لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-11, 07:31 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تكن ماريا تعرف كيف تتصرف مع هذه المرأة التي يبدو أنها تعرف آدم معرفة جيدة .
تبعت ماريا لورين الى الصالون الصغير , الذب هو كناية عن غرفة منيرة , أثاثها بسيط لكنه بالغ الذوق ومؤلف من مجموعة مقاعد جلدية سوداء ,وعلى الأرض بساط قمحي اللون وجهاز تلفزة وأسطوانات ورفوف مابئة بالكتب تكمل الديكور بشكل رائع ,وأبواب زجاجية عريضة تفتح على شرفة مغلفة بالنبات تتسلق الجدار شجرة ورد بري .
خلعت لورين معطفها عن فستان صوفي أزرق أنيق بشكل بارز , ثم جلست على المقعد وأشارت الى ماريا بالجلوس الى قربها , تظاهرت ماريا بأنها لم تر شيئا , فلم تكن ترغب بالجلوس قرب هذه المرأة التي جاءت تفحصها عن قريب , كانت تفضل البقاء واقفة قرب المدفأة وهي تتساءل ما هي حقيقة العلاقات بين لورين وآدم .
منتديات ليلاس
بأرتياح وكأنها في منولها , تناولت لورين سيكارة من علبة موضوعة على الطاولة
أشعلتها وأخذت سحبة عميقة ثم قالت:
" لا شك أن آدم فوجىء لدى رؤيتك هنا , مساء أمس...".
قالت ماريا بسذاجة:
" آه , نعم , في كل حال لم يكن سعيدا بمجيئي".
سألت لورين وهي تنظر الى الفتاة بأمعان وأنتباه:
" هذا ما توقعته! ألم يكن من الأفضل لو أنتظرت دعوته؟".
أجابت ماريا بدهشة:
" كلا , في كل حال , آدم شقيقي".

" أنه أبن زوجة والدك , كيف يكون شيقك ؟".
" أنه جزء من العائلة!".
أحضرت السيدة لاسي القهوة ووضعت الصينية قرب لورين وقالت:
" تريدين شيئا آخر , يا آنسة ؟".
" كلا ,هذا كل شيء ,يا سيدة لاسي".
أستأذنت المربية بأختصار وخرجت , وتمكنت ماريا من رؤية الأستياء وعدم الرضى في عينيها , أليست لورين غريفيتس صديقة آدم؟
سكبت لورين القهوة وقدمت فنجانا الى ماريا التي رفضته , لقد أحتست فنجانا مع المربية ولم تكن ترغب أن تبدو لطيفة مع هذه المرأة , التي لم تستحسنها بصراحة , لماذا تصر لورين غريفيتس أن تتعرف عليها؟ فليس هناك أي تشابه بينهما!

سألت لورين:
" أي دروس تنوين متابعتها؟".
أفاقت ماريا من أحلامها وأجابت:
" لا أعرف بعد, يا آنسة , ليس عندي مشاريع محددة وواضحة حتى الآن".
" كان من الأفضل لك أن تتبعي دروس السكريتاريا في بلادك , فهناك مدارس بهذا الخصوص , أليس كذلك؟".
كانت تتكلم كأن أيرلندا بلاد بعيدة
أجابتها الفتاة بتهذيب :
" نعم , يا آنسة , لكنني كنت مصرة على المجيء الى لندن".

" آه! ليس الأمر .... كيف أجد الكلمات .... ليس مناسباأن تسكني معه".
وبما أنه لم يد على ماريا أنها فهمت
فتابعت لورين كلامها وهي تطفىىء سيكارتها بعنف:
" لنتكلم بوضوح وصراحة , كان من الأفضل أن تتقاسمي شقة مع فتيات أخريات بدلا من أن تسكني مع آدم !".
تقلصت ماريا , هذه الفكرة لم تخطر ببالها , في كل حال لا يسمح لها والدها بذلك.
أجابت ماريا بحدة وغضب:
" بأمكاني أن أسكن حيث أريد , وهذا شأني والأمر لا يخصك!".

