كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أستقبلهما بارني بحفاوة لدى وصولهما الى الفندق وعبر عن دهشة لأنتعاش سامنتا , أما باتسي فقد بدت مستاءة بعض الشيء وكأن الأمور لم تجر وفقا لتمنياتها , سرت سامنتا لكون بارني خيب آمال باتسي وأبتسمت حين فكرت مجددا بمحاولة أدوارد لمعانقتها وكأنه من أن يتصرف أدوارد بأقدام وجرأة أكثر من بارني في هذه الظروف.
شعرت بتعب شديد من جراء السير فصعدت الى غرفتها ترتاح ساعة قبل العشاء , تمددت على السرير المريح وراحت تنعم بجو غرفتها المنعش وبمنظر التلال البعيدة والسماء الزرقاء فوق قممها.
منتديات ليلاس
لفت أنتباهها أصوات صادرة من الباحة تحتها وتعرفت الى صوتي بارني وباتسي وقررت أنه يحق لها التنصت لمحادثتهما خاصة أن أدوارد ليس معهما فأصغت جيدا وسمعت باتسي تقول:
" طلبت من أدوارد أن يحضر سيارة تاكسي هذا الصباح وذهبنا الى مدينة كبنفار وأشتريت فستانا جديدا , سوف تظن أنني لا أملك سوى فستان واحد أن أرتديت اليوم فستاني الأصفر لكن من الصعب حمل ثياب كثيرة أثناء السير , أما فستاني الجديد فهو رائع ويلفت الأنظار , أينما كنت لم أتوقع أبدا أن أجده في مدينة كبنفار".
علت ضحكة بارني فعضت سامنتا على شفتها حين سمعتها من دون أن تعرف السبب وسمعته يقول لباتسي:
" آه- لكن أهل أسكتلندا يعيشون في القرن العشرين أيضا".
ضحكت باتسي وقالت:
" أظن أنك على حق- لكن يخيّل ألي دائما أنهم مختلفون عنا بمئتي سنة على الأقل".
صمتت لبرهة ثم قالت:
" بارني , سوف تطلب أن تخصص لنا طاولة لأربعة أشخاص أليس كذلك؟ أعرف أن أدوارد لن يحرك أصبعا حيال الأمر هذا".
أصغت سامنتا بأنتباه كبير فهي معنية بالقضية هذه ويحق لها كل الحق أن تعرف رأي بارني في الموضوع وسمعته يقول:
" سأكلم صاحب الفندق- لكن لا أعرف أن كان يناسبهم هذا الشيء , لا يمكننا قلب الأمور رأسا على عقب ونحن لن نبقى في الفندق سوى أيام معدودة".
شعرت سامنتا بأرتياح كبير لجوابه وسمعت باتسي تلح.
" لكنك ستحاول؟".
" سأحاول".
ساد الصمت بينهما لبرهة وتبعه همس وضحك فأنقبضت يدا سامنتا بقوة وراحت تحدق بالسقف وتفكر بالآنسة باتسي التي بدأت تستعد للأنقضاض النهائي على بارني وتساءلت سامنتا عن خطوة عزيمتها المقبلة فالله وحده يعلم ما تحضره بعد الفستان الجديد والأصرار على الطاولة المشتركة.
أغتسلت سامنتا بتأن ثم فتحت خزانة الثياب لتختار فستانا , وقع نظرها لا شعوريا على فستان لم تكن قد أرتدته أبدا وشاءت الصدف أن يقع تحت يدها أثناء تحضيرها حقيبتها بسرعة فضمته الى ثيابها الأخرى.
ترددت عدة دقائق قبل أن ترتديه وتنظر الى صورتها في المرآة وتقطب حاجبيها , كان حتما يلفت الأنظار بلونه الأحمر الفاقع وبقماشه الرفيع الذي يلتق بجسمها ويبرز كل خط من خطوطه وله قبة منخفضة جدا ويرفرف بحرية حول قامتها النحيلة , وأدركت أن منظرها فيه وبشعرها الذهبي الأحمر ملفت للأنظار ولا يخلو من بعض الأثارة وهو يضاهي كل ما تستطيع أن تلبسه باتسي غوردن.
وضعت المساحيق على وجهها بدقة وزادت من أحمر الشفاه وتمنت لو أحضرت معها أحمر الشفاه الفاقع كي يتماشى مع الفستان وراحت تتأمل صورتها النهائية في المرآة.
سمعت وقع خطى في الممر وظنت أن باتسي عادت الى غرفتها لتحضير نفسها وأرتداء الثوب الذي تطمح أن يكسب لها قلب بارني , لكنها فوجئت بقرع على بابها وسمعت بارني يقول لها :
" هل يمكنني الدخول؟".
أنتابها ذعر شديد لأدراكها أن بارني سوف يراها بهذا الفستان الذي لن يعجبه حتما عليها برغم أدراكها أنه قد يسحر به لو أرتدته شقراء غيرها.
