلع لولا الرجال إلي قعد يزن و محمد إلي هزأنا و أجبرنا نطلع...!
خرجت و أنا أحس بالتعب..يييييه..ايش كنت حسوي لو طلعت فوق و قعدت أتسلق و أنطنط...!
طلعت آه تعب و حر قوية...!
حمادة بفجعة:بشويش لا تطلع روحك...!
-اسكت كلو منك..حماس و حماس...!
عبود:من إلي كان يصرخ و يضحك جوة...؟!
قلت و أنا أفتح الموية:اسكت مالك شغل...!
لكن الموية كانت مخلصة..قلت:يووووه..أحد يروح يشتري موية...!
يوسف:أنا بروح..سعود تجي معايا...!
قلت و أنا آخذ أشيائي من عمر:سعود لا تاخذ موية باردة ...!
هز سعود راسو بعد ما مسك في يد يوسف و راح معاه..قلت بصوت عالي:يوسف انتبه لا يفلت من يدك...!
حمادة بصوت واحد مو شايف خير:علي..إنتا تخاف على ولدك...؟!
طااااااااالعت فيه لين ما قال عبود:سؤال سخيف...!
حمادة:لا بس ما أحس إنك من النوع إلي يخاف...!
قلت و أنا أتذكر جملة من جمل جود:الخوف ذكاء...!
محمد:هذا بالنسبة للأطفال..بس الكبار !!
قلت و أنا أرفع أكتافي:عادي..أنا لين قبل ما أتزوج ما كنت أخاف..والله كان عقلي ترللي...!
ترللي كناية عن العقل إلي مو في مكانه...!
ضحكوا على الكلمة و اكتفيت أنا بابتسامة و أنا أشوف يوسف و سعود جايين:والله من جد...!
مدلي يوسف موية قبل ما يبدأ هوا و البقية يتبادلوا المويتين..فتحتها و قربتها من فم سعود:بسم الله...
أحسكم مستغربين ليش أشربو و هوا يمكن موصل خمسة سنين بس أقولكم..سعود حجمو صغير..طبيعة جسمه زي جود و سعود عمها..ما فيهم جسم..أنا ما شاء الله أخواتي مو زي جود..لينا اسم الله عليها توصل لفخذها...!
بعدت الموية عن فمو و شربت و أنا أمسح فمو بأطراف أصابعي اليسار...!
قلت:أحد يبغى موية...؟!
عبود:يلا أكل...؟!
حمادة:بصراحة أنا واحد أبغى آآآآآآكل...!
محمد:اذكروا الله..خلونا نروح الفود كورت و نتغدى..بلا فجعنة...!
همست:لا إله إلا الله...!
طالع فيا محمد:تتريق...؟!
-نعم...؟!
استنتجت فابتسمت:لا من جد أذكر ربي...!
قال و هوا يرجع شعره على ورا:طيب يلا عشان أنا بدأت أتنرفز...!
-ليه...؟!
و مشيو و مشيت وراهم و أنا ماسك يد سعود إلي سأل:بابا متى نروح ماما...؟!
-نتغدى و بعدين نروح عند جدة..ولا أقولك..أمك قالت عشا..أريح نرجع البيت نرتاح بعدين نروح لجدة...!
-طب ما ينفع ماما تيجي معانا في الفود كورت و تاكل...؟!
ضحكت كيف إنو لقط الكلمة و علطول بدأ يستخدمها..قلت:ما ينفع حبيبي..منتا شايف أصحابي..كيف ماما تجي...؟!
-طيب..كلهم هنا رجال..هدولا كلهم عادي ماما تيجي و تقعد معاهم بس أصحابك لأ !!
ما عرفت بايش أرد عليه و فاجئني حمادة لمن رجع على ورا و حط يده على راس سعود:welcome to Saudi Arabia
عبود:الولد ذا خطير..ممكن يفضحك...!
محمد:إلا ضعيف شايف شي عجب..شي مخالف للمنطق...!
يوسف:يا شيخ..زوج أختي..هزأها في بريطانيا ليش ما تغطي..عشان كانو قاعدين حريم مع رجَّال و كانوا منقبات...!
محمد:أية..عديم المبدأ...؟!
هز يوسف راسو...!
عبود:وجع..فاكر لمن قابلته...!
يوسف:بس خلاص..سلكتو الرجال...!
جلسنا على طاولة و بدأ كل واحد يقرر من وين يبغى..أنا و سعود كنا جالسين عالطرف..التفت لو:ايش تبغى...؟!
-مممم..أبغى هاااارموونجر...!
كنت عارف إن سعود يبغى من مقدونلز (ماكدونالدز)...!
ثواني إلا و الطاولة كلها تفطس ضحك و بدأوا يكرروا..هارمونجر..هارمونجر...!
طالعت فيهم:هييييييي..إنتا و هوا..ولدي !!