ألتفتتا معا بسرعة ووجدتا آدم واقفا على عتبة الباب , فلم تسمعاه يدخل . نهضت لورين في الحال وأسرعت نحوه وقالت بصوت ناعن :
" آدم ! حبيبي! كنت أنتظرك!".
رمقها آدم بنظرة ساخرة , وأمسك يدها كي يمنعها من أن تقفز على عنقه , تفحص ماريا بنظرة مستفسرة , لكن الفتاة هزت كتفيها , فلم تكن تنوي أن تبرر سلوكها أمام لورين غريفيتس.
ألتفت آدم الى لورين وقال في تحد:
"ماذا , يا لورين , ماذا تفعلين هنا؟".
أرادت لورين أن تلاطفه لكنها أدركت في الحال أن الوقت لا يسمح لمثل هذه المداعبات لكنها أختارت أن تكون صادقة وقالت ببرود:
" أردت أن أتعرف الى ماريا , أنني خطيبتك , يا حبيبي , أليس كذلك؟".
أجاب آدم برصانة ورباطة جأش:
" صحيح؟".
منتديات ليلاس
تنهدت لورين وقالت:
" طبعا , صحيح! كان من الأفضل أن تخبر ... ماريا بذلك!".
كانت ماريا تحافظ بصعوبة على برودة أعصابها ,ولورين أمرأة وقحة ببساطة , أما الرجل فلم يكن فرحا بالوضع وكان مغتاظا بعض الشيء , لا شك أنه مستاء من جواب ماريا الموجه الى خطيبته , لماذا لم يخبرها عن خطوبته؟ لماذا لم يعلمها بزيارة لورين؟ فهي الآن في وضع حرج للغاية , فهمست تقول:
" المعذرة".
ثم خرجت من الغرفة ,وصعدت الى غرفتها وصفقت الباب بعنف وراءها ,ونظرت الى صورتها في المرآة ... يبدو أنه نهار سيء!

نهاية الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 07:35 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


3- أمرأة على مقعد

فتحت ماريا حقيبتها وعلقت ملابسها في الخزانة , لكن قلبها كان حزينا للغاية , ستستعمل لورين غريفيتس كل ما لديها من وسائل الأغراء لتقنع آدم بضرورة أعادة الفتاة الى كليكارني , وهذه الفكرة جعلتها تشعر بتوتر كبير.
أغتسلت ثم أرتدت فستانا قصيرا برتقالي اللون يظهر جمال قوامها , ثم سرحت شعرها بتأن , لكنها لم تكن تجرؤ على النزول .
أعلنت السيدة لاسي قائلة:
" آنسة ماريا! الغداء جاهز!".
لبت ماريا على مضض دعوة المربية , ولما دخلت غرفة الطعام كان نظرها يعبر عن تحد ولوم , ولكنها فوجئت أذ وجدت نفسها وحدها , وقد أعدت الطاولة لشخصين , وفجأة سمعت وقع أقدام خلفها , فألتفتت متوقعة رؤية السيدة لاسي , لكن القادم كان آدم بالذات , فتوافد الدم على خدها .
أمرها مشيرا اليها بالكرسي قائلا:
" أجلسي!".
منتديات ليلاس
أطاعت ماريا فهي لا تريد البدء بالحديث , وفي هذا الوقت توجه آدم الى خزانة الشراب وأعد لنفسه كأسا بيتما كانت ماريا تنظر اليه فارغة الصبر ,هل سيطلب منها مرافقته ؟ وأين لورين غريفيتس؟
عاد آدم ووضع كأسه على الطاولة وجلس مكانه وراح ينظر الى الفتاة بطريقة غامضة , بينما كانت تسحق الفوطة التي بين يديها آملة أن يقول شيئا ... أي شيء!
لكنها سألته أخيرا:
" أين الآنسة غريفيتس؟".
أجابها وهو يهز كتفيه :
" لديها موعد مع مديرها الفني , مدير أعمالها , بصورة عامة ".
" مدير أعمالها ؟ ماذا تعمل؟ هل هي ممثلة؟".
قال بلهجة ماكرة:
" ألم يسبق أن سمعت بها من قبل؟".
" لماذا؟ هل هي ممثلة مشهورة؟".
" لديها نجاح كبير , هنا وفي أميركا".
" آه فهمت , كانت تنتظر مني أن أعرف من تكون , لا شك أنني خيبت آمالها , يا آدم!".

