كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نظرت الى سامنتا بعينين فاضتا لطفا وتفهما ثم سألتها:
" هل أنت الآن في الوضع ذاته يا عزيزتي؟ هاربة؟".
" نعم , لكن حالتي كانت أسوأ من حالتك ..... هل كنت سعيدة في حياتك يا سيدة كولنز رغم أنك كنت تعرفينه لفترة طويلة قبل الزواج , هل كنت حقا سعيدة معه؟".
" كنت سعيدة جدا جدا يا سامنتا لأننا كنا نعرف بعضنا معرفة وثيقة حين تزوجنا وهذا نادر حصوله في حالات الزواج الأخرى , لم يكن هناك نواح مخبأة في طبعينا , لا نزوات ولا فضائل سرية تضطرنا الى مجابهتها لاحقا ,كنا قد تخطينا كل هذه العقبات قبل الزواج وقد ساعدنا هذا كثيرا".
" أصدقك , لكن بارني مختلف , فهو.......فهو يحب النساء , لا أعني بذلك أنه يقيم علاقات جنسية معهن كيفما أتفق لا , لا تظني هذا أرجوك لكن........".
ضحكت رفيقتها بصوت ناعم وهزت رأسها قائلة:
" أذكر أنه رجل وسيم للغاية وأتوقع أن يجذب عددا وافرا من النساء كحالك أنت مع الرجال يا عزيزتي , ولا سبب للخجل من هذا الأمر لكنني أعرف أنه يصعب على المرء تقبله حين يكون شابا ومغروما".
" ليتني أعرف ما العمل".
" هل يساعدك أن تخبريني عنه".
" ربما".
تعجبت سامنتا للسهولة التي لاقتها في البوح للسيدة اللطيفة بكل ما مرت به أثناء رحلتها الحالية من دون أن تشعر بالمرارة كما من قبل , حين أنتهت من قصتها ألتزمت أستر كولنز بالصمت ثم تنهدت وهزت رأسها قائلة:
" يا لعناء الرحلة التي فرضتها على هذا الشاب المسكين".
ثم أبتسمت مطمئنة وأضافت:
" لكنه سيعثر عليك – لا تقلقي سيجد سبيلا لعثور عليك أن كان يحبك فعلا".
" لكنني لست متأكدة من أنه يحبني , ليتني أعرف".
أرتاحت كثيرا لحديثها مع السيدة كولنز اللطيفة وأدركت ولأول مرة كم أفتقدت لمسة أنسانية في سني نموها وبدت لها هذه السيدة اللطيفة وكأنها مستعدة للأهتمام بها رغم كونها لم تلتق بها ألا مرة واحدة منذ سنوات عديدة.
تحدثتا كثيرا عن زيارات السيدة كولنز السابقة لقرية بونس برفقة زوجها وعن وجبات الطعام الشهية التي تقدم لهما وأدركت سامنتا أنها أرتاحت كثيرا لهذا النهارالذي قضته وفقا لتطلعاتها , ولم يزعجها سوى أنها وجدت نفسها في حال أنتظار مستمرة لوصول بارني وحين لم تره على العشاء أيقنت أنه ربما لن يأتي أبدا.
نظرت اليها السيدة كولنز أثناء تحريكها في قهوتها وسألتها:
" هل من أثر لصاحبك الشاب".
هزت سامنتا رأسها وقالت:
" لا تتصوري أن أتوقع قدومه , فهو وعدني أنه سيحطم هنقي أن هربت منه مرة أخرى لكنني أعتقد أنه فهم قصدي أخيرا".
" قصدك؟".
" نعم , أي أنني أريد الأنفراد بحالي ولا أريد رؤيته".
" آه , فهمت , لقد كلفت نفسك عناء شاقا لأفهامه هذا الشيء".
" حاولت المستطاع , آمل أن يعود الى البيت ويتركني وشأني".
" وماذا ستفعلين أنت عندئذ؟".
فوجئت سامنتا بسؤالها وقالت:
" أنا؟".
" نعم , أنت , هل ستعودين الى البيت أيضا؟".
كانت تشعر برغبة جامحة في العودة الى البيت لكنها أدركت أنه لن يسهل عليها ذلك خاصة أذا كان بارني قد سبقها اليه مؤكدا بذلك أنتهاء العلاقة بينهما وسوف تلاقي صعوبة جمة في مواجهة الجميع , عمها نيكولاس وعمها روبرت وحتى بارني ولن تعود الأمور الى سابق عهدها أبدا , وقالت فيما أحست بثقل كبير يضغط على صدرها :
" أعتقد أنني سأعود , نعم , طبعا سأعود".
منتديات ليلاس
جلست في البهو تنظر الى التلفاز من دون أن ترى أي شيء وقررت الصعود الى الفراش حين أنتبهت الى وصول بعض المسافرين فوقفت في الباب تراقبهم جامدة كالحجر وأذ ببارني يجري أمامها , نظر اليها وقد سطعت عيناه كالجمر في دكنة الممر لكنه لم يبتسم وقال:
" مرحبا يا سامنتا".
أنتابها ذعر شديد حين رأت برودة أستقباله ولم تستطع التفوه ألا بكلمة :
" مرحبا".
ظهرت باتسي غوردن خلفه وقد بدا عليها التعب الشديد فيما كان أدوارد وارن مقطب الحاجبين لكنه أستطاع أن يبتسم لها حين خاطبها قائلا:
" مرحبا يا سامنتا".
تجاهلت الفتاة الشقراء وحيّت أدوارد ثم أعتذرت قائلة:
" عفوا أنني أسد المدخل".
خيم سكوت ثقيل على الجو بينهم للحظة ثم تقدمت باتسي غوردن وتوجهت الى البهو من دون أن تبتسم وأعتذر أدوار ثم لحق بها تاركا سامنتا وبارني وجها لوجه في نور الممر الخافت وسمعته يقول لها:
" أعذريني أنا أيضا".
وتوجه بدوره الى البهو تاركا سامنتا مدهوشة لا تستطيع الحراك.
" بارني".
ألتفتت ونظر اليها متسائلا من دون أن يظهر أي أثر لأبتسامة على ثغره وفي عينيه حتى أنها شعرت وكأنها في حضور رجل غريب وقالت له بسرعة:
" أنا سعيدة بمجيئك".
|