كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقالت :
"انه لا يكاد ينظر الي."
وقطبت وهي تقول هذا , متذكرة تلك المناسبات التي كان يتأملها فيها . ثم عادت تقول :
" لقد وعد !"
وساءت نفسها , أتراها كانت تحاول اقناع نفسها ؟
اضطرت ترودي الى الضحك قائلة :
" وعد ؟ أتصدقين حقاً أنه سيحافظ على وعده ؟"
قالت هيلين :
أظن انه موقع ثقة ."
منتديات ليلاس
وطاف بوجه صديقتها ظل من الرثاء . ثم قالت :
" ماأقل ماتعرفين . ولوكنت مكانك مااتكلمت كثيراً على وعد كهذا , هؤلاء الرجال الشرقيون على حالهم .... أوكما يجعلهم المناخ ... أنا متزوجة من أحدهم , وأعرف .... يؤسفني أن أبدد أوهامك , لكنك ترتبكين أكبر أخطاء عمرك إذا ظننت أنك ستبقين زوجك بعيداً الى ما لا نهاية , ما هكذا خلق الرجال . كما أن هذا ليس طبيعياً له أو لك . كلا ياهيلين , صدقيني – عندما يقرر ليون أن ينتهك هذا الوعد فسينتهكه بدون أي وخز من الضمير ."
"ولكن مشاعري .... يجب ان يراعيها ."
" كلا ياهيلين , وحق السماء! إنك لست ساذجة . وعندما يؤاتيه المزاج ل....ل...."
وسكتت وهي تهز كتفيها في ضيق , ولكنها استرسلت بعد لحظة :
" عندما يحين الوقت , لن يتذكر أنه أعطى وعداً , فيجب أن تعدي نفسك ."
ودهشت هيلين إذ وجدت نفسها ترتعد , وقالت في يأس :
" ليون له ملاهيه , ولن يرغبني أبداً ."
قالت ترودي ضاحكة :
"ليس لديك دليل حقيقي على أن له ملاهيه .... كما تسمينها . في أية حال , من الانسب أن يجد مايريده في متناول يديه , وقد لا يشعر دائماً برغبة في الخروج ."
منتديات ليلاس
** ** **
اشتد تدافع الدم الى وجه هيلين , وقالت :
" أرجوك ياترودي ! أرى أن نغير الموضوع ."
وهذا مافعلتاه , وانقضت بقية النهار على نحو هادىء . وبعد تناول الغداء في الشرفة , ذهبتا الى المدينة .
قالت ترودي وهي توقف سيارتها في شارع جانبي :
"كثير من المتاجر تغلق أبوابها من الساعة الواحدة والنصف الى الثالثة ولكن بعضها تستمر مفتوحة , وسوف نشتري مانريد ."
اشترت هيلين جوارب الطفلين فقط , بينما اهتمت ترودي بشراء الاغذية . وعندما فرغتا من التسوق , ذهبتا الى مقهى طلباً للمرطبات . وارتفعت عشرات العيون عن ورق اللعب والنرد لتتأمل الاثنتين باهتمام . فقالت هيلين :
"أكره هذه المقاهي , لماذا يحملقون هكذا, حتى ليظن أي شخص أنهم لم يروا نساء في حياتهم ؟"
فتلفتت ترودي حولها قائلة :
" هل لأن نساءهم لا يرتدن هذه الاماكن , توقعت أن يكونوا ألفوا مجيئنا نحن , الاجنبيات , فما أكثرنا هنا . تعالي نخرج !"
جلستا في الشرفة تتسليان باحتساء الاوز وتناول مزة من الزيتون والخيار ومكعبات صغيرة من الكبد والجبن . وتذكرت هيلين عناءها الاول في تعود الاطعمة المحلية . وسألتها ترودي في سياق الحديث :
"هل ذهبت الى ماري مونتي ؟"
التمعت عينا هيلين وقالت :
"كلا , ولكن روبرت دعاني للذهاب الى هناك معه ."
فتساءلت ترودي في فضول :
" روبرت ؟ آه ..... الشاب الانكليزي الذي قابلته على السفينة , هل يذهب الى هناك ؟ إنهم يعدون مآكل مدهشة .... من أحسن ماتناولت. هل ستذهبين مع روبرت ؟"
" ربما .... في أحدى الامسيات , فالوحدة تقسو أحياناً , بعد أن أسلم الطفلين للفراش ."
فسألتها ترودي :
"هل تستطيعين أن تتركيهما ؟"
أجابت هيلين :
"ستمكث آرتيه معهما ."
" أتقولين أن ليون يكون خارج البيت دائماً ؟"
|