" هذه وجهة نظرك! قولي , ماذا كان يحصل بالضبط ذلك الصباح عندما قاطعتكما؟".
أحمر وجه ماريا وأجابت:
"ألم تخبرك لورين شيئا؟".
" لو أخبرتني شيئا لما طرحت عليك السؤال؟".
" من يعلم؟ ربما تنتظر مني أن أموّه الحقيقة!".
" لأي سبب؟".
كانت ماريا في حالة الدفاع فقالت:
" حسنا , بالنسبة اليها , ما كان يجب علي المجيء الى هنا من دون دعوتك كما أنه من المفروض أن أسكن في شقة مع فتيات من عمري".
" صحيح ؟ وماذا كان جوابك؟".
أجابته بسرعة وبأختصار:
" سمعت ما كنت أقوله!".
" عظيم الأفضل أن أكون على علم بما يحدث , وأفضل الحقيقة على الكذب , لا تنسي ذلك أبدا!".

دخلت السيدة لاسي غرفة الطعام حاملة صينية الفطور لشخصين , سكتا لبرهة ليتذوقا الطعام الشهي , ثم بدأت ماريا تقول:
" ألم تخبر والدتك بمشروع زواجك؟".
فأجابها رافعا عينيه:
" كلا".
" لماذا ؟ لو كنت على علم بذلك , لما تكلمت على ذلك النحو صباح اليوم!".
أتكأ آدم على كرسيه مسترخيا وأجاب:
" تعرفين والدتي جيدا , هل تعتقدين جيدا ما أذا كانت لورين ستعجبها؟".
وضعت ماريت مرفقيها على الطاولة وراحت تفكر بعمق ثم أجابت حالمة :
" لا أعرف.... ربما... في كل حال المهم هو سعادتك".
قال بسخرية واضحة:
"أية حكمة!".
ثم صرّحت بعفوية غير منتظرة :
" أما أذا كنت تريد رأيي بالأمر , فلا أعتقد أن لورين بأمكانها أسعادك ".
أجاب بغيظ:
" لم أسأل رأيك بالأمر ".
" كلا , لكنني مصرة على أن أعطي رأيي , هل.... هل تعرفها من زمان؟".
" منذ سنة".
منتديات ليلاس
لا شك أن ماريا ضايقته بأسئلتها المحرجة والوقحة , فنهض آدم عن الطاولة , لم تحضر السيدة لاسي القهوة بعد , هل سيرحل ويتركها وحدها مرة أخرى , نهضت بدورها وراحت تتمشى حول الطاولة مكتفة بعصبية , ثم تنهدت وقالت:
" أنني آسفة , أزعجتك , أليس كذلك؟".
كان آدم ينظر اليها بتلهف , ثم قال:
" أنك تضايقينني , يا ماريا! أتساءل أذا كانت لورين على حق في ما قالته بأن عليك أستئجار شقة وأقتسامها مع فتيات من ستك".
" لست جادا في ما تقول!".
" ولم لا! أنت توافقين معي أن وصولك الى هنا كان مبكرا وقبل أوانه!".
أحتجت بسرعة وأحتلها الغضب وقالت:
" أنك تعاكسني عن قصد!".
أزاح آدم الخصلة عن جبينه , ربما كانت على حق , ربما كان آدم قاسيا, لكن صراحته تجرحها وتوتر أعصابها بصورة كبيرة .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 07:36 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رن الهاتف , فتح آدم الباب بأرتياح وتوجه نحو مكان الهاتف , بعد لحظات عاد وبرفقته السيدة لاسي التي جلبت صينية القهوة .
أحتجت المربية قائلة:
"لن تذهب من دون أحتساء القهوة , يا دكتور".
" بلى , فهناك أمور طارئة".
سألت ماريا :
" ماذا يجري؟".
" أحد المرضى أصابته نوبة قلبية ,ولذلك يجب أن أذهب بسرعة , أنني متأسف , لكن الواجب يناديني".
وفي الواقع كان سعيدا جدا لأنهاء هذه المادثة , وهذا كان ظاهرا في عينيه.
لم تعلق ماريا على ما قاله ,وبعد لحظات , أقلعت سيارة الروفر .
في حوالي الثانية بعد الظهر قررت ماريا أن تقوم بنزهة في شوارع لندن برغم معارضة السيدة لاسي وأنذاراتها.....
حملت الفتاة سترة صوفية وخرجت من المنزل , كانت تشعر بأنزعاج والنزهة لا شك أنها ستغير مزاجها الكئيب , أمس, في مثل هذه الساعة , كانت تشعر بغبطة ومرح , , وكان قلبها مليئا بالأمل! أما اليوم فهي حزينة وفاترة الهمة .
منتديات ليلاس
حاولت ماريا أن تتذكر آدم عندما كان يأتي الى كيلكارني , ووجدت صعوبة أن تقيم مقارنة رجل الماضي ورجل الحاضر , في الماضي كانت ماريا ما تزال صغيرة , متأثرة بتجربة آدم وحكمته , كان في ذلك الوقت شديد الأنسانية وكريما وعل أستعداد دائم أن يسمع مشاكلها , وأن يسألها عن مستقبلها , كم تغير اآن! فهو الآن يتصرف عكس ما كان عليه , أذ أنه يعتبرها عبئا , هل ينوي منعها من الأقامة في منزله ؟ هل تصرفت بعجلة كما يلمح لها ؟ وتنهدت ماريا لهذه الأفكار وشعرت فجأة بحنين الى المنزل الوالدي في أيرلندا.
وصلت الفتاة الى الشارع العام في كينغستون , توقفت لحظة فهي لا تعرف أي طريق تسلكه وندمت لأنها لم تشتر خارطة المدينة , كانت تعتبر أن آدم هو الذي سيأخذها عبر العاصمة البريطانية .
وراحت تمشي كيفما أخذها التيار متابعة من دون حماس الشارع الرئيسي , فجأة وجدت نفسها في ساحة البيكاديلل , وراحت تكتشف الأماكن العززة على السياح , ونسيت لفترة مؤقتة مشاكلها . فهي الآن في قلب العاصمة , هذه المدينة المشهورة التي طالما سمعت عنها من جميع معارفها.
أمضت ماريا فترة بعد الظهر في زيارة المكان وهي تنظر بأنفعال الى المباني الأثرية والبيوت القديمة التي تشهد الماضي , وراحت تتأمل من أعلى جسر لندن حركة الناس , ثم أرتعشت لدى رؤيتها برج لندن المشهور , تاريخ أنكلترا داخل هذه الحصون! في هذا البرج بالذات سقط رأسا ملكتين , كما يحفظون في الداخل مجوهرات التاج , ووعدت نفسها أن تزور البرج في أحد الأيام , كما أن هناك أماكن عديدة ترغب في رؤيتها , لكنها تفضل أن تزور هذه الأماكن برفقة شخص آخر!
بدأت الشمس تستعد للمغيب , شعرت ماريا بالكرب لمجرد أن تجد نفسها من جديد وحيدة في غرفة الطعام الشايعة.
أغرورقت الدموع في عينيها لكنها كبتتها بعزم وراحت تمشي مصممة أنه لا يجب عليها البكاء , جاءت الى لندن بملء أرادتها وستحاول أن تستفيد قدر الأمكان من أقامتها أذا ما قررت البقاء هنا.

