ترددت المربية قبل التوجه الى المطبخ , ونصحت ماريا الرجل قائلة:
" ما رأيك لو تدخل الى المرآب وتأتي بكرسي طويل , لا تقلق , فالسيدة لاسي لا تلومك على مجيئك , أنها هي غير راضية على أرتدائي بزة السباحة هذه , فهي لا تستحسن النظر الي بهذا المنظار".
أبتسم لاري هادلي بدوره , تناول كرسيا وجلس قبالة الفتاة وقال:
" الظاهر أنك تنوين الدخول الى مدرسة السكريتيريا ".
"لم آخذ القرار النهائي حتى الآن".
" لم أكن على علم أن آدم لديه شقيقة , ليس قبل صباح اليوم".
" أنا أبنة زوج والدته ,والدته تزوجت من والدي".
منتديات ليلاس
" أذكر الآن .... هذا حصل قبل أن يشترك آدم مع والدي في المستوصف , لقد نسيت كليا".
كانت ماريا تنظر الى الشاب بفضول , ثم سألته:
" وأنت , ماذا تفعل في حياتك؟ هل تريد أن تصبح طبيبا؟".
" لا , أبدا , مهنة الطب أستعباد وهلاك! أنهيت لتوي دراستي في كامبردج , لكنني لم أعثر بعد على ما أريد فعله في حياتي".
فكرت ماريا لحظة ثم سألته:
" أذن , أنت لا تعمل شيئا في الوقت الحاضر".
" صحيح , لست من نوع الرجال الذين يحبون العمل بأجتهاد , غير أنني سأجد عملا يوما ما , لكنني أفضل الحياة التي أعيشها في الوقت الحاضر , أنني أستفيد من الحياة بهدوء وهذا يكفيني".
" مظريا , ربما , لكن بالفعل , هذا ممل , ألا تعتقد ذلك؟ أنا أريد العمل , لا أحب أن أبقى من دون عمل".
تثاءب لاري بلامبالاة وقال مستغربا:
" آمل ألا تكوني واحدة من اللواتي يحبذن تحرير المرأة ؟".
" ليس تماما , غير أن النساء لبين لمدة طويلة متطلبات الرجال , بينما هن ذكيات وقادرات مثلهم".
" أذا كن جميلات , فلا أجد هناك أي مانع أو أعتراض".
أبتسمت ماريا ,وصلت السيدة لاسي حاملة صينية القهوة , وسألتهما أذا كانا يريدان شيئا آخر من دون أن تقوم بأي تعليق , ومن جهتها كانت ماريا لا تريد أزعاج المربية أو مضايقتها .
أمضيا صباحا رائعا , يحتسيان القهوة , ويتحدثا ن أمور كثيرة , الى أن أعلن هدير المحرك وصول آدم الى الغداء , مما وضع نهاية لمحادثتهما.
نهض لاري وقال وهو يسرح شعره بيده فقالت له :
" لا أعتقد أن آدم قد خطط شيئا لي للسهرة".
" برافو! هذا أفضل! والآن سأتركك...".
كان الشاب ما يزال يتكلم عندما دخل آدم الى الشرفة , كان يبدو غاضبا فحيا لاريبأختصار ثم رمق ماريا بنظرة عدائية .
لكن ماريا ظلت جامدة مكانها , في كل حال , أذا لم يكن يريد أن يرى لاري معها , فما كان يجب أن يرسله الى هنا.
سألته:
" هل الأمور على ما يرام ؟ كان لاري على وشك الذهاب".
أوصلت الشاب الى الممر الخارجي فقال آدم :
" الى اللقاء , يا لاري".
أبتسم لاري ,ثم قال للفتاة :
" سأجيء في الساعة السابعة , هل أتفقنا؟".
" نعم , أتفقنا".
توجه الرجل الى سيارته , ولما عادت ماريا الى الحديقة كان ما زال آدم واقفا هناك واضعا يديه في جيبي سرواله , رمقها بنظرة أشمئزاز , فقالت ماريا في الحال:
"سأبدل ثيابي أستعدادا للغداء".
أقترب آدم منها وقال:
" لحظة من فضلك , يا ماريا , أريد أن أكلمك الآن !".
كان صوته مليئا بنبرة تهديد , ترددت ماريا ثم قالت:
" ألا يمكنني أن أغير ملابس قبل أن تكلمني , يا آدم؟".
" كلا!".
منتديات ليلاس
أخرج سيكارا صغيرا من علبته وأشعله ثم سحب نفسا عميقا وتابع يقول وهو بشير الى بزتها:
"هل يعرف والدك أنك ترتدين هذا النوع من .... من الملابس؟".
شعرت ماريا بالأحمرار يصعد الى وجهها فوضعت النظارتين على عينيها قصدا ,حتى لا يتمكن من معرفة تعبير وجهها ثم أجابت في تحد:
" نعم , أنه على علم بذلك".
يا لشرودها
, لماذا لم تفكر في أحضار مئزر الحمام معها ؟ قال آدم"
"" الأمر يدهشني , في كل حال , لن يسمح لك والدك أبدا أن ترتديه خارج شاطىء البحر!".
" هذا كل ما عندك لتقوله لي؟".
" كلا , أنزعي عنك هاتين النظارتين الكريهتين!".
أحتدت المعركة , خلعت ماريا نظارتيها وحاولت المحافظة على هدوء أعصابها , لن تكون له الكلمة الأخيرة! وأذا أراد أن يتصرف معه بتسلط ستعرف أن تدافع عن نفسها .
راح آدم يتفحص سيكاره بأمعان ثم سألها بقسوة :
" ماذا كان يفعل هذا الغرّ هنا؟".
" الغر! ؟ تقصد لاري؟".
" كم من رجل أستقبلت وأنت بهذه البزة؟".
لم تعد قادرة أن تحافظ على برودة أعصابها , فضغطت على معصميها وقالت بسخرية:
" ألست أنت من أرسلته الى هنا؟ ما كان يجب عليك أن تطرح هذا السؤال".
أجاب بغضب:
" أنا؟ لم أرسله! هل هذا ما قاله لك؟".