كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" وهل تأتين؟".
نظرت اليه سامنتا وقد ساورها الشك برغم أغراء فكرة مرافقته وقالت له مبتسمة بحزن:
" لست أكيدة من صواب فكرة ذهابي معك فمعرفتي بك تعود الى يومين فقط يا بيل , وقد يكوّن الناس , وعائلتك بصورة خاصة أنطباعا خاطئا عني".
أمسك يدها بأسلوب صريح هذه المرة وألتفت أنامله حول راحتها وأعترف لها:
" هذه هي المرة الأولى التي أدعو فيها فتاة لمرافقتي الى المنزل يا سامنتا , أنت شخص فريد بالنسبة اليّ".
وأبتسمت ثم قالت:
" وأنت لطيف جدا".
منتديات ليلاس
لم تنتبه الى تقطيب حاجبيه أمتعاضا للصفة التي نعتته بها .
أخبرها بيل سميث فبي الصباح التالي أنه مضطر للذهاب الى لندن ل
حث في بعض القضايا المتعلقة بعمله والبقاء فيها النهار بكامله ولكن وعدها بالتفرغ لها نهار الغد بكامله وأقترح قائلا:
" بأمكاننا التنزه غدا في التلال مرة أخرى , ما رأيك؟".
" عظيم".
كانت الشكوك بدأت تساور ذهن سامنتا حول صواب قرارها بمرافقة بيل الى أسكتلندا لكنها كانت قد حصلت على عنوان منزله وأخبرت عمها نيكولاس أنها سوف تقصده قريبا.
شعرت أن أبتعادها عن بارني يتيح لها بلورة الأمور في ذهنها وأتخاذ القرار النهائي حول قضية زواجهما , وهي ترفض حاليا فكرة الزواج رفضا قاطعا , وقد أخبرت العم نيكولاس بذلك لكنها كانت تشعر بحنين غريب الى المنزل والعيش بالقرب من بارني وتجد صعوبة في تجاهل هذا الأحساس بخفة روح.
أعترفت في قرارة ذاتها أنها أشتاقت لبيل أثناء تغيبه وراحت تتنزه بمفردها على الشاطىء جاذبة أنظار الشباب كالعادة بفستانها الأزرق الفاتح اللون الذي كان يبرز بشرة ذراعيها وظهرها السمراء الناعمة وبشعرها الذهبي الأحمر المتدلي على كتفيها.
رأت مجموعة من الشباب تتجه نحوها وسمعت دوي صفارات الأعجاب التي أطلقوها نحوها , لكنها لم تجد سبيلا لتفاديهم وشعرت بالحرج الشديد حين أقتربوا منها وأمطروها بملاحظاتهم البذيئة .
شعرت فجأة بذراع تلتف حول خصرها ورأت تعابير وجوه الشباب الظافرة تتحول فجأة الى مرارة ساخرة , وتنفست الصعداء لأدراكها لا شعوريا أن بارني هو الذي أنقذها من هذا الموقف وسمعته يسألها:
" ترى ما حدث لصديقك هذا الصباح؟".
" تني بيل؟ لقد ذهب الى العاصمة لأنجاز بعض الأعمال ".
" وهل أسمه الحقيقي بيل سميث؟".
ثم ضحك لكن سامنتا عبست في وجهه وقالت:
ط أجل , ولا أدري ما هو مضحك في أسمه , فهو أسم كغيره".
" سمعت أنه أسكتلندي".
" يبدو لي أنك أتصلت بالعم نيكولاس".
" نعم , فقد كلمني هذا الصباح".
سارا سويا لبضعة أمتار وراحت تتساءل عما أذا كان لدى بارني أعتراض على ذهابها الى أسكتلندا مع بيل فمن المؤكد أن العم نيكولاس أخبره عن مشروعها , ولم يخطر في بالها أزاحة يده عن خصرها ,وقال لها فجأة :
" أود التحدث اليك".