عادت ماريا الى ساحة البيكاديللي , وشعرت بالذعر القريب من الجنون , كان الأزدحام في أوجه , حاولت أيقاف سيارة تاكسي , لكن الجمهور كان كثيفا وحركة السير جامدة , ففضلت التوجه الى مقهى صغير لتأكل سندويشا وتحتسي فنجان قهوة بأنتظار أن يخف أزدحام السير , وشعرت بفرح لجلوسها في المقهى تحتسي فنجان قهوة بهدوء بينما الأزدحام يزداد قوة في الخارج , ستنتظر أن تخف حركة الناس في الشوارع , فوضعت يديها في جيبي سترتها الصوفية وأتجهت نحو الهايد بارك.
لما وصلت الى الحديقة العامة , أحست ماريا بثقل في ساقيها , فأختارت مقعدا لترتاح عليه قليلا , ثم خلعت حذاءها لأن قدميها تورمتا , من المستحيل أن تستطيع العودة الى المنزل مشيا على الأقدام! لذا عليها أن تستقل سيارة تاكسي!
جلست أمرأة عجوز قربها وأبتسمت لها وقالت بلطف بعدما ألقت نظرة سريعة الى قدمي الفتاة:
" حسن أن تستريحي قليلا ".
" نعم , أمضبت كل فترة بعد الظهر في المشي".
أنتعلت حذاءها بألم , فقالت العجوز:
" صحيح؟ أنت لست بفتاة أنكليزية , أليس كذلك؟".
" كلا , أنا أيرلندية ".
" هذا ما كنت أظنه , وأعتقد أنك وصلت الى لندن لتوك , أليس كذلك؟".
تنهدت ماريا قائلة:
" نعم, أن لندن مدينة كبيرة , أليس كذلك؟".
" طبعا ,والأمر يكون صعبا أذا كان الزائر لا يعرف أحدا , هل تبحثين عن عمل ؟ في فندق؟".
قالت ماريا وهي تهز رأسها :
" لا , كلا! أريد متابعة دروس السكريتاريا , أحب أن أعمل في مكتب ".
منتديات ليلاس
كانت المرأة الغريبة تنظر اليها بأمعان فقالت:
" في مكتب؟ صحيح؟ أنت أذن لا تبحثين عن المجد".
قالت ماريا مبتسمة :
" لا , لا أعتقد".
ظلت العجوز تنظر اليها بأمعان ملح وتردد :
" في مكتب ,يا للصدفة! ما رأيك لو أجد لك وظيفة , في مكتب بالطبع, أذ لا تحتاجين الى ثقافة محددة؟".
سألتها الفتاة وقلبها يخفق بسرعة :
"وظيفة؟ في مكتب؟ صحيح؟ هل تستطيعن ذلك؟".
" في الواقع أعرف صديقا يبحث عن فتاة شابة جميلة لتعمل في تنظيم الحسابات , أنه عمل سهل والراتب جيد , أنه عمل للمستقبل , هذا بالضبط ما يلزمك!".
دهشت ماريا وقالت:
"لا أعرف كيف أشكرك على هذا".
أبتسمت المرأة العجوز وقالت:
" أرجوك , لا شكر على واجب , الآن أعطني عنوانك وأنا سأهتم بالأمر....".
فجأة أنبثق ظل أمامهما , فوجئت ماريا ورفعت رأسها .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 07:38 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان القادم شرطيا , فقال بصوت قوي:
"ماذا يا بياتريس , أما زلت توهمين الناس؟".
نهضت المرأة بسرعة وقالت بطريقة متعجرفة:
" لا أعرف عماذا تتكلم , يا سيدي الشرطي , كنت جالسة بهدوء أتحدث مع الآنسة".
سأل الشرطي ماريا:
" هل هذا صحيح , يا آنة؟ ألم تكن تعرض عليك وظيفة ما؟".
ثم وجه حديثه الى بياتريس قائلا:
" آه يا بياتريس , لقد وعدتني بصراحة...".
" لم أفعل شيئا , هل قالت لك الفتاة أنني عرضت عليها وظيفة ؟".
قال الشرطي:
" ليست في حاجة لقول شيء , فهذا ظاهر في عينيها".
منتديات ليلاس
" أذن , هل توقفني؟".
" هذا يتعلق ب....".
" بماذا؟".
" بنوع العمل الذي كنت تعرضبنه عليها!".
كانت ماريا مضطربة ومحتارة , ماذا يجري؟ لماذا يسأل الشرطي كل هذه الأسئلة؟ ماذا فعلت هذه المرأة العجوز؟".
قال الشرطي وهو يلتفت نحو ماريا:
" أذن , يا آنسة , ماذا قالت لك هذه المرأة ؟".
نظرت ماريا الى الشرطي ,ثم الى العجوز , غاب كل أثر للرفق وحسن النوايا في وجه المرأة , وكانت تبدو خائفة , فلم ترد ماريا أن تتدخل في شؤونها فأجابت:
ط لا أعرف, لا أعرف شيئا".
قال الشرطي بقسوة:
" حظك كبير , يا بياتريس!".
وأصرت العجوز على القول بألحاح:
" لم أفعل شيئا , هل بأمكاني الذهاب ,الآن؟".
" لو أشتكت عليك , لكانت نهايتك السجن , الآن , أذهبي من هنا".
أختفت المرأة بسرعة , وراح الشرطي ينظر الى ماريا بنظرات قلقة , ثم سألها:
" في أي منطقة تسكنين ؟".