قرع الباب مجددا ظنا منه أنها نائمة ثم فتح الباب ودخل الغرفة ووقف مشدوها حين رآها , حدق بها لبرهة ثم ما لبثت عيناه أن أبتسمتا وتقدم نحوها بعد أن أقفل الباب وسألها بصوت هادىء:
" ماذا يفترض أن يكون هذا؟".
" هذا فستان".
وأستدارت على ذاتها دورتين فرفرفت التنورة حول قامتها ثم قالت:
" أرتديته لتناول العشاء".
" فهمت , لكنك لن تتناولي العشاء بهذا الفستان يا حبيبتي فهو مناف للأخلاق".
" أنه.........".
" لا يهمني ما هو , فهو لا يناسب مكانا كمطعم فندق ويمكنك أن تخعليه حالا".
" يمكنني ذلك لكن لا أنوي تبديله وسأنزل به".
منتديات ليلاس
" لا- ليس في هذا الفندق , فالمقهى يرتاده الصيادون ولسنا في مقهى ( الليدو) في باريس , أرتدي ثوبا أقل أثارة".
رمته بنظرة متسائلة وكأنها البراءة بعينها وأدركت في الوقت ذاته أنها بدأت تستمتع بالموقف وسألته:
"هل أثيرك؟".
ضحك بنعومة وقال لها بصوت منخفض أرتعشت له:
" أنت تعلمين جيدا أنك تثيريني لكنني أفكر بهذا العجوز الذي يجلس في زاوية المقهى والذي قد يصاب بنوبة قلبية أن رآك".
" سوف نعرف عن قريب لأنني مصممة على أرتدائه".
" لن ترتديه وأنت تعرفين ذلك".
" لن أخلعه فقط لأنك لا تحبه".
طاف نظره حول جسمها بحنان كبير ثم قال بصوت ناعم:
" آه- أنني أحبه, أنه......".
وعبر بحركة من يديه عن أعجابه الصادق ثم ضحك وقال:
" لكنك لن تتناولي العشاء به".
" سأتناوله به يا بارني".
هز رأسه ببطء ثم سحب المفتاح من القفل بسرعة خاطفة قبل أن يتسنى لها منعه من ذلك وراح يهز المفتاح أمام عينيها ثم سألها:
" ألن تبدليه؟".
" كلا".
" حسنا , ستحرمين نفسك من عشاء شهي , سأحتجزك في الغرفة الى أن تغيري رأيك".
" لن تجرؤ على ذلك".
" سأنفذ كلامي وأنت تعلمين ذلك , لن أدعك تظهرين وكأنك كليوباترا فتقفز عينا أدوارد وارن من محورهما".
" لا فرق بينه وبينك أن كنت تميل الى باتسي غودن في فستانها الجديد".
" آه- أنت على علم بهذا الأمر , لكن أطمئني فبعد أن شاهدتك في هذا الفستان لن يعجبني أي فستان آخر".
" سأرتديه ولن تستطيع منعي من ذلك".
"طبعا لا لكنني قادر على أجاعتك حتى تطيعي الأوامر , هذا أسلوب قديم وفعال جدا".
" نعم أنه أسلوب أستعمل في العصور الوسطى , سأصرخ أن أحتجزتني هنا , أقسم لك أنني سأصرخ".
" أن صرخت أضربك , أما الآن فأخلعي هذا الفستان وألا حرمت نفسك من العشاء".
" أنت وحش! وحش قاس ومعدوم الأحساس".
" معقول".
" لقد عرفتك منذ ثماني عشرة سنة ولم ألمس طيلة هذه الفترة هذه الوحشية الفظيعة المختبئة وراء تهذيبك المستعار".
" ليس مستعارا أنما صادق".
" أنت ظالم ومحتال".
" كالثعلب".
" آه...".
لم تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن حنقها فقالت:
" لماذا توافق ذائما على كلامي؟".
" بسبب تهذيبي المستعار , لا حيلة لي".
منتديات ليلاس
وقفت في وسط الغرفة وشعرن بالجوع يقرص معدتها وأحتارت بين متابعة التحدي أو الأستسلام فقالت:
" أنني جائعة".
" أخلعي هذا الفستان يا عزيزتي كي ننزل ونتناول العشاء".
" لن...".
رفع المفتاح وسألها:
" ماذا تفضلين؟".
" أنني أكرهك – أنني حقا أكرهك".
وضع يديه بنعومة على كتفيها وراح يداعبها بلطف ثم ضمها الى صدره وعانقها بنعومة وهمس لها:
" لا أصدقك!".
وشعرت سامنتا برغبة جامحة في البكاء لكنها سمعته يهمس في أذنها:
" أنت أجمل بكثير في الفستان الأخضر".
نهاية الفصل السابع
|