كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
جففت هيلين عينيها , واصطنعت بمجهود ابتسامة باهتة وقالت :
"كلا , يا عزيزتي , ولا شيء ."
لكن الدموع عادت . وحاولت هيلين التخلص من ذراعي فيونا , لكن الصغيرة تعلقت بها بشدة وشرعت تبكي فهتفت هيلين :
"اسكتي يا فيونا العزيزة , لا شيء هناك اطلاقاً ."
" بل إنك حزينة , ما كنت تبكين لو لم تكوني حزينة ."
جففت هيلين عينيها وتحولت تمسح الدموع عن وجه فيونا الصغيرة , وهي تقول :
"لست حزينة يا حبيبتي . كوني مطيعة وكفي عن البكاء ."
قالت فيونا وجسمها يرتج بالتشنج :
"لماذا كنت تبكين ؟"
فضمتها هيلين لحظة بدون كلام , ثم قالت أخيراً :
"لم أكن بصحة جيدة ."
فتطلعت فيونا بلهفة , وبدا أنها على وشك البكاء ثانية
بادرت هيلين قائلة , وقد حزنت لتكدر الطفلة :
"لم أعد كذلك . إنني الان بخير يا عزيزتي ."
منتديات ليلاس
دهشت هيلين إذ اتقدت عينا ليون غضباً , عندما أبلغته رسالة عمته وقد عاد الى البيت مبكراً خلافاً للعادة . وصاح محنقاً :
"هل تتصور أنه لا يوجد ما يشغل بالي سوى دارها ؟ عليها ان تنتظر فهناك أمور أهم تحتاج العناية حالياً ."
ما هذا السخط ؟ وما معنى هذه الكلمات ؟ هل حدث بينه وبين بولا ما يسوء ؟ أم أن علاقتهما أصبحت أكثر عمقاً وتوريطاص ؟ واضطرت الى أن تسأله :
"ما هذه الامور الهامة يا ليون ؟ "
لكنه هز رأسه وأبى أن يخبرها . وإن كانت توقعت ذلك , كان يبدو مجهداً , ولاحظت عينيه كذلك , لكم تبدوان متعبتين ! ونتف الشيب عند سالفيه بدت بيضاء تقريباً ! ما الذي ألم به ؟ وفي لحظة وجيزة لم يخالجها سوى الحب والحنان , وتحرقت الى أن تحيطه بذراعيها , وأن تجذب رأسه الى صدرها لتواسيه . لكنها أسرعت تقاوم لين قلبها . إن ما حدث – أيا كان – لا يعني سوى بولا . واذا انغمس في علاقة كهذه فعليه وحده أن يحمل عبء أي متاعب تترتب عليها . لماذا تمنحه عطفها وهو يضن عليها بالعطف ؟
لم يخاطبها لساعة أو أكثر . وعندما أقبل تشيبي يطوح بكرته ويتلقفها وصاح فيه مغضباً , صاحت على الرغم منها :
"ليون ! لا داعي لأن تكلم تشيبي هكذا ."
وجاء رده حاداً , فصاحت به :
"لا حاجة لك بأن تصرخ , فلست صماء ."
حدجها بغضب , وهم أن يتكلم , ثم سكت وأخلد للصمت . وكانت هيلين تتأجج غضباً . ظلت أسبوعين تقضي الامسيات وحدها , ولما عاد مبكراً مرة , لم يفعل سوى ان ينفث غضبه فيها وفي الطفليين . وسعت الى الحديقة لتنضم الى الصغيريين , وتركوه وحيد . لكنه ما لبث ان جاء وقال أنه ذاهب لمقابلة عمته – كان صوته قد فقد حدته , لكن مزاجه ظل مكدراً .
فسألته :
"هل عثرت لها على دار صغيرة ؟"
"كما تبتغي لكن أغلى مما توقعت . على ان بيتها العتيق جلب سعراً ممتازاً فستخرج بفائض كبير ."
ودفع يداً كليلة خلال شعره , ثم انطلق – وهو لا يزال مضطرباً متعباً . وانتقلت حاله الى هيلين , فلن تطق البقاء وحيدة أمسية أخرى , واستبقت الطفلين ...ولدهشتها عاد ليون قبيل الساعة التاسعة فلما رأى الطفلين ساهرين , قالت :
"استبقيتهما ليؤنساني . من الممكن الان ان يذهبا الى النوم ."
قال متردداً :
"لا داعي اتركيهما فترة , واحضري عشاءهما هنا."
منتديات ليلاس
عجبت هيلين . كان دائم الحزم بالنسبة لموعد نومهما . وهزت كتفها وذهبت الى المطبخ . وعندما عادت الى حجرة الجلوس , وجدت فيونا على حضن عمها , وذارعها حول عنقه , ووجنتها تلتصق بوجنته . أما تشيبي فظل جالساً على السجادة , واجماً . وأطل ليون من مجلسه لحظة – ثم بدا على وشك البكاء . وأدركت هيلين ما به . ولكن ليون عاد يسأله , فقال مشيحاً ببصره :
"إنك لا تحبني قدر ما تحب فيونا , صرخت في مغضباً , عندما كنت العب بالكرة ."
بسط ليون ذراعه للصبي , قائلاً :
"إنني آسف يا تشيبي "
|