" في كينغستون ".
" وماذا تفعلين في هذه الحديقة ؟".
" أنني , لقد أمضيت فترة بعد الظهر في زيارة المدينة وأنا أرتاح الآن".
" هل أنت وحدك؟".
" نعم".
" أين أهلك؟".
" والداي لا يعيشان في أنكلترا".
سألها الشرطي وهو يهز رأسه بعطف وشفقة :
" هل تعيشين هنا وحدك؟".
" كلا , أعيش في منزل أبن زوجة والدي".
" في كينغستون ؟".
" نعم , أنه طبيب ".
" ويدعك تخرجين وحدك , هكذا , وتتعرضين لكل أنواع المواقف الصعبة؟".
" لا أفهم , كنت جالسة بهدوء على المقعد بغية الأرتياح عندما جلست هذه المرأة قربي وراحت تحدثني ,تبدو أمرأة لطيفة!".
قال الشرطي بشفقة:
" نعم بالفعل , بياتريس بأمكانها أن تكون لطيفة جدا , الى أن تنجح في أقناعك بأنك تضيعين وقتك في كسب معيشتك بصورة صادقة وشريفة!".
قالت ماريا بصوت مرتجف:
" كيف ؟ لا أفهم".
منتديات ليلاس
تنفس الصعداء ثم قال:
" ألا تفهمين؟ في سنك ؟ ل ما زلت ترمنين أن الأولاد يولدون من الملفوف!؟".
همست تقول من دون تصديق:
" ماذا ؟ هل تعني أن....".
وضعت يدا عل فمها وشعرت بأنزعاج فأصر الشرطي في صوت مغيظ :
" نعم يا آنسة , لو كنت مكانك , لأخذت الباص أو الميترو الآن وعدت الى منزلي في الحال , وأريدك أن تعديني ألا تتكلمي مع الغرباء في الحدائق العامة".