ودفعها الى مبنى صغير يحتمي فيه الناس من المطر عادة وقال لها:
" أجلسي".
لم يترك لها المجال للعصيان فجلست في زاوية من المبنى ويداها متشابكتان على حضنها تتفادى النظر اليه وكأنها خائفة منه.
تراءى لها وجهه الداكن ولمست فيه مسحة من القساوة نادرا ما رأتها وأمسك بيدها وأرغمها على النظر اليه قبل أن يتكلم قائلا:
" هل أنت جادة في قرارك بمرافقة هذا الرجل الى أسكتلندا؟".
عضت سامنتا على شفتها لقساوة سؤاله وقالت:
" نعم , نعم أنا جادة".
" هل جننت؟ أنت تجهلين كل شيء عن هذا......".
" أن كنت ستطلق عليه أسماء على هواك , فلن أتكلم".
وقطبت سامنتا حاجبيها محاولة أخافته لكنه ضحك وقال:
" لا تحاولي أخافتي بعبوسك في وجهي , تشبهين قطة صغيرة لا تخيف أبدا".
" أتركني وشأني".
وسحبت يديها من قبضته.
" أن كنت عازمة على السفر الى مجاهل البلاد برفقة غريب أظن أن هذا من شأني أيضا , فلدي بعض الأفضلية عليك".
" لم يعد لك أي أفضلية عليّ".
" آه فهمت".
منتديات ليلاس
حدق فيها بثبات لبعض الوقت وقد فاضت عيناه الداكنتان جدية ثم قال:
" حسنا , لكنك لن تفلتي مني بهذه السهولة يا عزيزتي , فليس من عادتي التنازل عن أي شيء بهذه السهولة".
" أي شيء؟ أنت تنعتني بالشيء وكأنني جزء من مؤسسة داوليش وفوستر".
" نعم ".
" أنا لست شيئا يتداوله الناس كأسهم الشركة أريد أتخاذ القرار بذاتي يا بارني وأرفض الأنجراف بمخططات عمي ووالدتك التي تدعو الى زواجنا من أجل تأمين مستقبل الشركة".
نظر اليها بأستهجان وكأنما لم تخطر بباله هذه الفكرة أبدا وسألها:
" وهل هذا هو المنظار الذي تقوّمين من خلاله الأمور".
" نعم , طبعا , فالكل يتوقع منا أن نتزوج مذ بلغت سن الرشد ولقد سئمت هذه الحال".
" يبدو لي أنني أعتبرت أيضا حجرا من أحجار اللعبة , في هذه الحال ينطبق عليّ ما ينطبق عليك".
" أذن ينبغي أن تشكرني لأتاحتي لك الفرصة للأفلات من هذه اللعبة".
ومد يده نحو يديها وأمسك من غير أن تمنعه من ذلك وشعرت بحاجة ماسة الى البكاء في هذه اللحظة وسمعته يقول لها بصوت هادىء:
" أظن أنني لست راغبا في الأفلات منها".
منتديات ليلاس
صمتت سامنتا للحظة فيما تسارعت خفقات قلبها كالمجنونة وتمنت لو رافقت بيل الى لندن في الصباح وتفادت بذلك هذا اللقاء والشكوك التي ولّدها ,لكنها سمعت نفسها تقول ببطء:
" أنني ذاهبة الى أسكتلندا برفقة بيل يا بارني أنا بحاجة الى التفكير في العديد من الأمور".
" وهو لن يتوانى عن أستغلال الفرصة اتي سنحت له ,. آه! يا سامنتا لا تتصرفي بهذا المقدار من الحماقة ".
" كف عن التصرف وكأنك مالك أمري , سأرافق بيل وهذا قرار نهائي".
نهضت عن كرسيها فيما مكث بارني ينظر اليها بعينين قاسيتين فاضتا عزما وقال لها:
" ليس نهائيا يا عزيزتي , لم أنته منك بعد".
نهاية الفصل الثاني
|