المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ورفعها الى السرير , وانتزع حذاءها , وجذب الغطاء فوقها ثم اغلق مصاريع النافذة وقال :
"حاولي ان تنامي يا حبيبتي ."
وما ان خلت بنفسها , حتى عجزت عن كبح دموعها , كيف فعل ليون بها هذا ؟ لكم أطرى رسمها , وألح في عرضه . كيف بدا صادقاً حين قال أنه يريده في مكتبه ! فليستمتع بفوزه فترة , ثم يفيق , وليذهب اذ ذاك الى بولا مكسويل , لأن هيلين لن تجعله يقربها ثانية !
كان ليون يجلس بجوار الفراش حين استيقظت , فسألته أن يفتح مصاريع النافذة , فقال :
"لقد هبط الظلام يا عزيزتي ."
وأضاء النور الكهربائي وهو يضيف :
"أتشعرين بتحسن ؟"
ما أبرعه في صبغ صوته بالاهتمام والقلق ! فقالت :
"إنني بخير .... كان مجرد صداع ."
فقال :
"هل أنت متأكدة ؟"
أجابت :
"كل التأكيد , سأنهض الآن ! "
لا شك أن الصدمة جعلتها شاحبة , وصرفتها عن العشاء . وكان قلق ليون واضحاً , فامتلأت نفسها مرارة وغيظاً , لو أن شعوره كان صادقاً لزحفت الى ذراعيه , والتمست عزاء على صدره !
منتديات ليلاس
** ** **
استيقظ الطفلان في السادسة صباحاً وأقبلا يركضان , لكن ليون لم يكن راضياً , وسألها :
"هل تشعرين بأنك قادرة على الرحلة ؟ إذا لم تكوني قادرة فلن نقوم بها ."
وضمها اليه بالرقة المألوفة . كيف يكون بهذا الرياء ؟ هل هناك تفسير محتمل ؟ حتى إذا كان يحب بولا , مالذي يضطره لاعطائها لوحة زوجته ؟ وأحست هيلين بيده تربت وجنتها برفق وحنان . هل تسأله عن اللوحة ؟ هل يمكن اجلاء هذا الغموض بايضاح بسيط ؟ لو كان مذنباً , فسيدب بينهما شقاق, هذا ما حرصت على تفاديه اكراماً للطفلين .
** ** **
منتديات ليلاس
قضوا اليوم الأول مع أم ليون , ثم انتقلوا بعد العصر الى فندق في كتيما , عاصمة منطقة بافوس الحديثة , وكان المساء جميلاً , صافي السماء , والهلال يمخر عبابها فوق البحر وخلفهم سفوح جبال ترودوس . كان البحر هادئاً , وسارا على الشاطىء في صمت – بعدما أوى الطفلان الى الفراش – أخذت هيلين تسائل نفسها : ترى هل أحس ليون بنفورها ؟ فهي برغم محاولاتها لم تكن تقوى على النظر اليه , أو مخاطبته بتلك الرقة التي أصبحت أخيراً طبيعية لها . اذا فطن لتغير فانه لم يقل شيئاً , ولعله حسبها لا تزال متأثرة بصداع الامس .
قطع الصمت أخيراً , قائلاً :
"ما أهدأ البحر . سنقضي الصباح على رمال الشاطىء , وفي السباحة . وفي الاصيل , ننطلق بالسيارة الى غابة بافوس ."
فقالت :
"هل هي جولة ممتعة للطفلين ؟"
فضغط يدها برفق قائلاً :
" ستروق لك . ليست الجولة للطفلين فحسب كما تعرفين ."
وتطلعت اليه تحاول كشف أساريره . لكن الظلام لم يمكنها . كيف يستطيع تمثيل دور كهذا؟ وفجأة عادت اليها ذكرى غريغوري . ظل عاماً كاملاً يخدعها ببراعة , بدون أن تساورها لمحة شك . ظل سلوكه كما عهدته , لا كلمات حنان , ولا قسوة , ولا مشاجرات . وها هو ذا ليون يحذق فن الخداع , حتى لتعذر أن تصدق أنه كان يخدعها .
كانت الرحلة للطفلين مغامرة عظيمة , رغم أنها كانت لهيلين محنة مرهقة . كان الطفلان بحاجة الى تغير رتابة حياتهما , ولو أنها خيبت رجاءهما لما صفحت عن نفسها أبداً , لكن شقاءها كان يفوق أحياناً ما تحتمل . فلم تستمتع بلحظة واحدة . وقضوا الصباح الاخير على الرمال , عند خليج صغير جميل , في غرب بافوس . كان تشيبي يستطيع السباحة , وليون يعلم فيونا في كل فرصة . ولوحت الشمس بشرة الطفلين وتألقا بالصحة .
|