كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أدركت سامنتا أنه غير راغب في مساعدتها وغار قلبها:
" أنني .... قالت لي السيدة كولنز أن أدوارد وباتسي غادرا الفندق في الصباح الباكر".
" هذا صحيح".
" هل قررا العودة الى المنزل سيرا على الأقدام؟".
" نعم".
أنكمشت يداها لا شعوريا وقد بدأت تنزعج لبرودته:
" لا أظن أن باتسي سرّت بهذا المشروع".
لم تكن مسرورة لكنها تفضله على خسارة أدوارد".
أنتبهت الى المعنى المبيت في تلميحه فنظرت اليه بسرعة وجوبهت ببرودة عينيه القاسية:
"بارني........هل تعرف سبب رحيلي؟".
" لقد رحلت , وهذا يكفي!".
" لكنك يجب أن تعرف السبب".
" يجب؟ أعرف أنك جعلت أدوارد وارن يساعدك على الهرب من دون علمي وأعرف كذلك أن باتسي غوردن فاجأتك في غرفته في الواحدة صباحا , أظن أن هذا سبب رحيلك".
حدقت به سامنتا مذعورة وغاضبة في الوقت ذاته.
" هي أخبرتك ذلك؟".
أكتفى برميها بنظرة خاطفة وكأنه يتحداها أن تكذب الخبر .
" وصدقت كلامها , طبعا تصدق كلامها فأنت تحكم علي من خلال أفعالك أنت".
أدركت أن كلامها حرك فيه أخيرا وترا حساسا وسألها:
" ماذا تقصدين ؟.
" تلألأت الدموع في عينيها وأنقبضت يداها بقوة ثم قالت:
" لقد رأيتها".
منتديات ليلاس
سكت لبرهة ثم مد يده وكاد أن يلامس خدها لكنه سحبها في آخر لحظة وقال:
" لقد رأيتها؟ وهي تغادر المبنى حيث غرفتي؟".
أومأت أيجابا وعجزت عن التكلم لتألمها من تلك الذكرى وسمعته يقول لها:
" هل هذا سبب رحيلك؟".
وأومأت من جديد ودموعها على وشك الأنهمار ثم قالت:
" وفي الصباح التالي كنت قد حققت رغبتها في أعادة ترتيب طاولة الأفطار فما عدت أستطيع الأحتمال".
" لكنني لم أقم أنا بالترتيبات بل أدوارد , هو الذي طلب أن يعاد ترتيب الطاولتين , وليس أنا".
" لم أعلم بهذا الشيء".
شعرت سامنتا أن المسألة فقدت من أهميتها الآن ولم تكتسب أهمية وقتها ألا لكونها واحدة ضمن سلسلة من الكوارث حلت بها تباعا.
" كانت تعرف أنني شاهدتها عائدة من المبنى حيث غرفتك وكانت تعرف أيضا أنني لن أخبر أدوارد كي لا أؤذيه فأستغلت الفرصة لأذلالي ولم أعد أستطيع التحمل".
" هل شعرت بالغيرة؟".
نظرت اليه لأستنكار ما قاله لكنها سارعت الى أخفاض عينيها مجددا معترفة بصحة أفتراضه فأنتبهت الى أنه عاد الى أبتسامته المألوفة وسمعته يسألها بصوت ناعم:
" هل كنت في غرفته؟".
أومأت أيجابا :
" لماذا؟ أو يجدر بي ألا أسألك عن السبب؟".
" طبعا يمكنك أن تسألني – ظننت أنني دخلت غرفتها وكنت عازمة على ..... على التكلم معها ولم أر سوى شعاع نور تحت باب الغرفة رقم ثلاثة فدخلت ".
" ووجدت نفسك في غرفة أدوارد".
أدركت أنه بدأ يضحك فرمته بنظرة غاضبة وقالت:
" لا أرى ما يدعو الى الضحك يا بارني , كدت أن أموت لشدة أرتباكي ثم وصلت باتسي وأزدادت الأمور سوءا".
" أعرف شعورك ".
" تعرف- وكيف يمكنك أن تعرف ؟ أنا رأيت باتسي غوردن عائدة من مبناك تتسلل وكأنها لص , وقد أعترفت أنها كانت هناك , وكانت فخورة بذلك".
