كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تجاهلت نداءه وتابعت السير متخطية الفندق وأتجهت نحو البحيرة , وكانت ترفض أن تلتفت نحوه وتعترف له بغيرتها.
وشعرت فجأة بأنامله تلتف حول ذراعها وراح يمشي الى جانبها بصمت تام , كان الجو رائعا والشمس دافئة ورحبت سامنتا بالنسيم العليل الذي جمد صفحة المياه , أنزلقت يده من ذراعها وأمسكت يدها بقوة فلم تحاول تفادي ملامسته , لكنهما تابعا السير بصمت , وراحت تقذف بقدمها بعض الحصى البيضاء , على شاطىء البحيرة وتتمنى لو وجدت مخرجا من الوضع هذا , ثم عادت الى الحالة الطبيعية كي يتسنى لها التمتع بجمال المكان وهدوئه وشاعرية سيرهما جنبا الى جنب ويدا في يد , لكن للأسف بدا لها وكأنهما في خلاف متواصل وقد تغير كل شيء بينهما وأكثر ما كان يربكها هو التحول الذي يشهده بارني في نظرها.
وسمعته يقول بصوت هادىء:
" يا لروعة هذا المكان".
" أنه مكان ساحر فعلا – أتمنى لو......".
" تتمنين ماذا؟".
" لا شيء".
" سامنتا....".
توقف وجعلها تستدير وتواجهه ثم نظر اليها بعينيه الداكنتين وقال:
"لماذا؟ لماذا تحولت الأمور بهذا الشكل بيننا".
" بهذا الشكل؟".
أبتسمت بحزن ثم نظرت الى صفحة المياه المتلألئة والى الأشجار الظليلة المتأرجحة وقالت:
" أحبها كما هي , هادئة وساكنة – ليتها تدوم العمر كله".
" لكن يا حبيبتي لا يمكن أن تدوم – وأنت تعرفين ذلك لا يمكنك العيش في عالم الأحلام طيلة الوقت , عليك أن تعودي يوما ما مهما حاولت المقاومة , يجب أن ننفذ المخطط المرسوم , هذه هي حال الدنيا وليس بوسعنا تعديل مجرى الأشياء".
" أستطيع المحاولة , لا شيء يضطرني للعودة , ليس لدي أي أرتباطات , لا وظيفة ولا........".
" ولا زوج.... أما زلت مصممة على العيش في عالم أحلامك؟ حاولي تفهم موقفي , أريد أن أتزوجك وأنت تعرفين ذلك وكنت موافقة على الزواج مني , فما سبب التحول المفاجىء؟".
" لست .... لست أدري أذا حصل تحول في ذاتي , لكنني رأيت نفسي في المرآة عند الخياط وأدركت فجأة أنني دمية أعيش نمطا واحدا من الحياة , أنني أقوم بالنشاطات ذاتها كل يوم , كتب لي أن أتزوجك من غير أن أقف ولو مرة واحدة وأفكر في حياتي وزواجي , وكأنني منجرفة لاشعوريا في تلك المشاريع وأجهل حتى أن كنت راغبة في الزواج منك أو من غيرك".
" آه – فهمت- أهذا ما تحاولين أثباته , أن كنت راغبة في الزواج من غيري؟".
" تقريبا".
" حسنا- لكنني أرجو أن تسرعي وتنتهي من تجاربك هذه فهي تضعنا على حافة بركان موشك على الأنفجار".
منتديات ليلاس
نظرت اليه ورأته يبتسم أبتسامة لطيفة ومتهكمة فقالت:
" أرى أنك تتحمل هذا الوضع بسهولة وأنت محاط بمجموعة من الفتيات الشقراوات المستعدات للأرتماء بين ذراعيك أينما ذهبت".
لامس طرف أنفها بأصبعه ثم أبتسم وقال:
" وأنت تغارين منهن جميعا , لا تنكري ذلك يا حبيبتي فالأمر واضح".
" أنكر ذلك بشدة , لكنني أكره أن تستعرض نفسك , فذلك يرتد علي متى أكون معك".
" سأحاول تذكر ما قلت يا حبيبتي".
" أشعر بالأسى نحو أدوارد وارن , فهو رجل لطيف أما رفيقته باتسي فهي.....".
قاطعها وهو يرفع يده محذرا ثم أبتسم:
" لا تنجرفي كثيرا في مؤاساته وألا أضطررت للتدخل".
" لا تتجرأ على ذلك , فالأمر لا يعنيك أبدا يا بارني".
" بلى يعنيني أذا ترك بين يدي فتاة شقراء تبكي وتنوح أو أذا فر في رحلة على الأقدام برفقتك".
" هذا مستبعد جدا".
" ومن قال لك هذا؟ لا أظن أنه رجل يترفع عن عمل كهذا أذا ما سنحت له الفرصة".
" لكن لا نية لي في التواري مع أي كان- فهناك قاسم مشترك بيني وبين باتسي غوردن وهو أنني لا أحب الأستغناء عن مصادر رفاهيتي وأستبدالها برحلات سير على الأقدام".
" لم لا تعودين الى البيت أذن؟ جميع أساليب رفاهيتك موجودة فيه بالأضافة الى تلهف العم نيكولاس لعودتك".
" كلا- لم يحن الوقت بعد لعودتي الى العش وقد لا أعود أبدا".
تنهد بارني وقبّل جبينها وكأنه في غيبوبة ثم قال:
" أرجو أن تتوصلي الى قرار بسرعة وألا فلا يبقى لدينا أماكن نزورها"
نهاية الفصل السادس
|