كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
6_ آخران على الطريق
أمضت سامنتا ليلة هادئة وقد أدهشها هذا الأمر كونها تجادلت مع بارني من جديد أثناء تناولهما العشاء وخرجت لنزهة بمفردها بعد العشاء , فقدت السيطرة على أعصابها وداعبها بارني كعادته وكأنها طفلة مما زاد غضبها.
صعدت الى الفراش باكرا وتوقعت أن تعجز عن النوم طيلة الليلة لكنها ما لبثت أن غرقت في نوم عميق تخللته بعض الأحلام الغريبة رأت فيها بيل سميث وبيتر روبرتس يلحقان بها عبر ممرات طويلة ,وكلما فتحت بابا للتخلص منهما وجدت بارني واقفا خلفه ينتظرها , وأفاقت من حالة الأستياء لحتمية تواجد بارني أينما ذهبت.
وكما أعلن بارني , غادرا الفندق في الصباح بعد تناولها الأفطار لكنها فوجئت به يستشيرها حول وجهة سفرهما فقالت له أثناء توجههما نحو الطريق العام:
" يدهشني أن تكلف نفسك عناء أستشارتي!".
منتديات ليلاس
" لماذا؟ فالرحلة رحلتك وأنت تقررين وجهة سفرنا".
" بأستثناء بقائنا هنا , فهذا غير مقبول طبعا".
" طبعا , لكن مغادرتنا هذا المكان نابعة عن قرار حكيم , فلو بقينا هنا لكنت ذهبت الى منزل صديقنا الملتحي من جديد , وقد لا أصل هذه المرة في الوقت المناسب للحؤول دون قيامه بعمل غير لائق".
" لم يقم بعمل غير لائق".
ضحك لبرهة ثم قال :
" وكيف لا , كنت تقاومينه بكل قواك حين وصلت برغم أصرارك أن ما حصل هو مجرد عناق".
كان من الصعب عليها أنكار ما قاله لكنها لم تشأ الأعتراف بحقيقة شعورها في تلك اللحظة وخاصة بذاك الأرتياح العظيم الذي غمرها لوصوله في اللحظة الحرجة فقالت:
" كانت ردة فعل لا شعورية ".
" هل أنت متأكدة من ذلك ؟ لقد لاحظت أنك لم تقاوميني بهذه الضراوة حين عانقتك أنا".
" طبعا قاومتك".
" لا , لا ,حاولت جهدك أن تتفادي المعانقة لكنك تجاوبت كليا معها وكأنك أستمتعت بها حين حصلت".
" أنا!".
رمته بنظرة ساخطة بطرف عينيها , لكنه راح يضحك بصوت ناعم وكأنه يدرك تماما شعورها فقررت الأحجام عن الخوض في الموضوع خاصة أنها عاجزة عن تحديد حقيقة شعورها نحوه.
أدركت أنها باتت تجهل كل شيء عن مطاف الرحلة المستقبلي وتمنت لو أستطاعت ايجاد مخرج مشرف يخولها العودة الى المنزل بلا هزيمة , لو قبل بارني أن يتركها وشأنها لكانت توصلت الى قرار نهائي مهما كانت طبيعته لكنها باتت تدرك أكثر فأكثر مدى أعتمادها عليه وفي المواقف الحرجة خاصة وهي تجهل أن كانت تستطيع مواجهة أحداث السفر من دونه وسمعته يسألها فجأة :
" أين تريدين أن نذهب؟".
" لا أدري – الى أي مكان , لا فارق عندي".
" الى البيت؟ هل قررت الأستسلام أخيرا يا سامنتا؟".
هزت برأسها بثبات وقالت:
" كلا تابع القيادة وسوف نجد مكانا في طريقنا".
" عظيم!".
خيّل لسامنتا أنها لمست خيبة أمل طفيفة في نبرته.
سارت السيارة على طرقات ضيقة سيئة التعبيد مليئة بالحفر لكن الطبيعة الخلابة والشمس الدافئة غمرتا سامنتا أرتياحا فأسترخت في مقعدها وأغمضت عينيها وأسترسلت في أفكارها.
" بماذا تفكرين؟".
هزت برأسها وقالت:
"لن أخبرك, لا أود أشراك أحد في أفكاري".
" حسنا يا سيدة الأسرار , لكنك بديت لي وكأنك تخططين لشيء ما".
" أنت مخطىء , أهتم أنت بالقيادة ودعني أستمتع بالرحلة".
لفت أنتباهها شخص يسير على الطريق أمامها فرفعت رأسها وقالت:
" هناك شخص ينتظر سيارة تقله".
منتديات ليلاس
" هناك بالفعل شخصان , لكنني ظننتك نائمة ".
" لا أبدا , كنت أستمتع بالمناظر الطبيعية".
" كسيدة متفرغة".
" ولم لا؟".
باتت تستطيع التمييز بين الشكلين فأدركت أن هناك شخصا أطول من الثاني وكان الأثنان يجران أقدامهما تعبا فألتفت بارني نحو سامنتا وسألها :
" ما رأيك؟ هل نأخذ ركابا؟".
لم يكن من عاداته أقتراح شيء كهذا لكنها ما لبثت أن لاحظت شعرا أشقر طويلا يتدلى على كتفي الشخص الصغير القامة فرفعت كتفيها أذ شعرت أنها لن تنزعج من رفقة غرباء في هذه اللحظة خاصة أن الأرهاق باد بوضوح عليهما فقالت لبارني بتهكم:
" ولم لا , أظن أنهما بحاجة لمن يقلهما , وأتوقع أن تكون المرأة شاكرة لك في أي حال".
|