 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 07:40 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت ماريا مغتاظة ومرتعبة , لم تكن ترغب ألا في شيء واحد: العودة الى منزل آدم , شكرت الشرطي , وخرجت من الحديقة راكضة , وفي الشارع وجدت سيارة أجرة بسهولة وأعطت السائق العنوان وجلست في المقعد الخلفي, خائفة , متقوقعة في الزاوية .
أخيرا أوصلها السائق أمام المنزل , دفعت له أجرته وخرجت من السيارة مسرعة وصعدت السلالم وهي تتعثر بقدميها الخائرتين , أنفتح الباب بقوة وكادت أن تقع بين ذراعي آدم.
فقال هذا الأخير بغضب:
" يا ألهي, أين كنت؟".
ولما رأى وجهها الشاحب الخائف , أدخلها الى البيت من دون تأنيب ثم صفق الباب , وظلت ماريا ترتجف خوفا , الى أن أمرها وهو يتوجه الى الصالون الصغير:
" تعالي الى هنا".
وضع ماء الزهر في قدح وقدمه لها قائلا:
" هيا , أشربي , أنت شاحبة اللون!".
منتديات ليلاس
أطاعت ماريا من دون نفور , سعلت قليلا لكنها شعرت بتحسن ولون خداها فسألها آدم قائلا:
" والآن؟ هل أنت مستعدة لتشرحي لي ما حدث لك".
" هل.... هل كنت قلقا عليّ؟".
" قاربت الساهة الثامنة , ألم تلاحظي ذلك؟ ونجرؤين على سؤالي ما أذا كنت قلقا؟".
" لقد.... لقد زرت المدينة , لم.... لم أكن أعرف أنك ستلاحظ غيابي".
قال بشدة وقسوة:
" الى ماذا تنوين؟".
" لا شيء ... لا شيء , لكن....كنت أعتقد أنك موجود في العمل".
قال غاضبا:
" أنت مصرة على أزعاجي ومضايقتي! تريدين الأنتقام لأنني كنت قاسيا بعض الشيء معك! في كل حال , أنها غلطتك!".
صرخت ماريا ناقمة:
"لا! أبدا!".
" أذن تعتبريني رجلا أحمق , أليس كذلك؟ تختفين لمدة ست ساعات وتريدين أن أستقبلك بذراعين مفتوحتين ؟ نحن في لندن ,يا ماريا ولسنا في كيلكارني ! المدينة الكبيرة تخفي أخطار كثيرة لفتاة عديمة التجربة , هل هذا صعب عليك أن تفهميه؟".
أدارت ماريا وجهها وهي ترتجف , وذلك كي تخفي دموعها , لكنها لم تقدر أن تسيطر على نفسها , وبغيظ , أدارها آدم صوبه ورأى الدموع تنهمر على خدي الفتاة , فتركها تطلق زفرة ثم قال بصوت متبدل:
" المعذرة يا ماريا, أنا آسف , لقد تصرفت كأنسان فظ , نعم , لكنني كدت أجن من الخوف".

