رمقته لورن بنظرة متلهفة وقالت:
" آدم , يا آدم , لندع جانبا عراكنا , أنني أغار... منك ... من عملك... أنت تعرف ذلك تماما".
" حسنا يا لورين , لنكف عن العراك , أنا متضايق , ولا أعرف من أين أبدأ".
جلست لورين على المقعد وأشارت الى آدم أن يجلس قربها , لكن آدم فضّل أن يجوب الغرفة ذهابا وأيابا , الى أن جاءت الخادمة حاملة صينية الشاي وقطع الحلوى , أبتسمت له المرأة بتفهم قبل أن تغادر الغرفة , أمسكت لورين أبريق الشاي وراحت تسكب الشاي في فناجين من العاج , ثم سألته:
" لماذا تشعر النساء بحاجة لحمايتك؟ أليس تعاملك كأنك أبنها , أنني أكره أحتساء الشاي وهي تعرف ذلك تماما , ومع ذلك , لأنك هنا , فهي تصر على أن أشاركك".
أجابها الطبيب بصوت ساخر:
" لا تكوني فظة".
منتديات ليلاس
سألته وهي تضع قطعة حامض في فنجانه:
" ما هو أذن سبب مجيئك؟ والمستوصف؟".
" الدكتور هالدلي يحل مكاني".
" لكن لماذا؟ أننا نتناول العشاء معا بعد المسرح , هل نسيت؟".
" ألا أذا طلبت في حالة الطوارىء , لكنني أفضل أن أعلمك بالخبر الآن , بعد المسرح تكونين متعبة كعادتك".
" الذي يسمعك , يعتقد أنني أمرأة شرسة ! فأنا لا أتعب أبدا عندما أكون معك".
" لننسى أذن ما قلته الآن , أريد أن أحدثك على أنفراد".
" ماذا هناك؟".
وضع فنجانه على الطاولة وبدأ يقول:
" حسنا ,وصلتني رسالة من والدتي تطلب مني الأهتمام بماريا مدة ستة أشهر".
ران صمت طويل , ثم سألت لورين بأستغراب:
" ومن تكون ماريا؟".
" أبنة زوج والدتي , أخبرتك عنها مرة".
رددت لورين بصوت متوتر:
" أبنة زوج والدتك!".
نهض آدم وتناول سيكارة , فقالت لورين في الحال :
" ربما أنا أمرأة ساذجة , يا آدم , لكن لماذا عليك أن تهتم بها مدة ستة أشهر ؟ أنها فتاة راشدة ,أليس كذلك؟".
" لما شاهدتها المرة الأخيرة , أي منذ خمس سنوات , كانت تبلغ حينذاك الثالثة عشر من عمرها".
حاولت لورين كبت غضبها وقالت:
" لكن , أليست ساكنة في أيرلندا مع والدتك ووالدها؟".
" تريد متابعة دروس السكريتاريا في لندن".
" دروس السكريتاريا ؟ بأمكانها أن تدرس السكريتاريا في دبلن!".
" أنا متفق تماما معك!".
فجأة قالت بفارغ صبر:
" أنها تفاهة من قبل والدتك أن تكبلك بمسؤولية من هذا النوع! هل حدثتها عني؟".
" هل حدثت والدتي عنك ؟ بالطبع!".
" آه , أنني أفهم الآن".
: تفهمين ماذا؟".
" والدتك ترسل ماريا كي تتجسس علينا".
أجابها آدم وهو يدفع خصلة شعره المتساقطة على جبينه بسرعة :
" لا تكوني تافهة يا لورين , لم أعد طفلا , عمري يفوق الثلاثين".
" أعرف ذلك , يا حبيبي , لكن , الى حين تزوجت والدتك مرة ثانية ,كنت ما تزال بالنسبة اليها , أبنها الصغير , أليس كذلك؟".
" توقفي عن حماقاتك يا لورين! أذا كانت والدتي ترسل ماريا الى لندن , ذلك لأن ماريا تريد ذلك".
" لماذا؟".
" كيف بأمكاني أن أعرف السبب! وماذا بأمكاني أن أرد على أمي؟كلا , مستحيل , حبيبتي تمانع؟!".
قالت بتلعثم وغضب:
" أنت.... أنت...!".
منتديات ليلاس
" حسنا , أنا متأسف , ما كان يجب علي أن أقول ذلك , في كل حال , ماريا أبنة زوج والدتي ,ولم أرها تقريبا أبدا , كانت فتاة لطيفة , فيما مضى , لم تخلق أي مشكلة عندما تزوج والدها من والدتي , مع العلم أن المراهقات في سنها يمكنهن أن يكن قاسيات أحيانا".
سألت لورين بفضول:
" وأين ستسكن أذا جاءت الى لندن؟".
" في منزلي , على ما أظن".
" في منزلك؟ فيكينستنغتون؟".
" ولم لا؟".
" أليس هذا ضد الأصول؟".
" في أيامنا هذه؟ أنت تمزحين!".
" لكن أنت, ما تزال .... عازبا , وتعيش لوحدك ....".
" هناك السيدة لاسية , أنها تعيش في منزلي".
قالت لورين بأشمئزاز :
" مربية!".
" أذن , لنتزوج ! وتلعبين دور المراقب!".
صرخت لورين بفارغ صبر:
" ماذا؟ تطلب مني الزواج وتريدني أن أسكن هذا الحي المعزول , كلا , شكرا!".