نهض آدم لدى وصولها وقال:
" ماذا تشربين يا ماريا؟ عصير الفاكهة؟ أم القهوة؟".
" أفضل شرابا حادا , لم أعد فتاة صغيرة".
أحنى آدم رأسه ودخل الى الصالون يحضر لها كأسا.
رمقت لورين الفتاة بنظرة مواربة ثم قالت لها:
" تعالي , يا ماريا , لا تخافي ,لن آكلك".
أحمرت ماريا لكن الظلام أخفى أرتباكها لحسن حظها , خرجت الى الشرفة وأرتعشت لبرودة الجو.
أشارت لها لورين أن تجلس قربها , كان بأمكان ماريا التظاهر بجهل الموضوع لكنها أطاعت , قالت الممثلة:
" أنت فتاة جريئة! أكثر مما كنت أتصور ,أو أن ذلك وقاحة ؟".
نظرت اليها ماريا بأمعان محاولة أن تفهم مقصدها , لكنها سألتها:
" ماذا تعنين؟".
أطلقت لورين زفرة مزعجة وقالت:
" هيا , يا عزيزتي , لا تمثلي علي! أنت تعرفين ما أعني , لا تتظاهري بعدم الفهم!".
منتديات ليلاس
هزت ماريا رأسها وقالت:
" هل تقصدين وجودي هنا؟".
قالت لورين وهي تطلق دخان السيكارة من فمها:
" طبعا".
" أصر علي آدم للمجيء".
" هذا تماما ما كنت أريد قوله".
" أنني لا أفهم".
: بلى , تفهمين يا ماريا , في البداية وصلت ,وشعر آدم بأنزعاج كبير , لكن تدريجيا نجحت في أن تدعينه يشعر بالندم , والآن , آدم المسكين يشعر أنه مضطر أن يتقبلك".
أنتفضت ماريا , لكن لورين أكملت تقول:
" هل تعتقدين أن أليس ترافقنا دائما الى فينشام؟".
كانت ماريا تريد النهوض لتتخلص من هذه المرأة ومن لسانها الذي يشبه لسان الحية , لكن آدم عاد لتوه حاملا كأس المشروب , قدمه اليها فأضطرت ماريا الى قبوله ثم عادت لتجلس في مقعدها ,سألت لورين:
" هل أنتهت أليس من تحضير العشاء؟".
" نعم , العشاء جاهز".
العشاء كان كارثة , فلم تتمكن ماريا من أبتلاع الطعام لكنها كانت تحاول جهدها لئلا توقظ حشرية آدم .
وكانت تشعر بأنه نظر اليها بحدة , عدة مرات, مما جعلها تحمر وتصفر أكثر من مرة , بعد القهوة أقترحت لورين على آدم القيام بجولة في السيارة عبر القرية , فشعرت الفتاة بأرتياح أمام هذا المشروع , فسأل آدم:
" هل تحبين يا ماريا أن تأتي معنا؟".
هزت الفتاة رأسها بعصبية وأجابت بأختصار:
" لا, شكرا , أفضل أن أذهب الى الفراش".
تقلص وجه آدم وسألها:
" هل أنت مريضة؟ بالكاد ذقت الطعام الآن".
رفعت ماريا كتفيها وأجابت:
" أنني متعبة , لا أكثر".
أضطر آدم أن يقبل حجتها , لم تكن ماريا ترغب الا بالذهاب الى غرفتها بأسرع ما يمكن.
لم يسبق أن ألتقت بأنسان شيطاني مثل لورين غريفيتس , كانت على حق في أنها لم تثق بها منذ البداية.
نامت ماريا في الحال برغم همومها , وأفاقت في صباح اليوم التالي على صوت النوارس , فنهضت من سريرها وتوجهت الى النافذة , كان النهار ما زال باكرا ,لكن لدى رؤيتها الأمواج العالية والشاطىء المهجور ,شعرت فجأة برغبى ملحة للغطس في الماء.
وبسرعة , خلعت قميص نومها وأرتدت بزة السباحة ثم وضعت فوقها قميصها وسروالها الأحمر ورفعت شعرها للأعلى , ثم تناولت منشفة وخرجت من غرفتها من دون أحداث أي ضجة وهبطت السلالم ,في هذه الساعة الباكرة الجميع نيم ولا تريد أيقاظ أحد , مهما كان ,ولما وصلت الى أسفل السلالم , أنتفضت لسماعها ضجة , فوجئت وأزاحت رأسها , فرأت آدم خارجا من المطبخ , مرتديا سروالا قصيرا كحليا وقد عقد منشفة حول عنقه , فهتف مندهشا:
" ماريا! أعتقدت أن القادم هو أليس , الساعة ما تزال السادسة والنصف".
" كنت.... كنت أرغب في السباحة".
بحثت بعصبية عن لورين غريفيتس بعينيها لكنها لم تلمح أحدا في الصالون , وعلى الأريكة تكومت الأغطية والوسائد , هنا نام آدم كما وعدها بالأمس.
" لورين ما زالت نائمة , لن تفيق قبل ساعات من الآن".
حاولت ماريا أن تخبىء أنوعاجها , فتوجهت نحو الباب وسألته متظاهرة بأنها لم تسمع ملاحظته:
" هل بأمكاني السباحة؟".
" طبعا , وهذا ما كنت سأفعله, ما رأسك لو نذهب معا؟".
رفعت ماريا كتفيها وقالت بأرتباك:
" كما تريد".
منتديات ليلاس
" أذن, هيا بنا".
فتح آدم الباب وخرجا , الهواء منعش لكن غيمة خفيفة تملأ السماء , قال آدم وهو يمشي قرب الفتاة:
" النهار سيكون حارا ,من يدري, ربما ستفرحين بوجودك هنا؟".
فضلت ماريا عدم الأكتراث للهجته الساخرة , وصلا الى السلالم التي تؤدي بهما الى الشاطىء , دعته يمر أمامها حتى يقدم لها يده ,الأدراج عالية وكانت فرحة لأن هناك من يساعدها في النزول , الرمال كانت فاترة تحت أقدامهما العارية , خلعت ماريا قميصها وألقت نظرة أرتباك الى آدم , فكان قد تقدم قليلا ليفسح لها مجالا لخلع ملابسها , أنتزع سرواله القصير وظهر المايوه الأسود , ثم أسرع نحو البحر وغطس في الأمواج.
ترددت ماريا في البدء , الأمواج الصغيرة كانت تداعب قدميها وبدت باردة فخافت الأرتماء فيها , أخيرا تحلت بالشجاعة وأخذت نفسا عميقا وغطست بدورها.