كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أخبرها الخياط أنها تبدو رائعة الجمال في ثوب الزفاف وكانت تعلم أنه على حق
وجهها المتناسق الخطوط وعيناها الواسعتان ولونهما الأزرق الصافي تحت الرموش الطويلة والمكثفة كانت تلفت الأنظار أينما وجدت , وغالبا ما كانت ترخي شعرها الذهبي الأحمر الطويل وترفعه أحيانا في تسريحة متكلفة كتسريحتها اليوم التي تعطيها أكثر من عمرها , كان العديد من الرجال يعبرون لها عن أعجابهم بجمالها وذلك أما شفهيا أو عن طريق الأيماءة بالنظرات , أما بارني فهو الرجل الوحيد الذي يعتبر جمالها مجانيا ,وهي الآن مصممة أن تثبت له العكس.
نظرت مجددا من النافذة فتراءت لها محطة صغيرة وكأنها أستراحة لا غير وسط ريف ساري المشمس فنهضت بسرعة ولا شعوريا , لم تكن تدري وجهة سفرها حين وصلت الى المحطة بل كانت متلهفة للأبتعاد عن ليتل ديتوك وعن بارني وأستعدادات حفل الزفاف , فأبتاعت بطاقة لا تحدد نقطة الوصول.
ترجلت من القطار ووضعت حقيبتها على الرصيف وأستقبلتها نظرة أستياء رماها بها رجل يلوح براية , نظرت حولها تتساءل عما ينبغي أن تفعل , لم تكن معتادة أن تعتمد على نفسها وأدركت أنه أصعب مما تصورت.
منتديات ليلاس
نادرا ما كانت تسافر بمفردها ومتى فعلت كانت تكتفي بتحديد وجهة سفرها مسبقا فيتم تحضير جميع الوسائل لرفاهيتها.
وكانت مهمتها تقتصر عادة على طلب سيارة تاكسي وأعطاء السائق عنوان المكان الذي تقصده لكن الأمر مختلف تماما هذه المرة فهي بمفردها وتجهل تماما المكان الذي ستنزل فيه.
وقفت لبرهة تتأمل القطار الذي توارى متابعا رحلته وقد ساورها للمرة الأولى منذ مغادرتها المنزل أنها لربما تهورت في أتخاذ قرارها بالفرار , لكن الندم لا يجدي نفعا فتوجهت نحو المخرج مستسلمة لقدرها , ألتقت بالعديد من الناس وتساءلت أذا كان بأمكان أحدهم أن يرشدها الى مكان تنزل فيه ولو ليلة واحدة
فنظرت الى موظف البطاقات وأبتسمت له في محاولة لكسب مودته وقالت :
" ترى , هل تستطيع مساعدتي؟".
أشرق وجهه وفاض ثقة ثم أجابها قائلا:
" ربما أستطعت يا آنستي , ماذا تريدين ؟".
" هل من فندق قريب؟".
مد يده يحك مؤخرة رأسه حائرا ثم قال:
" لست أدري أن كان عندنا فندق بكل معنى الكلمة , أنما هناك نزل صغير يدعى الميرميد عند آخر الشارع وهو يستقبل بعض النزلاء من وقت لآخر".
لم تكن سامنتا متأكدة من أستقبال النزل لها , لكنها أستفسرت عن موقعه ثم شكرت الموظف مبتسمة وتوجهت نحو نزل المرميد , لم تجد أية صعوبة في العثورعليه وفوجئت مفاجأة سارة حين تبين لها أن مبنى النزل قديم جدا وجميل وتكهنت أنه يستقبل المسافرين منذ أكثر من ثلاثمئة سنة وأن كان عددهم أنخفض من قبل .
حولها رجل متوسط العمر وودود الى زوجته حين سألته عن غرفة , فأستقبلتها الزوجة بلياقة لم تخل من بعض الحذر , وفسرت لها أنها غير معتادة على أستقبال الفتيات الآتيات بمفردهن وبهذه الفجائية , وتحجز الغرف عادة مسبقا وقد حالفها الحظ اليوم أذ ألغي حجز أحداها في الصباح.
منتديات ليلاس
فقبلت سامنتا النقد غير المباشر الذي وجهته اليها المرأة وحمدت المصادفات التي جعلتها ترفع شعرها عن عنقها وألا لكان ظن الناس أنها مراهقة فارة من البيت العائلي , لم تحاول تفسير ظروف مجيئها , وقررت لعب دور المتمردة على أكمل وجه وعدم تبرير تصرفاتها لأي كان.
|