" فاجأتك داخل غرفة أدوارد لكن لم يكن في نيتك أن تكوني فيها أليس كذلك؟".
" طبعا لا".
" ولماذا لا تمنحيني شهادة براءة الذمة نفسها".
" آه بارني , أود ذلك , لا أريد تصديق أنك كنت معها , عجزت عن النوم في تلك الليلة لشدة تعاستي".
مد يده ولمس خدّها بلطف فأدارت وجهها ولامست أنامله القوية وسمعته يقول:
" أتت تطرق بابي وحين أدركت أنها هي طردتها , ظننت للحظة أن الطارق أنت".
نظرت اليه سامنتا وشعرت برعشة تعتريها وقالت:
" هل كنت طردتني لو طرقت أنا بابك؟".
" طبعا- ألا تدرين أنني أنسان طاهر وشريف؟".
" آه بارني".
أقترب منها وضمها بين ذراعيه ولامست شفتاه جبينها وعينيها بلطف لكنها همست:
" قد يرانا أحد".
" أن رأتنا صاحبتك السيدة كولنز فهنيئا لها".
ثم ضحك حين نظرت اليه متسائلة:
" ماذا تعني؟".
" أعني أنها أخذت مشروع سعادتك على عاتقها لا شك في أنك أخبرتها عن مغامراتنا بالتفصيل وقد علمت أن العم نيكولاس يوافيني بأخبارك وبمكان وجودك".
" أجل , لقد أخبرتها , كنت بحاجة للتحدث الى شخص ما وكانت لطيفة جدا معي ومتفهمة وهي تعرفنا أيضا , لقد تذكرتني رغم أنها لم ترني منذ زمن بعيد".
" أعرف ذلك فهي خابرت العم نيكولاس وأخبرته أنك هنا علما منها أنه سوف يطلعني بالخبر وقد سر للحصول على بعض المعلومات عنك , ومنذ لحظات قليلة أتت الي بعد أن تأكدت أنك تتنزهين خارجا وحدثتني عن الماضي وأشارت بدهاء متناه الى أنك تمشين بين الأشجار في هذا المكان".
" آه , وكنت عازما ألا تكلمني أليس كذلك؟".
ضحك ثم قال:
" أجل , قررت أنه حان الوقت كي أعاملك بالمثل وأن أهرب منك , هل أحببت ذلك؟".
رمته سامنتا بنظرة معاتبة ثم قالت:
" كلا , لم أحب ذلك أبدا".
" تعرفين الآن بماذا شعرت طيلة هذه الرحلة".
" أنني – أنني آسفة".
ضحك بارني ثم قبّل طرف أنفها وقال:
" أعرف أنك آسفة".
كانت تشعر بسعادة متناهية وهو يضمها الى صدره ونظرت اليه تسأله:
" بارني أما زلت تريد الزواج مني؟".
" ألا أذا كنت تفضلين العيش في الخطيئة!".
" كلا أريد أن نتزوج".
" حسنا , لا يزال أمامنا متسع من الوقت قبل الثاني عشر من الشهر ,كنت متأكدا أننا سنتفق عاجلا أو آجلا وكان بأمكانك أن تبقي في المنزل".
وأبتسمت ثم هزت رأسها وقالت:
" لو لازمت المنزل لما كنت تعرفت على بيل وبيتر وأدوارد وما كنت أدركت أنني أفضلك عليهم جميعا , أضافة الى أنني سررت لتجميعي بعض المعجبين أيضا".
منتديات ليلاس
" لقد جعلتني أمر بلحظات قاسية جدا أثناء تكوينك لمجموعتك هذه وسوف أضطر الى مراقبتك عن كثب في المستقبل لتدارك تكرار حالتك".
" لن تعاودني هذه الحالة أبدا يا حبيبي".
" أرجو ألا تعاودك , لكنني سأحاول جهدي ألا أدفعك في المستقبل الى التصرف بهذا الشكل".
" يمكنك مثلا أن تكف عن معاملتي وكأنني عبدة بين يديك".
وضمها الى صدره بلهفة ثم همس في أذنها:
" لن أعاملك هكذا أبدا يا حبيبتي , أبدا".
|