كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت تجهل السبب لكنها أكتفت بالأفتراض أنها مستاءة منه للحاقه بها , وأعترفت له:
" لست غاضبة فعلا منك".
" لكنك لا تريدين رؤيتي , هل يمكنك أن تقولي لي السبب؟".
حاولت أيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عما يخالجها لكن بدون جدوى أذ كانت تجهل حقيقة شعورها
فكيف لها أن توضحها له؟ فقالت:
" رغبت في الرحيل , هذا كل ما في الأمر , ولست مضطرة أن أوضح لك كل خطوة أقوم بها , أليس كذلك؟".
" بلى!".
" كلا! أعذرني الآن فأنني مرهقة".
لكن بارني ألح عليها محاولا الأبتسام:
" وما سبب أرهاقك؟ فلم تقطعي سوى بعض الأميال في القطار وليس في عربة خيل".
فقطبت حاجبيها متسائلة للمرة الأولى عن الطريقة التي أستعملها للعثور عليها فسألته:
" وكيف علمت بمكاني؟".
فأبتسم من جديد وقال:
" آه ليس من الصعب اللحاق بك يا عزيزتي , فالناس تلاحقك وخاصة الرجال منهم".
وأدارت سامنتا وجهها رافضة مواصلة النقاش فقالت:
" حسنا , أرجو أن تتوقف عن ملاحقتي".
" متى تنتهي رحلتك؟".
" هذا الأمر لا يعنيك".
" يعنيني , أن كنت مصممة على التغيّب يوم الزفاف".
" أريد.... أريد البقاء وحدي".
" هل أنت مضطربة بسبب أقتراب موعد الزفاف؟".
أحمر خداها من دون أن تفهم سبب ذلك فنهضت من كرسيها وقالت بثبات:
" كلا , أنما أريد التحقق من أمر قبل فوات الأوان".
سرت بالأسلوب المسرحي الذي خرجت به من القاعة رغم يقينها أن بارني سيهزأ منها , وقررت ألا تمكث هنا مدة أطول بعد أن علم بمكانها وفتشت عن صاحبة النزل لتوضح موقفها , وهذه بالطبع لن تسر بهذا التبديل , لكنها كانت عازمة على الرحيل أذ لا جدوى من البقاء بوجود بارني.
دفعت بعض المال تعويضا عن الأزعاج الذي سببته للمرأة وغادرت النزل الى المحطة.
أوضحت لموظف البطاقات أنها تلقت مكالمة غير متوقعة تطالبها بالعودة وراحت تتساءل عن سبب أبتسامته المتواطئة فتذكرت ما قاله بارني عن سهولة تقفي آثارها , ورجحت أن يكون يكون الموظف ساعد بارني على أيجادها وأرشده الى نزل المرميد وهو الآن مسرور لمعاودتها الهرب.
ركبت أول قطار وصل المحطة من دون أن تكترث لوجهة سيره لكثرة قلقها , وأسترخت في مقعدها بعد أن أقلع القطار وأيقنت أنها سوف تقضي نصف الليل في القطار عوضا عن سريرها المريح في نزل المرميد , وكل ذلك بسبب بارني.
كاد النهار الصيفي الطويل يشرف على نهايته حين توقف القطار في مدينة برايتون ,وتنهدت بعمق حين حملت حقيبتها مجددا وترجلت من القطار , كانت تود لو أستطاعت متابعة السفر الى مكان أبعد غير أن القطار لن يكمل رحلته وعزت نفسها بأن برايتون مدينة سياحية كبيرة مما يصعب على بارني العثور عليها فيها , هذا أن كان لا يزال مصمما على اللحاق بها , فقد يقنعه فرارها من النزل بجدية أقوالها.
أدركت سامنتا أنه من الصعب جدا العثور على غرفة خالية في منتجع سياحي في فصل الصيف , وفي مثل هذه الساعة أرشدها شرطي أخيرا الى فندق صغير فركبت سيارة أجرة وقصدت الفندق الذي كان بعيدا عن شاطىء البحر وخارج المدينة نفسها.
أستطاعت الحصول على غرفة بسهولة , وكانت صاحبة الفندق أمرأة ودودة تعاطفت معها حين أخبرتها أنها وجدت غرفتها المحجوزة في فندق آخر غير خالية ثم أخطأت في أختيار القطار المناسب مما تسبب في وصولها بهذه الساعة المتأخرة , أرشدتها صاحبة الفندق الى غرفة صغيرة ولكن مريحة تطل على حديقة خلف المنزل.
وقالت لها المرأة :
" تناسبك الغرفة تماما يا عزيزتي".
منتديات ليلاس
وأبتسمت سامنتا شاكرة ثم جلست على حافة السرير وقد غمرتها الراحة.
بعد دقائق قليلة كانت مستسلمة لنوم عميق لم تفق منه ألا لبرهة وجيزة على صوت خطى في الباحة تحتها لكنها عادت الى النوم مطمئنة الباب , بارني لن يستطيع العثور عليها هذه المرة مهما حاول.
أستيقظت في الصباح التالي وقد غمرت الشمس غرفتها وتثاءبت بكسل ورمقت ساعة يدها : الساعة تجاوزت الثامنة , وتذكرت أن الأفطار يقدم بين الثامنة والنصف والتاسعة والنصف وكانت تشعر بجوع شديد أزدادت حدته أثناء توجهها الى الحمام , أذ داعبت أنفها روائح البيض المقلي الشهي وقد فاحت من مطابخ الفندق.
قررت المكوث في برايتون ليوم أو يومين وربما لمدة أطول ان راقت لها المدينة لكنها عزمت الرأي على مكالمة عمها وطمأنته فمن الظلم أقلاقه بهذه الطريقة , وقد تستغل الفرصة لتطلب منه أن يردع بارني عن ملاحقتها وألا هددته بالتواري نهائيا.
أستحمت وأرتدت ثيابها ثم هبطت السلم متلهفة لتناول الأفطار فدخلت قاعة الطعام المزدوجة وأستقبلتها صاحبة الفندق بأبتسامة عريضة وقالت لها بحماس:
" المكان ضيق بعض الشيء لكنني أضفت لك طاولة صغيرة أرجو أن تناسبك".
أبتسمت سامنتا أبتسامة لم تخل من الأعتذار وقالت لها:
" غاب عن ذهني مدى أنشغالكم في مثل هذا الوقت من السنة وأنا آسف لهبوطي المفاجىء عليكم ليلة الأمس".
" آه لا تدعي هذا الأمر يقلقك من السهل عليّ التكيف مع الوضع ولا أحب رفض أي شخص في مثل هذا الوقت من السنة , فمن المؤسف أن تفسد عطلة أحدهم بسبب ألتباس في الحجز ".
" أشكرك على لطفك ".
|