قالت بحزن كبير:
" أمضيت نهارا شنيعا ! أو غضبك في الصباح , ثم الحديث مع لورين غريفيتس , وأخيرا.... أخيرا...".
سألها مقطب الحاجبين:
" وأخيرا ماذا؟".
" كنت.... كنت في حديقة الهايد بارك عندما كلمتني أمرأة بلطف وطرحت علي الأسئلة ,كانت تبدو لي مؤنسة وخفيفة الروح , لكن وصل شرطي وقال لي أن .... أنها...".
تلعثمت وأضطربت ولم تكن تجد الكلمات المناسبة .
فتمتم آدم قائلا:
" فهمت! يا ألهي! هل فقدت وعيك , يا ماريا؟".
نشجت الفتاة ومسحت وجنتيها وهمست تقول:
" لا, لا أعتقد".
" آه , ماريا! ماذا سأفعل بك؟".
أبعد آدم خصلة شعر من عيني الفتاة وقال :
" أنها غلطتي أنا أيضا , فلم أحاول أن أفهم منك السبب الذي من أجله جئت الى هنا".
" لم أكن أريد أن أضايقك , يا آدم , كنا نعتقد, والدتك وأنا , أن وجودي سيسعدك".
" لست مندهشا أن تكون أمي سبب كل هذا, لكنني مندهش كيف أن والدك وافق".
" والدي يحبك كثيرا ويثق بك ! ويعتقد أنني سأكون في أمان معك".
" لكنكم جميعا نسيتم عملي! فليس لدي ألا قليل من الوقت الحر....".
همست الفتاة بمررة:
ألا مع لورين غريفيتس".
فقال بقسوة:
" لست أنوي أن أناقش معك حياتي الخاصة ,ولم أطلب منك رأيك , من الأفضل أن نغير الحديث , هل أكلت؟".
" شربت القهوة وأخذت سندويشا في حوالي الساعة السادسة ".
" هل أنت جائعة؟".
" لا, ليس تماما".
تأملها آدم قليلا بأستسلام ثم قال:
ط ذهبت السيدة لاسي لزيارة أختها , أذا أردت تناول العشاء يجب أن تكتفي بما يمكني تحضيرن بنفسي".
قالت ماريا بهدوء:
" أنا أتقن فن الطبخ".
منتديات ليلاس
" في هذه الحال , ربما بأمكانك أن تحضري لنا عشاء معقولا , فلم أكل أنا أيضا".
" وهل أنت جائع؟".
" لم أتناول غير صحن سلطة في الخامسة , لأن السيدة لاسي مضطرة للذهاب باكرا , وبأمكاني أن آخذ شيئا الآن!".
سألت ماريا في أبتسامة مسكينة:
" هل يروق لك حقا أن أحضر لك العشاء؟".
" ولم لا؟".
" هل.... أنت ذاهب الى أي مكان هذا المساء؟".
نردد آدم ثم هز كتفيه وعلق بجفاف:
" كلا , لا أظن".
وماريا أيضا كانت تأمل بعنف ألا يضطر للخروج.
بعد وقت غير قصير كانا يتناولان العشاء في المطبخ وقد أعدت ماريا عجة بالقريدس وبطاطا مقلية , لم تشعر ماريا بسعادة مثل الآن منذ مجيئها الى لندن , نحدثا مطولا وأصغت الفتاة الى آدم وهو يقص عليها القصص المضحكة التي تحصل معه أحيانا في المستشفى , ووعدت نفسها أن تنسى الأوقات القاسية التي أمضتها وحيدة ,كما وعدت نفسها أن تستفيد من كل لحظة من حياتها وتحاول ألا تفكر أبدا .... بلورين غريفيتس.

نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, اتيت من بعيد, ان مثير, living with adam, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t155973.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-02-11 03:07 PM


الساعة الآن 04:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية