سألها آدم فجأة:
" بم تفكرين , يا أمي؟ لماذا لم تأت ماريا الى الغداء؟".
"لا....لا أعرف".
" ماذا قلت لها؟ أريد أن أعرف".
" آدم ! بالنسبة الى مساء أمس.....".
" دعينا من هذه القصة الآن , لنتحدث عن الصباح , ماذا جرى بينكما؟".
" لا شيء , لقد قلت لها ببساطة أن عليها أن تعود الى كيلكارني....".
صرخ بصوت غاضب:
" كيف! يا ألهي! لماذا قلت لها شيئا كهذا! الأمر لا يعنيك ".
" آدم! لا يكلم الأبن والدته على هذا النحو!".
" أكملي! ماذا بعد؟".
" هذا كل شيء , فكرت بمصلحتك .... بمصلحتكما , لا يمكن لماريا أن تظل هنا!".
" لماذا؟".
" آدم , ماريا ليست بورين غريفيتس....".
" لمن تقولين هذا الكلام!".
رفعت السيدة شيريدان يدا الى جبينها وقالت:
" آه , لا أشعر بأرتياح".
تمتم آدم وهو يقيس نبضها:
" أمي , أذا حدث شيء لماريا بسببك....".
صرخت وهي ترتمي على المقعد:
" آه ,كفى , كفى! لماذا أنت قاس مع والدتك؟".
منتديات ليلاس
رن الجرس , فترك آدم والدته وراح يفتح الباب , وأنتفض لرؤية لورين , أبتسمت له وقالت:
"حبيبي! أنتظرت حتى الآن كي تأتي وتعتذر مني...".
سألها آدم وهو يمرر يده في شعره:
" ماذا تفعلين هنا يا لورين؟ لم يعد بيننا شيء".
" لكن بلى, يا حبيبي , أين بأمكاننا الجلوس لنتناقش بأرتياح؟".
تردد آدم وقاد لورين الى مكتبه , بلطف وحزم , دفعها عنه عندما كادت أن تعانقه , فزمت شفتيها وقالت:
" أنت أنسان فظ , يا آدم , أتساءل أحيانا لماذا أحبك".
وقف آدم , قرب النافذة , ينظر الى الحديقة أمام المنزل , وقال بجفاف:
" أذا كان عندك شيء للقول , فبسرعة .....هيا ".
" جئت أقول لك.... أنني قبلت طلبك".
" قبلت ماذا؟".
" أنني مستعدة للزواج منك , يا آدم , والسكن هنا , وبأمكانك أن تستمر في العمل بالمستوصف , أذا كنت ترغب بذلك".
" لورين , أنتهى كل شيء .... بيننا ! قلت لك ذلك مساء أمس!".
" آدم , لا يبدو أنك تفهم ,أنا مستعدة أن أفعل كل ما ترغبه....".
" يا ألهي , لم أعد أحبك".
" آدم , ليس هذا صحيحا".
" بلى".
" لن تعمل معي هذا الشيء".
" وكيف تمنعينني من ذلك؟".
" نحن مخطوبان منذ زمن طويل , بأمكاني ... أن ألاحقك في....".
" آه لورين! أنت تستحقين الشفقة , لكن هذا يسيء الى صورتك وسمعتك!".
" لماذا تتصرف هكذا معي؟ كنت أعتقد أنك كنت تحبني!".
" وأنا أيضا كنت أعتقد كذلك, لقد طلبت يدك عشرات المرات عندما كنت ما تزالين مغرية بالنسبة اليّ, لكن لم يعد هذا واردا على الأطلاق , أنتظرت مدة طويلة ولم أعد مهتما بالأمر بعد الآن , الألفة تؤدي الى الكراهية أحيانا!".
" كيف تجرؤ على هذا القول....".
" لست أول أنسان في حياتك, يا لورين".
" الآخرون لم يعنوا لي شيئا".
" أنني آسف يا لورين , لكن لا فائدة بعد الآن".
" هناك أمرأة أخرى في حياتك , أليس كذلك؟".
" نعم , يا لورين , هناك أمرأة أخرى".
" من هي؟ ماريا؟ هي بالذات , أليس كذلك؟ هل أدارت لك ظهرها!".
قال بجفاف:
" لا أنوي أن أناقش الأمر معك".
" لماذا؟ أنها أمرأة مثل كل النساء , لا أكثر ولا أقل , أنك تميل الى الشابات اليانعات الآن؟".
تمتم بقسوة وهو يفتل معصمها:
" حذار , يا لورين".
تمكنت لورين من التخلص من قبضته لكنها خافت وتوجهت الى الباب , ثم قالت:
" أنا أشك بأنها تريدك بعد الذي أخبرتها به هذا الصباح!".
" هل رأيت ماريا هذا الصباح؟ أين؟".
" أنت مخنوق لتعرف, أليس كذلك؟".
" من مصلحتك أن تقولي , يا لورين ".
" حسنا , عظيم , كنت في السيارة صباح اليوم عندما ألتقيت بها , صعدت معي وأوصلتها الى الشارع العام".
" في أي ساعة؟".
" حوالي الظهر".
" ماذا قلت لها؟".
منتديات ليلاس
" ليس مهما ما قلته".
" لورين!".
" قلت لها أننا سنتزوج , أنت وأنا".
صرخ آدم بوحشية وقال:
" يا ألهي!".
أحتجت ثم قالت:
" كنت أعتقد أننا سنتزوج".
قال بلهجة أحتقار:
" بعد مساء أمس؟".
" كنت غاضبا مساء أمس , تصورت أنك ستغير رأيك....".
قال وهو يفتح الباب بعنف:
" لكن , لا , لم أغير رأيي , أخرجي من هنا , وألا خنقتك".