بعد ما هديوا طالعوا في سعود إلي كان يطالع فيهم بدونية فظيعة..قال بلكنة مزبوطة:burger
حمادة:ايييييييييييوة..كده تعجبني...!
سعود:أنا حر..أنا بالكيفي..أبغى أقول كده..بابا شوفهم...!
قلت و أنا أمسح على ظهره:خلاص حبيبي خلاص...!
عبود:وااااااااا..من جد أبو..طالع كيف وجهه قلب...!
طالعت فيه:لا يا شيخ...؟!
يوسف:مالت عليك إنتا و هوا و هوا..سعود حبيبي قول ايش تبغى..من وين هامبرجرك...؟!
اتكتف سعود و قال:من ماكدونالدز...!
محمد:علي..انتبه لولدك..و خليه يتابع ناس تتكلم انجليزي كويس..تراه يلقط بسرعة...!
قال سعود بثقة:أول شي عربي..لغتنا أهم...!
حمادة و عبود هزوا روسهم بإعجاب...!
محمد:يا شيخ...!
سعود ببديهية:ماما تقول...!
قلت من ورا أسناني بغيظ:خلي..أمك..في..حالها...!
حمادة:بدوي بدوي...!
عبود:أقولك يا أبو هارمونجر..أبغى ماك عريبيا...!
طالعت فيه مستغرب:ها...؟!
محمد:ماك عربي...!
ضحكت:ايش هذا...ماك عريبيا...؟!
عبود:يلا مين بيقوم...؟!
قلت و أنا أوقف:أنا بروح..مين يبغى من مقدونلز كمان...؟!
يوسف:خذني معاك...!
عبود:يوسف جيبلي ماك عريبيا...!
علي:أحد ثاني...؟!
هزو راسهم بلأ فرحنا لجهة مقدونلز و اشترينا...!
رجعنا للطاولة و لقيناهم بدأوا ياكلو..عبود:سنة إنتا و هوا...!
سعود بقهر:زحححححمة..زحمة...!
التفت لسعود و طالعت فيه باستغراب فقال عبود:إنتا..كل ذا عشان زحـ..زعلتك و خليتك تمر من عند الولد..حقودي واحد...!
قال يوسف:بس إنتا..محسسني إنتا البزر و هوا الكبير...!
جلسنا و مدينا لعبود وجبتو..أكلنا و كنت أنا ما بين نفسي و ما بين سعود إلي يقتنص أي فرصة عشان يوقف أكل...!
زبطنا موضوع الفلوس _بما إن كل واحد يدفع لنفسه_ ...!
عبود:هيا سعودوه..المرة الجاية تجرب الزحليقة...؟!
سعود:يعني و بعدين معاك..إنتا ليش كده تطفشني...؟!
قرب عبود من سعود و نزلو و همس في إذنو بشي فهمس سعود لعبود بشي خلاه يصرخ:والله لوريك شغلك..جرب تسويها بس...!
قلت بحواجب مقطبة:ايش فيه...؟!
عبود:مالك شغل..سر بيني و بين ولدك..
و مد لسانو بطفولية...!
ودعنا بعض و بعدها كل واحد اتيسر في طريقه...!
يا ترى ايش قال عبدالرب لسعود...؟!
آآه..أكيد شي سخيف أو تعليق غبي من تعليقات عبود...!
أول ماوصلت البيت حسيت بتعب فظيع و قررت إني لازم أنام...!
فصخت لبسي و ارتميت عالسرير و أنا أفكر بسعود إلي دخل الحمام إلي في غرفتنا..آآ..ايش هذا..بدأت أخرف..عقلي فجأة بدأ ينطط لأحداث اليوم...!
خرج سعود و طالع فيا:بابا..نروح ماما...؟!
قلت و أنا ألتفت:تعال نام معايا ذحين و بعدين نروح لماما...!
طالعت في الساعة و أنا أفكر إن باقي ساعة عالمغرب...!
قلت و أنا أضبط منبه جوالي عشان الصلاة:يلا سعود..غير ملابسك و تعال...!
طالع فيا باستغراب:بابا كده تنام...؟!
طالعت في الشورت و الفلينة إلي ما لبست عليهم شي:ايوة و إنتا كمان...!
اتخصر:لأ..عيب و مو مرتب...
و خرج من الغرفة بعناد..طنشته و غمضت عيني لكن بعد حوال الخمس دقايق حسيت بشي صغير ينط من فوقي و بطانية تغطيني ببطء أظهر ضعف إلي يشدها...!
ابتسمت و لفيت يدي على سعود..الولد ذا ماخذ من أمه كل شي حلو...!

*******************************

هكذا هو علي مع ابنه .. و هذه هي النقطة الوحيدة البسيطة التي أوضحها هذا الجزء !!

جَ ـرة

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية